رواية مملكة إيرينا الفصل الثاني 2 بقلم مصطفى جابر
رواية مملكة إيرينا الجزء الثاني
رواية مملكة إيرينا البارت الثاني

رواية مملكة إيرينا الحلقة الثانية
“إنتو مين؟ وكيف وصلتم إلي هنا؟”
مني نطقت بخوف : أحنا مش عارفين ، أحنا كنا بنقري كتاب وفجأة لقينا نفسنا هنا ، أنتو بقي مين ولابسين كده ليه
الحارس نظر ليهم بحدة وقال:
“أنتو محتالين وشكلكم مش من المملكة دي، تعالو معانا، لازم تروحو للملك وبيقرب منها الحارس لكنه بيهمس ليها وبيقولها”
“لو سمعتي الكلام وحافظتي علي هدوئك هساعدكم وأخرجكم من هنا …بس لازم تيجي معايا أنتي وصديقتك.
قائد الحراس بحدة:
“يا حراس ، كتفو أيديهم وخدوهم قدامي علي قصر الملك
مني حاولت تعترض:
“إحنا مش مجرمين! إحنا بس…”
قاطعها الحارس وشوشها بسرعة:
“اسمعي أنتي كمان ما تعانديش أسمعو الكلام لحد ما نوصل القصر وبعدها هحاول اهربكم
شهيره قررت تسكت وتتحرك معاهم، قلبها بيقولها إن الحارس ده ممكن يكون أملهم الوحيد. خرجوا من المكتبة وكان برا الدنيا مختلفة تمامًا عن الإسكندرية اللي كانوا فيها. شوارع ضيقة، بيوت حجرية قديمة،وناس متكتفه بتتعذب
وهم ماشيين في الشوارع، شهيرة كانت بتحاول تحفظ تفاصيل المكان. الميادين الضيقة، الأصوات العالية للبائعين، والجنود اللي واقفين في كل زاوية.
منى همست:
“شهيرة، ده حلم صح؟
شهيرة ردت عليها بهدوء:
“لو كان حلم، يبقى لازم نكمله. لو مش حلم، يبقى لازم نفهم إحنا فين.”
وصلوا أخيرًا لقصر ضخم، أبوابه من الحديد الأسود، وحراسه واقفين زي التماثيل. الحارس اللي كان بيهمس ليهم بصوت واطي قال لشهيرة:
“خليكي هادية. الملك داريوس مش سهل ولو حس غريبه منك او حس إنكم خطر هاا…”
مكملش جملته. الحراس دفعوهم لجوه القصر، وقاعات القصر كانت كبيرة بشكل مريب، جدرانها متزينة برموز غريبة وتماثيل وجماجم مرعبة لملوك وأمراء.
دخلوا على قاعة العرش. وكان قاعد هناك… الملك داريوس.
رجل طويل وضخم، عيونه مرعبه، وابتسامة فيها خبث واضح. قام من مكانه ببطء وقال بصوت شديد :
“مين اللي جاله الجرأة انه يدخل أرضي من غير إذني؟”
شهيرة حسّت بتوتر رهيب، لكنها رفعت راسها وقالت:
“إحنا مش جايين بمزاجنا… إحنا اتسحبنا لهنا. إحنا مش أعداء.”
ضحك داريوس ضحكة قصيرة وساخرة:
“مفيش حد بييجي لأرضي صدفة. لو كنتوا مش أعداء، يبقوا جواسيس… وفي الحالتين، مصيركم مش هيكون سهل.”
الحراس شدوا إيديهم بعنف أكتر. بس الحارس اللي كان لطيف معاهم، رفع صوته وقال:
“مولاي، يمكن نستفيد منهم. شكلهم مش زي أي حد… يمكن يكونوا مفيدين لجنابك.”
داريوس بص له بنظرة حادة، بس ابتسم وقال:
“هنشوف. وديهم للسجن لحد ما أقرر مصيرهم.”
وصلو السجن ، وشهيرة ومنى كانوا محبوسين في زنزانة ضيقة، جدرانها حجرية وسقفها منخفض، فيه شباك صغير بيعدي منه ضوء ضعيف. السجن كان ريحته كأنها خليط بين الرطوبة والموت. أصوات صدى صراخ بعيد كانت بتوصل لأذانهم، زادت من خوفهم.
منى قعدت على الأرض وقالت بصوت مكسور:
“إحنا اتورطنا… إحنا في كابوس حقيقي.”
شهيرة كانت بتحاول تسيطر على أعصابها، رغم إن قلبها كان بيدق بسرعة:
“منى، لازم نفكر. مفيش حاجة بتحصل من غير سبب. أكيد في سبب لوجودنا هنا.”
قبل ما ترد عليها منى، باب الزنزانة اتفتح فجأة ودخل الحارس اللي ساعدهم في البداية. كان باين عليه التوتر والخوف.
شهيرة وقفت بسرعة وقالت:
“إنت كنت فين؟ ليه اتأخرت ومن فضلك تشرحلي أحنا فين؟”
الحارس قال وهو بيبص ورا ظهره يتأكد مفيش حد:
“أنا اسمي جاستن فاير. مش كل الحراس مع داريوس في ظلمه. أنا بشتغل مع حركة مقاومة سرية بتحاول تخلص المملكة من حكمه.”
منى قامت بسرعة:
“مقاومة؟ إنت بتهزر؟ إحنا أصلاً مش من هنا! إحنا جينا بالصدفة ، بص هفهمك أنا كنت بقري كتاب وفجأة لقيت نفسي هنا.”
جاستن اتقدم خطوتين وقال بنبرة جدية:
“مفيش حاجة اسمها صدفة هنا. في نبوءة قديمة بتقول إن الغرباء اللي هيجوا من عالم تاني هما اللي هيقدروا يواجهو داريوس ويهزموه ..ولما شفتكم، عرفت إنكم مش عاديين وأنكم أنتو أبطال النبوئه دي.”
شهيرة ابتلعت ريقها بصعوبة:
“نبوءة؟! إحنا مش أبطال نبوءة ولا حاجة. إحنا مجرد بنتين ضايعين.”
جاستن ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
“ممكن تكونوا ضايعين دلوقتي… بس أوقات القدر بيختار الناس العاديين علشان يعملوا حاجات غير عادية.”
منى قالت بسخرية:
” القادر اختار غلط المرادي .. أحنا مينفعش نفضل هنا
جاستن تجاهل تعليقها وقال:
“أنا هساعدكم تهربوا من هنا. بس لازم تكونوا أقوياء ومستعدين لمواجهة اي حاجه تقابلكم .”
شهيرة بلهفة : طيب، هنهرب إزاي؟”
جاستن طلع مفتاح صغير من جيبه وفتح الزنزانة بهدوء:
“اتبعوني… وخلوا صوتكم واطي.”
خرجوا من الزنزانة وبدأوا يمشوا في ممرات السجن المعتمة. أصوات خطوات الحراس كانت بتقرب وتبعد، وجاستن كان عارف يتحرك زي الشبح، ياخدهم من طريق لتاني بسرعة قبل ما حد يشوفهم.
لكن فجأة، سمعوا صوت عالي:
“وقفوا! مين هناك؟!”
اتكشفوا. جاستن سحب سيفه بسرعة وقال:
“اجري! أنا هغطي عليكم!”
منى صرخت:
“لأ! مش هنسيبك!”
شهيرة شدتها بقوة:
“لازم نمشي! مش هينفع نقف دلوقتي!”
جروا في الممرات الضيقة، صوت صليل السيوف وصرخات الحراس وراهم. شهيرة قلبها كان بيخبط بقوة، لكنها فضلت تجري. لحد ما لقوا باب صغير في آخر ممر. دفعته بقوة وخرجوا على مكان مفتوح… ساحة كبيرة مليانة أطلال قديمة.
جاستن لحقهم وهو بيتنفس بصعوبة:
“المكان ده آمن مؤقتًا… بس لازم نتحرك بسرعة.”
شهيرة قالت وهي بتلهث:
“إحنا عايزين نفهم… إحنا مين بالنسبة للنبوءة دي؟ وإزاي هنقدر نهزم ملك زي داريوس؟”
جاستن بص لها وقال:
“الكتاب اللي جبتوه معاكم… هو المفتاح. فيه أكتر من مجرد كلمات. الكتاب ده مش بس جابكم هنا… ده مرتبط بقوة الملك نفسه. ولو عرفنا نستخدمه صح، هنقدر نغير مصير المملكة.”
منى همست بخوف: طب لو فشلنا؟”
جاستن رد بنبرة حاسمة:
“لو فشلنا… مش هيبقى فيه عالم ترجعو ليه.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مملكة إيرينا)