رواية مصيف رقم 7 الفصل الثاني 2 بقلم رنا
رواية مصيف رقم 7 الجزء الثاني
رواية مصيف رقم 7 البارت الثاني

رواية مصيف رقم 7 الحلقة الثانية
_طيب أنا مش هغني تاني… بس لما أبقي مشهورة بعدين متطلبوش مني تذاكر حفلاتي!
قالتها فرح وهي بتبصلهم بتحدي مضحك خلتهم كلهم يضحكوا عليها
ماعدا خالد اللي كان عينه على الطريق وبيدخن سيجارة ولما شاف لافتة مكتوب
عليها مصيف الجوهرة “مصيف رقم 7” قال بهدوء:
_وصلنا
وصلوا مع غروب الشمس المكان كان شكله جميل بس فاضي بشكل مريب.. الفنادق جنب بعض..
لكن معظمها مقفول وكأنهم أول ناس ييجوا هنا من فترة طويلة.
المصيف كان هادي ..الشاليهات مترتبة جنب بعض و أبوابها مقفولة شبابيكها متربة وكأن محدش دخل هنا بقاله سنين..
الشوارع كانت فاضية ولا صوت عربيات ولا أطفال بتجري.. حتى الكافيتيريا الصغيرة اللي عند البحر كانت مهجورة و الكراسي مترتبة لكن مفيش حد قاعد كأنها مستنية زباين عمرهم ما هييجوا ..البحر قدامهم هادي بشكل مش طبيعي مفيش حتى صوت موج واضح وكأنه حاسس بالصمت اللي مغطي المكان..!
الشوارع فيها كام عمود نور شغال بس الإضاءة ضعيفة عاملة ظل على الأرض ..
نزلوا من العربية وكل واحد فيهم كان عنده رد فعل مختلف على المكان…
اتكلمت سلمي وقالت وهي بتبص حواليها باستغراب:
_أنا مش فاهمة.. إحنا في مصيف ولا في ايه بالظبط؟! فين الناس؟
فين الزحمة؟ فين العيال اللي بتلعب على البحر؟!
_فين العربية !
قالتها فرح بعفوية بعد ما نزلت من العربية
وعد وهي بتصور بكاميرتها الصغيرة تفاصيل المكان:
_بصراحة.. المكان ليه vibe كدا غريب.. بس حلو تحسوا إنه من عالم تاني
مالك وهو بيقف في نص الشارع الفاضي وبيفتح ايديه بحماس:
_شايفين يا جماعة مفيش دوشة.. مفيش زحمة.. مصيف هادي بعيد عن القرف والزحمة.. ده اللي كنت بحلم بيه
خالد كان آخر واحد نزل ..ساند علي العربية ساكت وبيبص للمكان بعين متفحصة ..
كإن المكان ده مألوف بالنسباله كإنه يعرفه وشافه قبل كدا ..لكن فين ؟!..حس إن الجو فيه حاجة غلط فيه صمت غير طبيعي… مش بس المكان فاضي كأن حتى الطبيعة واقفة ساكتة بتراقبهم بس ماحبش يكبر الموضوع لإن ده مجرد احساس..
سلمي وهي شايلة شنطتها وبتبص حواليها بريبة وبشك معتاد:
_هادي بدرجة مرعبة… مش طبيعي إن مكان زي ده يكون فاضي كدا حتى في عز الصيف ..
ده حتى لو مش مصيف مشهور.. المفروض يبقى فيه على الأقل ناس ساكنين هنا.. بس المكان كأنه مقفول من سنين
مالك ضرب كف على كف وقال بنبرة مستفزة وهو بيبص لفرح وسلمي:
_يا بنات يا بنات… هو أي مكان هادي عندكم فيلم رعب؟!
طب ده أحلى حاجة في الدنيا هدوء وسكينة..
فرح رفعت حاجبها وقالت وهي بتقف وتحط إيدها على وسطها:
_أيوة… سكينة فعلًا.. بس سكـ ـينة اللي على رقبتنا يا مالك!
بعدين كملت وسط الصمت الغريب وقالت بحسرة :
_كان زماني دلوقتي قاعدة في البيت و البطل كان أخيرًا هيلحق البطلة بعد 70 حلقة جري في المطر…
بس لأ اخترت المغامرة! والنتيجة؟ واقفة في مصيف شكله مستني أول زبون من أيام الفراعنة
ومفيش بطل بيجري ينقذني… اللي عندي مالك وأشك إنه هيلحق نفسه أصلًا!
ضحكوا كلهم علي جملة فرح الاخيرة .. فقالت سلمي وهي بتبص للشاليهات المهجورة بخوف:
_تعرفي الفرق بين المسلسل الهندي والمكان ده ايه ؟ هناك الناس بتـ ـموت وترجع..لكن هنا لو مو تنا محدش هيلاقي الجثـ ـث أصلاً!
خالد بصلهم بهدوء مستني الضحك يهدى شوية قبل ما يتكلم.. لما حس إنهم بقوا مركزين عليه قال بصوته الهادي اللي دايمًا فيه لمسة من العقلانية:
_بصوا يا جماعة… المكان فاضي اه .. غريب شوية؟ ممكن ..بس مش معناه إنه مهجور أو فيه حاجة غلط.. ببساطة إحنا جينا في وقت مش موسم والمصايف دي لما بتكون بعيدة ومحدش بيعرفها بتبقى بالشكل ده… هدوء وعزلة.. لو فكرنا بمنطقية ده معناه إننا هنرتاح من الدوشة والزحمة والمكان كله لينا يعني تجربة جديدة ومختلفة..و لو معجبكوش المكان نرجع عادي فين المشكلة !
مالك ابتسم وهو بيحط إيده على كتف خالد وقال بمزاح:
_عين العقل والله.. يا جماعة بدل ما نقف نهري في نظريات تافهه يلا ندخل الشاليه ونرتب
حاجتنا وبعدين نفكر هنعمل إيه.. وادينا بنجرب مش هنخسر حاجة
فرح ضحكت وقالت بسخرية :
_ ع فكرة انا بهزر ده كله ..بعدين عفـ ـاريت ايه وكلام فاضي
سلمي حبيبتي اهدي كدا وفكري بالعقل
سلمي حطت إيديها في وسطها وقالت بتحذير وهي بتبص لمالك:
_ بس لو حصل حاجة هتكون أنت المسؤل
مالك ضحك وقال بثقة:
_وأنا قد المسؤلية..
دخلوا اول شاليه بخطوات متحمسة …لكن أول ما الباب اتفتح كلهم وقفوا في مكانهم.. المكان كان مكتم كأن محدش دخله بقاله فترة ريحة التراب كانت واضحة والهدوء اللي في الجو زاد عليهم الإحساس إنهم دخلوا مكان متوقف في الزمن..!
الشاليه نفسه كان بسيط.. الصالة واسعة وفيها كنب قديم شكله مستعمل كتير.. فيه شباك كبير بيطل على البحر لكن ازازه كان مغطي بطبقة تراب خفيفة كأن محدش قرب منه بقاله فترة ..الستائر كانت بتتحرك ببطء مع الهوا اللي داخل من الشباك ..
الدنيا كانت ساكتة بطريقة مش مريحة… مفيش صوت غير أنفاسهم وحركة رجليهم على الأرضية الخشبية..
فرح وهي بتدخل وبتبص حواليها:
_أخيرًا! شكل المكان مريح أهو.. بس محتاج يتنضف شوية
سلمي وهي بتلمس ترابيزة عليها تراب بقرف لإنها مش بتحب الفوضي:
_يتنضف شوية؟! ده محتاج شركة نضافة تجيبه الأرض!
وعد وهي بتمسح التراب من على الازاز بتاع الشباك عشان تاخد صورة للبحر:
_تحسوا إن محدش دخل هنا بقاله زمن..
بس بجد البحر هنا غريب.. أنا متعودة عليه بيبقى صوته عالي وموجُه مزعج.. هنا هادي بزيادة.. مفيش حتى نسمة هوا!
_لاحظي اننا في الصيف يا فوتوجرافر
قالتها فرح وهي بترمي نفسها بتعب علي الكرسي
مالك وهو بيرمي شنطته على الكنبة بملل :
_كفاية وساوس بقى! هنعيش مغامرة ونشوف.. ما يمكن المكان ده يبقي أحسن حاجة حصلتلنا ..
لكن مجرد ما قال الجملة دي… النور قطع فجأة والمكان غرق في ظلام تام…!
و قبل ما حد يتحرك سمعوا صوت خبط ضعيف على الباب كأن حد بيحاول يفتحه
والكل وقف مكانه متجمد و بصوا لبعض وساد الصمت تمامًا..!!
يتبــع…!
****************
“في تلك اللحظة توقف الزمن.. وبقي الخوف وحده يتنفس في المكان
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مصيف رقم 7)