روايات

رواية مشاعر موقدة الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطيما يوسف

رواية مشاعر موقدة الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطيما يوسف

رواية مشاعر موقدة الجزء الخامس عشر

رواية مشاعر موقدة البارت الخامس عشر

مشاعر موقدة
مشاعر موقدة

رواية مشاعر موقدة الحلقة الخامسة عشر

يا ريت نضغط على الصوره وبعد ما نضغط على الصوره نضغط الاعجاب ارجوكم يا بنات عايزه الاعجاب على البيدج والتعليقات كمان
شوفوا بقى النهارده عيد ميلادي عايزاكم تفرحوني بالتفاعل ماشي عايزه تفاعل على الجروب يا بنات ريفيوهات بقى وتكات وحركات انا اتاخرت امبارح علشان كنت تعبانه بس نزلت لكم النهارده على طول فصل طويل اهو قراءه ممتعه حبيباتي واتمنى منكم التفاعل ويا ريت ترشحوا الروايه في كل الجروبات هي تستاهل والله 🥺
تلاقت عينيه بنظرتها الحزينه للموقف الذي راته فيه مع نظرات عينيها الصارمة والتي تنطلق منها نيران الغضب الشديد ليقع قلبه صريعاً بين قدميه لما حدث والذي لن يمر مرور الكرام بينهم وستضيع كل محاولات إصلاحه الآن بعد ان فسر نظراتها ليبعدها فوراً من عليه ناهراً إياها كي يحفظ ماء وجهه أمام ليلته :
ـ إنتِ اتجننتي ! ابعدي ايدك دي ، و ايه الهمجية اللي انتِ بتتعاملي بيها معايا دي وازاي تقربي مني بالشكل ده ؟!
حزنت تلك الفتاة لصياحه بها ونهره لها أمام الموجودين لتهتف باندهاش:
ـ ايه ده يا “زيد” هو انت بتوجه لي أنا الكلام ده ! أنا حبيبتك ولا نسيت وبينا كلام وغرام .
عـ.ـض على شفتيه السفلى بجنون وهو يمسح على خصلات شعره وينظر داخل عينيها بتحذير ويرسل إليها ملامات وتحذيرات بعينيه كي تفهم وتبتعد حينما كان يوزع نظراته اللاذعة لها ونظراته العاشقة لليلته أمامها وهو يترجاها ان لا تظلمه بفعلة تلك الحمقاء :
ــ أجننتِ يا فتاة كي تأتي وتسحبيني لأحضانك المحرمة وتقبليني من عنقي بعشق أمام عشقي الطاهر المحرم على قلبي !
اللعنة عليكِ أيتها الساخطة سوف أؤدي بشأنك إلى الجحيم إذ لم تبتعدي من أمام ناظريا وتتركيني لحبيبتي أداوي جرحها الأليم فيما رأته الآن، اغربي عن وجهي ايتها الحمقاء ،
ليصفعها بتلك الكلمات الجارحة:
ـ حبيبتي مين أنا معرفكيش يا ماما هي رمي جتت وتلاقيح ولا ايه ؟
كان حقاً في مشهد لا يحسد عليه من هيئته وكرامته التي سقطت أرضاً أمام “ليلى” فقد كانت تنظر للموقف بعيناي تلمع بالدموع وقلبها يخفق بين ضلوعها وتريد التحرك من أمامه ولكن خانتها قدماها وتسمرت مكانها ونظرات عيناهم هي و “زيد” لها ألف معنى ومعنى فخدثته عيناها برجاء :
ــ لاا ليلتي لا تنظرين لي هكذا فأنا حقا تبت وفي محراب عشقك استكنت وفي جميع الحسناوات زهدت وأنتِ وحدَكِ فقط بألف امرأة ليلتي ، أرجوكِ ليلتي لا تتركيني للماضي المشوه يسحبني منكِ فأنا حقا أعشقك “ليلى”
وكأنها وعت رجاء عينيه لها وفهمته جيدا ولكن مشهد قبلة الفتاة لعنقه و احتضانها له جعلها فقدت الثقة القليلة التي بنتها في قلبها له ، حطمت جسر الأسباب التي كان قلبها يضعها لها حتى حدثته عيناها هي الأخرى بملام:
ــ لم “زيد” تصفع قلبي تلك الصفعة الدامية وتريني ذاك المشهد الذي مزق قلبي إلى أشلاء متفرقة وهو ما زال في مهد العشق صبيا ؟!
لقد وجعت قلبي ولوثت عيناي ولم أعرف كيف يستطيع ذهني نسيان ذاك المشهد ومحوه من الذاكرة ؟!
أظن لن يستطيع مهما مر الزمن ، واعلم أن هذا الموقف لن يمر مرور الكرام على قلبي وعقلي المشتت الحائر في عشقك “زيد” لن يمر مرور الكرام زيد أبداً .
عاهدته عيناها وترجتها بكل نظرات العاشقين ودموع المجروحين :
ــ نعم لقد عرفت “ليلى” وما زلت على العهد وافياً ولكن هي الظروف من وضعتني في ذاك الموقف فلتتقبلي توبتي “ليلى” ولا تتركيني للماضي اللعين يسحبني إلى حاضري الذي رسمتك فيه ملاكاً يحاوط قلبي وعقلي وكل كياني ،
اطمئني ليلتي فوالله “زيد” قد زهد جميع النساء لأجل نظرة واحدة من عينيكِ ولن يرى من النسوة غيرك كمثل “يوسف” نبي الله حينما راودته نسوة المدينة مهما وشغفوه حباً اختار الاختباء منهن في السجن لأجل رضا ربه وأنا سأختار زهد النساء لأجل “ليلى”
ثم استكمل المشهد على لسان تلك الفتاة السافرة التي تقف أمامهم تردد له بابتسامة سمجة :
ـ هو انت مش في عقلك ولا ايه يا “زيدو” ده احنا آخر مرة كنا زي السمنة على العسل مع بعض حتى قلت لي اول ما كلمتيني وحشاني وقعدت تتغزل في جمالي لما قلت يا بس انا مش مصدقة ان انت بتعاملني بالطريقة دي والله !
نظر إليها نظرات استحقار أحست بها بشدة مما استدعى ذهولها ثم نظرت تجاه المكان الذي تنظر إليه عيناه لتجده يقف متحسراً امام فتاة تتبادل النظرات غير المفهومة بينهما ولكن استشف عقلها أن من الممكن ان تكون حبيبته أو صيداً جديداً لدى “زيد” ففهمت على الفور وانسحبت وهي ترسل إليه قبلة في الهواء عبر يدها :
ــ شكلك مش فايق دلوقتي هبقى اكلمك بعدين باي باي يا بيبي أغدا القاك ، امووووه .
ما إن تركته ورحلت حتى بصق على أثرها أمام “ليلى” فهي قد جعلت عقله وقلبه يشد في لحظات ويكاد يقفز من بين ضلوعه ويستقر بين يداي ليلته لكي تمتلكه ويعرف ان قلبه يعيش بدقات عشق الـ”ليلى” التي وقفت أمامه تنطق بصدمة جعلته في موقف محرج للغاية وهي تسأله إجباراً عنها ففي هذا الموقف كان لابد أن تتحرك من أمامه وتتركه ولكن وجدت حالها تقف تشاهده وتسمع ماذا يقال ؟
وبعد أن غادرت تلك السافرة قررت أن تسأله بفضول ولن تتركه وتنهي أي حديث بينهما مرة ثانية ولكن خانتها قدماها وخانها كل شيء وهي تتحدث بنبرة تائهة وما زالت لمعة الدموع في عينيها تشق طريقها للهبوط بغزارة :
ــ انت بجد يا “زيد” كل كلامك كان مع اللي زي دول وبالطريقة اللي انا شفتها دي لدرجة إنها تقرب منك وتبوسك من رقبتك وتحضنك ؟
ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو لم يعرف بما يجيبها فقد هرب الكلام من على لسانه ولكن نظر إليها بتوسل وهو يجيبها بصدق ولن يكذب عليها أبدا ، يريد أن يعري نفسه أمامها من كل الآثام ، يريد أن تعرف عنه كل شيء ، يريد ان لا تصدم به في موقف يحدث مرة ثانية أمام عينيها ، يريد نفسه أمامها بقلب وليد كما ولدته أمه ليصدمها بإجابته ولكن مع الصدمة تبرير بالكلام وتوسل بالعين وشفقة بالنظرات :
ــ كنت كده يا ليلى والله العظيم من يوم ما اعترفت لك بحبي بطلت كل الحاجات دي بطلت اكلم بنات وكل اللي بيبعتوا لي بعمل لهم حظر على طول انا من ساعه ما عرفتك وانا حاسس اني دخلت دنيا جديده على ايديكي حسيت ان قلبي اتطهر من كل الذنوب والاسامي اللي كان عايش فيها يعني انت بتاخدي ثواب كبير وعظيم قدام ربنا انك خليتي واحد زيي بعد عن كل حاجه وحشه والله العظيم من يوم ما عرفتك واعتبرتك حبيبتي ما خنتك ولا كلمت واحده غيرك ولا عايز ولا طايق اشوف اي واحده انا كان ممكن اكذب عليك واقول لك انا ما اعرفهاش بس انا مش حابب اني ابدا معاكي حياتي غير بكل صراحه ،
واسترسل توسله ولوعته في عشقها وهو يقترب منها بضع خطوات قليلة قاصداً النظر في عينيها بنظرات أرجفت القابع بين اضلعها فعينيه لها سحر غريب يجعلها تتسمر أمامه حتى ولو لم تنطق وهو يقسم بيمين عاشق ملتاع في هوى الـليلى” وغرامها :
ــ أقسم بالله العظيم ما حبيت غيرك ولا قلبي دق لحد غيرك واعرفي يا “ليلى” لو سبتيني انا هضيع وممكن أتفحش أكتر مما كنت ،
انا متمسك بمحراب حبك لدرجة اني ما بقتش اشوف أي طيف بنت حتى لو كانت ملكة جمال بعد ما كانت عيني بتلف وتدور عليهم في كل مكان انا استحق منك فرصة يا “ليلى” اديها لي لأني بجد مش قادر اشوف غيرك ولا قادر اتخيل انك تكوني بخير مجرد الفكره بتموتني .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة مرددة باستفسار حائر وهي تمرر لسانها على شفتيها بنبرة مبحوحة أثر كتمها للبكاء :
ــ انسى ازاي انها كانت في حضنك وانها قربت منك بالشكل الحميمي ده !
انت بتطلب مني المستحيل ،
وأكملت بنبرة صوت متحشرجة وما زالت الصدمة تسيطر على معالمها :
ـ تعرف أول مرة أعترف لك دلوقتي انك كنت قربت تاخد مكان في قلبي ، كنت هنسى كل حاجة وكنت هديك فرصة ان احنا نقرب خصوصا لما كان قلبي بيبرر لك انه هياخد ثواب عظيم إنه خلاك على قلب واحد و إنك هتتوب عن كل المعاصي والذنوب وخصوصاً اللي إنت كنت بترتكبها ، كنت هديك إشارات تقرب منك الأمل إن احنا ممكن نكون لبعض بس كنت بتقل قوي علشان أخليك تستقيم أكتر ، لكن لما شفت كده دلوقتي قدام عينيا مكنتش مستوعبة إن الحقيقة اللي انت كنت عايشها بالشكل الفظيع ده يا”زيد” ودلوقتي انا من طريق وانت من طريق .
حرك رأسه رافضاً ابتعادها وهو يشعر باختــ.ـناق انفاسه لمجرد فكرة انه لن يستطيع التحدث معها مرة ثانية ولا أن تبتعد عن مرمى عينيه من الأساس فلو حدث ذلك لانتهى “زيد” وفضل المـ.ـوت عن العيش بدونها وما زال يترجاها :
ـ لو بعدتي يا “ليلى” انا هنهار وهضيع انا من غيرك هاتوه ؛انتِ بالنسبة لي زي الهوا اللي بتنفسه ، عارفة يا “ليلى” انتِ زي الشمس اللي بتطلع كل يوم تنور الدنيا انت بقي بالنسبة لي الشمس اللي نورت قلبي وخلت الدفا زاره ،بعد ما كان صقيع الغوى مضيعني ،
وأكمل بنبرة عاشقة متيمة كي يستطيع التأثير عليها :
ــ تعرفي أقصى حاجة بعملها دلوقتي ان انا بجيب صورك قبل ما انام واقعد اتفرج عليها كتير علشان أحلم بيكِ واقول لك في احلامي اللي ما اعرفش اقوله لك في الحقيقة وأحضنك في منامي لحد ما ربنا يتم نعمته عليا و احضنك في حقيقتي ، تعرفي برده ان لو الموقف ده كان حصل واحنا الاتنين بينا رابط شرعي كان زماني اخدتك في حضني وطبطبت عليكِ قوي واعتذرت لك بدل المرة ألف وحضني كان هيخليكِ تحسي اني صادق في اعتذاراتي لكن دلوقتي مملكش غير الكلام للأسف وياريته شافع ولا نافع وانا شايف نظراتك دلوقتي وفاهم معناها كويس .
لم تستطيع كتم شهقاتها أكثر من ذلك لتنطلق الدموع الصامتة اللامعة في عينيها إلى غزيرة تهبط على وجهها وقررت أن تتحرك من أمامه ولكن حينما رأى دموعها تلك لعن حاله بدل المرة ألف على أنه جعلها ترى ذاك المشهد المؤلم لها ولم يستطيع تركها تمشي من أمامه فهي إن رحلت لن تعود ولن يراها بعد ذلك وستهرب منه من كل مكان بل وستضيع ليلته ليجد نفسه تلقائياً يمسك بكف يدها يمنعها عن التحرك مما جعلها تلتفت برأسها وهي تنظر إلى معصم يديها المقبوض بين يديه وكأن بنظرات عينيها تمنعه أن يفعل ذلك ولكنه كان متشبثاً بها لينطق بنبرة متمسكة بها :
ــ ارجوكِ ما تسيبينيش وتمشي وانا عارف انك مش هترجعي قبل ما تقولي لي سامحتك وهديك فرصة تانية .
جزت على أسنانها غاضبة بسبب تمسكها بيدها:
ــ سيب ايدي لو سمحت الناس بتفرج علينا ما ينفعش ان انت بتعمله ده ؟
حرك رأسه رافضاً وهو يتمسك بيديها بشدة وهي تتململ بين يديه بعـ.ـنف :
ـ مش قادره اسيبها ولا قادر اسيبك تمشي ارجوكي اقعدي نتفاهم مع بعض بكل هدوء ما ينفعش تمشي والموقف متاذم بينا كده.
صفعته بكلماتها :
ــ ما بقاش في كلام بيني وبينك بعد اللي انا شفته بعيني ومهما حاولت تبرر مش هقدر اتقبل المنظر اللي انا شفته يا ريت اقدر انساه يا ريت يا”زيد” سيب ايدي لو سمحت عايزه امشي .
طلب منها برجاء:
ــ طب ممكن نتكلم فون بالليل تكوني هديتي شويه ارجوكِ يا “ليلى” .
حاولت فكاك يديها من قبضته وما زال مشهد تلك السافرة يسيطر على عقلها لتنهره بحدة:
ـ انت مفكرني زي الزبالة اللي كانت واقفة تحضنك من شوية !
وحذاري تقرب مني في أي مكان او تيجي ناحيتي مش هتلاقي “ليلى” القطة البريئة المحترمة لا يا”زيد” هتشوف مني وش عمرك ما شفته سيب ايدي .
تعصب بشدة لصوته العالي وطريقتها الحادة اللاذعة في الرد عليها وصدمته بكلامها له وهو يجز على أسنانه غاضباً وكاد أن يصيح بها فقد فَقدَ صبره بسبب عنادها مهما حاول التبرير لها فلن تستكين،
رآهم من بعيد “رسلان” وهي تحاول فكاك يديها من قبضة يديه ودموع عينيها الغزيرة وصوتها العالي بعض الشيء فشعر بشيء غريب يحدث لها فانطلق على الفور و وقفا أمامهم وهو يحاول إبعاد “زيد” عنها :
ـ ايه ده في ايه يا ليلى انت ماسك ايديها كده ليه سيبها لو سمحت ،
وسألها حينما رأى وجهها الممتلئ بالدموع:
ـ انت كويسه ما تقلقيش انا جنبك ما حدش يقدر يعمل لك حاجه بس بلاش تبكي .
ثم وجه أنظاره إلى ذاك المتمسك بيديها لينهره بحدة وهو يدفعه في صدره كي يبتعد عنها:
ــ انت مجنون في حد يمسك حد غصب كدة ولا أنه يجبره حد يقف معاه ويتكلم بالعافية !
سيب ايديها لو سمحت ما ينفعش ان انت تعمل لها فضيحة في وسط الناس بالشكل ده عيب يا دكتور .
هذا اخر شيء يتوقعه “زيد” ان يقف هذا الدخيل في منتصفه هو وليلى ليترك يديها آمرا إياها وكأنها تخصه :
ـ اتفضلي اطلعي على اوضتك حالا.
بالفعل جرت مسرعة من أمامهم فهي لا تحب لفت الأنظار إليها وبالأحرى لن تحب ان يراها أحد في صورة الفتاه التي يتشاجر لاجلها رجلان فتحركت بأقدام كالهلام سريعاً وتركتهم يفعلون ببعضهم ما يشاؤون فهي في حالة يرثى لها الآن ،
ليتمسك “زيد” بعنقه وهو في حالة خارجة عن الوعي :
ــ انت مالك بيها أصلاً بتتدخل ما بينا ليه هي كانت اشتكيت لك ابعد عن “ليلى” بالذات وملكش دعوة بيها اديني حذرتك بكل هدوء “ليلى” خط احمر .
احمر وجه “رسلان” من تمسك عنقه بين قبضتاي “زيد” ليتمسك هو الآخر بتلابيب قميصه ناطقاً بتهديد وبنفس طريقته بل ويزيد :
ـ انت اتجننت انت مش عارف انت ماسك مين من رقبته بالشكل ده !
ده انا هوديك في 60 داهية وهخليك تتحسر على مستقبلك علشان اللي انت بتعمله ده وانت اللي تبعد عنها وملكش دعوة بيها ومن النهاردة اعتبرها تخصني .
ما ان قال تلك الكلمة بأنها تخصه حتى فقد السيطرة على أعصابه ولكمه في وجهه لكمة شديدة ترنج على أثرها للخلف واجتمع الجميع حولهم وهم يحاولون الفكاك بينهم ولكن كل منهم يبارز الآخر بلكمة لن تفرق عن الأخرى وهو ينطق بتحذير:
ــ لا يا ابن أمك كله اللي هي ، انت إيه أصلا اللي دخلك ما بيني وما بينها ؟
أسلوب غير متحضر ان انت تلاقي اتنين واقفين مع بعض وتدخل ما بينهم ،
عايز تثبت لها ايه يعني بالحركة دي او عايز توري نفسك قدامها ايه يعني ؟
كل منهما يدور حول الآخر متمسكاً بتلابيب قميص الآخر والنظرات مشتعلة بينهم والأجواء أصبحت أكثر عصبية وتوتر والجميع مندهشون على من يتهامسون بحدة لبعضهم ومنهم من يعرف أنها “ليلى” المقصودة ومنهم من يسأل الآخر والموقف أصبح متأذماً للغاية حتى أتى أصحاب “رسلان” من الجانب وأصحاب “زيد” من الجانب الآخر وحاولوا الفكاك بينهم بصعوبة بالغة حتى هدد “رسلان” :
ــ انا هعرفك مقامك كويس علشان تبقى تهلفط بالكلام وما تعرفش انت بتتكلم مع مين .
ما كان من “زيد” إلا أنه عامله بنفس طريقته فصاح به غاضباً هو الآخر :
ــ اعلى ما في خيلك اركبه انت واي حد وراك واذا كنت انت جامد قوي وكبير علشان خاطر منصب ابوك فانا برده جامد وكبير وانت ما تعرفش حاجه وابقى قابلني لما تروح لابوك تعيط له علشان خاطر يعاقبني ونشوف مين فينا اللي هيطاطي التاني يا ابن امك .
هنا سحبه “هاشم” و”يحيى” بشده مبتعدين عن مكان ذاك الـ”رسلان” فتحدث “هاشم” له بنبرة عصيبة لما حدث :
ـ انت اتجننت يا “زيد” انت ازاي تتخانق مع واحد زي ده وكمان بالطريقة الهمجية بتاعتك انت وهو وتمسك في خناقه كمان ؟
انت يا ابني مش خايف على نفسك وعلى مستقبلك اللي انت تعبت فيه عشان تبنيه انت مش عارف إن ابوه ممكن يعمل فيك ايه ؟
وعلى نفس طريقة “هاشم” تحدث “يحيى” وهو يضرب كفا بكف:
ــ ده ايه الرحلة السودا المهببة على دماغكم دي ده كان يوم ما يعلم بيه إلا ربنا يوم ما جيت معاكم انتم الاتنين ما فيش عقل ما فيش أي ذرة تفكير قبل ما نعمل أي حاجة ، انت العصبية واخداك يا استاذ “زيد” وانا عمال اقول لك هدي نفسك وبرده اتخانقت معاه انا مش فاهم انت بتفكر ازاي اصلا ؟!
ثم نظر إلى “هاشم” وهدر به هو الآخر:
ــ ولا انت التاني غشيم من الدرجة الاولى اتعاملت مع مراتك امبارح قدامنا وقدام الناس بهمجية واخدتها وسحبتها وراك ولا كأنها بقرة يا جدع ؟
وتابع صياحه بهم وهو يشير إليهم بكلتا يديه باشمئزاز لعقولهم المتعصبة في حل الأمور:
ـ هو انتو الاتنين في ايه بالظبط انا مش فاهم بجد !
هو احنا جايين أم الرحلة دي علشان ننبسط ولا علشان ننكد على بعض !
ثم وجه حديثه إلى “زيد” برشد مغلف بالحدة:
ـ وانت يا استاذ “زيد” انا مش قايل لك بلاش شغل الخناق ده علشان مش هيجيب نتيجة مع “ليلى” والله العظيم هيخسرك “ليلى” طول ما انت ماشي بدماغك وعصبيتك دي .
أشاح “زيد” بيديه في الهواء وهو يجلس على أقرب كرسي واضعاً رأسه بين يديه قائلاً بنبرة حزينة للغاية وهو يشعر بالتحطم في قلبه وان “ليلى” على طريق الضياع منه :
ــ بس يا “يحيى” والنبي انت مش فاهم حاجة أنا آخر حاجة أحطها في اعتباري “رسلان” ده ، انت عارف زي ما هو ابن وزير انا ليا معارف كتير في البلد ملهمش اول من آخر ومناصب متقلش عن منصب ابوه لو فكر يجي ناحيتي هكلم اي حد فيهم ويتمنوا يخدموني بعينيهم ،و”هاشم” كمان له مناصب كبيرة وحكاية السلطة دي آخر حاجة تفرق ويانا ،
وتابع بقلب متحطم ، شارد، ضائع :
ـ و”ليلى” اللي انت بتتكلم عنها دي خلاص ضاعت مني ، انت ما تعرفش هي شافت ايه ولا شافتني ازاي ؟!
في موقف مهبب ما يعلم بيه إلا ربنا ،
واحدة من البنات اللي انا كنت بكلمهم علشان حظي النحس الهباب شافتني قاعد في أمان الله ابص الاقيها نطت في حضني وهاتك يا بوس في رقبتي ووشي بطريقة ما تتخيلهاش و”ليلى” كانت واقفة وشافت كل حاجة وانا بقيت واقف زي اللي نزل عليه سهم الله مش عارف أعمل ايه غير اني زعقت للبنت دي ،
وبعد ما مشيت “ليلى” اديتني كلام في جنابي وتخيل كانت قربت تميل ليا وكانت قربت تديني فرصة وكانت محاولاتي هتنفع معاها ما تتخيلوش شفت لمعة الدموع في عينيها واني خذلتها كنت حاسس بنبضات قلبها وهي بتدق جواها بسبب انها شافتني في موقف زي ده وقالت لي كلام زي السم وآخرهم اني عمري انا وهي ما هيجمعنا طريق واحد .
تسهمت نظرات كل من “يحيى” و”هاشم” من الموقف الذي ذكره “زيد” ليشفقون عليه ويجلسون بجانبه إحداهم يربت على فخذه والآخر على ظهره فهو الآن محطم للغاية ولم يحتاج إلى تقطيم بالكلام ولا يحتاج العنـ.ـف في النصيحة كل ما يحتاجه الآن هو كلمات مغلفة بالأمل كي يهدأ قلبه المسكين العاشق لتلك الفتاة الأبية لينطق “هاشم” بنبرة صوت مستكينة مهدئا إياه :
ـ خلاص يا “زيد” اللي حصل حصل هتموت نفسك يعني لو ليك نصيب فيها يا عم ربنا هيفتح الأبواب المقفولة كلها ما تعملش في نفسك كده صحتك أهم وربك بيسهل الأمور الصعبة وممكن يخليها ما تهولش الموضوع .
وظل كلاهما يهدئه من مشاعره الموقدة الثائرة بحالته التي تصعب على الكافر بحق الله لقد كانت أعصابه وملامحه ونظرة عينيه مشدودة للغاية وكأنه ان لم يستطيع السيطرة على حاله حقاً سيصاب بذبحة صدرية من حالته المذريه تلك .
*********************
حل الظلام والجو معتم وكانت تلك الحنين جليسة الظلام تؤنسها امواج البحر الثائرة لمشاعرها الملتهبه بالوجع والأنين وقلبها يتخبط شجنا بين ضلوعها كتخبط الامواج واحده تلو الاخرى وهي تحدث حالها وتحكي شكواها للبحر وتتحدث معه عن حالتها كانها هي فكان حديثها المؤثر :
– جلست على شاطىء البحر وحدي ، وحدي تماماً وكنت اظن و أنا آتية له بكل اللهفة والشوق أن يجالسني ونيس الروح ورفيق عشق القلب هاشمي ،
فالشاطىء يخلو من الجميع فى هذه الأجواء العاتمة فقد قررت الهروب من عشقها النرجسي اللعين وكان الجو باردا بعض الشيء ،
لم أهتم أنا بالهواء البارد والأمواج التي تتلاطم واحدة تلو الأخرى بثورة وكأنها تحتج عن شئ ما في طبيعتها الربانية شعورى باحتياجي بالجلوس مع صديقتى موجة البحر الثائرة كان أقوى،
كم أعشق البحر و أعشق تلك الموجة الثائرة التى دائما ما تقول للجميع انتبهوا أني هنا أنى قادرة على التعبير عن وجودي ،
ابتسمت و أنا أشعر باشتياق البحر لي و من اصرار تلك الموجة الثائرة أن تلامسني كأم حنون عاد طفلها الوحيد إليها بعد فترة غياب
لم أشعر ببرودة ماء البحر بل ملأني هذا التلامس دفأ عجيبا لا يصدق ،
جلست أتحدث مع صديقتي موجة البحر حديث يحمل فى صمته كل ما فى نفسي
و ما إن انهيت حديثي الصامت حتى سألتني صديقتي ألم تملي ثورة البحر و الأمواج فقلت بدون أن أفكر لا ،
و تذكرت حوار لي مع عاشق خذلني ذلك كيف هاجمني عندما أدرك أنني لم أعشق غيره يوما ،
ولكن كيف أعشق من كان للاستسلام رمزا فهو سجين شاطئيه لا يستطيع التعبير عن الرفض و يكفى أنه ترك البشر يسلبونه حقه فى التعبير عن وجوده و قاموا ببناء السدود لمنع فيضانه وكبت مشاعره الرقيقة ،
لا يا صديقتي أنا لا أمل البحر و لا أمواجه الثائرة أنني أستمد منك و منه الاصرار على أن يراني الجميع قوية وفجأة نصحتني صديقتي موجة البحر الثائرة بأن لابد علي أن أهرب من عاصفة ستؤدي بسفينتي إلى الهلاك والغرق و إن حدث احتمال النجاة من الغرق مستحيل ،
قامت من مكانها ونفضت تنورتها الواسعة وخطت خطوات سريعة نحو المجهول القاسي قاصدة غرفتها التي تجمعها بسجانها ،
ما إن وصلت حتى وجدته يمسك هاتفها ومن الواضح أنه كان يهاتفها وهي قد نست هاتفها في الغرفة ،
تنحت جانباً بعيداً عنه وهي تجلس على الأريكة تفكر كيف ستبدأ معه الحديث ،
فذهب وجلس أمامها ليبدأ كلامه هاتفاً بصوت أجش ثابت وعيناه تلتقط نظراتها المستكينة بخواءٍ غريب :
ـ كنت فين في الوقت المتأخر ده برن عليكِ وناسية موبايلك هنا ؟
هو انتِ مش هتبطلي العند بتاعك وتنسى ايام زمان ، ايام ما كنتِ بنت لسه في بيت ابوكي !
انتِ دلوقتي ست متجوزة ومينفعش انك تتحركي من غير إذن جوزك ولا ايه يا هانم ؟
اومأت برأسها وملامحها تنبض بالتساؤل قبل لسانها وهي تردد ببرود وتترك جميع ما يقول بل وترميه عرض الحائط :
ـ هو انت اتجوزتني ليه يا “هاشم” ؟
خرج صوته هادئا وكأن الكون يخلو من أي أصوات سواه وحادا وكأنه شفرة لامعة وهو يجيبها :
ـ هم البني آدمين بيتجوزوا بعض ليه من وجهة نظرك العميقة يا أستاذة ؟
رفعت حاجباها ساخرة باستنكار باندفاع وحدة :
ـ اجاوبك بمفهومك انت ولا بمفهومي انا ؟
اقول لك اجاوبك بتفكيرك انت ،
من ساعة ما اتجوزتك وانا حاسة إن أنا عاملة زي الآلة مليش لازمة في حياتك غير لحاجة معينة بس بشوف فيها حنيتك ورقتك وكلامك الحلو وكأني في دنيا تانية بس للأسف الوقت ده نص ساعة أو ساعة بالكتير من يومي وبعد كده بتتحول مش بشوفك ولا بسمع منك اي كلام ولا في اي حوارات بتحصل بينا وترجع تقول لي بتنكدي عليا ،
وتابعت حديثها المشتت بقلب مجروح ولسان يرجف ألما:
ـ انا كنت مفكرة ان انت هتتغير بعد الجواز وان معاملتك ليا ساعة الخطوبة واهمالك معايا كان علشان ان احنا لسه مخطوبين وان انا مش بقيت مراتك وقلت لنفسي اصبري لما نبقى في بيت واحد وحضن واحد هقدر اقول لك فيه كل اللي بيضايقني ، هقدر اشدك للعالم بتاعي العالم الطبيعي اللي بين كل ست وراجل متجوزين لكن للاسف انا فشلت يا هاشم وانت اللي كسبت ونصايح اللي حواليا كانت صح بس انا مشيت ورا قلبي وقلبي خذلني بالقوي وتعلمت درس مهم هعلمه لاي واحده من اصحابي او من اللي حواليا ان الخطوبه والمواقف اللي بتحصل فيها ما هي الا تمهيد للعالم اللي هتعيشي فيه مع الشخص اللي انتِ اخترتيه ومش لازم المواقف تعدي كده لازم تدرس كويس قوي ونتعلم منها ونحللها كتير علشان بعد كدة لما ندخل الحياة الجديدة ما نضطرش ان احنا نخرج من باب الخروج التاني ونهرب هروب ما فيش منه رجعة .
ضم حاجبيه مندهشاً من كلامها وما تلمح له ليسألها باستغراب :
– اه تقصدي ايه بكلامك ده كله ؟
أجابته سريعاً بما صدمه وجعله يقف أمامها غير مصدق :
– اقصد ان انا مش هرضى أعيش كده ولا حياتي كانت كده ولا هستنى لما اموت نفسي بالحياه معاك انا فشلت يا “هاشم” اني اغيرك واخليك تتعامل معايا طبيعي كأي زوج وزوجة بينهم مودة ورحمة وسكينة ولذلك ،
وقبل ان تكمل اندثرت الدموع من عينيها رغما عنها وبرغم من محاوله كبتها إلا أنها هربت وشقت طريقها كي تساعد جسدها على أن يتشنج من شدة ما تتحمله نفسها ،
وتابعت وهي تنطق تلك الكلمة الصعبة التي لم تتخيل نطقها بعد تلك الشهور القليلة من زواجها ولكن الكيل قد طفح والنفس للنفس عزيزة وكانت “حنين” فتاة كالزهور اليانعة بلونها المبهج وأصبحت بلون باهت حينما يراها أحداً يشفق عليها وتلك الكلمة صدمته هو الآخر وجعله رددها بذهول لم يكن يتخيله :
ـ طلقني لو سمحت .
ـ نعم .. أطلقك ! ايه اللي انتِ بتقوليه ده ؟!.. عبارات صادمة نطقها لسانه بنبرة مندهشة استنكارية ليعقب عليها وهو يقترب منها يحاول جذب جسدها إلى أحضانه حينما راى دموعها الغزيرة وما كان منها إلا أنها ابتعدت على الفور ونفرته وكأن جسدها أصابه كهرباء جعلتها ترنجت للخلف وهي تحتضن جسدها بذراعيها وتنزوي في جانب بعيدا عنه وما زالت دموع عينيها خائفة مما أذهله حالها ليحاول الاقتراب منها وهو يردد بدهشة :
ـ ممكن تهدي ، هو انتِ محسساني إنك واقفة قدام هولاكو ! لو سمحتِ عايزين نتكلم مع بعض من غير العياط ومن غير ما تهربي ، اهدي “حنين” لو سمحتِ وتعالي نقعد هنا نتكلم براحتنا من غير دموع ولا خوف .
ما زالت تلتف حول جسدها تخبئه عن عينيه وكأنها ترسل له رسالة أنها فقدت ثقتها به وانها ستستطيع أن تحيط جسدها بيديها بعيداً عنه كي لا يسحبها معه إلى العالم الوحيد الذي يفقهه في أمور الزواج ويؤديه بتمامه وهي ترفض الحديث معه لتحرك رأسها بعشوائية واقتربت مشاعر الخوف تختلط بمشاعر الجنون وهي تهذي بتلك الكلمات المخيفة :
ـ ابعد عني ،ما تلمسنيش ، مش عايزه اسمع صوتك ، مش عايزه أسمع ولا أي كلمة ،ما تلمسنيش انا خايفة منك ، ملكش دعوة بيا ، طلقني أنا عايزة أرجع لماما أرجوك طلقني وسيبني في حالي .
كانت شهقاتها ترتفع وهي تشعر بالاختناق الشديد وانفاسها اصبحت مضطربه للغايه وجسدها يرتعش وشفاها ازرق لونها الوردي وهي تنتحب بشده حتى شعرت من كثره بكائها بالدوار الشديد وزاغت عينيه وما زال لسانها يردد ان يبتعد عنها وهو يقترب منها محاولا تهدئتها وكلما اقترب كلما حاولت الابتعاد حتى اصبحت محاصره بينه وبين الحائط فخيل لها عقلها انها لم تستطيع حمايه نفسها منه وكل ذلك سبب لها ازمه نفسيه في التو والحال مما جعل عقلها لا يستطيع تحامل كل تلك الاشياء لتنسحب الى عالم الاغماء وكانه انقذ عقلها من كثره التفكير والجنون وجسدها من رعشته ووقعت ارضا مغماه عليها لينصدم من حالتها ويقترب منها يرفعها بين يديه حاملا اياها ونظرات عينيه من الخوف عليها يفهمها من لا يعقل،
وضعها على التخت محاولا افاقتها ولكن لم تستجيب فأتى بزجاجة البرفان الخاصة به ثم نثرها على يديه بغزارة وقربها من انفها وهو يحاول تدليكها كي تفيق وبعد محاولات عدة فاقت أخيراً وهي تحرك رأسها بتعب وما زالت دموع عينيها تهبط على وجنتيها وما إن فاقت وفتحت عينيها حتى وجدت حالها أسفله ومحاوطة بذراعيه بشدة وكأنه سجانها فارتعبت مرة ثانية ولم يكن منه إلا أنه نه هبط لمستواها رافعاً إياها قليلاً من على التخت وسحبها داخل أحضانه وقد شعر الآن بجرم ما فعله وما قاله لها وأن حالتها المذرية تلك التي وصلت لها هو السبب الاكبر فيها لينطق معتذراً لأول مرة بعدما أحس بضياعها من بين يديه وبعد تعوده عليها وتعوده على وجودها بجانبه لن يجدها بعد ذلك :
ـ انا آسف يا حنين حقك عليا إني اتعصبت عليكِ وعليت صوتي ، انا عارف اني في عصبيتي ببقى غشيم وببقى مش داريان باللي انا بقوله بس كل ده من غيرتي عليكِ ارجوكي تهدي لأن حالتك صعبة خالص وانا مش متحمل أشوفك كده .
تشنج جسدها بين يديه وهي تحاول فكاك حالها من أحضانه ولكن كان متمسكاً بها بشدة لتقول بصوت هين بلسان ثقيل يرتعش :
ــ ابعد عني ، مش طيقاك ، طلقني .
حاول تنظيم أنفاسه وتهدئه حاله من كلماتها وهو يظفر نفسا عميقا من رئتيه ثم حاول فك حجابها كي لا تختنق تحت رفضها ثم نزعه دبوس راسها ورماه بعيدا وهو يقترب منها ويحتضن وجهها بين كفاي يداه ويضع جبينه على جبينها معتذرا بندم وعينيه سكنت عيناها مما جعلها ضعفت وشعرت بالسكينه بين يديه وهو يقبلها من عينيها تاره ومن جبينها طاره ومن وجنتيها تاره وبجانب شفتيها ومعها كل قبله يتناثر اعتذاره الخارج من قلبه بصوت أجش متأثر بقربها :
ـ انا اسف يا حبيبي ، آدي بوسة لعيونك الحلوين اللي انا دمعتهم ، و واحدة تانية لخدودك اللي انا بكيتهم ، وواحدة تانية لجبينك تعبير عن اسفي الشديد لطريقتي معاكِ ،
ثم دفن خلل أصابعه بين خصلات شعرها ودفن رأسه بين تجويف عنقها مقبلاً إياه برغبة و همس بجانب أذنها بتأثر جعل جسدها هدئ للغاية وكأن بهمساته ولمساته تلك خدر جسدها وأعصابها :
ــ أنا متخيلش حياتي من غيرك ، اتعودت على حضنك ، وهمسك ، وريحتك ، وأنوثتك ، اتعودت على إني أجي أخر كل ليلة أسحبك لحضني وأكافئه عن تعبي طول النهار في الشغل وأنسى كل حاجة وحشة جوة جنة أحضانك يا حنين ،
وما زالت قبلاته تتناثر على عنقها وخصلات شعرها المتمسك بها بقبضتاي يديه وهو يشتم رائحته العطرة المفضلة لديه مكملا بنفس الرغبة :
ـ أنا بقيت مدمنك يا حنيني ، بقيت مش قادر أشوفك ومسحبكيش لحضني وأسقيكِ من فيضان مشاعري ليكِ ، أرجوكِ متسبنيش وتمشي يا حنين أنا من غيرك مش هعرف أعيش .
إبتلعت لعابها من همساته ولمساته المٌدمرة لإنوثتها، فنظر إليها وجدها تبتلع لعابها فابتسم بإنتشاء وأحس بمدى تأثيره عليها وأن أعصابها بدأت تهدأ بين يديه ،
ثم أخرجها من أحضانه واحتضن وجنتيها مرة أخرى ينظر كل منهما للآخر ،
نظر لشفتاها و ابتلع لٌعابه وبدأ صدره ينتفض ويعلو ويهبط من شدة إحتياجه لها،
وماكان حالها أفضل منه، كانت تنظر لعينيه بفاه مفتوحة مٌرتعشة وقلبٍ يرتجف يريد الإرتماء داخل أحضانه ونسيان كل ما أحزنها منه تلك الفترة الماضية ،
بقيا مدة علي وضعهما هذا كلاً منهما يحـ.ـترق شوقاً للأخر،
ثم ستجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة المجروحة ى نفضت يدهِ من عليها و ابتعدت قليلاً:
ـ بس انا مش قادرة انسى اللي انت عملته فيا واللي انت قلته لي قدام الناس ؟
إغتاظ منها لابتعادها عنه وتحمحمَ لينظف حنجرته وتسائل:
ـ طب ايه المطلوب مني عشان اخليكِ تنسي طيب ؟
استجمعت قواها أخيراً وتحدثت:
ـ مطلوب منك تكون بني ادم معايا تحس بيا والحاجة اللي انا نفسي فيها تعملها لي مش اللي انت نفسك فيه بس، لما اقول لك انا تعبانة خرجني تخرجني ، اهتم بيا تهتم بيا، لما اعمل حاجة غلط بيني وبينك تيجي وتعرفني الغلط اللي انا عملته مش قدام اي حد حتى لو ماما او حد من اخواتي مش هقبل انك تتعصب عليا او تقل مني قدام اي حد مرة تانية ، لما اقول كلمة ما تعجبكش ما تفسرهاش بمنطقك انت وتزعق لي وتبني عليها مواويل وهي مش في نيتي كدة.
تنفس عالياً لعنادها ثم أجابها مطيعاً :
ـ حاضر يا “حنين” هانم اي اوامر تانية عشان معالي البرنسيسة ترضى عننا وتسيبها من العياط وشغل العيال الصغيرة ده ؟
تدللت عليه وهي تنظر إليه بتعالي:
ـ تمام لما اعوز حاجة تانية أو لما الاقي حاجة مضايقاني بعد كده مش هسكت هبقى اقولها بعدين ،
وتابعت حديثها وهي تنزع يده من عليها برفق وتوسدت بظهرها على التخت مغمضة العينين وهي تأمره بما جعله شعر بالضيق وبرزت عروق رقبته من الغيظ :
– ودلوقتي انا تعبانة ودايخة غطيني عشان عايزة انام .
تحدث غاضباً من ابتعادها عن أحضانه وقرارها للنوم رغما عنه بعدما تأثر جسده باقترابه ومنَّى حاله بلقاء عاصف بينهم:
ـ نعم تنامي مين، ما ترخميش يا حنين هو انت ينفع تنامي واحنا قاعدين مع بعض وتطلعي من حضني وتقولي لي غطيني عشان عايزه انام ؟
ردت بإقتضاب:
ـ اه ينفع وينفع جدا لو مش عاجبك طلقني وانا اروح انام في بيت بابا على كيفي وما حدش يقول لي هتنامي امتى وتصحي امتى ويتحكم في النفس اللي انا بتنفسه.
تحدث بنبرة حادة غاضبة وهو يدثرها بالغطاء جيداً :
ـ تمام نامي وارتاحي براحتك يا هانم انا نازل لصحابي مش عايز منك حاجة .
شبكت يدها اسفل الغطاء وابتسمت ساخرة:
ـ مع السلامة والقلب داعي لك من اعماق قلبي .
تحرك من أمامها بخطوات غاضبة صافعاً الباب خلفه بحدة لتزور البسمة وجهها أخيراً وهي تردد بسعادة بعدما شفت غليلها منه :
ـ أحسن ياروحي ان ما علمتك الأدب بعد كده مبقاش انا “حنين” ان ما خليتك تعد نجوم الليل نجمة نجمة و أخليك خاتم في صباعي ما بقاش انا .
ناقَشوا الحُبَّ؛ فقالوا: أصبحتِ الدنيا دنيا المادة، والروحانيةُ اليوم كالعظام الهرِمة لا تكتسي اللحم العاشق ،
وقال الحبُّ: لا بل المادة لا قيمة لها في الروح؛ وهذا القلب لن يتحوَّل إلى يد ولا إلى رجل .
ناقَشوا الحب؛ فقالوا: إن العصر عصر الآلات، والعمل الروحي لا وجود له في الآلة ولا مع الآلة ؟
قال الحب: لا، يصنع الإنسان ما شاء، ويبقى القلب دائمًا كما صنعه الخالق
**********
تتصفح والده ليلى الهاتف واذا بها تنصدم مما رات فقد كان الفيديو لها هي وزميلها في الجامعه مصورا بدقه لما حدث بينهم في جراج السيارات مع وضع بعد التاثيرات التي تخيل للمشاهد انهم حبيبين يتشاجرون من اجل شيء وبالتحديد حينما اقترب منها ومسك معصم يديها يهزها بعنف ، وتوالت الصدمات عليها والفيديو مكملا للنهايه وهم في رحلتهم تقف بين زيد ورسلان ويبدو انهم يتشاجرون لاجلها وما كان ينطق داخل الفيديو :
ــ الظاهر كدة والله اعلم ان في علاقة حب بين “رسلان” ابن الوزير “احمد شفيق” وصاحبته في الجامعة وشكلهم بيتخانقوا مع بعض وشكل في حوار كبير ما بينهم واضح كده انه بيهددها وهي خايفة في الفيديو لكن في الفيديو التاني حاجة اكبر من كده هو وزميل تاني بيتخانقوا عشانها خناقة كبيرة وشكل الموضوع كبير تابعوا صفحتنا علشان هي اللي هتنزل الأخبار الجديدة عن موضوع ابن الوزير وصاحبته في الجامعة وشكل في بينهم علاقة شديدة خلت الخناقات دي كلها تحصل استنونا في فيديو تاني هنعرف فيه آخر الأخبار عن ابن الوزير وحبيبته .
انصدمت مما رات لتفتح التعليقات وتنصدم من المكتوب من المتابعين وكان احدى التعليقات :
ـ الله يكون في عونها البنت مش بعيد يكون ضحك عليها واستغل ان هو ابن وزير ومشيت معاه في الطريق الغلط وعمل فيها حاجه وحشه لا سمح الله وكانت واقفه بتزعق وبتترجاه ان هو يصلح غلطته ربنا يهد القوي ويعفي بنات المسلمين .
وتعليق اخر :
ـ معلش يعني شكلها واقفه بمزاجها ايه اللي يخلي بنت تتعامل مع الناس اللي زي دي وتودي نفسها في داهية بسببهم الا اذا كانت من اياهم بقى .
وتعليقات وتعليقات منها ما هو سلبي يذبـ.ـح ومنها ما هو ايجابي يقف ويحلل الموقف كما هو ومنها ما هو دعاء لتلك الفتاه الموجوده في الفيديو والاراء التي قراتها كثيره مما جعل قلبها هوى صريعا بين قدميها والموقف اصبح متاذما للغاية ،
وعلى صعيد آخر تجلس والده “رسلان” امام ابيها تعنـ.ـفه بالكلام:
ـ شفت يا بابا آخر دلعك لـ”رسلان” وصلت لحد فين احنا اتفضحنا على السوشيال ميديا وفي كل مكان بسبب انه ما بيعرفش يسيطر على حاله انا قلت له 100 مره ابعد عن الناس ابعد عن اي حد حاول تتجنب الكاميرات اللي بتبقى حواليك في كل مكان وفي الاخر هيلبس قضيه شرف من الناس بسبب انه كان ماسكها وبيهزها بعنـ.ـف في الفيديو اعمل انا ايه في البلوه اللي انا فيها دي انا تعبت .

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مشاعر موقدة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى