روايات

رواية مرات أبويا الفصل الأول 1 بقلم ريم خالد

رواية مرات أبويا الفصل الأول 1 بقلم ريم خالد

رواية مرات أبويا البارت الأول

رواية مرات أبويا الجزء الأول

مرات أبويا
مرات أبويا

رواية مرات أبويا الحلقة الأولى

_ أمشي! أمشي اروح فين أنا بعد السنين دي ؟
” سند ضهره لورا بضيق، قبل ما يرفع عينه ليا وهو بيقولي بنبرة قاسية ..”
_ والله عيلة ابوكي موجوده! ما تمشي هفضل شايل همك أنتي وأختك ليه ؟
” قُمت وقفت قصاده بأستغراب وأنا بقوله ..”
_ هم! وهو السرير اللي انا وأختي بنام عليه هم بالنسبالك ؟
” كشر بملل وهو بيمشي ايده علي وشه وكأنه زهق من الحوار قبل ما يبدأ، وشاور لمراته ترد عليا بداله، اللي بدورها بصتلي من فوق لتحت وهي بتقولي بأستهزاء ”
_ الموضوع مش سرير يا ريـم، مش فيه أكل، وشرب، ولبس كمان. ولا أنتي شايفة إيه؟
” ضيقت عيني نص تضيقه وأنا ببصلها بنفس نظرة الاستهزاء ورديت بأندفاع ”
_ لا والله ؟ يا شيخه اتقي الله دا أنا مفيش لقمة دخلت بوقي انا وأختي غير ودفعت النص فيها، أنا مطلبتش منكوا تصرفوا عليا !
” أول ما خلصت كلامي بصيت للتيشيرت القديم اللي لابساه ومسكته بسخرية ورديت عليهم ”
_ ولا يمكن تكوني بتتكلمي علي اللبس اللي لونه راح من كتر الغسيل !
” ضحكت بجنب وأنا بربع أيدي برفعة حاجب وسألتها ”
_ إلا قوليلي بقا فين الهم اللي انتوا شايلينه غير سرير مشترك بيني وبينها! دا إذا كان هم يعني !
” رفعت حاجبها بغيظ وضيق وكانت لسه هتتكلم بأندفاع، ولكن وقفها خالو لما مسك أيديها وقام وقف قصادي وهو بيقرب مني ببطئ، وخبطني علي دراعي، وهو بيقولي بغضب”
_ ولما أنتي شايفك كدا! وأننا مش بنعملك حاجه ما تلمي حاجاتك أنتي واختك وتمشوا، لازقين ليه ؟
” نزلت أيده اللي بتخبطني، وبعدت عنه عشان أتفاداه لو ضـ رب زي ما هو متعود، وأنا بقوله بأستهزاء.”
_ والله لو ليا مكان تاني كنت مشيت وسيبتهالكوا .. بس أعمل أي معرفش غيركوا .!
” قرب خطوه زياده وهو بيبص في عيني ورد عليا بحده..”
_ أهل ابوكي موجودين روحي اترمي في حضنهم، وأتمرمغي في خيرهم!
” بصتله في عينيه بتحدى وقوه وأنا بحاول أتمالك أعصابي ورديت عليه بهدوء ..”
_ هو كل شويه يعني ! ما أنت عارف أنهم مستحيل يستقبلوني بلاش كل شويه نفتح الحوار دا !
” ردت مرات خالي وهي بتقولي بغيظ وكيد..”
_ يعني اهل ابوكي مش هيستقبلوكي نقوم أحنا نستقبلك! طب وليه الهم دا ؟
” قبل ما أرد لقيت أختي اللي كانت قاعده ساكته بعد تحذيرات كتير مني، وقفت جنبي فجأه وهي بترد عليها بزعيق وطيش”
_ ما خلاص يا مرات خالي هو كل شويه نفتح في الموضوع ما انتهينا بقا، مكنش سرير بنام عليه !
” ردت عليها بزعيق مشابه وهي بتقولها ..”
_ طب أي قولك بقا لو قولت أني مش عيزاكوا في بيتي .. أنا مش عارفة أخد راحتي طول ما أنتوا موجودين! وأظن دا من حقي !
” ردت أختي بعصبية واندفاع وهي بتقولها ..”
_ ليه إن شاء الله نكونش بنام في حضنك!
” تزامن مع خبطتى على دراعها بتحذير، زعق خالو بأسمها بعلو صوته، اتنفضت أنا ورنيم في وقفتنا وأحنا بنرجع خطوه لورا، وهو قرب مننا زياده، وهو بيحاول يوصل لرنيم اللي شديتها ورا ضهري بحماية، وهو بيقولها بزعيق.”
_ أنتي بتردي عليها كدا ليه يابت أنتي ؟
” وفي لحظة مسكت أيده اللي بتحاول تطول رنيم وأنا بزقه عنها بأيدي وبقوله بغضب ”
_ خلاص .. مكنتش تقصد دي عيله صغيره!
“مردش عليا، كان كل تركيزه إنه يوصل لرنيم، زقني من قدامه بقوة، لكني كنت واقفة كحاجز بينها وبينه، بزق إيده بعيد عنها، والتوتر بينا كان بيزيد كل ثانية.
وفجأه، فلتت إيده مني، وزقني بقوة، قبل ما يمد يده لشعرها ويشده بعنف. صرخت هي بخضة، وفي نفس الثانية مدتوش فرصة وأنا بمسك إيده من تاني بكل قوتي، وأنا بحاول أسلكها منه بأي شكل، فضلنا في الصراع دا شويه لحد ما فكيت إيده عنها أخيرًا وأنا بزقه ناحية مراته اللي كانت واقفة بتتفرج من بعيد، زقتي مكنتش قوية، بس توازنه اختل، ووقع على الأرض! ورنيم استخبت ورايا، وأنا واقفة بأخد نفسي بالعافية من اللي حصل، عيني ماكنتش قادرة تبعد عنه من الصدمة اللي باينة في وشه وهو بيتنقل بنظراته بيني وبين مراته، اللي صرخت وهي بتجري عليه تحاول تقومه، وهو أول ما قام، صرخ في وشي بكل قسوه خلاني رجعت خطوتين وهو بيقولي ”
_ ورحمة أبويا وأمي يا ريم، ما ليكوا بيات فيها الليلادي !
” قالها بكل قساوه وكأنه ما صدق، برقت بصدمه أكبر، وأنا بنقل عيني علي الساعه اللي ورا ضهره اللي هتعدي نص الليل، ووقع نظرى علي مراته اللي كانت بتبصلنا ومرسوم أبتسامة شماته وانتصار علي وشها، فوقت من صدمتي علي رعشة جسم رنيم اللي في ضهري، بصيتلها لثواني ورجعت بصيتلهم وأنا بتنهد بقلة حيلة وانهزام حقيقي”
” بعد أقل من ساعة، كنا مجهزين شنطنا وخرجنا من شقة خالي، اللي مظهرش أي ذرة شفقة وهو بيشوفنا ماشيين. قضينا ساعات تايهين في الشوارع، لحد ما قررت بعد تعب وصراع اني لازم أواجهم حتي لو صعب عليا.
ركبنا تاكسي، وقلت للسواق العنوان اللي معايا بقاله سنين، لاكن عنوان عمري ما فكرت أروحه قبل كده. كان الطريق أشبه برحلة مليانة توتر وأسئلة ملهاش إجابة. وأخيرًا، وقف التاكسي قدام عمارة طويلة. نزلت وأنا برفع راسي لأدوارها العالية واحدة واحدة، وقلبي مليان رهبة من اللي ممكن يكون مستنيني. بعد لحظات، حسيت بإيد بتتحط على كتفي”
_ خلينا نشيل الشُنط التاكسي عايز يمشي !
” أتنهدت بدون كلام وأنا بتحرك نشيل الشُنط لحد ما نزلناهم كلهم قدامنا، ومشي التاكسي في وقت رفع أذان الفجر، كُنا واقفين والشنط بتاعتنا قدامنا، كان كل واحد فينا بيبص قدامه وجواه رهبة من المكان، لحد ما قطع الصمت صوت رنيم وهي بتقولي ”
_ وبعدين يا ريـم !
” اول ما سمعت صوتها اتنهدت بتعب وأنا بقولها ”
_ مش عارفة !
” ميلت شلت شنتطين وأنا بقولها وبشاور بعيني علي العمارة..”
_ شيلي شنتطتك خلينا نشوف وبعدين .
” مردتش عليا وهي بتشيل شنتطتها وجات ورايا، ومع أول خطوه لينا جوا العمارة، لقينا مجموعة رجالة نازلين لابسين لبس الصلاة منهم شباب ومنهم رجاله كبار كانوا بيتكلموا، لحد ما لمحونا وقفوا كلهم وهما بيبصولنا بأستغراب، اتنهدت بقلق وأنا عيني عليهم وبعد دقائق من تبادل النظرات اتكلم أكبر واحد فيهم وهو بيقرب مننا بهدوء .”
_ خير يا بنات .. أنتوا مين ؟
” حسيت برجوع رنيم خطوه لورا، نزلت عيني في الارض لثواني محاوله مني أجمع كلامي، ورفعتها من تاني بثبات وأنا بنزل الشنط من أيدي ”
_ أنا ريـم .
” كشر بعدم فهم، كملت كلامي بعد ثواني بسيطة بهدوء وثبات ظاهري ”
_ بنت عبد الله الدهبي .
” اول ما خلصت جملتي حسيت برعشه جسمي اللي مكنتش عارفه أتحكم فيها وأنا بضغط علي قبضة أيدي، بعد دقائق من عدم الاستيعاب قرب الراجل الكبير خطوه زياده ووقف قدامي وهو بيقولي بتفاجئ.”
_ عبد الله !
” هزيت رأسي بتأكيد، وقف قدامي عينه بتتفحصني من فوق لتحت بنظرة غاضبة، وقرب خطوة كمان رجعتها أنا، وهو بيقولي بحدة…”
_ هو فين ؟
“اتلخبطت من نبرته ومن الطريقة اللي قرب بيها، أخدت نفس عميق وأنا بمدله أيدي بشهاده الوفاة اللي كنت مسكاها من البداية، وقولتله بصوت متردد…”
_ مـ ات !
” اتخض! كان أول ريأكشن ظهر علي وشه وملامحه اللي بدأت تهدى، نزل بعينه عن وشي للورقة اللي أخدها مني، كان بيحاول يفكر أو يستوعب الكلام، وأنا عيني مركزه علي كل حركه منه، لحد ما رفع عينه ليا من تاني، وهو بيسأل بهدوء غريب بعد ثواني..”
_ جايه ليه.؟
“حسيت بحرج كبير وفركت في ايدي بتوتر، وكأن كل الكلمات هربت مني. هزيت رأسي وأنا بحاول أهرب من نظرته، وقولتله بصوت مكسور…”
_ مش عارفة…خلاص أنا اسفه همشي فورًا .
” ملحقتش أكمل جملتي لقيت اللي بيشدني من أيدي بيوقفني، بصيتله بأستغراب، بصلي بحنيه مداريه ورا قناع غضب وهو بيقولي ”
_ هتمشي تروحي فين ؟
” هزيت رأسي بعدم معرفة حقيقيه وأنا بقوله بتعب ”
_ ارض الله واسعة .. اسفه مره تانيه، يلا يا رنيم !
” كنت لسه همشي، وأنا بحاول اسحب ايدي اللي بين أيديه بس فضل ماسكها، وهو بيقولي وتعقيد حواجبه بتخف ”
_ مفيش مرواح في مكان، مش هنرميكوا .
” بلعت ريقي بتوتر وكنت ببص لأيده اللي مسكاني وأنا مش فاهمه اللي بيحصل حواليا، ولاكن بعد ثواني من تبادل نظرات سحبني واحده واحده لحضنه بنفس التوتر، برقت بتفاجئ ولاكن اختفي أول ما حسيت بالدفا اللي في حضنه رغم المسافات اللي بينا، حاولت أبعد خطوة، لكن إيده كانت لسه ماسكة فيا كأنه خايف اهرب، لحد ما بعدت عن حضنه وبصيتله بعيني المليانة تساؤلات، وهو رفع إيده يمسح دموعي اللي نزلت من غير ما أخد بالي! ”
“بعد حوالي نص ساعة، كنت قاعدة في نص الشقة اللي تحولت لساحة تجمع كبيرة، اكتشفت إن البيت ده أشبه بعيلة كبيرة، حسيت بتوهان غريب، كأن المكان كبير أوي وأنا صغيرة جدًا وسط الزحمة، لحد ما سمعت صوت حد بيسألني ”
_ كنتوا فين يا ريم انتي واختك كل دا ؟
” كان صوت جدتي وهي قاعده جنبي بتطبطب علي أيدي بحب وواخده رنيم في حضنها، رديت عليها بهدوء .”
_ بعد وفاة ماما وبابا، اتنقلنا عند خالو .
” قولتلها وأنا ببتسم بتوتر، ولاكن رد عمي الكبير وهو بيقولي بحنية..”
_ ومجتيش علينا ليه يا حببتي أنتي وأختك ؟
” بصيتله بأحراج وأنا برد عليه ”
_ كنت هاجي ازاي بعد اللي بابا عمله ؟
” طبطب علي كتفي بحنية بعد ما أقرب مني، وهو بيقولي ..”
_ صدقيني يابنتي أحنا مكنش فارق معانا كل دا، ولا كان فارق معانا أي فلوس هو أخدها هو اللي هرب وخاف وأحنا مفرقش معانا اي فلوس .. إحنا اخوات !
” كمل جدو الكلام علي كلام عمو وهو بيقولي ..”
_ أنا واخواته دورنا عليه كتير وكل ما نحاول نكلمه أو نتواصل معاه كان يهرب مننا، ابوكي كان بيخاف من المواجهة واخر اللي عمله أي ولا حاجه! راح بعيد عني وعن اخواته.
” قال أخر جملة بحزن حسيتها في صوته، وحسيتها برعشة أيد جدتي اللي علي أيدي، أتنهدت بحزن وأنا بقولهم ..”
_ الندم كان مخليه مش قادر حتي يبص في وشنا كلنا لسنين كتير، ربنا يرحمه ويغفرله .
” أمنوا كلهم ورايا بنفس الغصه والحزن، لحد ما جدو عبد الرحمن أتكلم وهو بيقولهم بهدوء..”
_ طيب يا جماعة كل واحد يأخد عياله ويلا علي شققكوا وبكره إن شاء الله نفطر مع بعض كلنا الصبح، وعشان كمان نسيب ريم ورنيم يرتاحوا لحد ما يتعرفوا عليكوا هما كمان .
” محدش أتناقش معاه بعد كلامه وبدأ كل واحد فيهم ينسحب بزوجته واولاده واحده واحده، لحد ما فضى البيت علينا إحنا الأربعة بس، وقف جدو قدامي مره تانيه وهو بيقولي بحنية وأبتسامة ..”
_ ممكن أحضنك تاني ؟
” ضحكت بتوتر وأنا بقوم من مكاني وقربت من حضنه، وهو ضمني بحنية كأننا في عالم تاني بعيد عن الزحمة اللي كنا فيها.”
_ عبدو كان متعلق بيكي وأنتي صغيرة أوي يا ريم .
” رد عليها وأنا في حضنه وهو بيطبطب عليا.”
_ وباين هرجع اتعلق تاني يا حياه والله!
” أول ما سمعت جملته أبتسمت وأنا بدفس نفسي جوا حضنه أكتر، بحاول أشبع من كم الحنية اللي موجوده فيه، لحد ما سمعت رنيم وهي بتخبطني علي كتفي ”
_ كفاية بقا .. أنا كمان عايزه نصيبي !
” ضحك عبدو وحياة وهو بيشدها في حضنه ولسه محتفظ بيا وهو بيقولها ..”
_ أنتي بقا مفأجاة الليلة ويمكن أحلي مفاجأه، قوليلي بقا في سنه كام صح ؟
” رفعت رنيم عينيها ليه وهي بتقوله بفخر ..”
_ انا في تانيه اعدادي.
” ضحكت تيته وهي بتحسس علي شعرها ..”
_ يا خبر ! دا انتي صغننه لسه !
“أبتسمت وأنا ببصلها وعيني رايحة بينها وبين عبدو وهما بيتكلموا مع رنيم وعلي أيد عبدو اللي محوطاني في حضنه، أتنهدت وأنا ببتسم لشعور الأمان اللي حسيت بيه واللي غاب عني سنين طويلة، وبعد شويه من قعدتنا معاهم أخدت رنيم ودخلنا الأوضة، رميت جسمي المرهق علي السرير وحطيت أيدي علي عيني وشعوري بالأمان حاوطني في المكان، بعد دقيقه حسيت برنيم بتنام جنبي، بعدت ايدي عن عيني وأنا بقولها ..”
_ أي يا رخمة ما فيه سرير تاني ولا الفقري فقري !
” دخلت جوا حضني وهي بتقولي ..”
_ أنا مش بعرف أنام بعيد عنك ومتعودتش ..
” ضحكت وأنا بقولها ..”
_يابنتي خليني أشم نفسي !
” هزت رأسها بنفي وهي بتضحك، بعد شويه رفعت عينيها ليا وهي بتقولي ..”
_ ريم الموضوع مكنش مستاهل الخوف دا ؟
” ضحكت وأنا بقولها وأيدي بتطبطب عليها ..”
_ لا مكنش مستاهل، بس لازم تعملي حسابك علي كل حاجه عشان متتصدميش بالواقع!
” أخدت رنيم نفَسها وهي بترد عليا ببساطه..”
_ عندك حق .. بس تصدقي أنا جعانه اوى !
” تلاشت ابتسامتي وزقيتها من حضني وأنا بقولها ..”
_ تصبحي علي خير يا رنيم.
” شدتني وهي بتقولي بزعل مصتنع ..”
_ والله جعانه حرام عليكي!
” غمضت عيني بتعب ورجعت بصتلها، نظرتها ليا كانت بريئة بطريقة مستفزه، خلتني قُمت وأنا بزقها من جنبي وصلت للباب وأنا بقولها بغيظ ..”
_ هروح أشوف تيته تعملك ساندويتش، متتحركيش من هنا .. الله يكسفك !
” هزت رأسها بطاعة وهي بتبعتلي بوسه في الهواء، كشرت وطلعت بأحراج وأنا ببص حواليا يمكن أشوف تيته أو جدو بس ملقيتش حد موجود فيهم، قربت وقفت قدام أوضتهم، وأنا بنادي علي تيته بصوت هادى”
_ تيته حياه !
” ناديت وأنا قُرب الباب ولاكن مفيش رد، قربت خطوه زياده وأنا بنادى للمره التانيه ولاكن برده مفيش رد، حطيت ايدي علي وشي بأحراج، وأنا بقول بهمس وغيظ”
_ منك لله يا رنيم .. يا أم بطن!
” بلعت ريقي بتوتر واحراج، ورفعت أيدي وكنت لسه هخبط عليهم، ولاكن سمعت نبرة صوت قويه ورايا وحد بيقولي.”
_ مين هنا؟
” جسمي اتنفض بخضه وأنا ببرق بعيني، وقبل ما الف لأتجاه الصوت، لقيت حد بيلف بأيده علي رقبتي وبيتني جسمي لورا شـ ل حركتي، وهو بيقول في وداني بصوت عنيف ..”
_ أنتي مين ؟
” رفعت أيدي بحركة سريعة وأنا بحاول افك أيده اللي محاوطه رقبتي بصعوبة وبقوله بعصبية ”
_ أبعد ايدك عني! انت مين؟
” شد علي رقبتي اللي محاوطها أكتر بدون رد وهو بيسحبني بعيد عن الباب ونادي علي جدو وتيته بصوت عالي، وفي نفس اللحظة اللي أنا بحاول ابعد عن حصاره الغريب وهو حاطط أيده علي رقبتي، اتفتح الباب وطلعت تيته وهي بتقولنا بخضه .”
_ في ايـ ..، عُـمر !
” رفعت عيني ليها وأنا بستنجد بيها وبعد لحظات من عدم الاستيعاب بينا أحنا التلاته، جرت تيته عليه وهي بتمسك أيده اللي علي رقبتي وبتقوله ”
_ عُـمر في أي، أبعد عن البت !
” قبل ما تيته تكمل جملتها، كان طلع جدو من الأوضة بخضه وهو بيقولنا بعدم استيعاب، وعينيه علينا أحنا التلاته ”
_ في أي !
” أول ما شوفت جدو قدامي مديتله أيدي بخوف وانا بقوله بنبرة عياط ..”
_ جدو !
” سحبني اكتر ليه وهو بيشد علي رقبتي بعدم وعي وهو بيقولنا.”
_ جدو ؟
” في نفس اللحظة قرب جدو وهو بيسحبني من بين أيديه بهدوء وبيعاتب عُمر بنظراته، أول ما بعدت عن حصاره لفيتله بغضب عيني اتقابلت مع عيونه، كان عيني غضبانه من تصرفه وهو كان بيبصلي بتكشيرة عدم فهم، بعدت عيني عنه ورجعت خطوه وأنا بقعد علي الكنبة ورايا وأيدي علي رقبتي”
_ دي ريم .. بنت عمك عبد الله يا عُمر!
“دي كانت أول جملة جدو قالها للشخص اللي واقف قدامه بتحفز مستني تفسير للي حصل، وبعد ثواني من تبادل النظرات بينا، قعدنا كلنا قصاد بعض وعبدو بيتكلم معاه بيشرحله الموضوع بطريقة أكبر، بس عينه كانت عليا طول الوقت وأنا كذلك، ولما خلص عبدو كلامه، متمالكتش نفسي وكملت أنا بغيظ وقلت…”
_ وبعدين هو فيه حرامي بيخبط علي الباب؟
” في نفس وقت جملتي، كانت تيته طلعت من المطبخ وهي في أيديها صينية عليها أكل وحطتها قدامه، وهي بتضحك بخفه..”
_ عُمر الله يسامحه سيب اعصابنا كلنا.
” ابتسمت لتيته أبتسامة بسيطه، ولاكن هو بصلها نظره سريعة ورجع بصلي من تاني، وهو بيميل بجسمه مع ابتسامة وسند أيده علي ركبته وهو بيقولي بأحراج.”
_ بعتذر علي الطريقة اللي اتعاملت بيها، بس اتخضيت.. يعني حطي نفسك مكاني!
” نبرة صوته كانت هادية، لكن عيونه كان فيها حاجة مش مفهومة، حاجة كأنها بتقيمني، بتحاول تستوعبني. ابتسمت بتوتر وهزيت راسي بخفة، وقلت بصوت متماسك رغم ارتباكي.”
_ حصل خير .
” ابتسم بهدوء وهو عينه ثابته عليا شويه وعلي رنيم شويه، لحد ما اتنهد بعمق، وهو بيقوم يقف وقرب مننا ومد أيده بالسلام وهو بيقولي بهدوء ”
_ طيب .. نتعرف من جديد بقا، أنا عُمر.
” رفعت عيني ليه وانا بقوم أقف قدامه ومديت أيدي بالسلام ببطئ وأنا برد عليه بنفس الهدوء ”
_ ريـم.
” شاورت علي رنيم اللي وقفت جنبي وأنا بقوله ”
_ ودي رنيم اختي الصغيره.
” أبتسملها بهدوء وهو بيسيب أيدي وسلم عليها بنفس الهدوء، ورغم خوفي منه في البداية ولاكن هديت بعدها لما شوفت نظراته المريحه لينا وكذلك ملامحه، رجع قعد مكانه من تاني، وعبدو ناكشه بكوعه وهو بيقوله بضحك ”
_أنت اي اللي جابك هنا يا ولا ! مش شقتكم فوق ؟
” ضحك عُمر وهو بيقوله بغمزه واستفزاز ..”
_ لازم أعدى أمسي علي حبيبتي .. ميجليش نوم!
” رفع عبدو حاجبه بتحدي، وأبتسم بسخرية وهو بيقوله ”
_ العنوان غلط انت ملكش حبايب عندنا !
” اتعدل عُمر في قعدته وبدأ يأكل، وهو بيشاور بعينيه علي تيته وهو بيقوله ”
_ اومال حياه بتعمل اي وسطكوا !
” بصله عبدو وهو بيقوله بضيق مصتنع وبيضحك ”
_ مراتي لو مش واخد بالك!
” ضحك عُمر أكتر وكأنه اتفاجئ وهو بيقوله ..”
_ بجد والله!
” بصله عبدو بأستهزاء رد عُمر عليها بطبطه علي رجله وهو بيقوله باستفزاز ”
_يا عبدو كفاية غيره من ناحيتي، أنا عارف أني خدت مكانك بس برده خلينا حبايب !
” ضحكت تيته وهو بتضـ ربه علي رجله وهي بتقوله ”
_ بس يا ولا، عبدو محدش يقدر يأخد مكانه !
” لقيت علبة المناديل بتتحدف علي عُمر اللي مسكها بسرعة قبل ما تيجي في وشه وهو بيضحك، وعبدو بيقوله ”
_ شكلك بقا وحش، انا لو منك أخد الباقي من كرامتي وأطلع علي بيتي!
” مسكت تيته أيد عبدو وهي بتقوله بعتاب ”
_ بس يا عبدو متقولش كدا !
” ضحكت بخفه علي ريأكشنتهم التلاته وأنا متبعاهم بعيني وهما بيناكشوا في بعض وحسيب بالراحة وأنا متابعة مناكشتهم اللطيفة بدون حساسية من وجودنا، لحد ما لفيت لرنيم اللي كانت قاعده جنبي بتنام، طبطبت عليها بحنية وأنا بقولها ”
_ مش كُنا نمنا ولا التثبيت اللي حصلي دا !
” ضحكت بخفه بدون رد وهي بتسند دماغها علي كتفي بأرهاق، وبعد دقائق بسيطه من قعدتنا، بصتلي تيته بكل انتباه، وهي بتمسك أيدي بحنيه ”
_ أنتي كنتي عايزه أي صحيح ؟
” أتفجأت من سؤالها، وابتسمت بتوتر ولاكن تداركت الوضع بسرعه، وطبطبت علي أيديها وأنا بقولها ”
_ مفيش حاجه خلاص.
” سألتني بنفس الاصرار وهي بتقرب مني ”
_ مالك بس! ناقصك حاجه !
” اتنهدت بأحراج وأنا بقولها بعد فترة من التردد”
_ بصراحة رنيم كانت عايزه ساندوتش .
” أتفجأت وحطت أيديها علي بوقها بتأنيب ضمير وهي بتقولي ”
_ يا خبر ! أنا ازاي مخدتش بالي من حاجه زي كدا .
” كُنت لسه هتكلم، ولاكن قاطعني عبدو وهو بيدخل في الكلام بعدم فهم وأهتمام ”
_ مالكوا في أي ؟
ردت تيته بهدوء وزعل _ مش تلف نظري يا عبدو، أعمل للبنات عشاء, ينفع نسيبهم يخشوا كدا !
” ضحكت وأنا بطبطب عليها بهدوء وبرد عليها ”
_ يا حببتي الموضوع مش مستاهل، أنا كنت هطلب ساندوتش لرنيم بس ولاكن أنا مش جعانه والله !
رد جدو عليا بتوبيخ وهو بيقولي _ بس يابت أنتي، قومي يا حياه اعمليلهم حاجه أنتي لسه قاعده !
” هزت رأسها بسرعة وهي بتقوم ناحية المطبخ وأنا بنادي عليها، وكُنت لسه هوقفها، ولاكن جدو وقفني وهو بيشدني يقعدني من تاني جنبه وهو بيقولي ”
_ أتكني بقا، هو أنتي بخيلة ولا اي ؟
” ضحكت وأنا بقعد من تاني وهو طبطب عليا بحُب، وبدأ عُمر يشد انتباهه وهو بيتناقش معاه في حاجه، وأنا بصيت لرنيم لقيتها بتضحكلي بلؤم وهي بتقولي ”
_ بذمتك مش جعانة!
” ضربتها علي ايديها بتحذير وأنا بضحك معاها، لحد ما تيته طلعت وهي بتحط الأكل جنب أكل عُمر، وأنا ميلت برأسي شويه وأنا بقولها برجاء”
_ يا تيته!
” طبطب جدو علي ضهري وهو بيقولي بتشجيع ”
_ قومي يابت بقا، وبطلي غلبه !
” ضحكت بقلة حيلة وأنا بقوم من مكاني وقربت من مكان عُمر وقعدت قصاده بدون ولا كلمه مني أو منه، وبعد أققل من دقيقتين سيبت اللي في أيدي، أول ما بعدت عن الأكل بصلي عُمر بأستغراب وهو بيقولي ”
_ أنتي كدا كلتي!
” هزيت رأسي بخفه وأنا بسند ضهري لورا بهدوء ”
_ ايوه الحمد لله!
” هز رأسه بعدم اهتمام وهو بيكمل أكله، وكان بيقرب الأكل كل شويه لرنيم وهو بيشجعها إنها تأكل، أبتسمت بهدوء وأنا ببصلهم، وحسيت بنظره جدو ليا ولقيته بيطبطب عليا وهو بيقولي ..”
_ متخافيش أنتي هنا في بيت الأمان كله اطمني .
” ضحكت بشقاوه وأنا بشاور بعيني علي عُمر اللي بيأكل بهدوء وأنا بقوله بشقاوه ”
_ أمان اوي يعني ط!
” طبطب جدو علي كفي وهو بيضحك بصوت وأنا كذلك، ورفع عُمر عينيه ليا وهو بيبصلي بعدم فهم وفي ابتسامة خفيفة اترسمت علي وشه بادلته نفسها وأنا بهرب بعيني منه ”
” تاني يوم الصبح كنت نايمه ورنيم جنبي ومحوطاني تقريبا بجسمها كله، حسيت بأيد حد بتتحط علي شعري أتنفضت من مكاني وأنا بمسكها بخضه، ورفعت عيني لقيت تيته واقفة بتبصلي بصدمة ”
_ أنا كنت بصحيكي بس، أتخضيتي كدا ليه؟
” سيبت أيدها وأنا بعدل من وضعية جسمي وبرجع شعري لورا وقولتلها بضحك.”
_ مش متعوده بس.
” أبتسمت في وشي بهدوء وهي بتبوس خدي وردت عليا.”
_ أتعودى بقا، صباح الفل عليكي.
” أبتسمتلها بحُب وأنا بقولها بمشاكسة ..”
_ لو هصحي كل يوم علي الحلاوة دي معنديش مانع.
” نعكشت شعري وهي بتقولي بحُب وضحك”
_ بكاشة اوي يابت انتي زي جدك!
” ضحكنا أحنا الإثنين وبعدها خرجت من الأوضة بعد ما رنيم صحت، قُمنا غيرنا هدومنا وطلعنا بهدوء وترقب، كانت الصاله مليانه بنات عمالين بيحولوا في الفطار وهما بيتكلموا، وقفت لثواني وبعدين قولتلهم ”
_ صباح الخير !
” وقفوا كلهم كلام وهما بيلفولي وردوا عليا الصباح بأبتسامة جميلة، أتنهدت براحة من رد فعلهم وأنا بقولهم ..”
_ أعمل معاكوا حاجه ؟
” قربت واحده منهم وهي بتقولي.”
_ لا متتعبيش نفسك أحنا خلصنا .
” مدت أيديها ليا وهي بتقولي بأبتسامة هادية”
_ أنا جنى .
” بادلتها الابتسامة وأنا بمد أيدي أسلم عليها ”
_ وأنا ريـم .
” ابتسمت بهدوء وهي بترجع خطوه لورا، وبدأوا البنات يتقدموا واحده واحده تعرفني بنفسها، كان في منهم الهادئ في سلامه وفيه المتوتر، لحد ما قعدنا كلنا في انتظار الرجالة يرجعوا من الصلاة، كان موجود بنات في نفس سن رنيم اندمجت معاهم في الكلام وأنا كنت متابعة اندماجها معاهم بهدوء، لحد ما سمعت صوت جنى اللي قاعده جنبي وهي بتقولي بغيظ.”
_ أنتى علي طول ساكته كدا!
” أنتبهتلها بهدوء وابتسمت وأنا بقولها..”
_ أققول أي ؟
” رفعت رجليها علي الكنبة وهي بتقولي بغيظ مصتنع”
_ قولي أي حاجه، دا أنتي زمانك عندك حكاوي كتير !
” ضحكت وأنا بهز رأسي بعدم فهم..”
_ حكاوي !
” ضحكت وهي بتبصلي بلؤم, وأنا ضحكت علي نظرتها، لحد ما هي رفعت كتفها بخفه وهي بتقولي ”
_ خلاص هرغي أنا لحد ما الرجالة يجوا .
” وفي ثانية بدأت تتكلم علي كل حاجه، وأنا مركزه معاها وهي بتعرفني أكتر علي العيلة والبنات وهي بتشاور عليهم وأنا مندمجه معاها في الكلام، لحد ما سكتت وهي بتتنهد بتعب، خلتني ضحكت ورجعت قالتلي وهي بتحط رأسها علي كتفي”
_ يلا خلينا نأخد أول صوره مع بعض بقا!
” بصيت بأستغراب لدماغها اللي علي كتفي وأبتسمت وأنا ببص للكاميرا وهي بتصورنا كذا صوره ورا بعض، حسيت بحُب ناحيتها أكتر خلاني أندمجت مع جنانها، لحد ما بدأو البنات ينطوا جنبنا للتصوير، وصوره واحده تجمعنا مع صوت ضحكنا اللي كان مسمع في العمارة، وبعد دقائق اتجمعنا كلنا علي السفرة الكبيرة وأحنا بنفطر مع بعض في جو عائلي أول مره أعيشه! كنت قاعده سرحانه ومش مركزه معاهم لحد ما سمعت صوت عُمر اللي قاعد قصادي وهو بيقول لعبدو بتذكر ”
_ عبدو صحيح! فيه ناس عايزه تساهم في شُنط رمضان السنادي، نبدأ يلا ولا أي؟
” رفع جدو عينيه ليه بأنتباه وهو بيهز رأسه بموافقة ورد عليه بهدوء ”
_ تمام يا عُمر ابدأ يلا، هو كدا فاضل أققل من أسبوع ياريت نبدأها علي طول عشان الكل يوصله في الوقت المناسب ومنتأخرش علي حد.
” هز عُمر رأسه بموافقة وثقة وهو بيكمل أكله، وأنا كنت متابعة حوارهم بأنتباه شديد، لحد ما تيته سألت عبدو هي كمان بحماس ”
_ طيب يا عبدو وبالنسبة للموائد هنعملها السنادي برده!
” هز عبدو رأسه بتأكيد وهو بيرد عليها في نفس اللحظة ”
_ طبعاً ربنا ما يقطعلنا عاده يا حياه، إن شاء الله مصطفي يكلم الطباخ عشان يجهز نفسه معانا طول الشهر .
” رد مصطفي إبن عمي في نفس اللحظة وهو بيقوله بتأكيد ”
_ أنا كلمته فعلاً من يومين وجهزت معاه .
” هز عبدو رأسه بأبتسامة وهو بيقولنا بحُب وسعاده”
_ كل سنه و انتوا طيبين، تنعاد عليكم الأيام بالخير. ويزيدنا ما ينقصنا أبدًا.
” قال عبدو آخر جملة وهو عينه عليا وأنا أبتسمتله بأمتنان حقيقي، وردينا عليه كلنا بنفس نبرة الحُب، وأبتسمت تيته بحُب أكبر ليه وهي بتطبطب علي أيده بحنية ”
_ ربنا يباركلنا في عمرك يا حبيبي، وتفضل منور سُفرتنا .
” بادلها نفس الابتسامة وهو بيطبطب علي أيديها اللي عليه بأيده التانية، ابتسمت علي نظرتهم لبعض، وبصيت حواليا كانوا الكل منتبهين مع بعض وكل واحد فيهم فاتح حوار مع التاني، وأنا ميلت علي جنى اللي قاعده جنبي وانا بسألها بعدم فهم ”
_ هو أنتوا اللي بتعملوا الشُنط كل رمضان !
“بصيتلي بأنتباه وهي بتهز رأسها وبتقولي بفرحة وحماس ”
_ دي أحلي فترة في السنة بنعيشها لما بنكون بنجهز الشنط دي، وكلنا بنملاها مع بعض والشباب بيوصلوها لصحابها، وأنتي هتمليها معانا السنادي بقا إن شاء الله.!
” بادلتها الحماس والفرحة وأنا بقولها بلهفة ”
_ بجد !
” طبطبت علي كتفي وهي بتضحك بحُب وبتقولي ”
_ طبعا العيلة كلها لازم تأخد الثواب .
” بصيتلها بأبتسامة وأنا بهز رأسي بموافقة، كانت عيني بتلف عليهم كلهم وانا حاسه براحه حقيقية جوايا وعلي ملامحهم المريحه لقلبي، وعلي وشي أبتسامة هادية، لحد ما وصلت عيني لعُمر اللي أكتشفت أنه كان متابعني بعينيه بشقاوه، اول ما لمحته حسيت بحرارة وصلت لوشي، وبلعت ريقي بتوتر وأنا بنزل عيني لطبقي من تاني وحسيت بدقات قلبي بتعلي .. بطريقة غريبه!”
” عدى اليوم والكل رجع علي بيته والبيت فضى علينا من تاني، كُنا قاعدين بنسمع مسلسل، الجو كان مريح وكُنا تقريباً في عالم تاني، لحد ما الباب خبط، فوقت من أندماجي، وبصيتلهم كانوا مندمجين مع المسلسل لدرجة أنهم مسمعوش الباب، ضحكت وأنا بقوم من مكاني وروحت ناحيته، أول ما فتحت وقعت عيني علي عُمر وبعدها علي الفانوس الكبير اللي في إيده، أبتسمت من شكله المبهج واللي كان نور الشارع منعكس عليه مديله مظهر جميل، قبل ما أسأل، ابتسم بشقاوة وقال…”
_ أخدنا علي الوضع بسرعة وبقينا نفتح الباب !
” نفخت بضيق، وأنا بسيب الباب مفتوح ودخلت بعد ما قولته ”
_ يوه بقا عليك!
” سمعت ضحكته وأنا بروح لمكاني من تاني، وهو دخل رمى السلام وهو بيحط الفانوس جنب الباب، ولقيته قرب قعد جنبي وهو بيريح ضهره لورا براحه شديده ”
_ أعملك عشاء يا حبيبي!
” كانت تيته بتكلمه وهي مشغوله في احداث المسلسل وعينيها مش عليه، هز رأسه بنفي وهو بيقولها ..”
_ متحرمش يا حبيبتي.
” مردتش عليه وهي مركزه مع المسلسل، لقيته بصلي وهو بيهمسلي بسخرية ”
_ واضح انها كانت هتقوم تعملي عشاء فعلًا .
” ضحكت وأنا بهز رأسه بخفه وأنا بقوله ”
_ المسلسل أهم من العشاء!
” ضحك وهو بيهز رأسه بتأكيد علي كلامي، وبعد دقائق من الهدوء والتركيز في المسلسل من تاني من ناحيتي، كان عُمر قاعد جنبي ماسك تلفونه بأندماج، كنت متوتره من قربه وعيني رايحه عليه كل شويه، لحد ما جدو سأله فجأه بجديه”
_ عملت اي في شنط رمضان صحيح يا عُمر!
” بصله عُمر بأنتباه وهو بيقفل التلفون ورد عليه بنفس الجدية والتركيز.”
_ تمام. كلمت الناس اللي عايز تساهم فيها وأتفقت معاهم، وفي جزء بعت فلوس وفي جزء لسه، وأنا مستني الكل يبعت عشان أجهز كله مع بعضه.
” هز عبدو رأسه بموافقة وهو بيسأله مره تانيه ”
_ تمام بس كل دا بعيد عن شنط الدهبي الخاصة بينا ؟
” هز عُمر رأسه بتأكيد وهو بيقوله ”
_ أيوه اكيد، حتي انا كلمت المطبعة عشان تتطبع الشنط بتاعتنا وبعتتلي كذا تصميم، عايز أخد رأيك فيهم ؟
” هز عبدو رأسه بحماس وهو بيقوله بسعاده ”
_طيب حلو جدًا، ريم جنبك أهي خد رأيها فيهم بقا، اختاروا مع بعض.
” اول ما سمعت جملته بصيتله بأستغراب وأنا بقوله بعدم تصديق ”
_ أنا!
” هز عبدو رأسه بتشجيع وهو بيقولي بحُب وحنية ”
_ أيوه أنتي .. وبعدين انتي أول مره تعيشي معانا الأجواء دى عيشيها من اولها بقا واختاري انتي الشنط اللي هتروح للناس.
” بصيتله بسعاده وأبتسامة أمتنان، ولقيت تيته بتطبطب عليه رجلي وهي بتقول لعُمر ”
_ يلا يا عُـمر، خليها تشوف معاك وفرجونا في الاخر !
” هز عُمر راسه بموافقة من غير ما يتكلم، وفتح تليفونه وقرب مني شوية وهو بيوريني تصميمات مختلفة لشنط عليها أسم “الدهبي” ، كنت مركزه معاه ولكن حسيت إنه قرب مني أكتر من اللازم، بصيتله بسرعة، لقيته متجاهلني وكأنه عادي جدًا! حاولت أرجع تركيزي للشاشة، كان بيقلب الصور ببطء، مستني تعليقي على كل واحدة، لحد ما رنيم دخلت علينا فجأة وهي بتقول بحماس”
_استنوا استنوا.. أنا عاوزة أشوف!
” ضحك عُمر واستغل الفرصة ومال عليا أكتر وهو بيقلب في الصور بسرعة قبل ما رنيم تلحق تبص كويس بمناكشة ليها. بصيتله رنيم بغضب خفيف وهي بتقوله ”
_إيه يا عم؟ انت مستعجل ليه ؟
” رفع حاجبه بابتسامة جانبية، وهو بيقولها بهدوء مستفز .”
_ خلي في سرعه في الأداء .. مش فاضين إحنا !
_ ليه؟ حد بيجري ورانا ولا اي ؟ ما تكلمه يا عبدو !
“قالتها رنيم وهي بتبصله بغيظ وتهديد وهو ضحك وهو بيرفع أيده بأستسلام، وأنا سلكت بينهم وأنا بقولها”
_ قلبك ابيض يا رنيم، براحه يا عُمر لو سمحت!
” أبتسم بروقان وهو بيشاور علي عينيه الاتنين، أبتسمتله بشُكر، رجعنا للصور من تاني وفي وسط اندماجنا كُنت حاسة بنظراته الجانبية ليا من وقت للتاني. وبعد ما استقرينا على التصميم المناسب، قفل تليفونه وهو بيقولي بموافقة ”
_ حلو اوي. هبعتلهم يطبعوها، المفروض توصل بكرة أو بعده بالكتير عشان نبدأ الشغل.
” هزيت رأسي بحماس، وبتلقائية مني سحبت التلفون من أيده وأنا بوري التصميم لتيته وعبدو اللي ركزوا فيهم ولاحظت أنه عجبهم جدًا، ولكن حسيت بنظرات عُمر ليا، لفيتله ببطئ، لقيته بيبصلي بأبتسامة هادية وهو بيشاور بعينيه علي تلفونه اللي بين أيدي، أخدت بالي من اللي عملته، أبتسمت بأحراج وأنا بناوله التلفون اللي مسكه ببطئ وترني وهو بيقولي بمناكشة ”
_ اختيارك مش بطال، معأن كان فيه أحسن!
” رفعت حاجبي وأنا برد عليه بنفس المناكشة ”
_ اه عشان كدا وافقت عليه علي طول وعجبك !
” ضحك بخفة وهو بيرفع كتفه ”
_ مجرد مجاملة!
” بصيتله بضيق مصتنع وبعدها ضحكنا بانسجام وكأن الجو بقا أخف وألطف فجأه، ولأول مرة ركزت في ملامحه اللي واخدة كتير من عبدو، بس على شاب أصغر، فيه نفس الحدة في نظراته، بس معاها لمعة شقاوة واضحة. كان وسيم، ودي حاجة مقدرتش أنكرها، خاصة جوايا! “

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرات أبويا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى