روايات

رواية ليل ومهاب الفصل الرابع 4 بقلم ورد

رواية ليل ومهاب الفصل الرابع 4 بقلم ورد

رواية ليل ومهاب الجزء الرابع

رواية ليل ومهاب البارت الرابع

ليل ومهاب
ليل ومهاب

رواية ليل ومهاب الحلقة الرابعة

صحيت على خَبْط على الباب.
طول عمري بخاف من خَبْط الباب،
بس قُمت وفتحت، وكان شاب.
حاسَّة إني شُفته قبل كده.
“افْتَكِري يا لَيْل، افْتَكِري…”
“مش دي شَقَّة قُصَي؟”
هَزَّيت راسي وأنا بحاول أفتكر شُفته فين قبل كده.
“من إمتى بيجيب نِسْوان معاه الشَّقَّة؟”
“أفَنْدِم؟!”
“يعني مش بيجيب، طَيِّب الحمد لله.”
“حَضْرِتَك مين وعاوز إيه؟”
“أنا صاحبه وعاوزه.”
“ما هُوَاش هنا، لَمَّا ييجي هاقول له صاحبك جيه.”
قاطع كلامي صوت قُصَي،
كان بيسلِّم على صاحبه بحرارة.
دخلت غرفتي بعد ما شُفت نَظَرات قُصَي لِيَّ.
الله، بيغير ولا إيه؟
بعد مرور وقت لقيته بيخبط عليَّ.
فتحت الباب.
“كَلْتِ؟”
“كَلْت في الجامعة.”
“جامعة إيه يا لَيْل؟ الساعة عشرة!”
“عَشْرة إيه؟!”
مَرَدِّش عليَّ وسابني، الحقير.
“جِبْت أكل وأنا جاي من بره.”
“لأ، مش جَعانة.”
“إنتِ حُرَّة، الشَّاوِرْمَا هَتِبْرَد.”
مكمّلش كلامه، ومسكت ساندويتش الشاورما وكان طعمه تُحفة.
قال مش جَعانة، قال.
ضحك عليَّ، وضحكت معاه.
فضلنا نتكلم شوية، وهو دخل ينام.
ومن حُسن حظي إن في بلكونة في غرفتي.
فتحتها، وعملت شاي بنعناع.
فتحت أغنية لأم كلثوم من غير موسيقى.
مسكت كتاب وفضلت أقرأ بانسجام.
القمر قدّامي والبحر كمان.
الهوا تحفة، بحب الليل قوي.
محتاجة بس ورد في البلكونة.
وكده مش محتاجة حاجة تانية.
“فعلاً الليل وسماه ونجومه وقمره، يا بَخْتُه بيا بجد بَقِي!”
البطل اعترف للبطلة بحبه،
وأنا هنا بطفح فراشات.
يا بَخْتُها!
هو أنا هلاقي حد يحبني زي اللي في الروايات؟
ولا دي روايات وخلاص؟
الوقت عَدّى ومحسِّتش بنفسي وأنا بنام.
بس حسّيت بحد بيشيلني، كان “قُصَي”.
الأخ الحنين رزق بردو!
حطني على السرير وغطّاني.
لو فضلت أقول إني بحبه من هنا لبُكْرَه مش هخلص.
إيه دا؟ أخدني في حضنه ونام.
حضنه حنين بجد، يا بَخْتُها!
أول مرة “قُصَي” ينام جنبي من زمان قوي.
كنت فاكرة إنه كان أقرب لِيَّ من “مُهَاب” بكتير قوي.
بس هو مشي من البيت وسابني، أو والدي هو اللي طرده.
علشان كده علاقتنا اتوترت.
مش هَنكِر إني كنت بحبه، بس اتعوَّدت إنه مش موجود.
فبقيت بلجأ لـ”مُهَاب”.
كنت محتاجة راجل في حياتي.
هو قَصَّر معايا كتير.
أنا اكتشفت إني مش بحب “مُهَاب”.
أنا بس كنت بوهم نفسي بده.
بس مش بحبه.
“مُهَاب.”
شُفتُه النهاردة في الجامعة.
مش عارفة جاي لمين.
“بتقابل نِسْوان هنا؟”
“لَيْل؟!”
ماكانش مصدق إني قدّامه.
“إنتِ كنتِ فين؟ دَنا قلّبت عليكِ الدنيا كلها! من بعد موت قُصَي…”
“إيه؟!”
مَن اللي مات؟
ده عبيط ده ولا لأ؟
“مين اللي مات؟! إنتَ عبيط؟!”
لقيته بيكمل كلامه بحزن.
“أنا عارف إنك زعلانة، بس والله قُصَي كان بيحبك أوي.”
حد يشيل الحيوان ده من قدامي!
“مُهَاب، إنتَ هتشلّني؟ ما تخلّيش أضايق منك. مش معنى إني سامحتك تِسُوق فيها.”
ماكانش فاهم أنا أقصد إيه.
“مش فاهم؟”
“لأ، إنتَ فاهم كويس. لما تتمنّى لـ شخص الموت تبقى شخص حقير يا مُهَاب!”
كنت بتكلم بانفعال.
كله إلا قُصَي.
حاول يتكلم براحة.
“أخوكي ميت يا لَيْل.”
ضحكت بصوت عالي.
“بلاش هزارك البايخ ده يا مُهَاب، لو سمحت، علشان دمّك تقيل!”
مش ده صاحب “قُصَي”؟
بيقرب ليه مننا؟
كان الخوف والتوتر مرسوم على ملامح “مُهَاب”.
“هزار إيه بس؟ قُصَي ميت يا لَيْل من زمان، من شهرين!”
بصّيت لصاحبه.
“مش إنتَ صاحب قُصَي، وكنت جاي له من أسبوع؟”
صاحبه بصلي بعدم فهم، فصرخت في وشه.
“مش إنتَ كنت جاي لـ قُصَي من أسبوع؟!”
قرب مني “مُهَاب” وهو بيهديني.
“لَيْل، اهدِي.”
“اهدِي إيه؟! إنتَ مستوعب إنتَ بتقول إيه؟ قُصَي لسه كان موصلني! هَكْدِب عليك ليه؟”
“يا لَيْل، والله لو ماكنتش أنا اللي دافنه بإيديَّ دول، كنت صدقتك والله.”
مسكت دماغي بقوة وصرخت.
“إنتَ كداب يا مُهَاب، وأنا بكرهك!”
بصيت لصاحبه.
“وإنت كمان علشان مش راضي تقول الحقيقة، أنا بكرهكم!”
مسكت تليفوني وأنا منهارة.
الجامعة كلها بتبص عليَّ.
رنَّيت عليه، تليفونه بيدي مغلق.
مش وقتك، أبوس إيدك لأ!
قرب مني “مُهَاب”، وأنا صرخت مش عاوزاه يلمسني.
“ابعد عني، ابعد!”
جريت لبَرَّه علشان أروح البيت.
قابلت الست مرة تانية، ما اهتمّيتش ليها.
فتحت باب الشقة وأنا بنادي على “قُصَي”.
لقيته جاي من البلكونة وهو مبتسم.
“قُصَي!”
جريت عليه وأنا بحضنه.
“قُصَي، مُهَاب الكداب بيقول إنك ميت يا قُصَي!”
ضَمَّني لحضنه وما اتكلّمش.
لقيت الباب بيخبط، فبعدت عن حضنه علشان أفتح الباب.
كان “مُهَاب” وصاحبه وجارتي.
استغربت منهم.
وبصيت لـ”مُهَاب” بغضب.
“إنتَ إيه اللي جابك؟”
“لَيْل، افهميني.”
ما اهتمّيتش ليه، وبصيت لصاحبه.
“وإنت جيت هنا لـ قُصَي من أسبوع وأنا اللي فتحتلك!”
“أنا معرفكيش أصلًا!”
“ما تعصبنيش، أمال هعرفك إزاي؟”
كملت كلامي وأنا بصرخ فيهم.
“ليه محدش مصدقني؟!”
“يا بنتي، استهدي بالله. فعلاً صاحب الشقة متوفي من شهر، وبشوفك إنتِ بس.”
“إنتوا كدابين، وأنا هثبتلكم دلوقتي إن كلامكم كله كذب، لأن قُصَي جوه!”
كلهم بصوا لبعض بتوتر،
وأنا ببصّ ليهم بشماتة.
محدش يكذبني،
علشان أنا مش هكذّب!
دخلوا الشقة،
وماكانش في أثر لـ قُصَي،
إزاي؟!!
قرب مني “مُهَاب” وصرخ فيَّ.
“فُوقِي بقى! قُصَي مش جوه!”
“يعني إيه مش جوه؟! أنا كنت لسه بكلمه دلوقتي!”
قربت منه ودموعي بتنزل.
“والله هو جوه!”
دخلت جوه وأنا بصرخ باسمه.
“قُصَي! يا قُصَي! قُصَي!”
يعني إيه قُصَي ميت فعلاً؟
قرب مني “مُهَاب” وضمني لحضنه.
وأنا ببعده عن حضني.
“ابعد عني! ابعد!”
كنت عاملة زي المجنونة،
يعني إيه قُصَي ميت؟
أمال مين اللي بحضنه وبينام جنبي؟
فجأة ما بقيتش قادرة آخد نفسي،
وجسمي ساب.
وما حسّيتش بحاجة من بعد كده.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ليل ومهاب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى