رواية لعنة الضريح الفصل الحادي عشر 11 بقلم منى حارس

رواية لعنة الضريح الجزء الحادي عشر

رواية لعنة الضريح البارت الحادي عشر

رواية لعنة الضريح الحلقة الحادية عشر

في منزل فهمي أتى جاره فتحي لزيارته بعد خروجه من المستشفى للإطمئنان عليه ، فقال الأخير:
– حمدلله على سلامتك يا فهمي، ربنا يعلم انا كنت زعلان و متأثر أد إيه بمرضك ، بس معرفتش ازورك في المستشفى كانت ظروفي ملخبطة شوية.
فردَّ فهمي متأثِّرًا:
الله يكرمك يا فتحي، القلوب عن بعضها عارف الدنيا كلها مشاغل فصمت ثانية وهو ينظر لعيون جاره ثم تساءل باهتمام:
هو إنت ساكن هنا من إمتى يا فتحي؟
ردَّ الرجل باستغراب:
أنا اتولدت هنا يا فهمي، دي شقة ابويا وامي من سنين الله يرحمهم.
رد فهمي باستغراب:
معقول الكلام دا يعني العمارة دي مبنية من أكتر من اربعين سنة ، شكل العمارة جديد وكأنها لسه مبنية من تلت اربع سنين مش من أكتر اربعين سنة.
وهنا ضحك فتحي مرددا:
إنت بتقُرّ على البيت يا فهمي، خليه يقع على دماغنا بقى يا خويا وافرح بعدها وضحك بقوة.
فقال فهمي باندهاش:
لا مبقرش أنا مستغرب بس ازاي مش فاهم ؟
ردَّ فتحى بجدية قائلًا:
عندك حق، بس محدش يعرف السبب، البيت دا مبيعجزش أبدًا ومبيبنش عليه الكَبَر أبدًا، ومحدش عارف السبب لكل دا …
ومين كان ساكن قبل الأستاذ نادر في الشقة بتاعتي يا فتحي؟
وهنا شرد فتحي قليلًا ثم قال:
محدش كان ساكن هنا قبل نادر غير قريبه رجل غريب كدة ، كان ساكن من سنين يمكن من قبل ما اتولد أنا كمان ، عارف كنا بنخاف منه واحنا صغيرين اووى ، كنا ساعات بنسمع أصوات كتير من جوة الشقة وكنا بنلاقي دم كتير وعضم على باب الشقة وفرو وقرون خروف ورسومات غريبة ، وحاجات غريبة، وبعد ممات سكن قريبه نادر ..
بس نادر مكملش إسبوعين فيها على بعض وباعلك الشقة واختفى ، ومحدش يعرف عنه حاجة مع إنه كان عريس جديد، بس مراته ماتت في حادثة بعد تلت أيام من الفرح ، وهنا نظر بتعجب وتسال عن اسم الساكن عمّ نادر غريب الأطوار ، الذي كان يخاف منه فأخبره فتحي بأن صاحب الشقة رجل غريب اطوار وكان يدعى :
“شوكت السلحدار”
#####
اجتمع محقق الشرطة محمود عز الدين الذي كان يحقق في قضايا القتل الغامضة التي انتشرت في الفترة الأخيرة في القاهرة مع رأيسه بالعمل حتى يناقش آخر التطورات بالقضية والأحداث الأخيرة
قال محمود بجدية:
– كل الشُبهات بتودينا لنفس النقطة يا مراد بيك ، المقبرة الملونة ومحتاجين أمر النيابة بفتح القبر لأني متأكد اننا هنلاقي مفاجأة كبيرة .
ردَّ رأيسه بقلق :
– متأكد من تحرياتك، مش ناقصين بلبلة في البلد ، وإثارة الفتن كفاية اللي البلد فيه عارف يعنى ايه نفتح مقبرة والحجات دى بتدايق الناس اكتر من القتل نفسه وهيقولك حرمة الاموات وعظم التربه وكلام كتير احنا في غنى عنه انت في مصر يا محمود والحجات دى مقدسة عندنا.
– احنا مش هنفتح كل المقابر , ولكن مقبرة واحدة لعيلة ” السلحدار ” ومدفون فيها جثة واحدة بس للمرحوم ” شوكت السلحدار ” ، والتحريات أثبتت إن الرجل كان بيمارس السحر الأسود ، وكان رئيس لجمعية سرية اسمها ” عودة العشرين شيطان ” .
ردد الاسم بتعجب :
عودة العشرين شيطان .. مش فاهم يا محمود
دى جمعية يا مراد بيك كان المدعو شوكت السلحدار عملها وكان فيها اكثر من عشر اعضاء, وكانوا بيتجتمعوا في بيته اللي كان اصلا مقر الجمعية السرية ، مع التحريات المكثفة اكتشفنا إن كل أعضاء الجمعيه اختفوا في ظروف غامضة , وملهمش اثر ، اللي مات في حوادث غريبة وملقوش جثته و اللي مش عارفين طريقة لغاية انهاردة وكل دا بعد موت شوكت .
ردَّ بفزعٍ قائلًا:
– هو احنا كمان ناقصين عبادة شياطين يا محمود ، يعني هما بيحاولوا يمارسوا السحر الأسود علشان يرجعوا شوكت للحياة , ولا دى ديانة جديدة و لا ايه اللي بيحصل بالظبط عند قبر الملعون دا فهمني ؟
– لغاية دلوقتي الرؤية مش واضحة يا مراد بيك ومش فاهمين هو اللي بيحصل دا من اعوان شوكت واعضاء الجمعية و يمارسوا السحر على جثة الرجل وعند قبره , ولا القصة ليها ابعاد تانية , بس المهم اننا وصلنا لاول الخيط وكل حاجة هتبان بعد كدة …
– بس مقلتليش بردوا و إيه علاقة فهمي بالموضوع دا وإيه دوره في القضية بالظبط هو بنته اينور وايه دخلهم بشوكت السلحدار والعشرين شيطان والجمعية وكل الكلام دا مش فاهم .
فابتسم محمود قائلًا:
-المفاجأة يافندم…
“…….”
فرد بجدية شديدة نظرًا لخطورة الأمر:
– معقول اللي بتقوله دا ، معنى كدة ان فهمي فيه خطر على حياة فهمى وعيلته كلها ، حطلي حراسة مشددة على بيت الرجل ومراقبه 24 ساعة لكل افراد العيله وخصوصا أينور.
– تمام يا فندم، عُلِم وسينفذ في الحال.
– شِد حيلك عاوزين نخلص من القضية دى بسرعة , وبلّغني بكل جديد ، الموضوع خطير ، مش عايز أي تهاون أو تقصير ارواح ناس كتير بين ايديك وامانه هتتحاسب عليها .
&&&
في المقابر وعند الشاهد البنفسجي، اتجهت قوة كبيرة من قوات الشرطة وافراد الامن وكان معهم المحقق محمود ، وتم فتح القبر الملوَّن ولكن الجنود صرخوا رعبًا من هول ما شاهدوا بداخله من أهوال وما لا يصدقه عقل بشري صرخ أحد الجنود بفزع وصوت عالي قائلًا:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ بالله”
شعر محقق الشرطة بتوتر شديد وهو يقف خارج المقبرة قائلا:
فيه إيه يا عبد الغفار عندك .. .صرخ الجندي برعبٍ وتوتر شديد:
تعالى يا فندم بنفسك وشوف ايه اللي جوه المقبرة.
نظر محمود وشعر بالمغص الشديد والألم في معدتهواراد افراغ ما في جوفه , فكان الامر صعب وسيء وشاهد الكثير من الأعضاء البشرية الطازجة ، التي لم تتعفن بعد أو تتحلل ، وكأنها قُطِعَت طازجة من أصحابها منذ دقائق قليلة مضت ، عيون وقلوب وأجنّة ورحم وكلى وطحال ورئه واحاء وامعاء كثيرة ولحوم بشرية كثيرة ممزقة , ووسط تلك الأعضاء الكثيرة المتناثرة على ارضية المقبرة والدماء المتناثرة هنا وهناك ، كتاب غريب الشكل والملمس كُتِبَ عليه اسم ( العزيف ) , أخذ بعض الجنود
يتساقطون من تلك الريحة الخانقة ومنظر الأحشاء المتناثرة , وبعضهم أفرغ ما في جوفه وهو يشعر بالمرض , وقام أحد الجنود بإخراج الكتاب الأسود الغريب ، وشعر الجندى باشمئزاز غريب من ملمسه وكأنه جلد أفعى يتحرك تحت اناملة , والغثيان من تلك الرائحة البشعة التي تملأ المكان ، ناول الكتاب إلى محمود , وقبل أن يمد يده ليمسكه صاح أحد الجنود من بعيد عندما شاهد اسم الكتاب :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إرمي يا فندم الكتاب بسرعة أو احرقه, متلمسهوش .
فتساءل محمود بتوتر:
مالك يا بركات فيه إيه وماله الكتاب مش فاهم ، إنت تعرف حاجة عنه ، إتكلم….؟
فصرخ الجدي المذعور برعبٍ:
دا كتاب سحر أسود يا فندم اسمه العزيف كتاب لأحياء الموتى , واخطر كتاب سحر في العالم كله .
وعرفت منين كل دا عن الكتاب ؟
رد الجندي بانهيار قائلًا:
من عمي أصله كان بيحب يقرا في كتب السحر الأسود ، وحكالي عن الكتاب وقالي ان الكتاب اختفى ومحدش يعرف طريقه من قرون طويلة، ومحدش عارف الكتاب دا حقيقة ولا خيال بس شكل الكتاب حقيقة ، وهنشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا.
فتح محمود الكتاب يتفحص صفحاته وهو يشعر بالتوتر والقلق الحقيقي من كلام وذعر الجندي ، ولكن الجندي صرخ بفزع قائلا:
بلاش تمسكة كدة بايدك دا مصنوع من جلد الموتى ، وكرر كلمة الموتى كثيرًا ا لدرجة أن محمود ألقى بالكتاب على الأرض برعبٍ شديدٍ وابتعد الجنود عن القبر ، وهم يرددون المعوذتين وآية الكرسي من شدة الفزع فكلام بركات كان له تأثير قوى على نفوسهم كمن لدغتهم حيه رقطاء ….