رواية لعلها بداية الفصل الثاني 2 بقلم ولاء عمر
رواية لعلها بداية الجزء الثاني
رواية لعلها بداية البارت الثاني

رواية لعلها بداية الحلقة الثانية
_ والله بيعوض، بيعوض وعوضه من حلاوته بيداوي الجروح.
كملت بعد ما حست إني هديت:
_ وبعدين ما أنتِ أهو ماشاء الله الناجحة اللي وسط عيال عمامك، وسنة وتبقي دكتورة في الجامعة كد الدنيا، وتبقي الدكتورة.
رددت بخوف:
_ تفتكري يا ستي؟
_ إلا أفتكر، وبعدين أنتِ عارفة، أي وجع وكل وجع بتتوجعيه ما هو إلا هدية ربانية من عند ربنا، ربنا بيبتلينا علشان نؤجر على الوجع يا حبيبتي، دا أنتِ لو اتشكيتي شكة دبوس واتوجعتي فأنتِ مأجورة عليها، فما بالك بوجعك وابتلائك دا؟
خدت نفسها وبعدها كملت تاني:
_يا حبيبتي الصبر ده مفتاح كل خير. عارفة يا بنتي، الدنيا دي دار ابتلاء، وربنا لما بيحب حد، بيختبره علشان يشوف قوة إيمانه وصبره. الصبر على الوجع مش حاجة سهلة، لكن الأجر اللي مستني الصابرين كبير قوي.
ربنا بيقول في كتابه العزيز:
> “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ”
(سورة البقرة: 155)
يعني ربنا بنفسه بيبشر الصابرين، وبيوعدهم بحاجات عظيمة. وكل دمعة نزلت منك وأنتي صابرة، وكل لحظة وجع استحملتيها، مكتوبة عند ربنا، وربنا بيعوضها بأحسن حاجة ممكن تتخيليها.
النبي عليه الصلاة والسلام قال:
> “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه”
(رواه البخاري ومسلم)
يعني حتى لو حاجة صغيرة زي شوكة، لو صبرتي عليها، ربنا بيكفر بيها ذنوبك.
عارفة يا بنتي، الصبر مش بس أجر، ده كمان بيربي القلب وبيخليه قوي وهادي. والإنسان الصبور دايمًا ربنا بيرزقه راحة في قلبه، وبيحس إنه قريب من ربنا أكتر.
فمهما كان وجعك أو ابتلاءك، خليكي عارفة إن ربنا شايف وسامع، وإنه أحن علينا من أي حد في الدنيا. خلي قلبك دايمًا متعلق بيه، وادعيه، وقولي: “يا رب، اجعل صبري سبب في رضاك عني، وعوضني خير في الدنيا والآخرة.”
حضنتها المرة دي بعد ما هديت، كلامها مايشبهش شيء إلا البلسم اللي بيداوي، يتحط على الجرح يطيب.
_ يا أخي الإنسان مان هيعمل إيه لو مكانش عندي تيتا عسل عسولة زيك كدا؟
____________
بعد أسبوع
رنيت على أمي علشان أطمنها عليها، ردت عليا بلهفة:
_ أيوا يا إمام يا حبيبي وحشتنا، عامل إيه ؟ وشغلك ؟
اتنهدت واتكلمت بصوت بحاول أخليه يبان طبيعي:
_ الحمد لله يا امي كل حاجة تمام، أنتِ عاملة إيه؟ وخديجة عاملة إيه هي وبابا؟
خلصت معاها، بس ليا شهاب وسألني:
_ لحد إمتى يا إمام؟ هتفضل مستني لما العمر يجري بيك يا أخويا؟ هتقعد مستنيها ترجع لك؟
_ عصام بس.
_ لاء بس ءا…
قطع كلامي بنبرة حازمة:
_ قُصر الكلام ومختصره، اللي باعك بالتراب يتساوى، هتقعد تبكي على الأطلال مهتأخدش غير وجع القلب، فوق لنفسك، فوق علشان أهلك اللي بقالي شهور بقولهم إنك في شغل ومش بتقدر تكلمهم.
_ بس يا عصا..
_ كفاية لحد كدا يا أخي حاول، كفاية سلبية لحد كدا واستسلام، وبعدين ربنا مش بيضيع عنده حقوق، أنت اتقيت ربنا فيها، وطلبت إيدها من أهلها، وطول فترة خطوبتكم قيدت لها صوابعك العشرة شمع لحد ما شمعهم خِلص يا غالي.
أنا مشتت من كلامه، مش عارف طريقي، لا عارف أروح فين، ولا حتى أعمل إيه؛ كل حاجة تقيلة عليا وعلى قلبي، تفكيري وأفكاري هلكاني وتعباني.
كلمت أهلي وقولت لهم إني كويس، طمنتهم وبعدها شهاب ودعني ومشي. تفتكروا في كلام يوصف اللي أنا فيه ؟
دخلت اوضتي بعد ما إنتهت الزيارة، قعدت على السرير، ضميت ركبي ليا وسندت عليها رأسي وأنا بفكر، بعد مدة دخل الدكتور اللي بيتابع معايا.
_ مساء الخير يا إمام.
_ مساء النور يا دكتور.
_ النهاردة إن شاء الله هنعمل نشاط جديد وهو إنه هيكون في جلسات جماعية .
اتوترت، فاتكلم الدكتور:
_ مضمون الجلسات دي وأهميتها في كونها بتساعدك إنك تخرج من القوقعة اللي أنت جواها وتشجعك، متخافش يا إمام.
رديت برفض مع تردد:
_ بس أنا مش عايزها.
_ إحنا اتفقنا على إيه ؟
خدت نفس عميق وهديت زيّ ما إتدربت علشان أهدأ.
فكمل هو:
_ تعالى يلا.
_بالسرعة دي؟
_ أيوا يلاا.
طلعت الجنينة بتاعة المستشفى بقلة شغف، سبع كراسي كانوا مرسوصين،قاعد خمس شباب، وأنا قعدت على واحد والدكتور على واحد.
طلب مننا إن كل واحد يعرف نفسه، وبالفعل عملنا كدا، كانت من شروط الدكتور من البداية إننا نحترم بعض، ونسمع بعض، غير السرية بتاعة الجلسة يعني أي حاجة حد مننا يقولها مينفعش حد ينقلها.
كل واحد مننا بالفعل عرف نفسه، في البداية مكنتش حابب اشارك ولا أتكلم، لكن مع الإصرار بتاع الدكتور كنت بتكلم وبـ أشارك.
سمع كل واحد مننا تجربة التاني، في الحقيقة إن يظل الإنسان شايف إن مشكلته محور الكون، وابتلائه أصعب ابتلاء لحد ما يشوف تجارب غيره وجروحهم؛ ساعتها بيدرك مدى ابتلاءه اللي بيبان في عينه هين وإنه لو كان جراله الشيء الفُلاني اللي حصل لكذا هو مش هيستحمل.
عبرت عن مشاعري واتعلمت أعرف أتكلم عنها، خدنا جلسات مش جلسة واحدة، قعدنا شهر بنأخد جلسات، رؤيتي لتجارب الآخرين عملاتي إزاي اعرف أتعامل مع تجربتي .
بعد شهرين بين مضادات الاكتئاب، و المهدئات والجلسات سواء جماعية أو فردية، والرياضة، والرجوع في الإلتزام على الصلاة، ومحاولات ومحاولات وكتير من المحاولات برضو تاني في التغلب على أفكاري السامي، بفضل الله يعني أقدر أقول إن أنا أحسن .
بعد ما بيتعافى الإنسان من العلاقات السامة، وبعد ما يتاعفى من فترة الاكتئاب بيرجع بعدها متحول 180 درجة مئوية، إنسان اكتر نضج وفهم ووعي ودراية باللي حواليه، بيفوق من مرحلة السذاجة .
حالياً أنا واقف قدام المستشفى مستني عصام ييجي ويأخدني.
نزل من العربية وهو بيمشي بسرعة، خدني بالحضن وهو بيقول:
_ يا أخي شوف وشك نور إزاي؟
رديت عليه بعد ما بِعد:
_ أصلهم كانوا متوصيين بأكلي قوي مقولكش.
ضحك على جملتي وبعدها قال:
_ طيب يا أخويا، يلا المكتب مستنيك، والقضايا بتاعتك.
_ يا أخي بقى.
_ يلا يا غالي، بقالك تلات شهور غايب عن البيت وأنا عمال أقنع في الحاجة أمك والحاج أبوك إنك مش قادر تيجي بسبب ضغط الشغل.
_ شكراً يا عصام.
_ إنت عبيط؟!
_ كل دا عشان بشكرك ؟؟
_ أيوا، أصل إيه شكراً دي، شكراً دي تقولها لصاحبك، مش أخوك!
_ لاء تستحق الشكر فعلاً يا عصام، وعمري في يوم ما هنسى إنك سبب في إني افوق لنفسي وأتعالج، وإن لولا وجودك بعد ربنا وإصرارك أنا مكنتش قدرت أخرج منها وكان زماني منتحر.
بحركه معتادة منه حط إيده على كتفي وقال:
_ إنت قبل ما تبقى صاحبي وجاري فأنت أخويا، والأهم بقى يا أبو نسب إنك خال العيال.
_______
_ يا سلمى لاء مينفعش!
رديت عليها باعتراض:
_ لاء يا تيتا، دوى عاوزين يأكلوا حقي، دا حتى مصاريفي وكإني بتذل لهم، يعني إيه يحرموني من نصيبي في المحلات.
_ بس لو اشتكيتيهم مش بعيد يعملوا معاكي مشاكل.
_ أنا هروح بكل هدوء مكتب محامي صاحبتي قالت لي عليه وهو بقى يساعدني، أنا لو كنت ساكتة فهو علشانك أنتِ، إنما ليه عمي يديني الفلوس وكإني بأشحتها منه؟ وليه أروح أطلب حق يقولي حق إيه يا أم حق.
_ سلمى.
_ يا تيتا أنا مش عالة عليهم، وبعدين يبقى أبويا هو اللي تعب وشقي علشان يقوم المحلات وهو اللي يبنيهم مع جدو وهما يأكلوا تعب أبويا ويرموا لي قرشين وكإنهم بيعطفوا عليا ؟ ليه؟؟ عويلة أنا ولا عويلة؟ دا حقي.
_ ركزي يا سلمى، هما بيعملوا كدا علشان يلهوكي، هما مش عايزينك أحسن من عيالهم.
ساعتها رديت بهستيريا:
_ ليه؟ ليه يا تيتا مستكترين عليا إني بـ أسعى وبـ أجتهد؟ ليه عايزين النجاح لأولادهم وبس؟ يعني حتى ياريت أولادهم مقدرين دا أصلا! دا هما دلعوهم لحد ما فسدوهم وجايين مستكترين عليا حاجة تفرحني؟!
_ معلش يا حبيبتي متزعليش بكرا تتعيني دكتورة وتحققي حلمك وتوصليله، بكرا ربنا يكرمك ويوفقك وبكرا مش بعيد.
_ ربنا يبارك لي فيكي يا تيتا .
قولتها وأنا بـ أحضنها، ومن جوايا بدعي تفضل جنبي وما اتوجعش عليها أبدًا.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لعلها بداية)