رواية كسرة قلب الفصل الأول 1 بقلم آية أمجد
رواية كسرة قلب الجزء الأول
رواية كسرة قلب البارت الأول

رواية كسرة قلب الحلقة الأولى
-أنتِ لا أول ولا آخر واحدة جوزها يخونها، لمي الدور شويه وارجعي بيت جوزك.
للمرة اللي معرفش عددها سامعة صوت كسر قلبي، بصيت بهدوء وبنبرة حاولت تكون هادية وثابتة نوعًا ما.
– أنا عُمري ما أذيتك يا عمتو! عُمري ما كسرت كلمة ليكِ ولا وقفت قُصد قرارتك مهما كانت مؤذية وظالمة ليا، جوزتيني لابنك من غير ما تاخدي موافقتي، وهمتيني إنه أفضل شخص ليا، إنه سندي بعد ما أهلي ماتوا وسابوني وسط النار وقالولي إنِك مُنقذي الوحيد، الله يسامحهم بسببهم خلوني أعيش في جهنم على أرض، كمان مستكترة عليا إني أرفض خيانة ابنك؟ مستكترة عليا أشوف خيانة ابنك ليا مع صاحبة عُمري وأقول كفاية بقى! أنتِ إيه؟ أنتِ مش بني أدمة زيك زي بتحسي وعندك مشاعر وعارفة قد إيه الخيانة بتوجع.
-ما تقوليش خيانة بس، دا كلام عادي وبعدين ما أنتِ لو ماليه عينه مكنش بص لبرا.
– أنتِ صح، قوليله الكلمتين دول بقى وخليه يطلقني.
-معندناش بنات بتطلق وخصوصًا لو بنت من البنات دي متجوزة ابني.
سابتني ومشت! ولا اتهزت بسبب كلمة قولتها، مستغربة ليه يا خديجة ما دا العادي بتاعها ست جبروت زي دي هتتأثر بكام كلمة؟ ضحكت بسخرية على توقعي بإنها ترأف بحالي وتاخدني في حضنها، ضميت نفسي ولملمت حالي، مسحت دموعي بعنف معنديش شيء تاني اعمله غير إني أكون قوية، قمت اتوضيت وصليت وأنا بدعي ربنا بكل ذرة أمل جوايا إنه يرشدني للطريق الصحيح وينور بصيرتي ويعطني القوة والصبر اللي يخلوني أقدر أحقق العدل لنفسي، إن أقدر أعيش لو لمرة واحدة وأنا خديجة مش مجرد بني أدمة عايشه ببقايا روح.
– خديجة.
كنت خارجة من البيت لقيته قدامي، بصيتله بكل هدوء ماعرفش جبته منين، تفاديت إني ابص في عُيونه وأواجه.
-خير؟
-أنتِ رايحة فين؟ وإزاي تخرجي من غير إذني؟ وإيه الشنطة دي؟
أخدت نفسي ببرود والمرة دي بصيت لعيونه وإتكلمت بنبرة عُمري ما كنت اتخيل إني اتكلم بيها معاه.
-رايحة شقة بابا، ولو سمحت ورقة طلاقي توصلي ويكون في علمك لو ورقة طلاقي موصلتش ليا خلال يومين أنا هرفع قضية طلاق.
بصلي بذهول وملامح الصدمة مرسومة على ملامحه، وفي لحظة ملامحه إتحولت لبرود.
-إدخلي يا خديجة لينا بيت يلمنا.
-البيت دا أنت هديته من زمان أوي، حاولت بكل الطُرق أحافظ عليه بس مابقاش عندي الصبر، لو سمحت أنا بكلمك بكل هدوء، طلقني.
كان لسه هيرد عليا بس قطع صوتنا وجودها، وجود صاحبتي! صاحبة عُمري اللي خاني معاها، بكل بجاحة جايه ولا كإنها عملت حاجة، قربت مني وضمتني وأنا مازلت تحت الصدمة، وبكل بجاحة العالم، لقيتها بتقولي.
-وحشتيني خالص يا ديجة.
بصت للشنطة اللي في إيدي ووجهت كلامها له.
-أنت مسافر ولا إيه؟ وإزاي مقولتليش؟
ضحكت بسخرية على كلامها، وعدلت النقاب اللي مداري وجع كبير أوي وبكل نبرة إستهزاء بمتلكها رديت وقولت:-
-إزاي ما قولتلهاش؟ يخسارة بجد.
وجهت كلامي ليها:
-لا يا حبيبتي مش مسافر، أنا اللي ماشية ما أنتِ عارفة بقى إن جوزي يوه نسيت قصدي اللي كان جوزي بيحب الرمرمة فأنا قولت بقى أسيبه يرمرم في شقته شويه ومبقاش قاعدة على نفسه، وهو زي ما قالي لا بيعمل حاجة عيب ولا حرام، يوه! نسيت.
قربت منه بهدوء وحطيت إيدي على كتفه وبكل هدوء:-
-يؤسفني أقولك إن اللي بتعمله دا حرام وعيب في حقك يا راجل، لما الناس يسألوك مين دي هتقولهم إيه؟ اللي خونت مراتي معاها؟ ولا اللي ماشي معاها في الحرام.
-خديجة!
ما أدركتش أي شيء غير وهي بتنزع إيدي من عليه بكل كُره وغضب وكانت هتمد إيدها عليا لولا إيدي اللي وقفتها على آخر لحظة، وبكل غضب الدنيا والقهرة اللي جوايا رديت ليها الضربة اللي كانت هتديها ليا.
-أنتِ مفكرة إني هسمح ليكِ بإنك تلوثيني بإيديكِ ولا إيه؟ أنتِ نسيتي نفسك؟ تعرفي أنتِ أقل من إني أقف وأتكلم معاكِ، أقل من إني اعاتبك على خيانتك ليا، أعاتبك على إيه ولا على إيه؟ أعاتبك على ضياع عمري وياكِ؟ ولا أعاتبك على ثقتي فيكِ؟ ولا أعاتبك على حبي ليكِ وإني إعتبرتك أخت ليا؟ ولا أعاتبك على سرقة جوزي مني؟ حتى دا استكترتيه عليا؟ يا شيخة مصعبتش عليكِ؟ عارفه إنتِ.. ولا اقولك أنتِ صح، إنتوا فعلًا لايقين على بعض أوي، أصل دمكم فيه من بعض، دم مليان بالمكر والخداع.
سبتهم وأخدت شنطتي وأنا بحاول أتغاضى عن تنفسي اللي بقى شبه معدوم، مسكتها ولسه بتحرك لقيت الأرض بتلف بيا وإيد بضمني، معقول دي تكون النهاية؟ سامعة صوته بس أنا بتسحب، بتسحب لظلام معرفش إذا كان هيكون نهايتي ولا بداية لحياة جديدة.
-أنا فين؟
بصيت بتعب حواليا، مكان غريب وشخص قدامي بيقيس نبضي، حاولت أقوم بس مقدرتش لقيتها سندتني.
-إرتاحي أنتِ لسه تعبانة.
-أنا فين؟
-أنتِ في المستشفى، جوزك جابك هنا، كنتِ بتعاني من ضيق في التنفس والحمدلله جابك على أخر لحظة.
أومئت برأسي بهدوء لحد ما كملت كلامها وأنا صُعقت مكاني.
-حاولي تهدي نفسك وابعدي عن أي شيء يوترك، دا مش كويس لحالة الجنين.
-جنين!
-أيوا، أنتِ حامل في الشهر التاني.
صُعقت من كلامها حرفيًا! معقول دا يحصل وفي الوقت دا كمان؟ في الوقت اللي بنهي بيه خديجة القديمة وهبدأ خديجة جديدة يكون فيه نُدبة لسه موجودة! نُدبة يا خديجة؟ إبنك بقى نُدبة؟ حطيت إيدي على بطني وأنا بلمسها وبحاول أتمالك نفسي وفي نفس اللحظة لقيته داخل الأوضة، غمضت عيني بتعب معنديش طاقة للمجادلة ولا للنقاش.
-عاملة إيه دلوقتي.
ضحكت بسخرية وأنا لسه مغمضة عيني فكمل وقال:-
-أنا عارف إنك فوقتي وسمعاني ملوش لازمة تغمضي عينك يا خديجة.
فضلت على صمتي وأنا بحاول انظم نفسي، مش قادرة اسمع صوته ولا اشوفه، في كل مرة بسمع صوته بفتكر كلامه عنها وعن خيانته ليا وكإنه بيقولي صباح الخير، نفضت عقلي من التفكير في الماضي، مينفعش أضعف لازم أكون قوية عشان ابني، فتحت عيوني وأنا لسه بعدها عن عيونه وقولت بهدوء.
-أنا عايزة أخرج من هنا.
-الدكتور كتبلك خروج بعد ما المحلول دا يخلص، وكمان قال إنك محتاجة تتابعي مع دكتور عشان الطفل.
هزيت راسي بهدوء على كلامه، قطع السكوت اللي بينا وقال.
-خديجة أنا…
قطعت كلامه لإني فعلًا معنديش طاقة اسمع أي شيء.
-لو سمحت اقفل الباب وراك وأنت خارج ومفيش داعي لوجودك هنا، لما المحلول يخلص أنا همشي لوحدي.
-دا اللي هو إزاي يعني؟
-زي ما سمعت لو سمحت طفي النور لإني عايزة أنام، وحاجة تانية ممكن تناولني النقاب دا.
-أنا معرفهم برا إنك منتقبة، متقلقيش محدش هيدخل.
-أنا عايزاه عشانك مش عشانهم.
-مش فاهم؟
-لو سمحت النقاب عشان ألبسه، لإنك شخص غريب عليا وملكش حق تشوفني من غيره.
-غريب! أنا جوزك يا خديجة.
-إحنا إتفقنا على الطلاق ولو سمحت أنا معنديش طاقة أعيد نفس الكلام كل شويه، خِلصنا بقى.
-مخلصناش يا خديجة، وطلاق مش هطلق والطفل دا هيتربى في وسطينا.
-إبني أنا هيكون في حضني مستحيل اسيبه ليكِ، ولما يجي بإذن الله تقدر تشوفه في أي وقت.
-دا بُعدك يا خديجة.
سابني وخرج وأنا تايهة في دوامة أفكاري، مينفعش يكون الولد سبب ضعغي، مستحيل أخليه يضغط عليا بيه، مش هستحمل، أنا لحد دلوقتي بحاول اقوم مستحيل أخليهم يوقعوني تاني، بصيت للمحلول اللي قرب يخلص، شيلته بهدوء ولبست نقابي وطلبت من الممرضة إنها تساعدني أخرج من المستشفى من غير ما حد يشوفني، وفعلًا خرجت وأنا بجري بكل قوتي، خايفة حد يشوفني ويعرفني ويقوله على مكاني، ركبت تاكسي وأنا شاردة في كل اللي حصلي، من وقت وفاة أهلي وإنتقالي لبيت عمتي وجوازي منه لحد ما اكتشفت خيانته، وصلت لبيت أهلي اللي بقالي فترة مزرتوش، دخلت وأنا بلمس كل شبر فيه، كل ركن فيه متحاوط بذكرى لطيفة بتجمعني بأهلي، مقدرتش أقاوم التعب اللي في جسمي، نمت من كتر الإرهاق.
-يعني إيه خرجت؟ إزاي تسمحوا ليها تخرج.
-إهدى يا إبني بس العصبية مش هتفيد بحاجة.
-أهدى إزاي بس؟ بتقولك خديجة خرجت يا ماما لوحدها.
-ما تخرج يا أدهم، أنت عايزاها في إيه؟ كويس إنها جيت منها.
-أنتِ بتقول إيه؟ بقولك خرجت لوحدها وهي تعبانة لسه.
-ما تخرج ولا تغور في داهية وأنت همك إيه؟ أنت كدا كدا بتحب هدى وهتتجوزها وخديجة طالبة الطلاق ودلوقتي هي مشت يبقى خير إنها جيت منها.
-طنط معاها حق يا أدهم، خديجة عاقلة و عارفة كويس هي بتعمل إيه، وبعدين يا حبيبي هي مش عايزة تقف في طريق سعادتنا.
-طب وإبني؟ إنتوا مستوعبين إنها حامل مني؟ وشايله إبني دلوقتي.
-وإيه يعني يا إبني إنها حامل، هي أول ولا أخر حد بيحمل ولا إيه؟ وبعدين فكر في نفسك هي لا بتحبك ولا عايزاك وأنت سمعت بنفسك وهي بتقول لهدى، صح يا هدى.
-آه.. أيوا طبعًا يا طنط.
-حتى ولو دي حامل في إبني، مستحيل اسيبها.
-قصدك إيه يا أدهم؟
-قصدي إننا هنأجل جوازنا الفترة دي، لحد ما خديحة تولد بالسلامة واطمن على الطفل وبعدها هطلقها وأخد إبني ونتجوز.
-أيوا بس..
-بس إيه يا هدى؟
-مش مهم يا حبيبي خلاص، المهم إننا مع بعض.
بصيت ليهم وأنا بحاول اقنع نفسي إن عايز أفضل معاها عشان الولد مش أكتر، وبعد كدا نطلق وأخد إبني، كنت بحاول أنكر أي شعور مسيطر عليا، كنت بنكر خوفي وقلقي عليها، كل دا عشان الطفل يا أدهم، الطفل وبس، فضلت أفكر ممكن تكون راحت فين لحد ما عرفت ممكن تكون راحت فين.
-خديجة إفتحي الباب أنا عارف إنك جوا.
قمت من النوم مفزوعة على صوت خبط الباب، هو إزاي عرف إن موجودة هنا؟ يالله يا خديجة بطلي غباء دا أول مكان أنتِ هتروحي له، حاولت انظم نفسي وأهدي نفسي من التوتر، لحد ما الصوت إختفى نهائي، إتنهدت بهدوء وراحة، أكيد مشى لما ملقاش دليل على وجودي، قمت دخلت المطبخ وحاولت اجهز أي أكل، كنت دايمًا بزور البيت كل فترة وانضفه وكنت مزوداه بالاكل بحيث لو حاجة حصلت يكون فيه شيء في البيت، جهزت الأكل وسمعت صوت التليفزيون شغال، إترعبت مكاني، مستحيل يكون شغال لوحده! مسكت السكينة اللي جمبي وخرجت وأنا بحاول مطلعش صوت وفجأة السِكينة وقعت من صدمتي.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كسرة قلب)