رواية قلوب لا تموت الفصل العاشر 10 بقلم نور محمد
رواية قلوب لا تموت الجزء العاشر
رواية قلوب لا تموت البارت العاشر

رواية قلوب لا تموت الحلقة العاشرة
في فيلا حلمي…
سحر قالت بنبرة هادئة تحمل خلفها سنوات من الوجع: – انت بعتني يا حلمي عشان خاطر أولادك؟ فاكر بعد الصفقة الأخيرة اللي اتمسكت، اللي أنا كان ممكن أروح فيها؟
💭 (فلاش باك – قبل عشر سنين)
كانت هناك صفقة خارج مصر، شحنة أدوية فاسدة، وسحر هي المسؤولة عن التصدير حلمي كان شريك لكن بنسبة اقل من سحر فكان المعاملات والتسليم وكل شيء مسؤلية سحر
. سحر كلّفت أحد رجالها يتابع الشحنة من الميناء لحد ما تتحرك المركب. لكن الصفقة اتمسكت في الميناء.
سحر قابلت الموظف اللي كشف الشحنة وفهمته ما يتكلمش عن الصفقة، وقالت له يشيل القضية لوحده وهتاخد باله من مراته وولاده، وهتديه مبلغ كبير. ووافق الموظف.
سحر اتصلت بحلمي وقالت: – الشحنة اتمسكت
حلمي انصدم وفي نفس الوقت انتبة القلق.. وقال وبعدين هنعمل اي..
سحر قالت متقلقش ، أنا هلم الموضوع. مع الموظف المسؤل
حلمي قال: – انتي واثقة في الموظف دا؟
قالت: – ميقدرش يتنفس بحرف.. بيخاف على أولاده ومراته.
حلمي قال: – تمام بلغيني أول بأول الاخبار..
سحر قالت اوكي..
بعدها سحر خرجت من جو الشغل وقالت: – أنا عاوزة أشوفك الليلة في الشقة عندي.
حلمي قال وهو بيتهرب… هحاول.
💭 (نهاية الفلاش باك)
رجعت سحر للواقع وهي تبص لحلمي وعينيها كلها عتاب: – من وقتها لحد النهاردة، وانت بتهرب مني. مانع دخولي الشركة، مش بترد على تلفوناتي. مع إننا اشتغلنا مع بعض خمس سنين، وكنا بنحب بعض. كنت بتتمنى الساعه واليوم اللي بتيجي الشقة عندي فيه
. ولما طلقت تهاني، بدل ما تتجوزني وتجبني أعيش في الفيلا… قطعت علاقتك بيا بمكالمة تليفون! قلتلي فيها: “سحر، انسي أي حاجة كانت بينا، حتى الشراكة… اعتبريها انتهت، وأنا متكفل بأي شروط جزائية”.
مكلفتش خاطرك تعرفني اي الي حصل واي السبب انك بعدت عني
.
– فاكر يا حلمي؟
حلمي رد وهو بيحاول يخبّي تأثره: – أنا مبعتكيش..
. أنا ضحيت شوية من عندي علشان أولادي علشان ميبقوش لا عندهم ام ولا اب
فضّلت تكون حياتي نقصة شوية وتكون عباره عن شغلي وأولادي. خوفت عليهم من مرات الأب اللي ممكن تأذي نفسيتهم
، خصوصًا بعد ما منعتهم عن أمهم… ومنعت أمهم عنهم.
💭حلمي رجع (فلاش باك – ليلة الطلاق)
حلمي جاله فيديو فيه تهاني بترقص مع شريف في حفلة خاصة. وجهها واضح، وإيديهم متشابكة. وعلى وجوههم ملامح السعاده والانسجام..
بعدها حصلت مشادة كبيرة بين حلمي وتهاني.. وانتهت المشادة بصراخ حلمي وهو بيقول… – برّه.. ملكيش أولاد عندي! وانتي طالق!
َ
رجع حلمي من الفلاش باك.. وقال…
كان لازم اعمل كدة.. كان لازم أطلقها.. وفي نفس الوقت كان لازم أبعد عنك..
سحر قالت بتعجب.. ولية كان لازم تبعد عني مع ان دي كانت فرصتنا..
حلمي رد بجدية.. لأن لو كنا كملنا كنت هترمي في حضنك من الوحدة والحقد على تهاني وهنسا أولادي وهبعد عنهم..
وساعتها اكون ضيعتهم.. من جهه بعدت امهم عنهم والله ومن جه انا روحت عيشت حياتي بالطريقه اللي تريحني…
سحر تنهدت وقربت من حلمي اكتر من دون مسافه امان وقالت ولسه عاوز تكمل بعاد ياحمي…
حلمي ارتبك قليلاً.. وقال سحر ارجوكي لا دا وقتوا ولا مكانوا..
سحر قالت اوكي بس خليك عارف انا لسه واقفة قدامك يا حلمي… ولسه بحبك.
في بيت نبيلة، كان الجميع في حالة سعادة كبيرة، غير مستوعبين رجوع أشرف بعد غياب طويل. الحديث كله كان مليئًا بالشوق، وكل العيون عليه، وكأنهم مش مصدقين إنه قاعد قدامهم.
ليلى ضحكت وقالت: “خلاص يا ماما، سيبيلنا أشرف شوية، من لحظة ما دخل وإنتي ماسكة إيده وقاعدة جنبه كأنه هيطير”.
أشرف ابتسم وقال: “كلموني عنكم، بتشتغلوا؟ بتدرسوا؟ عاوز أعرف عنكم كل حاجة”.
عامر قال بحماس: “إحنا كمان يا أشرف عاوزين نعرف عنك كل حاجة… باين عليك غني أوي! أنا شفت من شباك المطبخ عربية غالية قوي واقفة بره… هي دي عربيتك؟” قالها بفرحة وذهول.
أشرف رد بابتسامة خفيفة: ايوه “يا سيدي… عربيتي”.
الأم بدأت تظهر عليها علامات التعجب، وسكتت لحظة، ثم قالت: “أنا هقوم أجهز لك أكلة من اللي كنت بتحبها زمان.. .
أشرف قال بلطف: “ملوش لزوم تتعبي نفسك يا أمي”.
نبيلة قالت والدموع في عينيها: “وحشني إني أتعبلك يا حبيبي”، ثم نادت: “مني، سما… تعالوا معايا”.
دخلت نبيلة المطبخ، ومعاها مني
، وسما قامت وهي بتجز على أسنانها وتقول في نفسها: “هو مفيش غيري؟ ما ليلى وعليا قاعدين”.
في الصالة، كان نبيل، وعادل، وعامر، وأشرف، وليلى قاعدين.
عامر قال: “عادل، في حاجة مهمة أوي على الاب توب عاوز أسألك عليها”.
عادل رد:بس كده اوي اوي..
عامر قال: “تعالى معايا أوضتي”، وخرجوا سوا.
ليلى قالت: “نبيل، تعال عاوزة أوريك حاجة… العصافير عندي في البلكونة، في واحد مجروح، تعال بص عليه بما إنك دكتور جراح”.
نبيل قال بمزاح: “عصافير؟! بجد؟”.
ليلى قالت بإصرار: “أيوه عصافير، تعال يا أخي بقى”، وأخذت إيده وطلعوا البلكونة.
في الصالة، بقي أشرف وعليا لوحدهم، كل واحد بيبص للتاني، مش مصدق نفسه.
أشرف قال: “يعني بقيتي الدكتورة عليا؟”.
عليا ضحكت بخجل: “لسه في آخر سنة يعني لسة شوي على ما ابقى دكتورة رسمي”.
أشرف قال بإعجاب: “إنتي في نظري دكتورة من وإحنا صغيرين،من واحنا بنلعب مع بعض في البلد”.
عليا ابتسمت بخجل: “كأنك كنت واثق إني هبقى دكتورة”.
فاجأها أشرف بدون مقدمات وقال: “وحشتيني”.
عليا تفاجأت وخجلت وفرحت في نفس الوقت، وقالت بصعوبة: ” : “طمني عليك”.
أشرف قال: “الكلام كتير أوي… بظن إن عمري كله مش هيكفي أقوله”.
عليا قالت بإحساس: “ياااه يا أشرف…”.
فجأة، دخلت سما وقالت: “أما طنط نبيلة عليها شوية ورق عنب، مقولكوش عليهم! يلا يا سي أشرف، السفرة جاهزة”.
أشرف قال مبتسمًا: “هو أنا هاكل لوحدي؟”.
نبيلة ردت من المطبخ: “لا طبعًا، هناكل كلنا… زي زمان”.
الكل اتجه ناحو السفرة، والفرحة مالية المكان، والأم بتنادي: “يا عامر، يا عادل… تعالوا يا ولاد، العشا جاهز”.
، والأم بتشيل الفراخ وتحط قدام أشرف وتقول:
كُل يا حبيبي كُل…
رد أشرف بابتسامة:
كفاية يا أمي، قدامي كتير كده.
الأم قالت بحرقة قلب:
يا ترى كنت عايش إزاي السنين دي كلها؟ بتاكل إزاي؟ بتشرب إزاي؟
عامر قال بمزاح:
يا ماما باين عليه عنده خدمين وطباخين، إنتي مش شايفة أخويا غني قد إيه؟
الأم ارتبكت وقلقها زاد، لكن كانت بتحاول تهدي الأجواء
لكن في نفسها بتقول: “إيه الغنى ده يا أشرف؟ قلبي مقبوض يا بني…”
سما قالت فجأة:
بس إزاي أنا ما عرفتكش امبارح وانت مع عمو…
أشرف رمقها بنظرة معناها “اسكتي”، وسما فهمت وتراجعت بسرعة:
لا لا… يمكن حد شبهه.
عليا سألت بتعجب:
إنتي شفتي أشرف امبارح؟
سما اتلخبطت وقالت بسرعة:
لا لاء، يمكن حد شبهه…
عامر قال بحماس:
إنت هتبات معايا النهاردة، صح يا أشرف؟
أشرف ضحك وقال:اكيد طبعا هبات معاكم.. وكمل بحزن
انا مصدقت لقيتكم.. وبعد كده هنفضل مع بعض على طول..
عامر قال يعني هنعيش كلنا سوا..
أشرف قال بابتسامه.. اكيد دا الطبيعي.. وكمل وقال بس هنروح نعيش في الفيلا عندي كبيرة ووسعه وتسعنا كلنا…
الأم نظرت له بقلق شديد وقالت ببرود:
فيلا؟
أشرف رد ببساطة:
أيوه يا أمي، الفيلا بتاعتي.
نبيلة ردت بهدوء وكأنة هدوء ما قبل العاصفة وقالت…
خلي موضوع الفيلا ده على جنب دلوقتي يا حبيبي،
بعدين نتكلم فيه احنا لينا حديث كبير مع بعض ، لما ترتاح شوية وتشبع من إخواتك.
أشرف قال باحترام:
تمام يا أمي، زي ما تحبي.
عادل قال:
يلا يا دكتورة، عشان اتأخرنا.
عليا نظرت لأشرف وقالت لعادل:
تمام يا حبيبي، يلا بينا، علشان أشرف يرتاح.
أشرف قال بابتسامة:
لسه بدري…
عليا قالت بلطف:
معلش، لينا قعدة تانية أكيد.
نبيل قام وقال:
أنا كمان هستأذن.
ليلى قالت:
لسه بدري!
نبيل قال:
عندي شغل كتير بكره، ولازم أنام بدري.
سما قالت:
ما عدش غيري، يلا أنا كمان هستأذن، يلا يا دكتور نبيل وصلني في طريقك، الله يخليك.
نبيل قال وهو بيظبط نضارته وبص لليلى:
آه طبعًا، أوّي أوّي، اتفضلي.
ليلى بصت لنبيل بغيرة وقالت:
مع السلامة…
مني قالت وهي بتمزح:
يلا بقى، عاوزين ننام.
الكل ضحك وخرج نبيل وسما وعليا وعادل.
نبيلة قالت لأشرف:
اقعد مع إخواتك الليلة، اطمن عليهم واشبع منهم.. وههما كمان شبعوا منك..
.
أشرف وافق عمري ما هشبع منهم ابدا… وأخد ليلى في ذراعه، ومني في الثانية، وبص لعامر وقال:
تعال يا بطل على أوضتك، خلينا نشوف إنتوا إيه حكايتكم…
الكل اتجه لغرفة عامر بابتسامة لطيفة، والأم بصتلهم من الخلف بنظرة ممزوجة بين الفرحة والشكر لله، وفي نفس الوقت قلق من الثراء الغريب اللي رجع بيه أشرف.
مرت الليلة والإخوة مع بعض يطفوا شوق السنين بالكلام عن الماضي والحاضر.
—
في فيلا حلمي:
دخلت عليا وعادل من باب الفيلا، وفي نفس اللحظة كانت سحر خارجة من غرفة المكتب، وحلمي بيسلم عليها وبيقول:
مع السلامة.
عليا نظرت لسحر بتعجب وقالت:
مساء الخير.
سحر ردت بابتسامة ماكرة:
مساء النور.
سحر قالت:
أكيد إنتي الدكتورة عليا، وإنت عادل؟
عليا بتعجب قالت:
مظبوط. ومين حضرتك؟
سحر قالت:
صديقة قديمة لباباكي يا حبيبتي، أنا مبسوطة أوي إني اتعرفت عليكم.
عليا قالت باستغراب:
صديقة وقديمة؟ بس إحنا ما شفناش حضرتك قبل كده، لا في مناسبة ولا في حفلة…
سحر ردت بمكر:
أصلي كنت عايشة بره مصر ولسه راجعة. إن شاء الله نشوف بعض كتير بعد كده.
قالتها بتحدي لحلمي، ثم كملت:
تصبحوا على خير.
بعد ما خرجت سحر من الباب، عليا بصت لعادل وقالت بسخرية:
مين الست دي يا بابا؟
حلمي ارتبك وغير الموضوع بسرعة:
سيبك منها، قولولي عملتوا إيه عند أولاد عمكم؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب لا تموت)