رواية قلوب لا تموت الفصل الرابع عشر 14 بقلم نور محمد
رواية قلوب لا تموت الجزء الرابع عشر
رواية قلوب لا تموت البارت الرابع عشر

رواية قلوب لا تموت الحلقة الرابعة عشر
صباح يوم جديد مليئ بالأحداث..
في بيت نبيلة..
يلا ولاد يلا الفطار جاهز.
ردت ليلى وقالت:
صباح الخير يا ماما. ودخلت على الحمام.
مني قالت:
صباح الخير يا ماما. وأعدت على الكنبة في الصالة.
نبيلة قالت:
إيه مالكم كسلانين ليه كده النهارده؟ ولا خلاص الامتحانات خلصت والحماس راح؟
ليلى خرجت من الحمام وقالت:
أنا من النهارده الشغل في المكتب هيبدأ من الصبح، مش بعد الظهر زي الأول، لأني خلاص خلصت جامعة ومنتظرة النتيجة.
مني قالت:
وأنا كمان هنزل أدور على أي شغل في أي جريدة.
ردت الأم:
ربنا معاكم.
وكملت:
يا عامر، يا عامر… هو أخوكم مصحيش لدلوقتي ليه؟
ليلى قالت:
أنا هدخل أصحيه…
ليلى دخلت الغرفة ملقتش عامر في غرفته…
خرجت وقالت:
، عامر مش في الأوضة! هو خرج راح فين بدري كده؟ ده لسه مخلص امتحان امبارح!
الأم سكتت بحزن وحيرة وقالت:
أنا عارفة هو راح فين.
مني قالت:
فين يا ماما؟
هناك في فيلا حلمي، قاعدين حلمي وعادل والدكتورة عليا على سفرة الفطار…
عليا قالت:
بما إني خلصت امتحانات ومنتظرة النتيجة، أنا هبدأ أدور على شغل في مستشفيات خاصة من دلوقتي.
حلمي رد بسخرية:
مستشفى خاصة؟
انتي بنت حلمي طولان، مفكرة إني هخليكي تدرسي سبع سنين طب علشان تروحي تشتغلي زي أي حد براتب في مستشفى خاصة؟
ردت عليا:
وفيها إيه يا بابا؟
رد الأب بحنان:
مفيهاش حاجة يا حبيبتي.
وكمل:
كنت عاوز أخليها مفاجأة لما نتيجتك تظهر، لكن بما إنك مستعجلة على الشغل، يبقى لازم أقول.
عليا نظرت لأبوها بتعجب:
تقول إيه بالضبط؟
حلمي قال بسعاده…
مستشفى النور.. التخصصي..
ليلي قالت بدهشة.. مالها..
حلمى قال….
. إحنا مساهمين بنسبة 70٪ يعني المستشفى بتاعتنا، والأصح بتاعتك. ومش بس تشتغلي فيها برحتك، لأ، ده انتي ليكي الحق في رئاسة مجلس الإدارة.
عليا بنبرة سعادة ممزوجة بالمفاجأة:
بتاعتي أنا؟
حلمي قال:
طبعًا بتاعتك.
عليا قالت.. بس حضرتك مقولتش ليا الموضوع دا قبل كده..
حلمي قال دي هدية التخرج.. كنت محضارها من زمان لما تتخرجي.. بس هعمل اي انتي مستعجلة على الشغل..
عليا قالت بسعادة وامتنان:
متشكرة أوي يا بابا.واتجه نحو ابوها تقبلة من خدة دليل على الحب والمودة…
الأب كمل بابتسامه.. وقال لعادل:
وانت كمان يا بطل، اتجدعن وادخل هندسة، ومتخافش… مكتب الهندسة جاهز من دلوقتي.
ضحكوا الجميع واستمروا في تناول الفطار.
في فيلا أشرف، باب غرفة النوم بيخبط…
أشرف قال:
ادخل.
دخل رؤوف وقال:
صباح الخير يا باشا.
أشرف قال:
صباح الخير. في حاجة يا رؤوف؟
رؤوف قال:
عامر بيه، أخو حضرتك، تحت في الصالون، منتظر حضرتك.
أشرف بنظرة تعجب:
عامر؟! في حاجة حصلت لأمي أو حد من إخوتي؟
رؤوف قال:
هو قال إنه عاوز يقابل حضرتك بس يا باشا.
أشرف قال:
طيب، هغير هدومي ونازل حالًا.
في أول الشارع عند بيت نبيلة…
وقف الدكتور نبيل بالعربية منتظر ليلى، ومن بعيد شافها جاية في اتجاه السيارة.
وصلت ليلى وفتحت باب السيارة الأمامي وقالت:
صباح الخير يا دكتور.
قالتها بعدم وجود طاقه وشغف..
نبيل قال:
صباح النور يا أستاذة. إيه مالك؟ شكلك مش مبسوطة أو تعبانة النهارده؟
ليلى قالت:
والله ما أنا عارفة يا نبيل أقولك إيه…
نبيل قال:
في إيه يا ليلى؟ قلقتيني… طنط كويسة؟ وإخوتك؟ وأشرف؟
تنهدت ليلى بنفس عميق وقالت:
أشرف…
نبيل قال بتعجب:
مالُه أشرف؟
ليلى قالت:
ماما امبارح قالت كلام كتير عن أشرف وعن المستوى اللي هو عايش فيه، وإننا مش عارفين إيه مصدر الفلوس دي… وخايفة ليكون بيشتغل شغل ممنوع…
نبيل قال:
والله يا ليلى مش عارف أقولك إيه، بس بصراحة، طنط معاها حق… .
وكمل:
بس أقولك حاجة، كل شيء هيبان في الوقت.المناسب بلاش نظلم أشرف ونظن في السوء..
ليلى قالت:
ربنا يستر يا نبيل.
نبيل عشان يفك الجو شوية قال:
بقولك إيه، هو مجاش الوقت اللي أجي أقابل أمك وإخوتك علشان أخطبك؟ بصراحة أنا تعبت من الوقفة على أول الشارع دي…
ليلى بابتسامة قالت:
هانت يا دكتور، كلها كام يوم وتظهر النتيجة ونتخطب رسمي.
نبيل قال بكل حب…
وأنا مازلت محترم قرارك… إمتى بقى يعدوا الكام يوم دول؟
وتحرك بالعربية وهم مبتسمين.
هناك عند أشرف في الفيلا…
أشرف نزل السلالم:
أهلا أهلا يا عامر، إيه المفاجأة الجميلة دي؟
عامر قال:
أهلا يا أشرف، معلش أزعجتك.
أشرف قال:
لا يا حبيبي أبدًا، مفيش إزعاج ولا حاجة. ماما كويسة؟ وليلى؟ ومنى؟
عامر قال:
كويسين الحمد لله. وكمل: أنا جاي علشان حاجة تانية خالص.
أشرف قال.. طيب اقعد ارتاح ونفطر الأول وبعدين نتكلم في كل اللي انت عاوزو…
عامر قال بتوتر ملوش لازوم..
اشرف تعجب من طريقه عامر وقال.. قول ياحبيبي في اي مالك انا سمعك…
عامر قال بانفعال:
هو أنت بتشتغل إيه بالضبط؟
أشرف تفاجأ بالسؤال وقال:
إيه السؤال ده؟
عامر قال:
أنا من زمان كنت بستنى اليوم اللي ترجع فيه، ومابقاش وحيد. من زمان نفسي نقعد مع بعض ونهزر ونتكلم في الكلام اللي مينفعش يتقال إلا لأخويا… بس اتحرمت من اللحظات دي. ولما رجعت، قلت هعوض كل اللي فاتنا… بس لقيتك راجع انسان تاني انسان غريب عني راجع بس بجسمك وبعيد بعقلك وقلبك…
أشرف قال:
عامر يا حبيبي، أنا أخوك وصديقك، وكل حاجة هترجع زي زمان، وأنا معاك، وعمري ما هبعد عنك تاني…
عامر قال:
مفيش حاجة بترجع زي زمان.
وكمل:
أنا ماشي يا أشرف، راجع البيت عند أمي الست المسكينة اللي كان كل طموحها في الحياة إنها تشوفك تاني… ولما شافتك، زاد خوفها وحزنها.
أشرف سمع الكلام وسكت، معرفش يقول أي شيء…
خرج عامر من الفيلا، وأشرف قعد على الكنبة بين حزن وحيرة مش عارف يعمل إيه…
على نفس السفرة في نفس توقيت الفطار…
حلمي خلص أكله وقال: – أنا عندي شغل وممكن أتأخر النهارده بالليل، ابقوا اتعشوا أنتم.
وكمل كلامه: – آه بالمناسبة، إيه أخبار أشرف؟ محدش منكم حكالي يعني حصل إيه يوم ما كنتوا معزومين، غير بس قولتولي إنه رجع.
عليا قالت بسعادة: – أشرف راجع قوي جدًا يا بابا، وكمان باين عليه ناجح في شغله… دا كمان هياخد طنط نبيلة وإخواته يعيشوا معاه في الفيلا بتاعته.
حلمي سكت ورد بدهشة: – ونبيلة وافقت تروح تعيش في الفيلا؟
عليا قالت: – وطنط نبيلة هترفض ليه؟
حلمي قال: – مش عارف، أنا بسألك.
عليا قالت: – مش عارفة إذا وافقت أو لا.
حلمي قال: – نبيلة اللي أعرفها مستحيل توافق تروح تعيش في الفيلا.
عليا بتعجب: – ليه بس يابابا..
حلمي قال.. او يمكن الزمن غيرها وكمل وقال يلا اشوفكم باليل..
…
هناك في الشركة عند حلمي…
دخلت سحر وقالت: – صباح الخير، حلمي بيه في المكتب؟
السكرتيرة قالت: – هو على وصول يا فندم… اتفضلي حضرتك ارتاحي.
سحر قالت: – متشكرة.
وأعدت في مكتب السكرتيرة.
…
هناك عند نبيلة…
عامر فتح باب البيت ودخل، لقى نبيلة في المطبخ، كلمها بهدوء: – صباح الخير يا ماما.
الأم قالت: – صباح النور.
وسكتت.
عامر قال: – مش هتسأليني كنت فين؟
الأم قالت: – لو عاوز تقول قول، مش عاوز خلاص برحتك.
عامر قال: – تبقي انتي عارفة أنا كنت فين؟
الأم قالت: – أيوه، كنت عند أخوك أشرف… روحت ليه يا عامر؟
عامر بحزن وعصبية: – روحت يا ماما علشان أقول لأخويا إني محتاج أشرف بتاع زمان… محتاج أشرف يكون معانا بعقله وقلبه، محتاج أشرف يرسم الضحكة على وش أمي اللي بقالها أكتر من 15 سنة بتبكي على فراقه، ولما رجع نزلت نفس الدموع بس دموع حسرة وحيرة وخوف عليه… روحت يا أمي عشان جوايا شوق لحنان أشرف وقلب أشرف، مش شوق لوجه أشرف ولا جسد أشرف…
وبكى عامر وخرج من المطبخ ودخل أوضته…
الأم وقفت في حزن وحيرة تقول لنفسها: – يا ترى أنا بعدتك عن إخوتك مرة تانية لما رفضت العيشة معك يا أشرف، ولا قربتك لأشرف القديم اللي كله ضمير ورحمة؟
…
أشرف خرج من الفيلا عشان يركب العربية، لقى سما واقفة على باب الفيلا، عنيها كلها دموع…
أشرف قرب منها وقال: – سما… إيه اللي جايبك دلوقتي؟ حصل حاجة؟
سما زادت في البكاء من غير ما تتكلم ولا كلمة…
أشرف أخدها من إيدها وقال: – تعالي جوا واحكيلي… مالك؟
دخلوا الاتنين الفيلا، وأشرف في حالة دهشة من منظر سما…
أشرف أخذ سما من إيدها ودخلوا الفيلا.. سما أعدت على الكنبة ومستمرّة في البكاء.
أشرف قال: ممكن تهدي وتقوليلي إيه اللي حصل؟
بدأت سما تهدى عن البكاء وتقول بصوت متقطع: خالتي سماح ط.. ط.. طردتني من البيت. واستمرّت في البكاء.
أشرف قال: وهي ليه تعمل كده بعد السنين دي كلها؟
سما قالت: كانت عاوزاني أقعد مع زبون مهم أوي في الصالة، وأنا قعدت مع شوية على الترابيزة، لكن الزبون كان عاوزني أروح معاه البيت، وأنا رفضت. واستمرّت في الفقفقه بنفسها.
أشرف قال: وبعدين؟
سما قالت: لما رفضت، قالتلي إنّي لو ما رُحتش البيت مع الزبون ده، معتش ليا قعدة معاها في البيت، خصوصًا إنّي كنت بايتة برّه من أيام… لما كنت معك هنا في الفيلا، هي فكّرت إني عندي علاقة مع حد، ومن وقتها وهي مش قابلة ليّا كلام ولا طايقة تشوف وشي. وقالت إن أنا معطّلة شغلها لأني بصد الزباين ومش بوافق أروح مع حد بيتوا..
كملت سما وقالت: أنا مستحيل أرجع ليها تاني، لو هبات في الشارع.
أشرف أخدته العاطفة وصدق سما، وطبطب عليها وقال: شارع إيه اللي تباتي فيه؟ وبيتي موجود، تقدري تقعدي هنا برحتك خالص.
سما قالت: لا، أنا ماحبّش أكون تقيلة على حد.
أشرف قال: مش تقيلة ولا حاجة، الفيلا واسعة، وتقدري ترتاحي في أي أوضة لحد ما نشوف هنعمل إيه.
سما مسكت إيد أشرف وقالت: أنا مش عارفة أشكرك إزاي.
أشرف سحب إيده بهدوء وقال: لا شكر ولا أي شيء.
وقف أشرف وكمل: رؤوف يا رؤوف.
رؤوف رد وقال: تحت أمرك يا باشا.
أشرف قال: خد الست سما وصلها لأوضة نوم كبيرة تاخد راحتها، وابعت هات هدومها.
وكمل أشرف وقال: أنا هستأذن، لأن عندي مشوار مهم. تقدري تاخدي راحتك.
خرج أشرف من الفيلا.
سما طالعة على السلالم، وعلى وجهها ملامح المكر والحيلة والدهاء، وفي نفس الوقت ابتسامة الفوز.
في مكتب كبير في شركه كبيرة قاعده تهاني على المكتب.. وقاعد قبلها شريف بيقول بفرح ياااه يتهاني مكنتش متوقع أننا حنقدر نحقق النجاح دا كلة في آخر صفقة من المستثمرين الألمان..
تهاني قالت بغرور..
جرا اي ياشريف انت مش عارف انت متجوز مين ولا اي..
شريف قال.. طبعاً عارف ياحبيبتي هو انا حبيتك من شوية وكمل وقال بنبره حب تعرفي عمري ما كنت هبقا سعيد مع أي وحدة غيرك.. وكمل بحزن بس لو كنا خلفنا ولد او بنت كان زمان كل حاجه اختلفت اكتر من كده..
تهاني قالت بحزم بقولك اي ياشريف اظن احنا متفقين على الموضوع دا من قبل الجواز.. اني مش هخلف تاني.. وانت وفقت..
شريف قال.. انا فكرت ان مع الزمن ممكن تغيري رايك..
تهاني قالت بيأس .. اي السبب اللي هيخليني اغير رأيي.. حلمي اللي مرجعش في قرارو لما بعد أولادي عني.. ولا أولادي اللي لحد انهاردة مش عاوزين يشوفوا وشي..
وكملت على العموم انا خارجه عندي مشوار مهم..
شريف بتعجب.. مشوار اي دا..
تهاني بجدية……. بعدين هتعرف…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب لا تموت)