روايات

رواية قلوب لا تموت الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور محمد

رواية قلوب لا تموت الفصل الحادي عشر 11 بقلم نور محمد

رواية قلوب لا تموت الجزء الحادي عشر

رواية قلوب لا تموت البارت الحادي عشر

قلوب لا تموت
قلوب لا تموت

رواية قلوب لا تموت الحلقة الحادية عشر

في بيت نبيلة…
كان أشرف مستلقيًا بجانب عامر في سريره، عيناه مفتوحتان، يملأ قلبه شعور دافئ بالفرحة لأنه أخيرًا عاد لحضن العائلة. لكن رغم سعادته، كان عقله مشغولًا وقلقًا من أسئلة الصباح، خصوصًا سؤال أمه عن حياته في السنوات الماضية.
بعد لحظات، دخلت نبيلة غرفة عامر، مازالت مشاعرها متأججة ومش مصدقة أن ابنها رجع لها.
نبيلة (بنبرة حنونة): لسه صاحي يا أشرف؟
أشرف (جالسًا على السرير): أيوه يا أمي.. وانتي كمان مش جايلك نوم؟
نبيلة (بابتسامة وعينين تلمعان بالدموع): مش مصدقة عنيا إنك قدامي.
أشرف: ربنا يخليكي لينا يا أمي. نبيلة (ناظرة لعامر): عامر نايم في سابع نومة
. أشرف (بضحكة خفيفة): طول عمره بيحب النوم.
نبيلة (بغصة): هو فين العمر اللي شفتنا ولا شفناك فيه؟ الله يجازي اللي كان السبب في فرقنا.
أشرف: الأيام الجاية مش هنتفرق أبدًا يا أمي، وهعوضك عن كل حاجة فاتت.
نبيلة بنبرة حب قالت.. ان شاء الله ياحبيبي.. ثم دعته للدردشة في غرفتها بدل ما يفضلوا قاعدين جنب عامر، وأشرف وافق.
في غرفة نبيلة… نبيلة: احكيلي يا أشرف عن كل شيء.كنت عايش ازاي وعملت اي او ما هربت وانت سنك صغير ياحبيبي…
أشرف (مترددًا وابتسامة خفيفة): كل حاجة راحت لحالها ياأمي وادينا بقينا مع بعض تاني
. نبيلة (بقلق): مش عايز تحكيلي؟ طيب.. بتشتغل إيه؟
أشرف: بشتغل في الاستيراد والتصدير.
نبيلة (متعجبة): استيراد وتصدير؟ في إيه بالظبط؟ أشرف: في كل حاجة يا أمي، أنتي شاغلة بالك ليه؟
نبيلة: وإزاي وصلت للي أنت فيه ده وإنت كنت طفل عندك 15 سنة ومعاكش ولا مليم؟ أشرف (بابتسامة زائفة): ولاد الحلال كتير يا أمي.
نبيلة (تهز رأسها بعدم اقتناع): الحمد لله على سلامتك يا أشرف.
سكتت نبيلة، جواها بركان أسئلة مش لاقية له إجابة، لكنها مش عايزة تضغط عليه.
أشرف: مالك ساكتة ليه يا أمي؟
نبيلة: ولا حاجة يا ابني.. نام هنا في أوضتي، وأنا هنام في الصالة.
أشرف: لا لا، خليكي إنتِ، أنا هطلع أنام على الكنبة. كلها ساعتين والنهاريطلع وندبر حالنا ونروح الفيلا، فيها أوض كتير.
نبيلة (بجدية): اسمع يا أشرف، هقولك كلمتين وماتزعلش مني يابني..
. أشرف (بقلق): اتفضلي يا أمي.
نبيلة: احنا مش هنسيب بيتنا، لا أنا ولا إخواتك.
أشرف (بحزن): ليه بس يا أمي؟
نبيلة: البيت مفتوح ولو حابب تعيش هنا معانا أهلا وسهلا، لكن ولو مش حابب، خلاص برحتك.
أشرف: أنا مصدقت إني اتلميت معاكم تاني.
نبيلة: دا بيتي ودي حياتي أنا وإخواتك اللي تعبنا وشقينا لحد ما ربنا كرمنا بيهم. ليلي محامية، منى إعلامية، عامر عايز يبقى رسام. خلاص قربوا يقفوا على رجليهم ومش محتاجين لحد
. أشرف: بس أنا مش أي حد، أنا أخوهم الكبير، ومالي هو مالهم. نبيلة (بحدة): لما نعرف مصدر مالك ده منين الأول!
وسكتت لحظة، ثم كررت كلامها بصوت منخفض وهي تبص للباب: نبيلة: لما أعرف فلوسك دي منين، أبقى أعيش في فيلا واكل واشرب وانا راسي مرفوعه وضميري مرتاح…
أشرف سكت، ما ردش.
نبيلة (بحزن): حتى ماقدرتش تقولي إن فلوسك حلال.. روح نام يابني تصبح على خير.
أشرف خرج من غرفة أمه منزعج، وركب عربيته وساق بنفسه
هناك عند نبيلة، لما سمعت باب البيت بيتقفل عرفت إن أشرف خرج، خرجت من أوضتها وأعدت على الكنبة في الصالة، وحطت إيدها الاتنين على راسها وقالت:
ملحقتش أفرح برجوعك يا أشرف… ليه بس كده يا ابني، ليه؟.
في الطريق… أشرف (في التليفون): أيوه يا رأفت، إنت فين؟ رأفت (بمزاح): إيه يا باشا، وحشتك؟
أشرف (بعصبية): مش وقت هزار.. إنت فين؟
رأفت كمل بنفس المزح… في النايت اللي كنا فيه وامبارح.
أشرف: خلاص، جاي لك.وقفل التلفون..
في نايت “السعادة”، جلس رأفت على تربيزة قريبة من الاستيج، في إيده كأس وبيتابع راقصة شعبية بتتمايل قدامه.
دخل أشرف من الباب، عينه بتلف في المكان لحد ما شاف رأفت، اتجه ناحيته وقعد معاه على نفس التربيزة.
أشرف: “إيه يا بني الجو اللي أنت قاعد فيه ده؟ مش بتزهق؟”
رأفت (ضاحكًا): “في حد بيزهق من الستات؟ تحب تاخد كاس؟”
أشرف: “هات… النهاردة أكتر يوم في حياتي محتاج أشرب فيه.”
رأفت: “شكلك مش مبسوط.”
أشرف: “هات كاس… هات، خليني أنسى… أو بمعنى أصح، خليني أهرب.”
بعد شوية، سما كانت بتخدم على تربيزة مجاورة، لمحت أشرف وفضلت تبص له وهي متفاجئة من وجوده، خصوصًا وهو بيشرب كاس ورا التاني، باين عليه بدأ يغيب عن الوعي والتركيز.
اتجهت سما لتربيزتهم وقالت بدهشة: “أشرف؟!”
أشرف (بتثاقل): “سما… إنتِ؟ إيه اللي جابك هنا؟… آآآه نسيت… إنتِ شغالة هنا.”
سما (في سرها بحسرة): “شكلك نسيتني كلي، مش بس نسيت شغلي.”
حاولت توقفه عن الشرب، وأقنعته إنه كفاية كده ولازم يرجع بيته. بالفعل، ساندته وخرجوا من النايت سوا.
قدام الباب:
سما: “إنت معاك السواق؟ ولا كنت سايق؟”
أشرف (بدوخة): “أنا… جاي لوحدي…”
سما سندته للعربية، فتحتهاله وخلته يقعد في الكرسي اللي جنب السواق.
سما: “إركب هنا، مستحيل تسوق وأنت في الحالة دي… أنا هسوق، بس قولي العنوان.”
أشرف قال العنوان وسما بدأت تسوق باتجاه فيلا أشرف.
أشرف بيغيب عن الوعي شوية بشوية، ولما وصلوا بوابة الفيلا، رجال أشرف كانوا واقفين على الباب، فتحوا بسرعة لما شافوا العربية.
دخلت سما العربية، رؤوف قرب منهم وقال بقلق: “أشرف باشا مالُه؟ حصل حاجة؟”
سما: “لا أبدًا، بس شرب كتييير شوية… تعالى ساعدني نطلع أوضته.”
رؤوف سند أشرف مع سما، وطلعوا بيه فوق.
رؤوف: “متشكرين جدًا يا مدام، تقدري تتفضلي تمشي.”
سما:بجدية قالت… امشي اروح فين ياحبيبي باين عليك متعرفنيش “أنا مش همشي من هنا وهقعد معاه لحد الصبح. اسكت يا خويا، أنت مش عارف حاجة. اتفضل برا، إحنا محتاجين نغير هدومه.”
رؤوف بتعجب خرج، وسما قفلت الباب وراها بهدوء.
وهنا… بدأت خطتها الشيطانية.
صباح يوم جديد من فيلا حلمي طولان… كان حلمي قاعد على السفرة هو وعادل والدكتورة عليا نازلة من على السلالم شايلة الشنطة والبالطو الأبيض وقالت بسعادة:
صباح الخير.
رد حلمي وعادل معًا:
صباح النور.
حلمي قال:
صاحيه بدري أوي النهارده يا دكتورة.
عليا قالت:
عندي امتحانات في الجامعة.
عادل قال:
وأنا كمان آخر يوم في امتحانات الثانوية العامة النهارده وارتاح بقى من المذاكرة.
ردت عليا بابتسامة:
أيوه، وكلها شهرين وتدخل كلية الهندسة وتبقى أكبر باشمهندس في مصر كلها.
عادل قال بحب:
إن شاء الله.
حلمي قال:
طيب يا ولاد، أنا خارج، عندي شغل كتير النهارده. يلا سلام.
عليا قالت:
تمام، يبقى نتقابل كلنا على العشاء إن شاء الله.
رد حلمي:
أنا النهارده هتعشى برّه.
عليا وعادل بصوا لبعض بتعجب، وقالت عليا:
مش عوايدك يعني يا بابا.
الاب جاوب بتوتر:
عندي عشاء عمل مهم.
عليا قالت ببرود:
تمام، بالتوفيق إن شاء الله.
وخرج كل واحد متجه إلى عمله.

هناك عند نبيلة، كانت واقفة في المطبخ بتجهز الأوردرات اللي بتشتغل فيها للزبائن، دخل عليها عامر وقال:
أمال فين أشرف يا ماما؟ صحيت ملقتوش جنبي.
ردت الأم بحزن وبصوت منخفض جدًا:
الظاهر معادش عارف ينام غير على ريش ناعم.
عامر قال:
بتقولي حاجة يا ماما؟
الأم قالت:
باين أخوك عنده شغل وخرج من بدري.
دخلت ليلى شايلة شنطة إيد وشنطة أوراق وقالت:
صباح الخير يا ماما.
الأم قالت:
صباح النور يا حبيبتي… إيه ده انتي خارجة؟ مش هتفطري؟
ليلى قالت:
لا، أنا متأخرة جدًا، عندي امتحانات في الجامعة، وبعد الظهر عندي شغل في المكتب…
وكملت ليلى:
أمال أشرف فين؟ بصيت عليه في أوضة عامر ملقتوش.
الأم قالت نفس الإجابة:
الظاهر عنده شغل وخرج من بدري.
ليلى قالت:
طيب أوكي، يبقى أكيد هيجي على العشا.
الأم قالت بنبرة حزن:
الله أعلم.
ليلى قالت:
يلا سلام، اتأخرت.
خرجت ليلى من الباب، ولآخر الشارع كان نبيل مستنيها بعربيته البسيطة. فتحت الباب الأمامي وركبت وقالت:
صباح الخير يا دكتور.
نبيل قال:
صباح النور يا أستاذة.
وكمل كلامه:
ها، تحبي تفطري فين؟
ردت ليلى:
لا، مليش نفس أفطر، وبعدين مش عاوزة أتأخر على الجامعة، عندي امتحان مهم جدًا النهارده.
رد نبيل بفخر:
أيوه، كلها شهر واحد وتتخرجي ونشوف الأستاذة ليلى طولان بتهز محاكم مصر كلها…
ليلى قالت:
إن شاء الله يا حبيبي، وكل ده بدعمك ومساندتك ليا…
نبيل قال:
انتي إنسانة مجتهدة وطموحة وتستاهلي كل خير.
ليلى بصّت لنبيل بحب وقالت:
ربنا يخليك ليا… أنا بحبك أوي ❤️
نبيل قال:
وأنا كمان بحبك أوي أوي أوي ❤️😂
ليلى قالت بمزاح:
يعني تلاتة أوي؟ 😂
ضحكوا الاتنين في جو مرح وحب.

هناك بقى… في أوضة أشرف طولان…
أشرف نايم على السرير شبه عاري، وجنبه في نفس السرير سما، اللي تقريبًا كده بهدومها الداخلية…
في صباح اليوم التالي، كانت سما نائمة نومًا عميقًا على السرير، بينما بدأ أشرف يتقلب ببطء، وعيونه تفتح وتغلق في محاولات للاستيقاظ. تقلب على جانبه الآخر، ليفاجأ بجسد نائم إلى جواره، ظهره مواجه له.
فتح عينيه جيدًا، رمش مرتين وهو يحاول يستوعب… مين دي؟ سحب اللحاف بهدوء وبص لنفسه… كان عاريًا.
حس بدوخة وتشتت… بدأ يحاول يفتكر: “إيه اللي حصل؟ إزاي وصلت كده؟ ومين اللي نايمة جنبي؟”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب لا تموت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى