رواية قلوب لا تموت الفصل التاسع 9 بقلم نور محمد
رواية قلوب لا تموت الجزء التاسع
رواية قلوب لا تموت البارت التاسع

رواية قلوب لا تموت الحلقة التاسعة
بعض الوقت بيكون الغياب افضل بكثير من الرجوع..
لان هناك اشخاص كانوا قريبين للقلب قبل الغياب وعندما تأمر الظروف بالفراق يظل هذا القرب في القلب رغم بعد المسافات ..لأن الذكريات باقيه… لكن أحيانآ عندما تظهر حقيقة الحاضر.. من الممكن أن تتغير النظرة لشخص او تتبدت الثقه.. لكن تظل المشاعر الجميلة باقية.. … في( قلوب لا تموت)….
نبيلة في المطبخ بتنادي بصوت عالي شوية: “يلا يا بنات تعالوا خدوا الأطباق والمعالق على السفرة!”
ردوا ليلي ومنى في نفس الوقت بمرح: “حااااضر يا ست الكل!”
جرس الباب بيرن، عامر بيتجه بسرعة ناحيته وبيقول: “طيب طيب جاي أهو”.. ويفتح الباب: “أهلا أهلا يا سما، نورتي!”
سما بابتسامة ومزح: “أهلا بالفنان المنتظر.. بس إيه يا واد الحلاوة دي! دا أنت كبرت خالص!”
عامر: “شكراً يا ستي على المجاملة الرقيقة دي”، بأسلوب فيه تمرد بسيط على المديح.
دخلت سما الصالة وقالت: “أمال فين طنط والبنات؟”
عامر: “في المطبخ مستنيينك، مش راضيين يطبخوا
، قالوا مش واكلين غير من إيد سما!” وضحك خفيف.
سما: “مصدقكش، لأن عمر ما حد عرف يطبخ زي طنط نبيلة”.. ودخلت المطبخ، حضنت نبيلة وقالت: “وحشتيني أوي يا طنط والله..”
سلمت على ليلي ومنى اللي يساعدوا امهم في تحضير الأكل.
سما: “عاملين إيه يا بنات؟ وحشتوني جدًا.. بس هنعمل إيه، الجامعة واخدة كل وقتكم!”
ليلي: “إزاي بس يا سما! أنتي مش بس صديقة طفولة، أنتي زي أختنا وعارفة إحنا بنحبك قد إيه.”
سما: “وأنا كمان بحبكم أوي كلكم….وانتم عارفين انتم غالين على قلبي اد اي.. وكملت بنبرة حزن
وبالاخص الغايب اللي محدش عارف عنه حاجة، ليه في قلبي مكان محدش قدر يملأه..” (تقصد أشرف)
نبيلة بصت لسما بنظرة فيها حزن.. لكن سرعان ما رن جرس الباب.
منى: “دي أكيد الدكتورة عليا وعادل.”
سما وقفه نظرة نظره تمرد ان مش عجبها وجود عليا..
طبعا مهي من زمان بتغير منها وبالاخص على أشرف…
فعلاً، الباب بيتفتح، عامر واقف بيقول: “أهلاً أهلاً يا دكتور نبيل!”
ليلي لما سمعت خرجت بسرعة من المطبخ بفوطة في إيدها: “أهلاً يا نبيل!” ومدت إيدها تسلم، بس ارتبكت وحولت الفوطة للإيد التانية بسرعة.
سما ومنى واقفين بيتفرجوا وبيضحكوا بصوت خفيف من ارتباك ليلى بسبب حبها لنبيل..
خرجت نبيلة من المطبخ: “أهلاً يا نبيل يا ابني نورت.”
نبيل: “نورك يا طنط، ربنا يخليكي.. إزيك يا منى، إزيك يا سما؟”
منى بمزاح: “الحمد لله إنك شفت إننا واقفين!”
ليلي خبطتها على ضهرها بهزار: “كفاية بقى!”
نبيلة: “اتفضلوا اقعدوا يا ولاد، وقفين ليه؟”
الكل قعد في جو من المرح والضحك، ولحظات بسيطة ورن جرس الباب تاني.
منى: “أكيد دي بقى الدكتورة عليا وعادل، مفيش غيرهم متأخرين!”
وفتحت الباب فعلاً، عليا قالت بسعادة: “مساء الخير!”
منى خدت عليا بالحضن، والجميع رد بصوت واحد: “مساء النور!”
الكل قام للسلام على عليا وعادل بترحاب.
واتجه كل منهم باحديث متخلفه كل منهم مع الاخر..
حيث في البلكونة، ليلي وعليا واقفين بيتكلموا:
ليلي: “يلا يا دكتورة، كلها السنة دي ونشوفك أكبر دكتورة في مصر! قوليلي بقى، تخصصك إيه؟”
عليا: “زي حبيبك بالضبط.. جراحة عامة إن شاء الله.”
ليلي بخجل: “حبيبي؟!”
عليا بابتسامة: “أيوه حبيبك! يا بنتي إنتي مدارية إيه؟ مصر كلها
عارفة إن نبيل بيحب ليلي وليلي بتحب نبيل، وإحنا بنعمل نفسنا مش واخدين بالنا علشان منحرجكمش!”
ضحكوا الاتنين بسعادة.
ليلي قالت بمرح.. : “وانتي يا عليا؟ مفيش حد شاغل قلبك؟”
عليا ملامحها تغيرت، واتنهدت تنهيدة طويلة وقالت بحزن
: “اللي في قلبي، مهما غاب، محدش قدر ياخد مكانه يا ليلي.”
ليلي: “أصدق أشرف؟”
عليا: “هيكون مين غيره؟”
ليلي: “يا عليا، أشرف أخويا.. وأنا كمان بحبه أوي حتى لو بقالي سنين ماشفتوش، بس إنتي لسه صغيرة ومن حقك تعيشي وتحبي وتتحبي وتعيشي مشاعر جميلة في سنك دا.. خصوصًا إننا مش عارفين هو عايش ولا…”
عليا قاطعتها بإصرار: “هيرجع.. قلبي بيقولي إنه هيرجع.”
نبيلة نادت: “يلا يا بنات، الغدا جاهز!”
الكل اتجمع على السفرة، في جو من الحب والدفء.
منى: “ياه، اتجمعنا زي زمان!”
سما: “مفيش حاجه زاي زمان يمني.. في ناس كتير غالين علينا كان الدنيا هتبقا احسن بوجودهم كتير… زازاي امي وابوي اللي انحرمت منهم.. وغايب أشرف اللي أثر علينا كلنا…
ليلي بسرعة غيرت الموضوع: “ياسلام يا ماما على ورق العنب! ولا أجمد شيف!”
نبيلة: “بالهناء والشفا يا حبايبي.”
الكل بياكل بحب، وفجأة جرس الباب بيرن.
عامر: “يا ترا مين؟ إحنا كلنا هنا، مفيش حد ناقص!”
نبيلة: “لو حد اتكرم وفتح الباب هنعرف مين…
في فيلا حلمي…
دق باب غرفة المكتب الخاصة بحلمي هو جالس منسجم وسط أوراق وكتب، بيرفع عينه
ويقول:: ادخل.
تدخل “أم رضا”، الدادا.
أم رضا: في واحدة ست بره عاوزة حضرتك.
حلمي: ست مين دي؟
أم رضا: مقلتش اسمها.
حلمي: خليها تدخل.
تدخل “سحر”. حلمي أول ما شافها، تعبير المفاجأة ظهر عليه، قام واقف بسرعة.
حلمي: سحر…!!!
سحر: أيوه، سحر. كويس إنك لسه فاكرني.
حلمي (بهدوء متوتر): أهلاً يا مدام سحر، اتفضلي.
سحر تقعد على الكنبة، حلمي يقعد على الكرسي اللي جنبها.
حلمي (ببرود): تشربي إيه؟
سحر: ملوش لزوم.
حلمي (بابتسامة صغيرة): يبقى نشرب قهوة.
في إحدى المطاعم تجلس تهاني طليقة حلمي وشريف زوجها الحالي.. مع احد العملاء يتناولون غداء عمل..
وتجري بينهم تفاوضات على إحدى المشروعات الجديدة د.
تهاني: أنا موافقة أدخل المشروع ده، بس بشرط.
شريف: شرط إيه دا؟
تهاني: أبقى رئيسة مجلس الإدارة.
شريف: أمال أنا هتبقى شغلتي إيه؟ وبعدين إحنا داخلين بنسبة متساوية.
تهاني: لأ، أنا هدخل بـ٥٥٪ وهيكون ليا حق الإدارة. غير كده، مش لازمني المشروع.
شريف سكت لحظة، وبعدين قال بنبرة هادية:
شريف: خليني أدرس الموضوع وأرد عليكي.
تهاني (ببرود واستخفاف): .. برحتك….
في بيت نبيلة الجميع يجلسون موجهين نظرهم نحو الباب لمعرفة من القادم..
عامر بيفتح الباب، يلاقي شاب طويل، وسيم، أنيق،.. واضح عليه الثراء.
عامر: اتفضل، حضرتك عاوز مين؟
الكل على السفرة، نظرات تعجب وفضول،
خصوصًا “سما” اللي قامت واقفة.
سما (متلخبطة): هو دا نفس الشخص اللي كان في النايت امبارح ولا انا بيتهيئلي…
الشاب يخطو داخل الباب وهو حائر بين مشاعر مختلفة الخوف والقلق والشوق. دقات قلب سريعه..وعيون مليئه بالدموع ونظرة مليئة بشوق والحنين، عينُه على “الأم” التي تجلس في مقدمة السفرة فملامح وجهها لا تفارق ذهنهوا من سنوات عديده الجميع تغيرت ملامحهم واصواتهم لكن الام كما هي لم يتغير شيء بيها ابدا.. وبتاكيد هذا في نظر أشرف فقط….
لكن في الوقع.. الزمن والهموم ومشاكل الحياة و تقدم السن والشيب ظاهرا جدا على نبيله…
الأم عينيها عليه، قلبها يدق بسرعة، بتقوم من على الكرسي وهي تحاول الصمود على قدميها.. التي لم تعود تشعر بيها من شددة المفاجأة بدأت الام بخطوات مترددة تتقدم فيها تجاه أشرف وبدأت الام في التدقيق أكثر في هذه الملامح.. التي لم تغيب عنها طول هذه السنوات رغم انه هرب في سن صغير الا انها كنت ترسم في ذهنها له صور مختلفه وهو شاب بنفس ملامحه وبدأت الام تمد يديها وتلمس وجهه أشرف.. وهي عيونها مليئة بالدموع.. وبداء يعلوا صوت بكائها من الفرحه قائله….
: إنت… إنت أشرف… ابني؟
أشرف بدأ يبكي وهو يحتضن أمه بقوة وهي تبكي معهوا وتقبله من وجهه.. لم تعود قدامهم تتحمل الفرحه فجلس أشرف وامه على ركبتيهم وهم محتضنين بعض واصواتهم تعلوا بالبكاء…
الكل واقف في صدمة وفرحة.
عامر (بدموع): كفاية يا أمي… خلينا إحنا كمان نحضنه.
أشرف قبل جبين أمه وبدأ في مسح دموعه ووقف على قدميه.. وهو يتملاك نفسه.. وبدأ السلام بعامر الصغير الذي تركه وهو صغيرا جدا الان أصبح شاب تبدو عليه مظاهر البلوغ
أشرف (وهو بيحضن عامر): إنت أكيد عامر.
عامر قال.. وحشتني ياخويا..
اشرف حضن عامر بقوه وقال.. وانتم اكتر..
وبدأ أشرف في السلام على اخواته البنات وحده تلو الاخره قائل…
وإنتي ليلي… وإنتي منى.
وقام بحتضانهم وحدة ورا التانية.وقام بتقبيل جبهتم دليل على الحب والشوق وقال.. كبرتوا مشاء الله.
ثم بدأ أشرف يوجهه نظره الي باقي الحاضرين.. فزادات سرعة دقات قلبة ولكن هذة المرة سرعة الدقات مختلفه انها دقات الحب القديم والعشق الابدي لدي أشرف.. نظر أشرف لـ”عليا”و عيونه كلها حب ولهفة وشوق
.. وقال..أشرف: أما إنتي… عليا.
عليا تنظر له وهي تحاول التماسك من الركض عليه تنظر بعيون مليئة بدموع:قائلةا: أشرف…
حاولت عليا ان تسلم على أشرف سلام رسمياََ احترم للموجودين.. فهي بالاخير ابنة عمه.. لكن أشرف لم يتمالك نفسة اخدها في حضنه وبدأت تتساقط دموعهم.. ، اللحظة كلها شوق وحنين.
ثم تقاطعهم سما بنغمة ممزوجه بين الغيرة والمرحة:
سما: وأنا مش فاكرني؟
يبتسم أشرف، ويمسح دموعه:
أشرف: أكيد فاكرِك… إنتي سما.
بيحضنها حضن بسيط، ثم يتجه لعادل.
عادل: أنا عادل… أخو عليا.
أشرف: يااه… كبرت يا عادل، معرفتكش.
بيحضنه، وبعدها كلهم بيتجهوا للصالون، و”نبيلة” ماسكة إيد أشرف تقبلها وهو أيضآ يقبل ايدها.
. وقالت نبيلة: أنا مش مصدقة نفسي…
منى: ومين كان يصدق إننا هنشوف أشرف تاني؟
عليا (بحب): عمري ما فقدت الأمل إنه هيرجع، قلبي دايمًا كان بيقولي أشرف هيرجع، وقلبي عمره ما كدب.
أشرف يبصلها بنظرة حب وشوق وحنين عمرها ما ماتت.
ينظر لها مثل ما كان ينظر لها دائما وهم أطفال.رغم مرور الزمن ورغم البعد والفرق رغم المسافات البعيده وعدم التوصل وعدم معرفه الاخبار الا ان حب أشرف لعليا وحب عليا وأشرف لم يتغير لأي سبب ان كان.. لان دائما تبقا المشاعر في….
(قلوب لا تموت)
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلوب لا تموت)