روايات

رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم روز أمين

رواية قلبي بنارها مغرم الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم روز أمين

رواية قلبي بنارها مغرم الجزء الثامن والعشرون

رواية قلبي بنارها مغرم البارت الثامن والعشرون

قلبي بنارها مغرم
قلبي بنارها مغرم

رواية قلبي بنارها مغرم الحلقة الثامنة والعشرون

☆مهما طال إندثار الحقائق وتواريها عن العيون ☆
☆ لابُد من إزاحة الستار وفضح الظالم وكشف المستور☆
☆ وهذا وعدُ الله للمظلوم☆
صعدت مريم خلف فارس الذي إستدعاها بنبرة غاضبة لا تُنذر بخيرٍ، وجدته يقف عند مدخل مسكنهما، دلفت وما أن تحركت بساقيها إلي الداخل حتي إنتفض جسدها بالكامل من صوت غلق الباب الذي هز أركان المكان بأكملة
تحرك سريعً إلي غرفة نومهما وتحدث بنبرة حادة:
_تعالي ورايا.
تحركت خلفة ووقفت قُبالتة، رمقها بنظرات نارية وسألها:
_ أني مستنيكي تحكي لي كل اللي أنا ما عارِفهوش
نظرت إلية بإستغراب وأجابتة:
_ اللي هو إية اللي إنتَ متِعرفهوش دِي ؟
نظر لها بتحذير وهتف بنبرة حادة :
_موضوع الدَكتور اللي إتصدم لما عرف إن الهانم متچوزة،
وأكمل وهو يصك علي أسنانة من شدة غيظة:
_ البية اللي أماله وأحلامة إتهدت لما سمع إن عِنديكي بِت !
وأكمل بنبرة صارمة:
_ سؤالي بجا يا أستاذة يا مُحترمة، إنتِ ما كُنتيش خابرة بمشاعرة اللي باينة كيف عين الشمس دي ناحيتك ؟
وأكمل بإتهامٍ صَريح:
_ ولا كُنتي عارفة وحاسة بنظراتة واللحكاية كانت علي كيفك، وعشان إكدة مجبتليش سيرة عن موضوع الدِبلة اللي أني إكتشفتة بالصدفة ؟
إكفهرت ملامح وجهها وزُهلت من كلماتة المُهينة بل وإتهامة لها ولعفتها بكل وضوح، هتفت بنبرة حادة وحركات جسدية تدلُ علي شدة غضبها :
_كَنك إدبيت في نفوخك يا فارس، عتجولي أني الكلام الشين دِي؟
هي دي فكرتك عني يا وِلد عَمي ، للدرچة دي شايفني مّرة رَخيصة عتنبسط بنظرات الرچالة ليها ؟
دب فوق دماغة بكفي يداه وتحدث بنبرة جنونية:
_ أومال عايزاني أجول إية وأفكر كيف بعد ماشُفت نظرات العشج اللي خارچة من عين راچل غريب لمّرتي اللي عتنام چوة حُضني ؟
أجابتة بنبرة واثقة:
_ دي مشكلتة هو، وأني ميهمنيش طالما واثجة في حالي ومحافظة علي شرفي وشرف چوزي وعيلتي.
إقترب منها وأمسك كتفيها وهزها بعُنف وهتف بنبرة تشكيكية:
_ ولما أنتِ كنتي ملاحظة إنة حاطط عينة عليكِ، ما جولتليش لية أجيب لك الدبلة لجل ما تِجفلي جِدامة الباب وتأكدي له إنك ست متچوزة وتحطي جِدامة حدود ؟
أمسكت كفي يداه وانزلتهما عن كتفيها وأردفت قائلة بنبرة ضعيفة:
_ميتا كُنت موچود معايا لجل ما أجول لك يا فارس ؟
طول عمرك وإنتَ باعد حالك عني، ميتا حسستني إني مّرتك وخليلتك
ثم نظرت لهُ بإنكسار وهتفت بنبرة حزينة:
_ فاكر يوم فرح صفا لما دخلت عليا إهنية وأني لابسة فستاني، كُنت مستنية منيك كلمة حلوة كيف اللي أي راچل بيجولها لمرتة لما يشوفها لابسة حاچة چديدة،
وأكملت بدموعها التي تغلبت عليها وزُرفت رُغمً عنها:
_ كان نفسي أسمع منيك ولو كلمة واحدة تخليني أخد الخطوة وأبدأ وياك الحياة الچديدة اللي نويت بيني وبين حالي نعيشها سوا، لكن حتي النظرة إستخصرتها فيا
لما طلعت لجل ما أجيب الدبلة بعد ما نسيتها وإنتَ هملتني أطلع لحالي، ورچعت الفرح ومهانش عليك تطلع وياي ولا حتي تستناني لجل ما تدخلني الفرح، وجعت مني الدبلة
واسترسلت بحزن:
_ وبرغم كُل اللي حُصل منيك كنت ناوية أجول لك لجل ما تچيب لي دبلة غيرها
ومالت برأسها ونزلت دموع الألم من عيناها التي تصرخ وأردفت قائلة:
_ بس اللي دبحني بچد وخلاني أكتم حُزني جواتي لما لجيتك داخل وّيا قاسم وبدأت تتلفِت بلهفة وسط الحريم
وضحكت ساخرة وأكملت بدموعها:
_ جال وأني من خيبتي فرحت وجولت لحالي إنك بتدور عليا، بس فرحتي ما طولتش لما شفت عنيك لجيت مرساها ومبتغاها، أشجان يا فارس
إبتلع لُعابهُ خجلاً وحينها علم ما السر وراء هجرها له ولغرفتة
وأكملت وهي تدق بيدها بكُل عزمها علي صدرها:
_ إتجهرت وإتكسر جلبي ورجبتي وأني شايفة چوزي وحبيبي وهو عم يطلع لمّرة غيري وعنيهْ عيطل منيها العشج ، وجتها بس عرفت يعني إية كسرت النِفس ووچع الجلوب،
وأكملت بنبرة مُنكسرة:
_ بجيت أبص حواليا وأشوف الحريم وهما عيبصوا عليا ويتصعبوا علي الحُرمة اللي مملياش عين چوزها ولساتة عايش جواة العشج اللي فات
نظر لها وتحدث بنبرة صوت واهنة مُنكسرة:
_ ومسألتيش حالك أني لية محاولتش أجرب منيكي ولا أديكي وأدي لحالي فرصة لجل ما نعيش ونخلج حياة چديدة؟
مسألتيش حالك أني لية كُت عتهرب من نظرة عنيكي ليا ؟
سألتة مستفسرة:
_ جولي إنتَ لية يا فارس ؟
إبتسم ساخراً وأجابها بنبرة رجُل مُنكسر:
_عشان مّرتي اللي نامت چوات حُضني وخلفت منيها بِتي كانت عتعشج أخوي وريداه،
إتسعت عيناها ونزلت كلماته المُنكسرة علي قلبها شرختة
وأكمل هو مُتألمً :
_ مجادرش أنسي نظرت عنيكي الغضبانة ووجوفك جِدام چدك وإنتَ بتعترضي علي چوازك مني، ولا جادر انسي ليلة دخلتي عليكي وأني بجرب منيكي وحاسس بنفورك وإنتِ بتبعدي چَسدِك عن چَسدي،
مجادرش أوصف لك إحساسي وجلبي اللي كان بيجيد نااار في كُل مّرة كُنت بجرب فيها منيكي وتحضنيني، كُنت بحس بروحي بتروح من چسدي وأني متخيلك عّم تتخيليني قاسم لما بتضميني عليكي، وجتها كُنت بحس بچسمك كَنه شوك بيتغرس في چوات جلبي ويشرخ فيه
كانت تستمع لكلماتة ودموعها تنهمر كشلال فوق وجنتيها،
حدثت حالِها بتألُم:
_ كم تعذبنا وذابت قلوبنا من الألم وذَبُلت حبيبي، لما لم تُصارحني من ذي قبل، لو كنت صارحتني لارحت قلبك من هذا الشك وبدأنا سوياً حياةً جديدة تليقُ بقلبينا
إقتربت من وقفته وتلمست وجنته بكف يدها، وتحدث بدموعها المُنهمرة:
_ربنا يشهد عليا إني من يوم كتب كتابي عليك وأني عمري ما طيف راچل عدي علي خيالي، لا أخلاجي ولا تربيتي تخليني أعمل اللي عتجول علية دي ،مش أني الحُرمة اللي تفرج بين الأخوة يا فارس
وأكملت مفسرة:
_ منكرش إني في اللول كُنت رايدة قاسم، عادي، زيي زي أي بِت شافت في إبن عمها فارس أحلامها
وأكملت وهي تنظر لداخل عيناة والعشق ينطقُ من مقلتيها:
_ بس بعد ما أتچوزتك وعاشرتك عِرفت إن ربنا إختار لي الراچل الصُح اللي كُنت عتمناه، لجيت فيك كُل حاچة إتمنيتها وحلمت بيها وبجيت فارس أحلامي يا فارس
كان يستمع لها وقلبهُ ينتفض من شدة سعادتة، نعم فقد وجد بها كُل ما يتمناةُ الرچل في إمراتة، العفة والروح الهادئة والإهتمام والطاعة والأخلاق الحميدة، لكن علمة بعشقها السابق لقاسم ضل كسدٍ منيع وقف بينهما وجعلة يسجن حالة بداخل الماضي الأليم
حاوط وجهها بكفي يداه وجفف لها دموعها ونظر داخل عيناها وتسائل مُتلهفً:
_ عتتكلمي چد يا مريم، صُح عشجتيني وأني بجيت راچلك وفارس أحلامك ؟
أجابتة بنبرة عاشقة ونظرات هائمة:
_طول عُمرك وإنتَ راچلي يا فارس، حتي من جبل ما تُبجا حبيبي وأني شيفاك راچلي وسندي وچوزي
هتف بسعادة ولهفة غير مُستوعبً إعترافاتها :
_جوليها تاني يا مريم، جولي لي يا حبيبي يا راچلي
إبتسمت بخجل وتحدثت بنبرة رقيقة:
_ بحبك يا فارس، يا راچلي
صرخ متأوهً من شدة اللذة وقال:
_ يا أبووووووووي، وأني عاشجك وعاشج التراب اللي عتخطي علية رچليكي يا سِت البنات
رمت حالها داخل أحضانة بإسترخاء وكأنها تخلصت من حملاً ثقيلاً كان يؤرق روحها ، أما هو فما عاد مُتحملاً رغبتةُ بها، رفعها بين ساعدية واتجة بها ألي فراشهما كي يتوجا إعترافاتهم ويغوصا داخل عالم مختلف، أكثر تفاهُما، وأكثر صراحة، وأكثر راحة وعِشقً
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
داخل القاهرة
كان يجلس داخل مكتبة حيث توجة من المطار إلية مُباشرةً، رحب به جميع العاملين بالمكتب وبدأ هو بمزاولة أعمالة
إستمع إلي طرقات فوق الباب فسمح للطارق بالدخول
وجد السكرتيرة التي تحدثت بنبرة وقورة:
_ مدام كوثر مامت الأستاذة أيناس برة وعاوزة تقابل حضرتك يا أفندم.
بالكاد أكملت جُملتها ووجدت من تقتحم المكتب وتتحدث بنبرة باردة وابتسامة مُصطنعة:
_أنا مستغربة إصّرارك علي إنك تستأذني من جوز بنتي علشان أدخل له
شعر بإختناق وكأن الهواء قد تم سحبة بالكامل من المكان بمجرد دلوف تلك الحيةِ الرقطاء، تحدث إلي السكرتيرة بوجةٍ مُبهم كاشر وما زال جالسً بمكانة غير مهتم بدلوفها :
_ إطلعي برة وأقفلي الباب وراكي من فضلك يا سُهي
أومأت له بطاعة وخرجت بالفعل
تحركت إلية كوثر وجلست بالمقعد المُقابل له واضعة ساق فوق الأخري ثم تحدثت بنبرة قوية:
_ حمداللة علي السلامة يا متر،
وأكملت بنبرة لائمة:
_ مش الأصول بردوا بتقول إن الراجل لما يرجع من السفر،يرجع علي بيتة الأول ويتطمن علي مراتة اللي سابها تاني يوم الفرح ، اللي أعرفة عن الصعايدة إنهم رجالة وعندهم نخوة
وأكملت بنبرة تهكمية مُهينة :
_ ولا أنتَ ما أخدتش من الصِعيد غير الإسم يا أبن النُعماني
إحتدت ملامحة وهتف بنبرة حادة وعيون غاضبة:
_ من غير طولة لسان وردح، قولي جاية لية وعاوزة إية وخلصيني، أنا عندي شُغل متأخر ومش فاضي للت الحريم ده
إستشاط داخلها واشتعلت روحها من عدم تقديرةُ لها وكلامة الجارح المُقلل من شأنها، لكنها قررت اللعب معهُ بذكاء كي تجبرهُ علي تنفيذ رغباتها
وتحدثت بنبرة هادئة:
_ أنا مش هحاسبك علي إهانتك ليا ووصفك لكلامي بالردح، أنا بردوا بنت إصول ومتربية
قوس فمة وابتسم ساخراً فأكملت هي مُتلاشية سخريتة منها:
_ إسمعني كويس وحاول تفهمني يا قاسم، أنا أم وبخاف علي أولادي وكل اللي عملتة ولسه هعملة بعملة علشانهم، أنا هنسي إهانتك لبنتي وإنك سبتها يوم صباحيتها وسافرت سوهاج علشان تقضي فيه الإسبوع اليتيم اللي أخدتة كشهر عسل واللي المفروض إنك كُنت هتقضية مع بنتي
قاطعها بنبرة حادة:
_ أظن ملوش لازمة الكلام ده يا مدام، وخصوصاً إن أنا وإنتي عارفين ظروف الجوازة دي كويس أوي
أجابتة بنبرة بائسة:
_عندك حق، بلاش نقلب في اللي فات وخلينا نتكلم في اللي جاي،
وأكملت بنبرة جادة:
_ طول الإسبوع اللي فات وزمايل إيناس في الشُغل وقرايبها مبطلوش إتصال عليها علشان عاوزين يزروكم ويباركوا لكم، وهي كانت بتتحجج لهم بإنكم مسافرين، بس خلاص إنتَ رجعت لشغلك، يعني مبقاش عندها حجج تاني تقولها
زفر بضيق ورفع عيناه للأعلي وهتف بنبرة تهكمية:
_وبعدين بقا في مواضعكم اللي ما بتخلصش دي، طب وإية المطلوب مني إن شاءالله ؟!
تمالكت من حالها وكظمت غيظها الذي أصابها من إسلوبةُ المستفز والمُقلل من شأنِها وتحدثت إلية متلاشية كلماتة المُتهكمة:
_إيناس عاملة عزومة بكرة لكل زمايلكم هِنا في المكتب، ولازم تقابلهم كويس وتتصرف بطبيعية مع إيناس زيكم زي أي إتنين لسة عرسان وفي شهر العسل، وده طبعاً علشان شكلكم قدام زمايلكم
زفر عالياً وأرجع شعر رأسة للخلف بطريقة تُظهر كّم الغضب الذي أصابة جراء حديثها ثم تحدث بنبرة غاضبة:
_ وإنتوا بقا قررتوا وخطتوا لكُل ده من ورا ضهري، وجايين تبلغوني بعد ما حطتوني قدام الأمر الواقع ؟
وقفت وتحدثت وهي تستعد للرحيل:
_ معلش يا متر، ما أنتَ لو كُنت فاتح تليفونك كُنا بلغناك، علي العموم العزومة دي مهمة لشكلكم إنتم الأتنين، أنا رايحة لإيناس الشقة علشان نجهز لعزومة بُكرة،
واسترسلت بنبرة باردة اشعلتة :
_وهعمل لك الغدا إنهاردة بإيدي علشان تعرف غلاوتك عندي قد إية،
وأكملت وهي تتحرك إلي الباب واضعة إياة أمام الآمر الواقع :
_ أشوفك في البيت علشان نتغدا مع بعض
وتحركت للخارج تحت إستشاطة قاسم من تلك الحية الرقطاء وإبنتها الشمطاء وتصرفاتهما المُستفزة التي أصبحبت لا تُطاق ٠
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
إنتهي دوام العمل داخل مكتب قاسم وتحرك عائداً إلي مسكنة القديم، بعدما قرر رجوعهُ إلي مسكنة الذي كان يقطن بة قبل إنتقالة ليلة عقد قرانة المشؤم من تلك الشمطاء ، دلف وأخذ حمامً دافئً وخرج من جديد وتناول غدائةُ الذي جلبةُ معه من الخارج، وهاتف صفا الذي إشتاقها وأشتاق وجودها بجوارة حد الجنون ثم غفي بثبات عميق،
أما داخل شقتة التي تسكنها إيناس، كانت تجوب بهو المسكن إيابً وذهابً ويبدوا علي وجهها الغضب العارم
أما والدتها التي تجلس بكُل هدوء هتفت قائلة:
_ ما تقعدي يا بنتي خيلتيني
رمقتها إيناس بنظرات نارية وتحدثت بنبرة حادة :
_ أقعد إزاي يا ماما والبية إتحرك من المكتب بقالة أكتر من ساعة ونص علي حسب كلام سكرتيرتة؟
أجابتها كوثر بنبرة باردة:
_ شكلة كدة راح علي شقتة القديمة، علي العموم إنتِ لازم تمشي علي الخطة اللي رسمتها لك أمة، هي قالت لك إن إبنها عنيد واكتر شئ بيجننة لما حد يجبرة علي حاجة، وهي أدري الناس بإبنها،
وأكملت وهي تستعد للرحيل:
_ أنا هقوم أمشي علشان ألحق أغدي أبوكي وأخوكي، زمانهم في البيت من بدري
وأكملت بتوصية:
_ وإنتِ ألبسي وأتمكيچي علشان تشدية ليكِ، وروحي لة علي شقتة وإعملي اللي إتفقنا علية
وتحركت والدتها إلي مسكنها بعدما حملت معها كُل ما لذ وطاب من الطعام التي صنعتة هي وإبنتها لغداء اليوم وعزيمة الغد المُنتظرة
وبعد مدة كانت إيناس تقرع جرس منزل قاسم، تملل بنومتة حينما إستمع إلي جرس الباب، سحب حالة لأعلي وسند ظهرةِ علي التخت، وأستعاد توازنة ثم تحرك إلي الباب وفتحهُ، زفر بضيق حينما وجدها تقف أمامة بكامل هيأتِها وأناقتها وجمالها المُصطنع
تحدث إليها بنبرة باردة:
_ خير يا أستاذة، إية اللي جايبك لحد هنا
تصنعت الحُزن والبرائة وتحدثت بنبرة مُنكسرة:
_ للدرجة دي مبقتش طايق تشوفني قدامك يا قاسم؟
دلف للداخل وأعطاها ظهرة فتحركت للداخل سريعً وأغلقت الباب وأكملت حديثها مستعطفة إياة :
_ راح فين حبك ليا، معقولة كُل اللي كان ببنا والناس كانت بتحسدنا علية يضيع كدة في لحظة
ضل صامتً فإقتربت علية وأحتضنتة من الخلف، إنتفض علي أثر لمساتها التي باتت تُشعرةُ بالإشمئزاز من حالة ومنها
إبتعد عنها سريعً كمن لسعةُ عقرب ونظر لها بإحتقار وصاح بها بنبرة غاضبة:
_ هو إنتِ ما بتحسيش؟ أنا مش قولت لك قبل كدة وحظرتك من إنك تحاولي تتقربي مني تاني، إتقبلي إن اللي كان ببنا خلاص إنتهي، علاقتنا اصلاً إتبنت غلط والفشل هو النتيجة الحتمية ليها
أجابتة بدموعً مُصطنعة كدموع التماسيح كي تستدعي تعاطفة:
_ إنتَ بطلبك ده كإنك بتطلب مني أتخلي عن حياتي، أنا من غِيرك مليش حياة يا حبيبي
تملل بوقفتة وأردف قائلاً بنبرة رافضة :
_ كل كلامك ومحاولاتك دي مُجرد تضييع وقت مش أكتر، فياريت توفري وقتك ومجهودك في حاجة تقدري تستفيدي منها
وأكمل بنبرة جادة:
_وعلي فكره يا إيناس، أنا وإنتِ مش هينفع نشتغل مع بعض في مكان واحد تاني، أنا هديكي مبلغ معقول تقدري تبدأي بية في مكتب صغير بإسمك، وإن شاء الله هيكبر بشغلك وشطارتك إنتِ وعدنان
جحظت عيناها واستشاط داخلها، فلو حدث ذلك ستخسر قاسم وأموال جدة وعمة للأبد وهذا ما ستمنع حدوثةُ وتقف له بكُل ما أُوتيت من قوة
فتحدثت بدموع التماسيح ونبرة إستعطافية كما خطتت لها فايقة :
_ إنتَ كدة فعلاً قاصد تدمرني، قاسم أنا مش هينفع أسيب شُغلي معاك لأنك بكدة بتكون بتكتب نهايتي المهنية بإيدك،
وأكملت بنبرة جادة:
_ بعيداً عن جوازنا وقصة حُبنا اللي إنتَ قررت بين يوم وليلة إنك تنهيها بمجرد قرار ناتج في وقت غضبك،
وأكملت لإقناعة:
_ لكن ما تنكرش إن أنا وإنتَ كابل هايل وبنحقق أعلي النجاحات في أي قضية بنشترك في حلها مع بعض، مش معقول هتضحي بكل ده علشان مجرد شوية زعل بينا وهيروحوا لحالهم مع الوقت
تنهد وتحدث إليها بضيق :
_ المشكلة إنك مش قادرة تقتنعي إن طريقنا خلاص مبقاش واحد، وإن أنا وإنتِ بقا مستحيل تجمعنا أي حاجة بعد كدة، حتي الشغل بقا صعب جداً نكمل فية مع بعض
زادت نار حقدها علية ولكنها كظمت غيظها منه وتحدثت بنبرة هادئة عكس ما بداخلها، وذلك كي تصل إلي مُبتغاها وتتقرب منه بشتى الطُرق كي تحمل داخل أحشائها طِفلً منه وبعدها سيتنازل عن عنادة ويرضخ لها :
_ أرجوك يا قاسم، بلاش تكسرني بالشكل ده ، علي الأقل خليني معاك في المكتب لحد ما موضوع الطلاق يتم في المُدة اللي إنتَ وبابا إتفقتم عليها
وأكملت برجاء ودموع:
_ علي الأقل يبقا شكلنا طبيعي قدام الناس
وأكملت بتألم مُصطنع:
_وبعد الطلاق أقدر ألاقي فرصة جواز تانية كويسة لما الناس تعرف إني مش بتاعة مشاكل وعلاقتي بجوزي السابق كانت هادية وإنفصلنا بطريقة مُتحضرة
شعر بعجز أمام حديثها الذي يتسم بالكثير من العقل، وشعر أنةُ عاجز مكتوفي الأيدي أمام قَدرة الذي مازال يُعاندة ويعطيهِ صفعة تلو الأخري
نظرت إلية بتشفي عندما وجدت داخل عيناة نظرات الإستسلام والضعف وحينها فهمت أن خطت فايقة بدأت بجني ثمارِها، فتحدثت بإستعطاف:
_ يلا بينا علي شقتنا يا قاسم، أنا ما أتغديتش لحد الوقت ومش هاكل غير معاك
حول بصرهِ لها بحدة وتحدث برفضٍ تام:
_ قولت لك مش هينفع وإتفضلي بقا من غير مطرود علشان تعبان وعاوز أنام
إبتلعت لُعابها من حدتة بالحديث وأردفت قائلة بنبرة ضعيفة:
_ خلاص، خلينا نُطلب أكل وناكل وأبات هنا معاك
نظر لها بإحتكار وتحدث بنبرة صارمة وهو يُشير إلي باب الشقه :
_ لو سمحتي، إتفضلي وبلاش تجبريني علي إني أتصرف معاكي بطريقة مش هتعجبك
إستشاط داخلها وتحدثت بنبرة جادة:
_ طب ياريت متنساش عزومة بكرة وبلاش تحرجني قدام الناس.
زفر بضيق ثم تحدث مُجبراً:
_ مش هنسي، وإتفضلي أرجوكِ علشان بجد تعبان ومحتاج أنام
نظرت له بضعف وكسرة سكنت عيناها كي تحثةُ علي التعاطف معها ويتراجع عن قراراتة ، ولكن هيهات، فهو بات يفهم ألاعيبها وسيتصدي لها بكل ما لدية من قوة حتي يتخلص منها بدون خسائر، هكذا حدث حالة وقرر داخلة
تحركت وأغلق خلفها الباب بقوة أشعلت غضبها علية أكثر
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
في الثامنة مساءً
هاتفت صفا يزن وطلبت منه الحضور عند منزل أبيها وأخبرتة أنها تحتاجة في إستشارة لأمرٍ ما يخصها كي تُجبرهُ علي الحضور، وبالفعل أتي وجلست هي تتوسط أبويها وجلس يزن مُقابلاً لهم، قصت علي مسامعهم ما دار بينها وبين الطبيب خلال المكالمة الهاتفية
قطب يزن جبينهُ ثم تسائل مُستفسراً :
_ معناتُة إية الحديت اللي عتجولية دي يا صفا ؟
تنهدت بأسي لحال شقيقها الروحي وتحدثت بذكاء :
_ معناتة إن مرت عمك كِذبت علينا كِلياتنا لما جالت لنا إنها راحت للدكتور بالتحاليل، وأني متوكدة إنها زي ما كِذبت علينا في دي، كِذبت علينا في نتايج التحاليل بذاتها
نظر لها يزن وسألها:
_ وإنتِ إية اللي مخليكي متوكدة من كلامك إكدة يا صفا؟
إبتلعت لُعابها وتحدثت بتردد لخطورة الموقف، ومن المتوقع بأن حديثها هذا سيخلق فجوة كبيرة بين يزن وليلي ومن المحتمل أن يفسد علاقتهما ككُل :
_ بص يا يزن، مرت عمي فهمتني إنها عم تِجري بليلي عِند الدكاترة ليها سنتين ونص، وعلي حسب كلامها ليا وجتها إن الدكاترة كانت عتجولها المسالة مسألة وجت،
وأكملت بنبرة تشكيكية:
_ لو ليلي سليمة كيف ما التحاليل الأخيرة بينت، معجولة ولادكتور من اللي راحت لهم جَبل سابج شك وطلب منيها تچيب چوزها وياها لجل ما يكشف ويعمل تحاليل ويتأكد من إنة هو التاني سليم ؟
نظر لها زيدان وتحدث بإعجاب:
_ عفارم عليكِ يا صفا، تفكيرك سليم وبيوكد كذب اللي إسميها فايقة
تحدث يزن بتشكيك:
_ لو الكلام اللي عتجولية دي طلع صُح ، يُبجا ليلي هي كمان تِعرف كُل حاچة ومشاركة في دبح رچولتي جِدام العيلة كلياتها
صمت تام أصاب الجميع، تحدثت ورد دفاعً عن ليلي:
_متستعجلش في حُكمك علي مّرتك يا ولدي، ليلي لا يُمكن تِعمل إكدة
نظر إلي عمة وتحدث مُتلهفً بنبرة حماسية:
_ بعد بكرة هسافر أنا وإنتَ لمصر وهعيد التحاليل يا عمي
سعد زيدان لقرار إبن شقيقة ولكن تحدث مُعترضً:
_ بلاش أني يا ولدي، خُد وياك فارس لجل ما يبجا شاهد علي خيانة أبوة وأمة
واسترسل حديثهُ مُحذراً:
_ بس جولة يخلي الموضوع في السر وميجولش لحد واصل، لجل ما نضمن إن فايقة تطمن، محدش عارف الحية دي ممكن تعمل إية لو عرفت إنك هتكشف كذبها وخيانتها
أكدت صفا علي حديث والدها وأردفت قائلة بنُصح:
_ أبوي عندية حج يا يزن، وياريت كَمان الكلام اللي دار بيناتنا إهني ميطلعش لمخلوج وبالخصوص چدي، لأنة لو عِرف ممكن يولع الدنيي ومش بعيد يموت فيها مّرت عمي ، چدي واجعة الموضوع وواخدة علي كرامتة وكرامتك يا يزن، فبلاش نسبج الأحداث جبل ما نتوكد
وافقها الجميع الرأي وأردفت ورد موجة حديثها إلي يزن :
_ ياريت يا ولدي متجيبش سيرة صفا في الموضوع ده لحد واصل، بِتي مش جَد أذية اللي إسميها فايقة، ده غير إن وضعها في اللحكاية هيكون حساس جِدام قاسم
إحتدت تعابير وجة يزن وتحدث بنبرة غاضبة :
_ الله الوكيل اللي هيمس شعرة واحدة من صفا لأكون جاتلة، صفا دي أختي وفي حمايتي
إبتسمت صفا وسعدت روحها لما إستمعتة من إبن عمها التي تعتبرةُ شقيقها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
تحركت صفا من بيت أبيها بصحبة يزن ووقفا بالحديقة يتحدثا سوياً فيما ينتوي يزن أن يفعلة ، ولسوء حظ صفا كانت ليلي تقف بشرفة مسكنها ، جن جنونها وأشتعل قلبها عِندما رأت زوجها يقف بصحبة مُتيمتة السابقة والتي دائماً ما تشك بأنها مازالت تسكُن روحة وقلبة
خرج يزن من السرايا ليقضي سهرتة داخل المحاجر كعادتة مؤخراً، واتجهت هي إلي السرايا، وجدت جدها وجدتها والجميع يجلسون ببهو المنزل
قبلت يد جدها ومقدمة رأسة وتحدثت إلية بنبرة حنون:
_كيفك يا حبيبي وكيف صحتك؟
إبتسم لها وتحدث بنبرة هادئة:
_ أني زين يا زينة البنات
إبتسمت له ثم توجهت إلي جدتها قائلة:
_ معلش يا چدتي إتأخرت عليكِ، حالاً هچهز لك الحُجنة وأچي أديها لك
ربتت رسمية علي يد حفيدتها الغالية وتحدثت إليها:
_ الله يجويكي علي اللي إنتِ فية يا بِتي
نظرت إلي مريم التي تحمل صغيرتها الغافية ويُجاورها فارس الجالس بوجةٍ مُطمئن مُختلف تمامً عن وجهةِ بالمشفي، مالت علي وجنة الصغيرة وقبلتها بحنان وتحدثت إلي مريم بإستفسار:
_ حمدالله علي سلامتها يا مريم، كيفها چميلة دلوك
أردفت مريم قائله بنبرة هادئة :
_ الله يسلمك يا صفا، الحمدللة، زينة
تحركت إلي الداخل وجهزت الإبرة لجدتها وأعتطها إياها سريعً وتحركت للأعلي كي تأخذ حمامً دافئ تُزيل به هم يومها الطويل، ثم تهاتف مُتيمها العاشق ليتثامرا معاً بأحاديثهما الشيقة التي لا تنتهي
وما أن وصلت إلي نهاية الدرج وتحركت إلي باب مسكنها، وجدت من تتدلي من الدرج الأعلي قاصدة إياها ويبدوا علي وجهها الغَضب
إقتربت منها وأمسكتها من كتفيها ودفعتها بقوة علي الباب،تاوهت صفا وأمسكت أسفل بطنها الذي ألمها في الحال، إقتربت منها تلك الشرسة وأمسكت ذقنها بكف يدها واقتربت من وجة تلك المذهولة وتحدثت بفحيح كالأفعي :
_ مش أني حذرتك جبل إكدة وجولت لك تبعدي عن يزن ومتحاوليش تتجربي منية واصل ،
وأكملت بفحيح:
_ عاوزة إية من چوزي يا جَادرة، مش كفاية عليكِ قاسم اللي عُمرة مسلم لحد،سحباه وراكي كيف المسحور ، كمان عاوزة تسحبي چوزى وتخلية تابع ليكي يا فاچرة ،
وأكملت بنبرة حقودة:
_مش مكفيكي خليتي ولاد العم يجاطعوا بعض عشان فُجرك ولعبك عليهم التنين ، شكلك إكدة مهترتاحيش غير لما يجتلوا بعض وتشوفي دمهم سايح جِدام عنيكي بسبب فُجرك يا بِت ورد
لم تتحمل صفا وصمِها بأبشع الإتهامات من تلك الشمطاء، وضعت كفاي يداها علي صدر ليلي ودفعتها للخلف مما جعلها تتراجع وكادت أن تقع أرضً لو قوة بُنيانها ، رفعت صفا سبابتها أمام وجة تلك الحقود وتحدثت بنبرة حادة:
_ إخرسي جطع لسانك، أني أشرف منيكِ ألف مرة،
وأكملت بكبرياء:
_ أني تربية زيدان النُعماني و ورد بِت الرچايبة اللي علمتني كيف أعيش واتعامل بشرف وسط الناس، وأحافظ بروحي علي اللي مني، ومخونش أبداً اللي يأمن لي
وأكملت وهي ترمُقها بنظرات ذات مغزي:
_ مش كيف ناس، الخيانة والكِذب بيچروا چوات دمهم
رمقتها بنظرات نارية وتساءلت مُستفسرة :
_ تُجصدي إية بحديتك السو دي يا بِت ؟
رمقتها صفا بنظرة إشمئزاز وتحدثت بنبرة صارمة:
_ إطلعي علي شُجتك يا شاطرة، وقسماً برب العِزة ما تمدي يدك عليا مرة تانية لأجطعها لك، أني مش جليلة حيلة لجل ما أستني قاسم ولا چدي ياخدوا لي حَجِي منيكي
وأكملت ناصحة إياها:
_ وبدل ما أنتِ واجفة في البلكونة تراجبي اللي رايح واللي چاي وسايبة الغيرة تنهش فيكي، روحي أجعدي وّيا چوزك وأتفاهمي وياه وحاولي ترچعية لحُضنك من چديد بدل ما تخسرية للأبد
وضعت المفتاح داخل الباب وفتحتة ودلفت ثم إعتدلت ونظرت إليها بغضب ثم أغلقت الباب بوجهها، إشتعل داخلها من تلك القوية الواثقة من حالِها، زفرت بضيق وتحركت إلي الأعلى سريعً
_____________________
بعد مُدة من الوقت، كانت تجلس فوق فراشِها بعدما أخذت حمامً دافئً وتوضأت وصلت العشاء، أمسكت أسفل بطنها الذي مازال يُؤلِمها نتيجة دفعة ليلي لها علي الباب، تنفست عالياً، وما أن أمسكت هاتفها بيدها كي تُهاتف مُتيمها حتي وجدت هاتفها مُزين بنقش إسم حبيبها،
ضغطت زر الإجابة علي الفور وتحدثت بنبرة هائمة تدل علي عشقها الهائل لذاك الذي إختطف قلبها:
_ وحشتني جوي يا حبيبي
كان يجلس فوق الأريكة مُغمض العينان، هائمً في صوتها الحنون وأردف قائلاً بنبرة عاشقة:
_ وإنتِ كَمان وحشتيني جوي يا جلب حبيبك،
وأكمل بإحتياج:
_يومي ملوش طعم من غير ضمة حُضنك ونظرة عنيكي اللي بدوب چوة بحورهم الصافية يا حبيبتي
تنهدت براحة وتحدثت بهيام:
_ كلامك حلو جوي يا قاسم، بيدوب جلبي دوب
وأكملت بإستعطاف:
_ هتاچي ميتا يا حبيبي؟
أجابها بصدق:
_ لو عليا، عاوز أچي حالاً لجل ما أنام چوة حُضنك، بس مش هعرِف أنزل جَبل تلات أيام عشان عِندي فيهم چلسات في المحكمة
تحدثت بنبرة مُتأثرة:
_متتأخِرش عليا يا جلب صفا علشان بتوحش روحي
تنهد بسلام وإسترخاء وأجابها:
_ حاضر يا صفا،
وأكمل مُتسائلاً:
_ إنتِ زينة؟
صوتك معچبنيش، حاسك كيف ما تكوني زعلانة ولا تعبانة
إبتسمت حين شعرت وتأكدت بأنهما أصبحا روحٍ واحدة داخل جسدان، وذلك بعدما شعر بها عاشق عيناها من خلال نبرة صوتها، لكنها خبأت عنة كُل ما چري كي لا تجعلهُ يُصاب بالقلق لأجلها أو لأجل شقيقتة وما تخبأةُ الأيام القادمة لها
وتحدثت نافية:
_ سلامتك يا حبيبي، أني زينة الحمدلله، بس بُعدك عني مأثر فيا ومخليني كيف اللي روحها مفارجاها
بعد الشر عنك يا روح جلب حبيبك، كانت تلك جُملة حنون نطق بها قاسم، وضل يُكملان حديث العُشاق حتي غفيا كلاهُما وكُلٍ منهما هاتفهُ فوق أذنة وذلك من شدة إشتياقهُما
___________________
داخل مسكن فارس
كانت مريم تقبع داخل أحضانة الحانية وهو يُشدد من ضمتها إلي صدرة العاري وتجاورها طفلتِها بعدما ضم التختان المتواجدان بداخل غُرفة الاطفال ليغفوا بجانب طفلتهما المُصابة
تحدثت هي بنبرة جادة:
_ أني هاخد أچازة إسبوع من المستشفي لجل ما أجعدة وّيا چميلة وأراعيها
تنفس عالياً مما أكد لها غضبة العارم، وتحدث بنبرة حادة قائلاً :
_ إنتِ مهتروحيش المستشفي تاني واصل يا مريم، والكلام ده مفهوش نِجاش
خرجت من داخل أحضانة ونظرت إلية بعيون يسكُنها الحزن وتحدثت:
_ حرام عليك يا فارس، إنتَ إكدة هتُبجا بتحرمني من الحاچة الوحيدة اللي حسستني إني بني أدمة بچد وليا جيمة، بلاش تِعمل فيا إكدة يا فارس
رمقها بنظرة نارية وتحدث مُستغربً:
_ أني مش مِصدج أصلاً إنك بتتحدتي معاي في الموضوع دِه بعد كُل اللي حُصل إنهاردة
أردفت مريم قائله بنبرة هادئة:
_ حاول تفهمني يا حبيبي، الدكتور ياسر حد محترم وإبن ناس، هو مكانش يعرف إني مِتچوزة من الأساس ومن إهنية حصل اللّبس، وأني بأكد لك إنة شوية إكدة وهينسي الموضوع ويتعامل معاي طبيعي
أجابها بنبرة حادة:
_ وأني لو معارفش ومتوكد من إنة محترم كُنت دفنتة مطرحة
طب يا فارس..
لم يدعها تُكمل حديثها وأردف قائلاً بنبرة حاسمة:
_ إسمعيني زين يا بِت الناس، لو مصممة إنك ترچعي للمستشفي يُبجا أني همشي الدكتور ده من النجع كلياتة،
وأكمل مؤكداً:
_وأني أصلاً كُنت همشية الصُبح لولا إني عارف إن صفا مُعتمدة علية في نچاح المُستشفي، بس طالما إنتِ مصممة علي رچوعك للمستشفي، يبجا أني همشية من بُكرة
أجابتة مُجبرة بوجةٍ حزين:
_ خلاص يا فارس، مهروحش المِستشفي تاني
تنهد وأحاط وجهها بكفي يداه، ثم نظر لها بحب وتحدث:
_ يا مريم أني بحبك وبغير عليكي، مهجدرش أتحمل وچودك في المستشفي مع الراچل دي تاني، إعذري غيرتي عليكِ يا حبيبتي
شعرت بروحها تُحلق عالياً وابتسمت لة وتحدثت برضا:
_ وأني مستعدة أعمل أي حاچة لجل ما تكون مرتاح يا فارس
إبتسم لها وسحبها لداخل أحضانة وتحدث:
_ وأني هكون مرتاح طول ما أني مطمن إنك جاعدة في مملكتك ومخلية بالك من چميلة ومني
إبتسمت وشدد هو من ضمتها وبات يُسمعها من كلمات الغزل ما أنعش قلبها وأسعد روحِها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
في العاشرة صباح اليوم التالي
ذهبت نجاة إلي المشفي بالتحاليل التي إطلعت عليها أمل وعلمت أنها تخُص يزن، وحينها فسرت تغير حالتة مؤخراً وتذكرت تلك الليلة الذي بات بها داخل مكتبها
وجدت أمل صَغرة بينت لها التلاعُب في نتائج تلك التحاليل فتحدثت إلي نجاة قائلة:
_ التحاليل دي مش مظبوطة يا أفندم ، فيها جُزئية مش ماشية مع باقي النتايج، زي ما قولت لحضرتك قبل كده، لازم التحاليل دي تتعاد في مكان موثوق فيه
إنتفض قلب نجاة من شدة فرحها وتحدثت بنبرة سعيدة:
_ربنا يطمن جلبك ويسعدك يا وش الخير
شكرتها أمل وتحركت نجاة إلي الخارج كي تذهب إلي صفا لتتحدث إليها ويجدا حلاً لإقناع ولدها بإعادة الفحوصات من جديد، إنصدمت حين وجدت يزن بوجهها، حيثُ كان يتحرك متجةً إلي مكتبة مروراً بمكتب أمل
توقف وأستغرب وجود والدته وتحدث إليها متسائلاً :
_ إية اللي چايبك إهنية يا أمّا؟
وأكمل بتوجس:
_ إوعا تكون چميلة تعبت تاني؟
لاحظ إرتباك والدتة الشديد ، وبدأت نجاة تُخبئ ملف الفحوصات المتواجد بيدها
إتسعت عيناة عندما لاحظ ذلك الملف، إختطفةُ سريعً من يدها وانصدمّ حينما قرأ الإسم وتأكد من أنها تخصة ، تحدث بنبرة غاضبة:
_ إنتِ إزاي تعملي فيا إكدة يا أمّا؟
كيف جبلتيها عليا وعلي رچولتي، هُنت عليكي تكسريني جِدامها؟
خرجت أمل عِندما أستمعت لصوتةِ الغاضب أمام باب غرفة مكتبها، وتحدثت إليه بنبرة هادئة :
_ إهدي من فضلك يا باشمهندس ومتقلقش، أسرار المريض وسرية تشخيصة من أولوية شُغلي، وأنا أديت القَسم قدام ربنا علي كدة
وما أن إستمع إلي كلماتِها حتي إشتعل جسدة ناراً وشعر بطعنة برجولتة، تحدث إليها بنبرة غاضبة:
_ مش يزن النُعماني اللي يتجال له إكدة من حُرمة، أني راچل من ضهر راچل ومش محتاچك لچل ما تداري عليا جِدام الخلج،
وأكمل بتحدي وهو ينظر إلي عيناها بشرر :
_ وهعيد التحاليل مخصوص لچل ما أثبت لك إني راچل جوي، وإن التحاليل هي اللي معيوبة مش أني
نظرت إلية وتحدثت بنبرة هادئة لعلمها مدي صعوبة الموقف علية:
_ أنا متأكدة من إن التحاليل دي مزورة، لأن بعض النتائج مش متناسقة مع بعضها وده يأكد لنا إن فية حاجة غلط
هدأت حالتة عندما إستمع لنبرتها المُطمأنة ونظراتها التي جعلتة يشعُر بالراحة والسلام النفسي
أتت صفا عندما إستمعت إلي صوت يزن وتحدثت :
_ خير يا چماعة، صوتكم عالي لية؟
ثم نظرت إلي زوجة عمها وأردفت مُتسائلة:
_ فية حاچة يا مّرت عمي، إية اللي چايبك إهني؟
نظر لها يزن وتحدث وهو يستعد للرحيل:
_ مفيش حاچة يا دَكتورة،
ثم أكمل وهو ينظر إلي والدتة بحدة :
_ إتفضلي حضرتك لجل ما أوصلك علي البيت
ذهبت نجاة بصحبتة وهي ترتجف خشيةً غضب ولدها الغالي منها، حين دلفت صفا بصحبة أمل لداخل غُرفة الكشف التابعة لها وبدأ يتحدثتان فيما دار وفي الفحوصات التي تأكدت أمل من انهُ تم التلاعب بنتائِجها
تحرك يزن مع والدتة واوصلها إلي المنزل بسيارتة دون نطق أحدهما بحرفٍ واحد، صعد إلي مسكنة بعدما أتتةُ فكرة للتأكد إذا ما كانت ليلي علي عِلم بخداعة، أم أنها معهُ بنفس دائرة الخداع، دلف لداخل غرفة نومة المشتركة مع ليلي، حمد ربة عندما وجدها داخل المرحاض وصوت المياة يُنذر بأنها تستحِمّ
بحث سريعً داخل أدراج الكومود والخزانة علي الروشتات الخاصة بليلي والتي كان يكتب لها الاطباء التي كانت تذهب إليهم الأدوية، وذلك بعدما قرر وانتوي أنهُ إذا ثبت صحة رؤية صفا وبالفعل كانت فايقة وقدري قد زورا نتيجة الفحوصات، فحينها يجب علية أن يتأكد إذا ما كانت مُذنبة معهما أم ماذا، وهذا ما سيكتشفةُ بعدما يذهب للاطباء المُعالجون ويستفسر منهما كي لا يظلم ليلي ويحاسبها علي شئ لم ترتكبه،
وجد بعض الروشتات لأسماء أطباء عِدة داخل المركز ، طواهم وخبأهم داخل جيب بنطالة وتحرك للخارج سريعً قبل ان تشعر علية ليلي
___________________
في القاهرة وبالتحديد داخل شقة قاسم وإيناس
إنتهي من دوامة العملي وتحرك مُجبراً إلي العَزيمة التي أشرفت عليها كوثر وقامت بصُنع أنواعً كثيرة جداً من الأطعمة المتنوعة، وطلبت أنواعً من الحلويات والمشروبات من أفخم وأعرق الأماكن، وكُل هذا بعثت فواتيرة علي مكتب قاسم الذي سددهم متضرراً ومُستغربً جشع تلك المرأة وإبنتها واللتان يُشبهان أنثي الإخطبوط
حضر جميع العاملين بمكتب المُحاماة وبعض الأصدقاء، وكانت إيناس مُلتصقة الجلوس بجانب قاسم وممسكة بذراعة طيلة الحفلة ولم تتركةُ ولو لثواني وكأنها بتلك العزيمة تُثبت للجميع ملكيتها لقاسم وشرعية زواجهما، وتُمحي أي ذكري للجميع بوجة قاسم الكاشر ليلة الزفاف، والذي بالحقيقة لم يختلف كثيراً عن اليوم مما زاد سخطها هي ووالدتها علي قاسم
دلفت إلي المطبخ عندما كانت الحفل علي مشارف الإنتهاء، وضعت لهُ مادة مُحفزة لرغبة الرجُل المُلحة في المعاشرة الزوجية، وذلك كي تُجبرةُ علي معاشرتها كزوجة، وخرجت وأعتطةُ كوب العصير
تناولة قاسم منها ووضعة فوق المنضدة بإهمال وعاد للحديث مرةً أخري لبعض اصدقائة ، مما أرعبها هي ووالدتها لإحتمالية فشل مُخطتهم مع فايقة، تلك المرأة المنتسبة للشيطان والتي تتأمر علي نجلها مع اعدائة
إرتبكت إيناس التي كانت تجلس علي حافة مقعد قاسم وتضع ذراعها فوق كتفة بدلال، مما كان يضغط علي أعصاب ذلك المُستشاط الذي لو كان الأمر بيده لصرخ بالجميع وصفعها هي عدة صفعات وترك المكان بأكمله ورحل
أمسكت كأس العصير بيدها وناولتة إياة وتحدثت بدلال:
_ إشرب العصير يا حبيبي
بالفعل بدأ بإرتشافة لأخر نقطة وذلك لعطشة الشديد وايضاً لطراوة العصير وطعمةُ المُنعش كما يعشقة قاسم بالتمام، وذلك كان تخطيط فايقة لإيناس ووالدتها
تحدثت كوثر للجميع بوجةٍ مكشوف وكأن الخجل لم يُولد معها بالفِطرة كباقي البشر:
_ يلا يا جماعة إحنا نروح علشان نسيب العرسان يرتاحوا
حالة من الإحراج الجماعي أُصيبت الجميع وبالفعل تحركوا للخارج، ودلفت كوثر سريعً إلي المطبخ ولملمت ما تبقي من الأكلات المتنوعة التي كانت قد وضعتهم داخل الاكياس لتاخذها معها إلي منزلها
خرجت لهما من جديد وتحدثت إلي إبنتها بعدما رأت التغيرات التي طرات علي وجة قاسم مما يدُل علي بدأ ظهور نتيجة مفعول الدواء :
_ أنا ماشية مع عدنان يا إيناس، أنا شيلت لك الحاجات اللي ممكن تخسر في التلاجة، سيبي كل حاجه زي ما هي وأدخلي نامي مع جوزك، وأنا بكرة هاجي لك من بدري وأجيب معايا ست تنضف لك الشقة
وتحركت للخارج بعدما غمزت لها بعيناها بمغزي، أما ذلك الجالس بخجل بعدما وجد تغيرات طارئة علي جسدة ، تحركت تلك عديمة الخجل إلية ووضعت يدها فوق صدرة بدلال وتحدثت كعاهرة:
_ يلا بينا ندخل أوضتنا علشان ننام يا حبيبي
برغم إرتباكة والتغيرات التي طرأت علية إلا انةُ قاوم رغبتة المُلحة ونفض يدها عنهُ سريعً وتحدث إليها بفحيح ودهاء :
_ حطيتي لي إية العصير اللي إدتهولي من شوية ؟
نظرت إلية وتصنعت البرائة وعدم الفهم وتسائلت:
_ حاجة زي إية، أنا مش فاهمة إنتَ تقصد إية بكلامك ده يا قاسم
أمسك يدها وضغط عليها بشدة وعُنف، كادت أن تنكسر علي أثرها وأجابها:
_ حاجة تثيرني مثلاً وتخليني محتاج لك ضروري وأقرب منك غصب عني
إتسعت عيناها بذهول مُصطنع وتحدثت إلية ببراءة قد أدتها ببراعة:
_ وتفتكر إن أخلاقي ممكن تخليني أوصل للدرجة دي من الدنائة والإنحطاط يا قاسم ؟
صاح بها بعنف وتسائل بهيئة جنونية :
_ أومال أفسر اللي بيحصل لي ده بأية ؟
إرتبكت وتحدثت كي لا تنكشف خطتها:
_ يمكن حد من أصحابك حب يجاملك ولا يعمل فيك مقلب وحطها لك في أي مشروب من اللي كانوا بيدهولك كل شوية،
وأكملت بتبرير:
_ الأصحاب ياما بيعملوا مقالب من النوعية دي في بعض، وخصوصاً لما يكون لسة عريس جديد زيك
عاد بذاكرتة وتذكر أن كثيراً من أصدقائه بالفعل كانوا يذهبون إلي البار الموضوع عليه الكثير من زُجاجات العصائر المُختلفة ويجلبون له المشروبات معهم
زفر بضيق وبدأ بتمرين النفس كي يُهدئ حالة ويُخرج من تلك الحالة الصعبة التي أصابتة ويرفضها هو بشدة
إقتربت منه بدلال أنثوي وتحدثت بعدم حياء وهي تتلمس ذقنة وتنظر لعيناة برغبة:
_ إنتَ لية مكبر الموضوع أوي كدة يا قاسم، تعالي معايا جوة يا حبيبي وأنا ههديك وهبسطك، وأوعدك إني هعيشك ليلة مش هتنساها أبداً طول عمرك
نفض يدها بعيداً عنة وأردف قائلاً بنبرة غاضبة مُشمئزة :
_ إبعدي عني مش طايق لمستك
وتحرك للخارج كالمجنون تحت صياحها وصرخاتِها، أمسكت الكؤس الزُجاجية المُنتشرة حولها وباتت تقذفهم علي الحوائط كالمجنونة مما جعل الزُجاج يتناثر حولها بكل مكان
أمسكت هاتفها وأخبرت والدتها بما جري تحت دموعها المُنهمرة وغضبها علي آنوثتها التي أُهينت بما فية الكفاية تحت يد ذلك العنيد الذي لا يعتبرها أُنثي من الأساس
أما قاسم فعاد سريعً إلي منزلة وخلع عنة ثيابة ودلف تحت صنبور المياة الباردة كي يُخرج من حالتة تلك، وتوضأ وخرج للصلاة وبعدها أمسك بكتاب الله وبدأ بتلاوة ما تيسر لهُ منه، وبعدها شعر بهدوء وسكينة ملئت قلبة، تحرك إلي تختة وبدأ بمهاتفة حبيبة الروح وضل يتحدثان بنبرات عاشقة حتي غلبهم النُعاس وغفي كِلاهُما بنفسٍ هادئة راضية
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
بعد يومان
داخل المشفي الخاصة بصفا، عِند الغروب
كانت تُجري الكشف علي أحد الاطفال، ناولتة إحدي حباة الحلوي بوجةٍ بشوش كي تفرحة، خرج الطفل بصحبة والدته بعدما تم فحصة وشكرها بلطف ،
إتسعت عيناها بذهول عندما وجدتة يهِلُ عليها كشمسٍ ساطعة أُنِيرت حياتها، أغلق خلفة الباب وجرت هي علية مُتلهفة ورمت حالها لداخل أحضانة، أغمض كُلٍ منهما عيناة وهو يتنفس رائحة جسد الأخر بلهفة ، كم إشتاق كلاهما للمسة ورائحة وضمتةُ للأخر
اخرجها من داخل أحضانة ونظر لداخل مقلتيها مُتلهفً وتحدث بجنون:
_وحشتيني يا جلب چوزك، وحشتني ضمة حُضنك ونظرة عنيكي وريحة چسدك اللي مفارجونيش يوم واحد في بُعادك يا صفا
كان صدرها يعلو ويهبط من شدة إشتياقهُما له أردفت بإبتسامة سعيدة:
_ وإنتَ وحشتني جوي يا جلب صفا
نظر برغبة علي شفتيها ثم مال عليهما والتقطهما مُتلهفً وبدأ بالغوص داخلهما بإستمتاع، بادلتة قُبلتة المجنونة بلهفة أشد، غاصا معاً لأبعد الحدود وضمها هو بشدة إلي جسدة بإحتياج، إبتعدا سريعً حين إستمعا إلي طرقات خفيفة فوق الباب
تحدثت وهي تقف بجانب زوجها:
_ أدخل
دلف ياسر بخطوات بطيئة ونظرة عين حزينة ومُنكسرة، للأسف أصبح حالةُ هكذا مُنذُ ما حدث معه
إرتبك حين وجد ذلك القاسم وتذكرةُ وتذكر لقائهما الحاد ليلة الإحتفال بالحِنة، رمقةُ قاسم بنظرات مُحرقة بادلهُ ياسر بأخري غير متقبلة، فألقي عليهما السلام ثم تحدث إلي صفا بنبرة جادة :
_ لو سمحتي يا دكتورة، كُنت محتاجك تيجي معايا علي أوضة الكشف علشان تشوفي حالة وتشخصيها، لأنها تخصصك أكتر مني
كادت أن تُجيبةُ لولا الذي سبقها وتحدث بنبرة صارمة وهو يُمسك كف يدها بتملك قائلاً :
_ الدكتورة مروحة معايا ومعندهاش وقت
نظرت له وتحدثت بنبرة جادة قوية رداً علي تدخلهُ في عملها:
_ معلش يا قاسم، هروح أطل علي الحالة مع الدكتور وأچي لك بسرعة
إستشاط داخلة عندما وجد شبح إبتسامة شامتة وسعيدة بأنٍ واحد تخرج من ياسر الذي شمت بكسر صفا لكبرياء ذاك المغرور، والسبب الثاني أنها لن تتخلي عن أداء واجبها لأجله ولم تستجب لتسلطة عليها
بعد مرور حوالي النصف ساعة، كانت تجاورةُ الجلوس داخل سيارتة بعدما تركت سيارتها بجراچ المشفي، في طريقهما للعودة إلي المنزل
إقتربت علي ذلك الجالس فوق مقعدة بجسدٍ مُتيبس وملامح وجة مقتضبة تدل علي مدي غضبة
إقتربت منه ووضعت يدها فوق صدرة وتحدثت بنبرة حنون:
_ لحد ميتا عتفضل جالب وشك عليا إكدة ؟
هتف بنبرة غاضبة :
_ عاوزاني أرجص لك ولا أغني لك بعد ما كسرتي كلمتي وهيبتي جِدام اللي إسمية زفت ياسر
تنهدت بأسي وأجابتة مُفسرة:
_ مسمهاش كسرت كِلمتك يا قاسم، إسميها لبيت ندي شُغلي ورضيت ضميري ورحت كشفت علي حالة طفل كان بيتألم
وأكملت وهي تلتصق به وتحدثت بدلال أثارة:
_ وملوش ذنب في إن چوزي عيغير عليا وبيعشج مّرتة بچنون
إبتلع سائل لُعابة بشدة من تأثرة بهيأتها التي أثارت رجولتة، فأبتسم لها ورمت هي رأسها فوق كتفة وباتت تدلك له صدرهُ مما أشعل نار إشتياقة لها
*** ☆***☆ *** ☆***☆***
روايه قلبيّ بنارِهاَ مٌغرمٌ بقلمي روز آمين
في مساء اليوم التالي كانت جميع العائلة حاضرة بناءً علي طلب يزن المفاجئ للجميع، عِثمان ورسمية التي بدأت تتحسن صحتها بعد إهتمام صفا و ورد بها وبطعامها، صفا، قاسم، كل أهل المنزل كانوا حاضرين
وقف يزن ينظر علي الجميع بقامة مُرتفعة ونظرة ثاقبة علي فايقة وقدري وليلي وتحدث بنبرة حادة :
_طبعاً كِلكم مستغربين إستدعائي ليكم، وبتسألوا حالكم أني مچمعكم إكدة لية
أشار بتلك الأوراق التي بيده وهتف قائلاً :
_ دالوك هتفهموا وتشهدوا معاي وتشوفوا الحجايج وهو بينكشف

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلبي بنارها مغرم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى