رواية قلبي اختارك أنت الفصل الخامس 5 بقلم مارينا عبود
رواية قلبي اختارك أنت الجزء الخامس
رواية قلبي اختارك أنت البارت الخامس

رواية قلبي اختارك أنت الحلقة الخامسة
– في إيه يا نور؟ باباكِ عملكِ حاجة ؟
نزلت رأسها وفركِت في إيديها بتوتر:
– سيف أنا جيت علشان أقولكَ حاجة مهمة تخص علاقتنا.
-قولي يا نور، في إيه قلقتيني.
أخدِت نفس عميق وقالت بهدوء مريب:
– سيف أحنا مينفعش نكمل مع بعض.
اتصدمت وقُلت بعصبية:
– نور يعني أنتِ جايباني على هنا، ومخليني لأسيب بابا إللى في المستشفىَ، علشان تهزري معايا بالكلام الفارغ ده !!
غمضت عنيها ورجعت فتحتهم وقالت بتوتر:
– سيف أنا مش بهزر، أنا بتكلم بجد.
– نور!! أنتِ بجد عاوزه تسبيني؟ يعني أنتِ بكل عقلكِ عاوزه تسبيني في أكتر وقت أنا محتاجلكِ فيه؟ معقوله!!
– سيف لو سمحت افهمني…
قاطعتها بزعيق:
– أفهم إيه ؟ هو عملكِ إيه بالظبط علشان تقوليلي الكلام ده؟ قوليلي اقنعكِ إزاي !
رفعت رأسها وقالت بحده:
– بابا مقاليش حاجة، وبعدين هو عندُه حق، أنا وأنتَ مش شبه بعض، وعلاقتنا دي مستحيلة يا سيف ، فبهدوء كده خلينا ننهي كل حاجة دلوقتِ.
ضحكت بسخرية وبصيت لها:
– وأنتِ جايه تفتكري أننا مش شبه بعض دلوقتِ! جايه تكتشفي ده دلوقتِ يا نور؟ طيب ووعودكِ ليا أنكِ هتحاربي الدنيا كلها معايا؟ وأن مهما حصل ومهما حاولوا يضغطوا عليكِ مش هتقرري تبعدي وهتفضلي معايا للنهاية، كل ده كدب في كدب؟
– سيف افهمني أنا مش هقدر أخسر بابا بسبب علاقتي بيكَ!
سقفت وبصيت لها بخذلان:
– بس تخسريني أنا عادي! رغم أنكِ عارفة إن هو بيعمل كل حاجة علشان يبعدكِ عني! ورغم أنكِ وعدتيني أنه مهما عمل لا يمُكِن تسمحيلُه يبعدنا عن بعض، طيب ليه استسلمتِ دلوقتِ يا نور، ليه بعد كل إللى عملتُه علشان أكون معاكِ تقرري تبعدي، يعني أنتِ كنتِ طول الوقت بتكدبي عليا ؟ طول الوقت كنتِ بتعشميني بحاجة مش هتحصل؟ طيب ولما أنتِ مقرره تبعدي ليه أخترتِ تقربي من البداية ؟ ليه طلعتيني لسابع سماء وفجأة نزلتيني لسابع أرض؟ ليه يا نور؟
عيطت وقالت بحزُن:
– بس أنا مكدبتش عليكَ، أنا فعلًا بحبكَ، بس للاسف الظروف أقوى مننا، أرجوك أفهم موقفي، أنا مش عاوزه اخسرك، بس غصب عني لأزم أعمل كده، سيف أنا مش هقدر أكون شجاعة زيكَ، أنا مش هقدر أواجه كل المشاكل دي، أرجوكَ سامحني.
التفت وبصيت الناحية التانية علشان دموعي متنزلش قدامها وقُلت بوجع:
– اسمعي يا بنت الناس، يشهد ربنا أني حبيتكِ من قلبي، وإني عملت كل حاجة بس علشان تكوني من نصيبي، ومُستعد كمان أعمل الأكتر بس لو حسيت للحظة أنكِ واقفه في ضهري وسنداني، حتى أني هعمل المستحيل علشان اقنع أبوكِ، بس علشان مكونشِ بظلُمكِ، فأنا هحطكِ قدام خيارين ملهمش تالت، الأول أنكِ تمسكِ في إيدي، ووقتها أوعدكِ أني هتحدى بيكِ العالم كُله، وإني هعمل المستحيل علشان نكون مع بعض، والاختيار التاني أنكِ تسمعي كلام أبوكِ إللي بيضحك عليكِ بيه وتبعدي عني، ووقتها أنا عمري ما هنسالكِ أنكِ سبتيني في وقت زي ده وأخترتِ تبعدي، علشان كده
أقعدي مع نفسكِ وفكري، وبعد كده بلغيني قراركِ، وياريت تفكري كويس علشان متندميش على قراركِ ده، وكلامكِ ده أنا مش هاخد عليه وهعتبر نفسي مسمعتش منكِ حاجة.
يمكن بحاول اديها فرصة، أو يمكن بحاول استوعب كل الكلام إللي هي قالتُه! أنا عارف أن والدها بيضحك عليها علشان تبعد عني، وهي عارفة ده كويس اووي، طيب إزاي قررت تستسلم للضغط بالشكل ده؟ الإنسان إللى بيحب حد بيحارب علشانُه، بيعمل المستحيل علشان يكون معاه، أنا مش مصدق أنها عاوزه تفرط فيا بالسهولة دي ؟ وإزاي مع أول تحدي تقرر تستسلم! طيب معقولة أكون أنا الطرف الأكثر حبًا؟ طيب وهي! اتحركت كام خطوة علشان امشي، كنت فاكر أنها هتاخد وقت تفكر ! بس هي صدمتني لما قالت:
– بس أنا أخترت الإختيار التاني يا سيف، أنا أسفه، بس غصب عني لأزم أعمل كده، أنا مش هقدر أخسر بابا علشان علاقتي بيكَ، أرجوكَ تسامحني.
اتنهدت تنهيدة طويلة مصحوبة بألم كبير، مسحت دموعي وبصيت لها:
– تمام يا نور، وأنا كمان أخدت قراري، امشي يا نور، امشي ومتورنيش وشكِ تاني، أنا لو هندم على حاجة في حياتي، فأنا ندمان أني حبيت وحده جبانه زيكَ، كنت فاكرك أقوى من كده يا نور، بس أنتِ اضعف شخص أنا عرفتُه في حياتي، والحب عاوز الناس الشجاعة، الناس إللى تقدر تحارب الناس كلها علشان إللي بتحبُه، وأنتِ مش كده، أمشي يا نور.
نهيت كلامي بزعيق فاتنفضت وقالت بهمس:
– أنا أسفه.
التفت واتحركت علشان تمشي فناديت عليها:
– نور.
التفت وبصتلي، ابتسمت بسخرية وقُلت بثقة:
– على فكرة أنتِ هترجعي في يوم من الأيام، بس وحياة قلبي إللي أنتِ كسرتيه النهاردة، لو كنتِ آخر إنسانة في الكون، مستحيل ارجعلكِ أو اسامحكِ، وشكرًا على وقفتكِ وجرحكِ إللي عمري ما هنساه في حياتي، شادي كان عندُه حق، أنا عشت وهم كبير وفضلت مصدقُه، وأنتِ طلعتِ أكبر وهم في حياتي، وأنا للاسف صدقتُه.
سيبتها في صدمتها ومشيت، فضلت بتمشىَ في الشوارع وأنا تايه وبحاول اقنع نفسي إني مش بحلم، وأن كل إللى حصل دلوقتِ ده حقيقي، وسؤال واحد بيدور في دماغي وهو ليه؟ أنا قصرت في إيه ؟ أنا حاولت وللهِ حاولت، ليه هي محاولتش تحارب معايا، ليه أختارت تفلت إيدي في نص الطريق، ليه صدقت كلامهم، ليه أختارت الطريق الأسهل، ليه موثقتشِ فيا للنهاية، ليه تكسر قلبي بالشكل ده؟ وليه في الوقت ده بالتحديد، ليه أختارت تبعِد في أكتر وقت أنا محتاجلها جنبي! وليه هان عليها قلبي؟ أنا مستاهلش كل ده.
_______
– أنتَ ليه عملت كده؟ أنتَ عارف كويس أنها بتحبك وبتخاف اووي عليك وعلى زعلكَ، ليه ضغطت عليها بالشكل ده وأنتَ أصلًا بتمثل عليها.
– لأني خايف عليها، هي مش عارفه مصلحتها، وللاسف نور مش هتيجي غير بالطريقة دي، وبعدين عاوز أقولكِ أن نور مستحيل تعمل حاجة هي مش مقتنعه بيها، ولو هي فعلًا قطعت علاقتها مع الولد ده، فمش هيكون علشاني بس، بالعكس هيكون علشان نور مش هتقدر تواجه كل المشاكل إللى هتواجها بسبب علاقتها بالولد ده، حبيبتي نور رقيقة اووي ومبتحبش وجع الدماغ ده، وبعدين ده مجرد إعجاب مش أكتر، بمعنى أن نور بتحب الحُب إللى الولد ده واهمها بيه، ولكن هي مش بتحبُه، لأن اتأكدي أن نور لو عاوزه تحارب الدنيا بحالها علشان هدفها فهي هتعمل كده، ومع الوقت أنا هثبتلكِ كلامي.
– بس أنا مش مقتنعة بكلامك، أنا حاسه أن نور فعلًا بتحب الولد ده وعاوزه، ولو فعلًا قررت تبعد عنُه، فهيكون علشانكَ أنتَ ولأنها خايفه عليك، مش بسبب حاجة تاني.
كان هيتكلم ولكن تفاجئ بنور داخله تجري وهي بتعيط، نادوا عليها ولكن مردتش وطلعت حبسِت نفسها في أوضتها، مامتها كانت هتطلع وراها ولكن أمجد مِسكها وقال بهدوء:
– سبيها لوحدها شوية.
فلتت إيدها من إيدُه وقالت بحده:
– لو حصل لبنتي أي حاجة يا أمجد، أنا عمري ما هسامحك.
سابتُه وطلعت لفوق فضرب كف بكف وقال بقلة حيلة:
– الأقيها من البنت ولا أمها ياربي !
_____
– سيف! أنتَ اتأخرت كده ليه يابني؟
بصيت لها وقُلت بتعب:
– هو يوسف فين يا ماما ؟
– يوسف راح يغير هدومُه وشوية هيرجع، قولي يابني مالكَ؟ أنا حاسه أنك مش كويس خالص، احكيلي فيكَ إيه؟
متكلمتش، مكنتش قادر اتكلم, غمضت عيني وحضنتها بتعب كبير فحضنتني وقالت بخوف:
– مالكَ يا سيف؟ مالكَ يا حبيبي ؟ قولي فيك إيه!
مسحت دموعي وقُلت بصوت مخنوق:
– مفيش يا ماما، أنا كويس متقلقيش، أنا بس بابا وحشني اووي، وحاسس أنى لوحدي.
ربتت على ضهري وقالت بحنان:
– حبيبي أنتَ مش لوحدكَ، أنا دايمًا جنبكَ، يعني معقولة تحس أنك لوحدك وأنا معاكَ؟ وبعدين أبوكَ يومين وهيعمل العملية، وبإذن الله هيرجعلنا بخير وسلامة، أنتَ بس أطمن وادعيلوا.
طلعت من حضنها، مِسكت إيديها بوستها، وقُلت بحب:
– ربنا يخليكِ ليا يا ست الكل. وميحرمنيش منكم.
اتنهدت وكمِلت بتعب:
– يلاه أنا هدخل أطمن على بابا وهطلع.
اتحركت من قدامها فمِسكت إيدي وقالت بشك:
– سيف أنت في حاجة مخبيها عليا؟ عيونكَ مليانه دموع ووشك باهت، قولي فيكَ إيه يابني ؟
ابتسمت وقُلت بحُزن:
– ولله ما أنا عارف، أنا مبقتش عارف أي حاجة.
مستنتش ردها ودخلت أوضة العناية، قعدت على الكرسي ومسكت إيد بابا، بصيت للأجهزة إللى متركبالُه ودموعي نزلت:
– أنتَ أول مرة تغيب عني الغيبة الطويلة دي، أنا حاسس أني لوحدي، حاسس أني شايل شيلة تقيلة اووي عليا، أنا الدنيا كلها عمالة تديني فوق دماغي، أنا دايمًا كنت مسنود عليك، بس دلوقتِ أنا مش لأقي إللي اتسند عليه، حتى الشخص الوحيد إللى حبيتُه خذلني وباعني في نص الطريق، قلب حبيبكَ موجوع اووي يا صاحبي! موجوع في أكتر وقت مينفعش يضعف فيه، أنا مبقتش عارف الوم قلبي إللي حبها، ولا الوم الظروف والنصيب إللي غدروا بينا! أنا مبقتش عارف الوم مين يا بابا، أنا لأول مرة أكون تايه بالشكل ده.
سندت رأسي على أيدُه وعيطت، عيطت اووي، كنت محتاج اطلع إللي جوايا، يمكن قلبي يهدأ، يمكن النار إللى جوايا تنطفي، قُمت مسحت دموعي وطلعت ملقتش ماما، حمدت ربنا علشان متشوفنيش بالحالة دي، نزلت وطلعت من المستشفى، فضلت واقف تايه مش عارف أنا رايح فين، مكنتش منتبه ولا سامع اي صوت، محستش بنفسي غير والعربية بتقرب مني بسرعة هايلة وو…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قلبي اختارك أنت)