رواية قطرات الفصل الرابع 4 بقلم مي محسن عامر
رواية قطرات الجزء الرابع
رواية قطرات البارت الرابع

رواية قطرات الحلقة الرابعة
أتى منذ يومين في منتصف الليل، وظل يصرخ ويكسر في الأبواب، فاضطر عزيز لجعل الأمن يحبسه في الجراج، ولا نعلم كيف هرب في الصباح.
في ذلك الوقت حضرت والدة مجدي وأختاه.
الضابط: “لا، ليس متهمًا، ولكن يجب التحقيق معه.”
كان هذا رده على والدة مجدي وأختيه اللتين فزعتا حين سألهما عنه.
فأخبرته أخته الصغرى عن صديقه الذي لا يفارقه، فأمر الضابط بضبط وإحضار مجدي.
وفي المساء حضر الضابط المكلّف بإحضاره وهو مقيّد بالأصفاد.
الضابط: “لو لم تحاول الهرب منهم، ما كان حدث كل ذلك.”
مجدي: “لم أفعل شيئًا، كنت أشرب الويسكي فقط.”
إضاءة المكتب خافتة، يطرق الضابط بأنامله على المكتب بنغم متصاعد، بدا التوتر يزحف إلى عقل مجدي.
صوت سارينة الشرطة يدوي بالخارج، والضجيج يتسلل إلى الغرفة رويدًا رويدًا.
أصوات أنين خافتة، نهض الضابط والتفّ حوله قليلًا، وذلك جعل مجدي يتوتر.
جلس مقابلًا له.
الضابط: “لماذا ذهبت إلى مكتب عمك هذا الصباح؟”
مجدي: “أطلب منه نقودي… التي يمنعها عني، لا أعلم لماذا؟”
الضابط: “لأنك مدمن.”
نظرته اخترقت روحه وأجّجت غضبه.
مجدي: “أنا لست مدمنًا… كذّابون.”
الضابط: “أَيقتل أحدٌ عمَّه خوفًا عليه؟”
ألقى له الجملة كما يُلقي اللاعب النرد، وهو واثق من النتيجة، وعيونه تترصّد كل حركة للخصم.
مجدي: “طامع في مالي ويدّعي الخوف عليّ… أنا الوريث الوحيد لكل تلك الثروة.”
الضابط: “لأنه لم ينجب، تقتله؟”
مجدي: “كان يتعامل معي كميكروب يجب القضاء عليه، دومًا ما كان يحث أبي على إيداعي المصحة، ويمنع عني المال، تسبّب لي في الكثير من المشاكل.”
أسند رأسه للخلف واستعاد أحداث اليوم.
دلف على عمه المكتب، وجده يتبادل الضحك والقبل الساخنة مع سلمى، وفي يدها شيك.
مجدي: “أريد نقودًا.”
عزيز: “لا… إلا بعد أن تُقلِع عن الإدمان، وسأجعلك تدير مصنع البلاستيك، وأختاك ستعملان هنا معي.”
مجدي: “لا… هؤلاء نقودي، حقي، لي وحدي.”
يتحدث مجدي بغضب، بينما عزيز بكل هدوء ومحبة طلب من الساعي قهوته، وعصير ليمون لمجدي.
عزيز: “بالطبع يا حبيبي، أنت ابني أيضًا، وأريد أن أراك في أفضل حال، لتكون قدوة حسنة لابن عمك، يجب أن تتعالج، ونصير أفضل رجال في العالم.”
صُدم مجدي حين انتبه لكلماته.
مجدي: “هل ستنجب؟!”
عزيز: “الحمد لله… عوّضني الله، وجبر خاطري.”
مجدي: “لا… ذلك إرثي، وتلك نقودي، لن يأتي أحد يشاركني فيها… لن تنجب أبدًا.”
فغضب عزيز.
عزيز: “تلك نقودي، وهذه حياتي… لن يقرّرها مدمن مخدرات مثلك.”
عاد مجدي من شروده، واستقام في مجلسه، وهو يحكم قبضتي يده بكل قوته.
مجدي: “كان يعاملني بازدراء شديد وتعالٍ، يظن نفسه أفضل من الجميع، لم أستطع ابتلاع إهانته، لم أشعر بنفسي إلا بعد أن غرستُ قلمه في رقبته، واختنق بدمائه.”
قطة قُصّت أظافرها، وتَقِف مكسورة مهزومة لا تقوى على الدفاع عن نفسها، هكذا تحوّل مجدي بعد أن كان يتحدث بقوة، تحوّل إلى خانع، وقال:
مجدي: “هذا ما كنت تريد سماعه، وأنا أردت فعله، لكنني لم أستطع، لم أقوَ على ذلك. يكفيني شبح والدي الذي لا يفارقني.”
بينما مجدي كان يخرج من مكتب الضابط، كانت تدلف والدته.
وقف الضابط مشدوهًا من قوتها، وذلك الجمود على محياها، لم تتزعزع حين أخبرها أن ولدها سيُحاكم على قتل عمه، وبداخلها موقنة ببراءته.
الضابط: “لماذا قتلته؟”
والدة مجدي: “لأنه مخادع، جعلني أوافق على وصايته على إرث أبنائي، ثم بدأ يتحكم في كل شيء، حتى مصروفاتنا الشخصية، والآن سينجب من يشاركنا في نقودنا.”
وبكدا خلصت حكايتنا النهاردة
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قطرات)