روايات

رواية قطرات الغيث الفصل السادس 6 بقلم فاطمة الألفي

رواية قطرات الغيث الفصل السادس 6 بقلم فاطمة الألفي

رواية قطرات الغيث الجزء السادس

رواية قطرات الغيث البارت السادس

قطرات الغيث
قطرات الغيث

رواية قطرات الغيث الحلقة السادسة

بعدما انتهي من حمامه وابدل ثيابه غادر الغرفه دون ان يتطلع اليها فقد تلاشي وجدها خوفا من بطشه بها فهو الان كالحمم البركانيه ولايريد ان ينفجر بها فهي مازالت صغيره ولم تتحمل غضبه .
اراد ان يختلي بنفسه ويذهب الي جواده الاصيل الذي يشعر به دون ان يتفوه بشيء فهو صديقه الاصيل الذي لن يتخلي عنه مهما كان غاضبا يتحمله بكل تقلبات مزاجه ..
ولكن استوقفته تلك الطائشه التي لا تعلم عواقب فعلتها .
وقفت امامه قائله بصوت مهتز بتهرب ليه أوچف چصادي وخبرني انتي اتزوچتني ليه لم انت لساتك بتحبها و
لم تكمل كلماتها ابتلعتها داخل جوفها عندما هوي بيده يصفعها صفعه مدويه اعلي وجنتها ليخرسها تمام
چولتلك اتچي شړي السعادي يا بت الناس أني ماحدش يچف چصادي ويحاسبني
غادر المنزل كالاعصار واوصد الباب خلفه بقوه اهتز جسدها وارتجفت اوصالها وهوت بقدمها تجلس ارضا ثم انكمش علي نفسها كالقوقعه وانسابت دموعها بنحيب ېمزق نياط القلب ..
امطي جواده وضربه بقوه ليركض الاصيل مسرعا علي غير العاده توجه به الي البحيره الذي دائما يذهب اليها اثناء غضبه ويجلس علي جانبها ويلقي بالحصي داخل البحيره
عندما اقترب من مياه البحيره راء انعكاس صورتها داخل المياه وكانها تنظر له بعتاب شعر بوخذه داخل صدره فتلك الصغيره لم تعرفه بعد لم ترا منه الا الوجه الاخر لم ترا الإ قسوته وجحوده لا تعلم بان داخله طفل صغير يريد الاحتواء يريد ان يضع راسه بحجرها وتتسلل اناملها الرقيقه بين خصلاته فهو يفتقد ذلك الاحساس يريد ان تضمه باحضانها الصغيره ليغمدها بحبه وحنانه داخله وجه خفي لا يظهره لاحد فهي لازالت صغيره ولكن هو يتتوق لتلك المشاعر لا يريد منها النبش بالماضي الذي يجاهد من اجل نسيانه ومحوه من تاريخ حياته ياليته لم يلتقي بتلك الجنيه التي بدلت حياته وقلبتها رأسا علي عقب .
ظل قابعا مكانه يلقي بالحصي الي ان جان الليل واسدل ستائره نهض من مكانه ليمطي جواده ويعود به الي حيث منزله يصالح صغيرته البريئه علي ما صدر منه ..
دلف من باب الشقه بهدوء ليتفاجئ بها كما تركها هرول اليها بقلق انحني نجذعه يتفقدها وجدها فاقده للوعي حملها
برفق ودلف بها الي غرفتهم اراحها بالفراش ثم ركضت بحثا عن قنانه العطر خاصته ونثر بعضها علي كفه ثم قربها من انفها لتيتنشقها ولكن أبت محاولاته بالفشل اننابه القلق ونهض بحثا عن هاتفه وجده اعلي الكومود التقطه بلهفه ثم صغط زر الاتصال بشقيقه وعندما اجابه هتف غيث بقلق
حمزه كنت چولتي چبل سابچ إنك أتعرفت علي دكتوره شچن فاچده الوعي ومش بتفوچ أرجوك يا حمزه اتصرف وخليها تيجي تفوچها ضروري يا خوي ماتعوچش
اغلق الهاتف مع شقيقه وظل جانبها ېلمس بشرتها برفق ويداعب خصلاتها السوداء ثم همس بالقرب من اذنها حچك علي غصبن عني امد يدي عليكي يا چلبي ايوه چلبي اللي اتخلع عليكي لم شوفتك اكيده أنتي لساتك ازغيره ومش فاهمه حاچه بلاش تفتحي الدفاتر الچديمه وانتي تاخدي عنيه وچلبي وعچلي وروحي گمان .
اخرج تنهيده حارقه ثم ابتعد عنها عندما استمع لرنين جرس الباب نهض بلهفه ليفتح لشقيقه الباب .
عندما فتح الباب تسمر مكانه جحظت عيناها پصدمه وهي تقف بجانب حمزه.
هتف حمزه وهو يشير اليها بالدخول اتفضلي يا دكتوره ثم نظر الي شقيقه قائلا هتفضل واچف مكانك ما تخبر الدكتوره وينها مرتك وبيها ايه
تذكر شچن وحالتها ثم قالت بصوت خاڤت اتفضلي معاي
سارت خلفه وهي تذفر انفاسها بضيق فلابد وان ذاك الھمجي عرضها للاذئ اشفقت علي حالتها فهي مازالت صغيره لن تتحمل كل هذا
اقتربت من فراشها ثم التقطت معصمها تتحسس نبضات قلبها ثم عادت تنظر له بضجر وهتفت قائلا نبضها ضعيف وشكلها مابتتغذاش كويس محتاجه محلول ممكن تبعت حد الصيدليه يجيب محلول جلكوز عشان اعلقه وان شاء الله تفوق
أومي براسه ثم ترك الغرفه بخطوات واسعه واخبر شقيقه ان يجلب له ذلك المحلول وعاد يقف علي اعتاب الغرفه يخشي ان يتشاجر مع تلك الطبيبه التي التقي بها قبل عده ايام
رمقته وجدان بنظرات غاضبه وعندما اردت ان تتحدث معه قاطعها رنين جرس الباب ففضلت الصمت
ركض غيث ليجلب من شقيقه المحلول ثم اعطاه اياها لتبدء هي بغرسه داخل اوردة كفها وعندما انتهت نظرت له پحده قائله هتفوق لم المحلول يخلص وياريت تهتم بصحتها اكتر من كده وتتغذا كويس لانها ضعيفه وواضح ان الاغماء اللي حصلها بسب مجهود بدني بذلته وكمان قله اكل
ابتلع ريقه بصعوبه ثم قال علي مضض هنهتمو بيها اي أوامر تانيه
لوت ثغرها بضيق ثم قالت لم المحلول يخلص تقدر تقفله من هنا وتسحبه من الكانولا وتغلقها
ثم غادرت الغرفه وهي تحمل الحقيبه الطبيه لحق بها حمزه قائلا اتفضلي هوصلك
ثم القي نظره علي شقيقه هوصلك الدكتوره ورجعالك
أوما له بخفه ليغادر حمزه منزل شقيقه برفقه وجدان فتح لها باب السياره ثم استقلت مقعدها بجواره وعاد هو الي حيث مقعده خلف المقود وقبل ان يتحرك نظر لها بامتنان شكرا يا وجدان تعبتك معانا
قالت بضيق ده واجبي يا حمزه بس ماكنتش اعرف ان ده يبق اخوك
نظر لها بتسال انتي تعرفي غيث
هزت راسها بأسي ثم قالت عز المعرفه ده شخص همجي غريزته بتحركه شوفته قبل كده جايب مراته وهي لسه عروسه ماكملتش ساعات علي فرحها وعندها ڼزيف وتهتك وعملت ليها عمليه ده لا يمكن يكون بني ادم مافيش عنده ذره رحمه
نظر لها پحده ثم قال من فضلك يا دكتوره ماتحكميش علي الناس بالظاهر انتي ماتعرفيش غيث كويس عشان تتكلمي عليه بالطريقه دي
طبعا ما انت لازم تدافع عنه مش اخوك اكيد عاجبك تصرفاته وراضي بيها
ضړب محرك القياده پغضب ثم اردف قائلا وهو عمل ايه حرام اتجوز واخد شرع ربنا من مراته هو مايفصدش يأذيها ولا كان يعرف انها ممكن تتاذي وتروح المستشفي
وتعمل عمليه ماحدش يعرف بالغيب يا دكتوره
بس اتجوز بنت صغيره وجسمها كمان لسه في مرحله النضوج و
قاطعها قائله غيث ماشافش مراته ولا يعرفها قبل كده دي من اختيار الست الوالده لكن الغلط الاكبر علي اهلها انهم زوجو بنتهم في العمر ده كمان اللي حصل دي ضمن العادات والتقليد هنا يعني غيث ماكتش ينفع يصبر عليها واهلها مستنين يطمنو علي بنتهم عارف ان ده شي غلط ومش راضي عنه بس لسه في عقول بسيطه ومترسخ عندهم العادات دي ولازم يعملو بيها وكانها عرف لازم يحصل
هتفت پغضب ده اسمه انتهاك لشخصيتها وحريتها ازاي بعد التقدم اللي وصلنا ليه لسه في عقول مريضه بالشكل ده فين الوعي الكافي وفين حقوق الانسان
مااقدرش أجزم ان كل العقول اللي هنا تفكيرها قديم بس في تطور بيحصل وفي عقول للاسف لا يمكن تتغير وتتبدل كده في يوم وليله
انا بدات اخاڤ من العادات المختلفه بينا انتو ليكم عادات وتقاليد تختلف عننا تماما انا مااقدرش اعيش واتعايش في البيئه دي يا حمزه
نظر لها بابتسامته الهادئه ثم قال افهم من كلامك انك موافقه ترتبطي بيه بس اللي مخوفك ان العادات اللي في الصعيد مختلفه عن عادات القاهره
ابتسمت بخجل ثم قالت بتوتر حمزه انا بجد خاېفه من الحياه هنا
ولو قولتلك ماتخفيش وطمنتك ان فكري انا شخصيا مختلف ومش معقد ولا عندي عادات ولا تقليد ولا عرف ولا اي شي في الكون ممكن يحركني غير تفكيري انا وبس مش مطلوب منك غير تصدقي قلبي وتسمعي كمان لقلبك وحاجه اخيره ماتحكميش علي غيث من الظاهر ليكي وبس ها ممكن اعرف ردك ايه موافقه تكملي حياتك معايا
همست بصوت خاڤت خاېفه من هنا
ماتخفيش يا حبيبتي وانتي معايا اوعدك لم هتعيشي هنا وتتأقلمي علي الحياه والناس مش هتحسي انك غريبه بالعكس هتحسي انك وسط اهلك وناسك وان كان علي عقول الناس بتتغير مع مرور الوقت وكل واحد وتفكيره مالنا احنا بالناس خلينا فينا آحنا وبس
ابتسمت برقه ثم قالت موافقه يا حمزه اديك عمره كله وانا مطمنك ان مع راجل يصوني ويحافظ عليه
غمرته السعاده ثم قال انا مش عارف اعمل ايه دلوقتي من فرحتي بيكي
من النجمه هبلغ الحج والحاجه لم نطمن علي مرات غيث واديهم خبر ان رايد اتجوز من الدكتوره اللي خدت چلبي من أول ماعيني شافتها وبعدين تخبري اهلك اننا رايدين نزوركم ونطلب يدك لشاب حلويه طول بعرض وظابط جد الدنيا
ضحكت بخفه ثم قالت الموضوع ده محتاج اخد اجازه وانزل القاهره اتكلم مع ماما وبابا بس في حاجه لازم تبلغ بيها غيث بخصوص مراته
نظر لها باهتمام حاجه ايه
شجن حالتها النفسيه مش كويسه محتاجه تغير جو محتاجه تبعد عن اي ضغوط كمان ممكن حالتها تستدع تزور طبيب نفسي اتكلم مع غيث بهدوء انا ماعرفتش اتكلم معاه كل اللي هي اتعرضت ليه حاجه كبيره علي سنها وفوق طاقتها ياريت ياخد بالكلام ده
هز راسه بالايجاب ثم قال هياخد بيه بقولك انتي لسه ماتعرفيش غيث غيث ده شخص حنين جدا وقلبه طيب جدا جدا وبكره هتعرفيه .
اما عن غيث فظل جانبها يترقب انتهاء المحلول وعندما انتهي سحبه من يدها برفق وظل يتطلع لملامحها البريئه تملمت في نومها وفتحت عيناها ثم عادت غلقها ثم فتحتها ثانيا لتجد وجهه قريبا منها انتفضت للخلف عندما تذكرت الصفعه التي لازلت تؤلم وجنتها
غادر الغرفه بلا غادر الشقه باكملها وعندما هبط الدرج التفي بشقيقه يصعد الدرج وقف حمزه يربت علي كتفه ثم قال خود مرتك وسافرو اي مكان تغيرو چو يا خي الدكتوره بتچول مرتك نفسيتها تعبانه
همس بحزن بسببي كل اللي هي فيه بسببي اني لا عارف اجرب منيها ولا ابعد عنيها واهملها لحالها دلني يا ولد ابوي اعمل ايه وجودها معاي بيظلمها وهي لساتها عود اخضر لو طلچتها هكون بظلمها ولو عاشت معاي بردك بظلمها پغضبي وچسوتي عليها
أجولك انت محتاج ايه يا غيث وتسمع من خيك
چول يا ولد ابوي
تروح لدكتور نفسي وبلاش تچولي انك مش مچنون لاني خابرك زين يا خوي مافيش حد في زينه عچلك. بس الدكتور النفسي دي هتچوله علي اللي تاعب چلبك ومخليك مش مرتاح ولا عارف ترتاح الحل عنديه يا خوي صدچني گمان مرتك الدكتوره بتجول انها خاېفه منيك هي محتاچه تچرب منيها وتحتويها بچلبك الطيب بلاش تشوف چسوتك اللي مالكش يد فيها ولا هي ليها ذنب فيها حط حديتي ودوره في راسك وربنا يعملك الصالح يا خوي
اكمل صعود الدرج ولكن استوقغه سؤال شقيقه بتحب الدكتوره دي يا حمزه
دار وجهه وتطلع له ثم قال بحبها يا خوي ورايد اتچوزها
هتف بضيق وهو يهز راسه بلاش يا خوي تچرر اللي خيك عمله سابچ بنات البندر لا هم توبنا ولا احنا توبهم
…….
قبل ان يخلد حمزه للنوم شرد بحديث شقيقه وظل يتسأل داخله هل يتقبل والديه تلك الزيجه أم يعود ويقرر ما فعله شقيقه عندما آصر علي الزواج من عنود رغم عدم تقبل والديه ولذلك تركهم غيث وتزوج منما أختاره قلبه وعاد بعد عده شهور يجر أذيال الخيبه والندم علي ما أقترفه بحق نفسه وحق والديه .
تنهد بضيق ثم هم ليتوضئ ويصلي قبل ان يخلد للنوم لكي يشعر بالهدوء ويحاول ترتيب افكاره قبل ان يصارح والديه بم ينوي علي فعله ..
أما عن غيث فاكمل طريقه وتوجه الي المطبخ وأعد لزوجته صينيه الطعام ثم حملها وصعد ادارجه الي حيث شقته واغلق الباب خلفه ثم اقترب من غرفته فتحها بهدوء واقترب من زوجته جلس امامها اعلي الفراش وهو مازال يحمل صينيه الطعام بين يديه ثبتها علي أرجله ودنا منها ليطعمها بيده .
أشاحت وجهها ونظرت بعيدا ابتسم من أجل فعلتها ثم قال حچك تتچلعي بس لازمن تاكلي دلوك عشان خاطري كولي دي من يدي وفكي التكشيره دي أومال مش هزعلك تاني مهما حوصل يا ستي وتاچ رأسي
رفعت مقلتيها تنظر له بحب ثم همست بصوت خاڤت مش هتمد يدك علي تاني
هز راسه نافيا ثم قال بصدق تتچطع يدي لو أتمدت عليكي تاني يا حبيبتي
وها بعد الشړ عنيك والله أنت اللي تاچ راسي يا سي غيث
ضحك بقوه
الي ان برزت نواجذه وهتف قائلا سي غيث طالعه من خاشمك زي السكر بس أني مش عاوزك تچوليلي غير غيث وبس
ضيقت جبينها ثم قالت بس اكيده أمي غاليه تزعل مني
ربنا مايچيبش زعل مالكيش صالح بحد اللي أچوله يتسمع وبس يلا افتحي خاشمك وكولي بچا الله يرضي عنيكي
انصاغت لاوامره وبدء غيث في اطعامها وهو يتطلع اليها ببسمه هادئه حالمه بايامه القادمه .
_
داخل منزل منصور الهلالي .
انتفض من نومه بفزع ثم نفث عن شماله ثلاث وهو يستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
شعرت به زوجته ففتحت عيناها بنعاس وهمست قائله مالك يا منصور أنت تعبان كفلنا الشړ
هز راسه بالنفي ثم قال بصوت متحجرج لاع يا غاليه بس شوفت حلم عفش چوي
نهض تمسد علي ظهره برفق وهي تقول بلاش تحكيه يا منصور احسن يتحچچ مادام كابوس عفش هيروح لحاله أستعذ بالله اكيده ونام
ترك الفراش بخطوات واسعه لاع هتوضي وأصلي ركعتين واستني شوي الفچر هيادن هروح أصلي في الچامع وبعد اكيده هطلع علي الارض أشچر عليها
بس چوليلي يا عاليه كيفها شچن بتك مابترحيش يشچري عليها يا وليه
لوت ثغرها بضيق ثم قالت وها يا راچل مااني جيلالك الحچه زاهيه خبرتني أهمل بتي تعيش وتطبع بطباعهم مش أفضل انط ليها كل شوي وأني يا خوي استحي اروح ناطره البت اللي تيچي
يا وليه يا مخبله أنتي دي بتك وحچنا نروح نطمنو عليها ناسيه اياك اللي حوصل وانها راحت المستشفي من اول يوم زواچ هنستنو لم يعملو ايه تاني في البت أني چلبي متوغوش عليها وبعد الفچر هروح لغيث الارض واستنظره لازمن اتحدت امعاه وگمان أچوله يچيبها تزورنا ولا اللي بيتزوچو بينسو دار ابوهم اياك
وماله يا خوي چابله وچوله بس بالهداوه يا منصور أحنا عاوزين بتنا تعيش زينه يعلم ربنا انها اتوحشتني چوي بس هعمل أيه في تحكمات الست زاهيه
هتف منصور بضيق زاهيه تحكم علي دارها مش علينا يا غاليه وأني هتكلم مع راچلها بتك في عصمة راچل هو بس اللي يحكم عليها
هصلي ركعتين الاول اهنيه وبعدين اطلع علي الچامع عاوزه تنعسي انتي كملي نومك
نهضت هي الاخري قائله وهيچي منين النوم خلاص هچوم أعچن عشان أخبز علي ماالبنته يصحو
_
أشرقت شمس الصباح تسلط اشعتها الذهبيه علي الحقول الخضراء والطبيعه الساحره فبعض الفلاحين يزرعون حقولهم الخضراء ويرؤن زرعهم النضر ثم يجلسون قليلا ليرتاح جسدهم وهم يستظلون تحت الاشجار الكبيره .
كان منصور بذلك الوقت جالسا ينتظر قدوم غيث زوج أبنته يرتد ان يتحدث معه بأمر أبنته ولكن طال أنتظاره فهوي بجسده ارضا يستظل بشجره البرتقال .
أما عن غيث فترك زوجته نائمه وغادر شقته بعد ان ابدل ثيابه وهبط الدرج الي حيث توجد والدته قبلها بحنو وجلس جانبها يخبرها بان تترك شچن نائمه ولا تيقظها فهي مريضه ويجب عليها الراحه بالفراش وهو لم يتاخر فيعود مبكرا يريد ان يصطحبها الي القاهره لكي تتنره ويعلم ما امره به شقيقه من اجل تحسين نفسيتها والتقرب اليها دون قيود وتحكمات الأهل ..
لم يعجبها زاهيه حديث ابنها رمقته بنظره حاده ثم قالت بضيق
من أولها اكيده يا ود بطني هتبدي بت غاليه علي أمك وهو أني تعبت مرتك ومرضتها ماالبنته من يوم ما دخلت الدار وهي مريضه
ابتسم بلطف والتقط كفها يطبع عليه قبله حانيه ثم رفع مقلتيه الزيتوني وقال ماعاش ولا كان اللي يچول اكيده يا ست الناس كلهاتها ماحدش يچدر ياخد مطرحك في چلبي يا أم غيث أني بچول أكيده عشان شچن مريضه صوح وكانت الدكتوره اهنيه البارحه وچالت لازمن تغير چو عشان صحتها تتعدل وأن كان علي شغل السرايا في بنته كتير في البلد يتمنو يشتغلو اهنيه واهو تكون مساعده للناس وانتي تتشالي علي الراس يا ست الناس وشچن كيف ماچولتي مريضه وازغيره مش حمل كل دي
قاطعته بصرامه قائله وماتنساش اني اللي اخترتها وزوجتهالك چولت ازغيره وتربيها علي يدك وتكون كيف العچينه اللينه تشكلها كيف ما بدك مش تعمل كيف ما عملت بنت البندر وخدتك منينا ولا ناسي اياك
ضغط علي انيابه بغيظ وحاولت التحكم بغضبه ثم قال وهو ينهض من جانبها يخشي ان ينفعل ويغضبها اني ورايا مصالح في مصر وچولت أخدها امعاي بالمره اني دلوك رايح اشوف المحصول اللي هيتباع وهعاود طوالي سلامو عليكو
ضړبت كفها باخر قائله وهي تلوي ثغرها بضجر والله عال يا بت منصور سحرتلو اياك عشان يچف چصادي ويچول اريحها ومش اتعبها ماشي يا ود بطني أني هعرف أمشي مرتك علي العچين ماتلخبطوش وبكره تچول زاهيه چالت ..
_
هرول غيث بجواده الي حيث المزرعه الخاصه بالمحاصيل وعندما وصل الي هناك ترك جواده يذهب الي الاسطبل خاصته ودلف هو داخل الحقول ليتفاجئ بوالد زوجته يتكي بجوار احدي الاشجار اقترب منه بخطوات واسعه وعندما دنا منه وجده نائما .
تنحنح غيث بصوته الاشج فتح منصور عيناه ونظر حوله ليجد غيث امام
ثني غيث ركبتيه وجلس امامه يمد يده يصافحه بود كيفك يا عمي
بخير يا ولدي نحمدو ونشكر فضلو
ثم استرسل حديثه قائلا كنت ناطرك يا ولدي
هتف بتسأل خير
ماتخذناش يا ولدي رايد اطمن علي بتي من يوم مااتچوزت وأني ماخبرش عنها حاچه واصل أني چلبي متوغوش عليها بردك
ابتسم له بود ثم قال حچك طبعا تچلچ علي بتك وتيچي تنورنو يا عمي في أي وچت وان ماتشلشك الارض أشيلك علي دماغي يا عمي
ربت علي كتفه بحنو تسلم وتعيش يا ولدي بس أني رايد تيچي دار ابوها نطمنو عليها كلهاتنا اتوحشناها يا ولدي اني خابر انها لساتها عروسه بچالها سبوعين بس دي حته من چلبي يا ولدي ومن يوم ما غابت عن عيني وأني ما بنامش رايدهم يكونو سعدا ومبسوطين بس نطمنو انكم بخير
امعاك حچ يا عمي اني كنت هخلص كام موصلحه في الارض واعود طوالي وكنت ناوي اخد شچن وننزلو مصر أخر النهار هنعدو عليكم چبل ما نروح مصر
هتف بقلق مش خير يا ولدي
خير يا عمي ما تچلچش كنت رايد شچن تغير چو وتشوف الدنيا
لاحت ابتسامته الهادئه ثم قال ومالو يا ولدي ربنا يسعدكم ههملك تشوف مصالحك واني كمان اشوف مصالحي وناطرك في الدار يا ولدي
حاضر يا عمي
غادر منصور المكان بخطواب متبطئه وظل غيث ينظر اليه الي ان اختفى عن انظاره تنهد بعمق ثم سار الي حيث عمله ليكمله بنشاط ويعود منزله مبكرا لكي يصطحب زوجته الي منزل اهلها قبل ان يتوجهون الي القاهره ..
قبل ان يذهب حمزه لعمله قرر ان يخبر والديه بأمر ارتباطه بالطبيبه التي سړقت لب قلبه منذ الوهله الاولي .
جلس بجانب والده ثم ربت علي ارجله قائلا كيف صحتك يا بوي
ابتسم عبدالرحمن بود ثم قال بخير ياولدي نحمد ربنا ونشكر فضله
ربنا يديك الصحه يا بوي
احضرت زاهيه صينيه الشاي واعطت كل منهما الكوب خاصته ارتشف حمزه القليل من كوبه ثم نظر لوالدته قائلا تسلم يدك يا ست الكل
تسلم وتعيش يا ولدي ثم اردفت قائلا اللي چولي يا ولدي مش ناوي تفرحنا ونچوزوك يا حبيبي ونفرحو بيك
ابتسم حمزه قائلا باينها طلبتيها ونولتيها يا أماي
هتفت بتسأل يعني ايه يا ولدي
يعني نويت والنيه لله اكمل نص ديني يا أماي
هتف عبدالرحمن قائلا حاطط عينك علي حد يا ولدي
أوما براسه ثم قال أيوه يا بوي دكتوره أهنيه في ميستشفي المدينه
ضيقت والدته حاجبيها بضيق ثم هتفت پغضب من وين الدكتوره دي من بلدنا اياك .
هتف حمزه بجديه لا مش من بلدنا من القاهره واستلمت شغلها اهنيه
قالت پغضب گمان مش من اهنيه ومهمله اهلها وبلدها وساكنه اهنيه عشان شغلها والله عال يا حضرة الظابط بتعشچ بت البندر اللي عايشه لحالها هي دي اللي هتصونك وتصون عرضك وشرفك اسمع يا ولدي انت تنسي خالص الحديت الماسخ دي كفايه اللي حوصل لخيك من بت البندر
قاطعها قائلا بثبات يا أماي اسمعيني زين الدكتوره دي بت ناس ومحترمه وعايشه اهنيه في سكن المغتربات واني سالت علي اهلها ومش كل الناس زي بعضيها بلاش تحكمي عليها من چبل ما تشوفيها هي غير خالص مرت غيث السابچه واني لا يمكن أهمل اهنيه اهنيه اهلي وناسي وشغلي ثم نظر الي والده واسترسل قائلا ماتحضرنا يا بوي
هتف عبدالرحمن بلطف قائل أنت اللي رايد تچوزها يا ولدي وچلبك أختارها وأني لا يمكن أغصبك دي چواز
نهضت من جانبه قائلا بحزم وأني مش مواچفه علي بت النبدر مالهم البنته اهنيه عشان تفكر تتچوز من بره بلدك وسلوهم غير سلونا وحياتهم غير حياتنا أسمع اما أچولك لو عملتها يا حمزه لا أنت ولدي ولا أعرفك مش عشان بچيت ظابط هتخرج عن طوعي لاع أني أمك وكلمتي تمشي عليك واللي بچوله يتنفذ لو عاوز تكسب رضاي
_ يا أماي اسمعيني
هتفت معترضه ولا كلمه زياده اللي عنده چولته
ثم غادرت المكان كالاعصار وهي تندب حظها في أولادها
اما عن حمزه فجلس باستسلام بجانب والده ربت عبدالرحمن علي كتفه ثم قال هملها دلوك يا ولدي تبات ڼار تصبح رماد ربنا هيحلها من عنده ما تشيلش هم
هتف بحزن ورايا شغل يا بوي لازم أوصل المركز
طبع قبله حانيه علي كف والده ثم قال دعواتك يا بوي
ربنا امعاك يا ولدي ويريح بالك چادر يا كريم
غادر حمزه المنزل وقلبه منفطر بسبب حديث والدته واصرارها علي هدم سعادته فهو حقا يعشق تلك الطبيبه ولا يريد ان يتخلي عنها سيظل يعافر من أجل اقناع والدته بها وقطع ذلك الوعد علي نفسه لن يستسلم بعد فمازال باول الطريق ولن يتراجع ..

يتبع……

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قطرات الغيث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى