رواية قصة منة الفصل الثالث 3 بقلم آلاء الواقع
رواية قصة منة البارت الثالث
رواية قصة منة الجزء الثالث

رواية قصة منة الحلقة الثالثة
– ندمانة إنك اتجوزتيه؟
“سألتها بهدوء وهي بتوطي إضاءة الأوضة”
سكتت شوية وقالت:
– مش عارفة… مش عارفة بس…
بصيتلها بتركيز، كملت بصوت مخنوق:
– بس مضايقة أوي.
– ليه؟
تنهدت وقالت:
– طول عمري كنت بحلم باليوم اللي ألبس فيه الفستان الأبيض واتزف، ويتعملي فرح الناس تتكلم عنه، يبقى يوم مميز أفتكره وأفرح… بس ده محصلش. اتجوزت بليل، وكنت لوحدي…
سكتت لحظة، وكملت بنبرة ندم:
– زعلانة إني وافقته بسرعة وقتها، من غير ما أفكر…
لهفتي إننا نبقى سوا خدت مني يوم كنت مستنياه من سنين، يوم مهم ومستحيل يتعوض في حياتي.
– هو كان في حد من أهله معاكم وانتم بتكتبوا الكتاب؟
– لا، اتنين من صحابه بس.
– ومعرفش أهله ليه؟
– علشان… علشان عمرهم ما كانوا هيقبلوني. أبوه ممكن يعمل أي حاجة عشان يبعدني عنه.
– هو قالك كده؟
– أيوه.
_ كملي.
—
“في فيلا محمد السويدي” – أوضة فيروز
– كمّلي أكلك يا بنتي.
فيروز بتعب واضح:
– شبعت، مش قادرة خلاص.
ميادة بصّت ناحية موسى وقالت بلهجة فيها عتاب:
– يا بنتي انتي بتاكلي لاتنين دلوقتي، ما تشوف مراتك يا موسى.
موسى رفع عينه:
– ها؟
فيروز بضيق:
– سيبيه يا طنط، شكله مستني مكالمة مهمة.
قام، حط الموبايل في جيبه، وقرّب من السرير:
– كلي يا فيروز، اسمعي الكلام، علشان صحتك انتي والبيبي.
فيروز ردت بسخرية مُرّة:
– خايف عليا؟ ولا على اللي في بطني؟
قال بهدوء:
– أنتو الاتنين واحد.
وبعدين استأذن:
– أنا ماشي، عاوزين حاجة؟
والدته بصّت له بضيق وقالت:
– سلامتك بس، ما تتأخرش على مراتك.
هز راسه بنعم وخرج.
—
“في العيادة”
– بس موسى ما عملش حاجة، لا عرفك على أهله، ولا طلق مراته زي ما وعدك، حتى جوزاكم في السر!
منة ردت بتردد:
– هو… هو بس…
نيرة قاطعتها:
– أنتي دايمًا بتحاولي تلاقي له مبررات ليه؟
منة سكتت، فقالت نيرة:
– منة، أرجوكي فكري في نفسك شوية، مش كل حاجة يقولها تقولي حاضر، فكّري قبل ما توافقي على أي حاجة يقولك عليها.
– بحاول… صدقيني.
– عارفة… بس لازم تتكلمي معاه، عن النقط اللي قولتلك عليها، وشوفي هيقولك إيه.
– تمام، أقدر أمشي؟
– اتفضلي. منة، إنتي تستحقي تباني قدام الناس، إنتي ما فيكيش حاجة غلط، ولا حتى عملتي حاجة غلط.
منة ابتسمت بهدوء وهي خارجة من الأوضة، وفجأة سها قالت:
– آنسة منة، في واحد جه سأل عليكي، مستنيكي تحت.
– مين؟
– بيقول قريبك.
– قريبي؟!
طب يا سها شكرًا.
“وهي نازلة على السلم قابلته”
– رنيت عليكي كتير، مش بتردي ليه؟
– ما سمعتوش… كنت عاملاه سايلنت.
مسك إيدها بسرعة، ونزلوا ركبوا العربية، أول ما قعدوا قال:
– قولتي لمين إنك خارجة؟
بصّت له بضيق:
– هو أنا المفروض أقول لمين إني خارجة؟
– ليا… لجوزك.
ضحكت بسخرية:
– طب حلو إنك لسه فاكر إننا متجوزين، مش متصحبين! تسيبني يومين من غير ما تسأل عليا، ولا حتى برسالة؟
“صوتها عالي”
– جوزي!! اللي سايبني بقالي يومين معرفش عنه حاجة!
سكت… ما ردش.
– ما ترد، ساكت ليه؟
– وطي صوتك يا منة، نتكلم لما نروح.
“نفخت بضيق”
—
_ يا طنط أنا عارفة كل حاجة بلاش تضحكي عليا.
_ عارفة، عارفة إيه؟
مسحت دموعها وقالت بصوت مخنوق:
_ عارفة إن موسى مش بيحبني، وإنه بيحب بنت تانية اسمها منة وكان عايز يتجوزها وإنتم رفضتوا.
ميادة بتوتر: مين قالك الكلام ده؟
_ موسى.
ليه يا طنط مجوزتوش البنت اللي بيحبها؟؟ ليه أجبرتوه عليا أنا؟
_ منة دي بنت زرع شيطاني محدش يعرفلها أهل، إنما انتي اسم عليكي حسب ونسب وجمال وأدب.
_ بس بيحبها هي مش أنا.
وبعدين يا طنط هي ذنبها إيه إن أهلها ماتوا؟
_ ولا بيحبها ولا حاجة، هو بس الممنوع مرغوب، وبعدين منة دي أهلها مش معروفين، كانت في ملجأ. صدقيني تلاقيها بتشغله علشان عايزة فلوس وبس.
_ لا يا طنط لا، انتي مشوفتيش كان بيتكلم عنها إزاي.
ده اتمنيت أكون أنا دي اللي بيتكلم عليها وهو مبسوط بالشكل ده.
اتنهدت بتعب:
أنا مش عارفة أعمل إيه؟؟ مش قادرة آخد قرار بذات بعد ما طلعت حامل.
—
منة بهدوء: انت بتحبني ولا لا؟
_ جاية بعد ست سنين تسألي السؤال ده؟
ابتسمت وقالت بهدوء مصطنع:
_ رد على سؤالي؟
_ بحبك، بحبك أوي كمان.
_ يعني متكسفش من وجودي معاك قدام الناس؟
مسك إيدها وطبع عليها بوسة رقيقة وقال:
_ لا طبعًا، انتي تشرفي الباشا.
بصّت له بضيق وقالت:
_ أومال ليه مخبي على الدنيا كلها إني مراتك؟؟
_ تاني يا منة؟
_ تاني وتالت ورابع… ولحد ما تعرف الدنيا كلها إننا متجوزين، أظن ده أقل حقوقي.
_ ماشي، بس سيبيك من الكلام ده وخلينا نقعد….
بعدت إيده عنها بغضب وقالت:
_ لا.. قولتلك لما تطلقها وتكون ليا لوحدي يا حنين اللي قعدت جنبها ليلتين علشان تعبانة وسبتني هنا أتفلق.
“الباب خبط”
موسى باستغراب: انتي طالبة حاجة ولا إيه؟
_ لا.
_ أومال مين جايلك بليل كده؟
_ معرفش، استني هفتح أشوف.
_ لا خليكي أنا اللي هفتح.
مازن!!!!
مازن: هفضل واقف على الباب ولا إيه؟
_ مين ده يا موسى؟
زق موسى بشويش ودخل قعد على أقرب كرسي وهو بيقول:
_ انتي منة أكيد؟
_ أيوه.
_ وأنا مازن السويدي أخو موسى الكبير.
ردت بإحراج:
_ أهلا وسهلا.
موسى: انت جيت هنا إزاي؟؟
_ بالعربية، ممكن تعمليلي قهوة؟
_ آه أكيد.
موسى بسرعة: لا خليكي، هو هيمشي على طول.
منة: عيب كده يا موسى.
مازن ابتسم بسخرية وقال:
_ مراتك عندها ذوق عنك، مش مراته برضو؟
رد موسى بضيق:
_ أيوه مراتي.
“سابتهم ودخلت المطبخ”
منة لنفسها: اهدي… اهدي… مفيش حاجة، انتي مش عاملة حاجة غلط، اهدي.
_ سايب بنت حامد صفوان والفيلا وقاعد في شقة أوضة وصالة مع بنت…
قاطعه بضيق:
_ قبل ما تكمل حط في اعتبارك إنها بتتكلم عن مراتي، وآه يا مازن سايب الفيلا وفيروز وقاعد هنا معاها ومبسوط وعلى قلبي زي العسل.
_ انت أكيد جرى لمخك حاجة!!!
“طلعت من المطبخ وفي إيدها صينية عليها فنجان قهوة وكوباية مية”
منة: اتفضل.
_ شكرًا، اقعدي بقى عايز أتعرف عليكي.
موسى قلب عينه بملل وقال:
_ مازن…
تجاهله وبص لمنة وهو بيقول:
_ ها يا منة قوليلي.
ردت بتوتر:
_ أقولك إيه؟؟
_ عندك كام سنة؟
متعلمة ولا لا؟
عرفتوا بعض إزاي؟ كده يعني؟ كده يعني.
سكتت وبصّت لموسى فتكلم مازن وقال:
_ لو مش حابة تتكلمي عادي مفيش مشكلة.
خد رشفة من القهوة.
مازن بلذة: أمم، مظبوطة على الشعرة.
ابتسمت وقالت:
_ بالهنا، أنا اسمي منة محمود، عندي 26 سنة.
_ انتي قد موسى يعني.
بس انتي مش باين عليكي السن خالص.
_ شكرًا.
عرفنا بعض بسبب الكلية، كنا نفس الفرقة وكده.
_ بتهزري؟
_ لا حتى اسأله.
موسى بضيق: هبقى أحكيلك بعدين، كفاية كده.
منة لو سمحتي ادخلي جوا.
مازن ببرود: في إيه مش عايزني أتكلم معاها ليه؟
_ هيفيد بإيه كلامك يعني غير التريقة والتقليل منها وهي متستاهلش كده.
_ أنا لا اتريقت ولا قللت منها والكلام كان قدامك، عموما أنا كان عندي فضول أشوف وأعرف البنت اللي مخليا لك كده.
_ ورضيت فضولك؟
_ مش أوي بس…
_ بس إيه؟؟
_ هي إزاي دخلت كلية بكل الفلوس دي وهي من…
موسى رد بسرعة: بشتغل، كانت بتدرس وبتشتغل.
_ بنت جدعة يعني، عموما طلعت عكس ما كنت متخيل.
يلا بقى ادخل غير هدومك علشان أبوك عايزك.
_ لازم؟
_ آه، علشان على آخره منك وعارف إنك اتجوزتها.
دخل وهو بيتمتم بكلام غير مفهوم.
منة بتوتر: انت هتمشي؟
_ معلش حصلت ظروف.
_ ظروف إيه؟
اتنهد وهو بيقفل زراير القميص وقال:
_ عرفوا إننا اتجوزنا.
_ وانت هتعمل إيه؟
سكتت، فعادت السؤال تاني بنبرة كلها قلق:
_ هتعمل إيه يا موسى؟
هتطلقني لو قالك طلقني طيب؟ ولا هتعمل إيه؟ راسيني على بر.
—
فيروز بتردد: يعني انتي رأيك كده يا ماهي؟
_ أيوه، انتي الكسبانة لإنك مراته وحامل منه، وعلى كلام طنط ليكي يبقى البنت دي نزوة وهتعدي.
_ مش عارفة يا ماهي… اقفلي دلوقتي في صوت عالي.
_ ماشي يا حبيبتي وبراحة وانتي نازلة السلم.
—
موسى بغضب: أنا مش عيل صغير علشان أقف قدامكم أتحاسب بالشكل ده، أنا معملتش حاجة حرام ولا غلط علشان تتضايقوا كده، ومش هسمح لأي حد، لأي حد مهما كان مين، إنه يهين منة أو يبصلها حتى بصّة متعجبهاش.
منة مراتي، واحترامها وكرامتها من احترامي وكرامتي، سامعين؟
محمد بانفعال: يبقى تسيب كل حاجة، تسيب الفيلا والعربية بتاعتك، والفيزا اللي عامل تصرف بيها عليها، أنا هوقفها، حتى الشركة يا موسى متعديش بابها طول ما هي على ذمتك.
_ يا بابا…
_ أنا قولت اللي عندي، والاختيار في إيدك أنت دلوقتي.
ميادة قربت لمنة اللي واقفة ماسكة في إيد موسى جامد ومستخبية ورا ضهره:
_ كله منك انتي.
هتخسريه أبوه وحياته كلها، انتي يا شيخة!
موسى: ماما لو سمحتي.
ميادة بعصبية: سابني أقول كلمتين اللي نفسي أقولهم من سنين.
انتي خربتي عليه حياته وبعدتيه عن مراته الحامل.
منة بعياط: أنا معملتش حاجة، صدقيني، بلاش تظلِميني كده.
طلقني يا موسى وخليك معاهم، صدقني مش هزعل منك.
شَدّ على ماسك إيدها.
فيروز نزلت سلمتين ووقفت جنب ميادة وعينها بتجيب منة من فوق لتحت وقالت:
_ انتي منة اللي عاملة الدوشة دي كلها!!
منة بعياط: سيب إيدي، عايزة أمشي.
ردت عليها فيروز وهي بتعيط:
_ تمشي!!
تمشي ليه؟ أنا لسه ما تعرفتش عليكي، وبعدين لازم نقعد ونشوف هنقسم الأيام بينا إزاي؟؟
موسى: ابعدي عنها.
محمد بحزم: أخلص، رد عليا؟
اتكلمت فيروز وسط شهقاتها وقالت:
_ اختار يا موسى، حياتك اللي اتعودت عليها، وأنا وابنك، ولا هي؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة منة)