رواية قبل أن أعرفك الفصل التاسع 9 بقلم Theodora Ray
رواية قبل أن أعرفك الجزء التاسع
رواية قبل أن أعرفك البارت التاسع

رواية قبل أن أعرفك الحلقة التاسعة
اما هو…
فكان وشه ثابت، ملامحه مش بتقول أي حاجه، كأنه واقف في صورة مش بتاعته..وجهه ماكنش بيحكي نفس الحكاية اللي باقي الصورة بتحكيها…ساكت، وعينيه واقفة في نقطة مش موجودة في الصورة….
فضلت دقائق مركزه في الصوره…عقلي رافض يصدق اللي عيني شايفاه…
مش عارفة أستوعب إن دا نفس الإنسان اللي كنت بحس معاه بالأمان….
في الأول كنت مش مصدقة، رافضة أصدق إن دا بقى واقع، وإنه اختار الطريق اللي أنا مش فيه!
قعدت أعيط كتير…أعيط لحد ما دموعي نشفت…
أعيط كأن الدموع هي اللي هتنضّف جوايا من وجعه.
لحد ما فوقت لنفسي…
استوعبت!وقررت انسي زي ما هو نسي…قررت أعيش، حتى لو قلبي لسه مش راضي…
كنت بصحى كل يوم بحاول أقنع نفسي إن خلاص…اللي حصل اتقفل عليه باب، ومافيش داعي أبص ورايا تاني…
الأجازة خلصت، والدنيا بدأت ترجع تدور من تاني…وأنا معاها، بس بوش جديد، أو يمكن بوشي القديم اللي ضاع مني فترة….
رجعنا الجامعة…
رجع هو…
رجعت الأماكن، ورجع الوجع.
بس أنا؟
كنت بمرّ من جمبه كأنّي ماشية وسط الهوا…
لا شوفته، ولا حسّيت بيه…حتى لو قلبي كان بيرتبك.
كنت بشوفه، وأقنع نفسي إن مافيش حاجة تستاهل أضعف.
~~~~~~~~~
*مين يا تالين اللي وقف بيبصلك دا من وقت ما دخلنا الشارع؟
-معرفش يا ميار..الشخص دا بقاله فتره علي نفس الحال…وانا راجعه من الكليه كل يوم الاقيه اما واقف في بلكونته بيبص عليا أو واقف قدام العماره
*طب انتي شوفتيه قبل كدا ولا اول مره تشوفيه؟
-حاسه اول مره اشوفه…ممكن يكون ساكن جديد في الشارع
*لا بس الواد قمر الصراحه
-احترمي نفسك يا بت وغضي البصر
كان شخص جديد علي عيني…بقالي فتره بشوفه وكنت بتجاهل تصرفاته الغريبه دي لحد ما ميار كمان اخدت بالها واكدتلي الموضوع….وبالليل ماما اكدتلي اكتر….
*فاضيه يا تالين عاوزه اتكلم معاكي
-فاضيه يا ماما ،اتفضلي…في حاجه ولا ايه؟
* كل خير يا حبيبتي…بصي فاكره ام ياسين جارتنا اللي كان معاها بنت في سنك بتلعبوا مع بعض زمان اللي سافروا من ١٠سنين دول
قعدت شويه بفكر وبعدين قولت:
-اااه، فكراها اللي كانوا ساكنين في العماره اللي قصادنا؟
*ااه هما دول…هما رجعوا من شهر كدا..وهي كانت قاعده معايا امبارح وكانت بتفاتحني في موضوع كدا يعني …
سكتت كإنها مترددة من اللي بتقوله ،فتكلمت انا:
-موضوع ايه يا ماما
* ياسين ابنها كان شافك يعني وانتي راجعه من الكليه اكتر من مره وكان عاوز…يتقدملك
فضلت ساكته وباصالي شويه وانا علي وجهي علامات التوتر وبعدين قالت:
* هو ما شاء الله عليه مهندس وشغال في الخليج ، وكان جاي ناوي يخطب من هنا واول ما شافك اتكلم مع امه عليكي علي طول ، وأهله يعني ناس كويسين وعارفينا من زمان…أمه قالتلي لو وافقتي هتتخطبوا لحد ما الترم يخلص واول ما تتخرجي هياخدك ويسافر علي طول…انا شرحتلك كل حاجه اهو…ايه رأيك بقي ؟
فضلت ساكته ومش عارفه اقولها ايه وعيوني بان فيها التوهان، ماما قربت مني وقالت:
* بصي يا بنتي اللي انتي فيه دا ماينفعش ،حمزة واهو بدأ حياته وخطب وانتي؟ هتفضلي كدا ؟
اتوترت نوعا ما وقولت:
-حمزة ايه بس يا ماما…ااانا مش بفكر فيه اصلا انا يعني بقول اني معرفش ياسين دا عشان اوافق عليه
*ما انتي هتقعدي معاه يا بنتي في الرؤيه الشرعيه وتتعرفوا علي بعض وبعدين تقرري
قعدت افكر ثواني وبعدين قولت باستسلام:
-تمام يا ماما اللي حضرتك شايفاه
حضنتني وقالت:
*ربنا يقدملك كل خير يا بنتي يارب
ماما خرجت من الاوضه وانا قعدت افكر…هو انا بجد هعمل كدا؟ خلاص هيكون في حياتي حد غير حمزة؟ انا اه بحاول أنساه بس برضو لسه مش قادره اشوف نفسي مع حد غيره..
قومت صليت استخاره وقررت اتأقلم علي حياتي الجديده وأشوف ربنا شايلي الخير فين
بعد يومين كنت نازله انا وتمارا اختي نجيب طلبات من السوبر ماركت عشان العريس جاي بكرا،
كنت بجيب حاجه من علي الرف وفجأة لقيت تمارا بتجري علي حد وتقول بصوت عالي:
*حمزااا
بصيت عليها لقيت حمزة شايلها ومبتسم، اتمنيت اختفي من مكاني في اللحظه دي قبل ما يشوفني لكن تمارا شورتله عليا واول ما بص عليا لقيته جاي ناحيتي ،تصنّعت اني بدور علي حاجه علي الرفوف واول ما قرب مني قال:
=ازيك يا تالين عامله ايه؟
قولت وانا مازلت باصه علي الرفوف:
-بخير الحمد لله
اتكلمت تمارا بأسلوب طفولي:
*بتعمل ايه هنا يا حمزة؟
بص ليها بابتسامه وقال:
=بجيب طلبات الكافيه، وانتو؟
اتكلمت بسرعه وقالت:
*بنجيب طلبات للبيت عشان فيه عريس جاي لتالين بكرا
-تمارااا
قولتها بزعيق وبصيت ليها بتوعد ،لكن هو بدأت علي وجهه علامات الصدمه وقال بصوت واطي لكنه كان مسموع بالنسبالي:
=عريس!!
اتوترت وقولت لتمارا بعصبيه:
-يلا يا تمارا لازم نروح…اااتأخرنا
نزلها بتوهان وانا مسكت ايديها ومشينا بسرعه من غير ما التفت له…..
*وهو عمل ايه لما قالتله كدا؟
-حسيت أنه اتصدم كدا وكان باصص لي بتوهان
*اكيد زعل
-زعل ايه يا ميار دا واحد خاطب وعنده حياة بعيد عني هيزعل لما يجيلي عريس ليه يعني ؟
*ممكن لسه بيحبك
-لسه بيحبني! ميار انتي ناويه تشليني صح؟
*مش قصدي بس…
-لا انا مش فاضيه لتحليلك للموقف،احنا عندنا مذاكره روحي ذاكري يلا
*خلاص بورّاحه ، سلام
قفلت معاها وانا متعصبه..قال لسه بيحبني قال! دا خطب بعد شهرين…مجنونه دي !
تاني يوم كنا قاعدين انا وميار في كفاتريه الكليه ،لقيت حمزة جاي علينا واول ما وصل عندي قال:
=تالين ممكن اتكلم معاكي شويه؟
-ليه يا دكتور في حاجه؟
كملت وانا ببص بعيد:
-اعتقد الأبحاث اللي كنا شغالين عليها انتهت…
قال برجاء :
= تالين انا مش طالب منك غير خمس دقائق ،هقول اللي عندي وامشي
بصيت عليه لقيت عيونه صريحة أكتر من لسانه…
فيها كلام كتير، محتاج فرصة واحدة يتقال فيها!
حسيته بيترجاني من غير ما يتكلم.
بصيت لميار لقيتها بتحرك رأسها بإيماء وقالت:
*طيب عن اذنكم
مشيت وهو سحب الكرسي وقعد وانا كنت باصه بعيد
=تالين انا فشكلت خطوبتي مع ساره من فتره
قولت بتريقه :
-والله! ليه كدا زعلتني عشانكم بجد
غمض عيونه بألم وقال:
=انا عارفه انك شايفه اني نسيتك بسهوله وروحت خطبت واحده غيرك ،بس اللي حصل مش زي ما انتي فاكره… نور اختي قالتلي ان امي كانت عندك في المستشفي في اليوم اللي انتي بعدتي عني فيه وانا استنتجت اللي حصل، فقررت اني اخطبت ساره عشان اثبت لامي اني مش هكون مبسوط معاها مهما حصل ،انا خطبتها شهر واحد بس وطول الشهر دا مافيش مره حسستها اني معتبرها خطيبتي فعلا ،كنت دايما بعمل مشاكل معاه وارمي اللوم علي امي…لحد ما وصلتها ان هي اللي متكنش مبسوطه معايا…كنت ناوي ارجعلك بس لما اخلي امي هي اللي تستوعب اني مش هكون مبسوط غير معاكي عشان متعملناش مشاكل تاني، لكن…..
سكت شويه وهو باصص لي بوجع وبعدين كمل:
= امبارح لما اختك قالتلي ان جايلك عريس، قلبي وقع، مش بس من الصدمة…من الإحساس إني خلاص فقدتك!حسيت إنك بتروح منّي…وإنك بقيتي على بعد خطوة من إنك تبقي لحد تاني،كان لازم اتكلم معاكي اشرحلك موقفي يمكن تسامحيني…
قولت ببرود :
-خلصت؟
=اه
-يعني انت سيبتني اعيش كل شعور الخذلان اللي في الدنيا وانا شايفاك رايح تخطب وتعيش حياتك ،وفي الاخر جاي تقولي ان الموضوع مش زي ما انا فاكره…وفاكر بقي انك لما تخلص كل خططتك هتيجي تلاقيني قاعده مستنياك وبقولك يلا نرجع ؟
=تالين انا حاولت بكل الطرق قبل كدا إننا نفضل مع بعض ولاخر لحظه كنت عاوزك ،مكنش قدامي حل تاني صدقيني
-تقوم تسيبني افتكر اني رخيصه عندك لدرجه انك تخطب بعدي بشهرين ،ولا كنت عاوزني اتنبأ بخططتك ؟
=تالين افهميني،والله ماكان قصدي كل اللي فهمته دا ،انا كنت شايف ان دا الحل الوحيد
سكت وبعدين اتنهد وقال:
=تالين انا بجد بحبك ومش عاوز اضيعك من ايدي تاني…ارجوكي سامحيني
سكت وفضلنا باصين في عيون بعض لحظات….لحظات عيونا بتتكلم وتقول كلام احنا مش عارفين نقوله
أخبرتني عيناك حين صمتتا…
بأن الهوى أبلغ من ألف اعتراف.♡
خرجت من شرودي وقولت وانا بستعد للمشي:
-انا لازم امشي يا دكتور عندي محاضرات، عن إذنك
مشيت باسرع ما عندي من غير ما ابص ورايا…معرفش مقدرتش اسامحه، ولا صِعب عليا حالي وهو فاكر انه هيرجع يلاقيني مستنياه…بجد مكنتش عارفه افهم احساسي….
خلصت محاضراتي وروحت اجهز عشان اقابل العريس….ايوا هاقابله برغم اللي حصل النهارده!
العريس وصل وقعدنا مع بعض، وطول ما هو بيتكلم غصب عني عقلي كان بيقارنه بحمزة!
تصرفاته…كلامه…شكله…أسلوبه…كل حاجه كانت في مقارنه مع حمزة!
لما استوعبت اللي بيدور في عقلي زعلت علي نفسي ومن نفسي جدا….
خلصنا القاعده وتاني يوم علي طول قولت لماما اني مش موافقه…
انا مش هقدر اظلم نفسي واظلمه معايا….
كنت بفكر طول الوقت في كلام حمزة،ومش فاهمه احساسي ومش عارفه المفروض اعمل ايه بعد اللي قاله….
لحد ما فات يومين ولقينا والدة حمزة علي باب بيتنا!! اول ما شوفتها قلبي وقع وحسيت بكل المشاعر السئيه اللي حسيتها قبل كدا…
لكن هي كانت غريبه اول ما شافتني ابتسمت وقالت:
*ممكن ادخل يا تالين
قولت بتوتر
-ااه طبعا اتفضلي
دخلت وقعدنا معاها انا وماما ،كانت متوتره كإنها عاوزه تقول حاجه ومش عارفه لكن بدأت وهي حاطه وجهها في الأرض وقالت:
*انا عارفه انك مش عاوزه تشوفيني تاني بعد اللي عملته فيكي ،وعارفه انك بتقولي انا بعمل هنا ايه دلوقتي، لكن أنا هشرحلك كل اللي بيدور في دماغك….لما بعدتك عن ابني كنت فاكره انه هياخد يومين كدا وينساكي ويخضع لرغبتي كنت فاكره اني كدا بختار سعادته والانسب ليه مكنتش اعرف إنه بيحبك قوي كدا…
بصت في عيوني وبعدين رجعت بصت في الأرض وكملت:
*من وقت ما حمزة بعد عنك وهو بيعاقبني كل يوم علي اللي عملته، كنت بشوف دا في اللوم اللي في عنيه لما نسمع عن حد اتجوز اللي بيحبها ،ولا بعد كل مشكله بينه وبين ساره….كنت حاسه اني بتعامل مع حد معرفوش مش ابني اللي ربيته وكبرته
رجعت بصت ليا وقالت:
*بصي يا تالين يا بنتي ،انا هنا عشان اعتذرلك عن كل اللي عملته فيكي قبل كدا واطلب منك لو لسه فيه في قلبك حاجه لحمزة… تسمحيلي اصلح اللي عملته فيكم….
بصيت لماما اللي كان علي وجهها علامات التأثر ورجعت بصيت لوالدة حمزة تاني اللي قالت بابتسامه:
*ها..اخليه يجي يصالحك؟…….
-انا خايفه اوي يا حمزة
=ماتخفيش يا تالين انا جمبك اهو
-من حظي انك جمبي♡
=والله انا اللي من حظي إن القمر دا بقي ليا♡
نمت علي كتفه وبصيت من شباك الطياره وحطيت الايربودز اللي فردتها التانيه معاه وسمعنا وردة وهي بتقول
ناسيه هنا…ناسيه
ايام كانت…قاسية
ناسياها معاك يا عيوني
وفاكرني هخاف يلومني
ما يلوموا طب وانا مالي
انا ماااليي….
وما بعد الوصولِ…
سوى سكونٍ يشبهُ الطمأنينة.♡
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قبل أن أعرفك)