رواية في هويد الليل الفصل الثلاثون 30 بقلم لولا
رواية في هويد الليل الجزء الثلاثون
رواية في هويد الليل البارت الثلاثون

رواية في هويد الليل الحلقة الثلاثون
* عاد ليل متاخراً بعد يوم مشحون بالعمل والصفقات، راسه يكاد ينشطر لنصفين من قوه الصداع ، يريد ان ينعم بحمام دافيء يخلصه من تشنج عضلاته ، وطعام شهي من يد معذبته الفيروزية والتي يشك ان تكون امتثلت لاوامره!!!
* فتح الباب الداخلي للفيلا التي يقطن بها معها والتي تبعد عن العاصمه بكثير في مكان منعزل يستهلك كثير من الوقت والجهد حتي يصل الي هنا ….
*جحظت عينيه حتي كادت ان تخرج من محجرها بعدما اضاء الاناره ، فوجد ان كل شيء بالبهو مقلوباً رأساً علي عقب ولم يوجد شيئاً وحيداً في مكانه !!!
* هوي قلبه بين ضلوعه وظهر الزعر جلياً علي وجه وفي نبره صوته عندما اخذ ينادي باسمها وهو يركض باحثاً عنها في البيت : مسك… مسك انتي فين .. مسك!!!
* اخذ يفتش عنها في كل الغرف ولم يجد لها اثراً ولسانه يلهث بالدعاء : يارب ، يارب متكونش مشيت تاني او حصل لها حاجه يارب …
* اقتحم غرفتها كالاعصار فوجد السكون يلفها ، دلف الي المرحاض فوجده خالي !!!
* شعر بدقات قلبه تكاد تصم اذنيه من قوه خفقانه حتي شعر انه علي وشك التوقف مره اخري واحساس رهيب بالغدر اكتنفه ، لقد تركته ورحلت !!!
* صمت لثواني يلهث ، صدره يعلو ويهبط بجنون وعروق وجهه ويديه نافره بوضوح تكاد تنفجر من قوده هدر الدماء بها ….
* ولكن كيف لها ان تهرب وهناك جيش من الحرس بالخارج والنوافذ جميعها مغلقه ، كما ان باب الفيلا الداخلي لازال مغلقاً بالمفتاح كما اغلقه صباحاً!!
* كز علي نواخذه بغل وادرك ان تلك الساحره المغوية تلاعبه وتتلاعب به ولكن يبقي السؤال اين هي؟؟؟
*كان قد وصل الي غرفته وما ان خط بقدميه داخلها حتي وجد مجنونته تجلس في وسط الغرفه تفترش الارض ويحيط بها من كل جانب اكوام من ملابسه المقطعه والممزقه لالاف القطع !!!
بدلاته الغاليه ذات المركات العالميه ، قمصانه ، ربطات عنقه الحريريه ، ملابسه البيتيه ، حتي ملابسه الداخليه لم تسلم منها ومن مقصها الحديدي!!!
* وقف خلفها مشدوهاً لا يعرف كيف يتصرف معها ، هل يقوم بضربها وتكسير عظامها علي حاله الهلع والخوف التي عايشها منذ لحظات ؟؟؟
ام ياخذها بين احضانه في عناق قوي يسحق فيه عظامها اللينه فيكفي انها لازالت هنا امامه وبين احضانه يضمها بقلبه وتحيطها ضلوعه بحمايه!!!
* استجمع رابطه جأشه وهتف فيها بنبره ساخره وهو يرمي لها بثيابه التي يرتديها : خدي ناقص دول لسه ماتقطعوش! !!!
* شهقت مسك بهلع وتوسعت فيروزتها علي وسعها وانفرجت شفتيها كعادتها، فقد امسكها بالجرم المشهود!!
هتفت بتلعثم ووجه محمر: ده ..، انا ….، انت!!!!
* وقف ينظر لها من علو رافعاً حاجبه بتسليه: ايه القطه كلت لسانك ولا ايه؟؟
ثم هتف فيها صارخاً جعلها تنتفض فزعاً: انطقي!!!
ايه الجنان اللي عملتيه ده ، في واحده ست عاقله ومحترمه تعمل اللي انتي عملتيه ده؟؟
* نفضت مسك عنها الخوف ظاهرياً وهتفت تتحداه: وانت برضه مفيش رجل عاقل ومحترم يطلب اللي انت طلبته، اكنس وامسح واطبخ وانضف ايييييه ، كنت الفلبينيه اللي شاريها بفلوسكً، لا يا استاذ فوق ، انا مسك ، الدكتوره مسك ، مش انا اللي اعمل كده …
* نظر لها ليل وتابع متهكماً: طبعاً متعمليش كده علشان تخدمي جوزك ، لكن تقطعي هدومه وحاجته ده اللي مش هيأثر علي مستواكي العلمي الفظيع ولا يجرح برستيجك مش كده …
ثم تابع مقللاً من شانها : تقطعي بدل وقمصان تمن البدله الواحده فيهم اكتر من اللي اتصرف علي تعليمك يا دكتوره من يوم ما اتولدتي لحد دلوقتي ، بس هقول ايه ، معذوره عمرك ما تعرفي عن الحاجات دي ولا تعرفي قيمتها ….
* ذبحها بكلماته السامه ولكنها لم تصمت امام اهانته لها فتابعت تهينيه هي الاخري: ما هو البركه فيك ، طول عمرك سارق مالي وحالي انت وعمك، وعرفت تلبس الماركات والسينيهات بفلوسي !!!!
* التمع الغضب داخل مقلتيه وطحن ضروسه بغل وتابع: ده انا ، انا اللي سرقت فلوسك ، انا اللي لعبت عليكي وكدبت ومثلت دور العاشق الولهان وانا بخطط وادبر علشان اسرق الفلوس وانا برضه اللي كتبت جواب بخط ايدي بعترف فيه بحقارتي !!!!
* ثم اقترب منها ونظر بغضب داخل فيروزتيها وتابع بحنق: فاكره كتبتي ايه ولا تحبي افكرك !!!
* هزت راسها برفض ودموعها تهطل من عينيها بقوه: اسكت ، مش عاوزه اسمع !!!
* ولكنه تابع دون ان يعيرها اي اهتمام فهو اراد ايلامها كما ذبحت روحه : ” ليل … ميرسي علي اليومين اللي قضتهم معاك ، بجد اتبسط اوي ، بس احب اقولك اني عمري ما حبيتك ، انت كنت مجرد لعبه لعبت بيها علشان اوصل لهدفي ، حقي في شركه ابويا اللي انت حاطط ايدك عليه ، وحقي اخدته من الفلوس اللي في الخزنه ، والشركه حلال عليك ، تعيش وتاخد غيرها ..مسك”
* كان يعيد عليها كلماتها التي حفظها ونشقت داخل عقله وقلبه بحروف من نار ، نار حرقت قلبه وروحه بعشق واهم ظن في يوم انه عشق سرمدي لم ولن يأتي مثله …
* بينما هو يعيد ويزيد عليها تلك الكلمات السامه التي خطتها يديها في يوم من الايام بقهر وتحت تهديد ذلك الحقير ، الا ان وجعها حينها لا يضاهي وجعها الان وهي تسمعه ينطق تلك الكلمات بكل هذا القدر من القهر والوجع !!!
* لم تكن تتخيل وتتصور ان ليل مهران ذلك الجبل الشامخ ، الدرع الحامي ، مغرورها الوسيم الوقح ، مكسور ومذبوح بسببها الي تلك الدرجه …
* ملامحه المتألمه ، نظراته الغاضبه الحزينه ، نبره صوته المجروحه اكدت لها انه بريء مما حدث ، وانهم وقعوا ضحيه لعبه قذره لعبها عمه بجداره ، ولكن هناك حلقه مفقوده يجب عليها ان تهديء وتستعيد نفسها وتفكر برويه حتي تصل لها !!!!
* رفعت نظراتها اليه وهالها كم الوجع والقهر في نظراته وهتفت بنبره حزينه تحمل في طياتها توسل وهي تضع يدها علي صدره العالي موضع قلبه الهادر بجنون: ليل .. انا !!!
* انتفض من لمستها كالملسوع وصرخ فيها هادراً وقد تفاقم غضبه منها ومن نفسه اضعافاً كلما تذكر كلماتها المسمومه: ابعدي عني ، اوعي تلمسيني تاني انتي فاهمه، …..
ثم قبض علي ذراعها بقبضته القويه واخذ يضغط عليها بقوه: انتي احقر واحده انا شوفتها في حياتي ، بتلعبي اقدز واوسخ لعبه في الدنيا ، انك تلعبي بقلب وبمشاعر انسان كل ذنبه انه عشقك اكتر من روحه ، بس زي ما عشقتك زي ما هحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي ورحتي رميتي نفسك في حضن رجل تاني ….
* كانت مسك دموعها تهطل بغزاره وهي تتوسله: ليل ، اسمعني انت فاهم غلط ، انت ….
* نطرها من يده فسقطت ارضاً تحت قدميه وتابع بقسوه: مش عاوز اسمعك صوتك بقيت بكره اسمعه ،
انا داخل اخد شاور اخرج الاقيكي نضفتي الاوضه من الوساخه اللي فيها ومش عاوز المح طيفك هنا …
* انهي كلماته السامه التي احرقت قلبه قبل قلبها واختفي داخل الحمام صافعاً الباب خلفه بقوه وهي تشبعه بنظراتها الحزينه ، فقلب ليلها اصبح مليئ بالعتمه وسيحتاج الي معجزه حتي يري النور من جديد !!!!!!
……………………………………………….
* مر عليها الليل طويلاً وهي تعيد في ذاكرتها كل ما حدث معها منذ ان التقت بليل حتي اليوم ، طريقته معها ، كلامه ، همساته ، لمساته حتي وقاحته كلها تدل علي انه عاشق لها حد النخاع …
* فلو كان كاذب او مخادع ، لما كانت عينيه تلمع بسعاده وعشق عند رؤيتها ، لم يهدر خافقه بجنون في حضرتها ، لم تلمس الانكسار في نبره صوته وهو يحادثه منذ ساعات…
* الحقير جودت هو السبب ، هو من اراد تفريقهم عن بعض ، فعندما عادت بذاكرتها تذكرت انها لم تلتقي به الا يوم زفافهم وكان لقاء فاطر وبارد ، وليس لقاء اب بكنته وزوجه ابنه ، !!!
* تذكرت نظراته الكارهه لها ، كيف لم تاخذ بالها منه ومن تصرفاته معها ، رفض امها القاطع لزواجها من ليل ، ورفضها ان تعيش هي وليل مع عمه بعد زواجهم واشطراتها عليه بان نسكن وحدنا بعيداً عنه!!
* تعبت من كتر التفكير وآلمها راسها بشده ، كما ان النوم هجرها ، فقررت ان تصلح ما افسدته امس بطيش وقامت بترتيب اثاث البيت واعداد الطعام له واخذ هدنه او وقت مستقطع معه لترتيب افكارها وايجاد طريقه للتواصل مع ليلها ، ذلك الوحش الهمجي!!!!
* وما ان انتهت من ترتيب البيت حتي دلفت الي المطبخ كي تعد له طعامه المفضل من صنع يدها والذي يعشقه بشده …..
*كانت تقف تعد له طعامه الخاص علي طريقتها الخاصة التي يفضلها دائماً كما السابق تعد له فطائر الجبن والنوتيلا …
التمعت الدموع داخل ماقيها وذكري يوم مشابه تلوح في مخيلتها ، ولكن شتان بين اليوم والسابق !!!!
فالسابق كان الفارس ذو الحصان الابيض ، فارس الاحلام وحبيب القلب و الروح ورفيق العمر …
واليوم اصبح القاضي والجلاد وكيف له ذلك وهو صاحب الجرح الغائر في قلبها والذي لايزال ينزف حتي الان حتي ولو كان ضحيه مثلها!!!!
مسحت بيديها طرف عينيها التي سالت منها دموع القهر والألم وشرعت تكمل صنيع يديها …
* لم ينم هو الاخر ، فظل طوال الليل يحرق صدره بنار عشقها الي جانب نار التبغ الاسود الذي ينفث فيه عن غضبه منها وشوقه اليها …
كان بسمع حركاتها وهي ترتب البيت وتحكم في نفسه باعجوبه من ان يذهب اليها وبحملها علي كتفه كانسان الغاب ويصعد بها الي جناحه يسقيها من عشقه فهي خُلقت لكي يعشقها وليس لخدمته !!!
ولكنه لم بتحمل عندما اخترقت انفه رائحه طعامه المفضل التي كانت تعده له سابقاً ، فنهض مسرعاً يتاكد من حدثه !!!
* وقف علي عتبه باب المطبخ يطالعها وهي معطيه له ظهرها ، ترتدي قميصه الاسود الذي يعكس بياض بشرتها الحليبية، فاكثر ما يسعده هو ارتداءها لملابسه وتختلط رائحه جسدها برائحته ….
* تحركت قدماه دون اراده منه ووجد شريط حربري كانت تربط به شعرها واقع ارضاً فتناوله وتقدم منها حتي وقف خلفها مباشراً حد الالتصاق !!!
* كانت منهمكه في اعداد الفطائر ولكن فجأة وجدت شريط حريري يضع علي عينيها !!!
انتفضت متفاجئة ولكن رائحة عطره الممزوجه برائحة جسده التي لم تتوقف عن عشقها لحظة ، وانفاسه الدافئة التي تلفح عنقها من الخلف وساعديه القويين اللذان التفا حول خصرها بخشونة جعل جسدها يهديء ويستكين بين احضانه لفتره حتي ولو كانت قصيره ، فهي بالرغم من كل ما يحدث وسيحدث تعشقه!!!!
*همس بنبرة مغوية في اذنها : طول عمري كنت بحلم باليوم اللي مراتي هتقف تعمل لي اكل بايديها وانا أجي اقف وراها واحضنها من ظهرها زي ما كنت بشوف في الافلام !!!
واتحقق الحلم ده زمان !!!
مد انامله القويه ووضعها علي اناملها الرقيقه التي تعجن بها العجين واخذ يحرك انامله بحركه متناغمه مع اناملها وتابع بنفس الهمس: كنت بحس ساعتها اني اسعد واحد في الدنيا وانتي بتعملي حاجه مخصوص علشاني ، كنت بحس ان قلبي بيدوب في عشقك ، زي ما بتدوبي العجين كده في ايدك…
*اسندت رأسها علي صدره تسترجع معه ايام كانت فيها اسعد انسانه في الوجود ، كانت تحلق فوق السحاب او هكذا ظنت حتي سقطت من سماء احلامها مصطدمه بواقع الحقيقة المره والتي تتجرع مرارتها حتي الان!!!!
ادارها اليه وازاح الشريط من علي عينيها التي يعشق رؤيه نفسه فيها ، عينيها التي وقع صريع جمالها منذ ان رآها …
اقترب منها حتي اصبح ملتصق بها وجسده وكل عصب به يطالب بوصالها ، قلبه يريدها وعقله يمنعه!!!
شفتيه تحترق شوقاً لارتشاف اكسير الحياه من شهد شفتيها ، وعقله يخبره ان موته المحتم في سم شفتها المغلف بالشهد !!!
* قرب وجهه من وجهها حتي كادت انوفهم ان تتلامس وهمس بحراره فوق شفتيها المرتعشه باغراء فطري قضي علي ثباته الواهي في حضرتها: وبعدها اضمها جوه حضني جنب قلبي واغرقها بالنوتيلا !!!
فاكره ولا ناسيه ، فتحت فمها لتجاوبه لكنه ابتلع باقي جملته داخل شفتيها فلم يستطع الصمود اكثر من ذلك وهي امامه كقطعه المارشميلو الذائبة داخل الشكولاتة
قبلها بكل عشق وغضب … بكل حزن وحب … بكل لهفه ولوعه عايشها بعيداً عنها …
قبلها وكأن حياته ستتوقف علي هذه القبله…
طالت وطالت القبله وكان يلتهم شفتيها وفمها حرفياً حتي ذابت معه وفيه وبادلته بكل عشقها له ….
فصل قبلتها المحمومة لها اخيراً مسيطراً علي وحوشه الضاريه في التهامها بأعجوبه هامساً بلهاث وقد ايقذه من غفتوه تجاوبها معه : بس بعد كده اكتشفت انه مجرد حلم وان الواقع اقدر بكتير مما كنت اتصور …
قالها وغادر من امامها مسرعاً بعدما رمقها بنظره مذدرية اصابت قلبها في مقتل وتركها وحدها تتجرع مرارة ظلمة وجرحه لها ……
……………
* يعد ساعه كان يجلس خلف مكتبه في مجموعه شركاته يدخن بشراهه وملامحه منغلقه ومنقبضه وهو يعمل علي بعض الصفقات المهمه …
* صوت طرق علي الباب تبعها دخول جودت عليه جعله يترك ما في يده متحدثاً اليه بحده : انت لسه هنا مسافرتش؟؟
* اجابه جودت بتقرير وهو يجلس امامه : لا اجلت سفري اسبوع ، في مشاكل كده مع يعض التجار هخلصها واسافر علي وطول …
* اومأ له ليل موافقاً ، ثم تابع جودت مستفهماً: طمني انت عملت ايه مع محسن العتال،؟؟
* اجابه ليل بغرور: وانت كنت متوقع ايه يعني ، طبعاً وافق ده مصدق ، ده كلب فلوس ، ده تلاقيه دلوقتي قاعد يخطط ازاي يخلص مني ويورثني بعد ما يجوزني بنته ويكون زاحك من طريقه…
* ضحكت جودت بسعاده وتابع بفخر : الله عليك يا ليل ، وانا اللي بقول عليك تربيتي ، ده انت الاستاذ واحنا نتعلم منك …
* ثم تابع متسائلاً بخبث ودهاء ادركه ليل علي الفور : هو انت صحيح هتتجوز نورسين ؟؟
* اجابه ليل بتلاعب وهو يلف القلم حول اصابعه: والله لسه مقررتش ..
* هتف جودث بقلق: معقول ، ولا لسه عندك امل تلاقي مسك…
* حافظ ليل علي ثبات ملامحه وظل يراوغه: سواء لقيت مسك او ملقتهاش ده مش هيأثر علي قراري بجوازي من نورسين..!!!
وبعدين اربط نفسي بجواز وقرف ليه والبنات والستات حواليا مستنين مني اشاره واولهم نورسين …
هو يعني انا لما اتجوزت اخدت ايه من الجواز الا الغدر والخيانه يا …يا عمي !!!!
* هتف جودت مستغرباً التغير الذي حدث لليل: انت اتغيرت اوي يا ليل ، كل ده بسبب مسك واللي عملته..
* اجابه ليل وهو ينظر الي عينيه بقوه: طبعاً اتغيرت بس اكيد للاحسن مش كده…
وبعدين ابقي كداب لو قلت ان مسك هي السبب الوحيد اللي غيرني ، بس تقدر تفول كده كانت نقطه البدايه.
* نظر له جودت بخوف فهو ليس خائفاً منه بقدر ما هو خائف عليه من نفسه ومن تحوله ، فتابع متسائلاً: وبرضه من ضمن التغيرات دي انك تنسي جدتك ، بقالك قد ايه مش بتكلمها …
* كز ليل علي نواخذه وتابع بضيق: هي اللي مش عاوزه تكلمني ولا بترد علي تليفوناتي من يوم ما سافرت ايطاليا لاخوها بعد اللي حصل وهي زعلانه مني ، مع ان مش عارف مين اللي المفروض يكون زعلان من مين ..،
بس عادي هي يعني اول حد يتخلي عني ويسبني ، بجملت اللي راحوا وسابًوني …
يظهر كده انك فعلاً الوحيد اللي بتحبني يا عمي …
* نهض جودت من مقعده ودار حوله المكتب حتي وقف امام ليل وتابع بصدق :انت روحي يا ليل ، انت ابني اللي مخلفتوش وكل اللي ليا في الدنيا ، انا ممكن اعمل اي حاجه في الدنيا دي ولا انك تبعد عني ابداً يا ابني …
ثم جذبه داخل احضانه مربطاً علي ظهره بقوه ، فردد ليل من خلفه : عارف يا عمي … عارف! !!!!!
……………………………………………….
* بعد يومين ….
* خرج ليل من شركته في منتصف النهار وقبل ان يصعد الي سيارته سمع صوت من خلفه ينادي عليه ….
* ليل !!!!
هدر بها بقوه من خلفه وبنبره محتده من قوه الغضب والجنون !!!
* استدار ليل ببطيء اليه قبل ان يصعد الي سيارته وسط جيش من حراسه …
* وقف يرمقه بحقد من خلف نظارته الشمسيه السوداء وقد عرفه علي الفور !!
* توحشت نظراته وتوهجت ببريق عدواني شرس ولكنه الجم غضبه بقوه يحسد عليها ، وخلع نظراته ببرود وطالعه بنظرات متعاليه بارده هاتفاً بغرور وعجرفة وهو يشير اليه بيده باحتقار :انت !!! تقصدني انا ؟؟
* اجابه عمر بغرور هو الاخر بعدما وجده يحدثه بتعالي: وهو في حد غيرك هنا اسمه ليل ؟؟
* رفع ليل حاجبه رامقاً اياه بتحدي: بس انا معتقدش اني اعرفك ، ياريت تخلص وتقول عاوز ايه علشان مش فاضي لك!!!
* كز عمر علي نواخذه بغل وهتف متحدياً اياه مما جعل ليل كالوحش الثائر امامه : مسك فين؟؟
* توحشت نظرات ليل واحتقنت الدماء داخل اوردته وفقد السيطره علي نفسه فعاجله بضربه قويه من قبضته في وجه جعلته يرتد الي الخلف والدماء تنزف من وجهه بغزاره ،!!!!
وصرخ فيه ليل بغضب : اسمها ما يجي علي لسانك تاني يا روح امك بدل ما اقطعهولك!!!!
* وضع عمر يده علي انفه النازف وتابع بغضب: تبقي عندك ، طالما انفعلت كده تبقي عندك وانت خطفتها ….
* هدر فيه ليل بغضب وتحدي : محدش بيخطف مراته ، العيب علي اللي عاوز ياخد حاجه مش من بتاعته ولا من حقه !!!
* احتقن وجه عمر بشده وليل يقصف الحقيقه في وجهه ولكنه تابع بغباء بسبب غضبه من ليل وخوفه علي مسك : مش لما تكون من حقك اصلاً وراجعه لك بمزاجها….
ثم تابع بما جعل ليل كالثور الهائج: سيبها وابعد عنها هي مش عاوزاك هي اكتفت منك ومن اللي عملته فيها انت وعمك ، عاوز منها ايه تاني بعد ما خونتها واتجوزت عليها واخدت فلوسها ، لو رجل وعندك ذره كرامه ابعد عنها وطلقها احسن لك ….
* هدر ليل من بين اسنانه ودماءه تغلي داخل اوردته من الغضب بسبب ذلك الحقير الذي من الواضح انه علي درايه بكل ما حدث بينه وبين ساحرته الملعونه:
فتابع متحدثاً بغضب : ولو مطلقتهاش هتعمل ايه …
* وقف امامه عم هاتفاً بتحدي : انا اللي هقف لك يا ليل وهطلقها منك و …. لم يكمل كلامه فعاجله ليل بضربه اقوي واعنف من مثيلتها ودارت بينهم معركه طاحنه كانت فيها الغلبه لليل الذي بصق عليه وهو متكوم في الارض هاتفاً بغل: ابقي سلم لي علي الدكتوره ريهام ….
ورحل وشياطين الارض تلاحقه متوعداً لساحرته المغويه …….
……………….
* عاد ليل الي منزله اخيراً بعدما اخذ يلف بسيارته في الشوارع والطرقات حتي يهدء من فوره غضبه حتي لا يؤذيها …
فتوجه الي غرفته مسرعاً حتي يختلي بنفسه قليلاً محاولاً التحكم في غضبه الذي لم يهدا بعد بل ظل في تصاعد مستمر ….
جلس يتجرع كأسه بنهم، عينه مشتعله بلهيب حارق ، وبراكين من نار هوجاء تشتعل داخل صدره تصهره بحممها السائله من شده غضبه الاسود بسبب غيرته المجنونه عليها …
نعم يغار ….فهو الماده الخام للغيره…
يغيرعليها وبشده من كل شيء واي شيء.. يغير عليها من نفسه …
فكيف لهذا الوغد ان ينظر لما هو ملكه ، وهي ملكه ومملكته وماليكته !!!!
بل ويطلب منه بكل بجاحه ان يطلقها !!!!
* شعر بجسده بشتعل وبجدران الغرفه تطبق علي صدره ، ففتح الشرفه علي مصراعيها ، ووقف بصدره العاري كعادته بستقبل الهواء البارد عله يطفيء من لهيب جسده المشتعل ….
ولكن الهواء لم يفيده، وحدها هي القادره علي اشعال ناره واخمادها في نفس اللحظه بنظره من عينيها الساحره !!!
لذلك لم يفكر مرتين واتجه نحو غرفتها ، يريد ان يغرق في زرقه عينها حتي تهدأ نيرانه ان يصب جان غضبه عليها وفيها …ولكنه متاكد انها سوف تشعلها اكثر واكثر !!!!
* اقتحم غرفتها من دون استئذان ، بحث بعينيه عنها ولكنه لم يجدها ، لمح نور الحمام من خلف الباب المغلق ، وبدون تردد وبحركه واحده كان يقتحم الحمام عليها …
* كانت تقف مغمضه العبن تحت المياه الساخنه المنهمرة علي جسدها المنهك من اعمال التنضيف الشاقه التي يكلفها بها ذلك الوقح ، المغرور ….
لم تشعر بالذي يقف خلفها والذي علي وشك الاصابه بسكته قلببة وهو يراها من خلف زجاج كابينه الاستحمام كا جنية خرجت له من وسط البحر!!!
جسده زاد اشتعاله وارتفعت حرارته ليس بسبب نيران غيرته وغضبه وانما بنيران اخري اكثر سخونه واكثر متعه..!!
تحرك كالمسحور نحوها حتي اصبح في الداخل معها ، حراره جسده اعلي من حراره المياه التي تغمره …
احاط خصرها من الخلف والصق ظهرها بصده المشتعل !!!!!
صرخت برعب من الخضه ولكن صوته الرجولي المبحوح الهامس في اذنها جعلها تهدأ قليلاً : اهدي ده انا …
هتفت فيه بنبره مهزوزه من الخوف: انت ازاي تدخل عليا الحمام بالشكل ده ، انت اتجننت !!!
بنفس النبره المبحوحة ولكنها اكثر غضباً اجابها ويديه تسير بتملك علي جسدها الساخن فتزيد من اشتعاله: انا حر ، ادخل واخرج عليكي براحتي ، في اي وفت وفي اي مكان ، انا جوزك !!!
هدرت فيه بغضب من افعاله: متقولش جوزي!!!
ادارها بعنف بين يديه والصق ظهرها بالحائط خلفها وجسده ملتصق بها والمياه الساخنه تنهمر يغزاره عليهم : مش بمزاجك ، جوزك غصب عنك وعن اي حد ، ولحد اخر نفس فيا هفضل جوزك وحتي بعد ما اموت!!!
كادت ان تجادله ولكنه لم يعطي لها الفرصه فانقض علي شفتيها يقبلها بجوع مجنون ، يثبت لها قولاً وفعلاً انها زوجته حتي تزهق روحه !
* لم تعرف متي اخرجها من الحمام وادخلها غرفته في فراشه ، فقد كانت تائهه في بحر عشقه الهادر تتهبط بين امواجه الهائجه العاتيه !!!
وما ان ارتمي فوقها لاهثاً والعرق يتصبب بغزاره من جسده حتي تنبهت اخبراً لحقيقه وضعهم …
فدفعته بقوه من فوقها وصرخت فيه بغضب تنهره بحده وهي تغادر الفراش من جانبه تلملم اطراف الشرشف علي جسدها العاري :ابعد عني واياك تقرب مني تاني انت فاهم….
ضحك ساخراً باستهزاء وهي يرمقها باحتقار بالرغم من غليانه الداخلي غاضباً منها ومن نفسه لقدرتها علي اثاره جنونه بها ورغبته بها التي تزداد يوماً عن يوم بعد كل ما حدث ، فهي قادره علي اثاره وحشه الكامن في اعماقه بنظره واحده من عينيها الساحره ، او همسه من شفتيها المسكره !!!
* ايه مش عاجبك اني اقرب منك ، قرفانه مني ،ولا انا مبقتش اكيفك زي زمان !!!
ثم تابع مضيفاً بغطرسه وهو يشعل سيجاره اخذاً منها نفساً عميقاً وينفثه في الهواء وهو يطالعها بنظرات قاتمه ، وهو مسترخياً في جلسته امامها علي الفراش والذي شهد علي نوبه من نوبات جنونه العاشقه لها ، عاري الجسد لا يستره سوي تلك الملاءة البيضاء….
ما تخافيش انتي عارفاني وعارفه قدراتي في المواضيع دي كويس اوي !!!!!
ثم تابع قاصداً اهانتها اكثر: والدليل علي كده صوتك اللي كان جايب اخر الفيلا من الانبساط …
قالها وهو يشير براسه نحو الفراش المبعثر بجنون والذي كان اشبه بحلبه مصارعه حره!!!!!
* صرخت فيه بقهر وتابعت بخذي من نفسها علي استسلامها له: انت حقير ، انا لايمكن اقعد معاك بعد اللي حصل ده ثانيه واحده ….
* اولته ظهرها وتحركت من امامه ولكن قبل ان تصل الي الباب قصف صوته كالرعد من خلفها جمدها : ايه عاوزه ترجعي للدكتور بتاعك ، بس احب اطمنك انه مبقاش ينفع لحاجه بعد اللي عملته فيه ….
* استدارت تنظر له بالم ودموع متسائله: عملت فيه ايه؟؟
* تحكم في غضبه وتابع يحرق اعصابها : قرصت ودنه علشان ما يفكرش يقرب من ممتلكات ليل مهران ..،
* هتفت بألم : وانا من ضمن ممتلكاتك …
* اجابها بحسم غير قابل للجدال: انت كل ما املك !!!!
………..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في هويد الليل)