رواية في قبضة الأقدار الفصل الثاني والثمانون 82 بقلم نورهان آل عشري
رواية في قبضة الأقدار الجزء الثاني والثمانون
رواية في قبضة الأقدار البارت الثاني والثمانون
رواية في قبضة الأقدار الحلقة الثانية والثمانون
الأنشودة الثانية و الثلاثون 🎼💗
قبل أن ألقاك . كانت الحياة تنقصها حياة ، و الفرح مُجرد أحرف واهية دون معنى ، كـ سماء لم تعرف بهجة الألوان يومًا يقتصر قوسها على الرمادي هكذا كنت أنا . رماديًا يعشق الخريف الذي كان يُشبهني في قسوتي و حدة طباعي . لم تعرف البهجة يومًا الطريق الى قلبي الذي ظن بأنه يملك كل شيء في هذه الحياة إلى أن أتيتِ . لأعرف بأنني دونك لا امتلك شيء و معك أصبحت أملك كل شيء . تبدلت الحياة بعيني ، و صرت أرى الكون بعينيك التي لونت عالمي ليصبح ورديًا وأصبحت أنا رجلًا يهوى الربيع ببهجته و بهاء ألوانه التي تُشبِهكِ كثيرًا يا سيدة القلب و مالكة الروح . يا من أضرمتي شعلة الحياة بقلبي أهديكِ روحي وكل عمري ، و ليكُن عشقنا خالدًا في الأرض و السماء حتى وإن عاند القدر و أقسم على الفُراق فسيظل هواكِ مطبوعًا فوق جدران قلبي الى أن يحين التلاقِ .
27
نورهان العشري ✍️
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
_ نعمة دي أكتر حد في الدنيا ممكن أثق فيه. انا بثق فيها اكتر من نفسي .
18
جاء الصباح و أشرقت الشمس على البعض و البعض الآخر لازالت قلوبهم غارقة في الظلام تتمنى لو يأتي ذلك اليوم الذي تعرف الطمأنينة طريقها إليهم لـ يبزغ فجر السلام و ينقشع ذلك الغسق الذي يخيم على حياتهم فينزع منها مذاق الراحة ، و قد كان ذلك تحديدًا ما تشعُر به في تلك اللحظة بعد ليلة طويلة جفاها النوم و هي تتذكر كلمات «أمينة» حين سألتها ما مدى قرب« نعمة» منها ؟ فكانت الإجابة قاتله على الرغم من أنها لم تتأكد من كونها خائنة ولكن هناك احتمال كثير أنها كذلك . هاجمها الألم الجسدي إضافة إلى غصة عالقة في القلب منذ ذلك المشهد المؤلم لتلك المرأة وهي بين يدي زوجها الذي لم ينفك عن مُحاولة مسح تلك الرؤية من مخيلتها بشتى الطرق على الرغم من جمودها بين ذراعيه ولكنه اغدق عليها من عشقه حتى الثمالة ، و قد كانت تعرف كل المعرفة بأنه يعتذر على طريقته ، و يالها من طريقة رائعة حانية جعلتها تشعر بأنها تحلِق في السماء من فرط السعادة ، و لكن دائمًا اللحظات السعيدة لا تدوم للأبد فها هو نائم بجوارها بينما لم تستطِع النوم تُفكر في أمر «نعمة» الخائنة !
18
أخيرًا أخذت القرار بالنهوض لكي لا تُزعجه و قررت النزول إلى الأسفل فقد قررت مُراقبتها عن قُرب فلابد لها أن تُمسِك طرف خيط يوصلها إلى الحقيقة ، أو ستضطر لإخبار «سالم» بما شاهدته و ليُسامحها الله أن كانت تظلمها .
أنهت حمامها و توجهت للأسفل فوجدت «نعمة» بالمطبخ كعادتها و لـ دهشتها لمحت ذلك الحارس يقف معها فأخذت موقعها بجانب الباب علها تستمع إلى شيء يقطع الشك باليقين بداخلها
_ تسلم يا رامي يا ابني . تعبتك معايا.
«رامي» بمرح
_ ولا تعب ولا حاجة يا حاجة نعمه . تحت أمرك .
«نعمة» بامتنان
_ الأمر لله . ربنا يباركلك . روح انت بقى شوف شغلك . مش عايزة اعطلك .
_ طيب لو عوزتي حاجه تانيه ابعتيلي . انا عند البوابه .
_ حاضر .
شعرت بالسخط للحظات فقد كان حديث ودود عابر لا يحمل أي شيء يدعو للشك يُنافي تلك الكلمات التي سمعتها في المرة السابقة . تُرى هل كانت تتوهم ؟ أم أنها فسرت الكلام بطريقة خاطئة ؟
_ ايه يا ام منصور صاحيه بدري كده ليه ؟ رايحه توزعي اللبن ولا ايه ؟
14
شهقة قوية شقت جوفها حين استمعت لكلمات ذلك الغبي الذي أفزعها صوته و جعل كُلًا من «نعمه» و ذلك الحارس« رامي» يتنبهوا لوجودها فالتفت تُناظره بغضب جحيمي تجلى في نبرتها حين قالت
_ هو انت متعرفش تتعامل زي البني آدمين ابدًا !
«مروان» باندهاش
_ مانا بتعامل زي البني آدمين اهو هو أنتِ شيفاني بتنطط على أيدي و رجلي ! ايه يا ست مالك ؟ قارشة ملحتي ليه ؟
أطلقت الهواء المكبوت بصدرها دفعة واحدة و ما أن أوشكت على أن تُجيبه حتى وجدته يقول بمرح موجهًا حديثه ل«نعمة»
_ ايه يا دادا نعمة كل الحاجات دي ؟ أنتِ سرقتي الهايبر ولا ايه ؟
9
ابتسمت «نعمة» قائلة بلهجة ودودة
_ لا مسرقتوش ولا حاجه . دا خزين الشهر يا ابو لسان طويل .
التفتت الى« فرح» قائله بنفس لهجتها
_ تعالي يا فرح يا بنتي . صباح الورد .
لم تعلم ماذا عليها أن تفعل ؟ ولم تستطِع التعامُل بطريقتها المعهودة معها ولكنها تقدمت بابتسامة مُتحفظة لتجلس على أحد المقاعد بجانب «مروان» و لم يفُتها تلك النظرة التي رمقها بها ذلك الحارس قبل أن يندفع ذلك الغبي قائلًا
_ لقيتي فردة الحلق بتاعك يا هانم ؟ ولا هو مال سايب !
14
رفعت «نعمة» رأسها تُطالعها بنظرة مذهولة ولكن سُرعان ما أخفضت رأسها وهي تتذكر كلمات «رامي» البارحة
عودة لوقتٍ سابق
_ انت اتجننت بتقول ايه ؟
_ بقولك اللي سمعتيه . اللي شافتنا النهاردة كانت فرح ، و دي مش هتسكت ، و مينفعش أبدًا نتكشف في الوقت دا .
«نعمة» بلهفة
_ وانت عرفت منين أنها فرح ؟ ما يمكن كانت قطة مش انت لقيتها هناك جنب الزرع !
«رامي» بحنق
_ لا مكنتش قطة كان في واحدة ست شافتنا و فردة الحلق بتاعتها وقعت منها .
«نعمة» بتلعثُم
_ طب و عرفت منين أنها بتاعت فرح ؟
_ عشان دا حلق ألماظ و غالي جدًا مش اي حد هيلبسه . غير مرات سالم الوزان .
8
نعمة بلهفة
_ كل دي تخمينات. انا مش هموت واحدة ملهاش ذنب عشان تخمينات في دماغك
صاح «رامي» غاضبًا
_ يعني المفروض نستنى لما تكشفنا و بعدين نتحرك !
«نعمة» بجفاء
ـ لا نستنى لما نتأكد الأول . مش نقتلها على سبيل الإحتياط .
2
«رامي» بوعيد
_ ماشي يا نعمة. هصبر عليكِ يومين . يومين بس تعرفي الحلق دا بتاع مين ، و خليكِ فاكرة ان البوص مش هيقبل بأي غلطة . تعرفي و تعرفيني و إلا هتصرف انا وهلبسهالك.
عودة للوقت الحالي
عادت إلى الواقع تزامنًا مع كلمات «مروان» المُوبخة
_ حلق ألماظ بالشيء الفلاني يقع منك . طاوعك قلبك وإحساسك تسبيه يقع . دانا أوقع كليتي و موقعش حلق فضة حتى .
24
«فرح» بحنق
_ انت رغاي ليه ؟ هاه ! حلق وقع مني غصب عني . معرفش وقع فين و ازاي ؟ و بعدين سالم قالي فداكِ . انت مالك انت !
«مروان» بصياح
_ اه ماهو مال سايب . أنتِ عارفه ان الحلق دا بقيمة مُرتبي طول السنة . حسبي الله. اهي اهي يارب اللي خاربه بيتنا و مخسرانا الجلد و السقط .
10
زجرته «فرح» بعنف قبل أن تنهض من مجلسها قائلة بانفعال
_ اكتم . اكتم يا زفت انت وانت عامل زي الندابه كدا ، و قال بتقول على سما نكدية اومال انت تبقى ايه ؟
3
«مروان» بمُزاح
_ العب باليه .
اوشكت على الانفجار حنقًا من ذلك الوغد لذا آثرت الرحيل حفاظًا على ما تبقى من صبرها و طاقتها ليلتفت إلى «نعمة» التى كانت تقف كالتمثال من فرط صدمتها التي تحولت لذُعر فقد كان هُنا و علم كل شيء .
_ يرضيكِ يا دادة الهانم المُبذرة توقع حلق بالشيء الفُلاني !
5
ألقى نظرة على المُشتريات التي يعج بها المطبخ وقال بسخرية
_ انا بكلم مين ؟ ما أنتِ انيل منها . كل دي حاجات شرياها ! تقريبًا دي القتة المحلولة اللي بيقولوا عليها ! هنفلس من ورا الحريم والله .
تنبهت «نعمة» الى حديثه فقالت بلهجة حاولت أن تكون ثابتة
_ انا بجيب اللى بيتطلب مني يا مروان . مش بمزاجي .
«مروان» بتهكم
_ ايوا عارف ماهي اللي بتطلب منك حريم بردو . الخُورابيه مرات عمي . احنا نتعب ونشقى و انتوا تبعزقوا .
4
«نعمة» بحنق من ثرثرته
_ على فكرة بقى الست مُدبرة اكتر من الراجل .
_ واضح . واضح ، و ياترى بقى جايبة عالنوته ولا دافعه فلوس !
«نعمة» بنفاذ صبر
_ نوتة ايه يا ابني . انا مين بلاني بيك عالصبح ؟
_ بلاكي بيا ! قصدك من حسن حظك و سعدك وهناكِ انك تتصبحي بوشي . اكيد هيبقى يوم سعد .
«نعمة» بتحسر
_ ايوا هو سعد فعلًا .
«مروان» بتهكم
_ قوليلي بقى مصروف البيت كفى ولا كتبتي على نفسك وصولات أمانة ! قولي قولي متتكسفيش .
2
«نعمة» بهدوء
_ كفى و فاض كمان .
«مروان» باندهاش
_ ازاي دا ؟ عملتيها ازاي دي ؟
«نعمة» بنفاذ صبر
_ هقولك على حاجه حلوة بعملها بس في المقابل تحل عني و تقوم تشوف حد تاني تقرف فيه !
«مروان» بلهفة
ـ قشطة . قولي سر الخلطة يا قروبا أنتِ .
«نعمة» بهدوء
_ وانا خارجة من البيت دايمًا بقول الدعاء دا ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ) سبع مرات ، و أنا داخله السوق بقول الدعاء دا ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير) و ربك بـ يبارك و بـ يبارك اوي كمان . عرفت بقى السر فين ؟
21
«مروان» بإعجاب
_ قد ايه أنتِ عظيمة يا دادا نعمة . مع اني حاسس انك شويه و هتشحتي علينا . بس لا عجبني الموضوع اوى . بعد كدا هعمل كدا. اقعدي بالعافيه .
نسألك اللهُم اليُسر في كُل أمورنا وحَياة الهناء وسَعادة القلب وعافية البدن وراحة البال وتيسيراً لأيامنا وحياتنا وتحقيقاً لأحلامنا ولطفاً بقلوبنا وأحوالنا وأيامنا، وتولّنا بعظيم فضلك.♥️
25
★★★★★★★★★
كانت تتجول في الغرفة على أطراف أصابعها خشية أن يستيقظ فهي تُريد أن تُفاجئه فتوجهت إلى غرفة الملابس و أخذت ملابسها لتذهب إلى المرحاض تأخذ حمامًا مُنعشًا ثم توجهت إلى غرفة «محمود» لتطمئن عليه و هي تُحصي خطواتها لألا يستيقظ لا تعلم بأنه استيقظ ما أن شعر بها تُفارقه فقد كان قلبه يستأنث بوجودها ولكنه اعجب بطريقتها وهي تتحرك بتلك الطريقة المُضحكة ظنًا منها أنها هكذا لن توقظه ليُقرر أن يتتبعها بنفس طريقتها إلى أن وجدها تتوجه إلى باب الغرفة فقام باعتقال خصرها وهو يقول بمرح
4
_ قفشتك .
5
شهقت «جنة» بصدمة حين باغتها بتلك الطريقة فوضعت يدها فوق قلبها وهي تقول بذُعر
5
ـ حرام عليك . حد يخض حد بالطريقة دي ؟
«سليم» بمُزاح وهو لايزال يحتضنها
_ وهو حد يمشي يسحب زي الفار كدا ! تصدقي انا فاتني أصورك .
«جنه» بسخط
ـ والله . بتتريق عليا حضرتك ! الحق عليا اني كنت ناوية اعملك حاجه حلوة!
أدارها لتواجهه ناثرًا عشقه فوق جبهتها قبل أن يقول بلهجة حانية
_ مقدرش على زعل حبيبي .
«جنة» بدلال
_ ايوا ثبتني بقى .
«سليم» بتحسُر
ـ انا بعرف أثبتك ! دانا غلبان . لو بعرف اثبت مكنش زمان دا بقى حالي !
«جنة» باستفهام
_ ماله حالك معلش! تكون حياتك معايا مش عاجباك ولا حاجه ؟
«سليم» بلهفة
ـ انا اقدر بردو . هو انا اطول يا باشا !
«جنة» بتحذير
ـ بلاش موضوع الطول دا . خليك في اي حاجه تانيه .
9
قهقه «سليم» على حديثها وحملها ليدور بها في أرجاء الغرفة وهو يقول بحبور
_ أخيرًا ضحكتك الحلوة رجعت تنور حياتي من تاني.
4
صيحات الفرح كانت تخرج من بين شفتيها كسيمفونية عذبة أطربت مسامعه فأخذ يدور بها إلى أن سقطا سويًا فوق الفراش فأصبحت وجوههم في مواجهة مُباشرة جعلت أنفاسهم تتعانق فهمس أمام شفتيها بخشونة أذابتها
_ متبطليش تضحكي . ضحكتك بترد روحي .
13
زحف الخجل فوق ملامحها ناثرًا محصول التفاح الشهي الذي أسر جميع حواسه كما فعلت لهجتها التي يشوبها الخجل و الدلال معًا حين قالت
_ طول ما انت جنبي هفضل اضحك على طول.
«سليم» بلهفة
ـ جنبك ! دانا على قلبك . مش هسيبك تتنفسي . هو دخول الحمام زي خروجه ! دانا طلع عين أهلي عشان اوصل للحظة دي .
7
«جنة» بتشفي
_ ايوا . هو انت واخد أي حد ولا ايه ؟
«سليم» بمُزاح
_ اللي يشوف كلامك ميشوفش حجمك .
«جنة» بتحذير
_ ماله حجمي معلش !
«سليم» بوقاحة
_ مالوش حل . بطل . عارفه بينطبق عليكِ مثل صغير بس يحير . على رأى البغل مروان .
17
«جنة» بمُزاح
_ أنا ملاحظة أن مروان بدأ ينشر ثقافته في البيت و دا مش حلو عشان خاطر مستقبل العيلة.
9
قهقه «سليم» على حديثها وهو يقول مازحًا
_ تصدقي بالله على قد ما بيعصبني بس بحس أن حياتنا من غيره ملهاش طعم.
11
«جنة» باندفاع
_ اه والله يا سليم . البيت من غيره مالوش طعم . بجد خفة دمه دي اللي محليه الحياة في البيت الكئيب بتاعكوا دا .
5
لاحظت تبدل ملامحه و لهجته حين قال بجفاء
_ و ايه كمان يا ست جنة؟
7
تحمحمت «جنة» قبل ان تتمتم بخفوت
_ انا حاسه أنه دا كمين صح ولا ايه ؟
1
تبدلت نظراته إلى أخرى تعرفها جيدًا بينما عرفت يديه طريقها إلى منحنياتها قبل أن تلتحم أنفاسهم وهو يقول بوعيد
_ بالظبط . كمين ، و في عقوبة مُشددة واجبة التنفيذ .
5
«جنة» بخجل من أفعاله و تلميحاته
_ سليم .
«سليم» بوقاحة مُتعمدة
_ بعد سليم الحلوة دي نسحب الرخص .
6
كان يقرن كلماته بأفعاله العابثة فأخذ يُجردها من كل ما يعوقه عنها ليرتمي بين جنة عشقها التي قضى عمرًا بأكمله ينتظرها و تحمل لأجلها الكثير وها هو أخيرًا يظفر بها بعد عناء فصار يتنعم بحسنها و يغترف من بحور العسل الذائب بين ذراعيها فتارة يقسو و أخرى يحنو ، و هي بين يديه كالمُغيبة عن الواقع فقد أخذها في رحلة رائعة بين النجوم تسبح معه في فضاء واسع لجنة خُـلِقت لكليهما فقط .
8
اللهمَّ اجعلنا ممَّن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته، واستغفرك فغفرت له، واستنصرك فنصرته، ودعاك فأجبته. – يا رب إنَّ عائلتي هي من أجمل هداياك، ومن أغلى ما رزقتني، فاحفظهم لي وأسعدهم♥️
24
★★★★★★★★★★
_ أنتِ اتجننتي يا نجيبة ! بتستعبطيني . خايفة عليها ولا خايفة على نفسك !
«نجيبة» بلهفة
_ والله ما كنت اعرِف . انا اتفاچئت بيها چاية تجولي يالا مسافرين دلوجتي اهو ..
_ و مبلغتنيش ليه في ساعتها ؟
_ ملحجتش فضلت فوج دماغي لحد ما خدتني جدامها و مشينا . لهو اني اي مصلحتي اكذب عليك . دا اني اللي بلغتك بكل حاچة . ده چزاتي تشُك فيا بعد كل اللي حوصول و اللي اتحملته عشان خاطرك !
تراجع الرجل عن حديثه وقال بنبرة جافة
_ خلاص يا نجيبة . أنتِ عارفه ان طول ما الواد معاهم وانا اعصابي بايظة .
«نجيبة» بلهفة
_ طب ايه چولك بجى أن الواد هيبجى لوحده على آخر السبوع ده .
_ بتقولي ايه؟
_ بقولك أن العيلة كلاتها چاية عشان كتب الكتاب اهنه في اسماعيليه ، و الواد هيفضل هناك . لوحده اهي فرصه بدل ما تخطوف نچمة و تساومهم يبجى تجصر الشر و تاخد اللي ليك من غير عوق .
صمت الرجل لثوان قبل أن يقول بتفكير
_ هي فكرة . بس اتأكدي أنه فعلاً هيفضل هناك .
ـ ايوا . بجولك ده محبوس هناك . يبجى هيچيبوه معاهم الفرح !
_ طيب لو عرفتي اي حاجه بلغيني .
أغلقت «نجيبة» الهاتف لتلتفت إلى الخلف فوجدت «سهام» تقف على باب الغرفة فارتعبت «نجيبة» و تراجعت خطوتين إلى الوراء بذُعر فقالت «سهام» بلهجة ودودة
_ ايه يا حاجه نجيبة مالك ! اتخضيتي كدا ليه ؟
«نجيبة» بتلعثُم
ـ لاه . اني بس اتفاجئت لما لجيتك واجفة مش تخبطي على الباب جبل ما تدخلي !
تغاضت «سهام» عن وقاحتها وقالت بلهجة هادئة
_ في الحقيقة أنا خبطت بس أنتِ مخدتيش بالك . يظهر المكالمة اللي معاكِ كانت مهمة. عمومًا انا قولت أجي اقولك احنا نازلين نشتري حاجات عشان كتب الكتاب . لو حابه تنزلي معانا تعالي .
ترددت «نجيبة» قليلًا ولكنها أرادت البقاء حتى يتثنى لها مُراقبة «صفوت» و معرفة أي شيء قد يُفيدها لذا تصنعت التعب قائلة
_ لاه. اني مش هجدر . تعبانه من السفر ، و بعدين هو اني لسه هلبس ولا هتشيك اي حاچة تجضي الغرض و السلام .
اومأت سهام برأسها قبل أن تقول بهدوء
_ عمومًا براحتك. انا قولت اقولك يمكن تحبي تيجي معانا.
_ لا روحوا انتوا .
«سهام» بجمود
_ زي ما تحبي . عمومًا صفوت و حلا هنا . انا و نجمة بس اللي هنخرج .
8
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين “♥️
14
★★★★★★★★★★
★★★★★★★★★★
_ صباح الأناناس على عم الناس .
2
هكذا تحدث «مروان» إلى «سالم» الذي كان مُكفهر المعالم فقد استيقظ ولم يجدها بجانبه وقد ظن أنها لازالت غاضبة من ما حدث البارحة وقد أثار هذا الأمر حنقه فارتدى ثيابه و توجه للخارج ليرى أين هي ؟ و لسوء حظه اصطدم ب«مروان» في طريقة
_ صباح الخير .
هكذا تحدث بجفاء ليُجيبه «مروان» بتهكم
_ شكل صباح متنفضلها و مش طايقة نفسها.
10
«سالم» بجفاء
_ بتقول ايه ؟
«مروان» بلهفة
_ بقول صباح قاعدة في الجنينة بره .
3
«سالم» باستفهام
_ صباح مين ؟
«مروان» بمزاح
_ اقصد ام منصور قاعدة تحتسي النسكافيه في الجنينة. صحيالنا من النجمة تقرف فينا. مش كفاية ثروة العيلة اللي مضيعاها لا كمان صاحية ترازي فينا .
8
رمقه «سالم» بحنق قبل أن يقول بجفاء
_ اوعى من وشي .
قطع حديثهم صوت «جوهرة» القادم من الأعلى
_ سيد سالم . جيد أنني وجدتك .
4
«مروان» بسخرية
_ سيد سالم سينخرب بيته بسببك ايتها الجوهرة .
12
اقترب من «سالم» قائلًا بخفوت
_ بقولك ايه ام منصور على اخرها بره و ممكن تنفجر فينا كلنا . اخلع وانا هعطلها .
لم يكُن في مزاج جيد لكليهما لذا تجاهل وجودهم و توجه إلى الخارج فصاح «مروان» بسخرية موجهًا حديثه إلى «جوهرة» التي كانت تهرول خلف «سالم»
_ ما اخبار كاحلك ؟ أرى انك تحسنتي كثيرًا و تمشين بكل سهولة هل انتم الألمان تُشفى عظامكم بسرعة البرق أم أنك من المستذئبين ؟
19
أجابته بحنق
_ صباح الخير لك أيضًا .
ثم تجاوزته في طريقها إلى «سالم» الذي توقف على مضض إثر نداءاتها
_ هل تتجنبني أن ماذا ؟
«سالم» بجفاء
_ لا ولكنني لست في مزاج للحديث مع أحد هل أجلتي ما تريدينه لوقتًا آخر !
«جوهرة» بنبرة ذات مغزى
_ تعلم الأشياء التي بيننا لا يُمكن أن تؤجل لوقتٍ آخر !
1
«سالم» بجفاء
_ عفوًا .
«جوهرة» بلهفة
_ اقصد هارون . كنت أود أن اطلب منك شيئًا هام للغاية؟
«سالم» بفظاظة
_ هاتي ما عندك .
ـ أُريد شيء ملموس باستطاعته أن يُقنعه بأن والدته لم تقم بالتخلص منه . احتاج الى دليل مادي فـ هارون رجل عملي و يؤمن كثيرًا بالأدلة و البراهين.
تجاهل حنقه منها و من ثرثرتها وقال بفظاظة
_ هل هذا كل شيء !
«جوهرة» بحرج
_ نعم .
5
«سالم» بجفاء
_ سأفكر في الأمر .
أنهى جملته و توجه إلى تلك التي تحولت إلى كتلة من النيران حين التقمت عينيها تلك الوقحة تقف مع زوجها و قد بدأ الأمر بالخروج عن طور المعقول بالنسبة إليها ولكنها و لآخر قطرة في دمائها ستحاول الحفاظ على كبريائها لذا لم ترفع عينيها عن المجلة في يدها و بيدها الأخرى تحتسي فنجان القهوة مما جعله يستشيط غضبًا ولكنه حاول قمع غضبه خلف ستار من الجمود حين قال وهو يأخذ مقعده بجانبها
_ صباح الخير .
رفعت رأسها تناظره بجمود تجلى في نبرتها حين قالت
_ صباح النور.
لم يستطِع قمع نبرة العتب في لهجته حين قال
ـ كان هيبقى صباح النور فعلًا لو كنتِ صحتيني قبل ما تنزلي.
6
حاولت البقاء على جمودها حين أجابته قائلة
_ لقيتك نايم بعمق محبتش اقلقك.
يعلم خلف قناع الجمود ذلك زلازل وبراكين وقلبه لا يحتمل أن يجعلها فريستهم لذا اقترب يلتقط المجلة من يدها و فنجان القهوة ليحتوي كفوفها بين يديه قبل أن يقول بلهجة حانية
_ هعمل نفسي مسمعتش كلامك دا عشان عارف انك لسه متضايقة. بس أنتِ عارفه كويس أن عيني مش بتشوف غيرك يا فرح.
12
لامست كلماته اوتار قلبها لذا شددت على كفوفه التي تحتوي أناملها وقالت بلهجة هادئة يشوبها الحزن
_ عارفه . بس القلب اللي بيحب بيغير ، و الغيرة لا بيخضع ليها عقل ولا منطق يا سالم. امبارح لما قولتلي أنتِ عاقلة . قلبي وجعني . مش معنى اني عاقلة اني اتحمل اشوف واحدة بتترمي في حضن جوزي ومتوجعش .
11
كانت مُحقة للحد الذي جعل الغضب يتعاظم بداخله فيود لو يُجهِز على تلك الحية الرقطاء و يُنهي كل شيء يتسبب في حزنها ولكنه مُكبل ، و لأول مرة بحياته تُخضعه الظروف لتحمُل ما لا طاقة له به و لأول مرة ترى معالم وجهه تحمل هذا الحزن و الغضب معًا لذا تابعت بحنو
7
_ انا عارفة ومقدرة الموقف اللي انت فيه ، و مش بلومك على حاجه . لكن لازم تعرف انها مش سهلة و بتلعب على حاجه تانيه خالص غير اللي في دماغك .
جذبها من كفوفها لتقترب منه حتى باتت أنفاسها في تضاد مُباشر فقال بخشونة
_ كل دا و لسه ست الحسن و الجمال بتكابر و مش راضيه تعترف انها بتغير !
12
زحف الخجل إلى وجنتيها فنثر حمرته القانية على خديها الشهيين بينما طافت عينيها في المكان حولهم لتقول بلهجة خافتة
_ سالم ابعد . حد يشوفنا !
4
«سالم» باندهاش
_ و ايه المشكلة لو حد شافنا ؟ أنتِ ناسية انك مراتي ولا ايه ؟
«فرح» بخجل وهي تحاول الابتعاد عنه
ـ ايوا مراتك بس مينفعش حد يشوفنا مقربين من بعض كدا . هتكسف.
5
طافت عينيه فوق تقاسيم وجهها الرائع ليتبلور الإعجاب بهم الذي تجلى في نبرته حين قال
_ طب ابعد ازاى وأنتِ حلوة كدا !
3
كانت نظراتها تجري بكل مكان حولهم و هي تقول بخجل
_ سالم ابعد بقى متهزرش .
تراجع للخلف وهو يبتسم بحب على جميلته التي تتحول بين يديه إلى كل شيء يُحبه تارة إمرأة عاشقة متطلبة ، و تارة طفلة خجولة تخشى أن يراها أحد برفقة حبيبها .
_ انا سبتك بمزاجي لكن المرة الجاية مش هحلك يا فرح هانم .
التقمت عينيها ذلك الحارس الذي كان قادم من الجهة الخلفية فلم تستطِع الصمود أكثر لذا قالت باندفاع
_ سالم في موضوع مهم كنت عايزة اقولك عليه .
«سالم» باستفهام
_ موضوع ايه ؟
استجمعت شجاعتها و قالت بلهجة حاولت أن تكون ثابتة
5
_ امبارح شوفت حاجه كدا مش مريحاني و عايزة اقولك عليها .
«سالم» بترقب
_ قولي يا حبيبتي سامعك .
حاولت أن تصيغ حديثها لكي لا ترمي أحد باطلًا
_ امبارح شوفت دادة نعمة واقفة في الجنينة اللي ورا مع الحارس اللي هناك دا و شكلهم مكنش مُريح .
«سالم» باستفهام
_ يعني ايه مكنش مُريح ؟
_ يعني كانت بتتلفت حواليها ، و شكلها مخضوض كمان سمعته بيقولها حاجة زي دبة النملة توصله . معرفش انا مسمعتش غير كدا ، و قبل كدا شوفته بيشاور لحد بطريقة مُريبة و معرفش الحد دا مين ؟
كانت كلماتها مُبعثرة وهي تُشير بكفوفها التي احتواها «سالم» للمرة الثانية وهو يقول بابتسامة عذبة
_ من الواضح أن الأحداث الأخيرة اللي حصلت هي و الحمل مأثرين عليكِ .
10
«فرح» باندهاش
_ نعم .
«سالم» بخشونة
_ رامي دا يبقى من نفس المنطقة اللي دادا نعمة منها كمان هو قريب جوز بنتها ، و وارد جدًا أنه يكون بيتكلموا في حاجه تخصهم . داده نعمة دي موجوده في البيت دا من قبل ما أنا اتولد . هي واحدة مننا .
16
شعرت بالتخبط من كلماته و أيضًا بالحزن لكونها من الممكن أن تكون اتهمت تلك المرأة بُهتانًا لذا لم تُطيل في الأمر و قالت بلهجة خافتة
_ انا مقصدش حاجه وحشة يا سالم. بس احنا في ظروف استثنائية و مينفعش اشوف حاجه حتى لو تافهة و مقولكش يعني . دي أمانة.
2
كانت هُناك نظرة في عينيه لم تفهمها ولم تستطُه تفسيرها ولكنها تفاجئت حين اقترب واضعًا قبلة دافئة فوق راحة يدها التي جذبتها ليغمرها بين ذراعيه قبل أن يُطلق زفرة قوية اتبعها قائلًا بنبرة قوية
7
_ ربنا ما يحرمني منك أبدًا.
كان الأمر مـروعًا لتلك التي شاهدت و سمعت كل شيء فقد تبلور الغضب فوق ملامحها و احتدت عينيها التي ظللتها نيران الحقد لتقسم على الانتقام على طريقتها ، فتوجهت إلى غرفتها لـ تتفاجيء ب«سما» التي أوقفتها قائلة بجفاء
3
_ تُريدين دليل ملموس لـ تُثبتي له بأن والدتي لم تتخلص منه أليس كذلك ؟
التفتت «جوهرة» لتتفاجيء بها و بكلماتها فقالت باستفهام
ـ عفوًا ماذا تقولين ؟
ناولتها «سما» دفتر كبير يبدو أنه مُميز ثم قالت بنبرة مُتحشرجة
_ أن هذه هي مذكرات والدتي . دونت فيها كل شيء لحظة بلحظة . كل ما عايشته في حياتها مُدون في تلك الأوراق . باستطاعتك إعطائها له ، و أنا واثقة من أنه سيعلم الحقيقة حينها .
23
وقعت هدية من السماء بين يديها فاليوم يوم حظها لذا أتقنت رسم التعاطُف على ملامحها قبل أن تقول بامتنان
ـ أشكرك كثيرًا فتلك الهدية لا تقدر بمال . انا واثقة بأن هارون سيسعد كثيرًا بقرائتها ، و بمعرفة الحقيقة .
اومأت« سما» بصمت قبل أن تهرول إلى غرفتها و خلفها «جوهرة» التي التقطت هاتفها لتُجري اتصالًا هاتفيًا وهي تقوم بالتقليب في تلك المذكرات ليأتيها صوت« ناجي» علي الطرف الآخر فبادرته القول بلهجة مُتأثرة
_ ابنتي الحبيبة . أُريدك أن تعرفي أنني أمُر بـ أصعب أوقات حياتي اعلم بأن تلك الحروف الواهية لم تصلكِ أبدًا لأنكِ بأجمل مكان وسط جنات الفردوس تنتظريني لتأخذي بيدي إلى الجنة ، ولكني و على الرغم من ذلك لم استطِع تجاوز تلك اللحظة التي وضعوك بيدي و أخبروني بأن طفلتك توفيت ، و الأصعب من هذه ذلك المسخ الذي اخترته من بين الجميع ليكون أبًا لكِ و لأخوتك ، و لكن لحسن حظك فأنتِ لستِ هُنا لتتعرفي الى أسوأ اب في العالم . رغمًا عن حزني و ألمي و ذلك القهر الذي أشعر به ولكني ممتنة للقدر الذي حماكِ من براثن هذا المسخ . وداعًا يا قطعة من قلبي دفنتها تحت الثرى ، و أتمنى أن الحق بكِ في أقرب وقت فوالله لقد سئمت روحي تلك الحياة برفقته .
انتفض واقفًا حين سمع كلمات «جوهرة» التي قالت بحزن مفتعل
_ يالك من رجلًا قاسي القلب . كيف تفعل كل ذلك بزوجتك ! اتعلم لقد بت أفكر جديًا بأن أجعل هارون يعلم الحقيقة كاملة ، و اعطيه تلك الأوراق الثمينة التي بين يدي .
5
صرخ «ناجي» غاضبًا
ـ ما الذي تقولينه ايتها العاهرة ! أي أوراق و اي حقيقه ؟ هل تُريدين الموت ؟
«جوهرة» بنبرة حادة
_ لا. بل أُريد المزيد من الحياة و الصلاحيات ، و سنظل في نفس الفريق .
_ ما الذي تُريدينه ؟
«جوهرة» بجفاء
_ أُريد أن اتخلص من تلك المرأة فرح !
7
«ناجي» بسخرية
ـ اوه . هل سقطت عاهرتي بعشق ذلك الحقير ؟
«جوهرة» بسخرية
1
_ لا تقل لي انك تغار .
«ناجي» بوقاحة
_ لا لن اقول ذلك ، و سأكون أكثر من سعيد أن استطعتي أن تجعليه يسقط معكِ في الفراش . ستكون ضربة بألف رصاصة .
3
«جوهرة» بتخابُث
_ إذن اعطيني الصلاحيات التي أُريدها .
«ناجي» باستمتاع
2
_ أخبريني ماذا تُريدين ؟
«جوهرة» بدهاء
4
_ مفتاح جميع الأبواب الموصدة !
أسئلة أخرى
5
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ♥️
8
★★★★★★★★★
على طاولة الإفطار تجمعت العائلة بأكملها ليوجه «سالم» كلامه للجميع
_ أن شاء الله هنسافر بكرة اسماعيلية عشان كتب كتاب نجمة و عمار آخر الأسبوع .
تهللت أسارير الجميع فتابع« سالم» حديثه قائلًا
_ طارق و شيرين هياخدوا عمتي النهاردة و يسبقونا . اما احنا هنستنى النهاردة عشان لو حد محتاج يشتري حاجه او ناقصه حاجه يكملها.
هتفت «جنة» بحماس
_ ايه دا الله هنعمل شوبينج !
اجابها «سليم» مازحًا
_ بقولك ايه هنطقم سوى .
6
تدخل «مروان» بصياح
_ شوبينج ايه ياختي هو أنتِ و أختك حالفين لـ تفلسوا العيلة دي . في ايه ؟
5
«سليم» بسخط
_ وانت مال اهلك فاكر كل الناس بخيلة زيك!
«مروان» بتهكم
_ و انت يا براد يا بيت . هتطقم من مين ياخويا ؟ دي هتلاقي مقاسها في قسم الأطفال . يعني اخركوا تجيبوا بدل فلة و الأقزام السبعة.
10
صاحت «جنة» بسخرية
_ اه و هنجبلك معانا بدلة شريك اهو شبهك و بودان زيك .
14
قهقه الجميع على كلماتها و من بينهم «سالم» الذي لم يفلح في قمع ضحكاته فـ اهتاج «مروان» غاضبًا
5
_ عجبتك اوي يا كبير ! بقى الشبر و نص دي بتتريق و مش عاجبها وداني .
«جنة» ببراءة
_ مش القصد يا مارو انا مش بتريق ، و بعدين لازم تكون مُتصالح مع نفسك مش معنى أن ودانك شبة الستالايت انك تتضايق . عادي جدًا الحياة مش كلها ودان يعني و بعدين لقيت سما الغلبانه رضيت بيك خلاص تعايش مع الموضوع بقى .
9
حاوط «سليم» كتف «جنة» وهو يقول بمرح و تشفي
_ جدعة يا جنتي . اهو الكلمتين دول بردوا نار عيلة كاملة محدش فيها قادر عليه .
9
ساندته «أمينة» قائلة بمرح
_ والله انك كارثة يا جنة. اول مرة مروان يسكت و ميقدرش يرد .
5
«مروان» بسخرية
ـ لا والله يا أمينة ! بتضحكي ومبسوطة اوي ! أبقي شوفي مين هيفتنلك عليهم بعد كدا ، و أنتِ يا قدرة الفول أنتِ بقى انا وداني شبه الستالايت ! طب ماشي . ابقي شوفي مين هيفتنلك على حبيب القلب و يقولك كل قاذوراته .
4
التفتت «جنة» إلى« سليم» بلهفة قائلة
ـ سليم انت ليك قاذورات !
3
«سليم» باندفاع
_ والمصحف ما حصل.
5
مروان بسخرية
_ اخس عالرجاله . مالك اتنطرت كدا ليه ؟ يا فضيحتنا قدام الأجانب .
5
كان يتحدث و عينيه على «جوهرة» التي كانت تراقب «سالم» عن كثب فقد كانت تلك هي المرة الأولى التي تراه يبتسم وقد وقعت أسيرة لتلك البسمة فـ هامت بها للحظات ولكن جذبتها كلمات «مروان» حين صاح قائلًا
ـ أنتِ يا ست أنتِ . هتاخديله صورة ركزي معايا شويه !
«جوهرة» مُدعيه عدم الفهم
4
_ عفوًا ماذا تقول ؟
التفت إلى« لبنى» التي تبتسم بصمت وقال حانقًا
ـ طب اقول ايه للغبية دي ؟ وأنتِ ايه محطوطة ع الصامت ! مبتدافعيش عني ليه ؟ و المخفية اللي اسمها سما دي راحت فين ؟
4
أخذ الجميع يبتسم على مُزاح «مروان» و«جنة» ليقترب «سالم» من «فرح» قائلًا بخفوت
_ فرح . انا هخرج ورايا شغل مهم . خلي بالك من نفسك . مروان هييجي معاكوا تخلصوا حاجتكوا و متتأخروش مش هوصيكِ .
«فرح» بطمأنة
ـ متقلقش يا حبيبي . شوف شغلك واطمن . انا كمان هاخد لبنى معايا حابة اخليها تتفاعل اكتر معانا و تحس انها واحدة مننا .
ابتسم «سالم» بحب فقد كان يحمل هم تلك الفتاة التي لا تزال منطوية على نفسها تحاول البقاء بعيده عن الجميع فقال بنبرة مُحبة
_ أحلى فرح في الدنيا كلها.
«فرح» بمُزاح
_ عد الجمايل بس.
«سالم» بعبث
_ هسددها كلها النهاردة بالليل . مقدرش يكون عليا حاجه لحد .
ـ انتوا بتتودودوا بتقولوا ايه ؟
هكذا تدخل« مروان» فـ ناظرته« فرح» باستخفاف قائلة
_ بتكلم انا و جوزي بتتحشر ليه ؟
«مروان» بسخرية
_ و مالك ممروعة اوي كدا ليه دا حيالله جوزك ! أما انا بقى صديقه و ابنه و ابن عمه و كاتم أسراره و حاجات كتير اوي يعني يحوقلي افهم بتقولوا ايه ؟
أنهى كلماته ثم التفت إلى «جوهرة» قائلًا بلهجة جادة
_ اصل الكبير دا يخصني انا و ام منصور ، فتلاقينا طول الوقت بنتخانق عليه . يعني الراجل محجوز من الآخر .
20
ارتفعت أحد حاجبيها للحظة قبل أن ترسم على ملامحها تعبير عدم الفهم فـ ناظرها «مروان» بتخابُث قبل أن يلتفت إلى« فرح» قائلًا بمُزاح
_ يا ست الحسن و الجمال . دا باينه هيبقى مرار راكب جرار .
15
ما هو الدعاء الذي يجلب الرزق بسرعة؟
اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً طيباً من رزقك. يا مقيل العثرات، يا قاضي الحاجات، اقض حاجتي، وفرج كربتي، وارزقني من حيث لا أحتسب.♥️
22
★★★★★★★★★
_ ماما . وحشتيني اوي
هكذا تحدثت« حلا» وهي ترتمي بين أحضان« أمينة» بلهفة و شوق فعانقتها الأخيرة بقوة وهي تمسح على خصلات شعرها فقد اكتملت روحها التي تركت جزءًا كبيرًا منها مع طفلتها الحبيبة لتقول« أمينة» من بين عبراتها
_ وحشتيني يا حلا . وحشتيني اوي .
بكت كثيرًا من شدة الشوق و الحزن الذي يُخيم على قلبها و لكنها هدأت من روعها حتى لا تُلاحظ والدتها شيء و التفتت تعانق« فرح» قائلة بمرح
_ ياااه اخيرًا أم منصور .
هكذا تحدثت «حلا» بمُزاح وهي تعانق« فرح» الذي قالت بوعيد بجانب أذنها
_ وحياة امك الحاجة لو ما بطلتي لهلبسك من الصبح في ام وفيق . اتلمي ..
9
تراجعت« حلا» بذُعر تجلى في نبرتها وهي تقول
_ لا وعلى ايه ؟ ابوس ايدك دانا ممكن اموت فيها . ابقى اسمي حلا وابني اسمه وفيق ! دي فضيحة .
6
«فرح» بتقريع
_ يعني منصور اللي جميل اوي !
2
«حلا» بمُزاح
_ الصراحة لا . هو مين اللي لبسك اللبسة السودا دي ؟
«فرح» بحنق
_ هيكون مين غيره ! كلب البحر اللي اسمه مروان .
8
اقتربت «جنة» تعانق «حلا» بشوق و كذلك تبادل الجميع السلامات مع «نجمة» لتتبقى« لبنى» التي كانت تشعُر بالحرج ففهمت «حلا» ما تمُر به و قد تألمت داخليًا على تلك الفتاة التي كانت ضحية شقيقها لذا اقتربت منها قائلة بمرح
_ يا لولي . أخيرًا شوفتك . مروان كل دماغي بيكِ . خش في حضن اخوك يا فواز .
تفاجئت «لبنى» من تصرُف« حلا» ولكنها شعرت بألفة كبيرة تجاهها فبادلتها العناق لتقول «جنة« بحماس
_ بقولكوا ايه دا اول فرح عليه القيمة هنحضره في العيلة دي عايزين بقى نولعها .
«حلا» بحماس
_ انا موافقة .
أجابت «نجمة» بحبور
_ ايوا نولعها . اني موافجة اني كمان .
التفتت «جنة» إلى «لبنى» قائلة بصياح
ـ لولي معانا ولا لا ؟
«لبنى» بتلعثُم
ـ يعني اعمل ايه ؟
تدخلت «فرح» بمُزاح
_ أنتِ لسه هتفكري ؟. بقولك ايه يا تبقي معانا يا هنسيبك مع مروان.
«لبنى» باندفاع
_ لا معاكوا . بلاش مروان .
7
قهقهت الفتيات و تعانقت كلا من «حلا» و «جنة» التي وضعت ذراعها فوق كتف «لبنى» و بالمقابل فعلت «حلا» مع «نجمة» التي فعلت المثل مع «فرح» التي قالت بخفوت
ـ عايزين ننكش سما و شيرين انا واخدة اوردر من الكبير أن الكل يفرح ، وانا بصراحة متعودتش اكسر كلمة لحبيبي .
2
إجابتها «حلا» بحماس
_ لا إلا ابو منصور مينفعش نكسر كلامه . بصوا تعالوا ورايا.
تسللت الفتيات إلى غرفة «همت» بالأعلى ليقتحمن المكان بقيادة «حلا» التي صاحت بحبور
_ عمتوووووو .
فزعت« همت» و بجانبها كلا من «شيرين» و «سما» التي اندفعت تعانق «حلا» بقوة و كذلك« شيرين» فيما اقتربت باقي الفتيات لمعانقة «همت» التي فرحت كثيرًا بهذا الجمع فقالت بحبور
_ يا حبايبي . يارب دايمًا متجمعين و فرحانين .
«فرح» بحنو
ـ وأنتِ في وسطنا يا عمتو أن شاء الله ، و نفرح بقى بالعيال دي عشان احنا زهقنا .
تدخلت «جنة» بحماس
_ اه زهقنا بجد .عايزين كل شويه فرح . الحياة الناشفة بتاعتكوا دي جابتلي جفاف .
اقتربت« فرح» لتضع ذراعها فوق كتف «شيرين» و الآخر فوق كتف «سما» وهي تقول بتقريع
_ الاختين الحلوين هناء و شيرين . نفك كدا عشان عندنا فرح و في حلويات أن شاء الله بعد الفرح ، و مش عايزين نكد نهائي انا بقولكوا اهو .
تحدثت «همت» بشجن
_ والله يا بنتي احنا تعبنا من الحزن و النكد .
«حلا» بمزاح
_ طب ما تقوليلهم يا عمتي الوش الخشب دا مش عايزينه . عايزين نفرح و نقضي يومين حلوين ، و كل حاجه هتتحل أن شاء الله.
1
ابتسمت« همت» و في داخلها تتمنى أن تنحل العقد فقالت موجهة كلماتها إلى ابنتيها
_ يالا يا بنات انزلوا مع اخواتكوا و فكوا كدا و أنا هرتاح شويه وانزلكوا.
«سما» باعتراض
ـ ماما مش هينفع اسيبك .
«همت» بحزم
ـ بت أنتِ هو انا مشلولة ولا ايه ؟ يالا انجري على تحت . و اياك الواد الصايع دا يستفرد بيكِ قوليله ماما نزلالك .
10
قهقه الجميع فتدخلت «فرح» قائلة بوعيد
_ دا تسبهولي انا يا عمتو . انا اللي هربيه .
«همت» بمرح
ـ خلاص يبقى انتوا في ايد أمينة .
مرت الأيام بسرعة البرق و هاهو اليوم المنشود الجميع متحمس لعقد القران و قد تجمعت الفتيات لأول مرة في مناسبة سعيدة جعلت سكان القصر في حالة من الفرح الذي انطبع على معالم المنزل و زُينت الحديقة بطريقة خاطفة للأنظار و ارتدت الفتيات فساتين رائعة فأخذت «نجيبة» تتفحصهم بأعيُن حاقدة فقد من في نظرها يمتلكون كل شيء بينما هي حُرِمت من أبسط الأشياء ، و هي في خضم تخيلاتها تنبهت إلى أن الليل أوشك على إسدال ستائره ولم يأتي أحد من أهل العريس فتقدمت إلى جانب «نجمة» التي كانت لا تزال تتجهز وقالت باستفهام
_ وه هو أهل العريس اتأخروا أكده ليه ؟
ناظرتها «نجمة» بنظرة غامضة قبل أن تقول بجمود
3
_ متأخروش ولا حاچة . لسه بدري .
لاحظت أن بها شيء لم تفهمه ولكنها لم تُطيل في الأمر أكثر فـ اكتفت بالإيماءة برأسها فيما عينيها أخذت تُراقب بصمت كما هي عادتها لتجد «سهام» تقف مع «فرح» في أحد الزوايا فشعرت بحاجتها لسماع ما تتحدثان به لربما كان شيء مهم فاقتربت تتصنع أنها تشاهد تلك الزينة التي ملأت القصر وهي تترهف السمع فإذا ب«سهام» تقول بسعادة
ـ لسه مقولتلوش . بس لما ييجي أن شاء الله هفرحه.
3
«فرح» بحبور
ـ دا أجمل خبر يا سهام . فرحتلكوا اوي .
2
«سهام» بسعادة
_ الحمد لله . ربنا كبير . أنتِ بقيتي في الكام ؟
تدخلت «أمينة» التي تقدمت وهي تُمسِك كوب من اللبن بيدها
_ بقالها كام يوم في التاسع ، و ابتدت تتعب و مفيش لقمة بتفضل في بطنها ، و الهانم مبتسمعش الكلام .
ناولت« فرح» كوب اللبن وهي تقول بتقريع
_ اتفضلي اشربي اللبن دا و اياكِ تقولي لا .
تناولت« فرح» الكوب منها وهي تقول بامتنان
ـ تسلمي يا ماما تاعبة نفسك ليه . ما أنتِ عارفة أن معدتي تعباني من غير حاجه.
«أمينة» بحزم
ـ اشربي يا فرح .
طاوعتها «فرح» على مضض و قامت بارتشاف كوب اللبن حتى لا تُحزنها و بعد أن انتهت منه قالت من بين أسنانها
_ كدا كويس اديني شربته اهو !
9
«أمينة» برضا
ـ ايوا كويس . ياريت بقى تطلعي تريحي فوق شويه على ما ابعتلك الأكل . أنتِ صحتك مش عجباني و خليكِ فاكرة انك لو مكلتيش بنفسك هاجي انا أأكلك .
«فرح» بلهفه
_ لا أكل ايه ؟ بصي انا نفسي في عصير مانجا . هطلع اريح شويه و أنتِ ابعتيلي العصير و بالليل ناكل سوى .
زفرت« أمينة» بقلة حيلة و انصاعت لطلبها و بالفعل أرسلت إليها كوب من العصير مع «نعمة» التي ما أن شاهدتها «فرح» حتى شعرت بانقباضة في قلبها ولكنها حاولت إخفاء ذلك و شكرتها باقتضاب فقالت «نعمه» بلهجة ودودة
5
_ لا مش هتحرك من هنا غير لما تشربي . الست أمينة موصياني.
6
لم تُرِيد أن تُطيل في الأمر أكثر فهي لازالت تشعُر بالذنب حيال ظنها السيء في تلك المرأة الحنون فقامت بارتشاف عدة قطرات من العصير وهي تقول بحرج
_ انا لسه شاربه لبن . هريح بطني شوية و اشرب العصير عشان بس متعبش . من غير حاجه مفيش اي حاجه بتثبت في معدتي .
6
اومأت «نعمة» برأسها قبل أن تقول بحنو
_ ربنا يقومك بالسلامه يا بنتي .
1
امنت« فرح» على دعائها ثم استأذنت« نعمة» بالخروج فاغلقت باب الغرفة و توجهت إلى مخدعها لتنعم ببعض الراحة التي لم تدُم قليلًا فقد استيقظت من نومها على ألم حاد في معدتها لم تستطِع مقاومته لـ تتردد صرخاتها في أرجاء الغرفة خاصةً حين رأت بضع قطرات من الدماء فوق ملابسها.
31
في نفس الوقت كان «هارون» يرقد في الظلام فوق مخدعه بعد أن جرفته غفوة قصيرة ليستيقظ بعدها على أصوات رجال كثيرة بالخارج و ما هي لحظات حتى سمع صوت باب المخزن يُفتح و إذا به يجد ملثمون يقتحمون المكان فهتف باندفاع
4
_ انتوا مين ؟
1
لم يكد يُنهي جملته حتى قام أحدهم بالكشف عن وجهه ليتوقف العالم عن الدوران من حوله للحظة لم تدُم طويلًا إذ تفاجيء بجميع الأنوار تُضيء لتغمر المكان بأكمله تلاها دخول كُلًا من « سالم » و «صفوت » الذي قال بتهكم
4
_ والله زمان يا جنيدي ! عاش مين شافك يا راجل !
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في قبضة الأقدار)
والله استمتعنا بسرد الرواية
فيها حكم وأشعار حلوة
بس حابين نعرف النهاية
مو معقول بعد ما نتابع 82فصل تعملوا هيك
كيف يمكننا متابعة الرواية.لقد ارسلنا الخمس تعليقات؟
النهاية بليز
la suite svp
النهاية من فضلك
النهاية من فضلك متى