روايات

رواية في حضن الغرباء الفصل الأول 1 بقلم أمل عبد الرازق

رواية في حضن الغرباء الفصل الأول 1 بقلم أمل عبد الرازق

رواية في حضن الغرباء الجزء الأول

رواية في حضن الغرباء البارت الأول

في حضن الغرباء
في حضن الغرباء

رواية في حضن الغرباء الحلقة الأولى

حميدة: لابسه كدا ورايحه على فين؟
مريم (تحاول أن تبتسم بهدوء):
رايحه الكلية يا تيتا.
حميدة (ترفع حاجبها باستهجان):
دا أنتِ أبوكي مكملش شهرين ميت، تقومي تلبسي وتتشيكي وبكل برود رايحه الكلية؟
مريم (بصوت مكسور وهي تقترب منها):
يا تيتا… فين الشياكة في خمار اسود وعباية سودا؟
بابا الله يرحمه طلب مني أكمل دراستي، وأنجح، وارفع راسه.
والدكتور قالي لازم أحضر… الامتحانات كمان أسبوعين، وأنا محتاجة أفهم أعمل إيه.
هو نفسه التمسلي العذر وكلم الدكاترة بس مبقاش ينفع اغيب أكتر من كدا
حميدة (تضرب يدها بكفها غاضبة):
أنا من زمان رافضة فكرة دخولك الجامعة دي!
البت مالهاش غير بيت جوزها… تسهر على خدمته وتربي العيال.
مريم (بدموع مكتومة):
مش بابا اتكلم معاكي في الموضوع دا؟
وقتها اتقفل خلاص.
أنا دلوقتي في آخر سنة في كلية الألسن…
هيبقى عندي فرص شغل كتير.
أرجوكي يا تيتا… تفهميني وترحميني.
حميدة (تصيح بانفعال وهي تنهض من مكانها):
ارحمك؟!
أنا عملتلك إيه يا قليلة الحيا عشان تقوليلي “ارحميني”؟
عايزاني أسيبك تمشي على حل شعرك؟
والناس تاكل وشنا وتقول راحت وجت اللي لا ليها حاكم ولا رابط؟
أبوكِ دلعك دلع ماسخ… وأنا هعرف أصلح اللي هو بوظه!
(مريم تغمض عينيها بألم، تكتم دموعها، تتشبث بحقيبتها، وتهمّ بالخروج…)
(مريم تقترب من الباب بحقيبتها، تفتح الباب، لكنها تفاجأ بـ إبراهيم، ابن عمها، واقف قدامها، عابس الوجه، يسند كتفه على الباب ويمنعها من الخروج.)
إبراهيم (بتهكم):
على فين العزم؟
مبقاش في كليات تاني… خلينا نريحك.
مريم (تتنهد بغضب وتحاول تحافظ على هدوئها): ابعد عن السكة يا إبراهيم.
إبراهيم (يضحك بسخرية): بتحلمي!
من هنا ورايح، مفيش خروج ولا كليه ولا شغل ولا يحزنون…
فرحنا آخر الشهر!
(مريم تحدق فيه بصدمة، تشد الحقيبة أكتر على كتفها.)
مريم (بصوت قوي رغم ارتجافها):
اللي انت عايزه مستحيل يحصل.
ولا هتجوزك حتى لو كان آخر راجل في الدنيا.
بابا الله يرحمه، كان رافض لما انت اتقدمتلي، وقراره عندي أهم من الدنيا كلها دا غير رفضي ليك
(فجأة، حميدة تتدخل، تقف خلف إبراهيم، ملامحها قاسية وحاسمة.)
حميدة (بحسم شديد): الفرح آخر الشهر! وآخِر كلام عندنا يا مريم…
تحملي نفسك ع الجنة ولا ع النار… القرار مش بإيدك.
(مريم تحبس دموعها، تبتلع القهر، وبداخلها بركان من الرفض والغضب…)
(حميدة تمسك مريم من إيدها بعنف.)
حميدة (بحدة): على أوضتك يلا!
لحد ما تفوقي من اللي في دماغك ده.
(تسحبها وترميها جوه الأوضة، وتقفل الباب بالمفتاح.)
(مريم تضرب على الباب وتعيط بحرقة.)
مريم (بصوت مخنوق):
حرام عليكي يا تيتا… افتحيلي!
(حميدة تتجاهلها وتمشي ناحية الصالة.)
بعد لحظات وصل منير عم مريم
(شاب في أواخر العشرينات، ملامحه حزينة، بيدخل البيت وشايل شنطة.)
حميدة (بحماس جاف):
يلا يا منير، جهز كل حاجة…
فرح مريم وإبراهيم آخر الشهر!
منير (يتفاجأ، يحط الشنطة بسرعة):
فرح إيه بس يا أمي؟ مريم ناجحة في دراستها وطموحة، خليها تكمل حلمها، وبعدين البنت مش بتحب إبراهيم… هي متعلمة، وهو لا صدقيني مش مناسبين لبعض، غير كده دي وصية ابنك ماهر، ما تنسيش إنه كان أقرب واحد لقلبك.
(حميدة تعقد ذراعيها قدام صدرها وتنظر له بنظرة صارمة.)
حميدة (بعصبية):
مافيش حد يعرف مصلحة بنت ابنها قد أمها الكبيرة! وكلمتي ما تتكسرش في البيت دا.
منير (يحاول يتمالك أعصابه، صوته مكسور):
مريم مالهاش ذنب إنك متحبهاش، ولا ذنبها إنك تغصبيها على جوازة مش عايزاها.
ولا ذنبها إن أبوها ماهر، اتجوز زميلته من مصر وخرج عن طوعك، رغم إنك كنتي رافضة جوازه… ومع ذلك، هو جيه وعاش وسطينا لما طلبتي منه.
وسامحتيه، لكن عيّشتي مراته أيام سودا!
ظلمتيها لدرجة إنها جالها اكتئاب، ودخلت مصحة نفسية.
لحد النهارده، مريم متعرفش عن أمها حاجة.
إنتي خليتي الكل يفهمها أمها سابتها وهربت!
وأبوها مات من شدة الحزن عليها…
كل ما تتحسن ترجع تنتكس تاني بسبب اللي شافته هنا وماهر جاله القلب من شدة حزنه ومات في عز شبابه، ارحمي مريم يا أمي وبلاش تكون هي كمان ضحية
(منير يقرب خطوة من حميدة، وعينه بتدمع.)
منير (بوجع): مريم مالهاش ذنب، كفاية اللي عاشته، بلاش تزودي تعبها أكتر من كده.
(حميدة تلف وشها بعصبية، تحاول تخفي تأثرها، لكن نظرة حزن خفيف تعدي على وشها.)
حميدة: أمشي من قدامي دلوقتي وأنا قُلت اللي عندي
أوضة مريم – بالليل
(مريم قاعدة على السرير، عيونها حمرا من كتر البكاء، فجأة المفتاح يلف في الباب ومنير يدخل بسرعة، يقفل الباب وراه بهدوء
منير (بصوت واطي وحنين): مريومة… أنا مش هسيبك لوحدك.
أبوكِ وصاني عليكي قبل ما يموت.
قالي: “خلي بالك من مريم، دي كل اللي باقيلي من الدنيا.”
أنا شايفك زي بنتي… وعمري ما أسيبك تتظلمي.
(مريم ترفع عيونها وتبصله بحزن، بدأت تحس بشوية أمل.)
مريم (بصوت مخنوق): أنا مش قادرة أعيش هنا يا عمي… مش قادره استحمل الظلم
منير (بحسم): اسمعيني، لازم تظهري قدامهم إنك خلاص نفذتي الكلام، اعملي اللي يقولوا عليه من غير ما تعترضي، وخليكي هادية.
أنا هكلم جدتك وأقولها إني هاخدك تجيبي شوية لبس للفرح، وساعتها… تهربي.
مريم (بخوف): أهرب؟! عايزني أهرب يا عمي، الناس هتتكلم عن أبويا بالباطل
منير (بحزم) : خلاص اتجوزي إبراهيم وعيشي تعيسة
مريم (بهمس):
ماشي… هسمع كلامك.
تاني يوم في صالة المنزل، صباح باهت
(مريم نازلة مع منير، عيونها للأرض ومش بتتكلم.)
منير (بهدوء لحميدة):
أنا هطلع مع مريم تشتري شوية لبس للفرح…
بدل ما تتعطلوا في التجهيزات.
حميدة (بجفاف):
ما تتأخروش.
(منير يهز راسه ويخرج مع مريم.)
منير: خلاص يا مريم دِ فرصتك الوحيدة لازم تغتنميها، خدي الفلوس دي خليها معاكِ ودا خط جديد خليه معاكِ وارمي القديم، أجري شقة اقعدي فيها على ما اظبط كل حاجه هنا
مريم: أنا خايفه يا عمي
منير ( ربط على كتفها) وقال: أنا جنبك يا حبيبتي متخافيش
مريم: طب والجامعة دا أنا في آخر سنه
منير: ان شاء الله هتتيسر، هحاول احل الموضوع دا، أنا هرجع البيت بالليل على ما تكوني بعدتي عن هنا
__________
داخل شركة الشهاب لتصدير الحديد والصلب
معتصم: الصفقة دِ إن شاء الله هتخلص على خير وكل حاجه هتكون تمام، بس حضرتك لازم تكون هادي عشان صحتك
شهاب: أنا هغير كل الناس اللي شغاله هنا
معتصم: اللي قصر بس في شغله هو اللي يترفد إحنا مش بنظلم حد
شهاب: اتواصل معاهم وشوف الأمور هترسى على إيه والصفقة هتتم ولا لأ، لما أخويا يكيد ليا ويوقعني ويستغل غيابنا أنا وأنت ويوقع الشركة، دي الأمانه اللي أنا سايبها ليه، أنا هتصرف معاه ومع أولاده
معتصم: خير يا بابا ان شاء الله، بس هدي نفسك بقى
________
في شارع جانبي
(مريم ماشية بسرعة، لابسة طرحه سودا وعباية، ماسكة شنطة صغيرة. قلبها بيدق بسرعة، وكل شوية تبص وراها.)
تاكسي يقف جنبها
السواق (ينزل الإزاز): رايحة فين يا أستاذة؟
مريم (بصوت مبحوح وخايف):
المحطة… محطة القطر.
تركب التاكسي وتقفل الباب بسرعة
السواق (وهو يسوق):رايحة بلدك؟
مريم (تتمالك أعصابها): رايحة أدور على أمل جديد وبدأت عيونها تنزل دموع بدون ما تحس
_______
في البيت
حميدة قاعدة على الكنبة، ماسكة مسبحة، ومنير يدخل البيت وهو مخضوض وبيتنفس بسرعة.
حميدة (بقلق):
مالك يا منير؟ في إيه؟
منير (يتمالك نفسه بالعافية):
مريم… مريم اختفت!
كنت سايبها واقفة قدام المحل أدور على مكان لركن العربية، ولما رجعت ملقتهاش! دورت عليها في كل مكان مفيش أثر! اختفت فجأة!
(حميدة تقوم بسرعة ووشها يتغير، والخوف يسيطر على البيت.)
حميدة واقفة مصدومة، وشها بيحمر من الغضب
حميدة (بتزعق):
إنت إزاي تضيع البت من إيدك يا منير!
دي كانت أمانة!
منير (يمثل القلق):
انا ذنبي إيه انا دورت عليها ومعرفتش ليها طريق! لحظة واحدة كانت واقفة، واللحظة اللي بعدها… راحت!
حميدة: لو انت اللي هربتها يا منير هتعيش أيام اسود من شعر راسك.
منير: أنا أهرب بنت اخويا ، هو أنا مجنون؟!
حميدة تمسك تليفون البيت بعصبية، تتصل بابراهيم
حميدة (بتصرخ في السماعة):إبراهيم! البت مريم هربت! دوروا عليها في كل حتة!
ما ترجعش البيت من غيرها!
ابراهيم (على التليفون): أنتِ بتقولي إيه يا تيتا هربت إزاي
حميدة: مش مهم إزاي، المهم تجيبها ليا وممنوع تلمس منها شعرايه
إبراهيم: أنا هلف عليها الشوارع كلها واجيبها
حميده تقفل التليفون بعصبية وتتكلم مع نفسها:
هربت!
فاكرة يعني هتعرف تهرب من اللي مكتوب لها؟
لا والله، لو قعدت أدور عليها لحد آخر الدنيا، هرجعها وأكسر رقبتها كمان!
بيت حميدة
ابراهيم ومنير وحميدة واقفين، كلهم متوترين
ابراهيم (بعصبية): أنا دورت عليها في كل حتة!
مفيش! كأن الأرض انشقت وبلعتها!
حميدة (بغل): تفتكر راحت فين؟
منير (بتمثيل الحيرة): محدش عارف…
ممكن راحت لحد من زمايلها في الكلية؟
حميدة (تصرخ تضرب الأرض بعصاها بقوة): بكره تعرف إن مفيش حد بيهرب من كلمة حميدة!
المشهد: محطة مصر – القاهرة
(القطر بيقف، ومريم بتنزل بشنطتها الصغيرة وسط الزحمة. بتبص حواليها بتوتر، المكان مليان ناس، والكل بيجري وبيزعق)
مريم (تفكر بنفسها): أنا جيت، بس هعمل إيه دلوقتي؟!
(تمسك شنطتها جامد وتمشي وسط الناس، بتحاول تدور على مخرج.)
(راجل شكله مش مظبوط يقرب منها.)
الراجل (بابتسامة مريبة): تايهة يا قمر؟
أوصلك؟
(مريم تتوتر، تبعد عنه بسرعة، قلبها يدق جامد.)
مريم (بتكلم نفسها وهي بتمشي): أنا لازم ألاقي مكان أبات فيه…
بس فين؟
(تمشي وهي مش عارفة الطريق. فجأة تلاقي نفسها في شارع جانبي شبه فاضي، تحس بالخوف، تحاول ترجع تاني ناحية الناس.)
(وهي بترجع، تلاقي شنطتها انسحبت من ايدها في لحظة وواحد بيجري
مريم (تصرخ):شنطتي!
تحاول تجري ورا الولد اللي خد الشنطة، لكنه اختفى من قدام عيونها
“في كل مفترق طريق، تكمن فرصة جديدة… لكن القرار الذي نتخذه هو الذي يحدد إلى أين ستأخذنا تلك الفرصة.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية في حضن الغرباء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى