رواية غرفة 307 الفصل الثاني 2 بقلم هند إيهاب
رواية غرفة 307 الجزء الثاني
رواية غرفة 307 البارت الثاني

رواية غرفة 307 الحلقة الثانية
صحيت علي صوت حركه جمبي، كانت مُمرضه قومت بخضه وكرمشت نفسي.
بصيت لي بقرف وقالت:
– في أيه شوفتي عفريت
بعدت عيوني عنها وشدت أيدي، زقتها عني وقالت بزعيق:
– أنتِ مجنونه!! أيه الجنان ده
– أبعدي عني
بستفزاز قالت:
– ولو مبعدتش يعني!! هتقومي ترميني من البلكونه زي صاحبتك!!
حطيت أيدي علي ودني وبدأت دموعي تنزل بهيستريا، بزعيق قال:
– أنتِ بتقولي أيه!!
أتنفضت بخضه لما سمعت صوته وقالت بتوتُر:
– دكتور تميم، أنا بس
بزعيق أكتر:
– أنتِ أزاي تتكلمي كده معاها!! أزاي!!
الناس بدأت تتجمع، المُمرضين والدكاتره، كُله بدأ يدخُل الأوضه، فضلت ألزق نفسي في الحيطه وأضُم نفسي بخوف.
– أنا كُنت بساعدها وهي مش حابه المُساعده
– مين سمح لك تدخُلي هنا!!
بصت في الأرض وقالت:
– محدش
– روحي للمُدير
بصت له بخوف وقالت:
– ليه
– عشان اللي زيك مينفعش يتواجد هنا في المُستشفي
بصت في الأرض وأعتذرت ومشيت، الناس بدأت تخف من الأوضه، أما أنا فالرُعب كان مالكني.
مسح وشه بكفوف أيديه وقرب مني بهدوء وقال:
– هند!! هند أنتِ كويسه!!
مكُنتش بعمل حاجه غير أني ضامه نفسي وجسمي عمال يتنفض.
قعد علي طرف السرير وقال:
– هند
– أنا السبب
هز راسه وقال:
– لاء، لاء صدقيني دي واحده مريضه، عايزه تشكك في نفسك، بس أنتِ معملتيش حاجه غلط، أنتِ ملكيش ذنب
– هفضل في عيون الناس كُلها السبب فاللي حصلها
قرب ومسك أيدي عشان يفتحها، كُنت قافله أيدي من الخوف، أعصابي كانت مشدوده أوي.
– أنتِ عارفه!! أنا في ناس كانوا في حياتي كانوا سبب كبير أني أفشل وحياتي تبوظ، كُنت دايماً بقول يا تري الناس شايفاني أزاي، طب هل أنا لو عملت كده هبقي كويس في نظرهُم، هيشوفوني شخص ناجح ولا برضو هفضل فاشل، لحد ما خدت أحلي قرار في حياتي وهو أني أطنشهُم، أصل كده كده هيطلعوا فيّ عيوب الدُنيا والأخره، محدش بيحب الخير لحد، لو دكتور هيقولك ليه مبقتش مُهندس ولو مُهندس هيقول ليه مبقتش مُدرس
– الخُلاصه من كُل ده يا هند أن الناس ياما بتتكلم، محدش بيسيب حد في حاله، فالأحسن أننا منهتمش لحد غير لنفسنا وبس
بصيت علي أيدي وقال:
– قومي معايّ
– علي فين!!
– هنتمشي تحت شويه، مش نفسك تشمي هوا
بخوف قولت:
– لا لا، خليني هنا أحسن
– لو مقومتيش دلوقتي، صدقيني مش هتقومي بعدين، هاروح للمُدير وهرجع أخدك تكوني أتشجعتي
هزيت راسي ومشي.
– يا دكتور أحمد أنا معملتش حاجه، دكتور تميم فجأه زعق فيّ من غير سبب
– يا سلام!!
بصت عليه وسكتت وقال:
– تعالا يا دكتور تميم
– يا دكتور أحمد، أحنا موجودين هنا عشان نساعد الناس، نعالجهُم، مش هنا عشان نموتهُم بالحيا، في حين أن أنا بحاول مع المريضه وبخليها تحب الحياه من تاني هي جايه تهد كُل حاجه
– طب أحكي لي اللي حصل
اتنهد وبدأ يحكي له، وقالت بخوف:
– يا دكتور أحمد
– ولا كلمه، أنتِ متحوله للتحقيق، أتفضلي برا
– أتأخرت عليكي!!
ابتسمت وقولت:
– لاء أبداً
– طب يلا بينا
هزيت راسي بعد ما خرجت مني تنهيده، قومت ونزلنا سوا، كُنا بنتمشي في جُنينة المُستشفي، الشمس كانت طالعه والجو كان حلو، قعدنا علي ترابيزه.
– مش نفسك تطلعي من هنا!!
– الا نفسي، ده أنا نفسي أوي
سند أيديه علي الترابيزه وقال:
– أيه أول حاجه هتعمليها لما تخرُجي!!
– هاروح المقابر، عايزه أزور صحبتي
– طب أيه رأيك نبقي نروح سوا
ابتسمت وقولت:
– بجد!!
هز راسه وقال:
– ولو ساعدتيني، هساعدك تخرُجي بُكره
بفرحه قولت:
– طب وهساعدك أزاي!!
– هطلعك من هنا علي مسئوليتي، وهكون متابع معاكي أول بأول
ابتسمت وقولت:
– خلاص ماشي
– نفسك في أيه تاني
– نفسي أشرب قهوه
رفع حواجبه وقال:
– بس ده ممنوع
بصيت في الأرض وبعدين ابتسم وقال:
– هاروح أتكلم مع دكتور مُحسن، في موضوع الخروج
هزيت راسي ومشي، فضلت قاعده عيوني علي كُل حاجه حواليّ، عندي أمل أن كُل حاجه هتتغير، عندي أمل أن الدُنيا هتضحك لي من تاني.
بعد عشر دقايق قرب مني ومعاه كوبايتين قهوه، بفرحه قولت:
– دي عشاني!!
– أشربيها بسُرعه عشان دكتور مُحسن لو شافها هنتعلق
ضحكنا وبدأنا نشرب وقال:
– نفسك في أيه تاني
– نفسي لما أخرُج أمشي في شوارع فاضيه، علي صوت عبدالحليم
– بتحبي الأغاني القديمه!!
– ومين ميحبهاش، أم كلثوم وعبدالحليم وفيروز ونجاة الصغيره ومياده الحناوي، يعني كُل حد فيهُم ليه أغاني مُعينه ليهُم معلقه معايّ وبحبها
هز راسه وبعدين بص لساعته وقال:
– طب يلا نرجع الأوضه عشان الصُبح بدري هخرجك بنفسي
ابتسمت وقومت وأنا مبسوطه أني هخلص من ريحة المُستشفيات والحبسه، وأني هرجع لحُريتي من تاني.
دخلت أوضتي وقررت أنام وأستعد لبُكره.
صحيت وأول ما صحيت لقيته قاعد قُدامي، ابتسمت وقال:
– كُل ده نوم، شكلك مش مُتحمسه للخروج
– ده أنا نمت كتير عشان عايزه لما أخرُج مقعُدش ثانيه في البيت
ابتسم وقال:
– طب يلا، هستناكي برا تكوني جهزتي نفسك
هزيت راسي، وأول ما طلع قومت وبدأت ألبس هدومي، دخل بعد ما خبط علي الباب، نزلنا وركبت عربيته.
ولأن كان ممنوع عني الزياره فمحدش كان يعرف أني هخرُج، وصلت عند العُماره، وقال:
– هتروحي تزوريها أمتي!!
– كمان ساعتين
هز راسه وقال:
– هتلاقيني عندك كمان ساعتين
– هتيجي معايّ بجد!!
هز راسه وقال:
– أتفقنا أني هكون معاكي في أي وقت، وأن أحتاجتيني هتلاقيني ولا أيه!!
ابتسمت وفتحت الباب وقولت:
– هستناك
نزلت وطلعت، خبطت ولقيت ماما بتفتح وتاخُدني في حُضنها، وبعد سلامات كتيره وأحضان أكتر من أهلي، دخلت خدت دُش.
دُش دافي يطرُد أي طاقه سلبيه، دُش دافي يهديني.
مسكت البادي لوشن المُفضل عندي وبدأت أحطُه عليّ، ريحته تجنن.
طلعت ودخلت لبست بنطلون أسود وچاكت أسود، مسكت المُصحف وطلعت من الأوضه ماما بصت لي وقالت بزهول:
– علي فين
– نازله أتمشي شويه
نزلت ولقيته في وشي، ركبت ومشي بهدوء، وصلنا وقال:
– هسيبك تاخدي راحتك
هزيت راسي وقربت من القبر بتاعها، بصيت علي أسمها المكتوب علي القبر وأنا مش مصدقه أنها ماتت.
– وحشتيني، وحشني هزارك، وواحشني كلامك، عارفه!! أنا محستش أن ليّ صُحاب غير لما جيتي، ربنا يرحمك يا صحبتي، ربنا يرحمك ويسامحك، متخافيش، هجيلك علي طول، مش هنساكي أبداً
حطيت المُصحف علي القبر وقرأت سورة الفاتحه ومشيت.
ابتسم لما شافني جايه عليه، ركبت وقال:
– لو كُل الصُحاب زيك كده، مكنش حد اشتكي من الصُحاب
ابتسمت وقولت:
– أنا مكنش ليّ صُحاب خالص، أو خليني أقولك كانوا معارف، زمايل، كده يعني، لحد ما ظهرت، ظهرت في وقت قُصير أوي، ومشيت في وقت قُصير، ملحقتش أعمل معاها ذكرايات كتيره، بس خليني أقولك سابت في قلبي أثر حلو أوي، هفضل فكراها بالخير دايماً
هز راسه وقال:
– ربنا يرحمها
مشينا بالعربيه وروحت، فتحت الشات وبدأت أقرأ مسدچاتنا سوا، قد أيه كُنا مُتفاهمين سوا، قد أيه كُنا بنخاف علي بعض.
فضلت قاعده في الأوضه، بتفرج علي صورنا، وحاطه الأيربودز علي كوبليه لِـ محمد فؤاد.
|وبروح علي صورتك أخُدها في حُضني وأنام، أهي حاجه وبتصبرني علي الأيام|
سمعت صوت كلاسك عربيه، صوت مبيسكُتش.
بأزعاج طلعت البلكونه أشوف في أيه، لقيته هو، بصيت علي الساعه لقيتها متأخر.
شاور لي أنزل، لبست بسُرعه ونزلت، كان البيت كُله نايم، ولأني بحب المُخاطره نزلت بكُل سهوله.
– دكتور تميم، بتعمل أيه في الوقت ده!!
نزل من العربيه بعد ما قفلها، وقال:
– يلا!!
بصيت له بستغراب وقال:
– كان تاني حاجه نفسك فيها أنك تتمشي في شوارع فاضيه
ابتسامتي وسعت وقولت:
– ده بجد!!
هز راسه وبدأنا نتمشي، فتح التليفون علي أُغنيه لِـ عبدالحليم
|انا لك علي طول خليك ليا خُد عين مني وطُل عليا وخُد الاتنين واسأل فيا من اول يوم راح مني النوم|
لقيت نفسي بدندن بصوت مسموع وعالي:
– أبعت لي سلام قول أي كلام
بصيت له وكملت وقولت:
– من قلبك أو من ورا قلبك
ضحك وقال:
– مش يبقي حرام أسهر وتنام، أقاسي نار حُبك
وفي نفس الوقت قولنا:
– أنا لك علي طول خليك ليّ، خُد عين مني وطُل عليّ
بصينا لبعض وقولنا:
– وخُد الأتنين، وأسأل فيّ، من أول يوم راح مني النوم
– بحبك
وقفت مره واحده، وعيوني كانت جوه عيونه، غريبه أول مره أشوف عيونه بتلمع، كُنت شايفاني جوه عيونه.
– أنتَ قولت أيه!!
– بحبك يا هند
علىَ صوته وقال:
– بحبك، قولتي أيه!!
ابتسمت ومشيت قُدامه وقولت:
– أنا لك علي طول خليك ليّ
تمت
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرفة 307)