روايات

رواية غاليتي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فريدة الحلواني

رواية غاليتي الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فريدة الحلواني

رواية غاليتي الجزء التاسع والعشرون

رواية غاليتي البارت التاسع والعشرون

غاليتي
غاليتي

رواية غاليتي الحلقة التاسعة والعشرون

مر اسبوعا سعيدا علي الجميع …بعد عقد قران الرباعي …انطلق كلا مع حبيبته الي احدي القري السياحيه كي يفضي معها اسعد اللحظات بعدما من الله عليه و جعلها من نصيبه
و لكن …ذلك الخبيث الذي لا ينسي ثأره..هل تعتقدون انه تركهم يهنؤون…لا و الله
ارغم فادي ان يتم نصف الاكليل بعد مرور ثلاث ايام علي سفرهم…كما اتفق مع احمد علي اتمام خطبته بمني بعد اسبوع
و برغم ان كلا من طارق و فادي قاما باغلاق هواتفهم…لم تستطع منه و ريم فعل ذلك اذاعا لرغبه غاليه التي امرتهم بذلك حينما قالت لهم : اسمعي يا بت انتي و هي …الفون ميتقفلش
مش هقدر اقعد من غير ما اطمن عليكم …اعملوه سايلنت و لما تلاقو فرصه كلموني
و الشاطر حسن علم منها ذلك بطريقته …و حينما وجدها في احدي المرات تحادث منه بينما طه كان ينعم بحمام دافيء
سحب منها الهاتف و قال بجديه ذائفه : عامله ايه يا منه..اديني طه بسرعه
وجلت من طريقته فتحركت تجاه المرحاض…
طرقت الباب و قالت : طه …حسن عايزك ضروري
و بينما كان الشيخ يصرخ و يسب اخيه كان …اخيه يهمس للغاليه بوقاحه : دي بتخبط عالباب …العيال دي انا شاكك فيها
و تضربه الغاليه ثم تقول : انت فاكر كل الناس قليله ادب زيك…انا نفسي اتهني مره بقعده في البانيو
نسي امر الهاتف حينما لف زراعه حول خصرها و قال بفجور : طب بزمتك …البانيو يحلي من غيري …داحنا بنبلبط سوي و ….
قطع حديثه الوقح حينما سمع صراخ اخيه و هو يقول : لما ااانت بتبلبط يا روح امك…متصل تقرف امي ليييييه
تنحنح كي يجلي صوته و يقول بخبث : حبيب اخوك الي واحشني …عامل ايه يا شيخ طه طمني عليك يا حبيبي
طه بشك : ولااااا …مش مرتاحلك في ايه
حسن ببراءه زائفه جعلت غاليه تنظر له بصدمه : ابدا يا حبيبي اطمن…كتم ضحكته و اكمل : نص اكليل فادي بكره …قولت اكلمك عشان تلحق ترجع
طه : يخربيت اااامك عالي جابوك يااااا شيخ
ثم فعل بالمثل مع هذا الوقور الذي فشل في اطلاق سباب لازع كان حقا …يستحقه
و داخل الكنيسه …يقف فادي بسعاده احتلت كيانه …ينتظر حبيبته التي في غضون بضع لحظات ستصبح ملكا له…انتظرها لسنوات …و ها هو يقف علي احر من الجمر …لا يطيق الانتظار اكثر من ذلك
و الجميله تدلف عليه بفستانها الابيض الذي ارغمها علي ارتداءه …وسط تسفيق الحضور الذي يصطفو علي كلا الجانبين
يقف جانبه رفاق دربه الذين لم يتركوه في احلك لحظات حياته حزنا…و اشدها فرحا
كانو بمثابه اربع فرسان و معهم الثلاث شباب الذين خطفو الانظار من وسامتهم
و خلف ماريان…التي تسير بتمهل عكس وجيب قلبها الذي يدق بعنف…منه و ريم و مني …و معهم الغاليه التي ظهرت بطله خطفت انفاس الشاطر حسن
و الذي حين رأها همس بغيره حارقه : ينهاااار ابوكي اسود …الله يحرقك يا شيخه …الله يحرقك
و غاليته التي رغم ازدحام المكان كانت عيناها مسلطه عليه …من الاساس لا تري غيره…بمجرد ان لاحظت تجهم وجهه
غمزت له فالخفاء و اهدته اجمل ابتسامه لا يراها الا هو علي وجهها البهي
خفق قلبه بعشقا و تمني ثم تنهد بقله حيله….لام نفسه كثيرا اذ قال بغلب : بنت الكلب …ببصه واحده اجيب وري …مش عارف اخد معاها حق و لا باطل
اما عن سيلا الجميله و اسيا التي احبتها كثيرا …كان بقومان بمهمه نثر اوراق الورود امام العروس
و بمجرد ان وصلت امام الذي احترق من الانتظار ….تحرك يس من مكانه ثم سحب حبيبته الصغيره و قال بغيره : نفذتي الي في دماغك و رشيتي الزفت ..اقفي جنبي بقي متتحركيش ساااامعه
و الرقيقه تدمع عيناها بحزن و تقول : حاضر
و العاشق لا يقوي علي تحمل حزنها فيقول مغازلا اياها حتي تسطع شمس ضحكتها الحلوه : متزعليش …
حد قالك تبقي زي القمر كده و انا بموت مالغيره عليكي
تبتسم بخجل …و ياتي هادم اللذات …و الذي كان اكثر منه غيره
معاذ : يعني انا هلاقيها من ولاد الكلب الي بيبوصلها و لا منك انت يا عم النحنوح
اعقب قوله بالهتاف علي سيلا و بمجرد ان وقفت قبالته
سحبهما معا و اتجه الي ركنا هالي الي حدا ما …ارغم علي الجلوس ثم قال بامر : عايز واحده فيكم تتحرك من مكانها…اقسم بالله هتشوف وش محدش شافو…تمااااام
اسيا التزمت الصمت لعلمها بغضب اخيها …اما المشاكسه الصغيره سليطه اللسان قالت بغيظ : ليييه بقي ان شاء الله…انا لسه هرش الورد …انت مالك بيا
سيلااااااا….
صرخ باسمها بوجها غاضب لاول مره تراه…مما جعلها تجلس سربعا بخوف ثم تهمس لاسيا : ايه ده …هو بيتحول
ابتسمت اسيا و قالت : اااه ..و اسمعي كلامه بقي لانه كده مش بيهزر
نعود الي فادي الذي يمسك يد حبيبته بقوه مخافه هروبها …يستمع بنفاذ صبر لما يتليه عليه القس من مراسم خاصه باعلانهم زوجا و زوجه
و لكن …حقا لم يتحمل
قطع حديثه و قال برعونه دون الانتباه لم يخرج من فمه : اااايه يا عم الحاج …صلي عالنبي كده وابلع ريقك …كل ده…اخلص بقي
وسط صدمه الجميع …سحبت مريان يدها سريعا و وضعتها فوق راسها ثم قالت بغلب : منك لله يا حسن…نظرت لفادي بغيظ ثم اكملت : انت لازم تقطع علاقتك بيه حالاااا
و هل يصمت حسن …بالطبع لا …رغم محاوله غاليه لمنعه الا انه قال بوقاحه : شوف الوليه بتقول ايه…هما النسوان الي بيفرقو بين الصحاب
ماريان بجنون : وليييبه …نسواااان
حسن : اااااه …وجه حديثه لفادي قائلا : انا ولا هي ياااض
فادي بغل : الله يحرقك انت و هي عايز اتجوز يا ناااااس…نظر للقس المزهول ثم اكمل بعد ان مال مقبلا راسه : ادي راسك اهي ….خلصنا بقي قبل الحرب ما تقوم
جز الرجل علي اسنانه غيظا ثم قال : اعلنكما زوجا و زوجه
صرخ فادي بفرح و جنون و هو بسفق بقوه : اللهم صلي عالنبي ..بقت مرااااتي يا جدعااااان
تشعر ان حبيبها يخبيء عليها امرا ما….تصرفاته في اخر ايام ليست طبيعيه …ناهيك عن شروده الدائم و تمثيله المزاح حتي لا يشعرها بشيء
اجمل ما يميزها …رغم جنونها و صغر سنها …الا انها تمتلك عقلا و حكمه يجعلها تستطع احتواءه مهما كان حاله
بينما كان يجلس فوق الفراش مستندا علي ظهره …مادا ساقيه فوقه …يدخن سيجارته بشرود
اقتربت منه بعد ان تجهزت كما تفعل كل ليله خصيصا له
صعدت فوق ساقه ثم جلست فوقها…ملست علي صدره بحنو و قالت : مالك يا حبيبي …سرحان في ايه
تطلع لها بنظرات مبهمه لبعض الوقت ثم اطفيء السيجاره في المنفضه الموضوعه جانبه و قال : شهد ….ردت بعشق : قلبها
تنهد بهم ثم اكمل : انتي عارفه اني بعشقك صح …هزت راسها بوجل…كوب وجهها و اكمل بخوف لاول مره يعرف له طريق : انا بحبك يا شهد …معرفتش اني ليا قلب غير لما انتي قدرتي تحركيه
اتمنيتك …و شحتك من ربنا …و مخزلنيش رغم كل ذنوبي …ردك ليا و انعم عليا بيكي
مش عايزك تزعلي مني مهما حصل …و لو جرالي حاجه …اوعي تنسيني ….خليكي فاكره موسي الي كان بيموت فالتراب الي بتمشي عليه
سالت دموعها رغما عنها و قالت برعب ظهر في ارتعاش صوتها : بعيد الشر عنك …يجعل يومي قبل يومك …ليه كده…انا مقدرش اعيش من غيرك اقسم بالله …اموت لو جرالك حاجه
ضمها بقوه نابعه من خوفه عليها و قال : متقوليش كده …اهدي يا حبيبي بتعيطي ليه
ابتعدت عنه عنوه و قالت : انت مخبي عليا اااايه…اصلا انت بقالك كام يوم شكلك مش طبيعي …قولي في ابه
رد كذبا : مفيش حاجه يا صغنن….هو انا عشان قولتلك كلمتين حلوين يبقي في حاجه
شهد بجديه : موووسي …مبروم علي مبروم ميلفش …انت عارف اني فهماك …في ايه
ملس علي جسدها بوقاحه كي يلهيها و قال : في انك وحشاني و عايز اكلك …قرب وجهه من خاصتها حد التلامس ثم اكمل برغبه : ينفع ادوق العسل …و لا هتحرميني منه يا عسلي
ملست علي وجهه بحنان ثم قالت : انا كلي ليك يا حبيبي …بس مش هتعرف تهرب مالكلام و لا تلهيني…قولي مالك …طمن قلبي الي واكلني عليك …عشان خاطري …متخبيش عليا
فاجأها بالتهام ثغرها رغم محاولتها الابتعاد حتي لا تضعف و ينسيها ما تريد
و لكن….هو يعلم كيف يجعلها تنفصل عن العالم و يغيب عقلها…يحفظ مفاتيحها …يحركها بين يديه مثل العروسه اللعبه الي ان تتأجج رغبتها
تتحول وقتها الي انثي شرسه …اكثر رغبه منه …فيغوصان معا في مشاعر لا يقوو علي تحملها بعد ان جعل تضخم قلبيهما عشقا …
رغما عنه وجد حاله يمارس عنفه عليها بعد ان كان شفي منه…و لكن حربه الداخليه جعلت عقله مغيب عن صرخات الالم التي خرجت منها
لا يري امامه غير مخطط تلك الشيطانه التي تريد الخلاص من صغيرته
لولا عنايه الله ما كان علم شيئا عما انتوته تلك الافعي سمر
تذكر حينما امسك بتلك الفاسقه التي اتفق معها الضابط كي تشهد ضد غاليه
حينما اجبرها علي الاعتراف…ارادت ان تنقذ حالها من الحبس فقالت بمقايده : هقولك علي حاجه تخصك…بس تديني الامان و تخلي الباشا يعفي عني
شعر ان ما لديها ليس بهين …اعطاها الامان مع وعد بحمايتها فقالت : سمر بت عمك
قطب جبينه باستغراب فاكملت : ناويه تخلص علي مراتك
انتفض بغضب جم ثم امسكها من شعرها بعنف و قال : تخلص علي مين يا ##### …انطقي جبتي الكلام ده منين
ارتعبت منه و قالت سريعا كي تنقذ حالها من براثنه : انا مليش دعوه …دي البت عنبه الريكلام…هي الي جات حكتلي علي اتفاقها مع سمر و عطيه
موسي بغل : اتفقو علي ايه يا بت ال ####
ردت سريعا : عطيه الي جر رجلها اكمنها وجه جديد مش معروفه ….هما مراقبين مراتك و شافوها كذه مره بتروح تاخد درس …و بعد ما خلصت بتروح عند الابله بتاعتها
عنبه عملت نفسها تلميذه و كانت بتحضر معاهم …اخدت رقم مراتك و حاولت تتصاحب عليها بس مدتلهاش وش …و كمان انت علي طول معاها …معرفتش تستفرض بيها
موسي : امال كانت هتوصلها ازاي
ابتلعت لعابها بصعوبه و قالت : كانو مستنيين اول فرصه تكون مراتك هناك …هتتصل بيها و تعمل نفسها عربيه خبطتها علي اول الشارع ..و بتيتنجد بيها…و طبعا مراتك جدعه و مش هتتاخر
اكملت برعب : اول ما كانت هتنزل من عند المدرسه …في عربيه هتخطفها …
موسي بجنون : يا ولاااااد الكلب ..كانو هيموتوها
هزت راسها بصعوبه و قالت : لا …الرجاله هتعمل عليها حفله …و بعدها هتفضل هناك لحد ما تبقي مدمنه و بعدين يرجعهوالك عشان تتقهر
ظل يضرب فيها و هو ليتخيل ما كان يخططون له
انقذها من يده قبل ان يقتلها …السيد الذي كان يشعر بالخزي مما تفعله اخته و ابيه…و حسين الذي شعر انه يريد قتل سمر و ابيها معا
ابتعد بصعوبه ثم نظر للسيد بغضب و قال : انا كده عملت الي عليه…حاولت ابعدهم …حاولت احميهم …و هما بيدبرو لموتي
رد عليه بقهر : انا الي بقولك خد حقك و اعمل الصح…لو فضلو في وسطنا هيدمرونا نفر نفر …مش انت بس الي هيطولك ازاهم
رغم انه انتهي لتوه من افراغ رغبته بها …الا انه ما زال يعتليها دون شعور …و لكن…
صرخه قويه جعلته يفيق علي حاله و يعود من شروده…صدم من دموعها الغزيره و كم البقع الداكنه التي شوهت جسدها بالكامل
انتفض من فوقها بجزع…سحبها كي تعتدل و يجلسها داخل احضانه …ظل يقبل راسها بندم و يقول : حقك عليا …مقصدش ….و الله ما كنت حاسس بنفسي …حقك عليا …متزعليش مني …انا مرجعتش للي كنت فيه و غلاوتك عندي …بس مش عارف ايه الي جرالي انهارده
ظل يعتزر بندم شديد و هي لا تفعل شيء غير البكاء فوق صدرهالي ان غفت دون اراده منها
جز علي اسنانه بغل ثم همس بتوعد : و حيااات دموعك دي ما هرحمهم …حقك علي قلبي يا صغنن
في اليوم التالي ….وصل حسن الي مقر عمله القديم بعدما استدعاه عبدالحفيظ في محاوله منه ان يقنعه بالعوده الي هنا مره اخري
عبدالحفيظ : اعتقد كده الاستقاله ملهاش لازمه…انا اعتبرتك في اجازه ….انت امورك بقت تمام يبقي ارجع شغلك بقي
ابتسم بهدوء ثم قال : ماهو عشان الحمد لله اموري بقت تمام …مش هرجع الشغل ده قرار اخدته و انا مقتنع بيه
عبد الحفيظ : طب ليه يابني…الي وصلتله مش هين حرام تهد كل ده
رد عليه برضي : الي وصلتله بحمد ربنا عليه …بس خلاص حقيقي معنديش حاجه اقدمها اكتر من كده …محتاج اكمل حياتي في هدوء و راحه بال
و بعدين متقلقش ولادي الاتنين هيكملو المسيره بعدي …و طه موجود كمان
عبدالحفيظ : يعني ده قرارك النهائي مفيش اي احتمال للتراجع
حسن : لا …بس هأجلها يومين …اقفل الملفات المفتوحه ….تطلع للامام بعيون لامعه بالعزم ثم اكمل : و هقفل اهم و اخر قضيه عندي …بعدها ارتاح بقي
في مكان خالي من البشر …يعم الظلام حول المتواجدين فيه
التاجر الذي اتفق معه عطيه و منعم يصاحبه عددا من الرجال
و الاثنان يقفان معهو بمصاحبه سمر التي تولت هي قياده العمل و معهم ايضا عددا من الرجال
و هناك …في مكان بعيد متواري عن انظارهم ….يتابع حسن و موسي ما يحدث باهتمام…و خلفهم يقف بعض الضباط و العساكر متأهبين …في انتظار اشاره قائدهم حتي يقومو بالهجوم علي هؤلاء المجرمين الذي ينفزون عمليه كبيره لبيع المواد المخدره و السامه
حسن : انت متاكد انه هيبعلهم حشيش مع البودره
موسي : التاجر طماع يا باشا …بس جبان …كان خايف يبعلهم …لولا مانا كلمته زي ما اتفقنا و فهمته اني بشتغل الكل بحكايه التوبه دي …و في نفس الوقت اقنعته اني عايز انتقم من عمي عشان اكل حقنا
هيجباهم ضعف الكميه الي اتفقو عليها …قولتلو ياخد الفلوس منهم …و بعدها انا هظهر و استلم البضاعه …و ادفعلو الباقي
حسن : و طبعا عشان عارف انهم بيخافو منك و بيعملولك الف حساب …هيخافو و مش هيقدرو يمنعوك
موسي : بالظبط كده …و اهووو انت شايف بعينك الكميه الي بيعاينوها قد ايه ….
قطع حديثه و هو يدقق النظر ثم قال : عمي و عطيه طلعه الفلوس …جه دوري
حسن بجديه : موسي مش عايز انتقامك يعميك و تتهور …يغور الشغل و القضيه المهم انت تبقي بخير
ابتسم له بامتنان ثم قال : اطمن …ربك يسترها …و بعدين انت في ضهري و لا ايه
ربت حسن علي زراعه برجوله و قال : دي حاجه لازم تتاكد منها …روحي قبل روحك يا زعيم
و الزعيم يسمي و يتوكل علي الله ثم يتجه ناحيتهم و هو يبتهل داخله ان يمر الامر بسلام
حتي اذا حدث له شيء …سيكون راضيا لان صغيرته بعدها …ستحيا بامان
صدمت سمر و من معها حينما ظهر امامهم من العدم ….طل عليهم بشموخ و هيبه لن ينقص منها شيء
ابتسم بغل و قال : ااايه يا عمي …مالك تنحت كده ليه
ردت سمر قبل ابيها بغل : هو اااايه الي بيحصل ده…نظرت للتاجر و اكملت : ااايه الي جابه هنا …انت بتبيعنا
التاجر : انا مبعتكومش …انا قولت للمعلمين الي وراكي دول ان في تاجر مشارك معاكم في البضاعه …و مالاساس انا عمري ما كنت هأمن اني ابعلكم من غير الزعيم مايكون ضامن
عطيه بزهول : هو مش تاب …انا مش فاهم حاجه
ضحك موسي بصخب ثم قال : المغفلين الي شبهكو هما الي صدقو …نظر للتاجر و اكمل بثقه : من وقت ما عملت عالكل الفيلم الهندي ده….بعتلك كام واحد اشترو منك باسمي يا معلم
المعلم : كتير يا زعيم …انت دماغك مافيش منها …نيمت الكل و انت مدورها بمعلمه
موسي بحسم : المهم …انا مبحبش الرغي الكتير وقت الشغل …وريني البضاعه عشان نخلص …و خلي رجالتك تعد الفلوس لحد ما اعاين الشغل
و في غضون بضع دقائق رفع موسي يده للاعلي ثم مررها فوق راسه
و كانت تلك هي الاشاره المتفق عليها كي يتحرك حسن هو و قواته للقبض علي هؤلاء المجرمين
و بمجرد ظهورهم …اخرج جميع الرجال السلاح و دارت حربا دروس بين الطرفين….
بمنتهي الذكاء اتخذ موسي التاجر درعا واقيا له من رصاصات رجال عمه التي امرتهم سمر بقتله قبل ان تحاول الهروب مع ابيها و عطيه
و لكن فشلت تلك المحاوله بعد ان احاطتهم قوات الشرطه سريعا
انتهي الامر في غضون بضع دقائق بعد ان استسلم الرجال حينما وجدو الكثير من رفاقهم منهم من قتل و منهم من اصيب
تلك الحيه …رغم وضعها …الا انها لن تقوي علي تحمل نظرات الشماته الصادره من موسي لها
وقف امامها قبل ان يضع احد العساكر الاصفاد الحديديه في يدها
نظر لها بفرحه و قال : كنتي عايزه الرجاله تمرمط شرفها فالارض …و تخليها مدمنه صح ….امسك خصلاتها بغل ثم اكمل : طول مانا عايش عمرك ما هتقدري تأذيها …يلااااا …مبارك عليكي العبايه البيضه ده لو مكنش حبل المشنقه يعني
ابتسمت بغرابه و قالت : مش لما تعيشلها يا زعيم
قبل ان يفهم ماذا تقصد …كانت تغرز مطواه صغيره الحجم داخل بطنه بكل غل و كره
حينما حدث ما حدث اخرجتها من صدرها ثم وضعتها داخل كم عبائتها الضيق متخذه قرار بقتله اذا تم القبض عليها
و ها هو اعطاها الفرصه بسهوله حينما وقف امامها قبل ان تكبل بالاصفاد
هرول حسن تجاهه بعدم سمع صرخته المكتومه ….نطق باسمه بخوف …و حينما وقع ارضا و دمائه افترشت الارض
ظل يضرب في تلك الجبانه و هو يسبها سبابا لازع
ابعده احد الضباط فهبط ارضا محتضنا موسي بيد و يده الاخري تضغط فوق جرحه في محاوله لايقاف النزيف
تطلع له بدموع و قال : اجمد يا زعيم …الاسعاف اهيه داخله علينا …بالله عليك اتحمل و حيات شهد …مش هقدر اعيش بذنبك
تطلع له بعيون يجاهد في فتحها …ثم قال بصعوبه :
ش ه د…..امانه ….في… رقبتك….و فقط
اغمض عينه …تاركا الدنيا بقلبا مطمأن …ان صغيرته …ستحيا …بأمان
يتبع الاخيرة
🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
الفصل الثلاثون والاخير
عشنا معا صراعان …احدهما كان…بين الشهوه و الحب
….و الاخر كان بين…السلطه و العشق
ابطالهم مرو بمواقف و صعاب لا يتحملها بشر حتي اثبتو بقوتهم ان….العشق هو الغالب الوحيد في تلك المعركه ….التي كانت اشد شراسه من اي حربا خاضوها من قبل
و كما عشنا معهم تلك الحرب…
فلنري كيف عاشو بسلام…بعد الاستسلام لعشقا…احتل كيانهم
انقلبت حاره الزعيم راسا علي عقب بعد وصول خبر موته
انهار الجميع …و بين كم الاشاعات و كل منهم يدلو بدلوه ….وقف محمد النجار بقوه و قال صارخا ليصمت الجميع : بااااااس …مش عايز اسمع صووووت يا ولاد الكلب …ابني عايش…الزعيم عايش ما متش
في تلك اللحظات كان كلا من حسين و علاء و سيد يجرون اتصالات بكل من يستطع ان يخبرهم الحقيقه
هم لا يعلمون ما حدث لاخيهم ….كل ما وصل لهم عن طريق احدي الرجال الذي استطاعو الهروب و قام بالاتصال علي احد رفاقه بالحاره…ان الجميع تم القبض عليه و سمر…قتلت موسي
و من هنا انطلقت الاقاويل عن ادعاء موسي التوبه…و انه ما زال يعمل في تلك التجاره المشبوهه
و ما حدث له كان اختلاف في العمل …او انتقام سمر لطلاقها منه …و..و…و
و عكس المتوقع …شهد ..تربيه الزعيم…حينما وصلها الخبر …لم تنهار …بل رفضت تصديقه من الاساس
و حينما وجدت النساء يصيحون و يبكو بل وصل الامر للصراخ و لطم الوجوه
صرخت بهم حتي بح صوتها و هي تقول بقوه و كأن روحه هو التي تتحدث : ااااخرسو…
.ايااااك اسمع واحده بتعدد و لا تنزل دمعه….موسي حي و راااجع
اعتبرتها النساء جنت من صدمتها…و حينما وجدت ان ما يحدث سيجعلها تنهار في وقت يجب ان تظل صامده الي ان يعود حبيبها
تركتهم متجهه الي الاعلي سريعا…لحقت بها ريهام و حياه مخافه ان تفعل في نفسها شيء
دلفت شقتها و اخذت تبحث عن هاتفها و هي لا تري من الدموع المحبوسه داخل عيناها
ريهام : اهدي يا شهد
حياه : طب بتدوري علي ايه و احنا نجبهولك
ردت بصعوبه : تليفوني …انا مش شايفه …حد يدور عليه
نظرو لها بشفقه …بينما سحبته ريهام من فوق احد المقاعد و قالت : اهو يا حببتي …بس كلهم بيتصلو بيه تليفونه مقفول
خطفته سريعا و مسحت عيونها كي تستطع الرؤيا
لم ترد علي صديقتها …بل بحثت عن رقما ما و طلبته سريعا
و حينما اتاها الرد قالت بنبره تقطر حزنا و رجاء : غاليه ….بكت رغما عنها و لم تستطع ان تكمل
غاليه بوجل : شهد مالك يا حببتي ..بتعيطي ليه قلقتيني
ردت عليها بصعوبه : معلش و النبي ….الباشا عندك…او تعرفي تكلميه
غاليه : لا مش عندي هو في شغل من بدري مكلمنيش …طب فهميني في ايه عشان اقدر اساعدك
شهد بانهيار : بيقولو موسي كان بيشتري مخدرات….و سمر قتلته
شهقت بقوه و اكملت بغلب : و انا و لا مصدقه انه ضحك عليا و متبش…و لا هقدر اصدق ان هعيش من غيره….ابوس ايدك كلمي جوزك يمكن يعرف حاجه
غاليه بحزن و شفقه : اقفلي و ….قاطعت حديثها برعب : لالالالا…بالله عليكي خليكي معايا و اتصلي بيه من اي فون تاني…عشان اسمع و متضحكيش عليا
قدرت موقفها و قالت بعدما اتجهت لغرفه منه : طب بصي يا حبيبي …هتصل بيكي من فون منه عشان اعرف اتصل بحسن من تليفوني و انتي معايا
دلفت علي منه و قالت سريعا : هاتي فونك …اعطته لها و هي تنظر لها باستفهام …اشارت لها ان تصبر
غاليه : افتحي عليا و اقفلي الخط ده
فعلت ما قالت و ظلت تسمع كل محاولاتها بالاتصال علي زوجها و فادي و لكن …لن تجد اجابه من احدهما
فقالت : مش بيرد و لا فادي …طب ثواني كده
اضطرت ان تهاتف ابو ذياد …و حينما رد عليها قالت : فين حسن يا محمد…مش بيرد ليه …انا عايزاه ضروري
رد عليها بحزن : الباشا فوق فالمستشفي و انا نزلت اجبلو سجاير
خفق قلبها رعبا و قالت : ماله جراله حاجه
رد عليها سريعا كي يطمأنها : لااا …اهدي الباشا بخير …ده موسي
هنا …خفق قلب شهد التي تسمع ما يدور عبر مكبر الصوت التي طلبت من غاليه ان تفتحه
غاليه : انطق يا محمد ايه الي حصل انت هتنقطني كلمه كلمه
محمد : كنا في مأموريه متفق عليها الباشا مع موسي …و تمت علي خير و كل حاجه تمام …بس بنت الكلب طليقته غدرت بيه و ضربته بمطوه في بطنه
شهقت شهد برعب و لكنها اطمأنت قليلا حينما اكمل : بس الحمد لله لحقناه و الضربه مكنتش جامده…بس الباشا كان هيتجنن
غاليه : ليه
محمد : اصل موسي اول ما اخد الضربه وقع و اغمي عليه في ساعتها بس كل الي قاله قبلها…شهد امانه في رقبتك
كلنا فكرنا انه مات …بس لما نقلناه المستشفي الدكتور طمنا و قال الضربه ماصابتش اي اعضاء حيويه …و حالت الاغماء الي حصلت وقتها عشان تقريبا بقاله كام يوم ماكلش غير الضغط العصبي الي اتعرضله
كانت الصغيره تسمع و تهز راسها بهستيريه علامه الموافقه و كأنهم يروها
غاليه : الحمد لله …طب انتو في انهي مستشفي
محمد : في ….
غاليه : طب اقفل و بلغ حسن ان جايه
اغلقت قبل ان تسمع رده …ثم قالت لشهد : اطمنتي
صرخت شهد بفرح و جنون و هي تهرول حافيه القدمين الي الخارج ….الحمد لله …الله يسترك….الله يسترك
ازاحت الهاتف من فوق اذنها دون ان تنهي المحادثه
ظلت تقفز فوق الدرج و هي تصرخ قائله : مووووسي عااااايش
الزعيم عاااايش يا ولاد الكلب
مضحكش عليا
لا احد استطاع اللحاق بها و لا منعها من الاتجاه نحو الشارع بينما لم تستطع حياه الهروله نظرا لامتلاء بطنها بجنينها الاول
تولت هي قص ما حدث للنساء
بينما شهد وصلت الي محمد النجار و قالت بانهيار : بابااااا …موسي عايش …ابوس ايدك وديني ليه
ظنو انها جنت من الصدمه و لكن في وسط تكرارها لتلك الجمله بتوسل
نطقت ريها بصوت عالي : يا جماعه فعلا موسي عايش هو متصاب و في مستشفي ….لسه مرات ااباشا مبلغه شهدهي متجنتش و لا حاجه
انطلق الجميع نحو المشفي بسرعه و حينما وصلو كان قد خرج من غرفه العمليات لتوه
تفاجأ حسن بوجود غاليته تتجه اليه تزامنا مع وصول عائله موسي باكملها و بعض رجال الحي
جز علي اسنانه غيظا من وجودها رغم انه اتصل بها كي يمنعها…و لكنها قد نسيت هاتفها قبل ان تغادر
هرولت شهد تجاهه حتي انها سبقت غاليه …وقفت امام و قالت بانهيار : موسي فين يا باشا …الله بخليك عايزه اشوفه
اشفق علي هيأتها المشعثه و رد مازحا : اطمني يا بنتي جوزك زي القرد ج…
قبل ان يكمل حديثه كانت تقتحم الغرفه المتواجد فيها زعيم قلبها
لم تعطه فرصه للتفاجؤ بوجودها حينما انقضت عليه تقبل كل انش في وجهه و هي تقول بانهيار : حبيبي …عمري كله …كنت هموت …ليه كده …قلبي وجعني …و ربنا ما عارفه اتنفس
تحامل علي الم جرحه و اعتدل بصعوبه…منعها من تقبيله كي يحتويها داخل حضنه و يقول : اهدي يا حبيبي …اهدي انا كويس …لسه كنت هتصل بيكي
ابيه و اخوته و كل من تواجد داخل الغرفه …يحمدون الله و يسالونه ماذا حدث
و وسط كل تلك الاصوات …لم يسمع غير صغيرته و هي تقول بقهر : ولاد ميتين الكلب …قعدو يصوتو عليك ..خلوني اترعب يا موسي ….نسوان عايزه الحرق
ابتسم بغلب و قال : اهدي يا صغنن انا كويس اهو …احتفظ بها تحت زراعه …و بدا يقص علي المتواجدين ما حدث
و بعد ان انتهي …ابتعدت عنه و قالت بقوه و غضب : شوفتووووو ….قال متبش قااال …ناس ولاد ستين كلب يموتو في الكدب و التاليف
ضحك بخفه و قال : يعني مصدقتيش
شهد بيقين : اصدق ااايه يا عم…دانا اصدق ان البحر بقي طحينه و لا اصدق انك تكدب عليا ابداااا
اما بالخارج …كاد ان يحطم راس تلك العنيده و هو يقول بغيظ : طبعا الكونتيسه غاليه متهداش غير لما تعمل ميت راجل في بعض ….ااااايه الي جابك
غاليه بقوه لن تتخلي عنها : اتصلت بيك تلاتين مره و مردتش …ااايه اسيب البت الغلبانه لوحدها
حسن بجنون : فين الي وحدها …انتي هتستهبلي …ده امه لا الاه الا الله معاها…انتي مش شايفه كم الناس الي جت
غاليه : بردو …مقدرش بعد ما كلمتني مكونش معاها في موقف صعب زي ده
جز علي اسنانه غيظا ثم قال : هموووت …بصي ….كل الي فات كوووم …و الي جاي كوم تاني …انا هعيد تأهيلك من جديد
ردت بتحدي : لييه ان شاء الله …شايفني ازاي يعني…
حسن : شايفك مش عارفه تقتنعي انك بقيتي علي زمه راجل …و انك واحده ست …واحده ست يا غاليه هااااا
ايقنت خطأها فاقتربت منه و قالت بدلال كي تحتويه : و هو انا مش ست يا شاطر حسن …يخونك الحسنه الي قربت تخنفي بسببك
عض شفته السفلي بجنون بعدما غضب من حاله بسبب تأثيرها عليه و قال : الصراحه …انتي ست الستات …و لو لفيت الدنيا ملقيش ضفرك…معايا مفيش احلي و لا اجمل من كده دلع و دلال و انوثه…و بره …بمليون راجل
غمزت له بشقاوه و قالت : طب ايه بقي ..زعلان ليه
رد عليها بجديه بعدما سحبها كي تسير معه للخارج : يا حبيبي مش زعلان….كل الحكايه انك اتعودتي طول عمرك قراراتك من دماغك…و انك مسؤوله عن نفسك و الي حواليكي
جيه الوقت بقي الي تكوني مسؤوله من حد …متشيليش هم لحاجه فالدنيا طول مانا معاكي
صعدت جانبه داخل السياره و قالت بجديه يشوبها الحيره : طب اعمل ايه …اتعودت علي كده
ملس علي وجهها بحنان ثم قال بجديه وقحه : لا في كتييير اوي تعمليه
نظرت له بعدم فهم فاكمل : تدلعيني …تهتمي بالحسنه …كده يعني
ضحكت بدلال ثم قالت بعشقا خالص : لو اطول اقيدلك صوابعي العشره شمع هعملها….انت حبيب عمري و حياتي يا شاطر حسن …
انا حبيتك فوق حبي ليك الف حب …بعد ما دخلت بيتك …و عشت معاك الحنيه و الامان الي عمري ما دوقت طعمهم
و كبرت في نظري اكتر لما شوفت معاملتك لسيلا الي مختلفتش عن اسيا بنتك
بجد بجد …يا بختي بيك …اخر الصبر جبر و عوض…و انا مهما دعيت ربنا …مكنتش هتخيل انه يراضيني بكل ده
ضمها تحت زراعه و قال بحب : انتي الغاليه …الي اديتها قلبي و روحي بطيب خاطر…المهم …اعملي حسابك بعد ما نخلص كل الهم ده … اخطفك بقي نقضو يومين تلاته عشر سنين كده شهر عسل
ضحكت بصخب و قالت : يومين تلانه عشر سنين شهر عسل ….بالله انت فاهم الجمله
غمز لها بوقاحه ثم ادار مفتاح السياره و هو يقول : متشغليش بالك بالجمله …ركزي فالي هيحصل فيها يا وحش
بعد ان اطمأن الجميع عليه و حمدو الله انه عاد سالما…تركوه كي يرتاح قليلا …و صغيرته رفضت ان تتحرك من جانبه
و بعد ان اغلق الباب عليهم سالها باستغراب : انتي جايه حافيه يا شهد
نظرت له بحزن و قالت : انا مكنتش حاسه بالدنيا يا قلب شهد و بحمد ربنا اني كنت لابسه الاسدال …اول ما غاليه عرفتني انك هنا جريت عالشارع
بكت بخوف وهي تكمل : كنت ميته من الرعب …انا لحد دلوقت مش عارفه الكام ساعه الي فاتو عدو عليا ازاي …و لا اذاي قدرت افكر و اتصل بيها
بس انت السبب في وجع قلبي …كنت حاسه بقالك فتره متغير و كل اما اسالك تخبي عليا
لو كنت قولتلي مكنتش عيشت الوجع ده …مش مسمحاك علي فكره
سحبها كي يحتويها تحت زراعه و قال معتزرا : حقك عليا …يا بت مكنتش عايز اشغلك و انا عارفك هتفضلي قلقانه …قولت بعد ما اخلص الدنيا احطيلك علي كل حاجه
شهد بعتاب : متفقناش علي كده يا زعيم ….من اول يوم لينا سوي و احنا متعاهدين منخبيش حاجه علي بعض…يبقي مين الي غلطان بقي
قبل راسها و قال : انا الي غلطان …خلاص يا صغنن …حقك عليا …تنهد بهم ثم اكمل : كان لازم اقطع الصفحه دي و احرقها من حياتنا …عشان نعيش مرتاحين …كفايه تعب بقي
ابعدها كي ينظر لها بعشق و يكمل : عايز اخلف منك عيال كتير يا صغنن …مش ان الاوان بقي و لا ايه
ابتسمت بعشق و قالت : انا بطلت البرشام بعد ما خلصت امتحانات …حركت فمها يمينا و يسارا و قالت بغلب مازح : بس انت مكنتش قايم بالواجب صح….اشارت للجرح و اكملت بغيظ : و اهوووو …قدامك يجي شهر علي مالجرح يخف
خيبه علي امي …قال عايز يخلف قااال
عض شفته السفلي لغيظ ثم قال بوقاحه : زي القطط تاكلي و تنكري
يا بت دانا كنت بطلع نص اليوم اروقك غير بالليل …كل ده و مكنتش قايم بالواجب ….واطي يا صغنن
ملست علي وجهه : انت قلب الصغير و دنيته و عمره …بحبك يا موسي ….بعشقك
بعد مرور شهران ….استقرت الاوضاع فيهم كثيرا علي جميع الاصعده
و لكن اهم ما حدث فيهم …هو الحكم بالاعدام شنقا علي كلا من سمر و ابيها و عطيه و التاجر
كانت تحاول منع بكائها و هي تمم علي حقائب الطعام التي اعدتها لكلا من معاذ و محمد اللذان سيغادران اليوم متجهين الي كليه الشرطه لبدا الدراسه فيها
طه بحنو : بتعيطي ليه بس يا حببتي هما مهاجرين
منه : انا اتعودت عليهم …هيوحشوني
محمد بحب و تأثر …قبل راسها و قال بامتنان : انتي كمان هتوحشيني يا مونمن ….لو امي كانت هنا مكنتش عملت الي انتي عملتيه معانا
احسن حاجه ابويا عملها في حياته انه جابلنا ام حقيقيه …حسستنا بالحنيه و الاهتمام الي مكناش نعرف عنهم حاجه
منه بدموع : ربنا يعلم غلاوتكم عندي …انا اه اتحرمت من نعمه الخلفه بس ربنا عوضني بيكم …بقي عندي تلت شباب زي الورد الله اكبر …و بنتين زي القمر ….بخليكم ليا و افرح بيكم يا رب
محمد بمزاح كي يخفف عنها : هو انتي عامله اكل للكليه كلها …كده هيبوظ
منه : يا بابا خليهم ياكلو و يتغذو …و بعدين متجبلهم تلاجه يحطوها في اوضتهم …هو انت قليل فالبلد و لا حد هيقدر يقولك لا
غاليه بضحك : شوف يا حماده مسكتك من نقطه ضعفك…ههههه هتلهم تلاجه بقي
ضحك الجميع و قال حسن بتجهم مازح : الي عمرك ما دلعتيني و لا قولتيلي اي حاجه …الله يحرقك يا شيخه …الله يحرقك
نظرت له بكيد و قالت : و ادلعك ليه …هاااا ..شايف يا بابا كل شويه يدعي عليا
محمد بغضب : لو قال كده تاني هكرشو مالبيت
حسن بغيظ : هي حصلت
يس : راحت علينا كلنا يا عمو …جدو لامم البنات حواليه و باعنا خلاص
محمد بكيد : هما الي باقينلي و بيدلعوني….ابوك ليل نهار فالشغل
و حسن من يوم ما استقال و فتح شركه الحراسات بقبت اشوفو صدفه
و الصيع دول …معاذ و محمد …طول اليوم نايمين …و يصحو المغرب يخرجو يشقطو بنات
يس بفخر : طب و انا …مانا قاعد معاك اهو
محمد بغيظ : ااانت …اااخ منك انت يا سهون يالي مبتعملش حاجه غير با بتذاكر …يا بتسبل لاسيا
احمر وجه الاخير خجلا و دارته داخل صدر غاليه التي اعتبرتها مثل ابنتها
ضمتها بحب و قالت : حبيبي الي احمر يا ناس …خلاص احنا نعلن خطوبتهم بقي عشان متكسفش
حسن : السنه الجايه ان شاء الله تكون خلصت ثانوي و هو يكون خلص سنتين من كليتو
ذبيده : حد اطمن علي ماري يا ولاد
غاليه : ايوه يا ماما تنا كلمتها من شويه كانت لسه مروحه من عند الدكتور …طمنها و قالها الحمل تمام بس محتاجه راحه
طه بغيظ : ماهو فادي مقعدها علي حجره ليل نهار …عايزه راحه اكتر من كده ايه
نظر لاخيه و اكمل بمزاح وقح : رجاله ناقصه …عدو الاربعين و لسه ليهم نفس يخلفو
معاذ بغلب : طب عمو فادي ليه حق يخلف…انما اخوك الي ابنه بقي اطول منه
يا ناااس …اوري وشي لصحابي ازاي ..افرض غاليه ولدت و انا فالكليه …اقولهم معلش عايز اجازه عشان ابويا لسه مخلف
انتفض حسن و قال بصراخ : ابوك مين الي خلف يابن الكلب انت….ليه هو انا الي حامل
عدل ياقه قميصه ثم قال بتفاخر : و بعدين دي حاجه تخليك تفتخر ان ابوك عدي الاربعين و لسه بطلع اجيال
لا يوجد اسرع من الايام …تمر سريعا دون ان نشعر بها
تكون مليئه بالصعاب و التحديات و لكن…طالما بيننا عشقا قوي …و ايدينا متشابكه …لن نهزم ابداااا …مهما كانت التحديات
دلف الي شقته يمني حاله بالاختلاء بها…و لكنه صدم بما راي امامه
علب الدهان مسكوبه فوق الارض …ولداه التوأم الذي رزق بهم من شهده يلوثون الحائط
و اخيهم الصغير يجلس ارضا وسط الطلاء…اما مصيبه حياته و تخليص ذنوبه كما يطلق عليها دائما …تقف فوق سلم خشبي …تلون جزءا من الحائط ….باتقان
صرخ بهم بجنون : ااااايه ده يا ولاد الكلب ….بتعملو ااااايه
انتفضو اثر صرخته و لكن ردت عليه ببجاحه كما اعتاد منها : ايه في ايه…يعني انت مش شايف
موسي بغلب : انا اتعميت من عمايلك السوده….مني لله اني وافقت تدخلي فنون زفت علي دماغك
قلبت عيناها بملل و قالت : احمد ربنا …بقيت مهندسه ديكور شاطره و بوضبلك بيتك
موسي : هو في حد يوضب كل شهرين …انتي هتجني اهلي …
ضحكت بشقاوه و قالت : انت مجنون لوحدك يا حبيبي …ايدك معايا بقي خليني اخلص
تقدم سريعا و علي حين غفله …حملها فوق كتفه و قال : انتي محتاجه تربيه …و انا هربيك يا صغنن
همست له بغيظ : عيب كده يا زعيم …انت مضيع هيبتي قدام العيال
و العيال…
يتطلعون لهذا المشهد الذي يتكرر دائما
و قبل ان ينطق ابيهم وجد احدهم يتجه نحوه
و هو يقول : و الله مانت تاعب نفسك …احنا هناخدو الي فيه النصيب من جيبك و نسيبك تربيها براحتك
اعقب قوله بوضع يده داخل جيب بنطال ابيه الذي ابتسم له باتساع و قال : خد الي عايزه يا حبيب ابوك ….يلا اتكل انت و ولاد الكلب دول و اشوفكم بعد يومين
اغلق الصغار الباب خلفهم …ازلها دون ان يفلتها من بين يديه و قال بعشق : وحشتني يا صغنن
لفت زراعها حوله و قالت : انت اكتر يا قلب الصغنن …نزلني اخد دش بسرعه و اجيلك
الكاتبة عندها قصص جريئة جدا
تحرك بها تجاه الغرفه و هو يقول : لا انا عايزك زي مانتي
شهد بضيق : ازاي بس دانا متبهدله و كلي الوان
قبل ثغرها بجموح ثم فصلها و قال بوقاحه : اما نشوف الوانك احلي …و لا الواني الي هرسمها عليك يا ….صغنن
و علي الجهه الاخري …كان الوضع اكثر جنونا
اذ كانت تلك المتمرده شبيه امها تقف في المنتصف و تقول بقوه واهيه : انتي ايه مشكلتك مش فاهمه…انا رايحه بارتي مع صحباتي …و جدو و بابا موافقين
غاليه بغيظ : و معاذ …لو رجع من السفر و عرف هيهد الدنيا …انا مش ناقصه قله ادب منه
محمد : سيبيها يا بنتي تخرج معاهم …دي لسه مخلصه ثانويه عامه و تعبت
غاليه بغلب : بالله يا حماده بلاش الكلمتين دول …عشان لما بيجي يجعر و يفتح صوتو بتصدروني انا في وش المدفع
حسن : طب يبقي يفتح بوقه معاها …ايه هو فاكر نفسه عشان كبر و بقي ظابط محدش هيقدر عليه
تشجعت سيلا و قالت : حبيب هارتي يا ابو علي….اكملت بقوه دون ان تنتبه لنظرات التحذير التي ارسلها لها الجد …و لا نظرات الشماته الصادره من امها
سيلا : و بعدين اصلا هو ملوش حكم عليا ….و لا هو خطيبي و لا اخويا …يروح يحكم عالبنات الي بيصيع معاهم
كان يقف خلفها يستمع لها بغل
كاد ان ينقض عليها الا انه وقف ينتظر ردها علي تلك الام الخبيثه التي قالت : يعني معاذ مالوش حكم عليكي
سيلا : ايوه طبعا
غاليه : يعني و لا بتخافي منه و لا بتعمليلو الف حساب
ردت بغرور زائف : اكيد لا …هو مين اصلا ع….قطعت حديثها حينما انتبهت لحسن و هو يشير بعينه علي شيء ما خلفها
اصفر وجهها و قالت برعب : اوعي يكون الي فهمته صح
هز راسه بياس علي ما سيحدث الان
و قبل ان تفكر فالهروب وجدته يمسك ثيابها من الخلف و يقول بغضب : مليش حكم عليكي صح
سيلا بتملق : قطع لسان الي يقول كده يا سيد الناس
معاذ بغل : كام مره طلبت منك نعلن خطوبتنا …و انتي بترفضي هاااااا
سيلا بزعر : متعدش يا ميزو هو انا مخي دفتر
غاليه بغيظ : شوف البت جابت ورا ازاااااي
حسن بغلب : انتي سلمتيها تسليم اهالي …عايزاها تعمل ايه
غاليه : احسن خليه يكسر دماغها الجزمه دي
نظر لها بزهول مازح و قال : يا تري طالعه لمين ….
ابتسمت و قالت : مش عارفه و الله يا شاطر حسن …انا عن نفسي كنت كيوت …غمزت له بشقاوه و اكملت : مش صح يا شاطر حسن
جز علي اسنانه غيظا و قال : بالله انتي مصدقه بوقك الي عايز يتاكل ده …الله يحرقك يا شيخه…الله يحرقك
تمت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غاليتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى