روايات

رواية عيون القلب الفصل المائة وواحد وأربعون 141 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل المائة وواحد وأربعون 141 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت المائة وواحد وأربعون

رواية عيون القلب الجزء المائة وواحد وأربعون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة المائة وواحد وأربعون

عند الفراق سيكون لقاءنا
عند السقوط سيكون وقوفنا
عند الوجع سيكون شفاؤنا
عند البكاء سيكون ضحكنا
فنحن من تجاوزنا كل الصعاب
نحن من بحبنا خلقنا المعجزات
نحن بصبرنا علمنا المحبين معنى الوفاء
اجل لن نفترق
و لن نقع ارضا الا و نهضنا
و لن نبكِ حزنا الا و لاحقا ضحكنا
و لن نتألم وجعا فبالعناق شفينا
و بالحب عوائق الحياة تخطينا
و معا صنعنا المعجزات …
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بعد الحديث المطول مع اخواتها
رجعت ثاني يوم بنفسية احسن
و معنويات اكثر ارتفاعا
عازمة ع خوض التجربة هذه مهما كانت صعبة
لان في نظرها زوجها يستاهل المغامرة
و ح تغامر بكل شيء في سبيل تحقق حلمه و تسعده
فتحت الباب و خشت
و سبحان الله مع عودتها يشعر ان مازال في امان
و ان استقراره محافظ عليه بفضل الله و من ثم بفصلها
ع طول ابتسم بسعادة : عيون القلب هذه انت ؟
و ما كانت اقل منه سعادة : السلام عليكم ايه جيت يا قرة العين كيف حالك اليوم
قبلت جبينه و ضماته : تعرف اني استاحشتك
تمسك بايدها : و تعرفي اكيد ان شوق متبادل
: اكيد
استنشق ريحة الاكل : شنو جايبة معاك
: جبت كسكسي و من انتصار راهو هي حاسبتك. خليني نحول العباية و نحطه و نتغذوا جميع
المهدي : هيا نراجي فيك
خشت بسرعة الدار حولت العباية و كانت جاية متجهزة في فستان جميل و حاطة زينة و عطر
جهزت السفرة و حطتها في الصالة ع الارض : مهدي
جي في اتجاهها و قعمز : يا حبك للقعدة ع الارض
: و يا حبك للتقعميز ع الطاولة .. انت عارف اني وقت بناكلوا و نلتموا و نهدرزوا يعني مش وجبة ع السريع نحب ناكلوها ع الارض
خذي الكاشيك : انا اللي عارف، بسم الله
و بدي ياكل : اممم تسلم ايديها الله يبارك انتصار حاجتها ديما سمحة
كلت معاه : يا حبك لاكلها و في الحاجة هذه صريح مستحيل تقول ان الكسكسي اللي ندير فيه انا اسمح
ضحك : اكيده هذه اولا كسكسي امي بعدها رجاء و بعدها انتصار و بعدين
قامت ايدها : خلاص معش نبي نعرف عن تطلع في وحدة ثانية غيري طعمة اكلها اسمح
بدي يكح من الضحكة : قريب شرقت
: اسم الله عليك بالشوية خيرك .. ايه شنو اخبارك في اليوم اللي غبته عنك
المهدي : ما فيش اخبار قاعد كيف ما انا كلمت ابلتي انتصار هدرزت معاها و تسلم عليك واجد
هناء : شنو اخبارها و الله انا الحق مقصرة ليا فترة ما عاد كلمتها
حط الكاشيك : اخبارها ممتازة الله يبارك مرتاحة واجد و دارت علاقات غادي مع ليبين من كل مكان و حتى مع جاليات عربية و الاهم من هذا كله شجعتني ع السفر يا هناء كنت محتاج ندوي مع حد يفهمني
هناء سكنت
و جي وقت السؤال : : اكيد شاورتي خواتك في قصة سفرنا للاردن ، ان شاء الله جيتي بجواب يريحني يا هناء
تنهدت : ايه خلاص توكل ع الله بس عندي طلب يا مهدي لو تسمع مني و تبيني نمشي مستريحة تقول باهي
رد بدون تفكير : اطلبي و ادللي و ما عليا الا انفذ
سالت و هي خايفة من القادم : انت متاكد ؟
مد ايده لعند وصل في ايدها و شدها : متاكد يا هناء موضوع السفر عندي لا رجعة فيه ، خلاص خشي في طلبك
كانت خايفة هلبة من رفضه لان المهدي شخص ما ينسجم مع اي حد : بعد فتحت الموضوع مع خواتي اقترحن عليا ان عطية ولد رفعية اختي يمشي معانا مرافق في حالة صار معانا شي انت احتجت شي وقت انا نكون زارعة ، يعني مرات يطلبوا عليا حتى نرقد في المستشفى يعني اهو يساعدنا
المهدي : ايه مزبوط من نفس عمري بس نحس في دماغه مازال مش راكز يا هناء
هناء تفكرت كلام ام العز عنه : لا هو بس طيب و اجد و بعدين قريب منك في العمر و باذن الله تتفقوا مع بعضكم
المهدي : خلاص طالما هكي بتكوني مرتاحة ما عندي ما بنقول
لهذا ضروري في هاليومين نقدموا في التأشيراتعن طريق شركة سفر بس طبعا بعد نكمل امتحاناتي
هناء : عين العقل بس اي تشاركية ح تقدم فيها
المهدي : مش عارف عندي صديق معايا في الاذاعة يفهم في الامور هذه و ديما يسافر ح نساله و بعدين نقرر
كانت تبي تعرف هل فاتح اهله في الموضوع و شنو كانت ردة فعلهم لانها شبه متأكدة ان المهدي مستحيل يقدم ع خطوة زي هذه بدون ما يقول لرجاء و ايمن بالذات ، بس وقت هو ما قال حتى هي سكتت
و السكوت .. سكوت بمعنى الصمت المطبق هكي كان جو حوش العيلة يوم لمة البنات سبحان الله صدق سيد الخلق اللي قال عليهم المؤنسات الغاليات يتعبى الحوش بالحس و الحياة و السعادة رغم كل شي زي ما صار في لمتهم الاخيرة من مشاكل عادية لكن يقعدوا وقت يجوا بنزين الحوش بابهى حلة و وقت يروحوا ياخذوا كل شي جميل معاهم
و يا حوش ما فيك بناتي يا حوش دفنت فيك حياتي و هدا لسان حال فتحية
مجاهد رقد بعد الظهر
و عبدالخالق يحرس ع عمله و القرش اللي يدخله يقسمه بين حوش اهله و مصروف الصيانة
و فتحية النوم مجافيها و تحاول ترغم نفسها انسجم في المسلسل اللي قدامها اللي ممكن حاضراته عشر مرات شوية
رن التيلفون افزعها
و شافت المتصل نجوى : ايوا
نجوى : اهلين امي كيف حالك ؟
: الحمدلله شنو حالي قاعدة اهو في الحوش مادة وجهي بروحي تقول صبية لا جبت و لا كبرت و لا درت اعراس و جبت كناين و الله حتى نموت ما يندري بيا واحد
وجعتها : خيرك يا امي ؟ تعوذي من الشيطان اهو معاك مجاهد و المهدي فوقك حمرة مش بعيد عليك و عبدالخالق الله غالب بين عمله و بين الحوش حتى طلعات واجد ما عنده
ردت بحسرة : ترا خليني بالله عليك .. قوليلي توا انت شنو حالك
: الحمدلله بخير غير اتصلت بمجاهد ما رد عليا قلت نسال عنك انت
فتحية شافت جنبها : راقد وليدي اليوم نايض بكري جي جنبي يلعب بالتيلفون لعنديت خذاه النوم
: نوم العوافي حبيبي ..
دخل اشرف الحوش : نستاذن يا امي توا بالسلامة بعدين نكلمك
و فهمت فتحية ان راجلها جي : بالسلامة
و بعد سكرت من امها اسرعت تلاقي زوجها : مرحبتين انست
: الله يانسك ، في من تكلمي خالتي ؟
خذت التوب متاعه : ايه .. متضايقة واجد لانها قعدت بروحها و انحبست في الحوش ع شان مجاهد سبحان الله طبعه هكي ما يحب يمشي لا عند خوالي و لا اعمامي
اشرف : خلاص نتريح شوية و العشية نعدوا نجيبوا مجاهد يلعب هنا و هي تعدي وين ما تبي. و منها يغير جوه و تبي الحق استفقدته واجد
فرحت : باهي يا اشرف به عادي
ضحك : يا فرحتك بيه
ارتبكت : و الله هو و حنين عيوني اللي نشوف بيهن
صفق ايديه: باهي و احني معاهم ما حصلنا شي
احمر وجهها : لا وين حتى انت
دار رقم اثنين : عندك اكثر من زوز عيون
بدت تمشي في ايدها ع شعرها : مش هكي بس حتى انت عندي مهم و الله
خش الدار و هو يقول : حتى هكي راضي ..
و الرضا و القناعة ترافق الانسان و حاجة حلوة صح بس في ناس ديما تطمح للافضل و في ناس عندها بعد نظر
تصرفات مجاهد خلوها تنتبه و تستشعر الخطر في اي تصرف في تربية الصغار. و لو هو بعيد عليها في المسافة و حتى في المشاعر فبنتها مازالت صغيرة و تحت تصرفها و تقدر تدير معاها الشيء اللي عجزت عنه مع كبير ابناءها
في جناحهم الهادي
كَمال شافها كيف داخلة لدارهم و واضح عليها التعب : رقدت نوارة ؟
ردت و هي تدير في مساج لرقبتها : ايه واخيرا هالايام متعبتني واجد يا كمال
كمال : ناس قبل قالو ، ما يكبر راس لين يشيب راس يا دكتورة ضروري منه التعب و الا ليش اسمك ام
و لان رايق قررت تفتح معاه الموضوع اللي شاغلها : ايه صح عندك الحق ربي يقدرني و نربيهن احسن تربية ، لكن يا كمال نبي ندوي معاك في موضوع بنيان ما عاد نبيك تدللها واجد وقت تفسد شي و تكسره اضربها و عاركها ضروري مش كل شي عادي و تضحك معاها هكي البنت نفسدوها بالدلال
وجهه تغير تماما و رد عليها بنبرة حادة : تبيني نضرب روحي من المجنون اللي يديرها؟ بنيان هذه قطعة مني هكي نشوف فيها تقول قلبي يا ناس يمشي ع الوطى تقول كبدي الهواء اللي هو الهواء لو نلقى نفتشه قبل ما تشمه و انت تبيني نضربها ؟
حاولت تتقبل انفعاله ع شان توصل معاه لنتيجة : يا كمال يا حبيبي انا ما نبيك تضربها بقوة بسيطة هكي ع ايدها اطقها ع شان تعرف الصح من الغلط ، يعني اقل شي تبدي تخاف منك
فنص فيها : و من اللي قالك اني نبي بنتي تخاف مني لا مستحيل نديرها انا بنتي نبيها وقت تشوفني لو كان جيش كبير قدامها تطمن و تقول سيدي معايا ما يوصلني شي .. بنتي نبيها حتى منك انت لو حست الخوف تجي و تتحامى وراء ظهري .. خيرك انت كيف تفكري تقول عندي عرم صغار هنا بنتين و حصلتهن بعد شوق
بدت حتى هي تنفعل : يا كمال ضروري العيل يخاف و تستعمل معاه اسلوب الشدة مش ديما لكن اهو مرة مرة لعند يتعلم
اعترض بشدة و كان كلامه رسالة تحذير شديدة اللهجة :اسمعيني كويس انا بناتي لا نقسى عليهن و لا نتحمل حد يوصل فيهن الحوش حوش بوهن خلهن و الله يكسرن و يحوسن زي ما بين و نقولك من توا و الله و الله اي او نسمع آنك انت او اسماء حطيتن صبعكن بس عليهن نوريكن
يئست من اقناعه : باهي وقت اللي نطلعوا للناس كيف يصير ؟ تخيل كسرت حاجة كيف ندير ؟
رد عليها ببرود : اللي ما يبي بناتي حتى احني ما نبوه اقطعوه و ما عاد تمشوله ً موضوع بسيط عندي .. اما اني نضرب بناتي ع شان الناس ما ينكسر شي في حوشهم انسي يعني نكسر بخاطرهن ع خاطر اثاث و دوة فاضية
و هنا خلاص وصلت معاه لطريق مسدود
بس قالت في نفسها ” غير تطلع من الحوش اذا غلطت لاد اني مورتيها حسابها”
و الحساب و قداش كان حسابه عسير هالمرة
و الباين مهما اخفوا الامر ح يبدا يطلع
و بخروجه من المربوعة صباحا
جت اللقطة في عيونها
و هو جمد في مكانه
تمشي في اتجاهه و تضرب في العكوز ع الارض
و هو معش عرف يتصرف واضح ان كيف فايق من النوم
يعني شنو المبرر اللي ح يعطيه ليها
: صباح الخير
قدم و باس راسها : صباح النور يا امي ، كيف اصحبت
شافت وراءه : انا في خيار خيري يا ولدي الكلام ع اللي طالع من داره و بايت في المرابيع زي العزاره
يدور شنو يرد عليها
طلع عبدالمالك زي المنقد سلم عليها : صباح الخير حنتي كيف حالك
قعدوا عيونها مع ولدها : صباح النور شنو حالك
عبدالمالك : الحمدلله ، شنو يا باتي روح عمي جلال ؟
ارتبك و ما عرف ما يرد
افطيمة : و جلال خيرا هنا من الصبح
عبدالمالك : لا مش من الصبح يا حنتي بايت عندنا البارح صارت معاه قصة سيارته وقفت قريب ع الحوش مشيت نشوفها القيت موضوعها مطول حلفتله ما يبات الا عندنا و جبته لباتي عاد ما تجيش احني عيلة بن جابر من يومنا معروفين اهل صايبة
و لان لعب ع الوتر الحساس نسى افطيمة ان كيف يروح بكري : ايه صدقت …
شد ايدها : باهي حنتي خشي افطري معانا
اشرت بعكوزها برا قدام حوش سليمان : انا نبي نفطر برا تعالى انت معايا و خلي امك تتحرك شوية و تجيب الفطور غادي
عبدالمالك : حاضر انت راجيني و انا نقوللها
فنصت فيه : و ليش انت تقوللها
: الرجاء
غمض ايمن عيونه بعدم رضا : يا امي صبح و بعدين تنادي برا قدام الناس
افطيمة : توا زعميته غير ما حد عارف اسماها و بعدين صبح شنو ان شاء الله راقدة
و جت الاجابة وقت طلعت
افطيمة زاد شكها لان منظر رجاء مولي بكل النكد و قلة الاكل و الارهاق واخذ منها حصة : خيرك امولية زي الغولة
ركز ايمن و قلبه بدي يوجع فيه عليها و تهرب من نظرتها ع طول
: صباح الخير عمتي
افطيمة : هيه صباح شنو و الشمس قريب اطيح لكن الواحد شنو بيقول الله غالب
و سكتت رجاء …
بس عبدالمالك : حنتي توا يسمعك حد يحسابها العشرة الحداش و الساعة مازال ما وصلت الثمانية
افطيمة : عندك حق تقول هكي زمان الوقت هذا انا و المرحوم نكونوا مروحين من المزرعة ايه بالله عليك ايام عدا معاهن كل شي باهي
و رجاء مازال واقفة في مكانها
استاقضت : انا بنفطر مع ولدي و ولد ولدي (اشرت بالعكوز ع المكان اللي تقصده ) اوني غادي
و فهمت هي المطلوب : حاضر يا عمتي دقايق بس
مشت افطيمة : فيسع مش تجيني بعد ساعة و ديري حساب الطريق معلوم انت الدبة بحسابها
و التفتت رجاء و خشت الحوش
ايمن قعد في مكانه واقف يفكر .. ” استغفر الله العظيم ”
و بعد هي تجهز في الفطور
وصلت رسالة ع تيلفون معاوية ” جيب انت سفرة الفطور مش امك ”
يقرا و مش فاهم : خيرا هدا
اسماعيل : شنو في
معاوية : باتي قالي جيب سفرة الفطور ما فهمت شي
اسماعيل : خلاص انت شوفه و انا نعدي للتواما اشبح بدلوا و واتيين للمدرسة او لا
معاوية : باهي لكن من توا من غير مشاكل معاهم فكنا
مشي : يا ودي باهي و انتم ترعشوا عليهم
وصل معاوية للمطبخ و لاحظ مشية امه مش متوازنة
كان الفطور واتي من كل شي موجود
قرب و شد ايدها : امي خيرك
تجاهلت الالم و الدوخة : ما فيا شي ..
: الفطور هذا لمن
رجاء : هذا فطور حنتك و العبيد و باتك قالوا يبوه برا في لايدة حوش عمك
اهني فهم : اه اي قولي هكي ماهو انا وصلتني رسالة من باتي طلب مني نحيب السفرة
تعبوا عيونها دموع و معش قدرت توقف اكثر قعمزت ع الكرسي و تحاشت النظر لولدها
حس عليها و قبل ياخذ السفرة باس راسها : غالية واجد يا امي و الحوش هذا كله مش حوشنا بس راهو حوشنا و سور بن جابر و حتى حوش خوالي كله ينتهي لو انت اطيحي اسم الله عليك من الطياح يا تاج الراس
كلماته طبطبوا ع قلبها
تصرف ايمن حتى ولو مجافيها طبطب ع قلبها
تصرف اسماعيل اللي تنازل و لاول مرة ساعد خوته الصغار في اللبس و التجهيز للمدرسة طبطب ع قلبها
: هيا قولوا صباح الخير
: صباح الخير
ابتسمت و شافتلهم : صباح النور حبايب ماما تعالوا فطوركم واتي
بدي اسماعيل يحط في ساندويتشات المدرسة في شناطيهم : و زيدوا قولوا اسماعيل مش كويس اسماعيل ما يساير فيهم تفضلي يا امي شفتي بعيونك
ردت عليه بابتسامة و مدتله ايدها : مرات تقول انك مش اغلى ضنايا ع قلبي او تحس اني نفضل في خوتك عنك لكن انت اكثر حد قصرت معاه يوم اااي انكسرت و قعدت طريحة فراش كنت صغير واجد و حتى انضريت من الحادث و اكثر حد القيته صبى معايا ياما ضميت و غسلت الماعين عني بس ع شان تريحني
تحسس وجهه الاحمر : اوف منك انت تعرفي ان الكلام المعسل هذا ما نحبه
فارس : شنو معناه معسل
فنص فيه : توا نبي نعرف انت شنو دخلك
رجاء : اهو بديت في اسلوبك البايخ معاه شنو دار هو ؟ انت دويت كلام قدامه و طبيعي يبي يفهم
صفق : هيا سقد روحك انت وياها ع شأن نوصلكم مدارسكم يالله
افطيمة بعد كملت خذت المنشف و مسحت فمها بطريقة فيها برستيج
و قربت من امها باستها بلطف : نشوفك بخير يا ماما
: نشوفك ع خير حبيبة ماما
فارس سلم ع راسها : سلام توا يا غالية
: سلام
شدوا في ايدين اسماعيل : قدامك بس راهو اول ما نطلع من هنا بالكالشو قلتلك من توا
يا دوب ابتسمت. : تضرب عينك
تغيروا ملامحه اول ما طلع من عندها للقلق
افطيمة : امتى ماما تولي زي قبل تهدرز معانا و تضحك توا ديما و هي ساكتة
فارس : ايه حقا
رد اسماعيل ع شان يطمنهم : قريب ان شاء الله
جو عيونه عليهم برا كيف يفطروا مع بعض و كان ناقم بشدة ع بوه لكن مستحيل يتكلم
و من بعد فطوره طلع بدون ما يمر عليها في الحوش
و هي واقفة عند الروشن تراقب في طريقه
تراقب في قسوته عليها لوين ح تكون نهايتها
و يوم الحادي عشر من فبراير
ح يكون هو اليوم اللي ح يدق فيه المهدي اخر مسمار في نعش علاقته بايمن و ممكن وزر الامر هدا ح يطول رجاء سوى كان عندها علم او لا
برفقة زوجته توجه المهدي لشركة الخليج للسفر و السياحة الموجودة في شارع طرابلس حسب ما اشار عليه صديقه الشركة
كانت معروفة و اسلوب العاملين فيها جميل و راقي و مشهودلهم من الجميع ان خدماتهم سريعة
: مرحبتين بيك اخي الكريم نورتنا و الله (اشر ع كرسي ) تفضلي مدام ارتاحي
قعمزوا الاثنين
و بدي المهدي الكلام : خويا انا نبي نقدم في ثلاث تاشيرات للاردن و جوازات السفر معايا و اللي يهمني ان موضوعهم يكمل في اسرع وقت
: باذن الله مش ح تندم ع الاختيار الموفق هدا .. عطوني الجوازات و بالنسبة للقيمة فهي ### لكل شخص تدفع نصفها توا و النصف الثاني وقت تستلم التأشيرة ع خير و انت طيب .. بس في عندنا ثلاث عروض للحجز
المهدي : ممكن تعطيني الاسعار
و انشغل المهدي معاه يتفق ع تفاصيل الحجز و كان شغل هناء الشاغل تفاصيل العلاج و نتيجته و هل ممكن المرة هذه تمشي الامور او لا
ما حست بشي الا وقت المهذي رقف : هيا هناء
طلعت في جنبه و العقل في دنيا بعيدة
و انتقلت حالة الشتات للمهدي
لان حاليا في مرحلة مختلفة و
هي مرحلة مواجهة العيلة بالقرار
و الاهم من العيلة عنده هو ايمن اللي سبق و رفض الامر هدا
كان عارف تماما ان وقت وقع التاشيرة متاع الاردن كان بمثابة التوقيع ع خسارة ايمن الاب و السند و الداعم الاول ليه
لان كان فاهم طبعه و عارف ايمن ان وقت تنكسر كلمته ما يسامح
فاق بصوتها : تبي شي
و هنا قرر ضروري يطلعوا من الحالة هذه : شنو رايك نمشوا للراقي نتغذوا فيه و منها تغيري جو
ما كان عندها نية بس ع شانه هو وافقت : ايه عادي
كملت لعند المطعم المذكور
و ع عكس عادتهم الجلسة هالمرة كانت برعاية الصمت و الشرود فقط
و مروا الايام… و بمرورها تبعد المسافات
و بمرورها تضعف القلوب المفارقة
و بمرورها يصير الاعتذار اصعب و يصير السماح شبه مستحيل
لان معش معروف من يعتذر لمن ؟
و بدون ما يحسوا حاليا وصل يوم السابع عشر من فبراير
اااي هو الذكرى الثامنة لفبراير … في اللي محتفل بيها بجد و فرحان لعدة اسباب و في اللي عنده الايام هذه ذكرى جدا سيئة
زي خلود اللي حاليا تدعي بالرحمة لفارس
و مش بعيد عنها رفاقه اللي اليوم كان في المقبرة يدعوله بالرحمة
و هذا عبدالخالق و معاه يوسف كانوا في المقبرة المدفون فيها منصف رحمة الله عليه
و زي اصدقاء المرحوم فارس زي اصدقاء المرحوم منصف
يا ريت كل الاصحاب زيهم بعد خروجهم من المقبرة
شروا مصروف كامل و كل مجموعة منهم قصدت منزل اهل المرحومين
و من يتحصل ع قلوب وافية زي هذه يكون ربي اكرمه بفضل عظيم
و في اللي محتفل عادي بس و كأن الامر لا يعنيه يعني لان احتفال بس محتفل و هذا المهدي من يومه غير مهتم بالسياسة
و في اللي مقارب للنوع السابق اهو فرصة يبي يطلع فيها و خلاص
اصوات التنوير و الرصاص و الاغاني كان مزعج هلبة بالنسبة ليه
عمران حط ايديه ع اذانه : لا حول و لا قوة الا بالله تعرفي اكثر شي ما نحبه في سكنة وسط البلاد هو الدوشة هذه يا لطيف. بس يا لطيف
حبت تجرب حظها : يا ودي كل الناس طالعين اليوم للحفلة شنو رايك اطلعنا نغيروا جو انا و الصغار (وقت لاحظت عيونه كيف بيطلعوا فيها ) شوية بس و من السيارة مش ح ننزل
عمران عض ع فمه و قدم منها : لا شنو رايك تنزلي وسطهم .. ماهو انت تبيني نقطع روسهم كلهم
غادة خافت و تراجعت خطوتين : اسم الله ليش
عمران شد ايدها بقوة : و الله و الله لو برق فيك واحد بس الا ما ندير جريمة و نقطع راسه و نعلقه في الحفلة و خليهم بعدين يحتفلوا
عرفت ان ما في امل فيه: نص عمري قعدته في حوش اهلي محبوسة و النص الباقي محبوسة عندك انت
غمزلها : محبوسة في قلبي يا قطوسة
ابتسمت و بدي هذاك الوجه احمر و وقت وزعت نظراتها ع المكان جو عيونها ع زيانتها و افتقدت كريمة ايديها الجديدة : نهار اسود احرف يا ريتني محبوسة راهو ما هدا حالي
هربت تجري برا
عمران يشوفلها و مش فاهم : خير بلاها هذه .. اسم الله الرحمن الرحيم
و ما هي الا لحظات و يسمع في العياط من جهة يزن و العراك من جهتها
لحقها عمران يجري و وقف عند مدخل الصالة
ع شان يلقى الصالونات كلهم كريمة و الحيوط
و الدنيا كلها حالة
بس عاد هو كل شي الا ان صغاره ينضربوا
فكه منها : خيرك
غادة اشرت ع المكان : اهي الحفلة اللي نبي نتفرج عليها اللي زي تحتفل في الحوش و مبروك عليك يا غادة الحوسة هذه لا مخلي حيط و لا مخلي صالون كلها ملبزها حيه عليا كلا انا لحظة ما نتريح
عمران يضحك وضام يزن ليه: باهي خلاص
قعمزت و هي بتنفجر : وينه الخلاص بالله ؟ و هذا كله من بيضمه
يوم عشرين فبراير ….
مش ح يكون مجرد يوم ح يكون بداية و نهاية للكثيرين
اليوم هذا من اوله و رجاء حاسة باعياء شديد
اليوم هذا نفسه كانوا السلفات متفقات يتغذوا جميع بتخطيط من ملاك
نجوى فاهمة طبع اختها لهذا اتصلت بيها اكثر من مرة ما ردت
بعثت رسالة و خذت حنين و مشت لحوش سليمان
و وقت حطوا غداهم ع النار و يطبخ
كان قلب و حياة رجاء هي اللي تطبخ و بدون علم منها
ليش ؟ لان الانسان اللي اعتبراته ابنها و لانها يوما شاركت الامر هذا مع ايمن حتى هو حطه في نفس الخانة
و الانسان هذا اي المهدي
اليوم كان خلاص مضطر يواجه
لان متوقع اتصال قبول التاشيرة من الشركة يوصله في اي وقت
لهذا خلاص كان لازم يقوله
بس ما عرف كيف يواجه
و ما كان ساهل عليه القرار هذا ابدا
عاش صراع حقيقي بينه و بين نفسه و افكاره
خذي النقال
و قال ان افضل تصرف يديره هو ان يبعثله رسالة
بعدين تراجع و قال لا ايمن قدره اكبر من رسالة
بعدين قال لا نتصل اتصال
بعدين قال ضروري نمشيله
اصلا انا قوي و نقدر نواجهه
بس ع من يا مهدي مهما بلغت قوتك و مهما نجحت في حياتك
و اي مكانه وصلتلها تقعد قدامه نفس الطفل اللي علمه ابجديات الحياة
و بين تردد و خوف و مهابة ايمن الاب و المعلم و السند قرر يتصل لان في داخله شعور قوي يحفز فيه ع نزع عباءة ايمن من عليه معش يبي وصاية اكثر ع حياته
خطوات الناطق كيف يوجه فيه للوصول لاسمه مع كل كلمة يسمعها يحس بوجع يقوله انها المرة الاخيرة …
في حين هو كان في المكتب و سارح في زوجته و حبيبته
موقف امه الاخير و اصرارها ان في بينهم شي
خلاه يتراجع عن قسوته بالذات منظرها اليوم وقت لمحها كيف مستندة ع الحيط طق ع الطاولة بالبيرو : لالا خلاص انا معش نقدر
و هنا رن التيلفون
و تقول ناقصة يا رجاء
من جهته
عارفين وقت تتصلوا بحد و تتمنوا ان ما يردش عليكم
هدا احساسه
بس ايمن لان كان ماشي لسيارته استنى لعند رحب
و فتح الخط بعد رابع رنة : اهلين وليدي
و كانت كلمة وليدي زي الموس و دخل في قلبه : اهلين بيك
ايمن : عاش من سمع صوتك معقولة الغياب هدا كله كم ليك ما دورت و لا اتصلت بيا. عاد الزيارة مش ح ندوي عليها بكل
ويزيد الوجع يعتصر القلب بل و يعتصر الايام الجميلة اللي عاشهم معاه منذ دخوله لحياتهم : مهما نغيب عليك تقعد في البال يا ايمن
ايمن شغل السيارة و احساسه بالمهدي ان حلقة وصل حاليا بينه و بين رجا : يبارك فيك وليدي
و ما في افضل من طويقة المقدمات ع شان يبين حسن نيته : انت درت معايا واجد حاجات .. ياما قدمتلي من خير في حياتي و قرايتي حتى في زواجي لولا وقفتك معايا من بعد ربي ما كنت درت حوش و استقريت فيه
المهدي اللي كان عايش ع الهامش المهدي اللي ياما طاح و في كل مرة طحت فيها كانت ايدك انت هي اللي توقفني ثاني .. نبيك تعرف اني مهما صار ح نقعد مديون ليك عمري كله
ايمن حس بانقباض شديد في قلبه : ليش الكلام هذا يا مهدي
و المهدي يا ايمن كان مهزوز بل مرعوب من ردة فعل عارفها كويس بس في امل صغير داخله يقوله بالك يستوعب و يتقبل : لاني لازم نعترف بالشي هدا و مستحيل يجي يوم و ننكره … بس انا يا ايمن درت حاجة و خايف انك تحمق مني و نخاف حتى نخسرك بسببها
تغير صوت ايمن لدرجة حس ان الامر جدي هلبة ما كان منه غير وقف ع جنب : خيرك يا مهدي شنو فيك ؟
تنهد : ما نقدرش نختار غير الطريق هذه انا بنسافر يا ايمن
ايمن طبعا فهم ان مازال محتار و عنده رغبة يسافر بس ما توقع ان عازم الامر : يا مهدي وليدي ما تعاندني يا مهدي انا كل همي مصلحتك انت بس صدقني لو عارف فيها خير ليك كنت شجعتك عمري درت شي عكس مصلحتك؟
المهدي ساكت
كمل هو من جهته : يعني حتى لو السفر ضروري خليها عام عامين ثانيات و نمشي معاك انا و اختك مش بروحك ، و الله ما تقدر بروحك تبي من معاك و تبي من يتملك برنامجك في الغربة، و الله يسرقوا فلوسك و الله يعرفوا انك كفيف يهدوا عليك و انت معاك مراة صغيرة يا ولدي خيرك ما تفهمني خيرك
المهدي فجر القنبلة : انا قدمت ع التاشيرة و نراجي فيها تطلعلي و خلاص مسافر يا ايمن
انصدم صدمة عمره و وجعه خاطره هلبة
تفكر كيف بدي معاه رحلة الرعاية
تعرفوا ان توقع اولاده اللي من صلبه يكسروا كلمته عادي
لكن المهدي عنده امل كبير فيه
تذكر مشهد دار النوم و كيف انجابت للحوش عكس ارادته
تاريتها اهون من اولاده و حتى من رجاء
لكن منه هو ابدا ما توقعها
كلمه بنبرة عمره ما ح ينساها : دام انك قدمت ليش تتصل بيا خلاص ربي يوفقك و يجيبهلك زينة و ربي يكذب ظني
استجمع شتاته : و توا سامحني انا مشغول شوية ضروري نسكر
سكر الخط
و المهدي قعدت ايده ع التيلفون و هو مصدوم
و حس بفشل تام في جسمه قعمز و دموعه نزلوا
بكي ع كل شي وبالذات ان عارف ان الامر هذا نهاية الطريق بينهم
و في الجهة الثانية
و في طريق فاضية كان ايمن سارح و يفكر و يفكر
طبعا عقله قاده ان حتى الحاجة هذه تعرفها رجاء و اخفتها عنه
و الضربات وقت تجي وراء بعض تكون مهلكة
حرفيا مهلكة
كان عبدالمالك كيف واصل من برا
جايب في ايده حاجات لافطيمة
دق ع الباب
فتحت ملاك مبتسمة : اهلين بولد العح
قلد صوتها : اهلين بولد العم .. وين حنتي
اشرت ع دارها : وين يعني في دارها
شاف وراها : ما في حد هنا
وخرت : ما في حد الا نجوى و حنين و حوشنا احني من في يعني الظهر
خش عبدالمالك و شاف السفرة اللي في الصالة : ماشاء الله شنو هذا كله
ضحكت : اليوم درنا غذانا جميع و بعدين طالعين نشربوا قهوتنا برا درنا حتى حلو اذا تبي تعالى
هو جو عيونه في خالته اللي غيرت نظراتها طول
ملاك : ايه حقا وين خالتي رجاء نجوى قالت اتصلت بيها ما ترد بعثتلها رسالة ع شان تجي معانا بس لعند توا ما جت
كان يغلي : اكيد الطريق طويلة و مازال الرسالة ما وصلت .. ترا حولي بنشوف حنتي
خش و هو ناقم ع خالته لان عارف وضع امه النفسي
و للاسف ما حد فيهم يندري باللي فيها
لان حتى رجاء حريصة تحل مشاكلها بدون علم حد
بالنسبة لنجوى تجنبت تمشيلها بنفسها لانها عارفة رجاء ح تاخذ موقف في كل الاحوال ع شان قربها من حوش سلفها لهذا ما كان عندها القوة للمواجهة فاختارت طريق التيلفون افضل
هدرز ع جداه و طلع لحوشهم حتى شدوه يتغذا معاهم رفض
و اليوم كان اسماعيل هو اللي قاعد معاها لانهم داروا نظام ما يخلوها بروحها و اسماعيل مقدم في الشهادة الاعدادية انتساب يعني ما عنده دوام
: شنو الامور
عبدالمالك اشر ع الحوش : ماشية ، قولي امي شنو وضعها اليوم ؟
دار حركة بحواجبه : زي ما هي
ضرب الباب بقبضة ايده : هي تحرق دمها و ما حد حاس بيها انا خلاص معش متحمل
اسماعيل : هدي يا عبيد ع شانها بالله عليك هي طلبت ما نديروا شي
سكت و مش راضي
و في الاثناء هذه وصل ايمن
طريقة قيادته للسيارة
و كيف وقفها فجاة لعند دارت صوت
خلتهم ينتبهوا معاه
خش من جنبهم مسرع و ما كلمهم
هنا جي اشرف : السلام عليكم
: و عليكم السلام
حط ايده ع كتف عبدالمالك : خيره باتك؟
اسماعيل : مش عارف قدامك هذه وصلته
و باتهم خش ما يشوف في شي قدامهو كأن رجاء ناقصها
هي متكئة ع الصالون و مغمضة عيونها لانها مش قادرة تتحمل اكثر
تتفاجا بيه كيف خش و بدون مقدمات : شفتي المهدي شنو دار ؟ ان شاء الله بس ما تعلمي بيه يا رجاء
هي خافت و قعمزت : شنو دار خيره ؟
سعد ع اصابع ايده : يمشي و يقدم ع تاشيرة و يبي يسافر و انا من قبل قلتله لا ، يعدي شنو يدير … زي ما درتي انت بالضبط. يكسر كلمتي (صفق بايديه ) لكن خلاص عنده حق اذا انت اللي مراتي و ضنايا اللي من صلبي كسروا كلمتي طبيعي حتى هو يدير زيهم
هي نست خلافهم بالمرة و عقلها ع طول ما فكر الا في خوها الصغير و ع قولها وصية سيدها : وين بيسافر وين ؟
ايمن : ما نعلمش يبي يزرع برا ، بيسافر للمجهول يا رجاء تعرفي شنو معناها راجل في وضعه يسافر لبلاد ثانية بمراة صغيرة تعرفي ؟
طريقته في الكلام مع تراكمات ماضية خلتها تاخذ قرار نهائي ردت ببرود صدمها فيه : و انت خيرك و كان سافر خليه يجرب ؟
ولانها استفزاته قال كلام متوقع منها ردة فعل ثانية بس هذه رجاء يا ايمن و انت فعلا مش عارف هي شنو تعاني من وراك: خليه يجرب وين مايبي انا معش دخلي فيه يعني في شنو يفكر هو ؟ معقولة انا ما نبيله الصغار اماله ليش زوجته بدري لكن اهو جرب الزرع هنا و ما صارش كيف يسافر يزرع برا كيف ؟ و بروحه يا ناس وضعه خاص و معاه مراة صغيرة و الله العظيم من خوفي عليه ندوي
و ببرود اكبر : و هو قرر بروحه اكيد مفكر في كل شي لان راجل عاقل و يعرف مصلحته
قام ايديه فوق : خلاص طالما يعرف مصلحته انا معش دخلني في شي من هنا و غادي
و كأنها تسعى للامر هدا : ايه معش تدخل انت عطيته كل شي عندك درت معاه اللي ما داره البو لولده …( وقت حست انها مش قادرة توقف ردت قعمزت و كانت ع شفا الانهيار ) انا مش ناقصة يا ايمن مش ناقصة من اليوم خليك زيك زي اي نسيب و مش تقول اني نسيت اللي قدمته ، لا و الله اللي درته كله دين في رقبتي لعند نموت و انا ما ننكره و اللي تبيه مني حاضر لكن بالله عليك من اليوم معش تدخل
وجعاته اكثر توقع منها كل شي الا الموقف هذا : يعني طلعت انا السبب توا ، خلاص عندك الحق يا بنت الناس و ليك عهد مني من اليوم معش نتدخل فيكم و زي ما قلتي ح يصير من اليوم انا نسيب و بس ، و مكاني حده المربوعة، لو في شي و ان شاء الله ما فيه الا الخير نمشي ع العزومة بس و اي شي درته قبل مستحيل نقول عليه و لا نمن بيه كانوا اهلك اهلي و وديتهم و درت واجبي معاهم و توا خلاص قعدوا نساباتي ليهم مني الاحترام و بس
مشي خطوتين : انا طالع ما حد يدورني
يا دوب قدرت تساعد نفسها و يا ودي وينه نفسها كان شوية و ينقطع و النبض لعند تسمع فيه
وصلت دارها و رقدت ع السرير تبكي و تبكي مجروحة منه هلبة و تصرف المهدي مش وقته لكن حست ان هذا الوقت المناسب لانهاء العلاقة هذه لانها استنزفتها لا ايمن يرضى بتمرد المهدي و خروجه من مشورته و طريقه و لا المهدي يتقبل تدخل الغير في حياته و لا هي تقدر تخسر ايمن و لا عندها استعداد تخسر المهدي
و في اللحظة هذه رن تيلفونها و اتصل بيها المهدي ع شان يكمل ما بداه ايمن
حاولت تتكلم بنبرة عادية جدا بعيدة ع اي لوم : اهلين يا مهدي
بس مش ح تقدر تخفي عنه شي : خيرا صوتك يا رجاء ؟
ردت و هي ما عندها جهد للكلام و النقاش : زي صوتك
المهدي كانوا دموعه معبيين عيونه : تبي تقولي اني بقراري هذا يعني خلاص خسرته ايمن
و قداش بتحاول تكون موضوعية. في ردود افعالها : ايه خسرته .. بس عادي الدنيا ما توقف عند حد .. توقف ع الصحة بس و الا كانت وقفت يوم مات سيدي
كان ساكت بس هي عرفت بعاطفة الام ان يبكي
ما هان عليها : و بنقولك حاجة و الحمدلله و اخيرا ايمن عطاني عهد ان ح يكون نسيب و بس و اكيد انت اكثر واحد تعرف طبعه ايمن يا ابيض يا اسود و اللي يكسر كلمته و لو كان ولده معش يتعرف عليه
تعصب منها هلبة و تكلم بنبرة اللوم و العتب : لا ولده ح يسامحه لو غلط و ح يتبعه لان معاه في الكتيب و غلطته محسوبة عليه ، لكن انا لو غلطت يمحاني في لحظة ليش لاني مش ع اسمه (كان يتكلم غير ندرك مدى جروح كلماته في قلبها و هي تسمع و تحس ان طاقة التحمل عندها وصلت لعند الصفر ) ..
و مازال المهدي مكمل عليها : يا رجاء انا وقت كنت صغير دورت احساس الاب عند جمال و توا بعد كبرت دورته عند ايمن و في كل مرة نعرف ان خليفة ما يتعوض لان اندفن في القبر هذا الوحيد اللي مستحيل يتخلى عني…
هو يتكلم و رجاء كانت تشوف في الدنيا جنبها مضببة
و كان مستمر مش عارف شي عن وضعها : ايمن ع غلطة وحدة مسحني مع انها في نظري مش غلطة ابدا .. لكن بنقولك لو ولده و الله ما كان دارها ( ضحك بتهكم ) لكن انا لمن ندوي انت بروحك تلومي فيا و الشيء هذا واضح من صوتك و طريقة كلامك معايا .. شنو تبيني ندير ترا ؟ قولي يعني تبيني نتزوج ع هناء شنو تبيني ندير
لازم تعرفي انت و يعرفوا كلهم ان وقت هناء تغيب نقعد من غير ماكلة
يا رجاء ، و لو اطول عند اختها حتى حمامي ما نلقى من يسيقه يا رجاء
بدي يعيط : امي وينها قوليلي وينها امي وين؟
رجاء استجمعت اللي عندها من قوة : رد بالك ترفع صوتك في وجهي يا مهدي رد بالك
رد بتهكم .: حتى انا بنخليك و مش ح نرفع صوتي و خوذي مني الموقف اللي تبيه و انا مستعد تخسر ع الكل ع شان هناء ايه و في سبيل اني نحافظ عليها معايا مستعد نخسر اي حد و من اليوم ايمن نسيبي و بس
سكر الخط
و انزاد هم جديد ع قلب رجاء
حطت ايدها ع عيونها .. بعدها لاحطت مكالمات نجوى و قرت الرسالة ما عندها وقت لا تعاتب و لا تلوم و لا حتى تفكر في اي شي
ضمت نفسها و حتى باش تتغطى ما كان عندها جهد : اه يا ربي يا ربي معش عندي جهد عطيني قوة يا ربي …..
و لانها في دار التوام
خش عبدالمالك تقطع قلبه عليها
حط ايده ع كتفها : نموت و ما تنضري ، نموت و ما تقولي اه يا امي
ما ردت و لاحظ هو رجفة جسمها غطاها و باس ع راسها : اطلبيني يا غالية
ردت : نبي نتريح .. خوتك يا عبيد وصي عليهم معاوية
: حاضر غير طمنيني عنك
رجاء بنبرة اول مرة يسمعها منها : انا نبي نرقد بس
طلع من عندها يدور بوه مش قاعد
ايمن وقتها كان في مزرعة اهله مع سليمان
رن تيلفونه برسالة
” امي سادها تعبت واجد ”
قراها و رد التيلفون في جيبه
سليمان. : خيرك ؟
ايمن : شي .. صب شاهي حسه راسي بينفجر
صب الشاهي و مدله الطاسة : واضح صاير معاك شي
شرب من الطاسة : ما في كان الخبر ضغط الخدمة و خلاص …
خلاص فعلا هكي فاتت باقي ساعات اليوم الطويلة
لعند اشرقت شمس ثاني يوم
بس المرة هذه شروقها كان ع موعد مع حدث قاسي
كانت تبي تنوض تدير فطور صغارها بس ما قدرت ليش ؟ لان جسمها انتفخ بالكامل و هذه عادتها بعد كل زعلة تحسها
لهذا اتصلت بمعاوية : صباح الخير حبيبي
: صباح النور خيرك تتصلي ؟
رجاء : حبيبي انا تاعبة اليوم
ما خلاها تكمل : خلاص انا نوتيهم و ندير فطورهم غير نوضيهم انت بس
: بارك الله فيك
معاوية: تقول اول مرة
كان متوقع انها تضحك بس هي واصلة لمرحلة كبيرة من الكابة
سكرت الخط و نوضت فارس و افطيمة
و ردت هي رقدت
حطوا الفطور
و ايمن طلع من برا لعمله و ما خش الحوش
و الجو كان بين الحزن و الغضب يعني مشحون هلبة
طل عليها عبدالمالك تظاهرت بالنوم ما كانت تبيه يشوف منظر جسمها
و طلع عبدالمالك لعمله
و رجاء في دار التوام
مع الساعة 12:30 حاولت تجبر نفسها تنوض من مكانها
بس وقت وقفت ..
بدت تحس باطرافها و كأنهم خارج السيطرة
لسانها ثقل الدنيا من حواليها مش ثابتة
طنين في اذانها القلب و كأن موصول بتيار كهربائي يدق بطريقة مجنونة
كيف تدير معش عرفت
و لانها انسانة دم و لحم و مشاعر لان ظهرها ياما شال و ياما رفع
و لان قلبها احتوى الجميع و ياما تحمل من مواجع
اليوم قالو كل وحدة عقلها قلبها و جسمها يكفي تعبنا و ما عاد فينا حيل نكملوا
و طاحت رجاء …
ايه طاحت و مهما بلغت قوة الانسان تجيه لحظة ينهار و معش يقدر يكمل
خاصة وقت اكبر داعم ليك يخذلك و هي حست الخذلان من اهم اثنين في حياتها
ايمن و المهدي …
طاحت ع الارض و ما في من يعلم بيها لولا الاتفاقية اللي بين اولادها انهم ما يخلوها بروحها ما كان معاوية حس عليها
لانها طولت و ما طلعت من الدار بعد اذن الظهر و وقت روح بخوته خش بيهم عندها
و مجرد ما فتح الباب انصدم جمد الدم في عروقه هرب البصر من عيونه فقد الاحساس
و كيف لا؟ و هذه رجاء مش انسانة عادية لكل من عرفها فكيف بيهم هما اولادها اقرب الناس ليها اولادها اللي طول عمرها تهون كل صعب عليهم تمسح اي حزن في عيونهم
افطيمة عيطت : ماما ماتت ؟
حط ايده ع فمها: لا يا تامي لا اسكتي بس
قرب منها و ايده ع وجهها كان بارد. : امي حبيبتي رجاء ردي عليا ندير اي شي بس ردي عليا بالله عليك ردي
و. بحركة عفوية طلعت افطيمة تعيط تدور ع اي منقذ ليها اولا شافها فارس و ما ان سمع منها عبارة امي ماتت حتى جري ع الدار و صدمة عمره كيف شافها طايحة
و افطيمة كملت تجري برا و هنا اصطدمت بايمن كيف خاش كان ناوي يمشي لطرابلس عنده عمل و منها يبعد عن الجو المشحون بس سمع خبر كان اختبار حقيقي لحبه ليها اختبار لعقوبته ليها
: بابا بابًا ماما ماتت ماتت
كلمة ماتت خلاته يشوف بشاعة ردة فعله مع ان الغلط بدي منها لكن هو اللي معودها تغلط كيف ما تبي و هو يتفهم
حولها و خش يجري
شاف معاوية يبكي منظرها كيف منفوخة و طايحة خوفه : امي بالله عليك ردي عليا
شاف سعادته و قلبه مجروح مكسور و مقهور ماهو هي قلبه و حتى روحه : رجاء
وجه نظرات اللوم لبوه: ما بتش ترد عليا ما بتش شنو يعني بتموت
تصرف بحكمة و ردله عقله : تموت عينك صبي بسرعة جيب عبايتها
معاوية نفذ طلب بوه بسرعة و لبسها ايمن بايده و وقت شافها كيف منتفخة عرف ان مشكلة امس نهت كل عزم عندها
” غير تنوضي بس نطلب منك السماح لاخر يوم في عمري ”
و اسعفوا رجاء لاول مصحة
و خبر اسعافها انتقل بين الجميع
اكثر من انصدم بيه نجوى
كيف قريبة عليها و بعيدة عنها بالذات وقت وصلها الخبر من حورية لان معاوية خلى خوته التوام عندهم باعتبار حوشهم اقرب
: حيه عليها خيرها
حورية : ماني عارفة قالي بنسعفوا امي خليهم هنا و كلمي عليهم خالتي نجوى
نجوى : اهو توا نجي نجيبهم
حورية : و الله ما يطلعوا من حوشي تعالي انت هنا
و استجابت لطلبها
و بين اللي يراجي فيها
و بين حتى اللي في ضعفها هذا يدعي عليها
افطيمة : و الله من غير تترقد و تدلع ع مطيوح السعد ولدي اللي يهز وراها تلقيها دايرة عملة و تبيه يسامحها انا ما نرضع في صبعي يقولي بايت في المربوعة لان صاحبه معاه ، كل يوم شوره يجي و ما يشوف فيه حد بتي بتي ان شاء الله مفارقة يا كبدي
و بدي الكل يفكر هل معقولة تصير حاجة زي هذه
ملاك بهمس : و الله لو دارها عمي ايمن و تعارك مع مراته بس تعارك انا نصبي ع راسي مستحيل تصير حاجة زي هذه هكي يرعش عليها
نجوى ساكتة
حورية : اسكتي و فكينا من القطاف
بينما في الوقت هذا
و لانها حست ان صاير شي يخصها و يخص موضوع السفر قررت تصارحه و تخليه يجاوبها
هناء : احكيلي يا مهدي شنو في ؟
المهدي : اكيد ح ندويلك اصلا ما في داعي ندس اكثر من هكي …
و هنا حكالها كل شي بالتفاصيل من بداية كيف فتح قصة السفر مع ايمن لعند مكالمة امس
هناء حست بخيبة امل في ايمن : ليش ما يبينا نسافروا يعني شايف ان انا مفقود مني الامل مستحيل نجيب صح
المهدي حاول يتدارك الامر : مش هدا قصده هو بس خايف عليا بحكم وضعي
هناء مسحت دموعها : لكن هدا معنى كلامه يا مهدي اصلا كل الناس هكي تقول لاني زرعت مرتين و ما صارش مني معناها انا ارض بور و مستحيل نعمر
ضمها : اس .. انت مش ارض بور انت باذن الله ح تعمري و تجيبيلي احسن صغار ايمن ما يبيني نسافر لان خايف عليا
هناء بكت : حتى انا و الله خايفة عليك من السفر
المهدي ابتسم : انا مش خايف عكسكم و موكل امري لربي مش ح نقنط من رحمة الله
هناء : لا اله الا الله
المهدي : محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم
هناء : باهي. رجاء شنو ؟
اتذكر المكالمة بينهم : خليني انا و هي لا نعيش بلاها و لا هي تقدر بلايا ، ان شاء اللله مع الوقت تنحل
و حاول يغير من جوهم : تعالي شوفي اليوم ح نفتح حساب باسمي ع الفيسبوك لاني خلاص فهمته و شوفي المفاجاة الثانية
ركزت و القت ايميل ثاني باول حروف اسمها الانجليزية : حيه هدا ليا انا
: طبعا ليك انت كيف نفتح انا حساب ع الفيس و انت لا
ضماته بحب كبير : ربي ما يحرمني منك
طلع من حسابها و دخل ع حسابه : و توا ح نبدي نبعث طلبات صداقة لكل اللي نعرف ايميلاتهم و بعدها ح ندير قروب ع المسنجر يخصني انا و الطلبة متابعين جمعية الامل
و شوية و انقبلوا الطلبات من زملاء الامس و اليوم و قعد يهدرز مع قروب القراية لانهم فاتحين من قبله
في المصحة
ايمن واقف عند قسم الطواريء معاوية جنبه
و ما هي الا خمس دقايق و وصلوا كل من عبدالمالك و اسماعيل
عبدالمالك اكثرهم تعلقا بامه و اقواهم شخصية
فنص في بوه من اول دقيقة
ايمن ع غير العادة هالمرة ما جاته جراة يواجهه نزل عيونه
احساس الندم بيقتله
كان ممكن تمشي فيها اللي صار معاها مش ساهل
هبوط ضغط سوء تغذية ع وضع نفسي سيء و الدكتور عارك بالذات ع سوء التغذية تحاليلها كلهم سيئة من فقر دم الى الضغط الى نسبة الفيتامينات و الحديد كله سيء
و لان وصله الخبر عن طريق نجوى
وصل عبدالخالق
: خيرها رجاء ؟
ايمن ما كان عنده قدرة يرد
تدخل معاوية : هبوط
عبدالخالق : لا حول و لا قوة الا بالله
و لان كان باعث لحمزة رسالة وصل بعده طول : خيرها رجاء
بدي معاوية يشرح
حمزة : ان شاء الله خير كل شي الا هي ، الا هي لو تصير ليها حاجة انا نضيع بعيلتي بكل رجاء هي اساس حوشنا و حياتنا و عيلتنا
و اذا انت تقول عليها اساس فكيف باولادها
عيونهم ع باب الحجرة الخاصة بالطواريء و بس

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى