رواية عيون القلب الفصل المائة وعشرة 110 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت المائة وعشرة
رواية عيون القلب الجزء المائة وعشرة

رواية عيون القلب الحلقة المائة وعشرة
اجتيازك للصعوبات وحدك يجعلك تنصرف عن الآخرين وتكف عن انتظار شيئاً من أحد
ستتعلم أن تكون قوياً دائماً
ومهما كانت حاجتك لان تتكيء علي ذراع أحدهم ستجد أنك تقف دون أن تجد في نفسك الرّغبة لـتستند علي أحد
ستتعلم شيئان
القوة من فرط لحظات
الضعف والوحدة و الألم
وسَتتعلم الصبر من قسوة دروس الحياة ومفاجآتها الغير متوقعه
يأتي على المرء وقت يتخلى فيه عن كل شيء ليفوز بنفسه
#المهدي
(Úm àlgood )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
كانت تسمع في صوت امها تبارك لغادة بعودة عمران بالسلامة من الحرب
و طبيعي جدا تفرح لاختها و الطبيعي اكثر يرن صوت في عقلها و يقول يا ريتك انت اللي مروح
تذكرت شنطة الفلوس اللي وصلتها و اتضايقت لابعد حد حاسة انها مخنوقة حطت ايدها ع قلبها و فتحت روشن دارها تبي هواء بس يرد فيها الروح و الحياة او يخفف عنها و لو كان ما في هواء ممكن رحمة ربي تنجيها من حياة فاضية و بدون معنى من غيره
و الذكريات و اه منها الذكريات .. ما تعرف تفرح بيها ان هي مخزون كافي مع شريك قد فارق الحياة او تتمنى تنساها لانها تخلف أثر موجع باستحضار شريك الحياة و تتمنى يكون موجود قدامك و ما في اي شي يعوض
رن التيلفون عندها و زاد الوجع بقراءة اسم اخته : ايوا
انيسة : السلام عليكم نجوى كيف حالك طمنيني عنك
ردت بصوت أنبأ من اي كلمات : الحمدلله الحمدلله
انيسة : كلمني المنتصر يبي يطمن ان …
عجزت اخته عن تكملة الكلام فكيف بيها هي : بارك الله فيكم ، يا ريت قدر يجيبه هو … انيسة ما في شي يعوض عنه و الله ما في شي يعوضني عنه انا يا أنيسة قاعدة نموت و أنا حية … اليوم روح راجل اختي الحمدلله زي ما روحوا واجد غيره تمنيت يكون معاهم حتى لو كان خاسر ايديه كرعيه خاسر عيونه و جهه متشوه عادي يقعد شاهين في النهاية يكفيني نسمعه بس و نشوفه قدامي كيف ما كان
كانت المرة الاولى اللي تفضفض فيها نجوى مع حد و ممكن خذت راحتها لانها اخت الغالي انهارت بكاء : و الله فكرت في نفس الشي وقت روح ولد عمي اللي كان معاه و هلبة ناس من اهني لكن الله غالب شاهين ربي يحبه يا نجوى هذا علاش اختاره ينال الشهادة لان يبيها
تخلل صوتها نبرة لوم : اصلا هو من لما توفت عمتي و يقولي فيها ، ربي يرحمه و يعفرله و يصبرني بالله عليك ادعيلي بالصبر لاني مش قادرة نقول اه و لا قادرة نتحمل لا قادرة نرقد و لا قادرة انوض ، يشوفوا فيا ساكتة يحسابوني صابرة. انا لو نلقى الصبر نشريه بعمري ، اللي زي شاهين ما في عليه لا صبر و لا عزم
انيسة تبكي و سكرت الخط معش قدرت تستمر في المكالمة
المنتصر : يا انيسة خيرك ؟ معقولة نطلبك تكلميها تطمنيني ع الامانة وصلتها و الا؟ تديري هكي
انيسة تبكي و مش قادرة توقف
المنتصر : انا خوها عارف ان من خيرة الناس و ضامنه و الضامن راي لكن مهما كان مسؤولية قلت تكلميها انت
انيسة بدون ما تقول حرف ضمت خوها و استمرت تبكي …
نزلوا دموعه و احيانا تعجز عن التعبير باي كلمات
و زي ما الحزن يكون الانسان في لحظاته عاجز عن التعبير
حتى الفرح هكي
و فرحة عمران و غادة الليلة هذه ما في زيها فرحة …
كان يتأمل فيها هي و يزن اللي تقصد ان يتوسطهم : تقول حلم
غادة مبتسمة و السعادة تشع من عيونها : ايه و الله ، نخاف حتى نغمض عيوني
تنهد بضيق شديد : مش عارف كيف ح ننسى اللي عشته في الشهور هذه يا غادة ،
: باهي احكيلي
عمران التقت جهتها : صعب واجد يا غادة ندويلك ع اللي عشته لانك مش ح تتحملي هو انا و يستر الله فيا كيف ح نكمل حياتي
خافت : شنو قصدك
ابتسم مجاملة : خليني من الدوة في الكلام هذا اللي ما فيه ليه داعي ، نبي نسمع منك كيف قضيتي اخر شنو حملك بالبطل هذا و كيف درتي يوم اللي جي ع الدنيا و بعدها كيف روحتي بيه و شنو صار و كيف
تلقائيا نزلوا دموعها : اه لو تعرف بس ، تعذبت واجد يا عمران ، اول شي خوفي من اني نفقده
قدم و قبل رجل ولده : الحمدلله اللي عاشلنا انا بروحي كنت خايف حتى نتصل نسال عنه
غادة : قعدت لعند ثالث يوم مش قادرة نقرب منه و يوم اللي فات الاجل متاع ولدي حمزة فرحت قريب اللي طرت
مد ايده ليها : الحمدلله … ايه و شنو ثاني ؟ طلعتي من الحوش في غيابي غير مشية طرابلس ،
غادة : مشيت لخالتي اللي ولدها استشهد و كم حوش هنا نفس السبب عندهم ضناهم استشهدوا في الحرب
: ايه عادي
كان عندها فضول تعرف سبب رفضه لخروجها : بس قولي ليش ما كنت تبيني نطلع لاي مكان
عمران : مش عارف ، كونك قاعدة هنا يعني في بينا لقاء و ح يصير ح يصير و كونك قاعدة هنا معناها تفكري فيا و تراجي فيا نروح ، لكن لو طلعتي معناها ممكن تنسيني فكيف لو متت في الحرب
: اسكت بالله عليك ، و الله يا عمران لو مهما صار بينا مش بس فراق بالموت بعيد عنك حتى لو صار. و فارقتني لاي سبب راجل غيرك ما نعاشره لو يصير ما يصير
كلماتها نزلوا عليه بردا و سلاما و سرحت معاه غادة و في نظراته بس لو ركزت بس و حولت الفرح اللي هي فيه حاليا لعرفت ان عمران متغير و التغير هذا ح يدخلها معاه في امتحان جديد الله اعلم كيف ح يمر عليهم !!!
و بصباح اليوم الثاني اللي بداية يفترض تكون ايجابية لا لشيء و لكن لانها بداية و البداية عادة تكون مترافقة مع حماس و فرح و نشاط
بس مش ديما النشاط و الحماس يؤدي الى ما يحمد عقباه
خاصة و ان ساعات الانسان غلطه يكون لان سمع لقلبه و بعدها يقعد نادم طول العمر
فمابالك بالغلط اللي يجي نتيجة ان الانسان سمع لحقده و كرهه
مستحيل يجي يوم و ينسى الغلط هدا و لا ح يجي يوم و يرتاح في حياته لان كل ما يتذكر الغلط هدا ح يكره نفسه ح يحس ان كل كلامه و نصايحه اللي يقولها للناس اللي حواليه عبارة عن نفاق
و ما أبشعه من شعور …
في مدرسة الامل … الخاصة بجمعية المكفوفين .. مصراتة
كان الكل مستغرب ان المهدي نسي وجدي بس هو ما نساه انما كان يخطط كيف يتخلص منه بشكل نهائي
ابلة صفاء واقفة قدام هيفاء : متاكدة يا هيفاء انا خايفة يكون يخطط بشي ثاني ماهو مش معقولة المهدي فجاة هكي يقرر يفوته
هيفاء : و الله يا ابلة قدامنا ما عاد تكلم عليه و حتى وقت نسمعوا صوته ما عاد يدوي عليه بحرف حتى بين بعضنا
صفاء ما كانت مصدقة : ان شاء الله يا هيفاء
هيفاء : اطمني ما في شي و. الا دوالي
صفاء : خلاص عدي لفصلك
مشت هيفاء و مرت من جنب الاولاد اللي كانوا في الساحة وقتها
استغربت انها سمعت المهدي و نصرالدين في بينهم حديث بصوت منخفض لان في العادة اكثر كلامهم جماعي بس ما حطت الموضوع في راسها و كملت طريقها في اتجاه البنات
اما المهدي اللي كان واصل لاعلى درجات الحقد اللي خلاه يدير اشياء ح تقعد نقطة سوداء في حياته وقت يتذكرها ح يستحي من نفسه كيف دار تصرف زي هذا
المهدي : اسمع بما ان نوح و سفيان لاهيين بالقراية خليك معايا يا نصر الدين لامي نبي منك خدمة تعرف لو تديرها ليا نقعد ممنون ليك طول عمري
نصرالدين. : احكي يا نصي اللي تبيها انا فيها مغير اطلب بس
المهدي كان متاكد ان نصرالدين مش ح يرده : المرة اللي فاتت قلتلي ان وجدي يبي يفتح معاك مواضيع و يديرك صاحب
نصرالدين تغيروا ملامحه : صحيح بس انا مستحيل نصاحب واحد معاديك يا نصي
المهدي ابتسم : بارك الله فيك بس لازم تعرف ان انا اللي معاديه مش هو ، و اذا انت تحبني صح تدير اللي نبيه ، نبيك تتقرب منه و تفهمه انك مش في الابيض معانا و تاخذ منه كلام يعني شنو يقول علينا شنو يتمنى يديرلنا، يعني حاجات زي هذه فهمت عليا
نصرالدين ما حب الشيء هذا : حركة كيف هذه مش ليا يا غالي
المهدي بترجي : ع خاطري يا نصر. ، ضروري يطلع من الجميعة انا درت كل الطرق و شي ما بي يسيب و لا الحاج سليمان طلعه بالله عليك وقف معايا لاني ممكن ندير اي مصيبة بس ع شان يطلع يا راجل مش متحمل وجوده في المكان
سكت نصرالدين
المهدي يحاول اقناعه : متذكر كيف كانت اختي بايتة في اللايدة لعنديت الصبح و الا يوم اللي اسمه وجدي يضحك عليها لانها نزلت سيارة لوح بالكامل و الا يوم متشمتين فيها لان خذي منها فلوسها ع شان يكمل الحوش اللي سكتت فيه اختها و الا …
انتفض نصرالدين و ما خلاه يكمل كلامه و بالذات و هو شخص يكره الظلم : خلاص يا راجل اسكت و فكنا ،.. موافق ع شان حاجة وحدة لاني عارف اختك شنو عاشت معاهم ماهو حكيتلي انت من قبل
المهدي فرح ان وافق : ياما داروا و حتى هو كان عارف و راضي
نصر الدين : خلاص انت شنو اللي يريحك نتصل بيه توا و قدامك
المهدي كان عارف ان اليوم وجدي مش موجود: ايه جربه و نشوفوا شنو يطلع منه
و اتصل نصرالدين بوجدي و جدي اللي كان ساذج، سبحان الله عكس اخته لطيفة المعروفة بخبثها و دهاءها
نصر الدين حط سماعة في اذنه و الثانية حطها المهدي ع اساس يسمعوا في شي جميع
فرح وجدي بالاتصال : اهلين اهلين يا غالي شنو حالك
نصرالدين مش متقبله بكل : الحمدلله ، انت كيف حالك الحق يعني استغربت انك مش قاعد اليوم
و زادت فرحة وجدي ان فقده : و الله شوية مشاغل مع العيلة في المستشفى استاذنت من عمي الشيخ و قالي تريح بارك الله فيك ، انت قولي كيف قاعدين برا مش في الفصل
نصرالدين : مازال قاعدين يصلحوا في حاجة داخل قالولنا نقعدوا برا و انا يا راجل قعدت ماد وجي اوحدي و دورتك ما لقيتك قلت خليني نتصل بيك
: و الله بارك الله فيك لكن وين جماعتك قبل ديما معاهم
نصرالدين متألم من داخله ع اللي يدير فيه لكن في نظره المهدي و اخته انظلموا و الغاية تبرر الوسيلة : فكني منهم يا راجل دونهم فاضية و ما عاد عندي ليهم جو بكل قلت خليني نقعد حتى اوحدي احسن ما نقعد معاهم
و هذا اللي يبيه اصلا رد عليه و طلع كل اللي في قلبه في مرة بكل سذاجة : احسن ما درت هذيما ما فيهم خير وسخين و نيتهم شينة بالذات اللي اسمه المهدي و زيد عليه نوح اماله الوسخ سفيان اعوذ بالله منهم … اصلا زي هما زي اللي يخدموا فيها المدرسة لان لو كانوا ينفعوا ما خلوهم معيز و ضان جميع و البيبان عليهم مسكرة ، من يندري بيهم شنو يديروا ؟
نصرالدين انصدم و المهدي زيه يعني صح خطط و متوقع ان يقول عليهم كلام سيء بس ما توقع يوصل للدرجة هذه
نصرالدين بعد هزه المهدي من كتفه : احم ايه ، بس مش كلهم
تدارك وجدي الامر : لا انت حاشاك يا غالي زي انت و زي عمي الشيخ سليمان نيات لكن الباقي و الله ما فيهم واحد ينفع كلهم زي بعضهم
نصرالدين معش قدر يمثل اكثر : باهي توا نستاذن مغير خلاص يبونا نخشوا الفصول
وجدي : خوذ راحتك يا غالي و نتلاقو غدوا عاد بنجوا جميع المدرسة و خليهم الجماعة ينحرقوا
نصرالدين : ايه بالسلامة
سكر الخط
و كان مش لاقي كلام يقوله
اما المهدي شنو مازال يوقفه : سمعته ؟ عرفت ان انسان مش كويس ، ياما دويت يا نصر تخيل انت قالك هكي معناها برا شنو يقول علينا اقسم بالله ما نكون المهدي بن عمار لو ما طيرته منها المدرسة
و بالفعل هنا رن الجرس و كل واحد منهم توجه لفصله بس المهدي اليوم هذاكا ما كان ابدا مع الحصص كان يجهز في شي لوجدي لو عرف عنه القليل بس ما كان فكر يمشي للمدرسة ابدا ثاني يوم
اما مساء فالكل كان يتجهز للذهاب لغادة ع شان يستحمدوا ع سلامة عمران
نجوى تقرا في قران و مجاهد يلعب قدامها
فتحت فتحية الباب : نجوى احني بنمشوا توا تبي شي.؟
سكرت المصحف :لا ، سلمولي عليها غادة و قولولها تردد بالها عليه راجلها
كمية الحزن اللي في صوتها أوجعت قلب امها : ان شاء الله
مجاهد حرك ايده لفتحية : باي امي
ضحكت : بالسلامة يا ضي عيوني انت هيا نخليك
سكرت وراءها الباب و الدمعة في عينها : ربي يعوضك يا بنتي ربي يعوضك و يصبرك ، ايه بالله ياما تحملت انا وقت فارقني بوك رحمة الله عليه لكن اللي عوضني ضنايا …
عبدالخالق من برا : امي هياااا
مسحت دموعها و عند الباب تلاقت مع هناء نازلة : عبدالخالق من بدري رن عليا
فتحية : اي هيا فيسع فكينا منه توا يبدي يعارك
اما عبدالخالق فكان يدخن اول ماشاف هناء و امه جايات رمي السبسي من ايده : هيا يا امي طولتي واجد
: بسم الله اهو جيت كنت نكلم في اختك
هناء : السلام عليكم ،
عبدالخالق : و عليكم السلام ، خيرها نجوى
فتحية : خيرها فرقة خيرها وين بتراه الخير و هي حابسة روحها في الدار هذه
عبدالخالق : الله غالب يا امي حتى اللي اندفن مش راجل عادي راهو
نزلوا دموع هناء : كلهم مش عاديين خيرة تريس البلاد عدوا يا عبدالخالق
رشف انفه و حاول يضبط نفسه لمح معتز كيف مروح : باهي اللي روح
فتحية ركزت ع المرايا جنبها : من هو ؟
عبدالخالق : معتز ولد عمي جمعة كان في الحرب و حتى بعد روحوا كلهم قعد انا و الله ما تلاقيت معاه غادي و لا نعرف ان ماشي سمعتها غير بعد روحت
فتحية : طيب فيها امه ، ديما و هي تخمم عليه لعند توا ما باش يعرس احرف من سلف اختك اشرف و الله حتى هو يومها تدوي عليه رجاء قالت عزوزها قريب الا تهبل لان ما روح من الحرب و حتى يروح ما انظني يطيب و يرضى يخليها تخطبله
سكت عبدالخالق و يفكر في الدنيا هو يجري ليل نهار و الظروف مش مساعدة ع شان يكمل نص دينه و يجيب بنت الناس اللي رابطها معاه و غيره كل شي عندهم بس مش راضيين ياخدوا الخطوة هذه
اما المهدي وقتها لان مشغول يخطط كيف ينتقم من وجدي خطرت في باله سارة لهذا اتصل بيها
: ايوا مهدي كيف حالك
المهدي : الحمدلله ، انت كيف حالك و كيف حال بنيان
سارة كانت تمشط في شعرها : الحمدلله يا مهدي
استغرب الهدوء جنبها : وينها اماله ما ليها حس
ابتسمت سارة : قاعدة عند اسماء انا كنت نغسل في الدبش و انظم في دولابي خليتها عندها من الظهر
انتفض المهدي من شخصية اخته الاتكالية اللي ممكن تخسرها كل شي : خيرك انت خيرك
هي لعند خافت : شنو درت ؟
المهدي مش قادر يتحكم في انفعاله : بنيان بنت من ؟ جاوبيني بنت من؟
هي ما تقول اكبر منه عمرا : بنتي يا مهدي خيرك
المهدي : و لانها بنتك يعني مسؤوليتك يعني ديما تحت عينك يعني لازم تكبر ع حنيتك انت و محبتك و وقت اللي تبدي تعرف تكوني عندها انت و اقطع الخبر
هي ردت بخوف : قصدك يعني اسماء ممكن تخليها تكرهني
المهدي هدي شوية و استغفر : استغفر الله العظيم ، انا ما قلت هكي و حرام عليا بنت الناس ما سمعت عنها شي غلط ، انا كلامي ليك انت لاني نعرفك ترا قوليلي لو كَمال ما عنده مراة ثانية كيف كنتي درتي وقت اللي بتضمي او تطيبي ح تديري حل صح
سارة سكتت
كمل المهدي : اسمعيني كويس ، بنتك لازم انتماءها الاول ليك و كلامي هذا بناء ع تجربتك مع مجاهد يا سارة شفتي كيف تعلق بنجوى و من قبلها امي ، و هذينا مستحيل يجي يوم و يضرنك لكن اسماء تقعد ضرتك و شريكتك ردي بالك تسلمي في بنتك ليها خليها تشدها و تلعبها انا ما نحرض فيك عليها لكن مش تسلمي فيها بكل
سارة فتحت عيونها ع شي كانت غافلة عنه : اي عندك الحق كلامك صح
تنهد المهدي بصوت مسموع : سارة انا خايف عليك ، انا نبيك اقوى يعني معقولة الكلام اللي دوينا فيه قبل ما تتزوجي كَمال نسيتيه كله
سارة تذكرت كيف كان المهدي يقعد معاها و يحاول بكل قوته يزرع القوة هذه فيها و يخليها تتجاوز الضعف اللي مجبولة بيه : صح ، خلاص اطمن من اليوم ح نركز اكثر
ارتاح نوعا ما : تمام
سارة: مجاهد شنو قاعد يدير و كيف حاله ؟
المهدي : مش عارف اليوم مازال ما نزلت و توا اكيد قاعد مع نجوى لان كلهم مشو لغادة
: ايه بالله ذكرتني فرحتلها واجد
المهدي : كلنا فرحنا و اخيرا مش ناقصنا فقد جديد
سارة : صدقت
المهدي : خلاص انا بنسكر و انت نوضي شوفي بنتك
سارة وقفت : ماشي و صحيت
: سلمك المهم فكري في كلامي و رد بالك تنسيه مع السلامة
سكر المهدي الخط و في نظره ان دار الصح لان اسماء مهما كانت تقعد ضرة لاخته
و عند اخته لبست و طلعت من جناحها قاصدة جناح اسماء سمعت صوتها هي و كَمال لعند برا يضحكوا و يهدرزا بصوت مسموع مع بنتها
انتباها الخوف اكثر و اكثر دقت ع الباب
اسماء وقفت : نجيها السمحة
مشت للباب و كَمال مستمر يلعب في بنته
فتحت اسماء : نعم
سارة : عطيني بنيان
اسماء كانت منسجمة معاها هي و كَمال : خليها قاعدة تلعب مع بوها ما عيطت بكل
سارة واضح ع ملامح وجهها ان صاير معاها شي : لا معليشي نبيها شوية استاحشتها و بعدين موعد رضاعتها
كمال من داخل : شنو في ؟
خشت اسماء و كانت ممتعضة لابعد حد بدت تتعلق ببنيان و كون سارة عندها فيها احقية و الكلمة الاولى و الاخيرة ليها في اي شي يخصها تزيد من وجعها : سارة تبي بنتها
من طريقة كلامها حس كَمال ان في شي خذي البنت بين ايديه : اكيد موعد رضاعتها خليني نطلعها السمحة .. هيا بنيان سلمي ع امك اسماء
اسماء عيونها تعبوا دموع و قربت باستها
و طلع كَمال ببنيان لسارة اللي بدون ما تنتبه لنفسها و كانت بالكامل تحت تاثير كلمات المهدي خذتها و ضمتها و مشت طول لجناحها
كمال مستغرب : خيرها هذه ؟!
مشي وراها فتح الباب القاها بدات الحال ضامة بنتها و ساكتة : خيرك ؟
سارة استجمعت نفسها و فهمت هي شنو دارت : شي مش عارفة فجاة قلبي وجعني و حسيت اني نبيها ما قدرت نمنع نفسي و اصلا موعد رضاعتها
ما صدقها كمال بس في مواقف كثيرة يصير عنده ضعف قدام سارة او فضل يجنب نفسه و يجنبها مواجهة ممكن تكلفهم الكثير
اما عند اختها الصغيرة كانت قطعة من السعادة تشع نورا و فرحا ع عكس المعتاد منها الشهور الماضية
اللبس و الاهتمام بنفسها اللي فعلا نساته من قبل
رجاء لعند خافت عليها : ربي يحفظك ان شاء الله غير رقيتي روحك
غادة مبتسمة للكل : ما تخافي عليا الحافظ ربي ،
رجاء : فرحانة
غمضت عيونها : واجد واجد يا رجيوه مش مصدقة ان كابوس فراقه تخلصت منه و اخيرا
: السلام عليكم
انتبهوا للي خشت و كانت هالة قدمت سلمت عليهم و في ايدها عبدالمعز لكن خليفة قعد مع حمزة برا
الموت ياخذ الانسان و الحياة برضوا تاخذ الانسان، و مرغمين احيانا بسبب سرعة الريتم متاعها نغفلوا ع الكثير من الاشياء …
وقت كانت هناء و فتحية طالعات من حوش اهل عمران برفقة رجاء…
غادة : سمعتي من سارة امتى بتمشي زيارة ببنتها لحوشنا
رجاء نزلت خمارها : تراجي فيك من الاول قالت ح تجي هي وياك في نفس اليوم
هناء : انت امتى ناوية الجية
غادة : حتى انا قلت في نفس اليوم مع سارة بس الوقت مش عارفة
رجاء تذكرت امر : خلوها بعد ترمي نجوى العدة خلاص معش مازال واجد و ترمي
فتحية ساكتة و تفكر في نجوى و حالتها
رجاء : و الا يا امي
فتحية : ما اندري عليكن ديرن اللي تبنه
غادة: خلاص انا نتفاهم مع عربي و عمران و نكلمك انت و سارة
رجاء : تمام هيا ماما افطيمة
شدت افطيمة في ايد امها و انحنت غادة باستها : بالسلامة
: مع السلامة
و ردت غادة قعمزت جنب هالة تحكيلها ع كيف روح عمران و ردة فعلها بطبيعة العلاقة القوية اللي بينهم
صباح ثاني يوم …. و في مدرسة الامل
وصلوا الطلبة بالباصات المختلفة
وجدي كان ماشي في جنب نصرالدين ع اساس صحبة و مجرد ما شاف المهدي ضحك بصوت عالي : يالله نصر الدين كلامك مش عادي و نشهد بالله انك صدقت فيهم
نصرالدين كان حاس بندم بس ما قدر يمنع ضحكته اللي ظاهريا فهمها وجدي ع المهدي ما كان عارف انها كانت عليه هو و سذاجته
وزادت ضحكته وقت سمع كلام المهدي : و على نفسها جنت براقش
وجدي ما فهم مقصده من المثل : شنو قال ماهناكش ع منو؟
ضحك نصر الدين : لالا ما تدوره بكل يخرف هيا نستاذن وقت
سببه و لحق المهدي اللي كان واقف قدام الفصل يستنى فيه : اسمعني بنقولك حاجة توا الموًضوع في ايدك تبي تصاحبه و تكمل معاه انت حر تبي تسكر عليه سكر اللي نبيه وصلتله
نصرالدين : لالا ما عندي ما بندير بيه فكني منه ، شهادة بالله وقت خالطته طلع خبيث واجد يا مهدي و رد بالك منه حتى انت
المهدي بثقة : هو اللي يرد باله مني لان اليوم هو اخر يوم ليه في المدرسة
نصرالدين : معناها انا بنعدي لفصلي توا و اي شي تبيه مني مغير كلمني
المهدي : منور يا نصي
و خش المهدي الفصل
نوح كان زي اللي شاك ايه : اين كنت يا شيخ ؟
المهدي مستحيل يقوله لان فاهم طبعه كويس : وين بنكون يعني قاعد برا نسال ع الابلة صفاء قالولي ما جت
سكت نوح و مازال شكه ناحية المهدي في ازدياد بس مهما شطح بخياله مستحيل يخطر في باله السيناريو اللي كان المهدي وقتها يحبك في تفاصيله
و جي وقت الاستراحة
طلعوا من الفصل
المهدي كلم واحد من الموظفين : وين وجدي
استغرب ان يسال عليه بس رد عادي : في الساحة اللي مقابلة الباب
المهدي : مشكور
و قرر ان لازم ينفذ لان مش طايق وجوده في المكان اكثر
شد نصرالدين من ايده و مشي في اتجاهه. و يتكلم بصوت عالي : اخ يا نصر في ناس كلوطين في الجمعية الواحد مش عارف كيف يتخلص منهم،
وقت قرب منه نفخ : اخ غير لو كان نشد مدير المدرسة، هو يوم واحد بس ما عاد يقعدوا فيها دقيقة زي هدا اللي اسمه وجدي
وجدي رمي الدخان و بدي يعارك بصوت عالي : انت مش مهني روحك هاه ؟
المهدي ببرود : شنو قلت انت ؟ ترا عاود كلامك ؟ كلامك هذا ليا انا ؟! نهني روحي شكلك مش عارف ان انا في الجمعية هذه اساس ما يقدر حد يستغنى عني اما انت منو ؟ و شنو تكون هنا ؟
و هنا وجدي انفعل : انت شنو وليت عقاب فرخ لا مشيت و لا جيت
رفع المهدي ايده في وجهه : عينك و عين عينك ، انا راجل و سيد الرجالة، اللي وصلتله انا في عمري هدا انت قاعد تحلم توصله و انت عمرك في الاربعين و مازلت ما وصلت لربعه
وجدي فقد اعصابه : قسما بالله انت واحد ### و ما تنفع و الله لو ما تسكر فمك … راهو نشرك الشكارة كلها
ضحك المهدي : شنو هي الشكارة اللي بتشركها ان شاء الله يا نكرة، تقصد بالشكارة كيف تفتف علينا و ع شرفنا اولاد و بنات و تقول ما ننفعوش لكن انا اللي نوريك ان كان ما قربعتها ع راسك ما يكون اسمي المهدي بن عمار
صوته كان عالي. و وصل الحاج سليمان و هو يتوضى
ركز ع الصوت و سيب اللي في ايده و بدي ينادي : رافع يا رافع
و المهدي وقتها ما يراجي يا حاج سليمان لعند تفهم ع طول قرر يمشي للجزء الثاني من الخطة حط ع رقم ايمن و اتصل
و ما ان سمع صوته تكلم معاه بنبرة المجروح و المكسور
: ايوا ولدي
المهدي : الحقني يا ايمن انا انهنت و انظلمت و انذليت معقولة ترضاها ليا
ايمن ظلمت الدنيا قدامه : ما عاش و لا جاباته امه اللي يهينك و عيني حية يا ولدي قولي من وصل فيك و شنو دارلك و دمه يسيح تحت كرعيك توا
المهدي بذات الاسلوب : تعالالي يا ايمن توا
ايمن خذي مفتاحه و سكر اللاب توب : مسافة الطريق يا ولدي مسافة الطريق
سكر الخط و طلع باقصى سرعة قاصد جمعية المكفوفين مصراتة و اللي في باله ان ولده زي ما يقول عنه مظلوم و ما خطر في باله و لو لحظة ان هو الظالم هالمرة
اما وجدي فمستمر في عراكه اللي قدام الكل خلاه يتقمص دور الظالم و بجدارة : داير روحك تخوف فيا و الله نوريك يا #####
المهدي كان طاير من فرحته ان قدر يجره و بسهولة للفخ: خليك قوي زي توا بس ، مش بعدين يتغير الكلام
كانوا الطلبة مجتمعين و يسمعوا في اللي صاير، زيهم زي باقي المعلمات و الموظفين كل واحد من زوايته يراقب فيهم
و جي الحاج سليمان بمساعد الاستاذ رافع : اتي خيركم شنو في ؟ ليش الصوت العالي و الكلام الغلط هدا و احني في مدرسة مش في الشارع راهو
المهدي تكلم باسلوب المسكين المظلوم : استاذي لو انا ولدك حق و البنات بناتك زي ما تقول لازم توا ترد كرامتنا و شرفنا من هدا اللي ما يسواش
جمد في مكانه و فجاة بدي يعارك في المهدي : اسكت اسكت … مش وقت و لا مكان دوة خيرك انت شنو جاك
و طبعا كلام الحاج سليمان هذا لان كان عارف ان الكل قاعد يتفرج و يسمع و خاف لو المهدي يقول شي ينتشر في المدينة و يسيء لسمعة الكل في المكان
شده من ايده : جيبه معايا يا استاذ رافع للمكتب هيا
و نفد رافع الكلام ومشى بيه للمكتب
وجدي هنا حس انها النهاية استفزاز المهدي ليه خلاه يطلع في صورة سيئة جدا قدام الكل لدرجة بدي يسمع في الهمس باسمه في كل مكان
و بدي يتخيل في الواقع او المصير اللي ح يمشيله بدون اي شك
اما صديقته هيفاء فمعش تحملت و جت قريب من الادارة لانها خايفة عليه
نوح : ما هدا يا سفيان ؟
سفيان متوتر : و الله ماني عارف ايش يقصد المهدي بكلامه ؟
نصرالدين كان ساكت و بدي شعور الندم يدخل لقلبه اكثر و اكثر
داخل المكتب بدي الحاج سليمان الكلام : ادوي اللي عندك يا مهدي حرام عليكم تعبتوني معقولة كلام فاحش زي هذا في وسط المدرسة يا وجدي
المهدي و باسلوبه الماكر في استثارة عاطفة الابوة ناحيتهم : استاذي وجدي هدا من السنة اللي فاتت ياما دار فيا و سكتت و انت في كل مرة تدافع عنه بحجة ان محتاج العمل و تسكت فيا لكن خلاص انا بعد اليوم مش ح نسكت ع الظلم
و لو نطقت جدران المدرسة لصححت قول المهدي و قالت ” انت اللي درت فيه يا مهدي مش هو و انت الظالم يا مهدي و مش هو”
كمل المهدي : تحملت في روحي واجد يا استاذ سليمان انا الانسان هدا معش نتحمله ان شاء الله نخش لمدرسة اندماج و نكمل السنة عندهم لكن اني نسكتله و نقعد معاه في نفس المكان و هو يجيب في سيرتي انا و خواتي و يقول علينا معيز و ضان خلاص
الحاج سليمان انصدم : وجدي قال الكلام هذا ؟
المهدي : ايه قاله و قاله لنصر الدين برا ناديه و اطلبه للشهادة و ح يقولك ان كلامي صح
الاستاذ رافع : ايه ح انادوه يا مهدي و يا ويلك انت وياه يكون كلامكم غلط
سكت المهدي و شنو يسكت صوت ضميره
و بالفعل تم استدعاء نصر الدين
عن طريق الابلة عواطف : نصرالدين ، تعالى معايا يبوك في الادارة
مشي وراها المذكور
و نوح بهمس لسفيان : و الله شعرت ان بينهما شيء ما
سفيان : يستر الله يا راجل
هيفاء وقت طلعت الابلة عواطف انسحبت من جنب الادارة و ردت جنب البنات و تحاول تلقى تفسير للكلام اللي وصلها وقت كانت جنب الادارة
و في الادارة مسرح الاحداث الساخنة اليوم
الحاج سليمان : قولي يا ولدي مزبوط وجدي يقول في كلام ع الطلبة عندنا هنا، و رد بالك من الكذب يا نصرالدين و من شهادة الزور
نصرالدين من داخله بيموت بس اقنع نفسه ان اللي ح يقوله واقع و صار فعلا : ايه يقول ع المهدي و نوح و هيفاء و سندس و شيماء و حتى سفيان ان هما معيز و ضان و لو متربيين ما يضحكوا مع بعضهم هكي ( ! كمل يحكي في كل شي الا جزئية ان الاتصال كان بطلب من المهدي )
المهدي بانفعال مصطنع : انا خلاص الانسان هذا ياما فوتتله لكن توا خلاص مستحيل مازال نفوتله بعد وصل فينا و في شرفنا و توا ايمن نسيبي شوية و جاي ناديته هو اللي يدبرلي حل
الاستاذ رافع ضرب الطاولة : شنو التصرف هذا يا مهدي انت توا كبير مش محتاج لولي امر تناديه، و بعدين هذه مشكلة في الجمعية ليش ما خليتنا نحلوها بينا ليش اطلع الدوة برا يا راجل ليش
و لاول مرة ممكن يرد فيها المهدي ع الاستاذ رافع اللي طول عمره يهاب فيه لان واصل لنقطة اللاعودة و في نظره اليوم وجدي لازم يسيب المكان : استاذ رافع لو كان الموضوع عادي ما كنت دخلته بس الموضوع كبير واجد و انا صح بويا ميت لكن مش مقطوع من شجرة ع شان واحد زي هذا ياخذ راحته في الكلام عليا
انفعل الحاج سليمان : و لو بوك ميت يا مهدي ، نحنا كلنا هنا في مكانه ، لكن ساولتك بالله يا وليدي و الله انا في العمر هدا ما عمري رعشت زي توا نكلم فيك و اعصاب المعدة ناضوا عليا نحس في روحي شوية و نطيح بينكم
المهدي لحظتها كره نفسه لان يحب الشخص هذا و بسببه قاعد يرعش و يترجى فيه بس للاسف حقده ع وجدي كان اكبر من اي مشاعر ثانية
الحاج سليمان كان فعلا يرعش و واضح الشي هذا من صوته : نعاهدك يا ولدي ان وجدي اخر يوم ليه في الجمعية لكن بالله عليك ما تقول لايمن شي و خليني انا نتفاهم معاه وقت يجي
المهدي بعد وصل للي يبيه وافق : تم و ايمن وقت يجي انا نتصرف معاه
ارتاح الحاج سليمان و جلس ع الكرسي و كان شوية و يدوخ : لا انت تمشي لفصلك و انا اللي ح نفهم ايمن ان نقاش عادي بينكم و انتهى
و في الاثناء هذه وصل ايمن
و من اول ما خش شاف وجدي مقعمز و معاه موظف ثاني فنص فيه بطريقة زلزلت وجدي لان ايمن يعرفه و شايفه في عزي المرحوم عصام بس طبعا ما كان يعرف بتفاصيل الاحداث بينهم في المدرسة
كمل لداخل الادارة
الابلة عواطف خشت : استاذ سليمان ايمن بن جابر وصل
الحاج سليمان : خلاص يا مهدي انت اطلع طول لفصلك
وقت اللي طلع المهدي من الادارة كان حاس ببرد شديد و خوف اشد كان يتذكر قداش وعد زملاءه ان يوم اللي يطلع فيه وجدي ح يجيب حلو و يديروا حفلة بس حاليا فاقد الشغف لحفل زي هذا بالعكس حس
قداش هو شخص سيء و مش نظيف صح وصل للي يبيه لكن مش قادر يفرح
وقت اللي خش الفصل متاعهم كانوا ايديه و كل ذرة في جسمه ترجف
نوح و سفيان وقفوا ع كرسيه : شنو درت يا مهدي
سكت
نوح حس بالاستاذ دخل : يا خوفي تقعد شايل ذنبه لعنديت اخر لحظة في حياتك يا مهدي
و كلمات قالهم نوح ما توقع ان ح يعيش تحت حصارهم العمر كله
معش قدر يقعد اكثر في الفصل استاذن و طلع و رجليه خذوه للمكان اللي صار فيه النقاش كان عنده احساس ان وجدي مازال موجود غادي
و صدق احساسه فعلا وجدي مازال في مكانه
كان مقعمز و خايف
سمع الموظف اللي معاه يقول : وكل الله يا راجل شنو بيصير يعني
و قبل ما يرد وجدي
جي الرد من المهدي : شنو صار لو خذيتها من قصيرها و طلعت من المكان لاني قلتلك من البداية ما يوسعنا احني الاثنين ، مهما درت فيك ما يجي شي في اللي درتوه انت و اهل بيتك في اهل بيتي و قول لاهلك ان احني مش مسامحين و عند الله تجتمع الخصوم
لو شاف نظرة وجدي كان قري فيها كلمة اقوى من كلامه دعوة اقوى من دعوته
ابلة عواطف جت تبي تبلغه انهم يبوه في الادارة و شافت منظره قلبها اشفق ع حاله : يا وجدي المدير طالبك في الادارة
كان مستسلم خانع عارف ان مهما قال و دار مش ح يقدر يدافع عن نفسه و لا ح يقدر يغير شي
حاليا صدق كلام المهدي وقت قاله انت من وانت نكرة ؟ و وقت قاله ان هو الاساس في المكان هذا
و مجرد ما قرب من الادارة سمع صوت ايمن عالي : انا ع خاطر المهدي نقتل حتى القتل هذا ولدي و قطعة من روحي
حس ان جسمه تزلزل بالكامل يا ودي حس الارض انهزت من تحته فتح الباب و مش قادر يشوف لوجوههم : السلام عليكم
الحاج سليمان ردا ع ايمن : ما يحتاجش ما يحتاجش حل القصة عندي
طلع ربطة الف من الدرج و مدها لوجدي : ربي يرزقك يا ولدي
و قداش الحاجة مذلة و تكسر الظهر لان وجدي عارف لو وقف العمل مش ساهل يلقى غيره و لان عارف كمية المصاريف اللي وراه مد ايده و خذي الفلوس و هو حاس بذل غير عادي
طلع من المدرسة و ظن المهدي ان تخلص من المشاكل نهائي في حياته
ما كان عارف ان وجدي ح يقعد كابوس ملازمه طول عمره و غلطة ح يقعد نادم عليها لاخر يوم في حياته
و ما كان عارف ان شخص زي وجدي قليل والي و قليل الحيلة ممكن ما عنده من الرصيد اللغوي و الفصاحة القدرة اللي تخليه يقول و يقول كلام زي اللي انقال من المهدي بس يا مهدي العروق يدعوا
و ان سلمنا ان سارة انظلمت من خواته فأنت اليوم درت زيهم بالضبط و ظلمت انسان في رزقه و مصدر قوته
من المدرسة توجه لحوش خواته
فتح منذر الباب : اهلين بالخال
شوية و لاحظ كيف لون وجهه مخطوف : خيرك ؟
ما رد عليه و خش داخل كان في قدام الحوش حوض مش بعيد ع المكان اللي قضت فيه سارة في زمانها ليلتها الاخيرة
نزل راسه تحت الشيشمة و فتحها
كانت مسقعة بس ما حس بيها من كبر النار اللي في قلبه
طلعت لطيفة : هيه اسم الله خيرك
قام راسه و الميا تقطر منه : كله منك انت ،
انصدمت : خيرك شنو تخرف
صفق بايديه : لزوني منها المدرسة من وراك انت وابتسام و ضرتها و خوها ، انا من وين بنلقى بيش نصرف ع اللي عندي في الحوش جاوبيني من وين بنلقط القرش ع شان ندير عيلة و صغار زي اللي في عمري ( ضحك و الدمعة في عينه) اين اللي في عمري توا يفكروا يعطوا بناتهم و انا قاعد زي الحمار نحرث و نحرث بدون فايدة و يجي هدا يضرب و هدا يهزب و الحمار ما يحسش صح و الا
سكتت لطيفة و ما القت كلام ترد بيه كسرها خوها
كمل و هو يضرب ع راسه : بس نستاهلها قالي من الاول اني ما نسواش راسه و قالي واجد حاجات طلع عنده فيهن حق و انا اللي طلعت مش عارف روحي شنو
ضحك و الدموع في عيونه : عطوني الف دينار قولي دبرت بيهن حالي كم يوم و بعدين كيف ندير ؟ قوليلي
لطيفة ظلمت الدينا في عيونها : نبيله موت ان شاء الله هو وياها الله لا تربحهم و لا تخلف عليهم بخير
شافلها بنظرة شخص مكسور و طلع من عندها ما كان عارف حتى ليش جي لحوشهم ممكن حس انهم شركاء في نفس اللعبة و لازم تعرف و تسمع منه شنو ممكن تكون نتيجة عملها
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)