رواية عيون القلب الفصل المائة وسبعة وثلاثون 137 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت المائة وسبعة وثلاثون
رواية عيون القلب الجزء المائة وسبعة وثلاثون

رواية عيون القلب الحلقة المائة وسبعة وثلاثون
يا ريتني يوم جيتني وديتني و غاليتني .. ما رديتك
يا ريتني والفتك و لا مرة خالفتك .. و ما أذيتك
تاريتني وديتك مرات ما حبيتك
بس ننقاني صافيتك
و في غيبتك ناديتك
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
و لانها غالية ع العيلة
و لانها واجعتهم كل خوتها هبوا لحوشها
عبدالخالق مشي معاهم للجنوب في حين الباقي اللي هدا جي مع زوجته
و لان فتحية كانت واصلة هي و مجاهد مع هناء و المهدي
هي شافتهم من هنا و حست ان عيلتها جت
اللي يحسوا بيها حق وصلوا
ناضت من مكانها و طاحت بين ايدين امها
فتحية اللي كانت طول الوقت تقول في سرها ” اجعل نصيبك مش كيفي يا بنتي ”
و نجوى اللي كانت تبي تلقى عندها اي شي دعم قوة حنان المهم حاجة تغليها ع مصابها
و لو فتحية ما قدرت تفصح ع اللي في داخلها
لكن هالطفل الصغير قداش بيتحمل
نجوى قوته نجوى قاعدته للحياة وقت يشوفها هكي يخاف : ماما انت ما تبكيش مش تقوليلي معش تبكي و ارفع ايديك فوق لربي و ادعي قوله انا مظلوم فانتصر
تذكرت كيف تعلم فيه الصبر و هي اللي ما قدرت تصبر نزلت لمستواه و ضماته : اني مظلوم فانتصر يا رب يا رب
في حين ان غادة وقت جابها عمران هالمرة كان حاس بيها و بوجعها طول الوقت شاد ايدها و يصبر فيها
: خلاص عاد يا غادة انت كيف بتصبريها اختك لو قعدتي تبكي هكي
غادة تتفكر في اخر مرة تلاقو مع نجوى صح ما كانت طايرة من السعادة بس كانت لاول مرة رايقة من بعد وفاة المرحوم شاهين : انت مش عارف يا عمران نجوى مش بالساهل رضت تتزوج و لا بالساهل تتعود ع الحياة الجديدة و يوم اللي حسينا انها رضت و بتعيش يصير هكي ، راهو اختي من بعد موت شاهين مش عايشة… هكي قاعدة جثة و خلاص
: لا حول و لا قوة الا بالله لكل شي حكمة يا غادة و ادعي لربي يصبرها و الراجل يطلع منها ع خير
غادة : ان شاء الله
و عند حوش اشرف
افطيمة من ح يقدر يسكتها توا
من ح يقدر اصلا و من قدر من قبل يواجهها
مقعمزة في الوسط و الكلام كله مقصودها من وراه نجوى ما فيش غيرها : ووووه عليك يا صغير. اولادي وووه عليك جبت الفقر لحوشك من غادي … وووه عليا انكسرت رقبته من الاعادي .. ووه عليا هدا الفال اللي سحن افادي… ما سكرت الشهرين الا و الموت عليك تنادي
و تزيد نجوى تحضن امها تبي تمنع نفسها تسمع تتمنى لو كانت صماء تتمنى لو ما تزوجاته و رغم قوة ايمانها الا ان الكلام هذا يخليها تحس بالذنب اكثر
رحمها ربي من لسان عزوزها وقت وصلت حنان و خشت
حنان اللي كان جسمها منفوخ هلبة
حورية شهقت. و همست لرجاء : كلا حنان مولية بكل يا خوفي ما عاد بتطول
نزلوا دموع رجاء لانها تحب حنان هلبة : و الله يومها مشينا
انا و ايمن نزوروا فيها بكت و بكتنا معاها
حورية : ربي يلطف بيها
و بعد حنان خشت غادة
و بلطف الله كانت افطيمة ساكتة و تبكي بين ايدين بنتها بدون ما تقول اي كلام مؤذي
مر الوقت و بدت نجوى تستوعب بالذات اللي خلاها تفيق هو مجاهد و حنين الاثنين في حاجتها
و لازم تكون قوية ع شانهم و ممكن حنين مازال صغيرة و ما تعرف بس مجاهد كان خايف من اصوات العياط و لا سيما صوت هياط افطيمة و طول الوقت كان يدور في اشرف …
خشت دارها ع شان تغير
بس و لاول مرة تنهزم قدام عطر غير عطر المرحوم شاهين
بخت منه و ضمت الشيشة و صارت تبكي و هي تتفكر في كلامه قبل يمشي
و شوية و ردت لطبيعتها
البرود الخارجي و النار اللي تحرق. داخلها و ما تخلي شي
خذت فلوس من درج اشرف و طلعت تدور في معاوية
عطاته قايمة طويلة لنواقص الحوش: بالله عليك معاوية كل شي مكتوب جيبه و شوف حتى برا لو ناقصتكم حاجة
معاوية : ما يهمك شي خالتي كل شي برا جبناه انت و حنين تبو شي
: سلامتك يا غالي
طلع معاوية
و هي بدت تجري مع غادة في الضم و الضيافة
اما رجاء فهي اللي حطت الغذي ع النار
وبالنسبة لسارة ما وصلت لعند العشية
و مر اليوم بالشكل هذا كله توتر …
في الجنوب وقت وصلوا ايمن و سليمان و عبدالمالك و اكيد معاهم عبدالخالق
كانت الصدمة كبيرة هلبة و هما يشوفوا في اشرف
اشرف وسيم الشكل واثق النفس قوي البنية بشوش الوجه
كانت ايده ملقوفة بضماد لعند فوق و الاكثر الما هو كيف عيونه ملفوفين بضماد
ايمن طلع و ما تحمل : لا حول و لا قوة الا بالله لا حول ولا قوة الا بالله
سليمان : مش هكي يا راجل مش هكي
و اللي يتكلموا عنه كان يفكر ” زعمه خسرت عيوني ؟ زعمه معش بنشوفها ؟ زعمه تقعد معايا و الا بتمشي و تخليني ؟”
سكت عن التفكير بمجرد سمع صوت خوها
كيف قدر يميزه ما كان عارف
هل لان عبدالخالق شخص مميز او لان يخصها حتى هي
: سلامتك يا غالي
فرح بجيته وقت تأكد من هويته : عبدالخالق ؟
قرب و صافح ايده السليمة : ايه الحمدلله ع السلامة و الحمدلله اللي جت ع هكي
تنهد : الحمدلله مع اني كيف ما تشوف فيا انضريت واجد
ضغط ع ايده : التريس ما يضرها شي يا غالي
و بعد تمالك ايمن نفسه دخل هو و سليمان برفقة عبدالمالك : السلام عليكم
فز قلبه ليهم : و عليكم السلام
: الف لا باس يا اشرف / عمي حمدلله ع سلامتك / سلامات يا اشرف
بين اصواتهم و صعوبة ان يفرق وين يوجه انتباهه حس بوجع كبير ع ايامه القادمة : الحمدلله يبارك فيكم
ايمن : جبنا اسعاف و ح نطلعوا باذن الله الفجر لمصراتة و من بعدها ح انسقوا لمشية تونس مادابينا في اسرع وقت
كان حاس بخوف كبير : في رايكم يصير مني ؟
سليمان : يصير كيف اماله ؟ ترا فكنا من كثرة الدوة الفاضية مش ح يصير معاك الا الخير باذن الله
التزم الصمت … و يفكر كيف يعرف عنها شي
استغل انهم مشغولين بالكلام مع بعضهم و التخطيط للسفر لتونس نادى عبدالمالك : عبيد
جي ع مقربة منه : ايوا يا عمي تبي شي
بريكة واضحة لابن خوه: كيف حالهم قاعدين في حوشي و الا ؟
في الاول ما كان فاهم بس شوية و هكي اتضحت الصورة : احم قاعدين ايه زحمة واجد قالي معاوية الحوش توا
هو ما اهتم بالزحمة كل همه ان هي مازالت في حوشه
و هنا سال نفسه لعند امتى ح تقعد في حوشك يا اشرف ؟
يوم 23 من شهر اكتوبر
وصلوا باشرف لمصراتة بسيارة الاسعاف
الطريق اللي ابدا ما كانت ساهلة من وجع الصداع و الام الحروق اللي في ايده بالذات و طول المسافة مع التفكير
وقتها كانوا اخوته يتفقوا مع عبدالمالك ع موعد السفر لتونس اللي لعند توا و بعد التنسيق مع مصحة متخصصة في تونس ج يكون بعد يومين
و تجرأت نجوى هالمرة
و طلبت تشوف عبدالخالق
بمجرد عرفت ان وصل لحوش بن جابر
كانت تتكلم بتردد و مستحية : بنقولك
و هو طبعا فاهم عليها : نجوى راجلك كويس راهو ما فيه شي و باذن الله بعد يومين ح يطلع تونس
و قداش كانت مرتاحة وقت سمعت كلامه بس في شي ثاني في خاطرها : انا نبي نشوفه يا خوي
عبدالخالق ما حب يكسر بخاطرها : ايه هدا حقك كيف اماله و انا اللي نشوف خوته و نرد عليك
ضمت نفسها و خشت و في داخلها رعب و خوف و توتر كبير
و طبعا ما مشت في اتجاه افطيمة ابدا
عدت المطبخ و انشغلت بالحوسة و الاهتمام بمجاهد من جهة و حنين من جهة ثانية
عبدالخالق مشي لايمن و خذاه ع جنب : بنقولك نجوى تبي تشوفه يا ايمن
و ايمن الفاهم و اللي عارف حاجة خوه حاليا ليها و كيف يوما ما وقت اللي كان في الحبس و رد لحوشه ما كان يبي من الدنيا غير حضن رجاء و لا بكي غير عندها و ارتاح بعدها من كل شي اكيد مش ح يوقف ضدها : خلاص العشية يا عبدالخالق كلمها توتي روحها و خوذها المصحة و غادي تلقى عبدالمالك
عبدالخالق : تمام
و هي تراجي في الساعات تفوت و الوقت رافض يمشي
و قداش فز قلبها وقت سمعت الرنة بعد مرور الساعات اللي حصتهم سنوات
طارت لعند التيلفون : ايوا
عبدالخالق : هيا اذا بتمشي تزوري راجلك تلقيني نراجي فيك
: هيا هيا
كانت تلبس في الوشاح و ترعش
و هي تطلع من الدار يا كبدي و تولع افطيمة
تعيط. و تعارك : انا امه اللي مفروض نشوفه ياخذوها هي ؟ الفقرية اللي قريب كسرت رقبته
تدخلت حورية : يا عمتي مش قالك سليمان قبل مشية تونس ح يجيبوه هنا تشوفيه… و الله انت ما عندك جهد لمشية المستشفيات
عيطت عليها : لا اانت اللي عندك جهد. و الا هي عندها جهد بيش تكسر رقبته هالمرة يا ناس راهي اللي تعاشره تقتله تكسر رقبته يا ناري عليك يا اشرف يا ناري عليك يا حنين
و هي تمشي و قريب اطيح وسط الناس من رعشتها بسبب كلامها
و ما سكتت الا بتدخل حنان : خلاص يا امي خلاص بالله عليك خلاص
عدم قدرة بنتها ع الكلام و دهشتها
خلو افطيمة تسكت
بس قلب نجوى شنو يسكته و هو يحط في جميع الاحتمالات
ما تبي تكون زيارتها بوقع سيء عليه
لهذا كانت تحفز في نفسها و تجهز في كلماتها ع شان وقت اللي تمشي تفيده و ماتضره ما كانت تعرف ان هو ما يبي شي غير يسمع صوتها و يحس انها باقية عليه و مش بايعة عشرته
وصلوا المصحة و بتيليفون من عبدالمالك
فضى حجرة عمه من الاصحاب و الاقارب لنجوى
خشت نجوى شافاته
كيف ايده كلها فاشة
و عيونه مغطيهم الضماد
صغرت بيها الدنيا
حست بعذاب كبير
و بدت تجلد في نفسها
كيف دارت فيه هكي
كيف عيشاته شهرين عذاب حقيقي
تذكرت كل كلمة قالها
يا ودي هي تفكرت المشهد اللي صار بكامل تفاصيله
Flashback
شرب الشاهي و بعدين و هو طالع
وقف
تراجع بخطواته لعند وصلها و حضنها بكل قوته لعند هي انصدمت
جمدت في مكانها
و شوي شوي حست بالراحة و كانت ع طبيعتها
و بدت تبكي و الدموع صاروا شهقات
و بكت ع روحها و ع كل شي حياتها و شاهين و اشرف و مجاهد
ابتعد عنها اشرف و قبل جبينها و قال بهمس : وقت اللي نرجع ح تكوني ليا يا نجوى
رعشت و خافت منه
كانت عايشة في صراع و تناقض.. كبير عايشة بين الماضي و الحاضر بين الواقع و الخيال
بين الواجب و بين المشاعر
و حس ان اليوم لازم يكون صريح معاها شد ع ايدها : شوفي عمر معاوية ولد ايمن
ما فهمت : خيرا ؟
شاف لاصابع ايديها و بدي يعد عليهم : من يوم جي ع الدنيا و انا عاشق فيك يا نجوى
و اذا قبل كانت ترعش بسبب المرحوم فكيف باليوم
كانت ح تاخذ ايدها بس هو تمسك بيها : ما تفكري فيا غلط و اسمعيني كويس انا يومها شفتك صدفة يا نجوى مش قاصد كنتي محولة الخمار من ع وجهك و عيون البنات عيون و عيونك انت رصاص و خش لهالقلب (حط ايديها ع قلبه ) مش حاسة بيه توا سالتك بالله مش حاسة بيه لان قاعد لعنديت اليوم هدا حاله لكن و يشهد عليا الله اني ضربته و عذبته كرهته في عمره لعند طلعتك منه و نسيت
كانت غير الدموع تنزل منها و بس
كمل و هو مبتسم : ممكن كذبت ع روحي و قلت نسيت لكني دفنتك في قلبي لعند جي اليوم و شفتك مرة ثانية و في المستشفى قلت خلاص المرة الاولى ما كان عندي فيها حق بس اليوم هي من حقي و قعدت وراك لعنديت قريت فيك فاتحة
غطت وجهها بايديها و صارت تبكي
قال بهمس : بالله عليك ما تبكي انا العيون هدينا نبيهن يضحكن و بس
رد ضمها للمرة الثانية و هالمرة ما جمدت نجوى بس حست معاه شعور. جميل زي الاحتواء و الامان
و لان خاف من نفسه يتراجع ع السفر طلع بسرعة من الحوش
و وقت اللي طلع راودها احساس سيء جدا
فاقت من التفكير وقت عبدالخالق قرب منها و همس : ما اطولي يا نجوى قدامك اصحابه طلعناهم بعد سنين حكمة
مسحت دموعها : باهي
خشت و قعمزت جنبه ع الكرسي
و طبعا اشرف ما حد قاله ع زيارتها لان كان راقد مجرد عبدالمالك طلعهم من عنده فقط
لهذا وقت حس ان في حد قريب منه و قلبه خيره انها هي طبيعي جدا
ينفزع و بدي يلمس جنبه : منو هنا ؟ منو في ؟
نجوى شدت ايديه الاثنين
ابتسم و قلبه يرجف يرجف بشكل مش طبيعي : الريم الجافل .. هذه انت صح ؟ و الله الا انت قولي
نزلوا دموعها و ما قدرت تتحكم فيهم : ايه انا جيت و نبي نشوفك
تغير صوته للحزن الشديد و هو اللي صغرت بيه الدنيا هالمرة و مازال غير الدموع ما نرلهم : انت ما سيبتي بنتي صح ؟ حالها باهي حنين و الا ؟طمنيني يا نجوى
ضمت ايده ليها : مستحيل نسيبها نموت و ما نسيبها
اشرف باحباط كبير حول ايده منها : لا ح تسيبيها يا نجوى و حتى انا ح تسيبيني اصلا انت ما رضيتي بيا و انا بصحتي و بشكلي الاول معقولة ح ترضي بيا توا ؟
انهارت باكية : حرام عليك يا اشرف ما تزيدني مواجع اكثر من اللي عندي تقول ما تعرفني معقولة بنسيبك ع شان شكلك. يعني اخر همي و الله انا تهمني انت و رجولتك طبعك. و حنيتك عليا حتى مجاهد تعود عليها حنيتك الكبيرة هذه
هو كان ساكت و بس
كملت : بعدين انت مش قلتلي لما
تروح ح يتغير كل شي و نكون ليك انا راضية و الله راضية
هنا هو معش تحمل ضغط اكثر شد ايديها لقلبه اللي كان شوية و يوقف
:
“ اه و بس اه، انا انا … (معش قدر يكمل كلامه
خافت عليه : خلاص بالله عليك عيونك يا اشرف
رعش صوته: زعمه خلاص عيوني معاش بيشوفن ؟
هي كانت خايفة هلبة عليه من فقدان البصر بس ما تبي تعطيه اي طاقة سلبية : باذن الله باذن الله ح تشوف و ترجع زي قبل و حتى احسن
سكت و شاد في ايديها و بس
نجوى تذكرت توصيات عبدالخالق : تبي مني شي ؟ انا قالولي ما نطول
ضغط ع ايدها : اوعديني لو ما روحت يا نجوى بنتي حنين ما تعطيها لحد ربيها مع مجاهد و اوعديني تقعدي في حوشي و تربيهم غادي
رغم قسوة الكلام لكن كان لازم تعطيه وعد : نوعدك نموت و ما نخليها بس لازم تعرف انك ح تروح ليا و ليها
باست ايده لاكثر من مرة
و هو مش مصدق اللي قاعد يحس بيه
هل هي هذه نجوى نفسها
طمنت قلبه وقت قالت : نشوفك ع خير نشوفك في حوشنا ان شاء الله
طلعت نجوى
و اشرف زي من انتشله من الحضيض يومها
خشت نجوى الحوش و كانت في داخلها فرحة او راحة من بعد كلامها الاخير مع أشرف
و سبحان الله تقول هالمرة ضد احساسها بالراحة
عيونها كانوا بيطلعوا فيها : كان عباك ع بن غزي … يا قعادك في الحوش تهزي
اهي جت تهز يا من راني هاني زعميتها واجعها الحال و زعميتها غير عندها عرق محنة نبيلك غمة يا ربي
و اضطرت نجوى تتحمل و فوق هكي تجي و تسلم لان في ناس هلبة جايين من العيلة و من ضمنهم عايشة بنت اخت افطيمة و كذلك نبيلة حماتها و ما تقدر تخش. بدون ما تسلم عليهم
عند عايشة انسانة تعرف الحق و الاصول و ما عرفها لا شافت غلط من رجاء و لا حتى من اختها لهذا سلمت عادي
كلا نبيلة يادوب مدت ايدها و كانت تفنص فيها و بس
اول ما كملت سلام
خشت بسرعة لدارها
و من وراها فتحية
و مجاهد
: شنو حاله يا بنتي راجلك ؟
تحول في وشاحها: مازال يولي احسن ان شاء الله، وين حنين ؟
فتحية : عند هناء برا في الصالة ، توا قوليلي دوالك عبدالخالق
اتكت ع الزيانة و مجاهد حاضن رجلها بايده : ع شنو؟
و فتحية من يومها تخاف من نجوى : قالي و الله لو نجوي تروح معانا هي و البنت تجيبها عادي لا بين ما روح اشرف من تونس احسن ليها
دقت ع الزيانة بايدها : دام ان اشرف ربي نجاه و مازال يتنفس و الله من حوشه ما نطلع الا في الكفن ،
تراجعت ع طول : ان شاء الله خير … ربي يرده سالم كيف تبي يصير
شافت لمجاهد : حبيبي تبي شي
كانوا عيونه ياما يقولوا : نبيك تضحكي بس
ابتسمت : انت قدام عيوني كيف ما تضحك يا اعظيماتي
خشت ملاك : نبي نعرف شنو معناها ليش يعني اعظيماتي مش عويناتي و لا كبيداتي و لا يا ستي قليباتي
شدت ايد مجاهد : يجي يوم و نقولك توا مش فاضية
و طلعت هي وياها بين استقبال الناس و الاهتمام بحنين و مجاهد و بين سماع كلام و اشعار افطيمة المتنوعة
مع اذان المغرب
روحت هناء مع المهدي
و في السيارة
: تعرف نحس في روحي تعبانة واجد واجد
المهدي : كلا انا الحمدلله عادي يعني مش مرهق
هناء : ممكن لإنك متعود ع حوش رجاء قدرت ترقد كلا انا ما قدرت الحق
المهدي : ممكن ، اسمعي شنو رايك نتكوا ع مطعم و ناخذوا عشانا منه فيك ما تعبتي ثاني و درتي عشاء
هناء : ما فيش داعي يا غالي نجوى عطتني صونية لعشانا
المهدي : صاحبة واجب من يومها نجوى هذه ماني عارف ما نقول عليها تعطي واجد واجد و ما تراجي منا في شي و عايشة حزينة
هناء : ربي يرد راجلها طيب و بخير تبي الحق ما بعدها من خالتي افطيمة هو انا ما ليا علاقة و كل ما تدوي كلمة بالذات ع الصغار نحس في روحي مش عارفة كيف تتمنى الارض تنشق و تبلعني
شد ايدها : بعيد السو عليك كلا الحاجة افطيمة هذه تبي اللي يسمع و يطنش لان لو بتمشي وراء كلامها ح تتعبي واجد
و لان فعلا كلامها مؤذي
هربوا منها البنات
غادة توكل في يزن : في رايك تروح نجوى ؟
سارة : و الله ما نندري عليها
غادة مسحت ليزن: اسمعي مع العزوز الشارفة هذه ما ينقعد المفروض تروح لحوشنا لعنديت يروح اشرف من تونس بالله عليك كيف بتتحمل كلامها السم انا قريب نمشي نوقف قدامها و نرد عليها بنفس اسلوبها
ضحكت سارة : نسيتي انت رقت راجلك في الحرب ما رضيتي تسيبي حوشك ، و بعدين تعالي هنا ع اساس تعرفي تحطي شعر زيها
مشت تعبي في اميا لولدها : انا اللي نعرف
سارة ضمت ايديها لبعض : قولي هيا
شربت ولدها و قعمزت ع الكرسي : يا عزوز يا شر ياللي ما تنفع لكن تضر تبي تعيش و تعمر و انا خاطري نعرف السر
ضحكت سارة لعند وجعها جنبها : اعطيك السلامة حيه عليا لو سمعوني
غادة : انت طلبتي و انا نفذت زي ما يطلبه المستمعون
سارة : توا هدا زي اللي هي تقول فيه لا و الله كلا زيها ما في حد يقوله الدعي متاع الشعر
خشت رجاء : وين صوتكن العالي هذا
كانت سارة بتحكي بس غادة ضربتها برجلها ع شان تسكت
و غيرت الموضوع خافت رجاء تعاركها : انت مبدية تتنفخي
سارة شافت لرجلها : بكل حتى الكندرة ما عاد تجي عليا
رجاء : ربي ينوضك بالسلامة
سارة : امين يا رب
غادة : معناها لازم تغيري كندرتك حيه عليك تزيد توجعك راهو
سارة : اصلا غدوا كَمال قالي بيطلعني
رجاء : انت في الكم توا ؟
: الثامن ..
غادة : باهي ع شنو استقريتوا في الاسم
ابتسمت : نوارة ع عمتي ربي يطول في عمرها
تذكرت وضعها : سبحان الله كيف متعلقة بعزوزك
سارة : عزوزي زي النسمة يا غادة ليش ما تتعلق بيها ما تسمعي منها كان الكلمة الطيبة و كيف تدعي بالخير لينا ًو كان تعارك في ضناها علينا
غادة رقصت حواجبها لرجاء : زي عزوزي و عزوزك بالضبط يا رجاء
و هنا حتى رجاء ضحكت: ربي يهديك انا كم مرة دويت معاك في القصة هذه
هدت ضحك و حطت ايدها ع فمها : سكتت خلاص بعدين انا توا عادي عزوزي نتحملها و حتى صفية في عمر امي قريب نتحمل و نفوت لكن اللي اسمها اماني هذه توصل فيا نعطيها ع راسها
رجاء : لا حول و لا قوة الا بالله انت ما بيضيعك الا لسانك يا غادة
سارة : ردي بالك و فوتي تسمعي مني انا اهو معايا ضرة في الحوش و ياما دايرة فيا لكن قديش بندير معاها مشاكل نفوت و خلاص
غادة : فوتي انت كلا انا مستحيل نفوت ..
سمعوا حد ينادي في رجاء طلعت و خلتهم
غادة : هالة مازال ما روحت كلا هناء ما صدقت اذن المغرب و طارت طول
المفروض قعدت و روحت وراء عيت حمزة ليش تروح بدري قدام الناس
و عاد الدكتورة ما ترضى فيها شي : انت عارفة كيف علاقتهم رسمية مستحيلة بتروح وراهم عايشين مع بعض اقل حتى من الجيران كل وين و وين يتلاقو
ما عجبها الكلام : لكن و الله عمتك هناء تغيرت واجد كل يوم لبسة من شكل تذكري اول ما جت كيف كانت ؟
سارة : ايه و من حقها قررت اتغير مهتمة بروحها في اللبس واجد و تبي الحق لبسها كله سمح
غادة : ما تحاولي تقنعيني اول ما جت ماشاء الله عليها كل الناس تدوي كان بيها بس توا مش ملاحظة انها رافعة هذاك الخشم في السماء و عليش ماني فاهمة
سارة كانت اكثر حد متعاطف مع هناء : انت تشوفي انها تغطرست و هي تشوف ان لكل فعل ردة فعل … هناء ياما شافت و عاشت و قررت خلاص تعيش لروحها و لراجلها و بس و كلا اللبس الحق من البداية لبسها كويس غير توا مهتمة اكثر
غادة : عاد انا نقدر نتكلم قدام محامي الدفاع
سارة فنصت فيها : تعرفي يا تسكتي يا اما نديروا عركة قدام الناس
غادة ضحكت : غير شفتك تقنصي ما عاد نبي شي خليني نمشي نشوف هذيكا العزوز في اي معلقة واصلة
و هنا ضحكت حتى سارة …
و مع الساعة 11
كل مرة حد يروح و ما قعد مع نجوى حد الا مجاهد و فتحية
مجاهد اللي كان يتحاشى في افطيمة طول الوقت صارله منها رعب كبير
يا ناري طول الوقت وين ما نجوى موجودة هو وراها
اما سارة فروح بيها حمزة
وصلتها رسالة و هي في الطريق من المهدي ” تعرفي مازال تخلي بنتك يا سارة عند ضرتك نهارك انا توا بس سمعتها من هناء ”
خافت ” يا ربي توا يحمق مني اني ما سمعت كلامه ”
و وقت روحت صار موقف زاد من خوفها من بعد رسالة خوها. : عطيني بنيان يا اسماء
كانت واقفة عند باب الجناح و كَمال الليلة معاها كان ماشي في النوم : شنو بنقولك هي رقدت من بدري مع بوها خليها الليلة احسن ما تقلقي نومها
لاحظت لبسها و قلبها وجعها هلبة : لا اما ما نقدر نرقد بروحي في الجناح نبي بنتي جيبيها
: ربي يهديك قلتلك راقدة
بدت تفقد في اعصابها : اسمعي انا ما نبي نخش جناحك و نجيبها بروحها
اسماء : حيه عليك و الله كَمال يوريك داخل راهو و اصلا
رفعت ايدها سارة : جيبي بنتي بس
اضطرت سارة نجيبها و تعمدت تدير صوت
فاق كَمال بيها : خيرك ؟
تلف في البنت و ردت و هي حزينة : هذه سارة تبي بنتها ع قد ما قلت خليها ما بتش
بس كَمال فاجاها : اكيد راهو مشتاحشتها و بعدين بعيدة عليها طول اليوم خليها تاخذها
قامتها ع شان تطلعها
و خذت مفاجاة ثانية وقت كَمال مد ايديه : عطيها ليا توا انا نمدها
: بس
ما اعطاها فرصة و خذي البنت و طلع : توا بس كان روحتي
سارة تحاشت النظر لعيونه: ايه روحت توا مع حمزة
خذت بنيان منه
كَمال : خيرك ؟ مريضة تعبتي اليوم
ضمت بنيان : لا لا الحمدلله انا صحتي كويسة تصبح ع خير و سامحني نوضتك
مشت سارة مسرعة لجناحها و هو قعد حاير خيرها ..
في الوقت هذا كانت غادة يا دوب واصلة و مروحة مع عمران نفسه
: ان شاء الله يروح بالسلامة و اهم شي عيونه الباقي مقدور عليه
حطت غادة كنان في سريره : ايه و الله صدقت
تفاجئت وقت كان قريب منها : بس الوضع هذا انا معش نتحمله
استغربت : اي وضع؟
عمران مشى اطراف اصابعه ع خصلات شعرها : الحوش الفاضي البايخ تشوفي فيه كيف يتغير من عنديت انت تخشيه
ضحكت : قول و الله ؟
: و الله
قعدت ترقص بحركات ملفتة باكتافها : يا ربي نجيلي عمران … معلي شاني ع العدوان
صفق ايديه : يا عليك حالة من وين تجيبي في الكلام
رقصت حواجبها : من الشاعرة افطيمة
و بدت هي تقلد في افطيمة و عمران يضحك .. و ما انتهى الامر هنا بل عمران طلب ان يسهروا مع بعض
جهزت قعدة و كانت ليلتهم جميلة بكل ما تعنيه الكلمة …
و مروا اليومين
و جي يوم مشية اشرف لتونس
وصل لحوش اهله في سيارة اسعاف ع شان تقدر افطيمة تسلم عليه
ملاك : هيا اطلعي معايا انا و الله في وجودي انا و حتى احميدة ع قولتها ما تقدر تدوي حرف
نجوى كانت متحشمة حتى من اسلافها : لالا خلاص انا شفته عدي انت و طمنيني بس
ملاك : ع كيفك
لحقتهم برا و نجوى خذت مجاهد معاها و قعمزت جنب حنين اللي كانت في القعماز متاعها
رجاء واقفة ع ايمن عند الباب : ايه قولي العبيد هو اللي بيمشي ؟
ايمن : مش بروحه حتى اسامة ولد سليمان ماشي معاه
: طمني يا ايمن مش داسين شي صح
تنهد : و الله مانا عارفين حاجة يا رجاء ع الكشف اللي في تونس يستر الله
: يستر الله .. قولي عبدالخالق هنا
ايمن : اكيد انت عارفة خوك مستحيل يوخر في موقف زي هذا .. هيا نستاذن نسقذه بالك يبي شي
رجاء : في حفظ الله ان شاء الله
من جهتها
ركبت افطيمة سيارة الاسعاف
: يا ناري عليك يا وليدي ياناري عليك يا كبدي عليك درتها في روحك الله يسامحك ما في واحد يرضى يجيب الهم لحوشه
ما رد اشرف
بس وقت قربت و سلمت ع ايده تعاطف معاها لانها حرفيا ترعش : خلاص يا امي ما ترعشي روحك الحمدلله ع كل حال
افطيمة : الحمدلله … و ربي يردك لينا سالم
عبدالمالك واقف عند باب الاسعاف : حنتي هيا وقت علينا سلمي و انزلي خلي الباقي يسلموا
فز قلب اشرف و تمنى تكون هي التالية
بس فاق من اماله بعد كلام امه : ما فيش باقي هي عمتك نبيلة و خلاص و ملاك بنت عمك الباقي ما طالع حد
انعصر قلبه مع كلماتها صح شافها من يومين بس مازال مشتاق
سلموا عليه المذكورات
اشرف كان يدور ع ايمن بينهم و عنده احساس ان موجود : ايمن
جي و قرب منه : قول
كلمه بهمس : الله الله فيها الله الله فيها تقعد في حوشي مع بنتي بالله عليك
طمنه : ندير المستحيل ع شان يصير الشي هذا و الله العظيم ما تطلع منه لو اضطريت نجيبها لحوشي انا
و هكي ارتاح باله لان ايمن اذا وعد نفذ : يبارك فيك
ايمن : ما عندي فيه جميل انت رد بالك من نفسك و صحتك بس
تنهد : ان شاء الله خير
ساعد ايمن امه تنزل و كذلك اخته نبيلة
اما حنان ما قدرت تركب الاسعاف اكتفت بمكالمة هاتفية
و انطلقت الاسعاف لتونس
و بعد انطلاقها خشت افطيمة : انكسرت رقبة الاول و ربي يستر في الثاني يا مولايا
و اكيد المقصود انفهم…
ان نجوى زي ما كسرت رقبة شاهين في خوف من انها تدريها في اشرف
تقول الامر في يدها و يا خسارة وقت يكون الشخص جاهل
و يا خسارة اكبر وقت يكون متعلم و فاهم و مازال بذات الجهل
و هلبة للاسف زي افطيمة و نبيلة
و للاسف المناسبة هذه
كانت بداية الشق بينهم
نجوى في كل شي تستشير في حورية و تحضر في ملاك
و كل ما تدير هكي تبتعد عن رجاء و الامر هذا حز في نفس اختها هلبة
لان رجاء في عيلة بن جابر نفسها يعني حورية في حد ذاتها تعتمد عليها يا بال و هذه اختها
بس نجوى بحسب تفكيرها تبي تعامل عيالها زي بعض بدون ما تتعامل مع رجاء كاخت انما كسلفة زيها زي حورية و لانها حست بالراحة في التعامل مع حورية يعني الاخيرة تتقبل من نجوى في اي شي
تعطيها مجال للتصرف ع عكس مع رجاء اللي كل عيلتها في اي موقف و مناسبة كرسي القيادة ليها مش لغيرها
كانت اليوم حاطة في بالها ان هي اللي ح ندير العشاء رز مسقي
لهت مع ضيقة جاية ع شان اشرف
وقتها في المطبخ
سمعت نجوى تكلم في حورية : خلاص انت حطي العشاء ع النار و ديري زي ما تبي
حورية : شنو رايك نديروا مكرونة اليوم ع شان وقت
وافقت ع طول : خلاص انت تصرفي زي ما تحبي و انت ملاك تعالي مدي معايا
هنا خشت رجاء : بنحط العشاء رز مسقي
سكتت حورية
ردت نجوى و هي تجهز في القهوة : لا بتحطه حورية مكرونة اليوم
شعور بايخ هلبة
ما كان منها غير وزعت نظراتها عليهم
حورية واطت عيونها طول ما تقدر توقف في وجه رجاء
بينما نجوى اللي فاهمة اختها تصرفت ع اساس انها مشغولة بالتجهيز للضيافة
و هنا طلعت رجاء من المطبخ
ملاك : هيا يا مرة عمي السمحة نقدموا انا و انت
ابتسمت نجوى : ايه هيا …
و تظن أنك نجوت حتى تصطدم بحقيقة انها حياة دنيا دار ابتلاء و شقاء
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
في تونس العاصمة …و في احد اكبر مصحاتها
عبدالمالك : انا ح نقعد معاه يا اسامة ع شان نشوف الدكتور ، اما انت عدي شوف الراجل اللي قال عنه باتي ع شان الشقة
اسامة : تم و صار اي شي كلمني الحمدلله خذينا شفرات ليا و ليك
عبدالمالك : خلاص معناها متفقين
و بمجرد خروج اسامة ع طول عبدالمالك توجه للدكتور اللي كانوا جايين لعنده بالاسم كجراح عيون متخصص و بدي التنسيق للفحص و باقي الاجراءات
وبالنسبة للعيلة من خلفهم كل حواسهم مع اجهزة التيليفونات في انتظار اي خبر من تونس
و مع عشية يوم السادس و العشرين
الدكتور المختص طلب حضور عبدالمالك و اسامة مع اشرف في الحجرة وقت ح يعطي التشخيص النهائي
: ما انجمش انقول الا الحقيقة و هي انو ثمة عين تنجم تشوف منها بعد العملية اما الاخرى و حسب الفحوصات فهي للاسف خلاص ما تنجم تشوف منها من بعد اليوم و كل اللي باش ربي يقدرنا عليه ان احني نفرغوها ع شان ما تضر العين الاخرى
كانت صدمة كبيرة بالذات وقت الاثنين سمعوا صوت الاه من اشرف
مش بس حسرة ع شكله راهو كيف ح يكون بعين وحدة
لكن اشرف مصدر رزقه مرتبط بنظره
افضل وقت عنده هو لمًا يشد الطريق
و هذا السبب اللي خلاه ما يبي كثرة صغار
يعني عصب الحياة عنده مهدد بالانقطاع كيف ممكن يعيش هكي
و هي فكر فيها طبيعي و بدي يسال في نفسه “معقولة ترضى تعيش معاي بشكلي جديد و وضعي المهزوز مهما قالت يومها مرات حاسة بشفقة و مرات غير لانها تحت ضغط لكن بعدين كل شي ح يتغير ”
عبدالمالك تألم لشكل عمه و هو من يومه في نظرهم مثال للاناقة و الشباب و الحياة : عمي
اشرف : اسكت يا عبدالمالك اسكت اصلا اللي قاله كله دوة فارغة انا بنمشي لمستشفى ثاني يا عبيد مش ح نسمع لكلام هدا
الدكتور كان مقدر وضعه النفسي و ما دار ردة فعل
بينما عبدالمالك كان ع يقين ان الدكتور الموجود هنا افضل الاطباء اللي في تونس في تخصصه بس تعاطفا مع عمه : زي ما تحب يا عمي خليني بس نتصل و نشوف و نجيبلك اكثر من دكتور المهم انت ترتاح
سكت اشرف و استسلم للافكار المحبطة و اليائسة و في خاطره قال وين مازال بنلقاها الراحة يا ولد خوي
و وقت طلع عبدالمالك جي وراه اسامة : كيف بنديروا توا
حط ع رقم بوه و اتصل : نشوف باتي و اكيد ح ناخذه لمصحة ثانية لو اضطر الامر مع اني عارف ان الدكتور هذا احسن دكتور
سكت اسامة و شعور الاسف مسيطر عليه
بينما ايمن رد بلهفة : طمني ع عمك يا عبدالمالك
اصعب شعور هو وقت تنقل خبر سيء : والله يا باتي الدكتور هذا للاسف قال في عين سليمة و ممكن بعد العملية ترجع تشتغل بنسبة سبعين في المية بينما العين الثانية خاسرة مع الاسف و ضروري من تفريغ ع شان ما تاثر ع الثانية
غمض عيونه : لا حول و لا قوة الا بالله ، عطيني عمك يا عبدالمالك
رد للحجرة و مد التيلفون لعمه : باتي.
حط السماعة ع وذنه و ساكت
ايمن : اشرف لازم يا خويا تكون اقوى و تكون مومن قوي محتسب و باذن الله خير توا اسامة و العبيد ح يشوفوا دكاترة ثانيين بس نبيك تكون قوي مهما صار
و عن اي قوة تحكي يا خوه و هو قاعد يتحطم شوي شوي و يتخيل في شكل حياته بعين وحدة
خذي سليمان التيلفون : من يومنا يا اشرف عصارى و ما تهدنا المصايب ياما شفنا. و ياما عشنا و خسرنا
و مع ذلك مازلنا واقفين
ع كرعينا و الا ؟
سليمان كمل : اذكر الله يا اشرف اذكر الله
: لا اله الا الله ، لا اله الا الله
و جابوا اثنين دكاترة ثاني يوم
و وصلوا لنفس القرار
ايمن بدي يحكي لرجاء ع شان هي اللي تتكفل بمهمة اخبار اختها
هو يتكلم و هي تتخيل في ردة فعل اختها وقت تسمع
هو لاحظ دموعها : يا لطيف منك يا رجاء توا انا نبيك انت تشيلي عني الحمل تقعدي تبكي اماله اختك كيف
تنهدت بوجع : اختي هذه ماني عارفة قديش بتتحمل
ايمن : لازم تتحمل هذا قضاء الله و اشرف زي ما دويتلك راهً صاغرة بيه الدنيا واجد يعني يبي من يوقف معاه مش من يزيده
: يصير خير
اشر ع الحوش : هيا خشي و خبريها و فهميها زي ما قلتلك
رجاء : ان شاء الله
و خشت رجاء و كانت هذه من اصعب المهام اللي تولتهم
قعمزت قدامها
و من قبل ما تتكلم
نجوى : ردي بالك تهديني يا رجاء راهو القلب هذا ما عاد يتحمل و الله
نزلت دمعتها : اشرف غدوا الصبح ح يدير عمليته
حطت ايدها ع قلبها : اي ليش باهي ؟
رجاء : في عين باذن الله ح يقدر يشوف منها بس العين الثانية بيفرغوها خلاص خسرت
غمضت عيونها : انا لله و انا اليه راجعون
مجاهد حط السيارة من ايده : من مات ماما نجوى ؟
اندفعت : لا حبيبي ما مات حد الحمدلله ع كل حال الحمدلله ع كل حال راهو انفجار باترية مش حاجة ساهلة الحمدلله اللي ربي كتبله و سلم و سلمت عين وحدة عادي
فرحت رجاء بقوة ايمانها : ايه حق ما منهم يشوفوا بعين وحدة الحمدلله
و حتى ان الدكتور قال ان يقدر يعيش حياته طبيعية يسوق و يطلع و ما تنقصه حتى حاجة
نجوى اللي في الشهرين هادم عرفت اشرف : هدا كله ما يهمني اللي يهمني يا رجاء نفسية اشرف
رجاء
انت تعرفيه صعب عليه واجد يتقبل الشي اللي صار معاه
و من جهة فرحت ان هي فهمت اشرف و من جهة كان لازم تحفزها : حبيبتي ما عنده ما بيدير غير ان يتقبل قضاء الله و انت معاه تصبريه و تقويه
فتحية كانت تصلي جنبهم : السلام عليكم و رحمة الله السلام عليكم ..
غطت وجهها بمحرمتها و بدت تبكي : يا ناري فيك يا شروفه ياناري يا ناري
رجاء : يا امي ربي يهديك توا انت كنتي تصلي ليش الكلام هذا
و استمرت فتحية في رثاء اشرف و بنتها و من يقنعها بعكس ذلك
اما افطيمة جنت مرة وحدة و هي غير في قولة : جاته من عند غادي بس بيش تعمي عينه اعطيها عمية ان شاء الله نبيها منتلفة عني يا ربي تلفها عليا يا ربي
نبيلة تبكي : الله لا تسامحها هي و اختها وجوهن فقر كل وحدة فقرت خوتي بشكل
حنان ساكتة و مش قادرة تدافع و لا قادرة تدير اي شي
لكن عايشة مش ح تسكت : يا خالتي كلامك هذا راهو و الله الا حرام شنو دخلهن بنات الناس في اللي صار
و افطيمة ردها يشبهها: توا قولي انت من يوم يومه و هو شاد الطريق لعنديت مصر و كلا الجنوب حافظه حفظ و مش اول مرة يصلح فيها باترية بالك عمره صارتله حاجة كان بعد جاب هالعقيمة
و عجزت تقنعها عايشة لهذا التزمت الصمت
انتشر خبر خسارة اشرف لعينه و في من تعاطف معاه و فيه اللي وجعاته نجوى
و هذا حال خوتها
حمزة : و الله ما عندي ما نقول سبحان الله ع بختها نجوى
عبدالخالق هالمرة تعاطى مع حمزة ع عكس الايام السابقة كان يتحاشى فيه من بعد قصة الارض : خيره بختها الراجل ما يعيبه شي و في النهاية هو خسر عينه وقت اللي كان شاد الطريق وراء رزقه ما انصابت في حاجة تحشم
معش رد حمزة
و عبدالخالق يفكر في وضع اشرف بشكل جدي لان عارف مدى صعوبة الامر عليه
و مرت الساعات طويلة هلبة عليهم بين تذمر و مشاكل افطيمة و بين وجعهم ع اشرف … لعند اشرقت شمس ثاني يوم
و اليوم هذا كان المهدي مشغول في الجامعة مع زملاءه و زميلاته في التجهيز لفاعليات يوم الثالث من ديسمبر اللي تخص اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
هيفاء : المرة هذه عندي فكرة ثانية خلونا من احتفالية اليوم العالمي هذه
رد بتهكم عليها : تفضلي يا سنيورة هيفاء شنو عندك
ضحكت ع المهدي : مقبولة منك المهم نبو يوم نقضوه في الجمعية
نوح : لما لا بالنسبة لنا فلم نتوقف يوما عن زيارتها
سندس : اي عارفين انكم فالحين بس المرة هذه حتى احني بنعدوا و نقضوا يوم كامل فيها
سفيان : بالنسبة ليا ما عندي اي مشكلة قولوا ع الموعد و ايش المطلوب و حاضر
المهدي : طالما الكلام هكي معناها كل واحد يجيب معاه حاجة و ح نخلوه يوم ما ينتسى
تحمست هيفاء : ايواه هكي الجو يبدي سمح خلاص معناها نديروها يوم ثمنطاش احداش شنو رايكم؟ من توا متحمسة نسمع ردة فعل الحاج سليمان بزيارتنا
المهدي : مش اكثر مني .. هاه شنو يا طلبة مدرسة الامل
و الحمدلله الكل وافق … و كانوا في حماس منقطع النظير لقدوم اليوم هذا
نفس الوقت اللي كان المهدي يخطط لزيارة المدرسة
كانت غادة تسمع في حكاية بسمة ..
كان عندها فضول كبير : يعني كيف ما فهمت منك
كان بادي ع وجهها ملامح الحزن : زي ما دويتلك كان يعني طول الوقت يبرق فيا مركز معايا واجد وقت مراقبة الامتحانات ديما في القاعة اللي انا فيها نمشي المكتبة يجي ورايا شنو معناه هدا
غادة : يا ريت يا بسمة تستاهلي الدكتور هذا كلهم يشكروا فيه و عمره مناسب ليك
كانت متأملة خير : ان شاء الله انا مش عارفة بس كيف نتصرف
شدت ايدها : ردي بالك يا بسمة تبيني انك مهتمة بيه او مثلا تحاولي تقربي منه باي طريقة انت عارفة ان وقتها مش ح يحترمك رجالة كلهم هكي
: هكي تقولي
غادة : اكيد اسمعي مني و شوفي
و وافقت بسمة نصيحتها : خلاص و انت قلتيها اصلا انا بروحي هكي نفكر بس مش عارفة
ردت عليها بابتسامة : الباين خش القلب صاحبنا
انحرجت اكثر : فكينا
رن تيلفونها برسالة ” جيتك يا غلا العيون برا قاعد ”
انصدمت
و لاحظت بسمة الامر هدا : خيرك اسم الله ؟
غادة و كأنها بنت اول مرة تتلقى رسالة من خطيبها : هدا خالك وصل برا مش عارفة شنو خطرله ع اساس بنروح مع السواقة
شافت وراها و كان عمران في سيارته يراجي فيها : متغير واجد
و غادة هنا دعت ان التغير هذا يستمر : ايه الحمدلله ، شنو تروحي معانا
بسمة : لا وين انا مازال محضارات سلميلي عليه واجد
وقفت و هي ماشية ردت عليها : يوصل
كملت لعند وصلت فيه و فتحت الباب : السلام عليكم
كان ممتعض بعض الشيء : و عليكم السلام ..
استغربت : خيرك توا رسالتك ردت فيا الروح
ضرب ع قلبه : و انا روحي تنحرق عادي يعني في شباب واجد فيها الجامعة يا غادة بالله عليك ما تحوليه النقاب راني نموت و الله لو في حد. شاف فيك
غادة : يا عمران و الله انا من زمان و لبسي محتشم و مني ليا ما حد قالي كلمة تبيني توا نحول نقابي و انت شارطه عليا الحاجة اللي تضايقك و الله ما نديرها
حست ان مازال معصب
كملت بخبث انثوي : بعدين انت تحسب فيهم هذيما ؟ لو تعرف انا كيف نشوف فيك مش ح يهمك امرهم و الله و الله ما في غيرك راجل يعبي عيني و قلبي ، تحسابهم يحركوا فيا شي و الا يعجبوني
و هنا ارتاح باله : باهي خلاص معش تدوي عليهم … قوليلي شنو راسك نسرقك ع السريع قهوة انا وياك ع البحر حتى و احني في السيارة عندي فيها نية
صفقت : بحر او صحراء عادي المهم معاك انت يا غالي
: الله اكبر
ضحكت غادة: قبل انا اللي نقول فيها
عمران : انا او انت عادي. … هيا
صفقت : الى البحر
و من لحظة وصول المهدي للحوش بدي يحكي لهناء ع الاتفاق و ان محتاج مساعدتها في اعداد انواع معينة من الموالح
: اطلب و تدلل عليا اللي تبيها حاضرة
ابتسم : يبارك فيك … قديش الساعة توا
هناء شافت التيلفون : توا الساعة ثلاثة
تنهد و يفكر : مازال موعد عملية اشرف ان شاء الله خير
: ان شاء الله … ربي يشفيه
في حين ان بسمة وقت روحت نقلت اللي صار اليوم لامها
صفية مش مستوعبة : خالك عمران جي بنفسه و روحه بمرته من الكلية
بسمة ما كان قصدها شي سيء : ايه و الله حتى انا انصدمت لكن الحمدلله يا امي الباين متفاهمين واجد و اخيرا قبل ديما كنت نحس بالندم اني دخلتها العيلة من وراء عصبيته و مشاكله
انفعلت صفية : غير تحصله هي ؟
و طلعت من جنبها و تحاول تلقى تفسير لتغير حال خوها
في الوقت اللي كان خوها لو السعادة تنقاس بملامح الوجه لكان اللي يشوفه قال ان واصل قمتها اليوم
اليوم اللي مر بصعوبة بسب ان الاغلب عارفين ان عملية اشرف بعد ساعات
و اللي كان ليه نصيب من دعوات الجميع
دار العملية
مروا يومين اطول ما يكون عليه و ع العيلة اللي وراه في ليبيا و عن حال نجوى ما حد يسال لان في منا ناس حياتهم كلها ابتلاءات و الاجر العظيم لمن احتسب و صبر و بفضل الله كانت منهمً
يوم ثلاثين عشرة … كان الدكتور يفك في الضماد بعد مرور ساعات ع اتمامها
كان قلبه ح يوقف من الخوف و في انتظار لحظة الحسم
و عن عبدالمالك و اسامة ما تسال فحالتهم يرثى لها موقف صعب كانوا فيه
الدكتور : تنجم تفتح عينك سي اشرف
و كان خايف هلبة يفتحها او لا متردد
متوقع ما يشوف شي
تذكرها هي تذكر بنته تذكر حتى مجاهد
هنا تشجع و فتح عينه
و طلعت منه فقط : يا رب يا رب كرمتني يا رب الحمدلله الحمدلله نشوف انا يا شباب نشوف
عبدالمالك كانوا ايديه الاثنين ع راسه
و اسامة جلس ع روس اصابعه و الاثنين يرددوا في كلمة : الحمدلله
و ناس تحمد الله و ناس قاطعة ايدها منه و العياذ بالله
حوش كبير
تلقى فيه من كل شي الا من المشاعر الايجابية الحب و الطيبة و البيتية
وصلت مكالمة ع هاتفها الارضي : ايواه شنو الحال يا فالحة
: الحمدلله
ردت صاحبة الحوش اللي كانت قبيحة التعابير و الخلق و هنا المقصود
بضم الخاء : حسني بننفجر ع قد ما درت و تعبت و خسرت فلوس وصلتني دوة ان ما في مشاكل بينهم و مستريحين واجد
: من وصلك الكلام هذا اللي نعرفه ان من يومهم مشاكل و ان مش طايقها بالمرة
عيونها تغيروا فجاة و هي تتفكر في منظرهم كيف يضحكوا مع بعض لمحتهم صدفة يومها : شفت بعيوني ما حد قالي لكن و الله ما نبدا اسمي العلوانية ان كان ما خليته يشوفها زي الشيطان ان كان ما خليته يحب الموت و ما يحبها و يا انا و يا هي
: حيه علينا شنو بتديري
ابتسمت بخبث : هالمرة في حوشها مكانه مش في ال###
سمعت صوت خطوات : هيا سكري سكري
انتهت المكالمة و هي طلعت تشوف ولدها شنو يبي …
🤔🤔
و بطلب من الدكتور تقرر ان يقعد مدة اسبوعين في تونس و بين فترة و فترة يرجعله يراجع
يوم الثالث من نوفمبر و في منزل ال بن جابر
و تحديدا حوش اشرف ..
لاحظت رجاء كيف حورية كل شوية تبتسم : و الله شكلك الا عملتيها يا حورية صح
ضحكت : ايه و الله ما هي في البال و لا الخاطر ربك كاتب الحمدلله
امس بس عرفت ما صدقتها اني نحمل في عمر الستة و اربعين عام
رجاء : مبروك ان شاء الله تحلي عيونك ع خير و بعدين ليش استغربتي انت مازال صغيرة و في واجد يحملن في عمر الخمسين
حورية : و الله ماني عارفة
رجاء : قديش ليك
تحشمت اكثر : تصدقي اني في نص الرابع و ما حسيت ع روحي لاني توقعت ان العادة الشهرية خلاص ح تنقطع ما دورت
رجاء : سليمان شنو ردة فعله
ابتسمت : تعرفي قديش غاليين عليه الصغار فرح بحمالتي تقول اول بطن
رجاء : كويس .. عاد هدا اخر العنقود
و هنا نبيلة كانت خاشة صدفة و سمعتهم
دارت روحها ما سمعت شي بس طبعا وصل الخبر لافطيمة
و اول ما شافتها : هيييه يا كشفتك و يا فضيحتك ضناك تريس تقعدي تحملي و تترقدي و الا بنتك اللي طالعة و بضناها خزيه
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)