روايات

رواية عيون القلب الفصل المائة وخمسة 105 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل المائة وخمسة 105 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت المائة وخمسة

رواية عيون القلب الجزء المائة وخمسة

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة المائة وخمسة

درتك غلا للروح و انت هلها
ياللي سكنت العين يا شاغلها
معاك صرت و تصورت
معاك عشت و تغيرت …معاك ياما تعلمت …و معاك و ع حنك كبرت .. و بين ايديك في لحظات كيف الطفلة صرت .. و بلاك هاني اليوم ضعت و ضعفت يا ودي قول متت
ايه انا اليوم متت … انا ما عاد عرفتني .. و لا فهمتني و لا قدرتني و انا ما عاد حبيتني ايه انا نجوى كيف نحبها؟
نجوى اللي انا حبيتها معاك انت بس نشوفها
تفرح تضحك تلبس تجري و تلعب و تقدر تتلكم انا قبلك ما كنت نعرف نتكلم ما عندي كلمات تعبر انت اللي علمتني و انت اللي فهمتني و انت اللي قدرتني و قويتني و خليتني نوقف ع كرعي…
ليش مشيت ؟ ليش سيبتني ماهو قلتلك ما نقدرش ايه و الله ما نقدرها الدنيا بلاك صاعب و غريق بحرها و صارت يا ما اوعرها حتى الهواء ع الروح خش قهرها و الضي وصل العين عمي في لحظة نظرها و النفس انحرقت و انكسرت و من يجبرها …
يا بويا و يا دنيتي علمتني كل شي الا كيف نعيش من بعدك ؟ تقولي القلب و القلب عدا معاك لسرت و في ترابها اندفن و من اليوم قلبك ماتت يا ساكن العين يا شاغلها
درتك غلا للروح و انت هلها

(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

في لحظات بعينها هكي فجاة يخطر علينا شخص كيف دخل حياتنا
ذكرياتنا معاه تصير تطلع قدامنا وحدة وحدة

هو و جنبه عبدالخالق الليلة هذه باتوا في نفس الخيمة صغيرة هلبة متاع التخييم الكشفي يعني اللي توسع بالكاد شخصين

الجو كان برد مش برد الشتاء لان حاليا في شهر اغسطس انما برد الحياة برد الخوف برد يسكن جسمك فجاة و ما تعرفله سبب

كان يتذكر اول مرة شافها في المقابلة و يوم اللي خشت حوشه عروسة و كيف كانت زي الملاك في عيونه كيف ينادي فيها القلب و الحب و كيف هي يتوردوا خدودها

يتواردوا ع باله مشهد وراء الثاني

Flashback

خش شاهين المربوعة و معاه المهدي

: كيف حالك يا بطل

المهدي مستغرب فيه : الحمدلله كبير انا راهو

ضحك : عارف ماشاء الله عليك

و ما يحسوا الا بنجوى خشت بطريقة فيها سرعة مش عارفين ان رجاء دفتها بقوة لانها كانت متحشمة تخش

راسها تحت و مرتبكة

كلا المهدي : اسم الله

و شاهين خارج الخدمة حاليا مش مصدق ان البنت هذه نصيبه وقت كان يقول نبيها مصراتية نسي يقول نبيها نجوى زي هالنجوى اللي قدامي نبي وقت نشوفها ننسى كل ايامي و احزاني نبيها تخش لقلبي تدير قصور و تعلي السور ع شان ما يضايقنا في غلانا عزول نبيها بوجهها هدا بريئة نقية صافية طفلة في ضحكتها خجولة في نظرتها و مشيتها

قاطع افكاره المهدي : قعمزي يا نجوى خيرك ؟

قدمت شوي شوي و قعمزت

تكلم شاهين : كيف حالك يا نجوى ؟

ردت بصوت مليان رعشة : الحمدلله انا الحمدلله

و تجاهل الارتباك متاعها : الف مبروك يا نجوى

: الله يبارك فيك الحمدلله

و المهدي واحل في اخته خيرها تتكلم هكي

شاهين يتمنى يستمر في سماع صوتها لاخر العمر و مش ح يمل : ابي شي يا نجوى بالك ناقصك شي بالله عليك تقولي اي حاجة خاطرك فيه العبدلله مستعد يجيبهالك و لو كان من الصين

ضحك المهدي. : زعميتك متحشمة

و نجوى حاولت تقرصه اليه يسكت بس المهدي نبيه و ابتعد عنها

و شاهين بضحكة : قوللها يا المهدي ما تتحشمش مني عاد

و سمعوا صوت كحة هنية اللي كانت مقعمزة قريب منهم

فجاة وقفت نجوى لان هكي تفاهموا معاها تسمع الكحة تخش : انا خلاص بنخش لازم يعني

شاهين طلع الدبلة : راجي يا نجوى مش ح تلبسي الدبلة

تحشمت و مدت ايدها و لبسها الدبلة و ايده هو اللي كانت فيها رجفة غير عادية : مبروك مرة ثانية

و سمعوا كحة هنية ثاني

و نجوى : انا لازم نخش

و شاهين عيونه عليها و مش مصدق : ربي يجمعنا ع خير يا نجوى

ما ردت عليه و جري داخل

و المهدي رجع يضحك : بكل متحشمة ماني عارف خيرها

شاهين وقف و مبتسم و فرحان قد الدنيا و قال لي نفسه مستحيل يجي يوم نحس بفرحة زي هذه : ايه معناها انت قوللها ان كلامي جديات تبي شي تبعثلي باهي
________

و من بعد المشهد هدا خطر في باله يوم دخولهم …
Flashback

و دخل عريسها و كان فارس طول بعرض و نظراته بس عليها و كأن مش موجود غيرها في المكان عيونه بس عليها

وقف في مقابلها و قام الطرحة و زي ما تمنى كانت ع طبيعتها طفلة قدامه بربكتها و ابتسامتها الخجولة و عيونها المليانات توتر و خوف : نورتي حوشي و حياتي يا نجوى مبروك

ما قدرت تتكلم و ترد و هو سلم عليها بدون مقدمات وسط زغاريط الحضور

شوية و جت بية سلمت عليه : مبروك عليكم وليدي بهناكم ان شاء الله

شاهين فرحته واضحة : ان شاء الله

اول ليلة بين شاهين و نجوى

و شوية و طلع بيها شاهين بعد ساعدتها نورا تلبس و خذاها لحوشه اللي كان في نفس السور

: الف مبروك نورتي حوشنا يا نجوى

و هالمرة ردت : الله يبارك فيك

ساعدها لعند جلست ع الصالون : خوذي راحتك الدار ع ايدك اليمين فيها حاجتك كلها و تبي اي شي قوليلي

نجوى : به

كان عارف انها خايفة و متوترة لهذا خلاها ع راحتها و هي بتموت من التوتر ..

بعد فجر ليلتهم الاولى مع بعض

كان يتامل في تفاصيل وجهها و يستذكر في كلامهم عنها و وصفهم لها بانها بريئة و كالطفلة و كم كانوا مجحفين في حقها
شعرها الاسود و الناعم و الطويل كقطعة من ليل سرمدي تتمنى عدم انقضائها بسبب الهدوء و انعكاس بدرها و نجومها المتلالئة وسط سماءها هكي كانت هي

اما نجوى و اخيرا خلاص ما عاد قدرت تشوفله نزلت عيونها متحشمة منه

قام وجهها بايده: خليني نشوف لوجهك و عيونك خليني نشوفك مبتسمة و متحشمة مني .. نجوى .. انت عارفة معنى اسمك

و يا احليلي ع قولة اهل طرابلس كيف صار فيه وقت سمع اللحن المصراتي في الكلام و كلماتها هي بالذات و نبرة صوتها الخجولة : اي عارفة معناه السر و حتى الدعاء صحو ( الواو الاخيرة في التلحين المصراتي راهو مش خطا املائي )

و قداش الواو الاخيرة هذه يحبها من قبل في اصحابه و معارفه من اهل مصراته و اليوم زوجته تقول فيها ضحك : قداش حلو كلامك

هي بعفوية و نست خجلها منه : انا كلامي سمح !! لا و الله كلامك انت اسمح بواجد مش عارفة كيف تتكلم فيه تفكر فيا ببرامج رمضان

ضحك : صار برامج رمضان .. المهم انا نحب كل شي ع مصراته وقالولك اني من زمان نقول نبيها مصراتية

تحشمت : اي ..

كان حرفيا هايم فيها : باهي احكيلي عنك يا نجوى

و لانها كانت متحشمة هلبة تصنعت انها تبي ترقد : مش عارفة

و وقت لاحظ كيف تثائبت قدامه : خلاص ارتاحي الا قوليلي علاش اهلك قبل قالو بيجو العشية

بدت تحكي بحماس لان الكلام ع مصراتة و عاداتهم الخاصة: اي احني هكي عندنا السبر و الله توا بس عرفتها ان انتم الصبحية مش كيفنا

رد شاهين : احني نقولوا عليه يوم المحضر او الصيحة مش صبحية .. هو ما في فرق لان نوارته و غزالته انت

و زادت تحشمت

بس شاهين اللي من الاول عنده لهفة غريبة عليها كان جريء معاها خذاها في حضنه و انقضت ليلتهم جميلة ً هادية …

لاحظه عبدالخالق مبتسم حركه من كتفه : ان شاء الله خير قاعد تتبسم في وضع زي هذا

شاهين عيونه فيهم لمعة غريبة جدا ع عبدالخالق : نتفكر في حياتي كلها يا راجل مش عارف علاش ؟

ضحك عبدالخالق : معش القيت وين تتذكرها غير هنا في المكان هذا و احني ارواحنا ع كفنا

شاهين : تذكرت اول مرة جيتكم بعد البيان يومها اول مرة نتعرف عليك هلبة و نهدرز معاك سبحان الله ع الوقت كيف فات بسرعة تقول امس نتذكر كيف كنت نحكي عليك

عبدالخالق : شنو قلت عليا

تذكر شاهين كلامه هو نورا و بدي يسرد في اللي صار : كنا في السيارة انا و اختي و كنت فرحان هلبة و انا تتكلم عليك بدت هي عاد تنابش قالتلي هذا كله ع شان خوها قلتلها راجل و عجبني و قد حاله رغم وقتها كنت صغير يا عبدالخالق لكن نظرتي فيك كانت في محلها

عبدالخالق رد عليه بامتنان : يا سيدي بارك الله فيك

تنهد : و لانك راجل و قد كلمتك يا غالي نوصيك ع نجوى ، عارف انها اختك و مش اي اخت هي ديما تحكيلي ع علاقتكم مع بعض كيف قوية هلبة بس مع هذا نجوى نحس في روحي انا أكثر من يعرفها، و فاهم كيف تفكر

عبدالخالق اتضايق : تعرفني الدوة هذه ما نحبها

شاهين : يا راجل اهو نفضفضوا و بعدين اللي في وضعنا المفروض ديما يوصوا صح و الا ؟

عبدالخالق وقت هو يتكلم ع نجوى تفكر ياسمين تنهد و تمنى لو يقدر حتى هو يوصي عليها : هو صح لكن

شاهين : من غير لكن و اسمعني كويس لو صار فيا شي اختك نبيها تعيش يا عبدالخالق نبيها فرحانة ما نبيها تنعزل ع الدنيا عارف ح يصير هكي لكن انت خليك معاها و الله و الله ماني مسامح لو تجوا عليها و تضايقوها ساعدوها تنسى و تعيش

عبدالخالق كان ح يرد بس بدي فجاة صوت ضرب قريب : يا ستير

خذي سلاحه و بيطلع

شاهين شده : اعطيني وعد

عبدالخالق : حاضر حاضر مش وقته

و بالكلام ع الوقت نجوى كانت تتفرج ع الصور الخاصة بيهم و تتذكر في ذكرياتهم مع بعض و مرة تبتسم. و مرة عيونها يدمعوا

خشت عليها انيسة سكرت الالبوم : تتفرجي ع الصور

انحرجت : ايه

انيسة قعمزت حنبها : سبحان الله ع طبعك يا نجوى حتى و هو راجلك ديما تتحشمي ، مع ان شاهين بسلامته من حبه ليك قريب يقولها حتى قدام بوي

زادت انحرجت : الله غالب زي ما قلتي طبع ، تعرفي يا انيسة واجعتني منه ما كلمني بكل

انيسة تنهدت : الله غالب وضعه صعب و تغطية ما فيش و بعد وين يتصل يكلم مرة خوته و مرات يكلم في جمعة و مرة وحدة كلم بوي

حست بشعور زي القشعريرة : باهي مرة وحدة معقولة ما حصل يكلمني

انيسة : لو يقدر كان كلمك و بعدين في حاجة ثانية ممكن يخاف يضعف و الهم اللي هما فيه سادهم و الله كل مرة البعيد نسمعوا بحد مستشهد او منصاب قالك حرب عمرها ما صارت حتى يومها في الاخبار منزلين صور يرعشوا ما بعدهم

حست بخوف : ربي يحفظهم يا انيسة انا شاهين هو الحياة بالنسبة ليا و الله وقت نقول هكي مش زي النسوان اللي تقولها كلمة بفمها و ما تعنيها لالا انا هو هكي ليا ما عمري حسيت اني انسانة و عندي راي و كلام الا معاه ما نفرح الا معاه و ما نضحك من قلبي الا معاه عمره ما جرحني عمره ما زعلني يقولي كيف نزعلك و انت كل شي تديريه قبل نطلبه بس الحق الحق ينقال هو طبعه يا سبحان الله كيف طيب قريب للقلب يحب كل الناس يتمنى الخير للكل يستاهل احسن شي شاهين اغلى حاجة في الدنيا يستاهلها

انيسة لعند دمعوا عيونها : حتى انت تستاهليه يا نجوى انتم الاثنين لبعضكم من عند غادي

نجوى : ربي يحفظه و يرده ليا سالم (شافت جهة باب الحوش) زي اليوم يا ربي نبي نشوفه خاش عليا يضحك و ينادي و يبصر نبي نشم عطره و نسمع صوته نبيه زي اليوم يا ربي يروح زي اللحظة هذه يا رب انت عارف اني بدونه ما نقدرش ننطفي و نموت من غيره رده ليا يا ربي

ضمتها انيسة و كانت جدا متأثرة بكلامها و بكمية المشاعر اللي بينها و بين خوها

و زي ما نجوى كانت تدعي لشاهين و متأثرة بغيابه فتحية زيها مأثر فيها غياب عبدالخالق هلبة و الشي هذا واضح عليها

المهدي حب يغير جو امه اللي قاعد مهببة : تعرفي كيف يا هناء غدوا ديري سفنز فطورنا باهي ؟

هناء : ايه عادي توا نعجنه الليلة و الصبح ننزل نديره هنا

فتحية : ربحتي يا بنتي بارك الله فيك، اهو حتى ع شان مجاهد و الله وقت اللي تخشوا علينا انتم و الا عيت حمزة يبدي يضحك و يلعب كلا انا حتى العسل ما عندي فيه نية وقت يغيب عليا عبدالخالق تتسكر الدنيا في وجهي و نشوف فيها سوداء اخيه عليها

تضايق المهدي من كلامها : معقولة يغيب عليك واحد الباقي عندك زي قلتهم يا امي

فتحية : يا ودي مش هكي انا مقصود كلامي اني مشغولة عليه

هناء : يا مهدي الله يهديك هي مشغولة عليه لان في الحرب هذا ليش

ما اهتم و وقف : انا تصبحوا ع خير

طلع المهدي و فتحية وجعتها منه : ربي يهديه و بارك الله فيك يا بنتي لانك صاحبة حق و تقولي في الحق

هناء : ربي يهديه ، هيا تبي شي مني امي

: سلامتك يا بنتي تصبحوا ع خير

: و انت بخير

طلعت هناء من الحوش و سكرت وراها الباب و اما فتحية فخدت مجاهد لدارها و زي لياليها الماضية تضم فيه لقلبها تحتمي بيه و يحتمي بيها تتونس بيه و يتونس بيها

و اشرقت شمس العاشر من أغسطس
القول المشهور اشتدي أزمة فانفرجي
هو فعلا عن تجربة و واقع
النصر في الحرب هذه كان لازم يكون ليه ثمن و كان لازم يمر بمراحل شرسة جدا ع شان يصل لنهاية المطاف الا و هو النصر
و اليوم هذا شهد ع اشد المعارك في سرت الحبيبة بين ابناء ليبيا و جماعات داعش الارهابية

في احد خطوط النار تلقى كل من يخطر ع بالك ليبيين بمختلف الانتماءات و من مختلف المدن و القبائل

و كان الوضع اشبه بوصف يوم القيامة اخوة في جنب بعضهم و مش قادرين يديروا اي شي لانقاذ كل منهما الاخر الكل يركض و يجابه عدو لا اخلاق له و لا ذمة فان جمع ابناء ليبيا حب الله و الوطن جمع اولئك دناءة الاخلاق و الجشع و الطمع

ايمن كان يقود احدى المجموعات و وقت تكون في الحرب و تشهد ع مقتل احب الناس ع قلبك يصير الموت شي عادي جدا بالذات و انت عندك عقيدة قوية في قلبك و عقلك

و عبدالخالق كان نفس الشي ما يفكر غير في العدو اللي امامه

اما شاهين فكانت هي بين عيونه مش عارف ليش يشوف فيها هي مرة و المرحومة بية مرات كان يقاتل و يقول يارب يقاتل و يدعي لكل منهما يقاتل و يستودع فيها لله

و اشتد القصف بجميع الاسلحة الثقيلة
وقت يرموا عليهم في الصواريخ و القنابل

كانت هي ترش في الميا ع ورداتها و ع اشجار الصنوبر اللي زرعتهم من جديد و مبتسمة

ناس تحب الحياة و ناس تنشر الموت

انيسة : مازلتي تسقي

شدت اوراق الشجر : نبي وقت يروح شاهين يكون الشجر كبير

ابتسمت : فعلا يحبه هلبة من يومه

و اللي يحب شي يسعى ليه و شاهين يحب ليبيا زي غيره من الاف الشباب كان مستعد يموت ع شانها قالها و هو. مقتنع مش مجرد كلمات صدرت عنه

صوت قصف ضرب صرخات لجثث تلاشت في الهواء صرخات لاحباب و اصدقاء جمعتهم ساعات الوغى ع من فقدوا و في نفس الوقت يحمسوا في بعض ع الاستمرار لان في امال و احلام معلقة بنصرهم ً في حربهم ياما في نساء و اطفال كانوا تحت وطأة ظلم هؤلاء اللاادميون

و لو تعرفي يا ليبيا و لو تعرفي يا سرت كيف غالية ع اولادك تعالي و شوفي كيف يتسابقوا ع الموت في سبيل تكوني بخير
هادو ما يتسابقوا من يسرق منك اكثر و من ياخذ منك اكثر بالعكس سباقهم من يعطيك من دمه اكثر

و صاروخ مصنع بغل و حقد و كره و كفر بالله و العياذ بالله كان مستقره جسد ياما قدم قلب ياما حبك يا ليبيا لكن ما يدير في دعايات ما لبس عسكري و نهب في بوابات و لا استعرض ع حد بشعارات و مثله مثايل ليبيا بخير طالما فيها من عينته الكثيرين ، لكن هو مش بخير

عبدالخالق يعيط و يعيط و بيموت من العياط و كيف ما يعيط الراجل ع منظر زي هالمنظر صاروخ في جسم انسان كيف ممكن تكون نتيجة انفجاره و نفس الصاروخ يهدم بنايات و يخفي شوارع فكيف وقت يكون هدفه جسم انسان

و صار شاهين اشلاء قدام عيون عبدالخالق و قدام عيون الكثيرين اللي ما شافوا منه الا كل خير
و هذا احد شباب طرابلس خيرة شبابها و من قال ان طرابلس شبابها غير قادرين ع العطاء؟
هدا مثال و درس للجميع ان ليبيا عندها ابناء اوفياء في مختلف مدنها مستعدين يموتوا ع شانها

ليبيا فخورة بيك و ليبيا حزينة عليك و ممتنة ليك كيف ممكن تعبر ليبيا ع اللي قدمته و ع اللي ح يقدموه رفقاءك حتى بعد مناظر الموت المفزعة هذه بس مازالوا يقدموا

و عنها هي فما قدرت تقدم خطوة وقت شافت ميدالية شاهين الباين طاحت منه و هو طالع كان عليها حرفها انحنت و خذتها و تنظف فيها من التراب و دموعها نزلوا : من امتى انت هنا ؟ كيف ما شفتها سبحان الله انا ديما انظف في المكان

و هنا سمعت الاذان : الله اكبر الله اكبر …

و كان هذا اذان الظهر : صدق الحق ، خلي نخش نتوضا و نصلي و ندعي ربي يردك يا غاليا
1

و ح يرد يا نجوى و لكن مش زي ما انت تتمني …

قداش موجع وقت تفقد شخص و ما تقدر حتى تضمه و ما تقدر حتى تكلمه و ما تعرف اصلا من تكلم ؟!

كان اصعب موقف يعيشه عبدالخالق يشوف في اشلاء حياة اخته قدام عيونه سند اخته سنده حتى هو لان كبر ع اهتمامه و محبته

عبدالخالق كان الموقف بالنسبة ليه زي الحلم او الكابوس …

بدي يجري و يدور بين المقاتلين يبي معاه حد يبي يقول لحد ان اللي مات شاهين الاسم مش اسم عادي و لا هو شخص عادي

يجري و يقول : ااااااه

لعند شاف ايمن وقف و عيط : شاهين يا ايمن شاهين يا ايمن شهيد يا ايمن

جري عليه و حضنه و الاثنين يبكوا مع بعض
كان موقف مهيب ممكن الانسان صعب يتخيله الضرب مستمر اصوات متداخلة و الشباب اللي استشهدوا عددهم كبير جدا لكن اثنينهم ضامين بعض وسط كل الفوضى هذه و جمعهم الحزن ع انسان كان ضيف خفيف الظل زي النسمة الباردة ع الجميع

بينما بقية اللي معاهم كانوا يلتقطوا أجزاء شاهين و غيره من الشباب اللي استشهدوا في المعركة هذه

و لو عرفت اللي تراجي فيه و تدعي ع سجادتها ان حبيبها و روحها قاعدين يلملموا في أجزاءه ما حد يعرف كيف يصير فيها
كانت تدعي و تدعي بكل خشوه
” ربي استودعتك اياه احفظه يا ربي رده سالم يا ربي ، ريح باله يا ربي اعطيه يا ما يتمني يا ربي ”
1

دعوات بالحفظ و من قال ان الحفظ بالحياة الطويلة في اللي ربي مختارله الافضل و هل افضل من نهاية كهذه و يكفي انها طلبت من الله ان يعطيه ما يتمنى و شخص زي شاهين اكثر ما يتمناه هو الشهادة

ربي قبل دعواتك يا نجوى لان بال شاهين ارتاح فعلا

بعد نصف ساعة ع استشهاد شاهين
المواجهة مازال مستمرة
و عبدالخالق جالس في جهة فاقد الادراك لاي شي

في لحظة سمع تكبيرات و معاهم صوت التفجيرات
ادرك ان لازم يلملم نفسه و حاليا مش وقت ان يجلس ابدا

مشي لمكان معين عارف ان فيه تغطية و بعث رسالة لحمزة ” خوذ أهلك لطرابلس شاهين راجل نجوى استشهد ”
ممكن طال انتظاره مدة عشر دقايق لعند جاه تقرير بالتسليم
نزل من ع المكان المرتفع اللي كان واقف عليه ع شان التغطية

في حين ان الرسالة اللي بعثها وقت وصلت مقصدها
كان صاحب الهاتف كيف يدرس في
السيارة و فتح الباب مع رنة تيلفونه

فتح الرسالة و هو ينزل في الاكياس من السيارة
و وقت قراها جمد في مكانه و ما في غير الدمعة اللي تنزل تعبر ع حزنه ع فراق راجل زي شاهين ممكن علاقتهم مش قوية هلبة و لكن كان يسودها الاحترام و التقدير

كان عبدالمعز طالع يجري من امه و مبلول

هالة تجري من وراه : تعالى هنا يا فرخ بليت روحك

عبدالمعز ضم رجل بوه و احتمي بيه بس وقتها حمزة كان زي التايه: خيرك ؟

هالة بنفاذ صبر : ثاني مرة يبل دبشه يبي يحصل بردة و يضر روحه و الله ما هو مبردها

لحظات و حست ان راجلها فيه شي مش طبيعي : خيرك يا راجل

حمزة رجع بعيونه للتيلفون: استشهد

انخلعت و توقعت ان عبدالخالق : من ؟ قولي في من ؟

نزل عيونه و مسح دموعه : شاهين راجل نجوى وتي روحك بنمشوا طرابلس

هالة قعمزت ع الارض و عيطت : حيه عليك يا نجوى و الله تمشي فيها

و مشي حمزة ع رجليه ما يشوف في شي و قدامه اصعب مهمة اخبار فتحية اللي تحب شاهين و كأن ولدها

وصل عند الباب ما قدر حتى يفتح الباب
حس الموقف اكبر منه و ما عنده استطاعة للتعامل معاه
ما قدرش و تراجع و مشي لحوش عمه حامد
و دق الباب ينادي : عمي يا عمي حامد

كان المذكور مقعمز برا هو وهنية زوجته

هنية : و الله كاني عرافة هذا صوت حمزة ولد خوك خير ان شاء الله

وقف حامد : يستر الله خليني نشوفه
هذا ما يجينا كان في الكبيرة

حطت رداها ع راسها و تمشي وراه : حيه علينا صغارنا في الجبهة

ما رد حامد و هو نفسه حس بالخوف هدا فتح الباب

هنية ما قدرت تصبر : خيرك يا وليدي ؟ في من ؟ من من ضنانا يا حمزة

حمزة صوته كان حزين هلبة : مش ضنانا يا خالتي ، لكنني نسيبنا شاهين يا عمي استشهد

هنية بدت تعيط: ياناري يا نجوى يا بنيتي يا عليك كاينة طاحت ع راسك يا ناري فيها

حمزة انهار يبكي : انا و الله ما قدرت نخبر امي يا خالتي ما قدرت

هنية بدت تبكي بصوت عالي : يا فرقة نهارها و خبارتها حيه عليها حيه

و اللي يخمموا عليها كانت ملتمة مع المهدي و هناء من بعد ما فطروا السفنز جميع .

دق باب الحوش

المهدي : اسم الله خيرا يدق هكي هدا ؟

فتحية ايدها ع قلبها و ضمت مجاهد ليها : ان شاء الله مومن يا ربي

طلع المهدي يفتح و هو متجه ناحية الباب و يتكلم : من؟

هنية : انا هنية افتحوا

فتح المهدي الباب : اهلين خالتي هنية مرحبتين انستينا تفضلي

و ما ردت هنية بس سمع صوت حامد : شنو حالك يا مهدي

المهدي قلبه انقبض: الحمدلله تفضل يا عمي

و يزيد الشعور السيء وقت سمع صوت حمزة : امي قاعدة يا مهدي

ع طول و بدون تفكير و خوف سيطر عليه و بدي يلوم في نفسه ع موقف الليلة الماضية : عبدالخالق ؟ استشهد و الا انصاب جاوبوني ليش ساكتين

هنية : و الله خوك ما فيه حاجة

المهدي على صوته : اماله في مني في مني ؟

طلعت فتحية ع الصوت تبي تفهم اما هناء فشلت تماما و ما قدرت تتحرك من مكانها

فتحية : خيركم بالله عليكم خيركم في من قولوا في من ؟

حامد : انا لله و انا اليه راجعون يا فتحية

و هي ترعش : في من قولولي

هنية : شاهين يا فتحية

و شاهين يعني موت ولدها و بنتها جميع لهذا صارت تعيط زي المجنونة : وووه عليا وووه وووه ع بناتي و حظهن اللي كيف حظي انكسرن كيف كسرتي اول امس سارة و اليوم نجوى يا ناري عليك يا وليدي هدا وليدي شاهين الغالي عدا خلاص … هنا و الله هنا يا هنية يجيني و ما يخلي ما يجيب ينشد ع حالي خير حتى من ضنايا

و مع صوت العياط كل مرة حد يدخل الحوش من الجيران و كناين الاعمام

و هنا طلعت هناء تجري و جت جنبها و خشت حتى هالة و صغارها

و فتحية كانت بدون وعي
و ما قدر عليها حد …

تصرفت هالة و اتصلت برجاء اللي كانت توتي في الغذاء

ردت بابتسامة لانها كيف كلمت عبدالمالك و تطمنت ان يمشي ع رجليه و العلاج الطبيعي مأدي مفعوله : صباح الخير هويلة

بس اللي صار سمعت صوت بكاها و صوت عياط جنبها قريب داخت: بالله عليك في من

: شاهين يا رجاء استشهد

رجاء غمضت عيونها و حست انها ح تفقد توازنها شدت في الرخامة بكل قوتها : انا لله و انا اليه راجعون

بدت تلبس في صغارها و تبكي و تفكر في كل شي عقلها عند نجوى من جهة و امها بروحها و الا ايمن يعني طبيعي طالما سمعت خبر موت حد في الجبهة ف حتفكر في راجلها و بين زحمة الافكار هذه بعدين تفكرت غادة

خذت التيلفون و ايديها ترجف

اما غادة فكانت تلعب في ولدها و تهدرز : سلامته بدا يبدل في الليل بالنهار …

خيرية : عادي يا بنتي هذه سنة الحياة

غادة ابتسمت و هي تبوس في ولدها : غير يسلم يا عمتي ما نبي شي نقعد ساهرة عليه بالاسبوع عادي

خيرية : ربي يحفظه و يرد بوه سالم ان شاء الله

تغير صوت غادة : يا رب

رن التيلفون خذاته : هذه رجاء (فتحت الخط ) ايوا رجاء

رجاء : صباح الخير … كيف حال يزوني اليوم ؟

غادة شافت لخيرية : الحمدلله مبدل الليل بالنهار

رجاء : سلمه يا ربي

لاحظت غادة ان صوتها مش طبيعي : خيرك انت مريضة ؟ صوتك ما عجبني

تنهدت رجاء : تبي الحق سمعت حاجة تنكدت

تغير وجهها : خير شنو سمعتي ؟

رجاء كانت تبي تخبرها بالتدريج : في الحرب توقعي كل شي

غادة تنهدت ببحزن و وقفت و بدت تمشي وسط حوش شيابينها: ايه و الله مش عارفة ع من نخمم ع عمران و الا عبدالخالق و الا ع ايمن و شاهين و حتى سلفي يا ناري عويلته قاعدين يراجوا فيه بالساعة و الدقيقة

رجاء : بنقولك ان شاهين يا غادة انا لله و انا اليه راجعون

و ترمي التيلفون من ايدها و تبدا تعيط : حيه عليك يا نجوى حيه عليك يا نجوى

ع دخول صفية لحوش اهلها جت ناحيتها تجري هي و خيرية اللي يا ناري يا دوب تمشي من الرعشة : خيرها نجوى اسم الله خيركم

غادة تعيط : راجلها يا صفية عيلتها يا صفية استشهد يا حيه عليها كيف بتدير يا ناري عليها وخيتي و هي ما عندها غيره

اماني جت بسرعة تسمع في عياطها : حيه عليك انت نافس يا غادة و ترضعي مش كويس

غادة ما كانت في وعيها : خلوني في حالي اللي بيصير خلى و الله يصير انا نبي طرابلس نبي نمشي لاختي

شدتها صفية : يا غادة اهدي كيف تمشي من غير اذن عمران، خلي نتصلوا بيه قبل

غادة كانت حرفيا مجنونة و ما تعرف شنو تقول : ما عندكم ليش تتصلًوا بيه اصلا اذا يبي يطلقني خلوه يطلقني المهم نمشي اختي يا ناس دنيتها كلها خربت يا ناس

صفية : شنو الكلام الفاضي هذا يا غادة خيرك

خيرية فنصت في صفية : خليها يا صفية المراة مش عارفة شنو تقول بري يا بنتي وتي روحك و عمران خليه عليا نتفاهم معاه

سيبت الدنيا و جرت فوق لحوشها ع شأن توتي روحها اما الحاجة خيرية اتفقت مع ولدها ناصر يوصلها هي و صفية و تمشي معاهم زوجته

و حال سارة مش بعيد ع حال غادة
كانت تبكي بصوت عالي و مش قادرة حتى تتنفس و اسماء تلبس فيها عبايتها و وشرحها

سارة : اه يا نجوى كيف بتديري يا نجوى ما حر نارك يا وخيتي

كمال واقف و كان صح واجعه شاهين بس خايف عليها هي حاليا في السابع و طبيعي لراجل في ظرفه يفكر في طفله القادم

و هي كانت تتخيل في حياة نجوى كيف ح تكون الايام الجاية اذا سارة ما تحملت و هي ما كان بينها و بين المرحوم اي ود فكيف لنجوى اللي ما في حد منهم الا و عارف بمكانة شاهين عندها

كمال قاطع افكارها وقت تكلم معاها : هيا و بالله عليك بالشوية فكري في نفسك و صحتك و فكري في الامانة اللي عندك

سارة ما ردت وقفت و هي خائرة القوى و منهكة تماما
كان كمال يقود فيها بايده للسيارة من جهة و اسماء من الجهة الثانية

و سبحان الله وقت الكل يبكي ع نجوى و حالها بعد شاهين، نجوى ما كانت عارفة شي

بس كانت لاهية تتصفح في الفيس املا تشوف صورته في واحد من الصفحات او يكون عنده ظهور و لو قصير في فيديو
بس ما لقت شي

سمعت صوت انيسة تنادي : حيه عليا انيسة شكلها جت

طلعت تشوف فيها : جيتي

انيسة : ايه القيت نعيمة عندها اختها قلت خليني نتغدا معاك انت خير و اهو جبت غدايا و جيتك

ابتسمت نجوى : بارك الله فيك خليني نجيب السفرة

مشت نجوى للمطبخ و انيسة تكلم فيها : قوليلي ما وصلك شي من شاهين

تنهدت بحزن : لا و الله يا انيسة لقبل شوية كنت نفتش في الفيس بالك نشوف صورته او نلقاه حتى في فيديو بس ما حصلت شي ربي يطمني عليه

انيسة : امين يا رب ، حتى المنتصر قالي ما وصله منه شي الباين ما عندهم تغطية

نجوى : ايه حتى خويا عبدالخالق هكي و راجل اختي نفس الشي

انيسة : ربي ينصرهم

نجوى : امين ..

خذت الكاشيك و ما قدرت تاكل سبحان الله مرات الانسان يحس باللي جايه

انيسة لاحظتها كيف تلعب بالكاشيك و ما تاكل : خيرك

نجوى : مش عارفة و الله ما عندي نية

و يندق الباب بقوة

انخلعت: بسم الله شنو في

وقفت انيسة تفتح و مشت نجوى بسرعة خذت الملاية

و لحقتها

وقت فتحت انيسة الباب كانو قدامها فادية و نعيمة : خيركم ؟

نجوى شدت في الحيط

نعيمة بدت تخبط في روحها: وووه علينا وووه

انيسة فنصت فيها : خيرك ؟ ليش العياط بوي فيه شي

نعيمة ضمتها : شاهين يا انيسة استشهد توا كلموا بوك

وقفت في مكانها و تسمع في العياط زي الصدى

و هي تتذكر فيه وقت يتمشوا مع بعض

” شاهين ما تشد في يدي هكي قدام الناس عيب راهو “

” يا القلب العيب في اللي يدير العيب انت مراتي و حبيبتي نشد ايدك قدام الله ما نشدها قدام خلقه “

وقت كان يحضن فيها بعد عمليات الزرع و يحاول يخفف عنها ” سامحيني يا القلب العذاب اللي انت فيه كله مني “

” انا مستعدة نموت ع شانك يا شاهين المهم ما تسيبني “

وقت يقول القلب و كان ليها القلب و عدت معاه القلب
كانت واقفة جامدة تشوف للفراغ لا دمعة و لا صرخة و لا حتى قالت اه فوق

دخلتها نعيمة للصالة و ساعدتها تقعمز بس كانت عاصية جسمها بالكامل متصلب خافت عليها : ابكي يا نجوى معش تسكتي مش باهي يا بنتي

بس نجوى في دنيًا غير الدنيا تشوف للفراغ بعيون مفتوحة بس

انيسة كانت تنقز و بتطير من الوجع : وينه الحنون الغالي ما يطلع الا بينا ما يبطل نشدة علينا في كل حاجة حاسبنا ودادي و حنوني صغيري الغالي ياما سندني ياما حن عليا وين الحن بعدك يا غالي قالهالى ياناس قالي يا انيسة من يوم ماتت امي و الدنيا معش عندي فيها نية سيب كل شي و عدا يا ناري عليا من بعدك

و توصل نورا اللي ما كانت عارفة شي نزلت من السيارة و هي تمشي و تسمع اسم شاهين تزيد تنجن : وينه حيه عليا حيه ان شاء الله مش فيه الغالي قولولي مصاب قولوا حتى انشل عادي المهم نفسه قاعد في الدنيا

انيسة بدت تزحف ناحيتها : تعاليلي يا نورا سندنا مشي من بيدورنا من بيسال علينا

وصل معاوية برفقة رجاء و التواما لكن اسماعيل رفض يسيب الحوش بروحه و قال طالما بوي مأمن فينا ع الحوش و الرزق لازم واحد منا يقعد في المكان

خشت رجاء و مازال فتحية تبكي

فتحية وقت شافت رجاء فتحت ايديها : يا بنيتي يا بنيتي ياناري في شاهين ريتي شنو صار في اختك

رجاء ضمت امها و تبكي : اصبري يا امي اصبري انا لله و انا اليه راجعون ادعيلها نجوى بالصبر

و قاطع الكلام صوت عياط سارة اللي كانت حرفيا منهارة

طاحت ع امها : خيرنا يا امي خيرنا اللي يتصلح حالها ينفلق حال الثانية بعدها

فتحية : اه يا سارة هدا حظكن يا بنياتي زي امينتكن الله غالب عليكن و عليا ، انا كبدي خلاص انسحنت عليكن و ع شاهين اللي عدا و الله ناره تحرق فيا بنموت منها

و ما حد سمع كلام فتحية الا و تقطع قلبه عليها و ع بناتها حتى هنية و عافية اللي ياما ذوقوها من عذاب في زمن قد ولى اليوم تعاطفوا معاها و الدموع رافقت المشهد طول الوقت

المهدي كان واقف يسمع في امه و يبكي دموع طول الوقت

حمزة : هيا خلاص كلهم يراجوا فينا ع الطريق

المهدي.: خلي معاوية يكلمهم

سمعهم الاخير : هيا توا نكلمهم

و انطلقوا السيارات لطرابلس …
كانوا سرب كبير سبحان الله بالامس القريب كانوا متجهين بيها لطرابلس يوصلوها لعريسها و اليوم ماشيين يحضروا دفنه و حتما ح ترافقهم في طريق العودة
السيارات كانوا لحمزة و معاوية و سيارة علي ابن عمهم و سيارة علاء ولد حامد و سيارات اخوالهم كلهم معاهم

اثناء الرحلة و في سيارة معاوية …

المهدي : عقلي مع نجوى يا رجاء ماني عارف شنو صاير فيها ؟

رجاء بحزن و هي تلعب ع شعر بنتها : ما ليها واجد كيف سامعة هي.و ما عندها ما بتدير كان تسلم أحكامها لربي توا كلمت بنت سلفها قالتلي مصدومة و بس يا ريتها غير عيطت كان احسن

المهدي : يستر الله فيها ماني عارف كيف ح تتقبل الخبر اذا احني مش مصدقين لعنديت توا

رجاء رجعت راسها للخلف : يستر الله ، ربي يحفظ شبابنا

هناء تذكرت راجل اختها و مازن ولد اختها : ربي يحفظ البلاد اللي ضاعت

المهدي : اسمع يا معاوية بالله عليك انتبه راهو اول مرة تجيبنا طرابلس

معاوية : خيرك يا خالي صح اول مرة لكن نعرف نسوق

المهدي : باهي ما قلنا شي لكن صغير و ما عندك رخصة يا راجل

هناء : خلاص يا مهدي باذن الله ما بيصير الا الخير

المهدي كان متوتر و مش عارف ع شنو يتكلم : غادة كيف بيصير فيها ؟

رجاء : غادة شوية و بتطلع مع عيالها و سارة حتى هي تبي تلحقنا ح يجيبها كَمال

معاوية : لا طلعوا ورانا راهو شفتهم يا امي

المهدي : لا حول و لا قوة الا بالله مش مصدق يا ناس

و ما عاد حد تكلم احيانا كل ما تكلمنا يزيد الالم مع كلماتنا

وصلوا السيارات قريب مع الساعة خمسة

الرجالة دخلوا لحوش اخ شاهين
و كان معاوية طول الوقت مرافق المهدي و ساعده لعند خشوا داخل

في حين وقت خشوا النساوين لحوش شاهين رحمة الله عليه

و كانت رجاء هي اول من دخل من اهلها كانت تمشي و تسال : وين نجوى وين ؟

كلمتها جارة ليهم: في الصالة يا بنتي

خشت الصالة و هي تجري

شافت نجوى راقدة مغطيينها ببطانية مش باين منها شي كانت ترعش تحتها بشكل مش طبيعي اي حد يوقف من بعيد يلاحظ كيف تخض كلها

خذت خطوات سريعة في اتجاهها و قعمزت عند راسها حولت البطانية

القت نجوى بدون ملامح
لكن لازم الكل يعتاد ع الشي هذا لان هذه نجوى بدون شاهين هكي حالها

ضمتها بقوة و تتكلم معاها و تبكي : حبيبتي المؤمن هو اللي يصبر عند اللحظة الاولى المؤمن يقول انا لله و انا اليه راجعون

و نجوى مش معاها و لا اصلا تسمع فيها

كملت رجاء و هي بتموت من الخوف ع نجوى لانها تأكدت بأن اختها مش طبيعية : المؤمن مسموحله يبكي و يعبر بما يرضي الله ردي بالك تكمدي زي ما طول عمرك كامدة يا وخيتي هذه مش زي اللي عشتيه قبل الكمدة هذه فيها موتك يا نجوى

نجوى كانت تشوفلها بنظرة كسرة

خشت فتحية : يا ناري عليك و ع فرتونتك (حظك) يا بنيتي يا ناري ع حوشك اللي عدم و راجلك اللي اندفن يا ناري ع وليدي حبيبي شاهين

و حضنتها و نجوى شادة في امها بقوة بس مازالت ع الحال هدا بدون كلام او حتى انفعال و دمعة وحدة ما نزلت منها

لاحظت رجاء لبست اختها اللي كانت خفيفة و نوعا ما قصيرة لانها لبسة حوش و كانت في حال غير الحال اللي هي فيه توا

لهذا تصرفت و مشت لدارها و فتشت دولابها و القت قفطان طويل و خذت معاه وشاح حطتهم ع السرير

و رجعت عندها في الصالة : حبيبتي نجوى يالله معايا بدلي دبشك

شدت دبشها بقوة و عرفت ان خلاص ح تلبس ملابس الحداد يعني رسمي ح تفارقه

فادية : و الله من بكري نبوا تلبسوها لكن ما عرفناش كيف شوفة عينك كيف تشبح قلنا تجوا انتم احسن تتفاهموا معاها

فنصت فيها رجاء و شافتلها من فوق لتحت لعند هي رعشت و تهربت منها و طلعت

و ردت رجاء تكلم في نجوى : هيا نجوى

طلعت معاها من الصالة و تمشي ناحية الدار
و شنو ينسيها فيه في كل مكان فيه ذكرى و مع كل ذكرى تخنقها العبرة

من اليوم قالت في نفسها معش داركم هذه معش تجمعكم

شافت كيف رجاء موتية ملابسها تجاهلتهم و مشت للدولاب و فتحت جهة شاهين بدت تلمس في ملابسه توته بدله الرسمية و فتحت الدرج الخاص بالعطور خذاته و بخت منه

شافت لرجاء بنظرة مش مفهومة : مش عارفة خيرا سيبني هكي ؟ انا نبيه توا قولي كيف نقدر نعيش بلاه تعرفي يا رجاء و الله دويتله و قلتله انا ما نعرفش نعيش بلاه

ردت لملابسه اطلع فيهم من الدولاب تضم و تبوس و اخيرا شدت تيشرت ديما يلبس فيه: معقولة تكسرني هكي ؟ معقولة تقهرني و تحرقني يا شاهين وانت عارف ياما قلتلك انا حوش اهلي ما نبي نمشيله عرفت ليش ؟ عرفت ليش لاني عارفاتك بتديرها

قعمزت بين ملابسه و تضم فيهم و هي تردد : اااااااااااه …. ليش سيبتني ليش ؟ كيف نعيش و انت مش معايا كيف نعيش و انت مش معايا سيبتني حرام عليك

بدت تخبط في روحها و رجاء معش قدرتها : يا نجوى

بس نجوى خلاص انفصلت ع العالم : يا شاهين ليش سيبتني حرام عليك

صارت تخبط في جسمها اكثر

و فقدت رجاء السيطرة عليها تماما طلعت من الدار تنادي : هالة يا هناء

و ما جو الاثنين حتى كانت نجوى فاقدة الوعي

خذت رجاء شيشة عطر و حاولت تنوضها : نجوى حبيبتي افتحي عيونك

قربت هناء و تحسست النبض : نبضها مبدي يضعف يا رجاء

عيطت رجاء : اتصلي بحمزة يا هالة فيسع و اعطيني عبايتها يا هناء

و ما هي الا لحظات حتى تساعدوا مع بعض و طلعوا بنجوى فاقدة الوعي تماما

في الاثناء هذه كان مجاهد تايه في الزحمة شاف نجوى بين ايديهم حس بخوف شديد جري عليهم : نجه نجه

بس نجوى ما كانت في حال تسمعه و خذوها لاحدى مصحات العاصمة

و مجاهد مازال عند الباب يعيط و يقول : نجه

في الاثناء هذه وصلوا كل من غادة و صفية و كريمة سلفتها
و سارة و معاها وداد و اسماء

تقطع قلب سارة وقت شافت ولدها عند الباب حافي القدمين و ينادي و يعيط و يقول نجوى
كان موقف زلزلها هز الامومة فيها هز ممكن الكثيرين امهاتهم موجودة و بذات الحال لكن هو اي تصرف يديره يأثر في اي حد …

ضمت ولدها : حبيبي

هو شد فيها بقوة : نجه

كانت تبي تقيمه بس وداد : لا حيه عليك انت حامل خيرك و حتى قالولك عملية

تراجعت و شدت في ايده و خشت هي وياه بس مجاهد عيونه كانوا وراها يدور في نجوى

اما غادة دورت وين امها و صارت تبكي معاها

بينما في المصحة

الدكتور واقف ع حمزة : الحمدلله ع سلامتها الباين عندها انهيار عصبي عطيتها جرعة مهديء قوية هلبة و باذن الله من اهني لعند الصبح تتحسن حالتها

حمزة : ان شاء الله

الدكتور بشك: هي صاير شي معاها مضايقها

حمزة بحزن كبير : زوجها استشهد في سرت

غمض عيونه بحزن : لا حول و لا قوة الا بالله ، معناها حتى بعد تطلع من اهني ردوا بالكم عليها لان الموقف اللي هي فيه مع الوقت ممكن يزيد و كان الله في عونها و عونكم و ربي يتقبل المرحوم بواسع رحمته

حمزة امين، بس ممكن في مرافق ؟

الدكتور : ايه عادي ع حسب رغبتكم

حمزة شاف لرجاء اللي مستحيل اكيد تسيب اختها و تروح : خلاص معناها انا بنقعد معاها مش ح نسيبها

الدكتور : معناها يا خوي امشي شوف الاستعلامات و سجل البيانات و شوف المطلوب

حمزة : خلاص مشكور يا دكتور

: العفو و الحمدلله ع سلامتها و ربي يتقبل شهيدكم برحمته

مشي الدكتور و حمزة بعد اطمن ع رجاء رجع لحوش عزي

و مر الوقت و الليل طويل و ما في اطول من ليلة الفقد الاولى

وقت فتحت عيونها نجوى عرفت ان شاهين حكاية جميلة و انتهت و حلم جميل و فاقت منه قالت : انا لله و انا اليه راجعون. يا ربي صبرني انت عالم بحالي

سمعتها رجاء و. قعمزت و جت حضنتها و بكوا الاثنين مع بعض

و مهما بكن عيوني ع فراقك مازال غالبات ظنوني
زعم يكذبوا ؟ زعم يغلطوا ؟ زعم نفرحوا و ما نحزنوا
زعم مازال نشوفه زولك ، زعم مازال يا الحبيب نطولك
و الا قعدت خلاص ذكرى في العقل مدفونة
و الا نكلمك في حلم و يقولوا اني مجنونة
(كلماتي )

و مع الساعة عشرة صباحا طلعوها من المصحة
و من اول ما وصلت لحوشها لاقوها انيسة و نورا
ضموها الاثنين في مرة و بقوة
رغم كلامهم الموجع و صوت نحيبهم العالي

الا ان نجوى كانت ساكتة ما ترد ع حد قلبها يتقطع كبدها خلاص انسحنت لكن بلسانها مش قادرة تعبر

و مر الوقت
و مع تردد كلمة ” وصل ” المفروض الفرح يعم
لكن الوجع زاد صح في شعور باللهفة للقاءه و ان كان جثة
لكن الكل ع يقين انها المرة الاخيرة و خلاص لهذا شعور كان صعب هلبة ع الكل
و دخلوه بالاسعاف
كل مرة حد يخش يسلم عليه من ع التابوت
و خواته ما خلوا في حد عزم
و كذلك الحال نفسه لبوه و خوته

اخيرا المنتصر تكلم و هو يبكي بصوت مبحوح : خلاص يا حمزة كلم اختك تطلع تسلم عليه

حمزة : به

طلعوا الرجالة و ما قعد حد غير حمزة و معاوية ابن رجاء

وقت قالوا لنجوى تطلع
تمنت لو كان مروح و طالعة تلاقيه
مهما كانت حالته خاسر احد اطرافه و لو حتى مشلول. مستعدة تخدمه عمرها كله
بس التمني شي و الواقع امر اخر
طلعت لابسة لبسة الحداد

و سبحان الله وقت جو عيونها ع الاسعاف
بدت تجري و كأنها بتشوفه
طاحت ع التابوت و ضماته بكل قوتها و تقول اه و بس

تبي تعاتبه تبي تكلمه تبي ترثيه تبي تقول و ياما اللي تبي تقوله بس ما قدرت غير تقول غير الاه اللي في القلب و العقل شي و اللي نطقه اللسان شي ثاني تماما

وقفت و نزلت من الاسعاف و مش عارفة وين تمشي. و فهمت من اليوم ان بوصلة حياتها اختفت و من اليوم مش ح تعرف كيف و وين تمشي

لعند تلاقت مع امها ضمتها بين ايديها و مشت معاها مسلوبة الارادة و الحياة لدرجة انها لعند اللحظة هذه ما لاحظت مجاهد اللي طول الوقت شاد في رجلها

قعمزتها فتحية داخل و نجوى دموعها ينعدوا من كثر ما كانوا عزيزات ع رفيقها

مجاهد يمسح في دموعها و يمسح ع قلبها طول الوقت و مع ذلك هي ما حست عليه و اللي ما تحس ع مجاهد و هي روحها فيه لازم ينعرف حجم الوجع و الالم اللي داخلها

و اندفن شاهين في جنازة مهيبة و من ما يحضر جنازة بطل زيه مش بس لان حارب و استشهد و انما لان ياما قدم من مساعدات و ياما وقف مع ناس بشوش الوجه لين الطبع كريم النفس
انضم ايمن و عبدالخالق للجنازة

و كان عبدالخالق اكثرهم بكاء رفيق و نسيب و زوج اقرب اخت لقلبه فقده و قدام عيونه

كان طول الوقت الدموع تنزل منه و مش مسيطر ع نفسه
واي حد يعرفه وقت يشوفه هكي يعرف ان ما شاف شوية لعند يوصل المرحلة هذه

و بعد تمت الجنازة و رجع الجميع لحوش العزي

من اول ما وصل ايمن لحوش اهل شاهين كلم معاوية : كلملي امك يا معاوية

: حاضر يا باتي

و اتصل معاوية برجاء لاكثر من مرة ما ردت لهذا جرب غادة و ردت ع طول : كلمي امي يييها باتي برا

غادة : حاضر

سكرت منه و وقفت من جنب نجوى : رجاء ، ايمن برا يبيك

و رغم كل شي فرحت قداش ليها ما عاد شافاته طلعت بسرعة

وصلت عند الباب شافاته كيف واقف ضاعف الهم باين عليه و الشيب في شعره سبحان الله كيف زاد : ايمن

لف و شافلها بتعب : كيف حالك

ردت باسى و شدت ع ايده : حال اللي الحزن مش راضي يفارقه

ايمن ضغط ع ايدها : الحمدلله ع كل حال مكتوب و صار

رجاء تتامل في ملامحه كيف واضح عليهم الحزن و الهم : تمنيت الظرف مش هكي ، ما عمري توقعت ان دم شاهين هو اللي يخليني نشوفك

غمض عيونه بتعب : كيف حالها نجوى ؟

رجاء تذكرت وضعها : تشوفها تقول صابرة و من داخل انا اللي نعرف كيف شكلها نارها و هذينا بنات خليفة ديما هكي حالنا

ايمن : ربي يعطيكن القدرة و الصبر

رجاء : امين

ايمن : بنقولك هدرزنا احني و عبدالخالق و حتى عمك. حامد

ياه ع الشعور هذا قداش بشع توقعت الكلام ما قدرت غير ترد بكلمة : به

كمل ايمن : غدوا الصبح بنظلعوا

رجاء شدت الحيط اللي جنبها : يعني خلاص

دمعوا عيون ايمن : خلاص … هذا كلام الشيخ لازم تمسك عدتها في المكان اللي بتقعد فيه

رجاء : نحساب لعند ثالث يوم

ايمن تنهد : يا رجاء زي غدوا زي بعده ، وتن روحكن ع الاساس هذا

شافت للخلف : كيف بنقدر نقوللها يا ايمن ؟

ايمن : ما عندها ما تدير يا رجاء واقع و لازم ح ترضى بيه و انت من جهة و خالتي من جهة ان شاء الله ما يصير الا الخير

غطت وجهها بايدها و بكت : هذا اليوم اللي كنت ديما خايفة عليها منه ، لو عندها صغار كانت قعدت عليهم

ايمن : الله غالب مقدر و مكتوب يا رجاء ، مازالت صغيرة و ان شاء الله ربي يعوضها

تنهدت رجاء : نجوى بعد شاهين ما عاد تقبل عوض يا ايمن

ايمن : الوقت يا نجوى دواء لكل شي صدقيني يالله ديري اللي قلتلك عليه

نجوى : حاضر

خشت رجاء و نقلت الكلام لفتحية بهمس

فتحية خافت ع بنتها اللي كيف طلعت من المصحة : مش عارفة كيف بندويلها يستر الله

اذن المغرب

نجوى وقفت ع شان تصلي

غادة : وين مشت نجوى؟

سارة بتعب : اكيده تصلي ، (شافت لمجاهد ) تعالى ماما

مجاهد يتبع في طريق نجوى

لحقاته غادة و جاباته : حبيبي شوية و توا تجي نجوى

مجاهد يأشر ع الاتجاه اللي مشت منه : نجه

فتحية لرجاء : هيا نخشوا نتكلموا معاها و يستر الله

رجاء : هيا

لحقوا نجوى في دارها اللي كانت تتجهز للصلاة

فتحية بتردد. : بنيتي تبي تضمي دبشك بروحك و الا نضموهلك
لان قالوا الصبح بنطلعوا

الكلام هذا ياما خافت منه ، هذا الكابوس اللي كان ديما جاثم ع قلبها و مخليها ما تحب المشي لمصراتة و اذا مشت ما اطول في القعاد من يوم عرفت بقصة عدم انجابه و وقت خلاها عند اهلها صار في هاجس عندها ان هذه نهايتها

كانت تتقطع بالعرق من داخل : انا الحوش معش نقدر نخشه الدولاب هدا ما عاد نقدر نفتحه خلي رجاء تدير كل شي

و طلعت بسرعة ناوية تصلي في الخيمة

طلعت في لايدة الحوش و تتفكر هنا شوت معاه هنا سقت الورد هي وياه هنا عاتبها هنا ضحكوا هنا وقفت تراقب في حالته وقت تصيرله حالك العزلة و هنا و ياما صار هنا

Flashback

تسقي في الورد و تغني بصوت منخفض

انفتح الباب انخلعت : بسم الله خلعتني
ما توقعتك تجي توا

شاهين تقدم منها و عيونه العاشقة تتامل فيها : انا الوردات هادو يوم من الايام تلقيني مقلعهم و ملوحهم بكل

نجوى : ليش اسم الله علينا

شاهين : لاني نحس فيك تحبيهم اكثر مني

احمروا خدودها و طبست راسها و ما قدرت ترد عليه

هو قرب منها و قام راسها بلطف : عندك علم انك مراة مستحيلة تتكرري

نجوى تفاجئت : انا ؟

شاهين ابتسم : ايه انت ، مراة ليبية زمنية اصيلة كلمة وحدة مني او نظرة نشوف فيك حشمة ما عمري ريتها انت كنزي يا نجوى لكن للاسف حرمته من اغلى شي تتمناه اي مراة

خذت ايده باستها بتصرف فاجاه : شاهين يا شاهين انا وياك راضيين بحكم الله و معاك فرحانة واجد و طايرة من فرحتي حاجة وحدة نتمناها من ربي اني نقعد انا وياك لعند نكبروا جميع و يوم اللي يكتب ربي علينا الموت نموتوا جميع لا نقعد بعدك و لا تقعد بعدي

فجاة حست بايد انحطت عليها فاقت من سرحانها و افكارها

: انت مرة المرحوم

نجوى حركت راسها بايجاب و المراة عزتها

و بعد انهت الصلاة و قعمزت في الخيمة انتشر خبر مرواحتها ثاني يوم

جو عيونها في عيون ميادة بنت عم المرحوم شافت في عيونها نظرات شماتة تجاهلتهم و نزلت راسها و لسانها يلهج بذكر الله

و فجاة انيسة و نورا زاد عياطهم بعد عرفوا ان هي بتروح

رجاء كانت تنظم في ملابس نجوى في شناطيها و هي ترعش موقف صعب هلبة

غادة : باهي مش رافعة معاها شي ثاني يعني المطبخ مش واخذة منه شي

رجاء غمضت عيونها و تنهدت : دبشها و اي حاجة تخصها تستعمل فيها مش مخلية منه شي لكن الصواني و الالات و الماعين هذينا مش احني بنات خليفة اللي نطايحوا عليهن

غادة : عندك حق غير قلت نسالك

و بدت رجاء اطلع في الصور و الاوراق الخاصة بيهم

اما برا و جهة مكان وجود الرجالة
كان في نقاش من نوع ثاني

المنتصر : باذن الله بنتكم معانا لا تنظلم و لا يضيعلها حق ، ح تاخذ حقها في كل شي كان باسم المرحوم من قطعة الارض متاعه و الحوش و السيارات و حتى رصيده في المصرف
بنثمنوا كل شي و نعطوها حقها فلوس

حامد : هكي خير يا ولدي. و البنت بتروح معانا لمصراتة و لان ما في بينا و بينكم دم و لحم الملك هنا ما عندها ما بتدير بيه

المنتصر : خلاص معناها يوم اللي نجيبوا الثمان يثمن كل شي نكلموكم تحضروا

حامد : نجوى بنتكم و اللي بتديروه ماشي حاشاكم نشهدوا عليكم لينا سنين مناسبينكم ما شفنا منكم الا الخير

المنتصر : بارك الله فيك يا حاج كلامك هذا تاج ع راسي و حملني مسوولية كبيرة هلبة و ربي يقدرني عليها
و بنتكم يشهد عليا ربي من يوم جتنا ما شفنا منها الا الخير و ربي بس يعلم انها واجعتنا و طلعتها من عندنا وجعتنا زي ما وجعنا موت خونا

حمزة : بارك الله فيكم و نبي نقوللكم غدوا الصبح طالعين مروحين

المنتصر : يا جماعة كنتوا قعدتوا كملنا العزي اهني جميع

ايمن : نتشرفوا لكن زي ما تعرف المراة خشت في العدة و هذا كلام الشيخ اللي قال ان الافضل تربط في المكان اللي هي فيه

و مع ساعات الليل الاولى وقت زادت الزحمة في الحوش

و لان لكل منا طاقة تحمل
نجوى اخيرا جسمها معش تحمل و كان لابد يعطي ردة فعل عكسية
بدت تحس بفشل تام لدرجة حتى ايديها معش تحكمت فيهم

فجاة مجاهد بدي يردد في اسمها و يقبل في خدودها : نجه يا نجه

لاحظت رجاء حالها : خيرك نجوى

يا دوب قدرت تتكلم : مش عارفة معش قادرة يا رجاء

لاحظت شحوب وجهها خذت التيلفون و اتصلت بحمزة و طلبت منه ياخذوها المصحة

و طلعت بينهم ثاني زي الجثة

و من اول ما وصلت اعطوها تعذية

وصل عبدالخالق كان وجهه اسود خالي من اي تعابير

رجاء وقت شافاته ضماته بدون وعي : طيب اللي شفناك و عظم الله اجرك

: عزانا واحد ، كيف حالها ؟

رجاء : تاعبة واجد

شاف لحمزة : روحوا انتم انا قاعد معاها

رجاء : لكن

عبدالخالق : سالتهم تحت قالوا عادي هي اصلا مش في قسم النساء ح نقعد معاها ، رجاء انا محتاج نقعد معاها

وافقت رجاء و روحت مع حمزة اما عبدالخالق كلم ممرضة فتحتله الحجرة اللي هي فيها

جي جنبها ع السرير و نجوى مش في وعيها قبل جبينها : يشهد عليا ربي نحطك في عيوني و ع راسي لعنديت نموت يا نجوى و نقطع الزاد و لا تجوعي انت و لا مجاهد في يوم انتم الاثنين عهد عليا ما نقصر معاكم في يوم

هي فتحت عيونها شافت عبدالخالق رغم ان اصغر منها لكن الشخص هذا كان و لازال الامان للعيلة هذه التجئت لحضنه زي الطفلة : بنموت يا عبدالخالق

: ادعيله بالرحمة يا نجوى مات بطل مقبل غير مدبر مات ع ايدين ناس كفرة ما يخافوا الله شهيد باذن الله تعالى

نجوى بضعف : ما لكني بكل من يوم مشي ، قولي ما دوالك شي شفته ادويلي يا عبدالخالق كيف كان حاله ؟

نزلوا دموعه : يوصي عليك لاخر لحظة

نجوى : اااااه ااااه

ضمها عبدالخالق لقلبه المنهك و المتعب لكن سبحان الله كبير بمحبته و افعاله و قعدت نجوى لعند الساعة اثنين ليلتها و من بعدها طلعها عبدالخالق ضامها لقلبه

و فاتت ثاني اصعب ليلة ع الجميع طويلة و كئيبة …
و لاول مرة ممكن شروق الشمس يكون معناه النهاية
ايه نهاية وجود نجوى في طرابلس و في عيلة اهل شاهين

مع الساعة تسعة بدي العزي الثاني
من خواته من جهة و من نعيمة من جهة ثانية
و السبب هو مغادرة نجوى اللي كانت لابسة عبايتها

و الكل يعيط

و هي واقفة بدون اي تعبير

انيسة شادة في ايدها : بتمشي حتى انت يا قلبه يا قلبه يا قلبه هكي يقول عليك بالله عليك اقعدي معانا يا نجوى

كانوا عيونها يشوفوا للفراغ بس

نورا شادة في ايدها و تكلم في فتحية : و الله نقعدوا معاها لكن خلوها ما تحرمونا منها هذه ريحة الغالي من قال ريحته صغار و الله و الله لو عنده صغار ما نحسوا نار طلعتهم زي ما نحسوا.في نارها هي توا

فتحية تبكي : الله غالب يا بنتي ما في ايدينا شي

و رجاء حاولت تفك ايديها ما قدرت قعدوا هكي لعند جت الساعة تسعة و نص

انهارت نورا باكية و قعمزت ع الارض و طلعوا نجوى عنوة من حوشها من بيئتها من سعادتها عيونها ع ورداتها و هي طالعة ع شجرات الصنوبر اللي زرعتهم مؤخرا ع سيارته ع زوايا الحوش ع حياة اندفنت معاه و معش ترد

ركبت السيارة متاع حمزة و حست انها دخلت التابوت زي ما دخله شاهين
و حاليا رافعين جنازتها ..

ما تسمع فيهم بكل يهدوزوا و يتكلموا و هي بعيدة عنهم و الطريق هذه كانت اسوء طريق تمشيها
متمنية تصير معجزة و يقطع طريقهم و يقول يا القلب وين ماشية خليك اهني زي ما ينطق فيها و يردها بايده لحوشه و يطلع حلم بس ما شي زي هذا صار و لا ح يصير

كان وصولهم تقريبا قبل الظهر بدقايق

نزلوا نجوى و هي بذات الحال

و بدو خواتها يضموا في الحوش لان عارفين كلهم ح يجوا يعزوها

و نجوى من اول ما خشت الحوش حست انها لا عاشت اربعطاشن سنة في طرابلس و لا شافت شاهين و لا عاشت اللي عاشاته
حست انها رجعت لنقطة الصفر
و مع كل الاحاسيس هذه

صارت تعيط باعلى صوت و هي تقول بس : ااااااااه
مجاهد سبحان الله ما خاف من الصوت العالي جي جنبها و ضمها بكل قوته بس ما سكتت و لا حست عليه من الاصل
و ما حد قدر يسكتها او يقرب منها اصلا

الكل يسمع في صوت الاه و يتقطع معاها
حتى الرجالة بكوا ع صوتها

رحمة الله عليه و ع كل من فقدنا و سامحوني بالذات اللي عنده حد مفارقه بسبب الحرب هذه و لكنها امانة نقلت القصة زي ما صارت و اعتقد شخص زي المرحوم يستحق منا نذكروا تفاصيل حياته و الترحم عليه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى