روايات

رواية عيون القلب الفصل المائة وأربعون 140 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل المائة وأربعون 140 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت المائة وأربعون

رواية عيون القلب الجزء المائة وأربعون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة المائة وأربعون

تعرف انك انت السبب ؟
دللتني و عزيتني و علمتني.. ان رجاءعيونك ديما
هنيتني و زهيتني و وديتني .. وعني تقول الريمة
جبرتني وعذرتني وشكرتني..انت عطيتني عزيمة
تماديت و بيك انت تعليت.. لكن والله مادرت جريمة
و ياريت بعدها يا ريت ..
يرد الزمان و نبقي عيونك ديما .. و عني تقول الريمة
رد عليها و قال
الدلال دللتك و انت الغالية ما فيش مرة هنتك و في قلبي و في روحي صنتك
انت مش عارفة مكانك و لا عارفة يا غالية عنوانك
انت مش فاهمة امتى نعيش حنانك ننسى هموم الكون و نعيش وسط امانك
حسيتها هالموجعة و وسط الكنين كميتها و نكذب تقول نسيتها و انا اللي تمنيتها و حتى اني لحظة حلم ظنيتها
كيف قدرتي ؟ و انت عارفة انك بعملتك كل الضلوع كسرتي
و كيف رضيتي ؟ و انت عارفة انك بيها كل الاحلام خذيتي
يا باهية يا غالية ياللي عيونك ديما حنونة و زاهية
باهي تنكري انك خايفة ! ايه اليوم شفته خوفك من سنين بايدي بددته و عنك الحزن مسحته و باب الوجع بيدي انا سكرته و ظنيت ما يوم تكوني جافية ، و ما تنكري انك خايفة ؟
هالقلب بيك مكمل … و واعرة طعنتك ما تحمل
لو كان غير صبرتي. .. راهو في غلاك احترتي
لكن الجرح اخترتي… و حني و ودي هجرتي
بالله كيف قدرتي… و كيف الخاطر كسرتي
يا باهية يا غالية ياللي عيونك ديما حنونة و زاهية
شفتي كيف مش هاينة حتى و انت ودي هاينة
مازال نوصف فيك بكل الاوصاف الباهية و الله ع هالقلب مانك دقيقة هاينة
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
بداية اليوم عند فتحية عادة اصعب شي ، لانها مضطرة تفيق بكري تجهز فطور عبدالخالق و بعدها مجاهد و طلباته طلبات الاطفال صباحا عادة مضنية لشخص في عمرها
و بعد انتهي لحظات النشاط عنده جمرة و طاحت في اميا و يصير الحوش مجوب عليها الا من صوت كحة او خطوات قليلة جدا او عطسة احدهم
بس اليوم غير الحوش عامر بشمعاته بناتها الله لا يغيبهم
و من فرحتها عجنت السفنز بدري و مع الساعة عشرة بدت ترمي فيه
حطت الشاهي ع النار
و البيض المطبوخ
في حين ان اول من ناض من بناتها سارة عاد بتحول حنتها و بعدها صارت تجري ع بناتها
اما رجاء فاقت بعدها بشوية و لان صغارها ماشاء الله كبار
شافت لغادة كيف ماشية في النوم مسكينة اخر من رقد هي
لهذا خذت اولادها الاثنين و دارتلهم دوش و بدت تغيرلهم بمحبة كبيرة لان غادة زي ما تقول عنها بنتها و في اوقات في حياتها كانت ليها ام فترة بعد الحادث هدا غير محبة الاخت لاختها
سارة : سبحان الله ع يزن ولدها حركي واجد ما بعدها
كانت تلبس فيه و الولد مستحيل يثبت و يقعد في مكان ابتسمت : و الله امس بعد دوتلي كيف خشت هي وياه تحت الطاولة و تقولي عجبني الجو قريب الا متت ع روحي من الضحك
ضحكت معاها : كلا هي صحة ليها احسن هكي من غير حرق دم و اعصاب تمشي الحياة
شافت لغادة و منظرها كيف ماشية في النوم :ما في واحد فينا الا و عنده من الهموم نصيب لكن فيه اللي يحمل في قلبه و يعيش حياته يضحك من برا و الخاطر ياما شايل
سكتت سارة لان فعلا المظاهر شكل و الواقع شكل و الكلام مش بس ع غادة
مشطت شعره : توا كملنا يا سمح انت وياه خلوا ماما راقدة و عدوا تفرجوا ع التيلفيزيون لعند الفطور
و هي قاعدة تتكلم و ما في من يزن الا غبرته
اما كنان فكان يجري و يطيح
مدت رجاء ايدها : ربي يحفظهم .. توا عطيني بنيان نمشط شعيراتها
مدتها : صحيتي اصلا نبي نغير لاختها
… و قعمزت بنيان و بدت رجاء تمشط في شعرها و هاديك البنت هادية و ما تحركت
خش مجاهد : مازال ما كملتي ؟ نبو فطور امي قالت نفطروا جميع و بعدين انت ليش تخلي فارس راقد
ضحكت : كان قدرت عليه نوضه فارس ديما هكي اذا سهر متعود يرقد بدري
شاف لافطيمة : حتى تامي
رجاء تدير في التوك: ايه حتى تامي
شافتله : انت غيرت دبشك
اشر ع التوتة اللي لابسها : ايه غيرت بروحي فيسع فيسع امي قديش منها حتى الدبش هي بتغيره ساد هي اللي توكل و تشرب فيا و حتى للناس معش تطلع
تفاجئت بكلامه و هذا مجاهد يسمع في كل شي ينقال و يفكر فيه و يفسر بمنظوره الطفولي بس للعلم هو بسبب الحياة اللي عاشها مع ناس اكبر منه عمرا ناس مش واعيين لخطورة انك تتكلم قدامه في كل شي كبر الولد. قبل وقته و بدي عنده تحليل و تفكير و تخطيط ديما القدام
رجاء كملت لبنيان : خلاص عدي ماما
وقفت بنيان و مشت تجري برا
و عيون مجاهد عليها
حركت رجاء ايدها قدامه: تبي شي
اشار براسه لا : بنمشي مطبخنا نشوف امي شنو دارت فطور حتى انت تعالي عادي
طلع يجري و علقت رجاء عند كلمة مطبخنا ” لالا الولد مازال صغير مستحيل يقصد اللي قاله ”
رتبت الدنيا و طلعت تساعد امها في الفطور في حين سارة اهتمت بترتيب باقي الحوش
و هو اللي واقف يتفرج ع امه او حنته فتحية وقت رن تيلفونه خش يجري لداره هو وياها
سكر وراه الباب : الو ماما نجوى
نجوى تضم في المطبخ بعد طلع اشرف : اهلين ماما كيف حالك ؟
: الحمدلله
نجوى قعمزت ع الكرسي : ايه طمني شنو صار معاك اليوم
قعمز ع السرير : اليوم اختي رجاء قالتلي تبي اي شي قولي و بنفطروا جميع في صالتنا امي دارت سفنز اما فارس مازال راقد ما تعاركناش بكل
نجوى : رد بالك ع حاجتك و ما تخلي حد يضربك اي حد يكلمك امشي لامي باهي
فرح : به ، انت امتى تجينا
نجوى : مازال بس و الله ح نجيك يا اعظيماتي
باس التيلفون : انا نحبك ماما نجوى انت بس ليا انا و حتى حنين ..
ابتسمت : و انت و حنين بس اللي ليا
سمعهم ينادوا عليه : خلاص ماما نعدي نفطر
: عدي و كول كويس باهي
مجاهد : به مع السلامة
: مع السلامة
سكر الخط. و حط التيلفون في جيبه
و جري للصالة
كان فارس ح يجلس جنب فتحية بس مجاهد سبقه : هذا مكاني
سارة فنصت فيه : مجاهد عيب يا ماما
رد هو و فنص فيها : هذه امي و هذا حوشنا و هذا مكاني
شافت لخواتها مصدومة
تدخلت رجاء : خليه عنده حق تعالى فارس جنبي
جي فارس و هو مش راضي لان طبعه معاندي و شخصيته قوية هلبة
بعد كملوا الفطور و انشغلوا بتجهيز الغذي …
الوقت هذا عند المهدي و هناء و بعد ما فطروا
غسل ايديه : انا بننزل توا شنو رايك تنزلي معايا
في العادة كانت تنزل و تهدرز يوم يباتوا البنات و حتى فطورها معاهم بس خلاص كل شي تغير : انا مش نازلة و انت لو بتنزل عادي
و نزل المهدي … و هو يفكر كيف كل شي تغير بينهم
و وقت نزوله ما كان ابدا في جو هادي بالعكس نزل ع مشكلة تبان عادية بس اللي يكبرها في العادة هي ردة فعلنا. و طريقة تعاملنا معاها كيف
في لايدة الحوش ، كانت في سيارة قديمة لعبدالخالق عادة يستعمل فيها بشكل يومي في البلاد يعني مش سيارته الجديدة
قعمز فارس عليها
و يطلع مجاهد : انزل من ع سيارة بابا
رد فارس و هو يفنص فيه : هذه سيارة خالي حتى انا ما دخلكش
هجم مجاهد عليه و بدي يجر فيه من ع السيارة : انزل من سيارة بابا انزل مش ليكم هذه
فارس برد فعل طبيعي دفعه
طاح مجاهد و بدي يرمي عليه في الاحجار اللي جنبه
و هنا فارس رد و هجم عليه : قعمز يا فرخ ما نبي نضربك
و يشد رجله بقوة : لا انا اللي بنضربك
وصلوا الاصوات ليهم داخل
رجاء للمهدي : تقول في دوشة برا
التفت المهدي للخارج : صوت فارس و مجاهد
غمضت رجاء عيونها و طلعت تشوف اللي صاير
القت فتحية واقفة ع فارس و تعارك و فارس لان شخصية قوية و عزيز نفس رد عليها ما رد لكن وجهه اسود و الدمعة في عينه
: تي خير دعوتك خيرك ؟ مجاهد شنو جابه ليك لا هو في عمرك و لا في طولك و لا جهامتك يا كبدي تنفخه يطير .. خليه في حاله و انت من عيد جيت داير راسك براسه
مجاهد شد في ايدها : يبي يفسد سيارة بابا قلتله ينزل ما يبي يسمع و يقولي نضربك
بتحط ايدها ع كتف فارس و جت عينها يا كبدي في عيون رجاء اللي ما ترضى في صغارها شي نزلت ايدها و تغير اسلوب فتحية : خلاص العبوا جميع و من غير عراك انتم امتى تتلاقو اصلا
جي يجري فارس لامه : انا نبي نروح
رجاء لفت ايدها عليه و خشت بدون ما تقول حرف
المهدي : يا امي ليش هكي صغار زي بعضهم يا اما عاركيهم الزوز يا اما اسكتي و ما تدخلي فيهم
خشت تعارك : انا شنو ما درت ديما مش عاجبتكم بعدين شوف الفرق بينهم راهو فارس اكبر منه
ما رد عليها و خش يطيب خاطر رجاء
و فعلا مشت رجاء الموقف هذا
بس للاسف تكرر اكثر من مرة بينهم و كانت لفتحية نفس ردة الفعل توقف مع مجاهد و تعارك في فارس
و هنا و بعد العصر خلاص معش قدرت رجاء تقعد و اتصلت بعبدالمالك و روحت بالذات و هي سمعت نقاش من نوع ثاني بين المهدي و فتحية و الاثنين ما انتبهوا انها تسمع فيهم …
و من جهة ثانية بدي هنا نقاش من نوع ثاني بين غادة و سارة من جهة و فتحية من جهة
غادة : يا امي اللي صار طبيعي يتعاركوا و يتضاربوا عادي لكن انت وقت اللي توقفي مع حد دون الثاني و ديما معناها بتصير حساسيات و تبي الحق حتى مجاهد مش ساهل
فتحية : انا و الله موتي خير من حياتي قد ما درت ما يعجبكم ، توا بالله عليكم برقوا في مجاهد و برقوا في فارس شنو جاب لجاب و حق و قلته فارس ضربته واعرة و الولد هدا يتيم ناقصته مية حاجة و لا في من يدافع عنه و ياخذ حقه ما عنده حد غيري انا و نجوى و عبدالخالق
غادة قامت ايديها فوق : معش عندي ما نقول
سارة. : يا امي مجاهد المفروض يتربى صح عارفة ان فاقد و ظروفه خاصة بس لو قعدنا نعطوا فيه سبب لكل غلط يديره معش يتسقم
فتحية كانت ح تقول كلام و تراجعت بس من نظرتها فهمت سارة الرسالة بان لو تبي تربيه كنتي قعدتي معاه او حتى خذيتيه معاك او يا ستي سالتي عنه اكثر
انحرقت سارة من نظرات امها
بس لو عرفت اللي في عقل ولدها كانت انحرقت اكثر ولدها اللي صح ما رد عليها بس حفظ كلامها بالحرف و خش للدار حط ع رقمها و اتصل
: قالت معش نتسقم بكل و تبي امي تعاركني زي ما تعارك في فارس و قالت لازم نتربى صح .. يعني انا مش متربي
تعصبت نجوى : مش متربي عينها انت احسن واحد في الدنيا ، حبيبي انت ما يهمك شي انا معاك و امي معاك و حتى عبدالخالق ، و مستحيل نخلي حد يوصل فيك خليك في الدار و معش تطلع العب بالتيلفون و تبي اي شي كلمني
مجاهد : ايه اصلا حتى انا معش طالع … خليني هنا نهدرز معاك و بعدين نلعب بالتيلفون
طلعت جنب ملاك : ايه و ليش ما نهدرز معاك هيا قولي اللي في خاطرك كله
و استمر مجاهد في الهدرزة و قول ما يجول في خاطره و صبرت نجوى و سمعت بدون ملل و لا اهتمت ان عندها ملاك لعند ما هو طلب يسكر الخط
ملاك : تبي الحق مش مستوعبة وسعة البال اللي عندك معقولة ليك في النص ساعة تهدرزي معاه و شي ما فهمت حاجة كله كلام تعاودي فيه
ابتسمت : هدا اعظيماتي
تربعت : ممكن من بعد اذنك تفهميني شنو معنى اعظيماتي
نجوى : لان العظام هي اساس حركة الانسان و قوته و مجاهد قوتي يا ملاك مش الانسان وقت يكبر اول حاجة توجعه و تنقص قوتها هي العظام! انا لو وجعه شي انحس في كسر في عظمي نحس اني كبرت و مش قادرة لا نوقف و لا نتحرك و راهو مش غير كلام هذا واقع هكي نحس ديما مسؤولة عنه و ديما نخاف عليه من الناس حتى اقربهم ليه نخاف عليه منهم نبيله الحاجة السمحة و نبيه يعيش مرتاح و ما تنقصه اي حاجة
عجبها الوصف : صراحة ما عندي ما نقول …
و اللي كان عنده ما يقول هو ايمن … اللي وصل من طرابلس اليوم مع المغرب …
كانت كل خطوة تصحبها دعوة يتمنى فيها ان رجاء ما غيرت دار النوم و احترمت رغبته
بس كل المعطيات تقول العكس بداية بسطول الزواق اللي برا و اثر الباكوات اللي برا و اخيرا بعض قطع دارهم القديمة الموجودة في زوايا السور
ظلمت الدنيا في وجهه و كمل خطواته لداخل الحوش
كانت رجاء عارفة ان قدم موعد عودته لليوم لان تواصل مع اسماعيل بالتيلفون لهذا قعدت تستنى فيه في ابهى حلة
ع شان تحتفل معاه بدارهم الجديدة
و حاليا جناحها هي وياه ما فيه حد غيرهم لان اولادها واقفين برا و شافوه و زاد خوفهم ع امهم لما ما كلم حد فيهم
وقف عند بداية الجناح شافها كيف مقعمزة ع الصالون اللي قدام الدار
في الوقت العادي ح تسلب عقله بجمالها و فتنتها اللي طالما عشقها
بس اليوم غير يا رجاء اليوم ايمن هو نفسه اللي في اول مشكلة بينكم ع القراية ابتعد عنك و هو عريس فرحان بيك
فكيف ح تكون ردة فعله اليوم؟!
و هنا هي وقفت تظهر عكس ما تحس : الحمدلله ع السلامة
سألها بدون اي مقدمات : قوليلي ركبتوا دار النوم اللي شريتوها بدون
إذني؟
قالت له و هي ميتة خوف من نظرة عيونه : ايه بالله عليك خش شوفها سمحة واجد زي ما تمنيتها بالضبط و بعدين انا قلتلك عليها يا ايمن
ما رد عليها خش وقف عند الباب و شافلها : ح نخش و نشوف بس نبي نذكرك اني حاجة ما قلت عليها باهي بلساني معناها ما عطيت فيها الاذن
خش و سكر وراه الباب بقوة
هي حطت ايدها ع قلبها : يا ربي خير يا بري هدي سره يا ربي اهديه
شاف للدار كل شي في نظره منتهك بعيد عن شخصيته و نمط حياته يعني هل ايمن بن جابر ع سن و رمح اطيح بيه لعند اولاده يشروله دار نومه و مش هكي هو عارفهم كويس مستحيل يخلوها تنظم الملابس و الاشياء اللي فيها بروحها و هذا حرص ثاني منه ما كان يحبهم يشوفوا ملابسها اللي عادة تلبسهم داخل دارها و لا كان يحبهم يشوفوا حياتهم داخلها لان في داخل الدار هذه تعاملهم مختلف تماما عن تعاملهم خارجها
دور بعيونه في المكان شاف علاقة ملابس فكها
و ما ينسمع غير صوت التكسير العالي
مع كل صوت كسر فيها كان قلب رجاء ينكسر و تنقهر اكثر و اكثر.
الاولاد كانوا برا في لايدة الحوش
سمعوا الصوت
فارس : تسمعوا في الصوت تقول حد يكسر
خاف عبدالمالك و خش داخل شاف امه كيف مقعمزة و تبكي و يسمع في صوت بوه يكسر و يقول : هذه كلمتي اللي كسرتيها هذه هيبتي اللي عفستي عليها ايمن بن جابر ما في شي يتم في حوشه بدون اذنه
العبيد قدم من امه و كان مستعد يحرق الاخضر و اليابس ع شانها
بس رجاء فاهمة تماما طبع زوجها رفعت ايدها. نظرتله بتوسل ع شان يطلع
و استجابة لرغبتها طلع. و هو بينفجر مش هاينة عليه امه
و في حين ايمن قعد ساعة كاملة داخل الدار كسرها تكسير بكل القطع اللي فيها ما خلى فيها شي سليم و لحظة تفحص الدمار اللي في الدار مازال ناره ما بردت حس ان اللي تخرب عيشته معاها و علاقة بنوها بالدم مش بالساهل
طلع داهش من الدار
.
وكانت هي جالسة أمام الغرفة مصدومة وجامدة.
كانت تحس بكل شيء إلا الغضب
ليش ؟ لانها خافت نعم خافت يكون هذا الأمر نهاية طريقها معاه و هي اللي حاليا مستعدة تموت و لا تفارقه
وقف في مقابلها و يتكلم بنبرة كلها شدة و حزم الوجه بينفجر من الغضب قام سبابته فوق : ما في شي في حوشي يتم من غير موافقتي سكتت و قلت تفهمني و ما تديرها من ورايا حاجة طلبتيها و قلتلك خليها لوقتها تقعد لعند انا نوافق حتى لو بعد مية عام … مش اخرة الوقت انا نرقد ع دار واخذينها ضنايا اللي محرمهم يخشوها
كانت تبي ترد منعها بايده : اسكتي ما نسمعش صوتك! شنو تشوفي فيا مكمل عمري ما نقدر نتصرف في حياتي و ما نقدر نغير دار نومي للدرجة هذه تبي تركبي ضناك عليا
و لانها تحبه و خافت تخسره جرت ناحيته و ضماته بقوة كانت تعبر عن حبها و خوفها زي بنت تغلط و تلتجيء زي العادة لبوها
توقعت يرتخي معاها و توقعت يقبل الاعتذار هدا منها
بس ايمن و كأن مش هو يومها خاب امله فيها بشكل كبير ابتعد عنها
و بدون ما يشوفلها: قولي لإسماعيل. ومعاوية يطلعوا الكناسة (حاشاكم ) هذه من داري
طلع ايمن من الحوش و فنص في اولاده و كمل طريقه لخارج السور ما كانت عنده طاقة يشوف حد و لا يتعاطى مع اي حد
و هنا خشوا اولادها مسرعين
لينصدموا بالمنظر
و ما قالت غير كلمتين : طلعوها برا
عبدالمالك تعصب و كان ناوي يمشي وراء بوه بس شاف في عيون امه الخوف من خسارة رفيقها لهذا قرر ان يبقى جانبًا مؤقتًا ولا يتدخل في حياتهم بعد الآن. بس لو صار شي ثاني اكيد مش ح يسكت ..
و من اليوم هذا رد ايمن بنسخته الاولى معاها
بس الشي الملفت ان حرص بعدم معرفة حد من العيلة ع مشكلتهم
افطيمة تشوفله بشك : حتى كانك مسحور تقعد رباية ايدي يا ايمن ادوي شنو فيه راني مازال بعقلي ما تدروشت شنو اللي دارتهلك المعاقة هذه
وقف
شهقت : هيه مش راضي فيها واكله و شاربه
طلع و هو كاره روحه كيف مش راضي فيها الكلام مهما صار بينهم تقعد الباهية و الغالية و ماهي عليه بالهاينة
و قدر يتهرب من امه و ما عرفت و لان نجوى مشت زي ما اتفقت مع اشرف لحوش اهلها يعني ما حد انتبه
هو استقر في المربوعة و رجاء بعد تكسرت دارها قعدت في دار التوام
جربت تكلمه و تصالحه زي قبل بدون فايدة كان شديد اللهجة معاها و بحركة وحدة من ايده يأشرلها تطلع
و تطلع رجاء بقلب مكسور
فهمت غلطها لان فاهمة شخصيته كويس
من اول ما كبروا اولادهم طلب منها و بشكل صريح ان حياتهم ما تتغير لانهم مازال شباب و يبي يحافظ ع خصوصيتهم داخل الدار بدون ما يتدخل فيها او يشهد عليها حد من اولاده لهذا الدار هذه ليها لبس خاص و اكل خاص و حتى عطر خاص و هي بس اللي تنظمها و لو تبي مساعدة تكون برعايته هو لا غير
اصلا حتى فارس و افطيمة ما يحبهم يخشوها و مؤخرا منعهم يدخلوها اللي يبي شي منها يوقف عند الباب و ينادي
و هي تجاوزت كل هذا و نست ان ايمن مهما حبها يقعد ولد افطيمة و تربيتها … يعني بذرة الشدة و القسوة موجودة فيه
و غياب ايمن عنها يعني غياب الحياة …
و انطفت رجاء و ما كان حد عارف اللي هي فيه
لا من اهلها و لا اهله غير اولادها اللي داروا كل جهدهم يطلعوها من الحزن اللي هي فيه بس بدون فايدة
و كيف تخبر حد من اهلها
Flashback
فتحية تعارك في المهدي : سكرها سيرة الوطى و انت بعد القيت حمزة سكت تبي تنشبها من جديد تحسابها ساهل كان ولعت بين الخوت
تعصب و فكر ان ممكن يحتاج المبلغ ع شان العلاج لو ما تسخرت الامور من البداية : و تولع هو ليش يسكر في راسه اصلا نفكر ندوي لايمن
انفعلت : ايمن هدا فكني منه فكني منه ما نبيه يخش بينهم هذا وين حمق عبدالخالق
بعدم اكتراث : و يحمق ريت الحاجة الكبيرة اللي بتصير
صفقت ايديها : توا فكني من قطافك يقعد عبدالخالق خوك من دمك و لحمك و براني
و هذا النقاش اللي سمعاته رجاء
كانت تسترجع في الكلام و قلبها ينعصر
ليش من امتى ايمن قعد براني ؟
من طول عمره يتعامل معاهم و كأنهم اهله
و لهذا ما قدرت تقول لحد ع اللي صار معاها حتى المهدي اقربهم اليها
و عنده هو في المربوعة ما كانت هاينة و لا حتى ساهل عليه الامر لكن كان لازم يعفس ع الجمر ع شان يقدر يتجاوز الموقف
و يوم الواحد و العشرين من يناير .. روحت نجوى وصلها عبدالخالق و ما روحت الا و هي دايرة كل شي لمجاهد من اهتمام شخصي بيه الى تجهيز اكل الى غيره من اشياء يحبها
و حاليا لازم تجهز الحوش لصاحبه و من ضم لغذاء لتبديل لبنته في اجمل صورة
اول ما فتح الباب كانت عنده واقفة في استقباله
انصدم بتصرفها باست جبينه : انست و نورت حوشك و الله لا تغيبك عنا
مش مصدق طريقتها في الاستقبال قعد ثواني لعند قدر يستجمع نفسه : احم الله يانسك ، وين حنين
اشرت ع الدار : رقدت الباين تاعبة لاني روحت الصبح من حوش اهلي
حولت باييدها جاكيته : اممم ، باهي كيف حال مجاهد و خالتي ؟
خذت الجاكيت في ايدها : الحمدلله كويسين و مجاهد طول الوقت يسال عنك انت و بس امتى يروح عمي اشرف و وين ماشي طول الوقت كلامه غير عليك
ارتاح ع الصالون : اصلا ناوي غدوا نجيبه يلعب هنا باعتبار اني قاعد
فرحت : بارك الله فيك ، بنقولك خش دير حمام راهو جاهز لعنديت نحط الغذي و بعدها تريح
معاملتها ليه و كأن ملك تخلي فيه يقتنع ان هي الخيار الصح : تمام
و الاستقرار اللي هي عايشة فيه
عكسه عند اختها تماما
حتى ع الاتصالات ما ترد
هذه غادة سكرت الخط وقت ما ردت عليها
لهذا حطت ع رقم سارة و اتصلت : اهلين شنو الحال
سارة : الحمدلله في خيار الخير انت كيف حالك و كيف حال ضناك
شافتلهم كيف قالبين الصالون : اخ منهم ربي يهديهم الحوش مقلوب قلب نضم من هنا يقلبوه من هنا
سارة : ربي يهديهم ..
غادة : قلتلك ما كلمتي رجاء
سكرت باب جناحها : اتصلت بيها امس ما ردت حتى اني كلمت نجوى سالتها طلعت في حوش اهلي مش في حوشها
غادة : ماني عارفة شنو في غريبة الحق
سارة : انت علاقتك كويسة بالاولاد اتصلي بيهم اسالي عنها
و هنا فعلا تذكرت : ذكرك بالشهادة حق ليش ما اتصلت بيهم طول خلاص سكري توا نكلمهم
و من اولاد اختها اختارت معاوية اكثر واحد في بينهم بصارة : اهلين يا باشا
كان عارف سبب اتصالها : اهلين شنو الامور
: الحمدلله بس مشغولة ع اختي شنو درتوا فيها من يوم روحت من عند امي و هي ما ترد ع تيلفونها
ارتبك و ما القي حل غير ان يختلق قصة من عنده : مشغولة يا خالتي مع صاحبتها خلود ماني عارفة لمن يمشوا وحدة معرفتهن راجلها داير حادث و وضعه خطير كل يوم عندهم
استغربت انها ما قالت : امتى صار الحادث و هي كانت عندنا ما قالت
معاوية : امس بعد روحت من عندكم اتصلوا بيها هيا انا مضطر نسكر و بعد نروح الحوش توا ندوي معاها تكلمك
غادة حست ان في شي : باهي سلم عليها و ع خوتك و ايمن
: يوصل
سكر الخط و مشي لاسماعيل و عبدالمالك : اوف تقول اول مرة نكذب ما عاد عرفت ما نقول
عبدالمالك و الغضب معبي قلبه : انا لعند توا ساكت لكن قدامكم و الا كيف امي كل يوم تنطفي يا راجل حتى ع الوجبة ما عاد تقعمز معانا هدا يبي واحد يكلمه
اسماعيل : انت سمعتها ما تبي حد فينا يتدخل فكنا يا عبيد
: اوف معقولة الواحد يقعد يتفرج و المشكلة شنو الجريمة اللي درناها
سكتوا بعد شافوا التوام طالعين
افطيمة كانت حزينة : ليش ماما تبكي طول. الوقت
فارس : ايه البارح ما رقدت اصلا كل ليلة هكي ليش
اشر عليهم عبدالمالك : تفضل حلها انت وياه
مشي بعيد عنهم
في حين تصرف معاوية مع خوته و حاول يطمنهم بكلامه الحنين
وقتها ايمن كانت عنده مكالمة : ايوا
: وين يا راجل من امس نتصل بيك ما حصلتك
رد عادي : قاعد بين العمل و الحوش
: بنقولك. طلبك تميت فيه شنو نشحنها و الا مازال
تذكر كيف خطط يفاجئها بدار نوم احلامها افحم هلبة من اللي جابها ولده و هدا سبب عدم استجابته لطلبها بس هي اللي صدماته وقت ضربت بكلامه عرض الحائط و حطاته تحت الامر الواقع
: وين مشيت يا راجل انت عارف اني مروح من تركيا بعد شهر
تنهد ايمن : الغي يا محمد توا ما نبي شي
استغرب : معقولة خيرك
شاف من الروشن كيف اولاده واقفين و كلهم محاوطين التوام : لاني بطلت و غيرت رايي
: براحتك يا ايمن نستاذن توا
ايمن : اذنك معاك سامحني بالله
: عادي يا راجل مش بينا سلامات
ايمن : سلامات
حط التيلفون في جيبه
و تلاقو عيونه بعيون ولده البكر شاف فيهم اتهامات و لوم
بس هو وجهله نفس الشي مع نظرة تحذيرية بعدم تدخله في حياتهم ثاني …
و حياة اي اثنين تبدا عادة بالتخطيط و لاول مرة عبدالخالق ينشغل بحياته الخاصة و يتفق حاليا مع ياسمينته ع زواق الحوش و السيراميك ع شان يبدا يرصد ميزانية للصيانة
: اي يا عبدو نشوفهن الصور و نرد عليك
عبدالخالق : و الله قاعد نحس في روحي نحلم
ابتسمت : ما فيش حلم خلاص هانت المهم نبي نديروا المهم المهم ما نبي نكثر عليك واجد
و عاد هو ما يحب الشفقة : خلاص قلنا نديروا اللازم شنو تشوفي فيا مش راجل
شهقت : سيد الرجالة و الله و من يقول عكس هكي يبي قصة في لسانه
ضحك : عليك حالة كيف تقلبي في الكلام .. هيا بنسكر انا خلي ننزل السوق نجيب حاجات مجاهد
حست بغيرة شديدة : عادي نعرف شنو هنا
عبدالخالق فتح باب السيارة : ما فيش داعي هيا سلام
سكر الخط
و فجاة تغيروا ملامحها لملامح طفلة صغيرة في قمة غيرتها : مجاهد امي نجوى تعبت واجد من توا لكن هين يا عبدو انت ليا انا بس يعني انا بس
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️
يوم الثالث و العشرين من شهر يناير
لبست نجوى بنتها احلى ما عندها و كانت دايرة قايمة لاشرف بمصروف كامل مع كيس هدايا لمرة اب حنين الله يرحمها
و مشوا في رحلة عائلية ببنتهم لحوش خوالها
كانت طول الوقت تتفقد فيها : حبيبتي بنتي السمحة
شافلها اشرف بعينه : ربي يحبها بنتي اللي رزقها بام زيك
احمر وجهها : انا و الله نحبها و حاسة انها بنتي و ربي يقدرني ما نقصر معاها
ضمتها شادية بحرارة : ربي يجازيك كل خير يا بنتي و الله زي امها هذه نسمع فيها من الناس كلهم اللي يعرفوكم غادي يبارك فيك و يرحم والديك و الله لو كان اختها ما تدير هكي
دمعوا عيونها : الله يرحمها و يسامحها صح ما نعرفها لكني و الله حبيت حنين زي بنتي و باذن الله ما نقطعها عنكم
تدخلت اختها : بالله عليك ما تريدنا تقعدي تعشي معانا حتى بويا يبي حنين تقعد اطول فترة
انحرجت: عادي شوفوا اشرف بس
مشت كلمت خوها و باصرار من الجميع قعدوا ع العشاء و البنت من ايد الايد تتنقل و كان واضح ليهم جميعا مدى اهتمام و حرص نجوى عليها
و طول طريق عودتهم و اشرف كان يشكر فيها لان باللي داراته حس ان تصرفه كبير من شكر جد بنته .. و ممكن لو هي ما اقترحت الامر ما كان خطر عليه يدير الزيارة هذه
حست بنظرته عليها تحسست وجهها من تحت الخمار :خيرك فيا شي
ابتسم : كل خير شكرا يا نجوى شكرا
ضمت حنين ليها : ما في داعي تشكرني انتم عيلتي اللي نتمنى نعطيكم عيوني يا اشرف
و مرت ليلة ثانية قاسية ع رجاء رقدت فيها جنب التوام
بس مع الساعة اربعة الفجر سمعت صوت خطواته
نزلت من ع السرير و مشت تدور فيه كان في دارهم واقف
الدار اللي شهدت ع ياما مواقف جميلة بينهم
حاليا خالية من كل شي
جت وراه : كيف هنت بس عليك معقولة لعند اليوم قلبك ما حن عليا و لو شوية
قسي ع نفسه قبل ما يقسى عليها : دوة معايا ما عندك يا بنت الناس خليني في حالي انا طلعت ما عندي كلمة حتى في حوشي شنو فايدتي ؟ نحل في مشاكل عائلات وقت نقول الكل يسمع قولي و في حوشي كلمتي اطيح. !
جت قدامه بعيون مليانة دموع : حاشاك .. انا بس
رغم ان قلبه وجعه ع منظرها بس ما هو متهاون ابدا في ردة فعله اتجاه تصرفها : كم من حاجة طلعتيني منها يا رجاء ؟ دكتورك من شهر جي زيارة نكتشف بالصدفة انك ماشية مع العبيد بدون علمي صح
انصدمت
كمل : كم من حاجة صارت حتى في حوش اهلك و تخصك انت بشكل مباشر انا ما نعرفها و نسمعك تدوي فيها للعبيد تشاوري فيه
ما قدرت تناقشه لانها فضلت اطلعه من قصة الارض بسبب كلام سمعاته من امها اكثر. من مرة ع ان ايمن وقت يتدخل ديما الامور تسوء اكثر …
كمل : نزيد ؟ تبيني نزيد ؟ تضايقي تعدي تكلمي العبيد يطلعك نكون قبلها انا داوي معاك يا رجاء بالك تبي مكان بالك تطلعي معايا نغيروا جو و انت تقولي لا لكن معاه تطلعي لان هو طلب بدت كلمته عليك تمشي اكثر من كلمتي صح
حاولت ترد بس وقفها و بين عيونها كلامه ليها في اول شهر ليهم مع بعض. و كأن نفس الشخص اللي توقعت انها قدرت تغيره رد من جديد
: انت عارفة علاقتنا من قبل كيف انا راهو ما نعد فيك مراتي بس نحط قدامك اوامر و نبيك تنفذيها انت عيوني و حبيبتي و رفيقتي انت بنتي اللي شقيت طريق طويلة انا وياها وقت اللي تبكي المفروض تبكي عندي و وقت اللي تشكي من حاجة المفروض انا اول من يسمعها و وقت اللي تنقصك حاجة انا اول من يعرف بالذات حاجاتك الخاصة .. اتي حتى عطورك و مكياجك بديتي توصي عليه في العبيد انا ماني شيباني مكمل عمره لعند تطلعيني من حياتك بالمرة و تلغيني من حاجة و اثنين
رجاء تبكي و حاولت تشد ايده : و الله
قام ايده فوق : خلاص اللي عندي قلته بالله عليك خليني في حالي و الدار هه تقعذ زي ما هي و ان شاء الله ما نجي يوم و نلقى فيها دار ثانية معلوم انا قاعد منظر ما عندي كلمة ع حد
طلع و سيبها
و هي قعمزت ع الارض تبكي
شوية و خش عليها عبدالمالك وقفها : يا امي خليني انا ندوي معاه
ردت و هي تترجى فيه بعيونها قبل صوتها : رد بالك يا عبيد رد بالك مش ناقصة بالله عليك خليني في حالي انا غلطت لاني عارفة طبعه باتك .. نسيت روحي خذتني فرحتي بالتغيير و بالحياة و ان ديما ياخذ بخاطري و نسيت و كسرت كلمته و خاطره
ساعدها تخش جنب افطيمة و خلاها ترقد و غطاها
مشي لعند باب الحوش و كان مفكر يواجه بوه بس في اخر لحظة تراجع خوفا ع صحة امه
و مرت لياليها في مقاطعة للاكل تاكل حاجات بسيطة مجبرة من اولادها سيبت علاجها و قعدت كل يوم تذبل ع اليوم اللي قبله و اللي وجعها اكثر ان ما عندها اي حد تحكيله تعودت تسمع بس من بعد صاحبتها سامية اللي سافرت خلاص ما في حد تحكيله بالذات بعد اللي صار في حوش اهلها اخر مرة …
و مرت الايام طويلة عليها جدا و وصلت رحلتها الو يوم الثامن و العشرين من يناير
كانت جلسة مصارحة بين المهدي و هناء
مقعمزين في مقابل بعض
هي كانت خايفة تسمع شي يقهرها : مهدي شغلت بالي قولي شنو في ؟
رد و كان خايف من رفضها : هناء في موضوع مهم و تاجل لكن اليوم خلاص ضروري نتكلموا فيه
كان واضح انها متوترة و خايفة : ما يتاجل ليش يعني ماهو انت عارف ان عازمين امك ع العشاء و هذاكا هو وقت ع شان نبدي تسمع مني خليه لعنديت هي تروح
كان عارف ان اذا اجل مش ح يتشجع ثاني : ح تلحقي ان شاء الله .. توتي كل شي انت ديما قدها و عمرك ما قصرتي و حاجتك ديما سمحة
ابتسمت رغم الحدس السيء اللي في داخلها : اصلا لولا كلامك عني بالطريقة هذه ما كنت قدرت نسقم شي
شد ايدها و تكلم بنبرة حنونة : الكلام هذا حق مش مجاملة ، انت انسانة كاملة ذات خلق و دين و جميلة. كيف تبيني ما نعطيك حقك والله انا لعند اليوم ماني مصدق انك من نصيبي
ضحكت و الدمعة بتفر من عينها بسبب التوتر : انت زيد ادوي هكي و ما نندروا لعند امي تدق ع الباب و ما نلقى عشاء نحطه و نتحشم معاها
و حط القنبلة بدون مقدمات : هناء جي وقت المحاولة الثالثة
فجاة جت مقعمزة بحيل مهدود : الله يسامحك يا ريتك اجلت الكلام هذا توا تخش امك تلقى جوي بايخ تقول غير ما تبيني
عرف انها تبي تغير الموضوع : انا اي طريق توصلني فيك ح نمشيها و العمر يجري و مادابينا ما عاد نضيعوا وقت
هناء نزلت راسها ع ايده و تكلمت بنبرة صوت وحدة مكسورة و منهارة: شنو ندير اكثر من هكي و الله درت اللي عليا و الله
قام راسها : نطلعوا خارج ليبيا حاولنا هنا و خلينا نجربوا برا ليش لا ؟
هنا هي تفاجئت و مسحت دموعها : قصدك مصر؟
استبعد الفكرة : لا مصر يقولوا زحمة واجد و العيشة فيها خطر بعدين اكثر دولة متطورة في العلاج هدا الاردن
كانت مفاجاة اكبر ليها : الاردن
رد بنبرة كلها اصرار و يحاول يتجاهل صوت نقاشه مع ايمن : احني عندنا الفلوس و نقدروا نمشوا وين ما نبو
هي سكتت و تفكر
كمل : يا عيون القلب انا اهم شي عندي انك تكوني راضية و ما نبي ندير شي غصبا عنك انت عيوني اللي بنشوف بيهن يعني لو انت مش راضية ما بيصير شي
تنهدت وهي تفكر في حياتها معاه و كيف صبر و تحمل ع شانها لهذا ما حبت تستعجل : خليني نفكر
رتب ع ايدها : حبيبتي المبلغ اللي معايا يديرلي شقة صغيرة و يرفعني الاردن…
تلقائيا سحبت ايدها و شدت ع قلبها بوجع و الدموع و لا قالت نوقف
اصر يكمل مع ان حس قداش الموضوع مؤلم بالنسبة ليها : الشقة الصغيرة هي طريق غير طريقك. و الاردن هي طريقك انت ساعديني بالله عليك
بكت : ما في داعي للشقة لو مفكر تمشي طريق غيري اهو الحوش هذا لاني مش ح نقعد دقيقة وحدة بعدها يا مهدي
ضمها بقوة : نموت و ما نديرها فراقي ليك زي فراق الروح ..يا عيون القلب
هناء انهارت باكية بين ايديه و هي تقول : فكر يا مهدي مرات هذا المكتوب و ما عندنا وين بنهربوا منه
ابتعد عنها وحاوط وجهها بايديه الاثنين : مستعد ندعي ربي ليل نهار بيش يغير المكتوب و نسعي بكل اللي عندي لعنديت نغيره المهم نجتمع معاك في النهاية و ما ترافقني غيرك في طريق
باست ايديه و دموعها نزلوا عليهم : يا رب .. معناها خليني نتوضا و نصلي بالك نهدا و نبدي في العشاء
و دارت زي ما قالت و في سجودها ياما بكت و ياما تضرعت و ياما ناجت ربي و هي تقول : ولد واحد يا ربي ولد بس يسنده نجيبه و نموت عادي المهم نفرحه نبي انا اللي نفرحه و الله يستاهل يفرح
و ردت بعد الصلاة بقوة اكبر ع شان تقدر تكمل الليلة هذه في وجود فتحية مع ان ما كان عندها اي طاقة لا لمجاملة و لا تقديم ضيافة
و نجحت تتصرف بشكل طبيعي
و اللي ساعدها ان المهدي شاطر في الهدرزة مع امه و يساير فيها
المهدي : قصدك مرة خالي التهامي جابت بنية
فتيحة : ايه امس كلمني خالك قالي عليها
ضحك : مش قلتلك عندي احساس مش ح يحصل ولد غير من مديحة
ضحكت معاه : يا لطيف منك .. (ضربت راسها ) حيه نسيتني و في خبر ثاني خالتك ربيعة بترد كنتها لولدها الثاني
انصدم : قصدك بترد مرة الحسن للحسين
فتحية : ايه تلاقيت معاها يومها في حوش خالك و قالت دويناله و وافق
: تعرفي حتى انا توقعتها تديرها فيها خيرة ان شاء الله
فتحية قعدت تشرح : المراة صغيرة واجد و قالت الخطابة ما بطلوا دق ع بابهم و هلها يبو يعطوها خلاص ع شان هكي دون مع ولدها و ردوها و خلاص
المهدي : امتى يجيبوها ؟
فتحية : شهر اثنين
و سبحان الله من كثر ما انسجمت في الهدرزة فتحية مع ولدها و حتى هو كان مندمج معاها ما ركزوا ع مجاهد الا وقت رن تيلفونه
ضحك : نسيته بكل ..
مجاهد يتكلم بحماس كبير : ايوا ماما نجوى احني في حوش خويا المهدي
ضحكت فتحية : ضروري بتكلمه في كل وقت و هو بيخبر عاد
المهدي انتبه لشي : بس في حاجة غلط يا امي المفروض يعرف ان احني خواله مش خوته
ردت بعدم اهتمام : ما نبي نكسر بخاطره عيل صغير فرحان بعبدالخالق و يقول عنه بابًا نقوله بوك مات لا يا كبدي خليه ع كيفه يكبر و يعرف
سكت و هو مش مقتنع
و انقضت الليلة هذه بنفس الاحوال تقريبا
في حين ان ثاني يوم قررت هناء تمشي لحوش انتصار
و نجوى اتصلت مرتين تطمن ع مجاهد
و معاها جو رفعية و ام العز
و في صالة استقبال انتصار كانوا الاخوات مجتمعات
رفعية : يومها مشيت لحوش اهلي و ركبت لحوش بشير و الله كلثوم غير تبكي و تلوم قالت وينكن يا بنات الصادق سيبتن الحوش مهجور هكي غير من التراب اللي مغطيه ساد
هناء بكت : انا وين نمشي غادي قلبي يطبق نتذكر في اهلي بويا و امي الله يرحمهم بالله ردمهم التراب تحسابي بيوجعني حوش
ام العز : مهما كان يا هناء لازم نضموه و نمشوله راهو حتى ينسكن اسم الله الكريم
انتصار رعشت : اسم الله شنو الدوة هذه
ام العز : هدا الحق
هناء قررت تستشير خواتها : خلنا منه توا انا الحق وقت بنمشي نجي هنا عند انتصار نتريح اكثر
رفعية : كلنا عندنا فيك حصة يا هنيوه شنو مش خواتك المفروض حتى احني تخشي علينا
قاطعتها انتصار : في هذه لا انا عندي فيها الحصة الاكبر
انت ناسية اني انا اللي ربيت و كبرت هناء بنتي و قطعة من روحي و دام حوش اهلي مسكر واجب تجيني انا دونن عنكن
ام العز تفكرت المرحوم راجلها : كلنا غالية علينا هناء كان الله يرحمه يقول هناء كيف وحدة من بناتي
عيطت رفعية : ما قهرني واحد كيفه بعد بويا و امي الله يرحمه و يسامحه
هناء : امين .. توا نبي منكن اسمعني ما عطيتني فرصة بكل ..انا محتارة في موًضوع و نبي نستشيركن
رفعية بدات تخبط و تعيط : معناها اللي خفت منه صار و المهدي بيجيب عليك مراة خليك في حوشك و اصبري بالك راهو تطلع بنت حلال و تتفاهمي معاها و هي تجيبله الصغار و تقعدي انت الاولى مهما كان
شهقت و حمقت : بعيد السو عليا المهدي شايفني و مش مصدق و يقولي طريق مش طريقك ما نمشيها و الصغار اللي مش منك ما نبيهم شنو الدوة هذه يا رفعية
واطت رفعية عيونها و انحرجت
تدخلت ام العز: خلينا منها و قولي شنو موضوعك
هناء مازالت متاثرة بكلام رفعية و ما عجبها : انا وياه عندنا مبلغ حق الارض متاعه حاولنا هنا و ما مشي الحال توا هو فكر ان نسافروا للاردن و انا خايفة و مترددة من السفر الحق
رفعية ردت تخبط من جديد : عليك درويشة قالت خايفة النسوان ياخدوا عليهن و حتى في ليبيا ما يبو يعالجوهن وانت يبي يطلعك الاردن و تقولي لا ياحظي الاسود و خلاص
ام العز شدتها من ايدها : غير اسكتي يا رفعية ، ليش خايفة يا هناء
حاولت اتجاهل الطاقة السلبية اللي قاعدة توصلها من رفعية : لان المهدي كفيف خايفة نطلع بيه برا البلاد و تصير معاه و معايا حاجة في الغربة يا بنات و الله نحس فيه قطعة من روحي و الله لو ما امس واخذ عشاء من المطعم ما قدرت نبات راهو امه و الله ما تندري عليه لا حي لا ميت
انتصار تكلمت بطريقة استفزت هناء : دام انهم مش عارفينه حي و لا ميت خوذيه و امشي بيه شنو اللي تخممي عليه
هناء تعصبت من طريقتها في الكلام ع المهدي و كأن شي غير مهم : اوزني كلامك يا انتصار صح امه مش حنونة عليه لكن مش لدرجة مش ح يدوره حد لو صار معاه شي
انتصار في خاطرها توا مش انت اللي دويتي و قلتي ما يندروا عليه و هذه ضريبة انك تتكلمي عن زوجك بطريقة عفوية مع اي حد : يا ودي مش قصدي لكن دام ان هدا حاله يعني ما في حد بيفكر فيه اكثر منك
رفعية تسمع و سارحة و فجاة صفقت : نقولك حاجة خوذي معاك ولدي عطية
ضحكت ام العز
حطت ايدها في نصها : خيرك تضحكي يا ام العز شنو قلت شي يضحك و الا ولدي مش قد المقام
ام العز حاولت تسكت مش قادرة : حاشاه لكنه صغير يا رفعية
رفعية صفقت مرة ثانية : وليدي كبير رافع الحوش كله ع راسه
ام العز : الكبره كبير بس مازال مش عاقل و رازن يا رفعية
رفعية : ولدي مناسب و ما في حد فاضي غيره و اهو يمشي معاك و يسليك
هناء : قولتك حتى اي نفس عمر المهدي حتى لو مرضت نخليه معاه و انا مطمنة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى