رواية عيون القلب الفصل السادس والثمانون 86 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت السادس والثمانون
رواية عيون القلب الجزء السادس والثمانون

رواية عيون القلب الحلقة السادسة والثمانون
هناك أوجاع ..
تعيش في قلوبنا ، نختنق بها وحدنا
لا نخبر أحداً بها ، نعجز عن البوح بها
تسلب منا الشعور بالحياة حولنا
ومهما ادعينا اننا تجاوزناها هي لا تغادرنا ابداً ،
تخرج من أعماقنا على شكل تنهيدة
لتخبرنا { أنا هنا } ..
(ثريا بن سالم )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
الحوش اللي قبل مدة قصيرة كان مليان فرح و ضحك و كان مسرح لاحداث عرس اثنين من ابناءه اليوم يشهد ع ابتلاء كبير و شديد و يبي صبر و تحمل و جلد
ما حد حزين ع اللي مات، بس الحزن ع اللي عاشت معاه ميتة و ح تموت اكثر في الايام الجاية …
و لاول مرة فتحية تكون في انتظار اللي عندها يروحوا و اخيرا اليوم روحوا الخالات و العمات و قعدت بس برنية و مسكينة خلاص ما عاد تركز و تنسى في كل شي اصلا نست اغلب الموجودين …
كانت برنية في صالة الحوش و فتحية جنبها و سارحة في الفراغ و بس
اما برا فوصل ايمن غاضب لان وصله كلام و أسئلة من الناس تخص سارة و بهكي الشي اللي حاولوا انهم يخفوه بموت عصام ممكن يطلع و بطريقة اسوء و ح يؤذيها هي اكثر من غيرها
ايمن وقف عند الباب : يا خالتي يا خالتي
غادة كانت متكية و دايخة فتحت عيونها : امي هدا ايمن ينادي
فاقت من شرودها و واست فتحية محرمتها و طلعت تشوفه و اول ما بان عليها قدرت تلاحظ قداش كان معصب : خير يا ايمن بالله عليك ما تقولي صارت حاجة ثانية
ايمن وجعاته و متعاطف معاها بس الشي اللي سمعه مخليه يكون في الحالة هذه : خير ان شاء الله ، لكن يا خالتي و الله قعدة. سارة في حوش حمزة الا غلط في غلط لان هذا حوش بوها تقعد فيه معززة مكرمة هي ما دارت شي ع شان نهربوها من الحوش
فتحية كانت حايرة و خايفة عليها من عبدالخالق : انا مش عارفة ، لكن الناس قدامك يخشوا و يطلعوا
ايمن : و طز فيهم الناس ، بنرموا بنتنا ع شان الناس ؟. بعدين يا خالتي هدا وين الناس تتكلم عليها اكثر
فتحية محتارة و مش قادرة تاخذ قرار
بس ايمن بدون ما يعطي اي مجال للنقاش : من الصبح غدوا تجي هنا
فتحية : باهي يا ولدي كيف تبي بس غدوا في الصبح عندها مشية للمستشفى
ايمن : عندي علم بعد تروح من المستشفى تجي هنا و اللي بيصير انت تستقبلي الناس في المربوعة و هي تقعد داخل في الحوش و تصرفي من عندك و حليها و قولي اي شي
فتحية : خلاص وقت يجيني حد نقول اني نغير في جلسة الدار اللي داخل و خلاص
ايمن ما كان مقتنع بالتبرير للناس : قولي اي شي المهم هي تقعد هنا في حوشها جنب ولدها ، و توا تبي شي
فتحية : سلامتك يا ولدي بس عبدالخالق ما شافه منكم حد
ايمن حس من نبرة صوتها كيف خايفة : اطمني يا خالتي ما فيه شي غير ما يبي يتلاقى مع حد توا كله يمشي باذن الله و ما تلقيه غير واخذ مكانه زي قبل
فتحية : ان شاء الله يا ولدي و بارك الله فيك
ايمن : ما عندي فيه جميل هذه بنتي مش حتى اختي نستاذن توا
و مشي ايمن للمربوعة جنب شاهين و حمزة و كان معاهم مجموعة من ابناء اعمامهم
اما وقتها رجاء فكانت ع ذات الوضع جنب سارة تقرا في قران بصوت منخفض و تراقب فيها و مع مرور الوقت تزيد تتاكد ان فيها شي مش طبيعي
و كانت ليلة طويلة و صعبة ع الكل
و بالكل كان من ضمنهم عمران ،
اللي كان فاقدها و اكثر من مرة يحط ع رقمها بيكلمها و يتراجع
: اوف شنو بنقول توا ؟ يعني ع شنو بنهدرز
فكر ” نسالها ع حالها و ع العيل ”
تراجع وقت تذكر كيف ضحكت عليه وقت سالها وين ايديه : لالا تقعد تضحك و يا عالم من في جنبها فوتها يا عمران و ارقد
حط المخدة ع راسه و ما قدر يطرد لا طيفها و لا صوتها و هي تغني بالذات مرة يزعل مرة يرضى : يا ربي ع الحالة هذه كيف ندير فيها
دور بعيونه في الدار و بعد تفكير اهتدي لامر و اتصل بيها
كانت هي كيف خاشة لدارهم و بترقد
رن التيلفون و قرت اسمه ع الشاشة حست بشعور حلو هلبة ان دورها وفقدها فتحت الخط و توقعت تسمع كل شي الا اللي سمعاته منه
: بنقولك انت كيف تطلعي من الحوش و تخلي الغاز مفتوح قريب اللي مشي الحوش باللي فيه وين دماغك وين ؟
انصدمت و انفجرت : دماغي كان فيا لقبل يوم 12 من شهر تسعة اللي فات و بعدها اللي جاني جاني انخبطت فيه و الا خلطت ع ناس ثانية اطلع الواحد ع طوره ما نعلم ع روحي خيرني
فنص عيونه و كان ناسي : شنو صار يوم 12 من شهر تسعة ؟
غادة : تقدر تسال اي حد غيري انا و توا تصبح ع خير لو ما تبي شي.؟
عمران نرفزاته باسلوبها : ما نبي شي
و سكر الخط
غادة شافت التيلفون : ماهو سكرتي انت الاولى احسن توا المفروض لو ما نبي بس نقعد كم يوم مع سارة هنا كنت اتصلت بيك و وقت انت تفتح انا نسكر عليك اسلوب
و مدت جسمها بتعب ع السرير و مشت في النوم
عكسه هو كان يبي يعرف شنو صار في التاريخ هدا
ما القي روحه الا متصل بنسيبه الصديق و بعد التحايا بين بعض ساله وبشكل مباشر : بنقولك بالك تعرف و عهدي بيك ديما مركز ع التواريخ و شنو يصير فيهن
الصديق كان مقعمز في المربوعة متاعه و جنبه خوه و يتفرج ع مباراة : قول نسمع فيك
عمران : شنو صار يوم 12 من شهر تسعة اللي فات حاجة مميزة يعني مش عارف
الصديق فكر شوية و بعدين تفكر : قصدك انت تبصر و الا شنو
عمران : لا و الله ليش نبصر ندوي بجديات
الصديق : انا اللي نعرفه ان ما صار شي الا عرسك يا غالي
و هنا راجع كلامها في راسه كلمة كلمة
و تغيروا ملامحه للغضب : نهارها اسود
الصديق : من هي خيرك انت مش طبيعي
عمران ناسي نفسه : طبعا مش طبيعي من وين بنكون طبيعي سكر سكر
و انهى المكالمة و حط ع رقمها و اتصل بيها
رن جنبها التيلفون و لانها ماشية في النوم انتقمت منه بدون ما تحس و سكرت الخط عليه
زادت صدمته : انا يا غادة تسكري عليا نهارك اسود
و هي و الله ما تعلم بعمران و ما يجي منه كانت في سابع نومة بسبب الوحم و الغثيان مع حرق الدم و الاعصاب اللي صاحب ساعات اليوم هذا
و صباح ثاني يوم
في حوش حمزة ..
هالة جهزت الفطور
: رجاء الفطور واتي شوفيها تجي تاكل قبل تمشي
رجاء : مش عارفة توا نشوفها و يستر الله ، هالة بارك الله فيك تعبتي معايا البارح
هالة : العفو يا رجاء نحنا عيلة وحدة و بعدين انا في شنو تعبت كل شي عليك انت كان ، سهرتي معاها و قعدتي لعنديت الفجر تقريبا ما رقدتي
رجاء دمعوا عيونها : نقعد عمري كله فداها غير ترد طبيعية زي قبل
هالة ندمت ع كل لحظة كانوا فيها ع غير وفاق لان الموقف كان مهيب جدا
و سارة ما رضت تاكل شي الا شوية حليب اجبرتها رجاء تشربه و مازال في عالم ثاني بعيدة تماما عليهم
حمزة ما قدر يكمل الفطور : رجاء انا في السيارة
رجاء : ان شاء الله
و حتى رجاء خلاص ما كانت قادرة تاكل شي وقفتها زي الطفلة الصغيرة و لبستها عبايتها و وشاحها
و مشت سارة داوات العملية كانت بين ايدين رجاء زي البنت الصغيرة هي اللي تحرك فيها و هي اللي تطلب منها و تقوللها ديري هكي اوقفي هكي و سارة تنفذ و مرات تقعد لعند هي اللي تحركها
اثناء عودتهم من المستشفى
رجاء بهمس. : قالك ايمن
اشر حمزة براسه بمعنى. عنده علم
و سكتت رجاء معش حبت تزيد كلام قدامها
و اخيرا خش حمزة من باب سور حوش المرحوم خليفة
و ما ان شافت الحوش حتى انهارت باكية بعبرتها
و العبرة زادت لشهقات و جاب ربي ان وقتها ما في عندهم حد غريب
برنية داخل و مش دارية بشي
لكن اللي سمع صوت خافت من شهقاتها هو معتز
قلبه تقطع عليها و حاس بغيرة شديدة في نفس الوقت كيف تبكي ع عصام الله يرحمه و ما كان يعرف انها تبكي ع نفسها و ع حياتها
مستمرة تبكي و رجاء تساعد فيها تدخل الحوش
كان بكاء غريب و بصوت اغرب
خلى الكل متأثر و موجوع عليها
و اخيرا حطوها في دار الجلوس و رقدت بعد البكاء من التعب الكبير اللي عاشاته
في المطبخ وقتها
هناء : و اخيرا رقدت واضح تاعبة واجد
رجاء شربت اميا : ربي يكون معاها ، (دورت بعيونها ) وين نجوى
غادة : نجوى من امس و هي في دار امي جنب الولد مش راضية تفارقه
و رجاء استغربت لان مش من عادة نجوى التعلق باي طفل للدرجة هذه
رن تيلفون غادة برسالة ” صار من يوم 12 تسعة العقل معش هناك توا يبانلك”
ضحكت و الكل استغرب لان مش وقت ضحك قامت ايدها فوق : اسفة بس تذكرت حاجة تضحك
دارت التيلفون صامت و هي تقرا في رسالة ثانية
” و معاها تسكري في وجهي ”
غادة : احسن شي نحطه في الدولاب و نريح راسي ناقصني ماهو
و دارت زي ما قالت رماته في الدولاب و هو صامت. و طلعت تشوف سارة
و بعد العصر
و في دار الجلسة
كانت سارة ع السرير اللي تجهز من الامس راقدة
و معاها في الدار كل من المهدي و فتحية يهدرزوا ع اللي صار
فتحية : مش عارفة وين قاعد انا كان هو مش في الحوش ما نرتاح
و قبل ما يرد المهدي بدت سارة تتكلم بصوت غريب و الاغرب هو كلامها بالفصحى
: ماذا تريدي يا خالة ؟
انصدمت فتحية و شدت في المهدي. :حيه عليها هذه خيرها
المهدي قبل ما يحاول يفهم
ردت سارة تتكلم بصوتها هي و كانت نبرته جدا مرتعشة : انا دبشي قاعد في الغسالة مازلت ما طلعته و بقولي اذا مش غالطة توا برا ليل ، حيه العليا مازال عندي حتى دبش منشور و ما نزلته حيه عليا هيا بنروح نبي حوشي ليا قريب ساعتين عندكم ، امتى بنروح انا ؟
الاثنين انخلعوت من كلامها
و طلعوا و سيبوها في الدار
و كل ظنهم انها خلاص فقدت عقلها
فتحية كانت ماشية مع المهدي للمطبخ بس شافت مراة خاشة من برا و طبعا ما تبيها تشوف سارة بالحال هذه لهذا طلعت بسرعة و لاقتها و دخلت بيها المربوعة
اما المهدي فانضم ليهم في المطبخ و سرد عليهم اللي صار : و الله لعنديت خفت مش طبيعي اللي صاير معاها بكل
هناء تدخلت و اعطت رايها : سارة مش طبيعية فيها شي يا اما خاشة في اكتئاب قوي اللي يصيب واجد نسوان بعد الولادة يا اما جايها شي
رجاء تذكر في حالتها من يوم امس : فعلا حتى انا مع الكلام هذا و لاحظتها من وقت اللي كانت في المستشفى
نجوى كانت في عالم بعيد تماما عليهم بين احضانها طفل سارة و تغيرله و هي تربج و تغني : يا ولدي يا غالي علي .. غلاك واجد ماهوش شوي
يكبر سمحي يولي صقر.. الايد اللي اطوله تنضر
يكبر يزيد غلاه معاه … و ننسى روحي و ما ننساه
زرعتك وردة في قلبي.. يحفظها سيدي ربي
كان هو بعد التهويدات اللي تغني فيهم ماشي في النوم
باست ع ايديه و اقدامه و حطاته ع السرير : نوم العوافي يا غلى قلبي و عز اولافي
انفتح الباب و جت غادة : بنقولك امي معاها نسوان و سالن عنك
ردت باست رجليه : هيا جاية
و طلعت و هي مخلية العقل و القلب معاه
و وقت اللي خشت زاد الاسئلة بخصوص سارة وعاد نجوى في مواقف من النوع هذا ما تعرف تتصرف تلتزم الصمت و بس
و لانهم حسوا ان في شي صاير استمروا في الاسئلة
باهي في شي و اشياء صايرة المفترض الواحد يحترم خصوصية العيلة
و البيوت اسرار
من فينا ما عنده مشاكل في حوشه
من فينا ما عنده اسرار و ما يحب من يطلع عليها
بس للاسف ما في حد يقيس ع نفسه في مواقف من هالنوع
و عند المهدي كان بتمشي في اللايدة
و في قرارة نفسه مقتنع بشي بالذات بعد سمع كلام امه ع عبدالخالق
ايه مقتنع ان الحوش ما يستقر اذا هو مش فيه
لهذا تجرأ لاول مرة و يبعث رسالة لعبدالخالق ” وضع الحوش مش طبيعي بكل و كانك ع سارة فهي مريضة واجد”
قعمز المهدي و حس ان تصرف صح لان عبدالخالق مهما انكر الجميع هو امان و سند الحوش و الحقيقة هذه و رغم ان المهدي اكثر شخص ما يتفق معاه لكن ما كان قادر ينكرها
الحقيقة هذه اللي اجابتها حاليا في ردة فعله
بدون تفكير سيب استراحة يوسف و ركب سيارته و توجه للحوش ع طول
طول الطريق يسوق و يسترجع في اللي صار من بدايته و مقهور قهرة لو طلعها كانت حرقت الاخضر و اليابس
و وقت يكون في مرحلة زي هذه الافضل تاكل يبتعد عنه و ما يواجهه
و كيف لياسمين انها تبعد عنه و هي عارفة باللي صار معاه ع الاقل اللي وصلها ان نسيبه توفى و لو مش عارفة باقي التفاصيل لكنها تعلمت الدرس اتصلت مرة وحدة و وقت ما رد عليها معش كررت المحاولة مع انها بتموت و تسمع صوته
و مجرد ما انسمع صوت كحته في الحوش رجع كل شي طبيعي
ممكن ما تكلم معاه حد ممكن ما في حد الفرحة ع وجهه
لكن شعور الطمانينة ما ينكره حد مجرد ما هو روح
صح كان حامق و ما سلم ع حد
لكن بفضل الله روح
و هذه فتحية ابتسمت مجرد ما سمعت صوت سيارته و لو ما عندها ضيوف كانت خشت وراه
الضيوف اللي كانوا بيروحوا وقفت وراهم ع شان تسقدهم هي و هالة
بينما عبدالخالق فمشي ع طول للدار اللي موجودة فيها سارة
شافلها و عيونه كلهم وجع و قهرة و غضب كان شاد دموعه غصب
قداش تمنى يقول ” ليش درتي هكي فيك و فينا ؟ ليش طلعتي من الحوش هذا غصبا عني لواحد ما يستاهلك ؟ ليش فرطتي في روحك و خليتيني نفرط فيك ؟ شنو حصلتي بس ؟ ”
لكن صعب حاليا يفضي باي من الكلام هذا سكت
بس هي ما سكتت سبحان الله و لان عبدالخالق مش شخص عادي لسارة و كان رغم ابتعاده عنها المدة اللي فاتت الا ان عايش في اللاوعي عندها طول الوقت كهاجس خايفة منه و عليه
هنا هبت العاصفة المؤجلة بطريقة ما توقعها حد
بدت سارة تتكلم بصوت غير صوتها : انت اتيت لكي بتعب البُنَيَّة ؟ ما ذنبها ؟ ماذا فعلت ؟ هل تعلم ان كل ما حدث بسببك انت كانت خائفة منك و عليك و لكنك لا تعلم باي شي حدث معها ؟
انصدم عبدالخالق من الصوت و من الكلام من عينها القوية و هي تتكلم معاه لان سارة عمرها ما كانت هكي حتى وقت خالفت رايه
كانت تتهرب من عيونه لكن هذه غير
المهدي مجرد ما سمعها طلع هارب من الحوش لان كانت عنده فوبيا قوية من الامور هذه و صعب جدا يتحمل يسمعها مش يشارك في علاجها ! و اكيد السبب هذا اللي عاشه بعد فترة مرضه بالسحر
و كيف ينلام المهدي اذا رجاء القوية بكت وقت سمعتها فمابالك بالباقي كانوا كلهم مصدومين و يبكوا ع حالها مش بسبب المس اللي صار. معاها و انما بعد سماعهم لكل اللي عاشاته و بدون تحفظ منها لان اللي يحكي كان يتكلم ع لسانها و يوجه في الاتهامات للكل
و من قال ان اللي كانت هي خايفة منه و مش هي بس للامانة حتى اهله كانوا كلهم ينتظروا في ردة فعله اتجاهها
عبدالخالق جي و قعمز قريب منها ع السرير و شد ايدها و استمر يسمع منها
كان كلامها صفعات لدوره الابوي اتجاهها لام نفسه و قال في خاطره عمري ما ح نكون مكانك يا خليفة لان الاب وقت اللي يعاندوه صغاره يستمر في رعايتهم و ما يتخلي عنهم لكن انا ثأرت لكرامتي و رجولتي منها و هي الضعيفة
انا فهمتها ما تفكر تروح للحوش مهما صار معاها ؟ و هي خافت مني و عليا خزيه عليك يا عبدالخالق خزيه
و سارة و ياه يا سارة شنو اللي عشتيه و شنو شفتي و انا كنت نظن فيك الظنون
هذا كان كلامه لنفسه وقتها
و كل ما سارة ينطق ع لسانها و يقول في شي
عبدالخالق يستنجد بعيون رجاء يبيها تقوله ان الكلام هذا كذب
و للاسف كانت رجاء تأشر براسها ان الكلام هذا صحيح لا غبار عليه
و كله كوم و وقت انقال كلام ع لسانها
: انت تلومها غاضب منها و هي خايفة عليك ان تقتله هي كانت خايفة عليك قالت اتحمل لاني استحق
العذاب لكن اهي لا والف لا
رجاء تشوف لعبدالخالق كيف وجهه يتغير وقت يسمعله يتكلم ع لسان سارة
و كل ما يسرد شي كان ينهي كلامه بجملة : البُنَيَّة شنو ذنبها
يضغط ع ايد سارة و خلاص ما عاد يقدر يتحمل لكن قدام اللي تحملاته اخته قرر يجلد نفسه اكثر و يجبرها تسمع
و سمع اسوء شيئين في القصة
و هو انها
وقت اللي ردت معاه المرة الاولى و خذاها لحوش اهله القديم كان في شخص يتحرش فيها و كانت كل ليلة تقعد لعند الصبح فايقة خوفا ع شرفها
و كيف باتت ليلة كاملة برا في سور حوشهم
كيف كانت خايفة و مرعوبة كيف كانت قريبة من ان يشوفها شخص مخمور كيف قعدت ترقد و تنوض مفزوعة
و يا ودي هي حياتها كلها كانت سوء في سوء معاه رحمة الله عليه
اماله وقت ضربها و وقت نزلت سيارة اللوح
كانت القاسمة لظهره و هو اللي ديما يقول انا ظهر لخواتي
طلع يجري معش قدر يسمع اكثر و خش لحوشه
كان اثر حطام القذيفة اللي طاحت عليه مازال موجود بدي ياخذ في قطع الاحجار و يرمي و يعيط
صوت عياطه وصل عند المهدي اللي كانوا دموعه ينزلوا في صمت
اما حمزة فكان يشوف للفراغ
كل واحد منهم يتحمل جزء من ذنب سارة بس بطريقة مختلفة
حمزة وقت خذي الموضوع عناد في خوه و خلاه يكمل و ما شاف لوجهة نظر عبدالخالق و الاخير يتحمل جزء كبير من المسؤولية لانها اوكي غلطت لكن مش معنى هدا تتحمل الغلط لعند تموت لو وقف معاها بطريقة ثانية و استمر يدور فيها بدون ما يقاطعها اقل شي تصرف زي هدا كان خلى عربها يحسوا ان في عيلة وراها مش كل همهم ان هي ما تطلق
و اخيرا المهدي هو اقرب حد ليها خوفه من ان يعرف باللي صار معاها تجنب يكلمها و يهدرز عليها نهائي
الشيء هذا خلاها في وضع نفسي سيء و خلاها تحس ان كلهم ما يبوا يتحملوا المسؤولية معاها باعتبار انها هي اللي وافقت وعاندت الكل عليه
عبدالخالق كان مقعمز بين الحطام هذا و حاس نفسه متحطم اكثر من الصخور اللي جالس عليهاً
خشت نجوى وراه و جت جنبه وضمانه ليها بقوة : رد بالك تلوم روحك
عبدالخالق دموعه خانوه : كيف ما نلومها يا نجوى ؟ تعرفي حاجة ؟ و لاول مرة نقولها يوم اللي شفتها في البيلو في عرسها مش بكيت قدامكم كلكم
نجوى تذكرت اليوم هذاكا و اشرت بايجاب
عبدالخالق غطى وجهه بايديه في محاولة لاخفاء دموعه اللي كانت واضحة في صوته : يومها بكيت مش بس لاني استخسرتها فيه ، لا بكيت لاني حسيت روحي ضعيف واجد يا نجوى لاني لو زي ما تقولوا عليا قوي كنت خذيتها بالقوة و سكرت عليها الحوش و منعتها تمشي في طريق النار هذه ، لكني كنت ضعيف فكرت في العرس اللي قدام الناس فكرت في امي فكرت في واجد حاجات الا اللحظة هذه اللي احني فيها ما فكرت فيها مع اني كنت عارف انها ح تجي .. عارفة ليش ؟ لاني مهما درت مستحيل نكون في مكان المرحوم
ضمت خوها ليها بقوة: حبيبي انت درت اللي عليك ، عبدالخالق لو سيدي الله يرحمه حي مش ح يقدر يوقف المكتوب ، و انت يشهد عليا ربي ما عمرك قصرت في حق وحدة فينا و حتى توا عارفة مش ح تقصر عندك سارة تبي شيخ ضروري و متاكدة انت تقدر تحل القصة هذه و عندك ولدها في حاجتنا كلنا
شاف ناحيتها بنظرة قهر : بس مهما درت صعب نخليها تنسى
نجوى شدت ع ايديه : تقدر انت غير بدي توا بعلاجها و شوي شوي نقدروا نعدوا المحنة هذه يا غالي
غمض عيونه و طلع التيلفون و اتصل بشيخ يعرفه و وقت حكاله
و جاه رد الشيخ : لا استطيع فعل شيء الان اقل شي بعد مرور اسبوعين و تلتحم عمليتها وقتها من الممكن علاجها
و عبدالخالق خاف عليها من نفسها في الفترة هذه : كيف تنصحنا يا شيخ نديروا الفترة هذه
الشيخ : خلوا ديما القران يشتغل و خليكم بالذات اللي اقراب عليها و ديما معاها خليكم ع وضوء
عبدالخالق : ان شاء الله و مشكور يا شيخ
: العفو يا ابني و اول ما تكون صحتها كويسة اعطيني علم
عبدالخالق : باذن الله
و وقت استجمع نفسه ما كان منه غير يرد جنبها و بدي اللي في سارة يتكلم و يسرد في اللي صار معاها و عاناته و عبدالخالق ضمها بقوة يحاول يحسسها ان معاها قلبا و قالبا
لعند هي سكنت بين احضانه و كأنها في شوق كبير للامان هدا اللي غاب كل شي و رقدت سارة تحت مرأى و مسمع امها و خواتها و هناء و هالة
المنظر هذا ما كان حد يتوقعه من قبل شهور
لكن صار و ممكن الوجع كبير و الثمن اكبر
لكن الاهم الواقع اللي عايشين فيه في الوقت هذا
شاهين كان خلاص مقرر ان يروح لهذا اتصل بيها و طلب يشوفها
طلعت نجوى و تلاقت معاه عند الباب : خلاص بتروح ؟
شاهين تنهد : ايه معش نقدر نقعد اكثر ، و انت يا القلب تقعدي مع اهلك لعند تعدي سحابة الصيف هذه ع خير
نجوى كانت ممتنة ليه و في نفس الوقت حاسة انها ح تقصر في حقه : سامحني لو بنقصر في حقك يا غالي لكن قدامك الوضع كيف
شاهين : عمرك ما تديريها و تقصري و عارف و فاهم و مقدر المهم نخليك و نوصيك ع نفسك عينك من روحك و تبي اي شي كلميني مش تقولي لا و كيف هو بعيد نطلب منه ؟ ما ليك اي دخل انت تطلبي بس
نجوى ابتسمت : و الله ما نبي كان سلامتك ،
و لاحظ شاهين فرحة في عيون زوجته عمره ما شافها من قبل : باهي هو انا مخليك براحتك و يشهد عليا ربي اني راضي بس في شي زي اللي ضايقني اول مرة نروح و نخليك و نحس انك فرحانة
ارتبكت نجوى : تبي الحق فرحت ع شان نهتم اكثر بولد سارة لو تشوفه يا شاهين قديش سمح واجد
ابتسم شاهين : توا فهمت في من دخل القلب متاعي. و بيزاحمني هذا علاش انت فرحانة و يا ستي راضي دام ان ولد اختك
نجوى : توا وقت تشوفه ان شاء الله تفهم كلامي
شاهين : مصدقك يا القلب من توا هيا نستاذن خليني نوصل قبل الليل
نجوى : في حفظ الله و بالله عليك تكلمني اول ما توصل بالسلامة
شاهين : باذن الله هيا السلام عليكم
نجوى تنهدت : و عليكم السلام
و طلع شاهين لطرابلس
_____________________ بقلم مارية علي الخمسي
و بسبب وضع سارة كان في قرار من العيلة يسكروا باب صورهم و خلاص فتحية أعلنت للكل ان سارة وقت عرفت بموت راجلها رعشت و التمست و لهذا العيلة مش قادرين يستقبلوا اي حد من ثاني
و ما اصعب الليل ع الشخص الوحيد
ممكن نفس المكان في ايام وقت كله زحمة و دوشة و فجاة يقضى الا من صوت شيشمة المطبخ اللي تقطر مرارا و تكرارا
او صوت اصلا مش معروف مصدرة بس عادة اصوات من النوع هذا تفزع سامعها
و هذا حال ابتسام
اللي ياما تسببت هي و اختها في رعب لسارة وقت تبات بروحها و تفطر في رمضان بروحها و وقت اللي يندق عليها روشن حوشها بروحها
حاليا هي في نفس الوضع و تمنت لو رجع عصام كانت ممكن ترضى بوجود سارة و تستمر حياتهم مع بعض
بعد مرور ثلاثة ايام ..
يعني حاليا هو رابع ايام عزاء المرحوم عصام
غادة استغلت ان سارة ساكتة يعني اللي فيها ساكت لهذا قالت نخش نشوفها و نطمن عليها
خشت و سارة من اول ما شافتها تغير وجهها و بدي الكلام ع لسانها : اخرجي خارج البيت انت دائما مصدر حزن لهذه البُنَيَّة ؟ اخرجي
تراجعت للخلف و بتطلع اصطدمت بهناء زادت انخلعت : اسم الله خلعتيني
هناء استغربتها : خيرك انت
بلعت ريقها : هدا الشيش .. قصدي الشيشخان
كررت كلامها : شيشخان شنو
غادة سمعاته مازال يقول اخرجي : فكيني ترا
طلعت تجري للمطبخ
و هناء كملت داخل و مع انها سمعت نفس الصوت بس ما دورت و خذت المشط و بدت تمشط في شعر سارة و حتى ان وقت يتكلم ع لسانها ترد عليه عادي
فتحية طلعت وراء غادة و خلت هناء مع سارة : اسمعي يا بنت اتصلي براجلك و روحي اختك مش طبيعية و هذه ثاني مرة تخشي عليها يزيد عليها الحال
غادة : معقولة يا امي خايفة عليها مني
فتحية : غير خيرني كلامي تقلبوا فيه و من كل حاجة تولوا عليا و الله كان حرام عليكم يا ودي انا خايفة حتى عليك انت ع غير طريق راهو و وين نندري انا شنو يصير فيك ؟ هنيني يا بنتي و طمنيني من تالاك
و تفهمت غادة خوف امها و ندمت ع كلامها باست ع راسها : سامحيني و الله غير لاني حتى خايفة من بعد اللي سمعته وك عليا يرعش
فتحية : ربي يكون في عونها ، المهم انت روحي و امتى ما يفضى راجلك ولي
غادة اللي طبعها ديما مرح : ان كان بنراجيه يفضى معناها عام يجزوا الحمير حاشاك
فتحية بياس : كلا انا نمشي خير
و غادة ضحكت و اتصلت بعمران و هي مغمضة عيونها و تراجي فيه يتكلم معاها بصوت عالي بس رد بصوت هادي : ايوا
غادة : تجي تروح بيا
عمران كان تاعب من المحلات بس خلاص مشتاق و مش قادر يصير بدون ما يشوفها : هيا نلقاك واتية
و سكر الخط
هي ما كانت مصدقة : قالي نلقاك واتية بس ؟ لا قال انا ديما حاصل و لا قال خلطة سوداء و لا قال شنو بيجيبني لاخر الدنيا حمار من بيموت ؟ خيرك يا غادة اليوم جاية ع الحمير عندك …
و كملت للدار تجهز في نفسها عاد عمران نار ما يحب يراجي بكل
و من بعد روحت هي معاه
روحت حتى رجاء
و من اللي قعد مع سارة هناء و نجوى اللي اكثر وقتها مع البيبي
لكن هناء كانت طول وقتها مع سارة و تدوش هي لسارة
و حتى تساير في اللي فيها ع شأن تقدر تخليها تاكل و تدوش و ترقد
و بدت الايام تمر … و كلهم ع الحالة هذه
و اللي موجود في سارة كان طول الوقت يحكي ع كل شي صاير معاها
يوم 9 من شهر نوفمبر
في محاولة فاشلة لتهدئة الامور بينهم
اصر مصباح يبعث عقيقة لابن خوه بكامل مستلزماتها..
ع الرغم من رفض لطيفة لكنه خلاص الباين ما عاد يسمع لكلامها
فقدان خوه اثر فيه هلبة
واقفة و تشوف فيها قدامها : بالله عليك يا ايمن اذبحها في الجزار و صدقها هي و المصروف اللي معاها و الله ما نبي منهم حاجة توا خطر عليهم خيرهم ما وقفوا معاها يوم اللي باتت برا حوشهم
تفهم ايمن الامر : عندك الحق انا قلت نرد الشيرة عليكم مع اني و الله حتى انا مش راضي ناخذ منهم حاجة
فتحية : ربي ياخذ الحق و انت دير كيف ما قلتلك
و دار ايمن زي ما طلبت فتحية و انذبحت عقيقة الطفل اللي لعند توا ما حد فكر في اسمه من الهم اللي هما فيه
في المطبخ اللي في الفترة هذه قاعذ يشهد ع اغلب التحليلات للي صاير
غادة : و الله امي احسن ما دارت ما ناقص غير تاخذ منهم عقيقة و كلا هو اتفكت منه ،
رجاء : الله يرحمه توا ما تجوز عليه غير الرحمة
غادة : الله يرحمه ، اي بنقولك تعرفي ، عزوزي و صبياتي يبن يجن يعزن و انا قاعدة كل مرة نطلع في حجة ع شان الوضع اللي هنا
رجاء طفت ع الشاهي : اجلي يا غادة لعنديت يعدن الاسبوعين و يجيها الشيخ و بعدين مرحبتين بيهن
دخل المهدي بعد كان يسمع في سارة تتكلم مع هناء بلغة فصحى و صوت غريب : زعمه ترد سارة زي قبل و الله قاعدة زي العيل
رجاء بثقة : ان الله ع كل شي قدير ، ح ترد باذن الله
غادة حبت تشكر هناء ع الدور اللي قامت بيه : ربي يرحم البطن اللي جابت مرتك يا مهدي نشهد بالله ان القيناها في المحنة هذه
رجاء : ايه و الله نشهد بالله انها ما قصرت يا مهيدي رافعة امي و سارة و الحوش كله ع ظهرها و ربي يجزيها هنا كل خير
المهدي كان فرحان بيها هلبة و حاس بفخر كبير بكل شي قاعدة تدير فيه : والله يا رجاء قاعدة تدير في كل شي و هي فرحانة واجد لانها حاسة بسارة اقسم بالله حتى النوم ما ترقد لحظة غير كل شوية تطلع و تطمن عليها
غادة تاكل في الخيار : ربي يعطيها ع قيس نيتها
المهدي : شنو انت بايتة اليوم ؟
غادة شهقت : لا لا و الله ما نقدر نقعد معاه الشيشخان هدا
المهدي ما فهم : من هو الشيشخان هذا ؟
غادة بهمس : هذا اللي في سارة و الله داير راسه براسي كل ما نخش عليها بيدي فيا
خاف المهدي : اسم الله الكريم فكينا يا بنت انا راهو الدوة هذه ما نحبها بكل
غادة ضحكت : خيرك خواف انت ؟ توا ع اساس انا نحبها لكن و الله ماني عارفة شنو جاه عليا انا بس
و تعيط سارة عيطة خلت غادة تطلع تجري من باب المطبخ لعند اصطدمت بحمزة
حمزة : خيرك ؟
غادة يا دوب قدرت تأشر بايدها : هذا هدا شيش شيشخان
حمزة شدها من ايدها : شنو تخرفي انت ؟ و الا حتى انت انضربتي ؟
طلع وراها المهدي يضحك : تضحكي عليا صار و تقولي خواف اهو طلع حق ربي و عرفنا من الخواف
غادة كانت ترعش : اسمع انا نبي حوشي خليني نكلم عمران
و حمزة قعد حاير فيهم خيرهم : ممكن حد يفهمني شنو في
و بدي المهدي يحكي باختصار و حمزة ع عكسهم ما قدر يضحك كل ما يعرف معلومة جديدة ع سارة يحس بالذنب اكثر لف و مشي
المهدي : خيرا ؟
غادة بعدم معرفة و هي تتصل بعمران : وانا وين نعرف
رد عمران : ايوا
غادة انتبهت للتيلفون : بنروح امتى تجيني ؟
عمران كان عالق في المحلات : شوفي اختك انا مش فاضي
تعصبت منه : اختي بايتة معناها نبات معاها و خلاص تصبح ع خير
و عمران وقت سكرت عليه زاد تعصب اكثر : غير لو كان نشدك بس تشوفي
سمع واحد من العمال ينادي عليه التهي معاه و في باله لو ما روحت مع اختها ح يمشي و يجيبها مستحيل يخليها تبات
وقت دخل المهدي لداره كانت هناء ملقاة ع السرير و تبكي لانها تأثرت هلبة بسارة
جي جنبها و ضمها : عيون قلبي لو تبي ناخذك يومين ثلاثة تقعدي عند اهلك لعنديت تقدري تتجاوزي اللي صار
تنهدت بتعب : نبيهن حق بس مش توا خليهن لعنديت تصح سارة توا ما نقدرش نمشي و نخليها
المهدي ضمها ليه اكثر و استمر يقرا عليها في قران لعند مشت في النوم
و هو سرح يفكر كيف ممكن سارة تطلع من اللي هي فيه
بعد ساعة طلعت هناء و انتضمت للبنات في المطبخ اللي كانوا يجهزوا للعشاء
كان ماشي و قاصد المربوعة بس سمع اسمه استغرب
لهذا خش الدار اللي فيها سارة
و القي نجوى تهدرز مع سارة او مع اللي في سارة
سارة تتكلم بصوت ثاني و احيانا بلغة ثانية
و نجوى تسمع لعند قالت : تعرف و الا ان احني حبيناك يا ريتك تجي تعيش معانا لكن الله غالب انت مش انسان ، باقي تقدر تقولي انا بنحصل هيا و الا
و هنا المهدي انفجر بالضحك :خيرك يا نجوى هبلتي معقولة تدوي في حاجات زي هذين ما يعلم الغيب الا الله
نجوى انجرحت : باهي شنو ندير نهدرز معاه و خلاص و الله حق تعودنا عليه
و يزيد المهدي يضحك
سارة بدت تتكلم بنفس الصوت: اخرجيه اخوك المنافق هدا ، ما الذي يفعله عندنا هذا انسان مستفز يضع الشروط يظن نفسه كيليوباترا
المهدي تعصب : انا كيليوباترا يا
نجوى : مهدي اطلع و فكنا
المهدي : مش طالع هذا حوشي مش حوشه
و تبدا سارة تعيط و تهدد
و المهدي يسمع هكي و يطلع بسرعة و يلقى غادة في وجهه تضحك : اهو الخوف حق
المهدي بتهديد : راهو نشدك و ما نحطك الا عندها
غادة : لا يا كبدي لكن يا مهدي بنقولك حاجة مش عارفة انت لاحظتها و الا
المهدي : شنو ؟
غادة : توا ليش انا و انت بس اللي ما حبنا شيشخان
المهدي : توا انت اللي جاوبي من وين جبتيه الاسم هدا
ضحكت : هدا يومها وقت مرضت سارة و بدت تعيط قعدت بنقول جيبولها شيخ و هي تعيط ما اندري بروحي كيف طلعت مني كلمة شيشخان عديت سميته هكي
المهدي ضحك : كلا انت
و عيطت سارة بصوته برضو : أخرجوهم و اخرجوا هذه المنافقة الثانية
و هنا كانت ايد سارة في اتجاه هالة اللي خذت الموضوع بحساسية و طلعت متعصبة و الدموع في عيونها
غادة : حيه شكلها حمقت لكن هو قال المنافقة الثانية زعمه من هي الاولى
المهدي : من يعني انت
غادة : باهي منافقة احسن من انت قال عليك كيليوباترا
و زاد عياط سارة عليهم
و هنا ما كان منها غير شدت المهدي تلقائيا و طلعت بسرعة برا و الاثنين ما عرفوا يضحكوا و الا توجعهم سارة و الحال اللي وصلتله
بس هذه حكمة ربي عادة في مواقف الحزن الشديد يصير شي يضحكنا زي ما في الفرح الشديد يصير شي و يبكينا
و بمرور الايام خلاص تعودوا ع سارة بالحالة هذه
بس التعود انقلب لتعلق عند نجوى خلاص بدت تتنفس في ولد سارة و صار من الصعب انها تروح و تسيبه
والا ما كانت قعدت لعند اليوم و ما روحت ..
و جي اليوم المنتظر اللي ح يشهد ع زيارة الشيخ لسارة
وقت اللي يبوا ياخذوها للشيخ
رفضت سارة نطلع الا بهناء : لن اخرج الا بها ( و تأشر ع هناء ) اريد هذه البُنَيَّة هذه
و طلعت هناء مع سارة و دخلوا المربوعة بوجود عبدالخالق و حمزة و ايمن و الشيخ
و بعد مضي اربع ساعات قدر الشيخ بفضل الله يطلعه منه
بس ما كان ابدا بالساهل لانها تعذبت و عذبت اللي حاضرين معاها و اكثرهم تأثرا هناء و عبدالخالق عبدالخالق اللي سبب تاثره حاجتين شعور بالذنب اتجاه اخته و في نفس الوقت شعوره بالوجع ع هناء لان لاحظ كيف كانت خايفة ع عكس ما تظهر للكل
اللي في سارة :لن أخرج حتى اطمئن ع البُنَيَّة و ابنها
عبدالخالق من كثر ما كان متأثر و حتى في لحظات كثيرة كان مغيب شاف لعيون سارة و تكلم : عهدا عليا قدامك يا سارة و قدامك يا ايمن و يا شيخ و قدامك انت يا هناء و يا حمزة و قدام الله اللي خير مني و منكم ان ولد سارة من اليوم هو ولدي و ما يفوت عليه ضيم و انا عايش و لا اطيح عليه الشعرة و انا خشمي يشم الهواء
و بعدها و بقوة ايمان مو الشيخ و عزم الحضور و ايمانهم قدر الشيخ يخرج المس منها
و حكالهم ان اللي صار معاها لمس و كان في فترة النفاس و بسبب الصدمة اللي تعرضتلها
و بعد كل اللي صار و اللي حضراته انهارت هناء باكية بصوت عالي لعند صوتها وصل للمهدي و بدون وعي منها شدت في كتف عبدالخالق
و المهدي وقت سمع صوتها ما قدر يقعد برا مع ان ما كان عنده اي جلد ان يحضر شي زي هدا
دخل القاها شادة في عبدالخالق و تكلم فيه : بالله عليك يا خويا عبدالخالق ما عاد نقدر نتحمل خوذني لحوش اهلي بالله عليك
عبدالخالق وجعاته هلبة : و الله ندير اللي تبيه يا وخيتي غير اهدي بس
خذاها المهدي من جنب عبدالخالق و دخلها للدار
كانت ترعش من اللي شهدت عليه من علاج سارة : انا خايفة واجد انا شفت حاجات ما عمري توقعت نشوفها خلاص معش نقدر نبي نمشي مهدي انا نحس ان في شي ورايا مش قادرة بكل خايفة
المهدي قلبه تقطع عليها : باهي ما قلت شي بس توا وين بتعدي في الليل خليها الصبح و حاضر انا نوصلك مع عبدالمالك او ايمن
رمت كل خوفها و زعلها بين احضانه و المهدي قعد جنبها و يقرا عليها في القران
و ع صعيد ثاني دخلت سارة للحوش و ردت لطبيعتها الاولى
و بكت سارة ما سدها بين احضان امها و خواتها ممكن ساعة و هي تبكي
و بعد نوعا ما فاقت بروحها مسحت دموعها : كم ليا و انا هكي
ردت غادة : ليك 23 يوم
سارة تحاول تتفكر بس شي كله مسموح : تعرفوا اني ما نتذكر في شي من هدا كله اخر حاجة في بالي وقت خدروني و دخلوني للعمليات
الباقي كله ممسوح من راسي الله لا تسامحه يا بنات لعب بيا هاني قهرني دار فيا حاجات عمري ما توقعت انعيشهن خلاني بايتة في السور و هو بايت معاها فوق
ردت رجاء و شدت ايديها : سارة حبيبتي راجلك خلاص مات وما تجوز عليه الا الرحمة
و سارة هنا انصدمت تزلزت مش حزنا عليه و انما لانها شافت كيف كل شي ينتهي في لحظة
لانها تذكرت وقت طلب منها السماح لانها تذكرت كيف كانت حالته غريبة ع غير العادة اخر يوم ليه معاها و كيف سمعاته يبكي
قالت في نفسها ليش هدا كله
ليش درت في روحك و فيا و في ولدك هكي ليش ؟
اهو كله مشي ؟ عديت و شنو استفدت من اللي درته فيا
و استمرت رجاء في سرد كل شي صار
و زادت تبكي ع ولدها و ع حاله و زادت تبكي لانها عرفت ان مات بعد حطها قدام الجامع
كان موقف غريب و قوي كيف تبكي عليه و مقهورة منه
هناء الوحيدة اللي ما سمعت صوت بكاء سارة لانها من قوة الموقف و بعد قري عليها المهدي قران مشت في النوم اما المهدي كان يسمع فيها من وراء باب الدار قداش انوجع عليها
سارة بدت تضرب ع قلبها : يا ناري يا وليدي شنو درت فيك و شنو درت في روحي
فتحية : خيرا ولدك ما عليه سو الحمدلله يكبر بينا و نراعوه و ما تنقصها حاجة باذن الله غير انت ما ترعشي روحك
و طلعت فتحية و جابت ولدها : اهو ولدك ما فيه عليه سو شديه بين ايديك
مدت ايدها و ما قدرت
رجاء نزلت جنبها و ضمتها : هدا ولدنا كلنا يا سارة و ما في حد فينا باذن الله يقصر معاه
و مازالت سارة مش قادرة تشده
و المهدي في اللحظة هذه معش تحمل و جي جنبها حضنها و حاول يدير جهده و يخفف عليها و ضمت المهدي بكل قوتها : اه يا مهدي شفت وخيتك شنو صار فيها شفت شنو دار فيا ما خلالي حاجة سمحة نتذكره بيها ؟ من قال اني نترمل بعد سنة وحدة هذا الزواج اللي كنت نبيه هذه نهايته و يا ريت بروحي شنو درت في الولد هذا بس
بتت في السور يا مهدي بروحي طول الليل و هو رضاها فيا و بات مع مرته ً و لا كأني مراته و ام ولده
المهدي زاد ضمها : بعد اللي عشتيه المفروض تكوني اقوى و انت ام و دكتورة و باذن الله كله يمشي
سارة كانت خلاص مستسلمة بعد دخولها لبحر غريق. و هي ما تعرف تعوم و ما قدرت تطلع منه حاليا مسلمة جسمها للموج وين ما ياخذها خليه ياخذ
هالة : خوذي ولدك يا سارة
سارة خايفة عليه منها او خايفة منه خلاص مش متقبلاته مش معروف مازال السبب : ما نقدرش نشده و الله ما نقدر
رجاء : لازم تتعودي تشديه و تاخذي عليه انت امه اقرب وحدة فينا ليه ما قلت شي احني ح نوقفوا معاك و نساعدوك فيه لكن خليه يتعلق بيك يا سارة
و مر ع فتحية الشريط ذاته مع المرحومة امها ودارت شي بقصد : خلنها ع راحتها ما بعدها من اللي كانت فيه توا ناخذه لداري و تقعد معاه نجوى و حتى انا اهو قاعدة معاه
و هي تمشي بيه تذكرت شخصية بنتها انها لو تعلقت بولدها هلبة مستحيل يجي يوم و تفرط فيه
و فتحية تبيها تتزوج و قالت في نفسها جاني ونيسي اللي يعبي حوشي جاني اللي بنديره عكازي في اخر ايام عمري ح ينور حياتي
و دخلت بيه ع نجوى اللي ما ان شافاته حتى وقفت و لاقت امها و خذاته ضماته لقلبها تحسست بشرته الناعمة : حبيبي مش ح تنضام و انا حية نوعدك ع موتي يوصل فيك شي ع موتي يا غاليا
و قضت ليلتها نجوى تحكي للطفل هذا اماني و وعود لمستقبل حلو هلبة و ياعالم هل ح تقدر تحقق ايا منها او لا !
يوم 26 من شهر نوفمبر
ركبت هناء برفقة المهدي مع عبدالخالق ع شان تمشي لحوش اهلها بعيد عن الضغوط النفسية اللي مرت بيها من وقت مرواحة سارة
و كانوا طول الطريق ساكتين بدون و لا حرف
و مجرد نزلت من السيارة مشت بخطوات سريعة لداخل حوش اهلها
و لاقتها انتصار و من طريقة عياطها و كيف طول الوقت تلتفت وراها خافت موت عليها لهذا اتصلت برضا و بشير و خذوها لشيخ
و بفضل الله من بعد الرقية و قراءة القران سكنت نفسها لان اللي صار معاها خوف و هلع فقط
اليوم هذا نفسه
خلاص اضطر عمران يجي يروح بيها
و ع اساس وقت وصل حامق : مستحيلة عاد نجي و تطلعي طول
غادة ” توا نطلع عرض ” : طلعت من اول ما كلمتني
عمران طلع بالسيارة : توا شنو فيها لو روحتي مع اختك
غادة : ما فيها شي غير ان اختي قاعدة بايتة الا اذا انت ترضاها اني نقول لايمن يروح بيا بروحي
عمران تنرفز فيه باسلوبها التهكمي هدا زاد السرعة : و الله ما تبي الا قصة في لسانك
غادة ” في عدويني ان شاء الله يا رب ”
عمران حط ايده ع راسها : عارفة و الله اني متاكد انك قاعذة تدوي عليا
غادة : توا حتى هذه بتخش فيها ترا خليني براحتي
عمران شافلها ع جنب. و كمل الطريق للحوش و هو في داخله فرحان انها روحت الحوش معش قادر يقعد فيه و هي برا منه
اتصل المهدي بهناء بس اللي ردت انتصار : وين هناء يا انتصار
: مهدي هناء توا عند الشيخ تعبت واجد و وقت اللي وصلت غير تعيط و بس
خاف : ان شاء الله خير قصدك يعني …
قاطعت كلامه انتصار : لالا اطمن ما فيها شي غير خوف من اللي شافاته لكن الحمدلله باذن الله تصير احسن
: معناها قوليلها ع لساني يا انتصار خليها تقعد حتى خمسة ايام لعنديت تروق و تهدا
فرحت انتصار و حست ان المهدي فعلا يحبها و يخاف عليها : بارك الله فيك نستاذن توا
و انتهت المكالمة
وقررت تقعد كل يومين مع وحدة من خواتها و اخيرا حطت بيها الرحال عند انتصار اللي طلعت بيها السوق و خلتها تشرب اللي ناقصها و حتى حنتها
و في حوش المرحوم خليفة كان في حديث جانبي بين الاخوات
رجاء : انت امتى مروحة
ردت نجوى بحزن و كان الطفل بين ايديها : يوم 2/12 خلاص ما عاد نقدر نقعد اكثر بس
رجاء : بس شنو
نجوى عيونها تعبوا دموع : قلبي مش مطاوعني نفارقه تعلقت بيه واجد يا رجاء اول مرة نتعلق بعيل زيه
رجاء : معقولة
نجوى : و الله ما نبي نروح
و كانت فعلا هذه اول مرة نجوى ما تبي تروح مع شاهين و قعدت رجاء تفكر فيها و خايفة عليها من التعلق هذا
و تعلق نجوى بطفل سارة اللي لعند يوم 27 نوفمبر مازال ما عنده اسمه
رجاء : حبيبتي ولدك شنو بتسميه راهو قاعد لعند اليوم بدون اسم
و تذكرت سارة كل المعاناة اللي عاشتها ع شان تجيبه سالم و ما كان منها غير تقول : مجاهد يا رجاء لاني جاهدت بيش جبته و انت اكثر حد شاهد ع معاناتي
ضمتها رجاء : ان شاء الله من حملة كتاب الله و يا ربي تشوفيه احسن الناس
سارة : ان شاء الله
و طلعت رجاء و بلغت عبدالخالق اللي ع طول خذي اوراقه و اتصل بايمن ع شان يكلم مصباح يجيب اوراق المرحوم عصام و بهكي سجله عبدالخالق باسم مجاهد
يوم 30 نوفمبر
روحت هناء في حال افضل بهلبة من اللي مشت عليه
و كان المهدي في قمة شوقه ليها و فرحته بيها
و اللي اسعد قلبه اكثر ان الكل في الحوش مفتقدها
و تاكل فرح بعودتها
رجاء : صحة الحنة سمحة واجد جاية عليك
فرحت هناء. :سلمك و الله ماهو خاطر عليا لعند قالتلي انتصار هيا عاجنة حنة و بنحنيك
كانت سارة تشوفلها بعيون متحسرة تزوجت في يوم تبي تعيش فماتت و هي عايشة و كل الحاجات المبهرة في الزواج ما استمتعت بيهم
و تذكرت برضى يوم روحت غادة تضحك و فرحانة و هي تتوعد لعمران علاقة من النوع هذا فيها شي من الندية في حياتها ما عاشتها مع المرحوم علاقة فيها هامش من الدلال و حتى العراك المهم علاقة طبيعية لكن هي ما عاشت شي غير الذل و القهر
و بسب المقارنات هذه زادت تهشمت سارة و تحطمت روحها اكثر
و زادت برضو تهشمت وقت تقرر ان ينفتح الحوش للعزي من جديد
و كل مرة جايهم حد
و فتحية تحكي في اللي صار لبنتها من قصة المس
حست انها مستهلكة و انها قعدت مادة و حكاية لكل من يبي يستمتع و لازم تسكت و ما تعقب ع اي من كلامهم
و زادت تهشمت و هي تشوف في رجاء تلبس ما قدرت تطلب منها تقعد بس تراقب ليها بحزن و بس
نجوى : خسارة بتخلي مكانك
: و الله قلبي معاكم بس خلاص ما عاد نقدر نقعد اكثر الاولاد بسلامتهم ما عاد يبوا يباتوا هنا و غادي قاعدين بروحهم و حتى ايمن قديش ليا مسيبته بروحه معاهم
نجوى : ايه عندك الحق
جت و سلمت ع سارة و حست بنظراتها غريبة : مش ح نسيبك حبيبتي
و ح نجيك كل يوم
سارة ما ردت كانت متحطمة بالكامل من داخلها و صعب عليها تجامل في الوقت الحالي
و هذا حالها يوم روحت نجوى مع ان الاخيرة هي اللي حالها يصعب ع الكل بكت هذاك اليوم و مرتين توصل لعند الباب و ترجع لمجاهد مش قادرة تفارقه
لعند و اخيرا خافت شاهين يفهمها غلط و ركبت معاه
: و الله كل ما تبي نجيبك لكن عاد من غير دموع
نجوى مسحت دموعها : غصب عني تعودت عليه يا شاهين ريحته قاعدة في خشمي
شاهين : باذن الله كل اسبوع نجيبك تشوفيه
فرحت : جديات
اشر ع عيونها من تحت الخمار : انا فرحتك هذه اللي في عيونك نشريها بدم قلبي مش بمشوار لمصراتة
ابتسمت : ربي ما يحرمني منك
شاهين : و لا منك
و مرت الايام و تحط بنا الرحلة عند يوم السابع من ديسمبر
و خلاص مع اليوم هذا انتهى الماشي و الجاي من المعزيين ع حوش فتحية
و خلال الفترة هذه تقربت سارة من هناء و حكتلها ع كل شي صار معاها و هناء تسمع و تنصح
فتحية : حيه مش نسيت ما وصيت ع شمالات لمجاهد كلمي عبدالخالق يا سارة و قوليله
ما حست فتحية ان بنتها في كل مرة تطلب شي لمجاهد من شمالات و حليب تطلب و تبكي لانها روحت بدون و لا قرش و ما عندها القدرة ع الصرف عليه : باهي لكن لو تكلميه انت بتيليفوني
و قبل ما ترد فتحية تداركت هناء الامر و بعثت رسالة لعبدالخالق : خلاص انا كلمته
و سارة كانت متحشمة هلبة من الموقف مع ان عبدالخالق ما كان يعارك و لا يتضايق لكن هي كانت متحسسة الشي اللي خافت ع ولدها يعيشه صار مصير ابدي لا مفر منه و ان شاء الله خير
و لان عبدالخالق انكتبت عليه مسؤولية جديدة
قرر يوم 8/12 ينهي امر قد تاجل لاكثر من مرة
كانت اول مرة يكلمها من بعد وفاة عصام
و بدون اي مقدمات دخل في الموضوع
: اسمعي يا بنت الناس اني كنت ناويك بالحلال يشهد عليا ربي اني ناوي الحلال قبل و توا و يشهد عليا ربي اني غاليتك و نبيك و كنت ناوي ان العام الجاي ما يكمل الا وانت نوارة في حوشي لكن يا بنت الناس انا صارن معايا حاجات كتفتني ندويلك عليهن و انت حرة ، ان كان تصبري عليا نحطك في عيوني و ما تنكتب عليا مراة غيرك و لو قلتي قديش بنراجيك ( تغير صوته ) نسامحك و مطلوق سراحك و ندعيلك من القلب ربي يسعدك و يهنيك
كانت تبي تتكلم ما خلاها
عبدالخالق كان في حوشه : خليني نكمل قبل ، انا ورايا حوش يبي صيانة كاملة و ورايا اثاث و نبي حق الكسوة و العرس و الذهب و هدا كله صعب اني نديره في يوم و فوق هدا كله انا من يومي متحمل مسؤولية الحوش اهو اليوم عمري خمسة و عشرين عام ما درت فيهن شي لروحي كله ماشي ع مصروف العيلة و مش نقول هكي متضايق لا هدا واجب لكن زي ما هو واجب عليا مع اهلي واجب عليا نقولك عليه و تعرفي وين حاطة كراعك و في ايد من تبي تشدي و لو ما تبي تشديدها الايد هذه تقرري من توا ،
ياسمين كانت تسمع فيه والدموع معبيين عيونها و اعجابها بيه يزيد اضعاف مضاعفة
كمل عبدالخالق : المهم اني من قبل في حياتي ما درت حاجة ليا انا ، لعند من كم يوم عندي صاحبي اتفقنا ان نشروا قطعة ارض نصها ليا و نصها ليه
كل واحد فينا دفع فيها ستين الف و انا المبلغ هدا تسلفته ع اساس نرد منه كل شهر بالقسط و قررت نردهن في اربع سنين يعني قبلها مستحيل نقدر نتزوج و ع شان هكي انا فاهم ان انت بنت و عمرك يجري ما نقدر نشدك معاي ، و نرد و نقولك اني و الله حبيتك و تعلقت بيك واجد زي ما انت تعلقتي بيا و ممكن اكثر
ياسمين مسحت دموعها : و الله و الله و الله ، غلاوتك عندي اكثر من الروح و انت مش عارف كيف مفرحني وقت تدوي انك شاد فيا و اقسم بالله نظفر الشيب في حوش اهلي و ما يسكر عليا باب راجل غيرك
و قداش فرح بكلامها : باذن الله في 2019 نخطبك ، و في 2020 نتزوجك
فرحت ياسمين : و انا من قبل دويتلك بنكمل قرايتي في الجامعة في الخمس سنين هذينا لكن بالله عليك ما تكسرني راني نموت فيها
عبدالخالق وجعاته كيف قالتها : صح ما نعرف نقول كلام سمح لكن نشهد بالله انك في وسط القلب داخل و لو كسرتك معناها حاطين عليا التراب و مش عايش من اهل الدنيا
هي شهقت : بعيد السو عليك تكسرني عادي يا عبدو لكن ما تقول هكي و الله تصير فيك حاجة نهبل
عبدالخالق : و في حاجة ثانية اهم من اللي دويت عليه كان ، انا توا عندي مسؤولية جديدة و لازم تعرفي اني مستحيل نفرط فيها و بنتحملها و انا راضي و فرحان
هي ارتبكت : شنو هي
عبدالخالق : مجاهد ولد اختي سارة و تذكري الاسم هدا كويس لان ح يكون ولدي
هي قلبها انقبض من كلامه : كيف ولدك ؟
عبدالخالق : زي ما سمعتي ولدي مسؤول مني في كل شي و مستحيل نقصر معاه في يوم
و لانها حست من صوته قداش مصر ما كان قدامها غير تقول : حاضر ع العين و الراس
و انتهت المكالمة بينهم بالرضا و الارتياح
و ممكن بعدها بربع ساعة و هي مازال تفكر و تحلل في الحديث اللي بينهم اندق الباب و عرفت ان بوها و كانت جاهزة للمواجهة معاه لانها تذكرت كلامها مع امها منيرة من يومين
: رقدتي
ياسمين : لا يا بويا تعالى قعمز
جي و جلس جنبها و ضمها بايد وحدة : نبي نعرف رايك امك قالتلي انك مش راضيةً
ياسمين بكل قوة : ايه مش راضية يا بويا انا نبي نكمل قرايتي و اني نتزوج في الوقت هذا مستحيل و حول الموضوع من راسك و ياريت تحوله من راس مراتك لانها هبلتني
ضحك و شفشف شعرها : يا سومه انت قريب في الاربع و عشرين و لو كملتي قراية قبل ح تقعدي وقتها لعند عمرك يولي 28
بدت هي تعطي فيه في امثلة : شفت بنت عمتي سالمة خذت و هي عمرها تسعة و عشرين و ماشاء الله بصغارها و دكتورة قد الدنيا. و الا بنت خالي مصطفى حتى هي تزوجت في عمر 27بعد كملت قراية و حضرت حتى التحضير و بعويلتها ماشاء الله خيرك انت تقول قالق مني و تبي تعطيني و خلاص
ضحك : حرام عليك و الله لو جت ليا نخليك معايا طول العمر اصلا من يومي نفكر في الوقت . اللي بتطلعي فيه من حوشي راك راس بنية يا سومه و غالية ع قلبي واجد
ضمت بوها بحب كبير : ربي ما يحرمني منك و وصلني للجامعة انت و خليني نونسك في المشية و المرواح و نمشي معاك المزرعة و نقعد وردة وسط حوشك طول عمري
ضحك : تم و الله ما نعطيك الا برضاك باذن الله
وقداش حمقت منيرة بعد سمعت الكلام هذا بس هذه البنت الوحيدة وقت يكون بوها عاشق ليها …
يوم 13 من شهر ديسمبر
ليلا و في دارهم …
المهدي : رقدتي. هنيوه
هناء : لا و الله مازلت
المهدي : نبي نسالك شنو شعورك توا بعد جت سارة و ولدها و عاشوا معانا هل ندمتي ع انك تعيشي في دار في العيلة
هناء شدت ايده : مستحيل نندم اصلا انا علاقتي بيها قوية واجد و ما ننسجم الا معاها فليش بنندم
و تذكر المهدي كيف انها طول الوقت معاها : صدقتي يا هنيوه
لكن زي اللي حسيت ان في شي اتجاه غادة
ابتعدت عنه : بصراحة غادة مستفزة و تدير في حاجات تطير فيها ليا
المهدي عدل جلسته و سمعها باهتمام : شنو تدير ترا ؟
هناء تذكرت اخر مرة جت للحوش : يعني حاجات زي وقت اللي تخش المطبخ و تلقاني مغيرة فيه حاجة تبدي تقول هو نظيف و سمح بس مش زي وقت اللي انا كنت انظم فيه هذه مفروض مش هكي و هذه مفروض مكانها هنا و انا كسر رقبتي الحركات هذه
المهدي : ما تدوريهاش ، غادة من يومها هكي حتى مع خواتي لانها موسوسة بالترتيب و النظافة
هناء : يعني معقولة انا ما نعرف انرتب ؟!
المهدي : لا انت تعرفي اكيد ، بس في ناس واجدة ما تقتنع الا بالحاجة اللي تديرها بنفسها و ما تحب الا النظام متاعها
سكتت هناء
و اما المهدي فحس ان الضغط زاد ع هناء و نفسيتها صفر و الحوش اللي زحمة و يوميا ضروري هي اللي تدير وجبة عشاء بدي يفكر جديا في الاقتراح متاعها
هناء تقول فهمت عليه : مهدي ، بالله عليك شنو صار في موضوع الذهب
المهدي حس ان ما عنده مفر من قبول عرضها : مش ح تندمي لو بعته
هي : لا طبعا انا اللي قلتلك بيعه ليش بنندم
المهدي : و اهلك ؟
هناء تمسكت بايده : انت اهلي
المهدي : باهي بنسالك سؤال ، انت تبي تطلعي لانك قلقتي من اهلي
ًهناء : اقسم بالله مش هدا السبب لكن كل بنت تحلم بالاستقلالية و تدير كل شي كيف ما هي تبي حوش بروحها و انا حوشي قاعد واتي يبي غير الكمال بس ليش نسيبه و انا تقدر نتمه
و كملت هناء : حتى لو طلعت في حوش بروحي بيني و بينهم درجات كل يوم و انا عندهم مستحيل نخليهم يا مهدي انا بنت ناس و متربية و نخاف ربي
المهدي : و النعم و الله ، تمام خلاص انا موافق ، لكن عندي شرط واحد
هناء. : شنو هو الشرط ؟
المهدي : نبيعوا الذهب و قديش ما يجيب ندير ورقة عند محرر العقود بالسعر اللي جابه اني انا واخدة منك سلف و لو صار معايا شي تاخذي حقك ثالث و مثلث
هناء اتضايقت : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم او انت صار فيك شي شنو نبي في الفلوس و رزق الدنيا
المهدي بلهجة صارمة : هدا شرطي قلتي باهي انفذوا قلتي لا انسي
و اضطرت هناء توافق : باهي خلاص
و بدو الاثنين يفكروا في التخطيط لحوشهم المستقل جميع بعيدا ع
بالعيلة
يوم 14 من شهر ديسمبر
في حوش اهل خلود
كانوا كل من نرجس و عماد جنبها و الاثنين مرتبكين
و عماد لان عارف اخته و مدى تعلقها بالمرحوم فارس كان صعب عليه ان يفتح الموضوع هو الاول
لهذا اشر لنرجس تتصرف هي و ان هو مش ح يبدا الكلام
و بدت نرجس : خلود نبي نقولك حاجة و يا ريت تسمعيني
خلود كانت توكل في فارس : قولي حبيبتي ان شاء الله خير
ابتسمت : خير باذن الله ، انت عارفة ان امي الله يرحمها ليها شهرين متوفية و لان خوتي كلهم متزوجين و حتى خواتي يعني بويا حاليا قاعد بروحه في الحوش و هو في حاجة لمراة تهتم بيه و تراعي
حوشه
خلود تتكلم بثقة و موافقة لرايها : ايه حق و الله او تسمعي مني يا نرجس تدوريله انت و اختك مراة كويسة بنت حلال عمرها وسط تونسه يومها صاحبتي رجاء تهدرزلي ع عزوزة اختها الله يرحمها بعد توفت كانت سلفة اخت صاحبتي تبي تجيبله هي مراة لعند سمعن بناته وقفن كل شي و خطبنله بروحهن وحدة ثانية و قالتلك يا عليك مراة متواضعة و طيبة واجد
نرجس : ايه و هدا اللي انا نبيه ، مراة جميلة و صغيرة و سمحة تكون في الثلاثينات راهو بويا صغير مازال عمره خمسة و خمسين عام لان متزوج صغير
خلود : و الله معاك الحق توكلي ع الله و مرات حتى ربي يرزقه بالصغار انتم اربعة بس و ماشاء الله عندكم خير واجد
نرجس و هي خلاص مرتبكة من اللحظة الحاسمة : لا بويا شارط علينا ما يبي صغار ما عاد عنده جهد لمعاناة الصغار و تربيتهم
خلود : خلاص ديروا اللي يبيه
و جت لحظة الحسم : خلود ، انا ليا قريب اربعة سنين معاكم و عاشرتك و ما ريت منك الا كل خير و درتك اختي الكبيرة و ياما عانيتي حتى احميدة اللي مش ملزومة بيه
خلود : اسم الله صح فارس درته ولدي لكن حتى احميدة غالي عليا واجد
و عماد حس ان طريق مرته لو بيراجيها طويلة : خلود ، نسيبي الحاج عبدالحفيظ كلمني و طلبك مني ع سنة الله و رسوله
و انصدمت خلود و ضمت فارس بكل قوتها : انا طلبني انا
نرجس : ايه طلبك انت لان انا و اختي شكرناك قدامه و الله حتى خوتي تمنوا إنك توافقي و قالو لو جتنا هي تهنينا ع الحاج من جهة و تلم العيلة ما تفرقهاش من جهة ثانية
خلود شافت لعماد: وقت دوي معاك نسيبك ليش ما قلتله ان اختي ملك لراجلها فارس حي و الا ميت ليش
و تدخلت فوزية اللي كانت تسمع من بعيد في الاول و مش حابة تضغط عليها : حرام عليك يا بنتي قطعتيني و بهدلتيني ، فارس توا ليه اربع سنين متوفي رحمة الله عليه حزنتي عليه ما سدك و بكيتي و ربطتي عليه عام مش اربعة شهور و ياما رفضتي من قبل تبي ترفضي حتى الحاج عبدالحفيظ كلنا مش دائمين ليك الليل كله ما نرقد فيه و انا نفكر فيك (اشرت ع فارس ) فارس هدا اللي بين ايديك مش قاعدلك بالله عليك يا بنتي وافقي و ريحي بالي عليك
شافت خلود لامها بحزن : هدا فارس اللي كنتي تقول عليه وليدي
فوزية : ايه. ونقولها حتى توا فارس وليدي و نعزه واجد لكن خلاص توفى الراجل رحمة الله عليه تبي تموتي وراه يعني
و صار النقاش و معش عرفت شنو تقول بعد نرجس قالت خوذي معاك فارس التموا عليها العيلة من عمات و خوات و بنات خالات و الكل يضغط عليها
و اخيرا سيبتهم و خذت فارس و سكرت ع روحها الدار و انهارت باكية لو قبل مات فارس فباعتقادها ان يوم اللي تتزوج غيره هي ح تقتل كل اللي كان بينهم يوما ما و ح تكون غير مخلصة
شعور سيء ع امراة عاشقة فقذت زوجها
ع عكس سارة فقدان الزوج مش مخلي عندها اي رصيد من المشاعر و العاطفة يخليها تقاوم و تكمل
صح بدت سارة في ولدها اذا فتحية مش فاضية يكون عندها غير هكي لا
مع ان ولدها اضاف بهجة جديدة في الحوش حتى عبدالخالق بدي يروح بكري ع شأن يسهر معاه
و اذا نجوى وعدت مرة فهو يوعد مية مرة يحافظ عليه و يحميه
نجوى اللي كانت كل يوم اتصل و تسال عنه تعلقها بيه بشكل مش طبيعي
و مرت الايام
و جي يوم 16 من شهر ديسمبر
كان مروح و داير امتحان عربي و متعب بكل ما تعنيه الكلمة
و جي جنب مجاهد
و تمسك بايده ” مش عارف اذا انا السبب او امك او بوك الله يرحمه مش عارف من السبب لكن ندعي انك ما تدفع الثمن ”
سارة : : مش عارفة اليوم كيف بيفوت بدون هناء
المهدي ابتسم : ايه اليوم بنروح من المدرسة ع حوش اهلها
سارة : قبل توصل انت جاها ولد اختها رفعها للمدرسة
المهدي قصة العمل ذكراته بشي مهم : سارة توا ليك اكثر من شهر جايبة ، مش المفروض تردي للعمل متاعك
سارة نزلوا دموعها : للاسف مش ح نقدر
: ليش ؟
ردت بحزن : صاحب الباص اللي كنت نمشي معاه قبل نتزوج قال لصاحبتي معش نقدر نرفعها لانها ارملة و الحركة محسوبة عليها و المراة عنده قالتله ارملة مستحيل نخليك تركبها توا تعجبك و تاخذها عليا
المهدي ما كان مصدق الكلام : معقولة في ناس متخلفين للدرجة هذه
سارة بنبرة صوت كلها يأس و استسلام : ايه يا مهدي بالنسبة لمنطقتنا انا ارملة و ح يقولوا عليا ارملة تدور في المستشفيات انا خلاص انكتب عليا ننحبس في الحوش هذا و نستاهل تبي الحق لكن و الله واجعني غير ولدي يا مهدي ( غطت وجهها بايديها و بكت ) تعرف وقت تجيبله انت و الا عبدالخالق و حتى غادة وقت تجيبوا في اي حاجة لمجاهد نموت من قهرتي
المهدي : ما تخافيش يا سارة توا ينزل مرتبك انت ولدك
سارة خلاص مش قادرة تنتظر : امتى بس ؟ مرتباتنا وهاديكا بين شهور بيش ينزلن
المهدي : ما كلمك حد منهم
سارة ابتسمت بتهكم : و الله ما كلمني واحد غير سلفتي دانية و قالتلي لاهيين بابتسام و ضناها و ضمتها و هي المكسورة انا عاد محسوبة دخيلة عليهم و لطيفة تقول ان هو رافعمي يومها بيطلقني ما قالت ان انا اللي نبي نطلق منه
المهدي ضمها بس ما عاد قدر يخفف عنها
شوية و طلع من عندها و حس وقتها ان الحوش كئيب
لهذا بعث رسالة لرجاء ” رجاء بالك تجي الحوش مولي يخنق ”
و جت رجاء برفقة عبدالمالك و حاولت تغير جوهم
و المهدي كان في مواجهة مع عبدالمالك ع نفس الموضوع
و عمران يضرب في الستيرسو لان ما يحب يراجي حد عاد ديما و هي حامق و يغلي
بس مع غادة توقع كل شي يا عمران
عيونه ع الداخل و الخارج من المستشفى و في نظره كلهم طلعوا الا هي
لعند ما حس الا و هي ركبت جنبه
بعصبية مفرطة عيط عليها : ساعة
غادة : ماهو هدا مستشفى شنو تبيني ندير و الا تبيني نقوللهم انا راهو مراة عمران ان شاء الله ما تعرفوه حيه عليكم هدا زي الرعد ما يتحمل بكل يالله سقدرني انا الاولى خلوا الناس الثانية تراجي عادي الا عمران باشا
وجه صبعه عليها : اسمعي فكيني من اسلوبك المستفز هدا راهو توا نقلب بيك و بيا السيارة
سكتت غادة بس اللي يعرفها كويس يقدر يتوقع انها ياما تقول في سرها
عمران نفسه بدي حافظها : اي شنو قالتلك الدكتورة ؟
غادة : لو تبي تعرف ليش ما خشيت معايا ، ما منهن نسوان كل وحدة خاشة و راجلها جنبها الا ماهو انا خاشة بروحي تقول مطلقة
عمران سمع كلمة مطلقة و انعمت بصيرته و بدي ضرب بايده ع الستيرسو
غادة في نفسها ” ما عندك ما بتديري بعذ الحمقة هذه غير تقولي النشيد ” و سردت نشيدها : يوم 15 يعني امس سكرت الثالث و اليوم بديت في الرابع و حامل بولد
و هو سمع هكي طار من فرحته واخيرا ح يحصل ولد
زاد السرعة اكثر
هي تحسابه حمق : عمران و الله مازال نبي نعيش خيرك هكي توا انا شنو قلت اهو سمعتك النشيد الوطني
و هو مستمر يسوق بنفس الطريقة و ما شاف ناحيتها الدار
غادة بدت تضرب ع وجهها : حتى امس تعرف وقت اللي حرقت السورية متاعك مش بقصدي لكن خواتك يبن بسبوسة خفتها تنحرق جت في سوريتك الله غالب
و عمران بذات الوضع
غادة شدت ايده : و الله امي تبيني راهو و الله تدعي عليك و انا يتيمة حيه عليك يا عمران منها
ودرس عمران في مكان فاضي ما فيه واحد كانت طريق ترابية تدخل ع مزارع
و وقت استاقضت غادة و شافت المكان : حيه عليا يا عمران تبي تقتلني صح ؟
خليني نجيب الولد قبل و بعدين …
و ما خلاها تكمل و حضنها بقوة لعند حست انها ما عاد قدرت تاخذ النفس : عمران بنموت خلاص نبي هواء
ابتعد عليها
و غادة ارتمت ع الكرسي و حاسة بالموت زارتها
و مر بيها ع حلواني و خذي من الحلويات بوكسات و بوكسات و حسب فيهم حتى اهلها
فرحتها كانت كبيرة وقت اللي عرفت و ما قالت غير : حمزة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)