روايات

رواية عيون القلب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الرابع والعشرون

رواية عيون القلب الجزء الرابع والعشرون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الرابعة والعشرون

من اللي مرتاح في عيشة
سواء عاقر ولا بعيال
ومن اللي ينفخ في ريشه
ويتباهى برزق الخيال
ومن اللي يرقد في الوادي
ويستنى السيل الميال
ومن اللي يفهم بأمارة
فاهم عاقل بالكيال
كان الحد ايشد مكانه
ولايشقى بهم الغير ولا يعرف كل الأسرار
تعيش الناس براحة وخير
ولا في عواقب ولا أضرار
#حجر_العقيق
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸

غادة اللي كانت بالحرف ايدين رجاء و رجليها و بدت حافظة اختها عن ظهر قلب شنو تحتاج … و هذه الاخت اللي تستاهل من العين مناهل …

مجرد ما سمعت طقة عكاز افطيمة قربت غادة من رجاء و ساعدتها تجلس بوضع اكثر من مخدة وراها

رجاء بصوت واطي : غادة ما في داعي تردي عليها بكلمة ع شاني

غادة بهمس : ربي يصبرني و خلاص و بعدين لو تبيني نسكت ح نمشي المطبخ احسن

رجاء : ايه احسن ..

و جي صوت حورية : السلام عليكم

: و عليكم السلام

و وصلت افطيمة سلمت ع غادة و بعدها شافت لرجاء و حطت ايدها في ايدها و قالت بهزوة : يا طيحة الجمل ما اوعرك من طيحة … و جملنا طاح في فاشلة و دايرلها درجيحة

غادة كانت بتنفجر بس ع شان اختها سكتت سلمت ع حورية و مشت المطبخ طول

اما حورية حاولت تنقذ الموقف مع ان و الله ما فيه ما تنقذي لان عيون رجاء تفسر اللي صاير في داخلها من كسر و قهر : ع سلامتك يا رجيوه نورتي حوشك مرحبتين بيك و ان شاء الله ما عاد تشوفي باس

رجاء : ان شاء الله بارك الله فيك حورية و سامحيني ع تعبك مع ايمن

حورية : حاشاكم زي عويلتي و الله

اشرت جنبها : تفضلوا

و افطيمة مستمرة اتمتم بدعواتها لعند قعمزت و حورية في جنبها في انتظار وصول البقية

و بدي الموشح و هي تشوف للحوش : حوش كبير بفراشاته.. قعد مهجور يبي مولاته .. لكن الله غالب غير لو كان يسمع مني ماني عارف واكله و الا شاربه البلي اللي مخليه مخالفني

حورية حطت ايدها ع رجل رجاء بخفة و غمزتلها بمعنى ما تدوري شي

و رجاء تدعي لله بالصبر و الدموع ينزلوا …

و طق الباب و وصلوا كل من حنان و نبيلة وراء بعض و الاثنين جايات بروحهم بدون صغارهم

و نبيلة سلمت عادي و استحمدت لرجاء برجوعها لحوشها اما حنان فكانت تحضن و تبوس و تعاود : نورتي حوشك و ان شاء الله بهناكم و ياربي ما عاد تشوفو شر و طيب فيك يا رجيوه
اللي نضتي منها ع خير
و قداش كان كلامها بلسما و شفاءا : بارك الله فيك حنان … صحيتي

و كملت سلامها ع امها و حورية

و خشت غادة بالقهوة و الحلو اللي كان جايبه ايمن و وزعت عليهم و بعدها سلمت ع حماوات اختها و رجعت للمطبخ مش متحملة افطيمة

و مجرد ما شربوا القهوة ضموا السفرة حورية و حنان و مشو للمطبخ

بس اول ما دخلت حنان ردت عليها حورية : اسمعي العشاء انا ما بنغلب فيه اهو شوية و يجو بناتي افطيمة و ملاك و اهو غادة من توا معايا ماشاء الله عليها حرة و تساعدني لكن انت خليك مع رجاء

و فهمت حنان مقصدها : باهي صحيتي حورية

حورية ابتسمت فقط و غادة كانت مستمعة ليهم و قداش ارتاحت ان حورية تصرفت بالطريقة هذه

و من بعدها طق الباب و استاذن اسماعيل ع شان يسلم عليها و وقت اللي دخل و شاف رجاء نوعا ما جالسة لان حنان ساعدتها قداش فرح و الدموع في عيونه : الحمدلله ع السلامة يا بنتي نورتي حوشك و ربي ما يورينا فيك سو

ما قدرت حتى ترد لان اسماعيل ديما بحنينه و سواله عنها فترة اللي كانت في الاردن كان يفكر فيها بالمرحوم بوها مسحت دموعها

و هو رتب ع ايدها و وقت شافت المبلغ اللي حطه في ايدها تفاجئت بس نظرة من عيونه خلتها تسكت لانها فهمت ان المبلغ المفروض بينه و بينها فقط

افطيمة : خلاص يا حاج اطلع للمربوعة مرات يخش علينا حد

: ان شاء الله تردي صحتك كيف قبل يا بنتي …

طلع اسماعيل و المبلغ اللي حطه كان وديدة زي الهدية يعني دساته رجاء بدون ما ينتبه حد غير حنان

بالنسبة لايمن حتى هو مش ناسي طبع امه، لهذا بعث عزم صديقه فارس و زوجته و جلال و زوجته ع شان يخفف من حدة افطيمة ع رجاء

و هدا اللي صار باعتبار الهدرزة جماعية و لوجود خلود و صباح مع حنان افطيمة معش تكلمت بكلام جارح … غير مرة مرة تحط في بيت شعر يوصف حالة رجاء الميؤوس منها حسب وجهة نظرها

و رن تيلفون رجاء و كانت وخيتها : الحمدلله ع الساعة هذه يا رجيوه نورتي حوشك و الله توا بس سمعتها من امي و فرحت واجد

رجاء : الحمدلله يا نجوى اليوم بس قررت لاني قدرت و اخيرا نستعمل الكرسي للحمام بس مع هذا و كله جبت غادة معايا مازال محتاجتها

ردت نجوى : بالشوية عليك شوي شوي و كله يمشي اكيد بتحتاجها توا و الحمدلله انت روحتي مع تكميلة المدرسة

: الحمدلله كيف حال شاهين و عيالك كلهم

نجوى تذكرت حالة الاكتئاب اللي تصيب زوجها و حاليا قاعد فيها : الحمدلله بخير في خيار خيرنا و عمتي ديما تسال عنك و تقول كان عوينة
ضحكت رجاء و شافت لافطيمة و في سرها سبحان الله ع الفرق : بارك الله فيك سلميلي عليها واجد و سلمي حتى ع صبياتك ما قصرن

: يوصل حبيبتي توصي ع شي انا الخميس باذن الله جاية امانة يا غالية لو تبي اي شي ادوي

رجاء : بارك الله فيك جيتك تكفيني و تغنيني عن كل شي

نجوى : ان شاء الله يا رب تنوضي ع كرعيك كيف قبل و تردي رجاء كيف زمان

ابتسمت وقت تذكرت كلام حمزة : دويتي زي حمزة

نجوى : فرحان حتى هو عاد انت عارفة كيف قريب منك واجد

رجاء : وانت قريب منك عبدالخالق ربي ما يفرقنا ع بعضنا

: امين هيا نخليك عيب جنبك ناس و سلميلي ع الجميع

رجاء : يوصل بالسلامة

و انتهت المكالمة و اهني بلغتهم : تسلم عليكم اختي نجوى

و كلهم ردوا : عليك و عليها السلام و كيف حالها و ما الى ذلك

الا ردها هي عاد ديما مخالف : هذه العقيمة اللي واخذها الطرابلسي ما نندري عليها كيف عزوزها لعند توا ساكتة لولدها و ما خلاته ياخذ و يجيب اللي تعمر حوشه سركن غريق يا بنات فتحية تقلبن في فكرهم قلب

و اهني هي نوت تجرح رجاء في اختها لكن جرحت انسانة ما ليها دخل في شي .. خلود اللي ما تحملت و صارت تبكي : الله غالب يا خالتي لو كان في ايدها او في ايدي ما قصرنا لكن هذا حكمته عند الله يعطي من يبي و يحرم من يبي و ما لينا غير نشدوا فيه

و طلعت من جنبهم و رجاء نار فيها تبي تنوض و صارت تبكي معاها : حنان عدي وراها بالله عليك

و مشت حنان

اما صباح تعصبت و قريب تنفجر كيف تتكلم هكي …

و خلود في الحمام اكرمكم الله اتصلت بفارس اللي استغرب هلبة كيف مرته تتصل بيه و هي عارفة بوجوده في المربوعة الخاصة بصديقه طلع من جنب الرجالة و رد : ايوا

: نبي نروح يا فارس توا توا

انخلع : خيرك يا خلود صار شي

هي : مريضة واجد مش قادرة نتحمل و لو انت تبي تقعد خليني نكلم خويا

تعصب من كلامها بس كان فاهمها كويس ما دارت هكذا تصرف الا و في شي كبير : حاضر

طلعت من الحمام القت حنان قدامها : بالله عليك تمسحيها في وجهي امي هدا طبعها و هي قاصدة رجاء راهو و الله كان نساتك

و مهما يحاولوا كانت خلاص : لا حبيبتي معذورة مراة كبيرة في النهاية لكن انا تعبانة واجد و فارس كلمني توا يا ريت تجيبي عبايتي بنروح

شهقت : كيف حيه علينا و الله ايمن لو يسمعها يقلب الدنيا و بعدين عهدي بيك عاقلة يا خلود المفروض ما دويتي شي التريس مش كيفنا

سمعتهم غادة و نقلت الكلام لرجاء

و رجاء : قربي الكرسي يا غادة فيسع

و قعدت تعاند و قاومت لعند قعمزت ع الكرسي و لان افطيمة قاعدة ما تالمت قدامها مع ان الله وحده يعلم صعوبة الامر عليها …و مشت بيها غادة وين ما موجودة حنان

زي ما كان ايمن منصدم في كلام صاحبه : كيف جت هذه؟ و الله العظيم ما تروحوا لعنديت اتعشوا معقولة تطلع من غير عشاء ترضاها انا نديرها عندك

و قعد فارس حاير

بس خلود وقت شافت كيف رجاء جتها لعندها رغم وضعها الصحي هدت و ندمت ع تسرعها : سامحيني يا رجاء المفروض ما اتصلت بس و الله وجعني حالي بالذات و انت عارفة اني كيف درت محاولة زرع و ماصار منها

: فاهمة عليك خلاص انت اقعذي و عمتي معش بتدوي ولا كلمة ع ضمانتي

خلود ما كانت طايقة افطيمة : سامحيني خليني مع اختك و سلفتك في المطبخ لو تبيني نقعد

و استجابت لطلبها لان مش بيناتهم اي كلفة : ع راحتك بس يا ريت تتصلي بفارس و تدويله

و بعثت خلود رسالة لفارس (خلاص رجاء حلفت و انا تحسنت شوية ح نقعدوا للعشاء )

شاف فارس الرسالة : الباين حتى العيلة داخل ما خلوهم خلاص خش

و ارتاح ايمن ان مرته تصرفت : خش و انت شيطت ريقي يا راجل

ضحك فارس و دخلوا مع بعض

و مر الوقت ع صفيح ساخن بس المريح في الامر ان افطيمة معش تكلمت و لا شاركت في اي موضوع الا هدرزة خاصة بينها و بين بنتها نبيلة

اما في حوش خليفة بن عمار …

المهدي : يا ريتني مشيت معاهم كساد بكل بعد روحت رجاء هي و ضناها

فتحية : ايه و الله كساد بس يا ولدي الحمدلله اللي ربي طمنا عنها

المهدي : و حتى الفرخة غادة مخلية الكساد عاد سارة داكه راسها في الورق

فتحية : ايه و الله بنتي بين الورق و الكوشة قاعدة تدير في الحلويات و تبيع ع شان مصروف قرايتها ربي يعاونها القراية باهية و ان شاء الله تحصل منها فايدة بعدين و ما ياخذها واحد و يقعمزها في الحوش

المهدي مش متقبل الفكرة بدي يعارك : كيف هذه يقعمزها في الحوش لعب هو؟ تتعب في قرايتها و في الاخير تقعمز سمحة هذه ؟ لا بعد قرت و تعبت تكمل و تخدم و تولي اكبر دكتورة زي ما تتمنى تعب الطب واجد و هي تستاهل الراحة بعد سهرها و معاناتها

و كانت سارة طالعة تشوف الكوشة و سمعت كلام خوها : ربي ما يحرمني منك مهيدي كلامك عطاني امل كبير واجد

ابتسم و قام ايده فوق كتحية ليها : طبعا تستاهلي يا دكتورة

و قداش كلمة دكتورة خلتها تشوف نفسها مكملة و تخدم حتى الخدمة …

ايه الكلام تاثيره كبير ممكن يرفعنا لفوق و ممكن العكس و زي ما افطيمة بكلامها حطمت رجاء و اوقعتها ارضا جي من ياخذ بايدها و يقيمها فوق بكلامه : اليوم حوشي زارقة فيه شمس و مش اي شمس راهو شمس في يوم شتي و بعد مطرة سمحة و صقع و ليل طويل شرقا شمسي ودفت حوشي و نورت اركانه… ترا تخيلي معايا

رجاء كانت في حضنه حاسة بامان كبير : و انا هدا وين تريحت يا ايمن سبحان الله نحس في الحوش هدا زي الوطن مع اني كنت في حوش اهلي و عارف كيف نحبه

: عارف … و عارف غلاك بالروح كيف تكاثف و انا اللي عارف و في سباك القلب و الروح وعمري صارف و عاطي عهد ما نخون و لا نهون غلاك الجارف .. ايه انا اللي عارف (كلماتي )

تمسكت بيه اكثر : ما عاد نبي شي يا ايمن غير ربي يردلي عافيتي

ايمن : قريب ان شاء الله … (تذكر اللي صار و كان لازم يفهم ) ايه نبي نفهم حاجة شنو صار بدري فجاة فارس قال ان بيروح و بعدها ما صار شي

و ارتبكت رجاء و ما عرفت ما تدوي

ايمن ابتعد عنها و بنظرة جدية : ادوي يا رجاء

تذكرت ان خلود قبل تروح ّ
حلفتها ما تقول شي لايمن : مش عارفة فجاة قالت تعبت و بدت تبكي من الوجع بس انا تصرفت عطيتها مسكن و قلتلها انت مش برانية خشي للدار ارتاحي ما حد بيلوم عليك و حلفتلها ما تروح لعند تتعشى بس

و مع ان ما اقتنع و توقع الامر خاص بس ما حب يلح اكثر : ايه و الله احسن ما درتي لان طلعته من حوشنا بدون عشاء مش لايقة

رجاء حاولت تتناسى كلام افطيمة و تغير الموضوع : اشرف حاضر العشاء ، لان سليمان سلم عليا و حتى عمي هو بس ما شفته

: للاسف لا … من يوم اللي غير ع خط مصر و ما يروح بكل الا مرة كل وين يتصل ينشد و يسكر

رجاء : ربي يصبره و الله وجعني واجد هو و البنت بس الله غالب ما عندهم نصيب في بعض

ايمن : ايه و الله و تبي الحق هو غالط من البداية و من زمان يدوي فيها نبيها اصغر مني بعامين ثلاثة و قلناله زي انا زي سليمان امك مش ح ترضى يقول و هي شنو دخلها المفروض ما كلم بنت الناس لا علق روحه فيها و لا علقها فيه

رجاء : صح … ربي يعوضه و يعوضها و الحمدلله اللي انتهى الموضوع ع خير و ما صارن مشاكل من وراه … لو نقولك مش عمي بدري حط في ايدي ميتين دينار و الله تحشمت منه واجد بس فهمته ما يبي حد يعرف دسيتهن عندي و خلاص

ايمن : سيدي حنين و يحبك واجد يا رجاء باهي نقولك ع حاجة مع اني وعدته ما ندويها

هي فضولها كبير : ادوي

ابتسم : سيدي وقت اللي سافرنا للاردن عطاني خمسين الف ع شان علاجك

و بدال الابتسامة صاروا الدموع ينزلوا و ما كذبت وقت وصفت حنيته بحنية الاب : ربي يحفظه و يحميه و الله ما ننساها ليه لعند نموت

تاثير بدموعها : بعيد السو عليك … و توا خليني فيك و معاك يا سمحتي نبيك ترتاحي و انا من الليلة ح نهتم بيك و بدواك و براحتك

رجاء : مش ح تتعب مني و تمل

اشر ع نفسه : تدوي عليا انا ؟ انا نمل ؟ معقولة هذا ظنك فيا

ضحكت : لالا حاشاك عارفة انا هيا انا خلاص بنرقد تعبانة

ساعدها ترقد ع ظهرها لانها ما تقدر ترقد ع جنب و حرص ان ما يأذيها او يوجعها و هي غمضت عيونها و استمر ممكن ساعة يراقب فيها و رقد

و هي كانت في قمة الالم و قمة الوجع و تكابر و تتحمل و تعصر في نفسها لعند تاكدت ان مشي في النوم فتحت عيونها و استسلمت للوجع و دارت جهدها ان ايمن ما يسمع صوتها لعند ياخذ المسكن مفعوله و ممكن قعدت ساعتين و مشت في النوم و مش هذه الليلة الوحيدة اللي عاشتها رجاء بالكيفية هذه و انما كل لياليها مرت هكي … و مرات ايمن يحس عليها و يحاول يساندها و يساعدها و مرات تنتصر ع المها و ما تخليه يحس بشي …

و ليلا بين مسكنات العلاج و مسكنات ايمن بكلامه و نهارا بين همس الجيران اللي يجوها و بين لسان افطيمة الحاد اللي كانت حريصة في كل لحظة تذكرها بأنها عبء ع ايمن و ان المفروض عايش حياة غير هذه

و تكرر السيناريو هدا لعدة مرات و احيانا في حضور حتى فتحية اللي اليوم كانت جاية تطمن ع بنتها و في نفس الوقت جاية مع نجوى

وقتها كانت الصالة الخاصة بالضيوف مليانة بين جارات و اقارب مع نجوى و بية و فتحية …

رجاء كيف خشت عليهم لانها كانت اكرمكم الله في الحمام و طبعا دخولها ع كرسي متحرك

اكثر شي تكرهه نظرات الشفقة و نظرات الاتهام سلمت عليهم بمساعدة غادة و بعدها جت في جنب نجوى اللي ساعدتها تمتد ع السرير شوي شوي

و سمعت رجاء همس الجارات بين بعض : و الله ما انظني يقعد عليها ايمن و لو كان حتى هو راضي يقعد افطيمة ما بتخليه يا كبدي

ردت الثانية : و عندها حق توا غير جيتنا هذه ريته راجلها مولي يشوف الطول و العرض و اللبس و الشباب خيرا مخصوص و هو حتى من السفر كل كم شهر لابد يسافر توا يفوتن كم شهر و يجيبها يا حنه بنت السطاش ع قول امه

و ضحكوا مع بعض ، و ليش الضحك ؟ مش معروف .. بس وقت الناس تكون قلوبها كالحجارة او اشد و وقت تكون مغلفة بالاكنة
اللفظ هذا انذكر في القران في قوله تعالى

(وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ) سورة الكهف ..

و الاكنة تعني الغطاء و الغشاوة بس مش اي غطاء وقت الواحد يكون ع قلبه غطاء و حتى كلام الله ما يقدر لا يعقله و لا يفهمه معناها هدا تجاوز مدى عدم الفهم و عدم الاحساس … اهو الناس اللي تمشي لمريض او تمشي ع شان ع اساس تقدم واجب العزاء و تنهش لحمك و هي عندك ع قلوبهم أكنة

عكس الامنة … اللي تنزل بفضل من ربي بدعوة وحدة من قلب مجروح او بلمسة وحدة من اخت حاسة بيك اس ربي ينزل عليهم الامنة و الامان و السلوى و الصبر هكي حست وقت امها اسرت بدعوة ان ربي يصبرها و هكي حست وقت نجوى شدت ايدها و هكي حست و هي تشوف لنظرات غادة اللي منتظرة منها اشارة وحدة و تنفجر فيهم تغلبت ع كل هدا و رسمت ابتسامة ع محياها رغم ما جي من كلام بعدها ع لسان افطيمة

: و الله قديش بيصبر سيوره قاري فاتحة جديدة عاد الراجل ما يتحمل واجد و هذه راهو ما في منها فايدة غير ع خشة الحمام حاشاكن هذه اللي فرحانين بيها الباقي و الله ما تقدر تدير حاجة حتى الكاشيك اللي هو كاشيك يطيح منها ما تقدر تاخذه و انا ولدي راجل طول بعرض و شاب صغير مية يجرن وراه غير يرضى

و كان لازم من الرد : لا يا حاجة هادي ما جبتي فيها حتى كان عيب نرد عليك وانت اكبر مني و محسوبة في حوشك ماهو حوش ولدك حوشك لكن سامحيني ما منهم قعدوا في غيبوبة و رجالتهم استنوا و صبروا عليهم لعند ربي فرجها شنو المراة تموت كان ربي ابتلاها في صحتها ياما صبرت و ياما تحملت و عانت

و طبعا ما عجبها : انت تحسابيها حرة كيف باقي النسوان فرقة الحال خليني ساكتة

بية : كنتك رجاء و الله و قلتها حتى لنجوى الا عوينة غير في عرس اختها كلهم عندنا شهقًوا فيها كيف في العمر هدا و عندها صغار. و قاعدة تجري اهني و اهني سيورها يا حنه ترد صحتها و توقف ع رجليها و سلم راجلها و فارسها اللي طلعها برا يجري بيها هذاكا حده ع شان تصحله

ضحكت باستهزاء : هذه مازال توقف ع كرعين حالك باهي كان غير قدرت تقعمز ع كرسيها بروحها بالله خليني ساكتة

و نجوى تغلي تبي بية تسكت خايفة من افطيمة تحط كلمة ما في بعدها ترقيع بس انتهى النقاش ع الحد هذا .. و ضيفوهم و غدوهم و بعد العصر قاللهم شاهين هيا و روحوا …. و خذو معاهم فتحية

و رجاء اعتادت ع سماع كلام عزوزها المسموم لدرجة وصلتها لمرحلة اللامبالاة

اما اللي كانت تغلي فهي بية : يا ناري ع وخيتك يا نجوى ما بعدها منها سامحيني يا فتحية لكن يا كبدي نار و بنتك مسكينة تبي فترة نقاهة و تسمع كان الكلام الباهي ع شان توقف ع رجليها مش كلام زي هذا

فتيحة بحسرة : الله غالب يا وخيتي انا ما عندي لسان يرد و بنتي هذه زعيمتها الفالحة في خواتها لكن جت طيحتها في افطيمة و بيني و بينك نقول الحمدلله اللي نجوى بنتي طاحت في مراة كويسة كيفك

شاهين شافلها من المراية و غمزلها و في سره ” ماني عارف انظلمت معاي و الا لا ؟ “

و نجوى فعلا في مواقف من هالنوع تقتنع ان ربي قسم لكل منا نصيبا من الحلو و المر …

ولان هذه طبيعة الحياة فيها الحلو و المر … يوم 26/06/2007

كان اليوم هذا يوم فارق عند هناء …

هناء اللي باعتبارها هي المسؤولة الاولى و الاخيرة ع امور بوها و امها … تفيق بكري ع شان تضم و تجهز الفطور و من الصبح اليوم دارت الفتات و الشاهي و حطت معاه العسل و كل ما لذ و طاب و فطرت مع اغلى اثنين ع قلبها

: بنتي السمحة ديما متعبها معايا المفروض توا عطلة و مرتاحة لكن تنوضي بدري بسببي انا و امك

خديجة : و الله من يوم اللي بطلت القرايا و كملت امتحاناتها ما تخلي فيا نمس في حاجة معاها

هناء تحط في طواسي الشاهي قدامهم : و شنو فايدتي يا غوالي بالله ! و الله العظيم تقعميزة كيف هذه بينكم تسوى عندي الدنيا و ما فيها و ما نبدلها بطلعة حتى لبلاد اجنبية مش بالنوم

ضحك الصادق : ريتيها كيف تدوي ؟ ربي ما يحرمني منك يا هنيوة … تعرفي نحس في روحي كيف اللي مستاحش خواتك كلهن

هناء : انت تطلبهن يجنك طول يا سيدي و لو تبيني نكلمهن توا الساعة هذه حاضر

الصادق حط الطاقية ع راسه : ايه و الله لو نلقى نبي يجن خواتك الثلاثة يلتموا عندنا و حتى الاولاد و ضناهم يتعشوا عندنا الليلة ( و تذكر البعيدة ) كلا عفاف عاد الله غالب بعيدة واجد ما بتقدر تجي … مع اني مستاحشها واجد عليم الله امك عندها حق وقت اللي قالت بعيدة

هناء ضحكت : الله غالب عاد يا سيدي نصيب و بعدين لو تسمع كلامك عمتي مبروكة تزعل واجد

شاركها الضحكة : و الله تزعل واجد حق …

و وقفت خديجة : خليك و الله ماتك واقفة انا بنمشي للمطبخ نرفع معاي السفرة و انت هدرزي ع سيدك

و هناء ما كانت تبي تعب امها: ليش حلفتي بس ..

الصادق : خليها يا هناء … امك تبي تتحرك حتى هي عاد مش كل شي انت

خديجة خذت السفرة : ايه و الله يا حاج بالسيف تبي تقول عني كبرت

هناء: انا لا و الله

مشت خديجة و الصادق تامل بنته بطريقة حلوة : اسمعي يا بنتي انا و الله خاطري في مقروض

و ردت بنته : من عيوني يا سيدي غير راهو حط في بالك ناقصني بعض المكونات جيبهن و نديره المقروض ليك يا غالي هو انا عندي اعز منك و نشربوا بيه قهوتنا العشية مع باقي العيلة اللي تبيهم يتعشوا عندنا

ابتسم : معناها نصبي يا هنيوه نجيب اللي تبيه

اعترضت هناء بعد ركزت في هياته : لا توا ما تعدي قبل نحلقك ، معقولة انا نخلي الحاج الصادق عبدالغفور يطلع هكي ! و الله ما صارت

و ضحك ع كلامها و استسلم لرغبتها و باقصى السرعة جابت عدة الحلاقة و بدت تحلقله و هو يحكي و يهدرز ع ايام زمان ع كيف كون نفسه من لا شيء

الصادق : تعرفي يا بنتي اني بديت من الصفر يا ما هالظهر تحمل و يا ما الايدين اللي قدامك حفرن في الصخر لعنديت بديت نشري في الارض و نبيع و الحمدلله الرزق اللي قدامكم كله درته بتعبي و مجهودي

هناء كانت مركزة في تحليق بوها : ربي يحفظك لينا يا غالي ..

و بعدها غسل و غير لبس لبسته العربية كعادته و حط طاقيته و تعطر و لبس في رجله و بيطلع

و هناء صغيرته تتامل فيه رجع بعيونه ليها : يالله وتي روحك مسافة الطريق نجيب اللي طلبتيه و بدي في المقروض و فكرن حتى في العشاء قبل ما نكلم خوتك و خواتك

اشرت هناء ع عيونها

ابتسم و طلع يمشي و يسبح زي عادته في اتجاه المحل القريب ع منزلهم و بينما كان ح يقطع الطريق تاكد ان ما في سيارات و قطع الطريق بس كان في سيارة صاحبها واقف ع جنب و فجاة طلع بسرعة و مش منتبه للطريق لعند نفذ قضاء الله

و كان مشهد جدا مؤلم للناس الحاضرين انتهى بوقوع سند عايلة ع الارض بل قامة من قامات المنطقة باكملها ان لم يكن مصراتة ككل ساس و اساس خلاص انتهت رحلته في الدنيا الزائلة و ربي يكتبه من الفائزين بجنات النعيم

عيونه ع السماء نطق الشهادة و مر امامه شريط حياته بالكامل و خرجت الروح لباريها ….

و هناءه بنته صغيرته مازالت تنتظر عند الباب و كلها خوف و ترقب و تطرد في اي احساس سلبي يحاول يحاوطها و تبي بس تسمع مشيته

بالله هو في زي خطوته نتبعها
مشية البات ع الوطى تسمعها
قبل ما يحط كراعه بطلته يقلعها
و كل المصايب بهيبته يشرتعها
و راحة و امان ببسمته يزرعها
و مشية البات ع الوطى تسمعها
(كلماتي )

و طولت و ما سمعت خطواته و طول و طالت مراجاته و مروا الدقايق سريعا و هي تحط في احتمالات تطمن قلبها بالك تلاقى مع حد بالك راهو طلبوه في مشكلة يحلها و بالك و بالك لعند مرت نصف ساعة انتهت باكثر شيء مفزع

دقة ع باب الحوش لكن ما هي دقته
و حتى لو نسي مفتاحه مش عادته يدق بالطريقة هذه

ايدها ع قلبها و همست : يا رب

مشت بخطوات مترددة ناحية الباب و يا دوب سالت: نعم

سمعت شخص يقول : كلمي واحد من خوتك يا بنتي

و بدون وعي كانت تجري اي طارت هناء و كيف ما تطير و كل شي قاعد ياخذ فيها لاحتمال مخيف لكن اقسى ما جاب عقلها وقتها ان مريض و في حاجتهم .. وصلت لحوش خوها رضا و دقت بطريقة الجار طريقة مفزعة

اسرع رضا و فتح. :هنيوه خيرك

هي داهشة و عيونها شاخصات و بس : في واحد يدق ع الباب و قالي نادي ع واحد من خوتك

رضا ما رد عليها و مشي بسرعة للباب … و هي طلعتلها نادية زوجة خوها و حاولت تدخلها معاها لكن هناء رفضت : سيدي يبي مقروض و مشي يجيب حاجات توا يدورني و ما يلقاني

مشت و هي في قرارة نفسها عارفة ان لا ح تدير المقروض و لا عاد ح يجي الصادق

و شوي شوي و تعبى الحوش بالناس و فضي من اعز الناس سيدها و سندها و صديقها و بوها امانها و امنها سترها و ظهرها

تشوف الناس اللي تجي و هو مش موجود من ضمنهم .. لهذا عيونها طول مشو لخوتها : رضا … سيدي وين يا رضا … بشير ادوي انت سيدي وين

نزل راسه بشير اما رضا جري عليها و ضمها : انا لله و انا اليه راجعون

و هناء تردد : قال يبي مقروض و يبينا نتعشوا عنده اليوم يبيكم كلكم ملتمين … يبي مقروض يا رضا سيدي ييي مقروض

و رضا معاها و يبكي … و مش قادر يستوعب اللي صار

و من يستوعب ان من كم ساعة كان المرحوم يخطط للمة بناته عنده و اهم جو باقي بناته زي ما تمنى و التموا في حوشه بس هو مش موجود ما حضرهم و سبحان الله زي ما قال وقت سمعوا بالحادث الخاص برجاء و عيلتها الانسان يطلع من حوشه ع شان اتفه الاسباب و ممكن يكون قضاءه في المشوار هدا بدون ما يعرف …

و ما ان مضت صدمة الخبر حتى انجنت هناء و انجنوا معاها خواتها لان الصادق مش مجرد اب و لا هو بشخص عادي
كان عزهم و دلالهم كان مبديهم ع نفسه كان طول الوقت حريص ع تعليمهم و بناء شخصياتهم القوية بنات قبل الاولاد … و هذا الصادق عبدالغفور … و بموته انطفئت الحياة في عيون بناته و بالذات هناء

و بدال ما كانت تستنى فيه يجيب نواقص لاكله اشتهاها رجع الحاج الصادق في تابوت مش كيف ما طلع ع رجليه

و اندفن في جنازة كبيرة حضرها كل من يعرفه و كل من يقدره و كل من ساعده ذات يوم اللهم اغفر له و ارحمه ….
__________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

الناس كلها تمل و تيأس الا افطيمة ما عندها روح مع الاستمرار في محاولتها الوصول لهدفها

مواجهة جدا عنيفة في ذات الدار اللي شهدت يوما ما ع مواجهة ذات يوم نتيجتها مختلفة طبعا

و هي بين عالتها و مسدتها : انت صغير تشوف بصحتك طول و عرض و مال و جاه بحوشك تقعد ع هذه ؟ ع هذه يا ايمن ! شنو اللي طامع فيه منها ، اسمعني كويس انا قلتلك من قبل هي تقعد في حوش اهلها خليها مع امها و ديرلها معاش كل شهر اعطيها و كلا ضناك من حوشك ما يطلعوا و من غدوا….

ما خلاها تكمل كلامها و آشر ع الدار يايده : من عشر سنين لو تتذكري في المكان هذا انت اللي قلتيلي ناخذ بنت السطاش و حلفتي عليا ما ناخذ بنت غيرها و الا نخسر رضاك و سمعت كلامك و الحمدلله اللي سمعته نشهد بالله عشرة بنت الناس هذه لو لفيت الدنيا كلها ما نلقى كيفها صانتني و تحملتني وقت القلة و وقت اللي نسافر بالشهور ماشية في طوعك و غير شنو تبي يا عمتي خدمتني و خدماتك و ردي بالك تنكري الشي هذا يا امي اللي تحملاته معايا رجاء و القيتها في شدتي و قامتني حتى انا اليوم نقيمها و نردها طرف طرف لعند تولي زي قبل و احسن و عشرة غيرها لا والله ما نبي و حتى انا قلتلك من قبل الايد اللي تنمد و بتقرا فاتحة في غيرها عندي نقطعها احسن مليون مرة ما نديرها فيها انا لاني قليل اصل و لاني خوان ع شان ندير عملة خايبة كيف هذه رضاك واجب عليا و طول عمري ناخذ فيه و بناخذه لعند اخر يوم في عمري الا في هذه يا امي الا في. خراب حوشي و كسر خاطر مراتي اللي جتني عيلة صغيرة و تربت معاي و معاك مرة ثانية

و كانت انسانة و صارت شي ثاني تماما : اعطيها موت ان شاء الله ما عاد توقف ع كراع ان شاء الله مرمية في التركينة ديما هالسحارة اللي خربت بيني و بينك فرق بينها و بين ضناها

و معش تحمل اكثر كلامها : خلاص يا امي استغفر الله العظيم ساد الولد اللي دفنته ساد

طلع و سيبها

و هي و لا قالت نسكت خشوا بناتها حاولوا يسكتوها و هي شي مستمرة في ذات السياق

و روح ايمن و حاس بغضب شديد و حمل كبير عليه هي امه و مش بالساهل عليه يتناقش معاها و يردها بالذات و هما متربيين ع ان كلامها قانون لكن برضوا هو مش بشخص نذل ع شان يتخلى ع شريكته و حبيبته و ام صغاره في ظرف من النوع هذا كان يائس و خايف من دعوات امه و طلب السند و العون من الله و كم انت كريم يا الله اعطاه ما تمنى في وقت حرج هو في امس الحاجة ليه

وقت خش يسمع في صوت غادة : ايوا ماشاء الله عليك يا رجاء و الله قدرتي

و شاف قدامه منظر يوما ما كان اشبه بالمعجزة

رجاء واقفة وراء الرباعة و تمشي بيها شوي شوي

غمض عيونه : اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد، ربي انت اكرمتني بعد كنت يائس ربي سامحني لاني يئست الحمدلله

هي لاحظت وجوده من خلال حاشية سوريته : ايمن

مسح وجهه و دخل : ماشاء الله الحمدلله شفتي يا رجاء مش دوينا مية مرة و قلتلك تقدري

: مش مصدقة يا ايمن الحمدلله و اخيرا و اخيرا صح مازال قدامي واجد بس حتى هكي نعمة من ربي من قال

غادة ع طول انسحبت و لاول مرة تتاثر للدرجة هذه مسحت دموعها و بدت في تجهيز الغذاء …

اما ايمن جي جنبها : يا فرحة قلبي بيك

رجاء : سامحني عارفة تعبتك معايا واجد و صابر بس..

حط سبابته ع فمه : اس و لا كلمة احني تفاهمنا ع الكلام هذا توا شنو رايك تشربي قهوتك معايا برا في اللايدة

ضحكت : ايه حتى انا مستاحشة

و مشي جنبها مازال خايف عليها اطيح فجاة و كانت المرة الاولى اللي رجاء تطلع في لايدة حوشها و تهدرز و تضحك بطلاقة و بفضل الله المكان اللي عادة يقعدوا فيه كان مخفي ع حوش افطيمة و الا راهو كملت عليهم اليوم ….

و لانها عطلة و ملل حط ع رقمها و اتصل : السلام عليكم ابلتي كيف حالك

ابلة صفاء : الحمدلله يا مهدي مية مية انت شنو جوك و شنو مداير في العطلة

: اوف كساد يا ابلة مليت منها نراجي في المدرسة ع شان نتلاقو

ضحكت : تبيها عاد ع شان تدير المقالب انت و سندس

ضحك وقت تذكر اخر مقالبهم : الله غالب اهو نفوتوا في الوقت

ابلة صفاء : علاش معش تشارك في الراديو نسمع فيه ع خاطرك لكن انت ما شاركت

المهدي : مش عارف معش عندي نية

: لا يا مهدي لازم تكمل لان مفيد ليك هلبة

هو شاغله امر واحد : باهي قوليلي يا ابلة معش كلمتي البنات انت ؟

صفاء : ريحان تكلم فيا ديما اما سندس اتصلت بيا مرة وحدة و خالد كل يوم يكلم

و حس بغيرة ع ابلته : كل يوم يهدرز معاك ؟ غير شنو يقول بس و هو في الفصل ما نسمعوا في صوته

ضحكت : لا عاد قلنا انتم خوت و الا و حتى هو يهدرز ويسال عنكم كلكم ، بس انت غريبة كيف صابر و ما كلمت سندس

و هو يكلم في سندس بس ريحان هي اللي حاس بتردد ان يكلمها : لا كلمتها لكن ريحان ما كلمتها مش عارف انت فاهمة عليا سندس نعرف اهلها و عيلتها مش زي ريحان هذا اللي خلاني ما نكلمها

( و طبعا مش هذا السبب الحقيقي ، و انما مشاعره اللي مش فاهمها هي اللي مخلياته خايف من هكذا خطوة )

صفاء : لا يا ولدي عادي كلمها ماهو قلنا خوت …

المهدي خلاص يبي يلغي الكلمة هذه : باهي انت شنو درتي في العطلة

و بدت ابلته تشاركه برحلتها لطرابلس و خروجها في نزهات مع اهلها و هو يسال فيها ع كل شي ….

_____________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️❤️

و جي الليل و يا ما اطول اول ليلة ع الفاقد .. و المفقود هو اساس الحوش هو ضحكته و هو قوته و هو هيبته و قداش واعر ع البنت المتزوجة بعيد هكذا امر

يمشوا الشهور و هي تقول توا الشهر الجاي نمشي و تتعرقل الامور و تاجل مرة و اثنين سبحان الله الزيارة ما تكون ساهلة و ما في اسهل من وصولها بعد الموت …

موسى ما قاللها اي شي لا هي و لا امها كان جايبهم طول ع اساس ان الصادق مريض فقط

لكن من دخول الشارع و هي شهقت : سيدي سيدي يا عمتي

مبروكة شدت في ايد موسى : شنو في يا موسى خالك خيرا

غمض عيونه و دمعته طاحت: انا لله و انا اليه راجعون

و بدت عفاف تصرخ و تصرخ و معش قدرت تتحمل اكثر و نزلت من السيارة تدور فيه بينهم مش موجود شافت هناء قدامها : حيه علينا يا هنيوه سيدنا مات و عدا حيه علينا كيف نديروا لمن بنمشوا لمن بنشكوا من بيدورني يا هنيوه طولت عليه واجد يا هنيوه كلمني و يقولي مستاحش يا ريتني جيت طول يا ريتني ما راجيت شنو اللي نراجي فيه ؟ نراجي فيه يمشي و يخلينا

و انهاروا ثاني البنات و امهم و ما خلو عزم في حد و ردت عليها هناء و هي بتتقطع زيها : قالي يبي مقروض يا عفاف قالي مستاحش و نبي بناتي و اولادي يتعشوا التمينا و هو وينه يا وخيتي بنموت

و ربي يصبرهم و يصبر كل من فقد غالي بالذات الاب و ربي يحفظ اباءنا من كل شر
_______________بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️❤️

و لان ريتم الحياة سريع مرت الايام تباعا بدون ما يحس بيها حد الا الشخص اللي فاقد و عايش حزن كبير و يبكي و من ما بكي عليه الحاج الصادق تقريبا شهرين و ما وقفوا بكي بالذات عاد بناته و كلا زوجته حالتها بروحها كانت كاتمة في قلبها و ساكتة لعند ربي كتب ع هناء اختبار ثاني وقت طاحت عليهم الحاجة خديجة و بعد الكشوفات عرفوا ان عندها القلب و استمرت هناء في رعايتها و اعترضت ع اي مساعدة من اي حد : امي مسؤوليتي انا و مستحيل نخليها تحت رعاية اي حد انا اللي ح نهتم بيها

خوتها كانوا في الاستماع و ما حد اعترض

بس بشير تكلم و حب ينبهها لامر : و وقت قرايتك يا هناء

: وقت القراية اذا كلثوم او نادية بيجو يطمئنوا عليها بس عادي لكن وقت انا قاعدة انا المسؤولة عنها

بشير : زي ما تبي

و تغير حال هناء من صغيرة العيلة بدت هي اساسها و كل شي تحتها الفلوس و المرجعية في كل الامور ع شان ياخدوا شيرتها في الكبيرة و الصغيرة حتى في بيع الاراضي الخاصة بالمرحوم ماهو كان تاجر اراضي هي اللي كانت مشاركتهم في كل شي لانها سر بوها

و اما عن غادة باعتبار رجاء بدت حالها كل يوم احسن من اللي قبله روحت لحوش اهلها و بدت تجي كل جمعة تضم الحوش و تروح

و يا فرحة ايمن يوم اللي بدت رجاء تتحرك بالقيلة و تحاول تدير واجباتها … رغم الالم و الوجع كانت وقت اللي تمشي تحس انها مش متحكمة في رجلها و مع ذلك ما كانت تبين بس ع شان يرجع كل شي زي ما كان و ع شان تريح راجلها لانها عارفة كم تعب و كم عاني بين تعبها و كلام امه المستمر لعند استقرت تماما و رجعت لطبيعة حياتها الزوجية بعد عام و نصف من الهجران و المرض و المعاناة

و اقترب العام الدراسي الجديد و اقترب معاه حلول شهر رمضان و المهدي صح بفضل النقال هالمرة ما حس بالبعد و الفراق لان يوميا يهدرز مع ابلته صفاء و يحكي ع احداثه اليومية و مشاكله و هي بذات النمط كانت لكن عاد مش كيف الشوق لريحان و لاجواء المقالب مع سندس كان في انتظار بداية الدراسة بفارغ الصبر …

بس البداية متاع الدراسة هذه ح تكون نهاية مشوار دراسي لشخص ثاني

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى