روايات

رواية عيون القلب الفصل الرابع والستون 64 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب الفصل الرابع والستون 64 بقلم ماريا علي الخمسي

رواية عيون القلب البارت الرابع والستون

رواية عيون القلب الجزء الرابع والستون

عيون القلب
عيون القلب

رواية عيون القلب الحلقة الرابعة والستون

بعد سقوطي و ضياعي بين ازدحام الحياة و الامها
ظننتها نهايتي و اخر صفحات حياتي الرمادية
الى ان التقيتك عاد قلبي نابضا
الى ان سمعت صوتك عاد حلمي ساطعا
الى ان احسست بوجودك عاد املي زاهرا
و عند معرفتي لاسمك قلت انك هنائي الدائم
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
اللهم اغفر و ارحم من كان معنا اياما و شهورا و سنوات و اليوم قد وراه الثرى فلكل منا احبة و اصدقاء قد فارقوا هذه الدنيا نأمل من المولى عز و جل ان يرحمهم برحمته الواسعة
منهم من كان برفقتنا في الحياة
و منهم من كان قارئا لحروف قصصنا مثل القارئة افطيمة رحمة الله عليها
و منهم من كان احد شخصيات هذه الرواية مثل والدة فتحية و المرحومة ريحان و الموظف مفتاح و العم رمضان و منصف و فارس و اخشى ان اكون قد نسيت احدهم اسال الله المغفرة و الرحمة لجميع موتانا و من فقدنا و نسأل الله ان يمن بالشفاء و الصحة لكل من انهكه المرض و اسال الله ان يجبر خواطر كل من اثقلته الهموم
_________________________________
يوم الخامس من مايو ….
صح مش ح تشوفه
بس هذه عادته و صارت طبع و روتين يومي كل ما عنده مقابلة مع احدهم لازم يكون في أبهى طلة
لهذا لبس المهدي اجمل ما عنده كان انيق فوق اناقته المعتادة اليومية و ممكن كمل شيشة عطر كاملة و هو يتجهز للذهاب
في اللحظة هذه رن تيلفونه : ايوا مصطفى ، وصلت ؟ … تمام شوية و طالع
انهى المكالمة و خذي التيلفون في ايده و استنشق الهواء في دفعات متتالية و كأن يشحن نفسه اما هو قادم و اخيرا طلع من داره
تصادف مع غادة : ماشاء الله ماشاء الله تقول عريس يا مهيدي
توردوا خدوده و حس و كأنها كشفاته : ترا فكيني من دوتك الراجل برا يراجي فيا
تجاوزها و طلع
و هي قعدت بعيونها معاه حست ان في من وراه شي بالذات كيف تغير وجهه
” وراك شي يا مهدي ، ضربتها راسها بخفة لانها تذكرت انها ما كلمت سارة اليوم خشت دارها ع شان تتصل بيها”
اما المهدي فركب جنب مصطفى و انطلق الاخير بيه للمقهى اللي اتفق يتلاقى مع بشير فيه ، و كان ع غير عادته مع مصطفى قليل الكلام و شارد طول الوقت
الوقت هذا كانت غادة في محاولات فاشلة لمعرفة اي اخبار عن سارة
غادة : كيف يعني سارة ادوي لو في شي بالله عليك خليك صريحة يعني طمنيني عنك مش كلمة و قص
و سارة اللي قررت تكمل حياتها معاه كيف ما كان و في نفس الوقت قرارها الثاني ان ما حد يعرف شنو يصير معاها قررت تحكي ع سلفتها ع شان تخلي الكل يرتاح بان حياتها طبيعية مع عصام : قلتلك حالي باهي حتى تعرفت ع سلفتي دانية سمحة و طيبة و ماشاء الله عليها و وعدتني ان الجارات ح يجني بعد كم يوم الحمدلله حياتي مبدية تتحسن
(كانت تتكلم و عيونها دموع بالذات وقت تشوف منظر السقف و الحيوط و الا تسمع صوت صفير الريح )
بس غادة هالمرة كان سؤالها بشكل مباشر : باهي ما عرفتي منه شنو ناوي ع مراته هاديكا
القلب انقبض و تمنت لو تصارح اختها باللي خايفة منه.: ع حالهم في المحاكم .. انت طمنيني ع امي شنو حالها توا
تنهدت غادة : الحمدلله و الله نفكر فيها بعد نعرس انا و نطلع من الحوش امي مش زي قبل و الله من اول ما مرضت بالسكر و هي تتعب و ما عاد تتحمل بكل بتقعد مسوولية الحوش كله عليها
سارة : ان شاء الله خير ، حبيبتي انا مضطرة نسكر توا بنشوف الباب سمعته يدق اكيدة دانية جتني
غادة تطمنت اكثر عليها : باهي المهم خليك ديما تكلمي فينا و ما تشغلينا عنك
سارة لحظتها تمنت لو يرد الوقت و تعيش الروتين السابق مع اهلها : ان شاء الله
سكرت الخط و معش تحملت اكثر و دخلت راسها تحت المخدة و انهدت بكي و هي تتذكر في معاملة عصام و نظرته اللي كلها احتقار ليها
و من يرد الوقت يا سارة ؟ ابدا هالخيار مش موجود بس برضو خيار الاستسلام و التسليم اكبر غلط تديريه في حق نفسك قبل اي حد ثاني
اما المهدي حاليا جالس ع احد الطاولات في احد مقاهي المدينة في انتظار وصول بشير
و ما هي الا دقائق معدودة حتى وصل بشير المقهى و دور بعيونه لعند شافه مشي في اتجاهه: السلام عليكم خويا المهدي كيف الحال
وقف المهدي و صافحه بكلتا يديه: و عليكم السلام ، الحمدللهكيغ حالك انت ؟
قعمز بشير و تبعه المهدي في الجلوس : الحمدلله بخير ..
و بدي بشير الكلام : عليك ايام تذكر كيف تلاقينا و وين كنا و اليوم اهو هنا في مصراتة ممكن تعيش في نفس المكان مع حد لكن ربي يكتب تتلاقى معاه في مدينة ثانية او بلاد ثانية بكل زي اللي صار معانا
رد المهدي : ايه و الله دنيًا و نصيب امتى مكتوب ما تعرف
بشير : بالضبط
المهدي طلب قهوة و ساله عن قهوته اللي كانت سادة
و استمر المهدي يسال عن فتحي المرافق اللي كان معاهم و في نفس الوقت صديق بشير
و هنا جت القهوة و بعد مشي الموظف اللي جايبها
بدي المهدي في الكلام بثقة كبيرة خارجية بس من داخل كان ميت رعب : انا يا خويا بشير مش ح نلف و ندور عليك جايك نفتح معاك موضوع خطوبة للمستورة اختك الصغيرة ، و ظروفي ح نقولك عليها بالكامل بداية من اليوم اللي فقدت فيه بصري لعند اليوم هذا و مش ح نزيد عليك حرف و تقدر تسال و تتاكد بنفسك .. اسمي المهدي خليفة بن عمار مواليد 1993 و انا من وقت اللي جيت ع الدنيا …..(كمل القصة لعند اخرها و ختامها بلقاءهم في العمرة)
بشير يسمع و من جهة متأثر بظروف المهدي و من جهة ثانية مش قادر يخفي اعجابه بيه و برحلة كفاحه يكفي الدراسه اللي يكمل فيها مع ان تاخر في الالتحاق بالمدرسة
و المهدي وصل لعند اخر شي : و بالنسبة لحوشي حاليا واقف ع الزواق و راهو كبير واجد نفس مساحة حوش اهلي نتمنى لو تعطوني فرصة و نتشرف بنسبكم
بشير كأن مش متفاجا ممكن حس برغبته هذه وقت اللي كان المهدي ياخذ في معلومات منه عن هناء : و الله يا مهدي من عندي انا ما نتمنى لاختي واحد خير منك عارف و متأكد تعيش معاك مرتاحة لكن مهما كان ما بنقدر نعطيك الراي النهائي قبل ما ندوي معاها و مع خويا رضا هدا غير باقي العيلة نبيك بس تصبر عليا و ان شاء الله خير
ارتاح نوعا ما مع ان في داخله خوف وقت ذكر خوها الثاني و باقي العيلة : انتم يعني الناس العادية واخذين فكرة غلط ع المكفوفين تحسابونا عالة ع غيرنا انا حاجتي ندير فيها بروحي من يومي و المكان اللي نتردد عليه نحفظه و معش نحتاج حد حتى يشد ايدي نهائي
بشير : ايه يا مهدي بتقولي عنكم ، ماشاء الله انتم عندكم نور البصيرة ربي يبارك ، انا عندي صاحبي كنت من زمان انا اللي نوصل فيه لطرابلس و حتى هو كفيف زيك مش عارف اذا انت تعرفه او لا اسمه جبريل الهادي
المهدي : اي نعرفه هدا ديما يجي لجمعيتنا يعرف الحاج سليمان
بشير : ايواه هو هدا متزوج و بصغاره و نشوف فيه بروحي عاد كيف معتمد ع نفسه في كل شي الا موضوع السيارة عاد الله غالب
المهدي : ايه و الله .. حتى السوق نمشيله بروحي و نشري في حاجتي بروحي
بشير حط ايده ع كتفه : باذن الله خير. اطمن و كون هاني
و من طريقة كلامه استبشر خير مع شوية مخاوف من ردة فعل هناء نفسها و عيلتها
و عند الخروج من المقهى ودع كل منهما الاخر و روح المهدي و طول الطريق سارح و يفكر في كل الاحتمالات …
نزل من السيارة و خش داره بدون ما يرد لا ع امه و لا ع غادة
طلع التيلفون و اتصل بايمن : السلام عليكم
: و عليكم السلام ، طمني ولدي شنو صار معاك
و بدي المهدي في سرد كل شي : …. و هدا اللي صار
ايمن : معناها توا نراجوا الرد منهم اول ما يردوا عليك بلغني اذا كانوا موافقين معناها انا نتملك كل شي و يكون ربي داعيلها اللي حصلت راجل زيك و اذا ما فيش نصيب سلم ولدي ما نبيك تزعل
المهدي ما يبي اي احتمال للرفض لهذا سكت
بس ايمن كمل : المهم يا مهدي خلي الكلام بينا لعنديت نشوفًوا شنو يصير ما في داعي يكثر الكلام قبل نسمعوا الرد من الناس
المهدي كان ع ذات الراي : ان شاء الله .. توا نستاذن و سلملي ع رجاء و الاولاد
حب ايمن يمازحه و يغير جوه : و افطيمة كيف هكي نسيتها
ابتسم المهدي : هذه صعب الواحد ينساها سلملي عليها هي الاولى
ايمن : حاضر يوصل ما تفكر في شي سلم ولدي
تنهد المهدي و استاذن منه و انهى المكالمة و حاول يشغل نفسه بالدراسة
اما ايمن طلع من داره يدور في رجاء ع شان يحكيلها
سمع صوتها من الصالة تعارك في اسماعيل
: خيركم
هي عطت نظرة لاسماعيل اللي ع طول نزل عيونه و مشي داره
ايمن ملامحه تغيرت : شنو في
هي تسكت في فارس : اخ يا ايمن اسماعيل عنده غيرة مش طبيعية من خوته توا هالوقت سمعت فارس يبكي استغربت و وقت اللي جيت القيته يعارك فيه هو واخته
ضحك ايمن : عاد كان الدلال كله ليه
رجاء حطت فارس في كرسيه : ربي يهديه
جي جنبها و بدي يلعب في افطيمة اللي تضحك بطريقة تذيب القلب : كلمني مهدي
و اكيد توقعت ان المكالمة ع موضوع الخطوبة : طمني
ايمن : طلبوا وقت يفكروا و يسالوا البنت
رجاء كان صوتها كله قلق : قولك يرفضوا ؟
: لو عندها حظ سمح توافق
رجاء ابتسمت : نحب حبك للمهدي
ايمن بقيمة حاجب : يعني طلعت منها هكي انا ، لا تحبيني و لا فيا ما ينحب الا حبي للمهدي
ضحكت و جت جنبه : اهو الغيرة عرفت من وين مصدرها .. اكيد نحبك و نحب كل شي فيك حتى وقت تفنص فيا زي ما درت قبل شوية
اصدر فارس صوت ضحكة هو وافطيمة في ان واحد خلاهم اثنين يضحكوا
و في حوش الصادق عبدالغفور
كان الوضع مختلف
بشير جالس في مقابل رضا و يحكي شنو سمع بالضبط من المهدي وبالاضافة للمعلومات اللي تحصل عليها من خلال اختلاطه بيه خلال ايام العمرة
رضا : القرار ليها هي زي ما عطينا خواتها الحرية من قبلها احني و حياة سيدي حتى هي ما بنقدروا نغصبوها اذا وافقت او رفضت
بشير : اكيد هذه ما فيها كلام ، الحمدلله انا متأكد من عقلها هنيوه تتذكر في اخر موضوع جاها اللي كان ما يخدم مع ان حالتهم متريحة ع الاخر و يلعبوا بالفلوس لعب بس عجبتني واجد وقت رفضت قالت اللي ما يخدم و يدخل القرش بتعبه ما عندي ما بندير بيه
كمل رضا بتأييد لكلام خوه : بالضبط و بعدين انا في شي مشجعني ندويلها لان من مدة شهر او شهرين ما عاد نتذكر المهم هنيوة داوية لنادية مرتي قالتلها لو تقدملي واحد من الشباب المصابين في الحرب مبتورة ايده او كراعه او حتى كرعيه الاثنين و قاعد ع كروسة نوافق خير ما ناخذ واحد بصحته لكن لا عنده اخلاق و لا يتحمل المسؤولية
بشير : و نعم الراي يعني غدوا نقعمز معاها و نكلمها
رضا بتشجيع : توكل ع الله وانا من عندي بنزيد نسأل عنه الراجل و ان شاء الله خير
يوم السادس من مايو
بروتين يومي معتاد اول ما فاقت الصبح نزلت من حوش خوها بشير بكري و خشت للمطبخ جهزت قهوة ع السريع و من بعدها تجهزت للذهاب لمدرتسها و فطرت و هي واقفة
و من ثم مشت للمدرسة …
كانت وين ما تمشي تلاقي الاحترام و الود لانها طيبة و سهلة لينة مع الجميع لكن في وقت الغلط تكون اكيد شديدة
بس في المجمل شخصية محبوبة و الاهم ليها هيبة و احترام من الجميع مش بس الطالبات
استمر عملها لعند الظهر و بعدها روحت للحوش
كانت طول الطريق تمشي و تسبح الله و عيونها تحت ما تبي تتلاقى نظراتها بحد من المارين سوى ع اقدامهم او السيارات
و اخيرا وصلت للحوش .. رغم كل شي تعودت تقعد فيه بروحها
و اول ما غيرت ملابسها و صلت مشت المطبخ ناوية تدير غذاها بس تفاجئت بسفرة غذاء ع الرخامة و توقعت من خلال تركيزها ع الماعين ان اللي بعثت غذاها هي نادية زوجة رضا
حمدت ربي ع نعمة العيلة و الاخوة و زوجاتهم اللي بالفعل كانوا بنات اصول في تعاملهم معاها
تغذت و خشت دارها رقدت …
و كان بين الحلم و العلم
جي في مخيلتها مشهد مساعدتها للمهدي يعني فيه تشابه بينه و بين اللي صار يومها و فيه اختلاف لان هذاك اليوم هي ما شافتله بس اليوم و في الحلم هدا كانت تشوفله و حست براحة كبيرة في قلبها
سمعت اذان العصر جت مقعمزة
استمرت لحظات تفكر و تتذكر بعدها : اشهد ان لا اله الا الله ..
بعد صلاتها للعصر استمرت في الدعاء لكل احبابها و اكيد اولهم بوها و امها رحمة الله عليهم و من بعدهم وليد رغم ان ما في اي مشاعر قوية اتجاهه بس يظل ابن عمتها و كان قاب قوسين او ادنى من ان يكون زوجها
هنا سمعت صوت بشير ينادي عليها
: يارب .. جاية يا بشير
كانت مستغربة لان مش من عادته ينزلها في الوقت هذا هي اللي متعودة بعد العشاء تركب فوق
طلعت من دارها : دورتني
كان مقعمز في الصالة حط ايده جنبه : تعالي هنيوه نبيك
استغربت اكثر و قدمت ناحيته و قعمزت : خير ان شاء الله
بشير بدي الكلام بدون مقدمات : في عريس طلبك مني
و لانها تعودت ع هكذا مواضيع ما عاد فيه الاحراج السابق : من ؟ و. لعيت من ؟
بشير : قبل نقولك هو من عيلة من ، هنيوه المرة هذه العريس يختلف عن اي حد تقدملك من قبل في كل شي، ع شان هكي انا بندوي. معاك في كل المعلومات اللي تخصه و في النهاية لازم تعرفي ان القرار الاول و الاخير ليك انت بس لازم تعرفي ان مش لعب يعني يوم اللي تقولي باهي لازم تكوني واثقة انك قدها و لو قلتي لا من حقك احسن ما تندمي بعدين و نصيروا في قصص اخرى
هناء هنا بانت نظرة التحدي في عيونها : ادوي نسمع فيك
و بدي بشير يحكي و يقول ع المهدي و قصته و كيف صار معاه من طفولته و فقد بصره لعند وصل لليوم اللي تلاقى معاها في اطهر مكان ع وجه الارض
هناء كانت ساكتة فقط و تسمع
بشير انتظر ردها بدون فايدة : ما قلتي شنو رايك يا هناء
تنهدت : انا متفاجئة و ما بنقدر نقول رأيي توا ضروري نفكر و نحسبها كويس هل انا نقدر نكون قد المهمة هذه او لا و وقت اللي نتاكد ح نرد عليك
بشير : خوذي وقتك كله و ما تردي عليا الا و انت متأكدة من قرارك ، و ع فكرة حتى رضا دويت معاه و كلامه نفس كلامي الراي الاول و الاخير ليك انت
هناء بنبرة كلها حزم : ان شاء الله بس عندي طلب يا بشير بالله عليك ما نبي اي واحد يعرف حتى مرتك كلثوم و فهم رضا نفس الكلام نبي نفكر ع راحتي بدون ما يتدخل فيا حد ، حتى خواتي مش ح ندوي معاهن
بشير وقف : تم و رضا عليا انا نتفاهم معاه .. و ربي يقدملك اللي فيه الخير
طلع بشير مخلي هناء تفكر
رن تيلفونها و كانت المتصلة عفاف ردت عليها و هدرزت معاها في مواضيع عدة بس هناء تحفظت ع خبر خطوبة المهدي ليها و اثرت التفكير بروحها بدون ما تتأثر براي حد
و لانها ديما بعيدة ع الاحداث بسبب بعد المسافة ،هدا خلاها تاخذ الاخبار من رجاء
: يعني انت مشيتي و شفتيه الحوش
تذكرت كلام سارة و توسلها ليها بعدم البوح بسرها هدا : ايه كويس يعني صح مش حوش جديد و كبير لكن الحمدلله المهم ان صحي
نجوى بعدم اقتناع : مش عارفة ليش حطت روحها في موقف زي هذا
رجاء برضو تذكرت كلام اختها : حبيبتي نجوى سارة غلطت صح و تسرعت صح بس مش معنى الكلام هذا انها تتعاقب حياتها كلها ع غلطة الحمدلله هي تزوجت بالحلال و طلعت من حوش سيدها ما حشمتنا في شي اما راجلها هدا فحسابه عند ربي سبحانه و تعالى وين عنده بيمشي منه
نجوى : حسبي الله و نعم الوكيل ربي ياخذ فيه الحق ، طمنيني عنك انت و ع الاولاد و افطيمة
: الحمدلله كلنا بخير اهو زي ما عارفة امتحانات قريبة و قاعدين بين القراية و الخدمة عندي العبيد (عبدالمالك ) مبدي يخدم ع راسه كل يوم خاش في حاجة شكل
نجوى : ان شاء الله بنجاحهم ..
رجاء : امين يا رب ، انت طمنيني عنك و عن شاهين كيف حال صبياتك و شنو جديدكم
نجوى : الحمدلله كلنا بخير لعنديت امس كانن هنا صبياتي ملتمات تعشينا جميع و اما شاهين اهو بي
رجاء : امين يا رب ، انت طمنيني عنك و عن شاهين كيف حال صبياتك و شنو جديدكم
نجوى : الحمدلله كلنا بخير لعنديت امس كانن هنا صبياتي ملتمات تعشينا جميع و اما شاهين اهو بين العمل و الحوش
: ربي يرزقه ، حبيبتي نجوى نستاذن منك نسمع في باب حوشي يدق
نجوى : اذنك معاك سلميلي عليهم الاولاد و بوسيلي افطيمة
: يوصل
سكرت الخط و مشت بسرعة ناحية الباب و تفاجئت بوصول حنان و نبيلة و معاهم افطيمة : عام يدقوا عليك ما تبي تفتحي
ارتبكت : لا و الله سامحيني يا عمتي غير كنت نرد ع التيلفون تفضلوا انستونا مرحبتين بيكم
: انت اللي انستينا هدا حوش ولدي ردي بالك تنسي
رجاء : اكيد حوش ولدك
سلمت حنان : كيف حالك رجيوه و كيف حال الاولاد و افطيمة بنتي وينها
: داخل قاعدة تفضلي و الاولاد ع جية
نبيلة سلمت بطريقة امها و في ايدها ولدها الصغير : اهلين
تنهدت : اهلين بيك كيف حالك و حال الصغار
نبيلة كملت داخل. : الحمدلله في خير و نعمة من ربي
” الصبر يا ربي ”
الوقت اللي انشغلت فيه رجاء بتحضير العشاء لافطيمة و بناتها
كانت نجوى تستقبل في اجمل الهدايا من شاهين : مش مصدقة شاهين
شاهين مبتسم : صدقي يا القلب قلت في عقلي طالما حبيبتي و قلبي و حبي مهتمة تقرا القران و عندها رغبة تحفظه ليش ما نساعدها منها لاني نحبك و نتمنى تكوني ديما في احسن حال و تاخذي اللي تبيه في حياتك و منها ناخذ اجر معاك
قربت من اللاب : باهي علمني كيف نديره
فتح الباب و اشر ع ايقونة معينة : شفتي هدا عليه مصحف صح
: ايه شفته
شاهين : زي التيلفون بالضبط تضغطي عليها زي توا
نجوى مركزة : و بعدين
شاهين : اهو قدامك تقري القاريء اللي انت تفضلي تسمعيه من القائمة الموجودة هنا و تضغطي عليه بعدها زي ما تشوفي عندك السور بداية من الفاتحة لعند سورة الناس تختاري السورة و تسمعي و تقدري تقري معاه وحدة وحدة و انت مركزة في نطق كل كلمة مع الاحكام
و طلع من الكيس : و هذه سماعات ع شان تسمعي بدقة اكثر و تقري براحتك
ضمتها لقلبها : اسمح هدية تجيني شاهين انت مش عارفة شنو نقول عليك
غمز بعينه : قوليلي يا القلب زي ما قلتيها يومها ما نبي منك شي
ضحكت : مش غير القلب انت الروح و النبض و النظر و النفس
صفق : يا رباه ارحميني يا مصراتية
ضحكت ثاني و قعمزت جنبه و بدت اطبق في الخطوات في محاولة لاختبار مدى فهمها لاستخدامه ..
و مرت الايام ع الجميع بشكل متفاوت و المهدي ينتظر في رد هناء بفارغ الصبر …
و يوم العاشر من مايو … اللي كان يوافق يوم السبت و تحديدا مساء اليوم هذا
هناء شافت بشير واقف ع سيارته في السور و قاعد يصلح فيها
تقدمت منه : السلام عليكم
حط اللي في ايده : و عليكم السلام
استمر الصمت
و بشير حس انها جايبة ردها ع طلب المهدي : ها طمنيني
تنهدت : فكرت كويس يا بشير بس ما وصلت لشي
استغرب : كيف يعني؟
هناء تحاول ما تحط عينها في عين خوها مهما كان الامر محرج : لو وافقت بدون ما نعرف عنه كل شي مرات نظلمه و نظلم روحي معاه و لو رفضت طول نفس الشي ح نظلمه
بشير احتار في امرها : يعني شنو ؟
كملت : يعني من بعد اذنك انت و رضا انا نبي حاجة زي المقابلة الشرعية نتقابل معاه هنا في وجودكم و نساله و نفهم منه كل شي بعدها نقدر نعطي الرد و انا ضميري مرتاح
بشير كان يمسح في ايده : من حقك اكيد و رضا انا ندوي معاه و بعدها نكلموا الراجل يجينا هنا و يا ريت وقتها تقوليله كل ما يخطر في بالك يا هناء
: ان شاء الله
في الوقت اللي هي دخلت للحوش جي رضا جنب بشير و بعد تشاور مع بعض اللي حتى هو مقتنع بوجهة نظر هناء و شجع ع قصة المقابلة الشرعية
و هنا انتظر بشير لعند ثاني يوم و بلغ المهدي بقرار هناء او رغبتها في مقابلة بينهم تنحط خلالها النقاط ع الحروف
المهدي توتر اكثر مش عارف هل هذا امر خير او العكس
هو اصلا الايام الماضية مرت عليه دهر كامل كيف بباقي الايام
ما كان قدامه غير ايمن حط ع رقمه و اتصل
ايمن : ايوا
المهدي : كيف حالكم
ايمن وقتها كان في القهوة مع جلال : الحمدلله .. قول ولدي تبي شي ؟
المهدي : هدا بشير اتصل بيا و قالي ان اخته تبي حاجة زي المقابلة ع شان تقدر تقرر ، و انا مش عارف الحق نحس في روحي متلخبط واجد
ايمن حب يطمنه : ما فيها شي يا مهدي توا كلهم يديروا فيها المقابلة و تبي الحق بنت الناس كبرت في عيني بعد تصرفها هدا لانها اكيد مش عارفة شنو يعني الحياة مع كفيف. من حقها تفهم .. المهم نقترح عليك حاجة اتصل ببشير توا و قوله يجيك هو و ياخذك لحوشهم ع شان يكون الوضع مريح حتى ليهم …
المهدي ارتاح بسماع راي ايمن : حاضر
و قبل ما يقفل الخط وقفه ايمن : مهدي ولدي .. باذن الله ح تفرح
ابتسم و استبشر خيرا : ان شاء الله
و انهى المكالمة من هنا و اتصل ببشير من هنا
اللي حط يوم الثالث عشر من مايو ع شان يتلاقى هو و هناء و هكي صار الاتفاق بينهم
هناء اللي اول ما عرفت بان اللي تبيه ح يصير بدت تتوتر ، و ما كانها هي اللي طلبت المقابلة بس خطر في بالها شي مهم : بنقولك حاجة يا بشير
بشير : شنو
هناء : ما في شي غير نبيك تقول لسالم راجل ام العز انت تعرف ان متولي امور العيلة من يومه و عمره ما قصر معايا انا بالذات و نخاف لو ما قلناله يزعل واجد
بشير اقتنع بكلامها لان نفسه يحترم سالم هلبة : ايه عندك الحق خلاص توا نتصل بيه و نتفاهم معاه اطمني انت و ما تحطي في بالك شي
و من جهته من اول ما بلغه بشير شجعهم سالم ع الموافقة لو الشخص هذا اخلاقه كويسة كونه كفيف مش ح يأثر سلبا ع حياتهم و بدي يعطي فيهم في امثلة لا حدود لها ع مكفوفين متزوجين و عايشين حياة جميلة جدا
بس اشترط ان المقابلة تكون في حوشه و بحكم علاقته القوية بيهم ما حد اعترض
و جي يوم الثالث عشر من مايو
و اذا يوم مشي يتقابل مع بشير تأنق و اهتم بنفسه
معناها اليوم ح يكون متأنق بشكل اكبر
و هنا اثر ان يمشي مع مصطفى ع شان يعطي انطباع ان معتمد ع نفسه ليها و لاهلها و في نفس الوقت شاف ان من غير اللائق يجيه بشير لعند حوش اهله و مازال مش معروف هل ح يتم النصيب بينهم او لا
و تلاقى مع بشير عند كوبري ###
و سلم ع بشير و بعدها مشو في اتجاه حوش سالم
و من بعد مدة زمنية معينة وصلت السيارة
سالم كان واقف منتصف السور في انتظار ان يشوف المهدي
ممكن حط اكثر من انطباع عليه في راسه بس و لا واحد منهم مطابق للحقيقة اللي قدامه حاليا
اان المهدي من اول ما نزل من السيارة و سمع عبارة الترحيب من سالم
حدد موقعه بالضبط وين
و بدي يحاول يدير جهده ان ما يصطدم بشي و مشي ناحيته بخطى ثابتة
سالم كان مبهور حرفيا بيه بالذات و هو ما استعمل العصا لعند دخله شك بان الشخص هذا غير كفيف : هذا حق ما يشوفش
بس جت الاجابة وقت انحط الكرسي من مازن قريب من المهدي : تفضل
الاخير ما عرف مكانه بدي يلمس في الاتجاهات المختلفة و هو ماد ايده ع شان يصافح سالم
و هنا قرب سالم و صافحه : انستنا يا ولدي
: الله يانسك .. سامحني ما تعرفت عليك حضرتك تكون سالم ال## صاحب الحوش صح؟
طريقته في الكلام كانت مبهرة للجميع : ايه وصلت و انستنا يا ولدي
ابتسم : الله يانسك ..
بعدها قدم مازن : السلام عليكم كيف حالك يا خويا المهدي
صافحه المهدي : الحمدلله بخير
: انا مازن ولد الحاج سالم ال##
المهدي : اهلا و سهلا بيك و انا المهدي بن عمار تشرفت بيكم جميعا
باعجاب كبير : و احني و الله
قرب سالم الكرسي وراء المهدي
و هو ع طول قعمز ع الكرسي
سالم : لو تبي نخشوا المربوعة افضل
المهدي من كثر التوتر كان مرتاح يكون في الهواء الطلق : لا و الله خلوني هنا احسن
سالم حط ايده ع كتفه : ع راحتك معناها نخشوا احني المربوعة و انت تجيك البنية و تفاهم معاها ادوي اللي عندك كله يا ولدي و حتى هي هكي فهمناها
و بدي القلب ينبض باقوى قوة عنده : ان شاء الله
بعد مغادرتهم
بدي المهدي في رهبة الانتظار و اثره ع نفسه و ع رجفة. قلبه
من جهةٍ منتظر وصولها و من جهة خايف من نتيجة المقابلة هذه
اخيرا سمع صوت شبشب جاي
ايه هناء ماشية نحو مستقبل يعلم الله كيف بيكون
بس اليوم بالذات بعد تكلمت مع اختها ام العز تشجعت اكثر
كانت تمشي و تتفكر في كلماتها
” من زمان يا هنيوه تقولي نببه يكون مميز راجل معتمد ع روحه حتى لو كانت عنده اعاقة عادي و طالما الراجل هدا زي ما قالو عنه محترم و ولد ناس و اخلاقه كويسة انا الاولى نوقف معاك و ان شاء الله لو فيه نصيب ربي يعطيكم الهني و الراحة ”
قالت في نفسها ” ايه هدا ما نبي الهني و الراحة ”
: السلام عليكم
استنشق ذات الرائحة و تذكر الموقف اياه في السعودية
الوقت هذا كانوا الكل ع السطوح يراقبوا ، ابناء اختها يعني
اما فرح بنت خوها و زوجة مازن فشافتلهم من نافذة شقتها و بان عليها المهدي راجل طول بعرض و ما فيه شي يدل ان من ذوي الاحتياجات الخاصة
اما هناء فاليوم دققت في ملامحه الراجل مش ناقصه شي و استذكرت مشهد الحلم اللي شافاته
و جتها المفاجاة الثانية و هي مدى ثقته في نفسه و جرأته الكبيرة : هناء كيف حالك
ثقته في نفسه و صوته كيف يتكلم زلزلوا ثباتها : احم الحمدلله بخير
و استرسل المهدي : سمعت انك تخدمي اخصائية نفسية
قبل تجيه كانت حاطة في بالها ان المبادرة ح تكون منها لكن المهدي بن عمار صدمها بطلاقته و مهارته في ادارة الحوار و فتح المواضيع : ايه انا متخرجة من علم النفس و هذه خدمتي في المدرسة اخصائية
و قررت هالمرة تكون المبادرة منها : انا عندي سؤال مهم و مش قادرة ما نساله بصراحة
المهدي : تفضلي
هناء : انت تعرف مواليدي ؟
المهدي بنبرة كلها ثقة : اكيد نعرف انت مواليد 1986
هناء تشوف لايديها و هي تحرك فيهم : يعني عارف كم بينا عمر
و بذات الثبات : سبع سنوات
هناء : مش شايف ان واجد و ممكن يأثر علينا باي شكل
المهدي : باهي قوليلي انت تعرفي اني مواليد 1993
ردت هناء بربكة : ايه تعرف و هذا اللي مخوفني
سبحان من زرع الطمانينة في نبرات صوته ع شان ينقلها زي ما هي لقلبها و وجدانها: ليش تخافي ؟ العمر عبارة عن رقم يا هناء .. عمرك ما قابلتي حد مواليد السبعينات و الثمانيات و شفتي كيف ان عقله صغير و ما عنده حكمة نهائي و لا يفقه في الحياة شيء .. و العكس صحيح .. القصة كلها في العقل و طريقة التفكير و الحكمة هي اللي تحدد الانسان شنو مش الرقم.
هناء كانت تحت تاثير ثقافته و مهارته في الحديث و اخيرا قدرت تستجمع نفسها و قررت تكمل الكلام معاه و بسؤال مباشر : و شنو اللي يخليك انت في العمر هدا تتزوج وحدة اكبر منك بسبع سنوات
و المهدي اللي من يومه متصالح مع نفسه و ما عنده مشكلة نهائيا مع فقدانه للبصر : اني كفيف يا هناء ، مش ح نكذب عليك لو كنت مبصر ممكن ما درت هكي ، بس حاليا و في وضعي هذا حاط اولوية في راسي نبي بنت عاقلة سابقتني بسنوات و وقت اللي نجيبوا صغارنا نكون كلي ثقة انها تقدر تربيهم معايا احسن تربية و نبيها تكون عيوني اللي فقدتهم
هناء بعدم ثقة : انا خايفة توا تدوي هكي و تكون مقتنع بس بعدين مع الايام و تغير الحال تندم
قرر يبدد مخاوفها بخصوص الامر بشكلٍ نهائي : نقولك حاجة المهدي عمره ما ندم ع قرار خذاه و انا قصة العمر من زمان نفكر فيها يعني زي ما قلتلك من قبل مقرر ناخذها اكبر مني
هناء : تمام لكن لو صار و وافقت نبيك تكون واثق من القرار هذا لاني مش ح نكذب عليك حتى انا ح نزيد نفكر
و المهدي هنا سايرها : حاضر نوعدك نفكر مع اني مقتنع بقراري بس مش ح نرفض طلبك
هناء هنا ما ردت
و قرر المهدي يسالها : ما قلتيلي عندك شروط ؟
هناء : اكيد
المهدي : نسمع فيك
هناء : اول شي عملي يا مهدي و نبي نقعد في نفس المدرسة لاني مرتاحة فيها حتى المدير متفهم و وقت اللي نطلب اذن ما عمره ردني
المهدي : ما عندي اي مشكلة
هناء : شرطي الثاني اهلي نبي نجيهم امتى ما نبي و مش حابة ننقطع عليهم ابدا
المهدي : و حتى في هذه ما عندي مشكلة .. و شروطك اوامر
هناء ابتسمت و حست براحة
و المهدي هنا كان لازم يكون صريح : معناها اسمعي شروطي يا بنت الناس ، نبي تعاون بيني و بينك في كل شي ما نبي امور الماديات تسبب مشاكل بينا من اي ناحية فلوسي تحت تصرفك بس في نفس الوقت ما نبي يجي يوم لو صرفتي حاجة ع الحوش تدوي عليها معايا او تندمي
هناء : انا موافقة لاني لو تزوجتك مقتنعة تماما ان احني نكونوا واحد مش اثنين
كمل المهدي : و ثاني حاجة انا نبيك تسوقي يا هناء طالما عارفة وضعي اكيد لا انا و لا انت تتمنوا نكونوا عالة ع حد
و هي هنا فرحت : طبعا اصلا انا عندي الرخصة و نعرف نسوق اطمن
: اخر شي امي و خواتي يا هناء لاني ما بنقدر نعيش من غيرهم و لا بنقدر نعيش و في حواجز بيناتنا
و ردت هناء بثقة و اعجاب لان من خلال نبرة صوته عرفت مدى تعلقه بيهم : امك امي و خواتك خواتي لو جمعنا النصيب
المهدي حب يختم بطريقة تضمنله الموافقة: مش ح نكذب عليك يا بنت الناس انا حاس ان انت طوق نجاتي قلبي من داخل لهفلك يا ريت توافقي و نعيشك عيشة سمحة تليق بيك و بيا و لو ما وافقتي ح يكون هذا لقاءنا الاخير و ما في قدامي غير نتمنى ربي يوفقك مع غيري و تعيشي حياة سعيدة
هناء تأثرت من الموقف. و نزلت دمعتها : السلام عليكم
و من صوتها عرف مدى حزنها و توقع ان سبب الحزن هذا قد يكون شفقة او رأفة بحاله و تمنى يكون عكس هكي لان ما يحب حد يشفق عليه
و شوية و جي بشير و روح معاه لنفس المكان وين ما كان مصطفى في انتظاره و منها للحوش
و مغادرة المهدي لحوش سالم كانت بحال مختلف هالمرة حس بشيء ما ناقصه و حتى ان حس بان خلى قلبه معاها و تمنى من الله سبحانه و تعالى انها توافق ع شان تكمل فرحته لان مش حمل اي صدمة جديدة في حياته
اول ما وصل حوشهم سمع اصوات غادة و فتحية جاية من الصالة مشي ناحيتهم يبي ينشغل في اي شي غير موضوعه : السلام عليكم
: و عليكم السلام
قعمز جنب غادة..
غادة تعد في الفلوس : هدا مع الالفين اللي عطاهن ليا شاهين يكفن و يوفن
المهدي هنا انتبه : شاهين عطاك فلوس مرة ثانية !
ابتسمت غادة : ربي يحفظه الانسان هدا ماني عارفة ما ندوي عليه ، انسان راقي بمعنى الكلمة تخيل بعد مدلي خمسية في البيان القيته مخلي لامي الفين دينار ع شان مصروفي للعرس
فتحية تحب الشخص هذا موت : هدا ولدي اللي ما جبته انا نقول لا و هو يحلف ربي يعطيه من واسع ابوابه نشهد بالله مع ان ما يجينا ديما كيف ايمن لكن كل ما يجي. يدير كان اللي ترفع الراس الله يرحم اميمته ع الرباية هذه
هنا المهدي : ايه و الله بس حتى ايمن عاد ما قصر
حطت غادة الفلوس جنبها : اكيدة هذه ايمن ساده ان ماشي جاي بيا ع السوق و كم مرة يدفع و يسكر راسه ما يخليني نحط قرش
هنا المهدي تذكر عصام اتضايق ناض من جنبهم و خش
فتحية : اسم الله شنو جاه
غادة : ماني عارفة .. اي قوليلي شنو مازال ما قلتي عنه و كتبته
و كملت فتحية تسمي لبنتها في نواقصها …
و عنده في داره فسرح المهدي في افكاره زعمه شنو يصير معاه و هل توافق هناء او لا مرة يستبشر خير و مرات قلبه ينعم و يخاف من رفضها
اما اللي قلبها قاعد حرفيا يحتضر هي سارة
سارة اللي كلام عصام ما كان مجرد كلام و قاله لا
هذا نمط حياتها حاليا من يوم روح بيها لعند اليوم و هي عايشة زيها زي اي قطعة بالية من بقايا الاثاث الموجود في الحوش و ممكن لولا سلفتها دانية و جاراتها كانت تنجن مرة وحدة
سلفتها دانية اللي اكثر من مرة تجيبلها في غذاء او عشاء و تقوللها ما تطيبي انت تمشي لعملك و تتعبي واجد وانت حامل
بس في ناس من كثر ما تكرهك ما تبيك تعيش مرتاح حتى وانت في اسوء الظروف ً
لطيفة كانت تسمع من وحدة من الجارات عن طريق مكالمة هاتفية في شكر اشكال و الوان ع سارة و جمالها و طيبتها و علمها و ان اكثر من وحدة كانت تاخذ في ابنها او بنتها ع شان تكشف عليهم عندها و هي ما قصرت مع حد
سكرت الخط و الحقد عامي عيونها تشوف في ظلام اسود قدامها بس
و قررت ان سارة لازم تكون تحت عيونها ع شان تقدر اطفشها
اتصلت باختها ابتسام : ايوا
: اهلين لطيفة طمنيني ع الصغار و ال## بوهم
ضحكت : مش وقته هذا .. اسمعي الاخبار عندك علم ان مراته حامل
شهقت : حيه عليا اعطيها موت ان شاء الله ما تشوفه و لا تشده بين ايدين ان شاء الله اطيح و تنكسر رقبتها هي وياه
لطيفة : توا هذا مش وقته اسمعيني كويس ، هذه اللي ما تتسمى دانية مبدية عليها مشي و جي و مش هكي و بس حتى الجارات واخذتهن معاها
ابتسام تعبوا عيونها دموع حقد و غل : اعطيها موت هي وياها ريتيها ال### دانية هذا غير راجلها مهبول و هكي دارت
: توا فكينا منها و اسمعي انا في راسي شي و نبي نديره و مش ح نقدر نديره الا اذا انت راضية و موافقة لكن اسمعيني كويس قبل
و بدت لطيفة تحكي و ابتسام تسمع مع انها في بداية الامر تعصبت بس بعد الاستماع لاختها اقتنعت ….
و سارة الغافلة من كثر ضيقتها و عدم خروجها لاي مكان غير المستشفى قررت اليوم تمشي زيارة لحوش سلفتها دانية ، اليوم يعني بتاريخ 14 مايو
و بينما كانوا الاثنين يهدوزوا و منسجمات مع بعض
فجاة انفتح باب دار نومها و طلع سلفها و وجهه ما يبشر بخير
سارة لحظتها قريب ماتت حست الموت خشتها ما قدرت تتحرك من مكانها
و هنا دانية عرفت اللي فيها بان راجلها جاته نوبة
ع طول وقفت قدامه في محاولة للتعامل مع حالته
لكن نوري بدي يعيط و مندفع و متجه ناحية سارة و يدف في مرته بعيد عنه : حولي حولي هذه حنان حبيبتي هذه خطيبتي الاولى اللي خذوها مني خليني نمشيلها حولي
دانية بدت تعيط. و هي شاداته بكل قوتها لكن وين قوتها قدام قوته هو و جهامته : سارة سارة اهربي و روحي لحوشك و سكري بابك عليك فيسع يا سارة
يا ناري من الخوف ما كانت عارفة كيف تتصرف لبست بسرعة و تجري و اطيح و طول لحوشها
حوشها اللي كان بابه مهتريءو ما يتسكر بشكل منضبط يعني اي حد يدفه يجي داخل
بس هي لانها عارفة بامر الباب ع طول جرت لدارها اللي كان ليها باب حديد سكراته و قعمزت وراه ترعش و تبكي و ايدها ع بطنها خوفا ع حياة جنينها
اما نوري دفع مرته بقوة جابها طايحة ع الارض و طلع طول وراها وصل عند حوشها و بدي يدق بقوة و ينادي : حنان يا حنان افتحي الباب
قريب هبلت و انجنت و اتصلت بعصام
كانوا ايديها الاثنين يرجفوا بقوة و عيونها من كثر الدموع ما عاد قدرت تشوف منهم
المرة الاولى ما رد ، داره صامت و حطه جنبه
و عيون لطيفة معاه و هو مستمر يطعم في بنته
رن ثاني تأفف و طلع من جنب لطيفة و رد : هاه
هي تبكي : بالله عليك تعالى خوك قاعد يدق ع الباب و يبي يخش عليا و يقول يا حنان
سكر ع طول و طلع من برا بدون ما يخش ع لطيفة لان عارف وقت خوه تجيه النوبة ما يكون نهائيا في وعيه و لهذا كان لازم يتصرف لان متوقع منه كل شي
وصل عنده و ضمه بقوة و نوري مستمر يعيط : حول من قدامي خليني نشوفها اصلا شفتها و الله شفتها توا توا حنان تذكرتها خطيبتي هنا و الله هنا شكلها جاية لامي خليني نشوفها
دفعه بقوة لعند وصل بيه الحوش : يا عيلة هو
طلعت لابسة و تبكي : ايوا
: جيبي دواه فيسع
و خشت بسرعة طلعت الدواء لعصام اللي اجبر خوه ياخذه و بعدها هدي شوية و دخله للحوش و سكر وراه الباب
مشي لعند باب حوشه بين يخش او لا قرر عدم الاصطدام بيها انسحب و مشي لحوش خوه
و خلى المسكينة في هاديكا الدار تبكي و ترعش و حتى باب دانية شكله ح يتسكر يا سارة
ثاني يوم الخامس عشر من مايو .. جت سارة يومها مع رجاء
و ع قد ما سالتها شنو صار معاها و خيرها هكي واضح فيها شي انكرت الامر
بس لان وقت نرجعوا لبيئتنا الاصلية و بعد غياب يا بال هي غايبة قريب الشهر حاليا .. معش نقدروا نلبسوا اقنعة و نتصرفوا بشكل طبيعي
و هنا سارة ارتمت بين احضان امها و تبكي و تبكي بس ما قالت شي
فتحية : خيرك يا بنتي شنو جاك
: مستاحشة بس ما فيا شي
رجاء ما تحملت و مشت للمطبخ شربت اميا في دفعة واحدة
: خيرك
رجاء بحسرة كبيرة : مش عارفة شنو صاير معاها و شي تبي ادري عنه ع قد ما درت يستر الله يا غادة
: ان شاء الله خير
و خلال الزيارة هذه قعدت سارة يومين …
حاولت خلالهم ترمم نفسها من داخل مع ان كل شي قدامها يذكر فيها
بداية من عبدالخالق اللي ما دخل الحوش نهائي من اول ما عرف بوجودها
بس زيارة حمزة و هالة بصغارهم هونت عليها الامر
فتحية ع عالة الشاهي
و خليفة يلعب جنبهم يحاول مرة مرة يلمس العالة بس غادة و هالة منتبهين عليه
اما حمزة فكان في المربوعة يتفرج ع مبارة هو و عبدالخالق
فتحية : ايه قوليلي يا هالة مازال واجد ع الحوش
هالة كانت ترضع في ولدها عبدالمعز : مش واجد يا عمتي باذن الله ع كلام حمزة نسكنوا نهاية الشهر هذا
: ماشاء الله ماشاء الله ، نتذكر يوم اللي جي من زليتن بعد الحرب و قال بيبدي البني قديش قعدت نخمم عليه و نقول امتى يكمل و يرتاح ما صدقت اللي عرسته و تهنيت عليه .. الحمدلله ربي عوضه
هالة : و الله يا عمتي الراحة ما يعرفها بكل و شفتي بروحك حتى عندكم ما نجو و لا حتى نمشي لاهلي كم مرة نعرف ان خالاتي جايات مع بناتهن نجي بنقوله نشوفه كيف تاعب نسكت
فتحية : ايه سلم بنتي اسكتي مرة و اثنين عادي الدنيا مش طايرة و توا تمشي المهم يكمل حوشه الاجار راهو غير خسارة فلوس الشهر اللي خش خلاص طلع
هذا كله سارة تسمع فيه و تنقهر اكثر بالذات وقت بدت هالة تحكي ع الاثاث اللي حجزت فيه
ممكن فتحية ما لاحظت بس غادة كانت نبيهة و لاحظت الشيء هذا
زي ما لاحظه المهدي ولاول مرة قرر يسال بشكل صريح
: سارة يا سارة
سمعت اسمها انتبهت نزلت دمعة من عينها مسحتها ع طول و خشت داخل لداره
دقت ع الباب و بعد سمعت صوت يقول : تفضلي
خشت : ناديتني
اشر ناحية الكرسي : قعمزي
قعمزت قدامه و منحرجة لابعد حد و خايفة اكثر لو ان سامع حاجة : نسمع فيك يا سارة ادوي لو صاير معاك شي و الله و الله نوقف معاك
لبست قناع الرضا و السعادة : ما ناقصني شي يا غالي الحمدلله مرتاحة واجد حاليا حتى عملي رديتله من جديد
: اخر مرة نسال يا سارة قوليلي فيك شي صاير معاك شي
سارة ضحكت ضحكة فاضية رغم رنتها القوية : صاير معايا كل خير مش عارفة اذا غادة دوتلك والا انا حاليا مرتاحة بالذات بعد زيارة سلفتي دانية و الجارات
كانت تقول هكي و تتذكر في اخر موقف جمعها بدانية و الدموع تنزل
المهدي : المهم نبيك مرتاحة حبيبتي اي شي اي شي اتصلي بس و شوفي بروحك المهدي شنو يدير ع خاطرك
ممكن ما قدر ياخذ منها لا حق و لا باطل ليلتها بس كان يكفيها قلبه عليها وسؤاله عن حالها
عند الاخوة في المربوعة الاثنين يتفرجوا بدون كلام
و ما قاطع صوت التيليفيزيون غير رنات متتالية من جهاز عبدالخالق
مرة اتصال و الباقي رسايل
و هو يدير ع الصامت و بس
قري اخر رسالة ” قريب ندوي لبويا. يجي ياخذني توا حوشكم ”
ضحك
شافله حمزة بشك و هنا عبدالخالق استاقض و خذي تيلفونه و بعث رسالة ” تعالي بيش نقص كرعيك .. هني روحك و ارقدي مش فاضي خويا جنبي ”
و سكر التيلفون و رجع يتفرج
و اليوم الثاني قررت سارة تروح و لان رجاء اطلع في غادة للسوق كانت شبه يوميا تمر ع حوش اهلها
نزلت من السيارة متجهة للحوش القت عبدالخالق قدامها : كيف الحال
: الحمدلله ..
هي تبي تكمل طريقها بس هو شدها : راجي
شافتله باستغراب : شنو في
عبدالخالق : اختك شنو وضعها يا رجاء ؟ ادوي دار شي عكس اللي اتفقنا عليه
بين انها تقول او لا شافت سارة طالعة انصدمت بيها
هنا عبدالخالق ابتعد عنها و خش المربوعة
: خيرك
سارة : نبيكم تحطوني حوشي
رجاء : حوش شنو اللي تبي تمشيله يا سارة تقول ما نعرف شي انا
: هذا حوشي و هذا حياتي ، تذكري زمان انت كيف تحملتي الحياة مع افطيمة و وقتها ما كنتي حامل يا رجاء حتى انا بنتحمل هذا نصيبي و راضية بيه و حاجة ثانية تعرفي تدوي حرف لعبدالخالق او حمزة او اي حد و الله نقتل روحي خليني ندبر راسي
شافت وراها ايمن مازال في السيارة : لو دايرة روحك تنتقمي منا او من نفسك تكوني غالطة يا سارة لان هذه مش حياة هذه ذل صح انا زمان تحملت لكن في لحظة لو امي قالتلي تطلقي او القيت اي حد وقف معايا ما ترددت صح بعدها مش نادمة اني كملت مع ايمن لكن الفرق ان ايمن شاريني يا سارة و هذا بايع
سارة سكتت و دموعها في عيونها زي النار : و مع ذلك انا بنتحمل
و وقت اللي شافت غادة طالعة خلاص : ع راحتك
و ركبوا مع ايمن اللي اول شي وصل سارة مع ذات الوصايا لو صار معاك شي كلمينا اما رجاء كل ما تحط اختها في المكان هذا تموت بالعرق
غادة بهمس : حيه عليها شنو هدا اللي ساكنة فيه
لفت عليها رجاء و دارت اشارة اسكتي ع شان تفهمها ان ما حد يعرف
يوم 22/05
صار بعد امر غريب و مفزع و هذا لان تاخر عصام في العودة للحوش لعند الساعة اثنين احيانا و طبعا هدا مش بشكل عفوي و انما من تخطيط لطيفة تشغل فيه كل مرة بحاجة ع شان يقعد اطول فترة ممكنة عندها
تاخر عصام في العودة لحوشه و شبه الكل عارف ان ما يجيها الا كل وين و وين اكيد امر زي هذا في منطقة سكنية جيرانها اقراب لبعض في السكن و العلاقات مش ح يخفى ع حد
المهم بينما كانت تجاهد في نفسها و تحاول تزرع الطمانينة في قلبها ع شان ترقد
تتفرع بصوت من خلفها
ليش ل؟ لان بدي في دق ع روشن دارها
المهم تكرر الدق ع روشن سارة و بدت حتى تسمع في همس : افتحي يا سمحة
خافت موت و اتصلت بيه
عين ع الروشن و عين ع الهاتف
تبي صوتها يطلع ع شان يسمعها عصام و خايفة يطلع الصوت و يسمعها اللي قاعد برا يدق
من جهته ما كان عنده اي قابلية ليها صار يشوفها قيد و تقيد بيه ابتعد عن صغاره و ابناء خوه و خش داره : نعم
هي تبكي : عصام في دق ع روشن داري
عصام بكل برود : اللي ما تفتح شبابيكها ما بيجيها حد و بعدين انت من شنو خايفة كانو روشن دارك حديد و الباب زيه ارقدي من غير دلع زايد
سكر الخط
قابلاته صورته في المرايا
للحظة شاف بشاعته و قذارته و عدم رجولته بس طرد كل شي من راسه و رجع دفن نفسه بين اطفاله و ابناء خوه
و اهتمام لطيفة اللي كل مرة تدخل صونية شكل
متناسي انها عرضه
متناسي انها تحت مسؤوليته
متناسي انها يتيمة
و متناسي ان عاهد الله يصونها قبل ما يعاهد اهلها
اما الشخص اللي يدق ع الروشن …
كان انسان سيء في المنطقة .. معدوم الاخلاق
و لان المنطقة ما يندس فيها شي وصله امرها ان هي تقعد في الحوش بروحها و راجلها عايفها و طبيعي في الحالة هذه يطمع فيها
استمر يدق و هي ايد ع فمها و ايد ع بطنها و الدموع و لا قالت نوقف
: مش ح نسيبة يا سمحة
بدت تضرب ع وجهها و بتموت خلاص حتى النفس انقطع عليها
لعند ييس الشخص المذكور و روح بس مازالوا عيونه ع الحوش و مش ناوي خير ابدا
و مر الوقت لعند جت الساعة اثنين
انفتح باب الحوش
خافت موت دورت في الدار ع اي شي تحمي بيه نفسها ما كان في شي غير عصا لمكنسة قديمة خذتها في ايدها و قعدت بين الدولاب و الحيط
لعند هو فتح باب الدار بمفتاحه
كانت ترجف و العصا في ايدها
و ليش الكذب وقت شافها شاف قباحته و دناءته و كره نفسه اكثر بس تصرف عكس احساسه : خيرك
هي رمت المكنسة بدت تضرب فيه ع صدره : ليش قاعد لتوا حرام عليك قريب متت من الخوف واحد يدق عليا و يقول افتحي انت كيف هكي ما تحسش
شد ايديها الضعيفات بايد وحدة و دفها عنه : روشن مسكر و باب حديد مسكر عليك ما عنده كيف يخشلك و انا هدا موعد مرواحتي عاجبك باهي مش عاجبك نحطك في حوش اهلك و مادابيا تجي منك و مش مني
وقتها خوك اللي حاسب روحه راجل ما بيقدر يغصبني نروح بيك
سكتت و طاحت ع الارض منهكة … و يائسة
لحظة سقوطها
كان لازم يعرف ان كرامته هو اللي سقطت
بل رجولته اللي سقطت لاسفل السافلين
و يا ويله من ظلم بنت يتيمة تلاعب بيها و بشرفها و مازال غير مبالي بتصرفاته
و استمر الوضع هذا عدة ايام
و رفضت سارة تشارك اختها رجاء همها … ليش لانها عارفة اذا صارحتها ح ناخذها غصبا عنها من الحوش
و جي يوم خمسة و عشرين مايو ..
هناء انفردت بخوها بشير : نبي منك طلب يا بشير
بشير : قولي نسمع فيك
تنهدت هناء : نبيك تتصل بالراجل اللي متقدملي و نساله ع حاجة
بشير بموافقة : تم كيف تبي يصير
و اتصل بشير بالمهدي
وقتها كان يتمشى في لايدة حوشهم و لا عرف يفرح و يتوقع ان ردها ح يكون ايجابي و يفرحه و لا عرف يخاف من رد سلبي قد يهدم كل اماله
بس الواجب هو الرد مهما كان فتح الخط : ايوا
بشير : كيف حالك يا مهدي
رد المهدي و يبيه يختصر و يعطيه الرد : الحمدلله كيف حالك انت
: الحمدلله غير البنت في عندها سؤال تبي تسالك عنه
المهدي ” مازال عندها سؤال بعد التحقيق اللي يومها ” : تفضلوا
فتح المايك : اهو هي تسمع فيك تكلم يا مهدي
و هنا المهدي صوته تغير رغما عنه : السلام عليكم
ردت هناء : و عليكم السلام … انا نبي منك كلمة اخيرة انت متاكد ان موضوع العمر مش ح يجي يوم تكون مش مقتنع بيه او تندم
المهدي برد قاطع : مستحيل يجي اليوم هذا انا مفكر فيه و مقرر خلاص موضوعه منتهي عندي
تنهدت هناء : باهي في حاجة ثانية
و المهدي خلاص بادي يفقد صبره : نعم
كملت هناء و هي حاسة ان تعصب : اهلك يعني امك موافقة ع حكاية. العمر
: انا شوري من راسي و ع شان ترتاحي امي عندها العلم من زمان اني نبي نتزوج بنت اكبر مني
غمضت عيونها : باهي في حاجة .. لو امك مش موافقة انا ما نقدرش سامحني اهم شي عندي ان اهلك موافقين لاني ما نبي مشاكل في حياتي القدام
المهدي : قلتلك ع ضمانتي و انا داوي معاها من قبل و عارف انها موافقة
هناء : معناها توكل ع الله انا موافقة
زفر براحة : ان شاء الله مع السلامة
ما كان قادر يكمل المكالمة معاها
و هذه ثاني فرحة تدخل قلبه بعد رحلة العمرة
كان حاس ان حاليا يطير بجناحين كبار و ما حد يقدر يوقفه
حاس ان كل حياته القادمة ح تتغير خلاص
شريكة حياة يعني خاصة بيه هو بس يشاركها همومه و فرحه و حزنه و كل شي يخصه
و بطبيعة الحال ح يكلم ايمن و يعطيه العلم
و وقتها كان ايمن سايل و عارف كل شي ع عيلتها : توا اعطيني رقم خوها و انت معش تدخل في شي و شوية و نكون عندكم انا و رجاء ع شان نحكوا لامك ع الموضوع
المهدي كان واضح ان فرحان : مية مية نراجي فيكم
لف ايمن ع رجاء : فرحان قريب اللي يطير لدرجة نسي يقول مع السلامة سكر في وجهي
غمضت عيونها : يا ربي انت قادر ع كل شي اعطيه سعادة و راحة و هناء يا رب تكون البنت هذه هي اللي تساعده في حياته و تفرح قلبه
ضمها ايمن بايد وحدة : امين يا رب يالله شوفي كان وراك حاجة لان زي ما سمعتي نتصل بالراجل و نتفق معاه و بعدها بنمشوا لامك ندوولها
وقفت رجاء : هيا
ضحك ايمن ع لهفتها و فتح ع الرسايل و حط ع رقم بشير و اتصل
بيه
خش المهدي ع فتحية في المطبخ و وخر الكرسي و قعمز : شنو تديري
فتحية لاهية في الخضرة : نقرض في الخضراء بندير عشانا براك و مبطن
المهدي. كان يدق باصابعه ع الطاولة : معناها كثري لان ايمن و رجاء ع جية
فرحت فتحية : بالله عليك ، ايه الخير واجد مادابيا انا يحضروا و نحصل هذرزة معاهم
بطريقة مرحة : توا مازال النسيب الجديد الله اعلم كيف يكون باهي و الا ، مش معروف يالله اكيد توا في العرس يغنولك ان شاء الله كيف نسيبك الاول من المربوعة ما يتحول
فتحية باندفاع : شهادة بالله ما عاد نبي واحد يغنيها الاغنية الصامتة هذه غنوها في عرس نجوى جاني شاهين الله يبارك عليه وليدي اللي ما جبته .. لكن غنوها في عرس سارة شنو رينا منه غير الهم ..
تنهد بحزن : ان شاء الله خير ، مش معروف نهايتها كيف ح تكون سارة
فتحية : ان شاء الله بالصحة و الستر يا ربي
افتقد وجودها : غادة راقدة الحوش مسكت سبحان الله عليها و ع دوشتها
ردت بحزن : قالت مريضة شوية عندها صداع … و بالله غادة هذه ايديا و كرعيا بعد عدت نجوى قعدت غير عابئة عليها هي و توا حتى هي شوية و تعدي بنتي و نقعد بروحي
المهدي حب يمهد للموضوع : مراتٍ تجيك كنة تعاونك
فتحية : وينها الكنة اللي بتجي في مكان البنت يا ولدي كل حد و مكانه و ما حد يجي مكان حد
و هنا سمع المهدي سيارة ايمن : هذه رجاء وصلت
طلع يستقبلهم
و بسبب دوشة الصغار ناضت غادة اللي كانت تحس ببداية برد .. سلمت عليهم و مشت للمطبخ تدير في قهوة
و ايمن استغل الفرصة و حكي كل شي ع هناء … و ركز ان ناوي يخطب للمهدي بشكل رسمي
و هنا جت غادة في ايدها السفرة : مهدي انت متاكد من قصة العمر ؟
المهدي بنبرة اوحت للجميع ان النقطة هذه ممنوع الاقتراب منها باي شكل : ايه انا متاكد من العمر و الفرق متاعه و بالله من توا تقدروا تتكلموا ع اي شي الا العمر
و هنا رجاء وجهت نظرات لغادة و من ثم لامها ع شان ما حد يتدخل
بس فتحية ام و ما تقدر ما اعطي ملاحظات : مش عارفة شنو نقول يا وليدي يا ايمن لو عليا انا تمنيته خذاها نديدته او اكبر منه حتى بعام عامين لكن سبعة سنين بقولي واجد ( بس وقت شافت وجهه كيف تغير و واضح من طريقة تنفسه ان متعصب تداركت الامر ) لكن دام ان يبي هكي ما نخش فيه
المهدي هنا تذكر موقفها في موضوع ريحان و قال في نفسه “يا ريتك حتى زمان ما خشيتي لكن كيف ؟ هاديكا كفيفة ما في حد الا و تدخل في موضوعها ”
ايمن قطع افكاره : معناها انا نتصل بخوها ثاني و نتفقوا معاه ع كل شي
فتحية : دير اللي انت تشوفه صح المهدي من يومه ولدك و انت المسؤول بيه و ما عنده من بعد ربي غيرك
ايمن : خلاص معناها غدوا نتصل بخوها و نكلمه انا العيلة سالت عليها واجد و ما سمعت عنهم الا كل خير و ان شاء الله ربي يتمم ع خير

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى