رواية عيون القلب الفصل الثالث والستون 63 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت الثالث والستون
رواية عيون القلب الجزء الثالث والستون
رواية عيون القلب الحلقة الثالثة والستون
وين نقول يا قلبي خلاص وصلت
الحب اليوم والفرح بايدي طلت
كله اوهام و حفرة و فيها طحت
بحر يخوف بروحي و فيه غرقت
(كلماتي )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
فراشة و تطير بجناحيها الهزيلتين نحو النار مندفعة غير مبالية بالعواقب لانها ترى في تلك النار ضوءا و نورا ساطعا يجذب ناظريها لحياة افضل و غد مشرق
و لا تسمع لاحد كان لها ناصحا
الى تلك اللحظة التي تشعر فيها باحتراق كل شيء
هي في دارها سارحة ضايعة تايهة من نفسها و فوق هدا و ذاك الكل محملها هي المسؤولية ممكن فتحية بس اللي تكلمت لكن نظرات الكل كانت رصاص و يدخل في قلبها لا تعرف تلومهم و لا تلوم نفسها
عيونها ع التيلفون من بعيد
لا رنة و لا رسالة و لا اي شي
ماتت حياة الهاتف زي ما مات قلبها
دخل المهدي و متمني لو ما انحط في الموقف هذا
لكن خلاص لعند امتى ح يهرب ع الاقل ينفذ وصية اخته رجاء اللي طلبت منه صراحة يوقف في جنب سارة و يدير جهده يطلعها من الحالة اللي هي فيها : سارة
ما شافت ناحيته مستمرة اشرف لاتجاه معين فقط
و المهدي وصله شرودها من انفاسها و عدم سماعه لصوتها بس كان لازم يكمل : انت غالية واجد يا سارة و مش واحد تافه زي عصام يأثر فيك و يخليك اطيحي هكي خليك قوية و واثقة في الله قبل كل شي و باذنه تعالى صفحة و تقلبيها و تنسي و تعيشي حياة سمحة
و مازالت ع ذات الحال
كمل المهدي : ما تنسي يوم كنتي مصرة تكملي الطب رغم ظروفنا الصعبة انت يا سارة اللي ما تحبي الحوسة و لا عندك اي جهد و بال ليها بديتي تديري في الحلويات و تبيعي بس ع شان تاخذي شهادة الطب و كملتي و صرتي دكتورة و كلنا فرحنا بيك ، معقولة تخلي شي تافه زي هدا يكسرك
صوت لفة جسمها ناحية الحيط اخترق قلبه و عرف ان ما في فايدة
قرب منها و باس راسها : خلي في بالك ان حتى لو اطلقتي ماهي نهاية العالم و لا في حاجة تشوهك من اللي صار لانك ما غلطتي هو اللي مفروض يتحشم ع وجهه مش انت
اضطر يطلع من جنبها و عارف ان كلامه ممكن زاد وضعها سوء ..
و ما ان سمعت خطواته تبتعد حتى استسلمت لدموعها و عبرتها و عيونها ع التيلفون زعم يكذب كل هواجسها و يتصل …
و اللي تنتظر في اتصاله
كان يسمع في كلام زوجة خوه و هي تحكي و تتحاكى ع قصص مختلفة لبنات رضوا يكونوا زوجات ثانية ليش ؟!
: و الله لو كان ما دايرة مصيبة و لو كان اهلها عارفين ان مازال يجيها نصيب بيعطوك انت ؟ فكر فيها و قولي في واحد يرضى يعطي بنته دكتورة زي ما قلت و سمحة مع ان و الله في سماحة وخيتي ما تلقى الا اذا في شي ؟ باهي ادويلي توا في واحد ما يعرف هنا في الشارع ان انت مازال حوشك ما كمل !
كان منزل راسه و يسترجع في كل شي صار من اول مرة سال ع عيلة المهدي بن عمار لعند عرف معلومات ع سارة و مواليدها و خدمتها و ان وقتها ابدا ما فكر فيها بالطريقة اللي تحكي عنها لطيفة بالعكس كان كل همه يشفي غليله في ابتسام و يثبت ان اللي احسن منها و اصغر و اجمل منها وافقت اكون شريكة حياته
بس لطيفة كانت ذكية و ملاحظة ملامحه و عاد تربى تحت عيونها حافظاته بصم كملت باسلوب خبيث جدا و نجحت في القضاء ع بقايا اثر سارة في نفسه : يعني معقولة وقت اللي سالوا عنك ما حد قاللهم و رضو و عادي عطوها في حوش اجار و يوم اللي جابوها ما القو حد من اهلك و لا ناسك و خلوها معاك و روحوا ، عصام انت زي ضناي و الله كان انضحك عليك و ما اندري عنهم شنو هي مصيبة بنتهم و يبوا يمسحوها فيك
هو سارح و يسمع و بس
و كملت : و غير هدا كله اهو قدامك كم ليك باعثها لعند اهلها و قلتلها ان حوش اجار ما فيش في الجديد و الحوش هدا مازال و اصلا ما تحلم تعفسه و تجي فوقي هدا حوش ضناك و الا؟
شافلها بنظرة العاجز
النادم في داخله ندم كبير ان تزوج سارة
و قال لنفسه انت اكثر واحد عارف انك ضعيف قدام لطيفة و خوك
يعني مواجهة من هالنوع ما بتقدر عليها ليش درت هكي في روحك و فيها ترفع ذنوب بنت الناس ليش يا عصام ؟!
هي كملت : و كانك ع ابتسام و الله حالفة انها ما عاد ترد عليك و الحاجة اللي تطلبها تديرها عن طيب خاطر (بعدين تغيرت نبرة الصوت للحزن ) لكن خلاص توا انت اخترت طريق ثانية و حتى خوتي و الله حالفين يمين ما عاد تقعد ع ذمتك و انت بدلتها بوحدة ثانية
و برضو ساكت
لعند طلعت بنته تجري و تضحك
و طلعت وراءها ابتسام : تعالي يا ماما مازال نبدلك
و عيونه انبهروا بيها
كانت متغيرة قاصة شعرها بطريقة حلوة و صابغة و دايرة ميش و لبستها عبارة عن بلوزة قصيرة و سروال جينز لونه فاتح صغرت في عيونه قريب عشرة سنين
ع اساس ارتبكت : انت هنا ؟ و انا نقول البنت خيرها طلعت تجري ، (انحنت و قامتها ) نغيرلها و نخليها تجيك
شافت بعيونها لطيفة : اسمعي عينك منهم كلمني خالد توا و قالي وتي روحك ضروري نروح
و خشت و سكرت الباب و هي مبتسمة بانتصار لانها الادرى بزوجها و طبعه و الاهم نظراته اللي شافت فيهم اعجاب واضح بيها و بشكلها
اما هو مشي وراها وصل للمنتصف قدامه باب دارهم اللي ما شهد غير ع خلافاتهم و قلة ادبها و احترامها معاه و كان يبي ينسى اي شي وقتها الماضي و الحاضر اللي فيه سارة بس في اللحظة هذه بالذات رن تيلفونه انتبه و استاقض و في لحظة ارتباك و توتر طلع من حوش خوه بخطوات سريعة
ضحكت لطيفة : و الله كلا التريس الا مهبولين
و تبعت اختها لدارها تحلل و تخطط في خطوة سابقة انتهت بنجاح و خطوة قادمة لازم تكون دقيقة ع شان تزيد تكبر الفجوة بينه و بين سارة
و اللي يزيد يكبر يوم عن يوم و يوصل لاقصى مدى هو الغضب و نار الانتقام اللي تشتعل و تزيد في داخله و قاعدة تاخذ كل شي حلو في طريقها
لا كلام ايمن فاد معاه لان الاخير حرص يوميا ينصحه و يفهمه بان ياخذوا حق اخته و لكن بالعقل و باتفاق يكونوا موجودين مع بعض
لكن الراجل اللي في عمر الثمانية و العشرة ما كان ولا مرة راضي ان يعتمدوا ع النسيب في قضاء حاجاتهم مستحيل يرضى اليوم و هو راجل عشريني العمر اربعيني العقل و الفكر بتدخل اي حد في رد الاذى ع اخته و عيلته لان هذا شرف و سمعة و هو ع يقين ان عصام ناوي يرميها خلاص و في نظر المجتمع هدا ح يكون علامة استفهام كبيرة ع شرفها و سمعتها و الاكيد ان شخص زي عبدالخالق مستحيل يرضى بشيء من هذا النوع
كان مصمم ان يروح بيها عنده و اقعد معززة مكرمة في حوش بوها
الاكيد ان مش ح يستقبلها بالاحضان
و لا ح يتعامل معاها كالسابق
لكن مستحيل يخليها ع ذمة شخص من الاول مش متقبله
و زاد اليوم بعد اللي عرفه عنه
رن تيلفونه باسمها شاف ناحية الباب ما في حد سكر عليها و رد اتصل بيها
وقت ردت كان صوتها مليان خوف : وينك يا عبدو معقولة تخليني مشغولة عليك لعنديت توا و الله و الله قريب اللي هبلت
: ما فيا شي مشغول بس
خاب املها من نبرة صوته : معقولة تنشغل عني حتى رسالة لا
عبدالخالق كان عنده صداع قوي بالاضافة لالم ايده : قلتلك مش فاضي يا بنت الناس و فهمتك وقت اللي ما نرد عليك ما تقعدي تتصلي انا ما نبي نغلط فيك و انت مصرة تخليني نفش غلي فيك
هي فاجاته : و اذا ما فضيت غلك فيا في من بتفشه عارك و هزب و قول اللي في خاطرك المهم ما تدس شي في قلبك و تشغلني عليك عبدو انت … (هنا سكتت)
اما هو نجحت البنت هذه تخترق اسواره و نجحت تزيل الغطاء القاسي المحيط بقلبه : ربي يقدرني و نخليك نصيبي و حلالي و ام صغاري
انتبهت لمعنى كلامه و اعتلت ملامحها الخجل : عبدو
: اسكتي و اسمعيني كويس ، انا زي ما قلتلك ناوي تكوني مراتي و حلالي و ما نبي نكثر معاك كلام و يشهد عليا ربي انك غالية و قاعدة كل يوم ترقي في سلوم الغلا اكثر من اليوم اللي قبله واول نبيك تعطيني الاذن لاني و الله زي ما قلتلك مشغول و عندي ما ندير
فرحت بمعاني كلماته : حاضر المهم طمني عنك حتى لو درت مشغول نعرف انك بخير و حتى لو فتحت عليا ر هزبتني برضو نعرف انك بخير و يرتاح قلبي
اصدر صوت تنهيدة ياما قالت : اه .. يا رب هيا نستاذن
سكر الخط
و هو مش قادر ينسى كلام ايمن وقت اللي بلغه بان سارة روحت و ان عصام قاله بان حوش الاجار خلاص سلمه و بنتكم روحت و ياعالم امتى يقدر يوفر سكن و يردها
يوم اربعة من شهر ابريل .. النار اللي في قلبه خلاص السنتها تجاوزت المدى
طلع … و بدون ما تحس عليه لا اخته و لا راجلها و لا حتى اولادها
وقف ع قارعة الطريق و اتصل برقم محدد و من غيره صديقه يوسف …
يوسف اللي عنده رقم عبدالخالق يعني عيلة و سند و حياة عمر و مستقبل و ماضي مهما كان مشغول و حاليا اشغاله واصلة عنان السماء لكن كله يوقف قدام اسم عبدالخالق
سيب الزحمة اللي جنبه و طلع : ايوا
عبدالخالق بدي الكلام بدون اي مقدمات : نبي سلاح و نبي فزعة يا خويا و لو ما تبي معذور، لاني في يوم رفضت نخش طريق الحرب
من صوته عرف ان اللي فيه كبير : شنو تدوي انت يا عبدو روحي ترخصلك يا غالي و بيني و بينك ما في فرق السلاح لو تبي مستودعات نفضيهن و يكونن تحت كرعيك و التريس اللي تبيهم جيش نجيبه و نخليه وراك و ما يوخر الا بكلمة منك اعطيني المكان و الزمان و هن دقايق و يكون كل شي تحت تصرفك
و نفس اليوم و اللحظة خشت غادة ع سارة ع شان تعطيها فطورها بس القتها مغمى عليها
خافت عليها هلبة حاولت تفيقها اكثر من مرة بدون فايدة
لعند خلاص يئست انها تنوض لهذا ما كان قدامها الا انها اتصلت بحمزة و هي مفزوعة : حمزة سارة انوض فيها ما بتش تنوض مش عارفة شنو ندير بالله عليك لو انت قريب تعالى ناخذوها المستشفى
انفزع اكثر منها لا بال و هو حاس بالذنب و ليه ايام غير مفوتها دخان و حرق اعصاب وبس : هيا وتيها وتيها
هالة حطت عبدالمعز و جت ناحيته و هو بيطلع : شنو في يا حمزة
عيط عليها : حولي حولي
و طار بسيارته لحوش اهله
مخلي هالة تضرب اخماس في اسداس و تتوقع شنو المصيبة اللي صارت و خلاته يطلع بدون عقل … سمعت صوت بكاء ابنها رجعت لعنده …
وقتها المهدي و فتحية يتغدوا في المطبخ مرة يهدرزوا و مرة يسكتوا و يفكروا في المصيبة اللي نزلت عليهم
فتحية : ان شاء الله ربي يهديه و يردها
المهدي : كيف تقولي يردها بعد اللي داره ؟ مش رخيصة بنتنا يا امي مش رخيصة
فتحية : و من قال رخيصة لكن قولي ما ليها كان شهر عنده و يطلقها تحساب الناس يخلوها و يخلونا في حالنا و الا يوقفوا دوة علينا و عليها حتى غادة اختك فكر فيها مرات لو طلعت الدوة حتى نصيبها اللي جاها ما بيصير منه لالا انا طلاق ما نبيها تطلق و ان شاء الله …
و قطع نقاشهم صوت حمزة و هو ينادي : غاااادةً وينك
و الاثنين انفزعوا
ع طول المهدي فهم اللي فيها و قال بصوت مصدوم : هذه سارة
اما فتحية رمت من ايدها الكاشيك و طلعت تجري
… عيونها قريب طلعوا و شهقت بصوت عالي و هي تشوف في سارة بين ايدين حمزة و غادة
كانت بقايا سارة
ممكن حالها ايام الحرب افضل بكثير من حالتها هذه
مسلمة و مستسلمة لكل شي
و مع ان غير مبصر لكن صوت شهقة امه فهمه سوء وضع اخته
صوت حنية حمزة غير المعهودة معناها سارة قاعدة تموت
بكاء غادة اللي ما تبكي ع اي شي انما اللي يبكيها امر كبير و كبير جدا
معناها سارة قاعدة تموت
ما كان منه غير يتكلم بصوت عالي و لو سمعت او ما سمعت المهم يدير اللي هو قادر عليه حاليا : سارة خليك قوية يا سارة مش واحد تافه زي عصام اللي يكسرك
هي كانت بين الفائقة و الفاقدة تمسع فيه و قلبها واجعها بس ما عندها اي ردة فعل
هو مكمل و يمشي وراهم : ردي بالك اطيحي يا سارة ! يا دكتورة سارة اللي زيك ترفع راسها و تكمل حياتها و تعالج الاطفال اللي طول عمرك تحلمي تعالجيهم ما تشمتي فيك حد يا اختي
و وين سارة من كلامك يا مهدي كان سوط ينزل ع قلبها و ع تسرعها في الموافقة
شنو ولى الزواج لو ما كان سترة و مودة و رحمة و استقرار
شنو فايدة الزواج لو كان قهرة و دموع و ذل و احتقار
ابدا ما فيه فايدة ، القعدة في حوش الاهل حتى لو ما كانت بعملها
و حتى وان لم تطلع و تدهور اشرف بمليون مرة من اللي هي فيه
بس كل هذا لا يسمن و لا يغني من الجوع لان الواقع يفرض نفسه
الواقع اللي مهما هربوا منه قادم لا محالة
الواقع بين اروقة المستشفى اللي طالما حلمت تشتغل فيه دكتورة و تحقق طموحها الباين من اليوم ح يكون زي المقبرة ليها
لان و من بعد اجراءات و كشوفات و تحاليل و فحوصات
كانت نتيجة كل ما سبق كلمتين فقط
كلمتين مش معروف شنو يشكلوا لحياتها القادمة
قيد او صمام امان او ذنب تحمله طول العمر و هي تشوفه يكبر قدامها و بعيد عنها نفس الوقت
تلمسه بايدها لكن بعيد ع قلبها بعد السماء ع الارض
: انت حامل
صدمة لغادة اللي طاحت ع الكرسي بدون اي جهد و حيل
اما هي لحظتها بين فرحة و غريزة الامومة و بين واقع لا يرحم هي ما قبلت فكرة الطلاق و شماتة الناس و هي بطولها كيف ح يكون المصير حاليا و معاها طفل! هل وحدة بشخصيتها و بهشاشة مشاعرها و صبرها قادرة ع مثل هذا الحمل !
اما حمزة ايديه ع راسه و مش مستوعب القادم كيف بيكون ؟!
وصلت رجاء برفقة ايمن و من حال حمزة جمدت في مكانها
ايمن شاف ناحيتها : خيرك
: خايفة
شدها من المرفق و مشي بيها ناحية حمزة : السلام عليكم
هنا حمزة رفع انظاره في اخته و لاحظت هي الدموع المحبوسة فيهم : ماني عارف درناها فيها و الا هي اللي دارتها فينا
ايدها ع قلبها و تنتظر تتمة الكلام
و جي الرد الصاعق : حامل يا رجاء
: حيه علينا
ايمن فنص فيها : اسكتي و خشي شوفي اختك
ابتعدت عنه و اسرعت للدار
و وقت تلاقو عيونها بسارة انهدت الاخيرة بكي : كيف ندير توا يا رجاء ؟ حيه عليا حيه ما نقدرش انا ما نقدرش نكمل بروحي مع عيل
جت جنبها و ضمتها و مستمرة تقرا في قران عليها و تدعي لله ان يخفف عنها
جت جنبها و ضمتها و مستمرة تقرا في قران عليها و تدعي لله ان يخفف عنها
من جهة ثانية رن تيلفون المهدي و كانت غادة المتصلة كانت ايده فاشلة غير قادرة ع الحركة
فتح الخط و لمس الحزن في صوتها : خيرك شنو فيها اختك
: حامل يا مهدي
حط ايده ع قلبه اللي كان شوية و يوقف
فتحية قربت منه : خيرك شنو فيها اختك
المهدي كان مكسور و هو يخبر فيها : حامل
شهقت فتحية و الدموع تنزل
حست ان حياة سارة زي حياتها
و ان الطفل هذا ممكن يكون مصيره زي جمال … بل قد يكون اسوء لان ولدها جمال كانت عنده جدته تحبه و تبيه و بوه كذلك و جده ما عمره قصر معاه
لكن شنو مصير طفل امه ضعيفة و الباين ح تكون مطلقة قريبا و اب حس ان زواجه عبارة عن غلطة و مرة اب حاقدة و قوية و مرة عم اسوء منها بمراحل
دوامة كبيرة و انحطت فيها بس بعد تفكير و استيعاب ابتسمت و حست براحة ” لالا توا راجلها يردها عنده بعد يعرف انها حامل ما في واحد بيرضى ان ضناه يتربى بعيد عنه ”
لانها كام تقليدية كل شي الا ان بنتها تطلق و ان كانت الرحلة واضحة ح تكون مضنية و متعبة و مهلكة لكل شي جميل في بنتها بس عادي كله يهون و لا انها ترد عندها مطلقة و بطفل
و خبر الحمل عند اغلب الناس يكون ليه اكثر ايجابي الا ع اللي في حالة سارة ان نظريا المفروض الواحد يحمد الله ع كل حال و يستبشر به خيرا
و ما يعرف الحقيقة هذه الا ناس قليلة تكون صابرة و محتسبة او تكون مبتلية بفقدان هذه النعمة
هذا حال نجوى ما عجبها ابدا ردة فعل اهلها الحزينة
: خيرك من بكري ملاحظ انك مش ه بعضك ؟ صار شي جديد
تنهدت : خير ان شاء الله سارة اختي حامل
و علت وجهه ابتسامة لان فعلا من بعد العمرة مثل هكذا اخبار لا تؤثر فيه سلبا : مبروك عليها ، الحمدلله شفتي ربي كيف كريم يعني ما تعرفي. مرات فيها خيرتها
و هي ما حبت تخوض في تفاصيل اكثر معاه : شنو رايك اليوم تنادي خواتك و نديروا عشاء. في حوش اهلك
عرف انها قاعدة تهرب من شيء ما : يا ريت خليني نتصل انا بيهم و بخوتي …
و بحال بعيد جدا عن حالهم و قدام مقر الكتيبة الخاصة بيوسف واقف و ينتظر في خروجه
وصلتله رسالة من ايمن اللي وقت ما القاه في المربوعة توقع ان ناوي يدير مصيبة في عصام ” اختك في المستشفى و طلعت حامل بالله عليك ما تدير عملة تودر بيها روحك ”
استمر يضرب في سيارته بكل قوة : كله منهم كله منهم قلت لا و قالولي مش بوها من بوها توا من ؟
خذي شهيق و رفير لاكثر منه و مسح وجهه و هنا و بعد معرفته بحملها تغير المخطط تماما
لان في البداية كان ناوي يخطفه و يعذبه و يرد كل همه و غله فيه و بعدها يجبره يطلقها
بس توا هي حامل في طفل قادم
معناها الطلاق ابدا مش حل لا ليها و لا لعيلتها
و طلع يوسف و حضن صديقه : ادوي اطلب قولي اقتل و احرق و انا و الله ما نوقف دقيقة قبل ما نبرد نارك يا صاحبي
حط ايده ع كتفه : عارفك بس الموضوع عائلي كل اللي نبيه منكم تمشوا معايا ع شأن ال### هدا يخاف و يعرف اني صادق في كلامي
يوسف : هذا واحد ## المفروض من وقت يعرف اسمك يكون متاكد ان يوم اللي يوصل فيك معناها خلاص وصل لقبره
شاف وراه : هيا شباب نبوا الفزعة
و ترددت اصواتهم : حاضرين / يطلب بس
حياهم عبدالخالق بايده و انطلقوا قاصدين عنوان حوش عصام يعني حوشه اللي فوق حوش خوه
حاليا واقف مع يوسف الدرية و معاهم حوالي خمسين راجل بسيارات عسكرية و سلاح مدجج عند المفترق اللي يدخل لشارع حوش اخ عصام يعني بعيد ع الحوش لكن عصام وقت يروح ما عنده اي طريق ثانية يخش بيها غير الطريق هذه
اشر عبدالخالق ليوسف وقت شاف سيارة عصام بمعنى ان هذا المطلوب
و بدوره يوسف اعطي الاشارة للي معاه ان هذا الشخص المطلوب و يكونوا ع استعداد
عصام كان ميت رعب وقت شافهم
في جنبه ابن خوه مصباح اسمه منذر و عمره 18 سنة : هدا شنو الباين جايين بيطبوا حد
بلغ ريقه بخوف : لا ..
بس وين يقدر يكمل كلامه و هو يشوف. في نظرة عيونه اللي زي الصقر وقت يقتنص فريسته
اكيد ح يزيد الرعب و يوصل للذروة
بالذات اول ما وقف عبدالخالق في منتصف الطريق في مقابل سيارته بالضبط
مواجهه وجها لوجه
لان اللي في طبع عبدالخالق و تربيته ما يجي من الظهر يا عصام
لا يجيك في الوجع و بكل شجاعة يقولك ع اللي ناوي يديره مش ح يديرها من وراك
ضرب بخلفية السلاح ع مقدمة سيارته و اشر براسه ع شان ينزل
و عاد هو عيونه عليه و ع اللي معاه و عارف ان ما هي الا كم رصاصة و يكون جثة تحت اقدامهم شاف ناحية ابن خوه : خليك في السيارة
و من قالك اصلا يقدر ينزل هو نفسه ميت خوف لكن طبعا ما في حد منهم توقع ان يكون سبب كل هذا سارة اللي خذي غرضه منها و رماها زي ما يرمي بقايا سيجارة
نزل من السيارة و الخوف مستوطن كل اركانه و ينتظر في الموت حرفيا
كان يمشي و هو بيطيح من الخوف اصلا اللي زي عبدالخالق مش في حاجة سلاح ع شان يفرض هيبته ع حد
و هنا خلاص تكلم عبدالخالق : اسمعني زين يا ### شهيد ربي .. شهيد ربي شهيد ربي ع ما نقول و الله العظيم مستعد توا توا نقتلك و نخش فيك حبس اعدام و انا فرحان
كان ع لحظة و يدوخ بينهم مش قادر لا يرمش و لا حتى يتنفس و هو يسمع في كلامه و تهديده
كمل عبدالخالق بنظرة حادة و صوت اكثر حدة و ثقة : و شهيد ربي ع ما انقول و الله الا ما ندير فيك اللي ما يندار .. و زي ما خذيت اختي و لعبت بيها شهر و رميتها حامل
انصدم عصام و جحظوا عيونه كيف هو ما ارتاح و هو ظالم لشخص كيف ح يكون حاله و هو ظالم لشخصين و الاثنين ليهم من البراءة في طبعهم ما ليهم
اما شقيقها كان مكمل في رحلة التهديد و هو يعد ع اصابعه : و الله و شهيد عليا ربي نلعب باغلى ما عندك و نوصل في اغلى ما عندك و زي ما درت فيها اندير اسوء من اللي انت درته، عندك ثلاث ايام يا اما ترجع اختي معززة مكرمة يا اما و الله و الله و الله تندم ع الساعة اللي فكرت فيها تجي ع الدنيا و تجي لحوشنا خاطب و لو ما تعرفني و ما نشدت كويس علينا قبل عدي و انشد ع عبدالخالق بن عمار
عصام كان ميت خوف لان تهديده واضح شرف مقابل شرف
و بينما كان ماشي من جنبه : و الله العظيم لو ما كانت حامل ما كنت ريت ظفرها
و اكرمكم الله دفل عليه و مشي
و هنا قرر يوسف يتدخل وجعه صاحبه لابعد حد قدم منه : هو تكلم كلام انا و الله العظيم نذبح طول و تقدر تسال ع يوسف الدرية شنو ؟!
رغم صغر حجمه مقابل عصام الا ان الاخير مات منه رعب و ذعر لان نظرات يوسف كانت مخيفة
و ما ان وصلوا حوشهم
حتى قعد عصام في المربوعة و يراجع في تهديد عبدالخالق و يفكر في حل المصيبة هذه
اما منذر من اول ما دخل الحوش ما انتظر دقيقة حتى نقل الكلام لامه
هنا لطيفة عيونها جو ع بناتها الاثنين وحدة مواليد 1997 و الثانية 1999، و تذكرت اختها ابتسام اللي تمشي لعملها في المدرسة. و الرعب اللي في عصام انتقل عندها
و هنا تراجعت عن خططها و قررت ترجع سارة مؤقتا لعند تلقى طريقة تطيرها بيها
طلعت لعند المربوعة و شافت كيف لون وجهه شاحب : اسمع
شاف ناحيتها و هو عاجز و خايف
و قدرت تحس اكيد باللي في عيونه : اسمعني يا عصام البلوة هذه لازم تردها الله غالب انت طيحتنا في العيلة ال## بس حط في بالك لحوشي و الله ما تخش و لا حتى الحوش الفوقي هونا حوش حياة امك القديم فاضي ارميها فيه لعنديت نلقوا حل
انصدم عصام لان الحوش هدا حوش عربي و قديم واخذ الزمان فيه حصة ، صح خواته يجوه من فترة للثانية يسيقوه و يضموه بس مهما كان هو حاليا غير صالح للسكن
حست التراجع في نظرة عيونه : احني ما بنقدروا عليه توا توقع منه كل شي حتى في ضناك مرات يخطفهم و الا يدير اي مصيبة ثانية هدا اللي يخليني نقولك مش يبيها تولي ردها لكن في حوش المرحومة و خليها عليا لعند تجيك بروحها و تطلب الطلاق
و استمر عصام يفكر في كلام مراة خوه … و هل من الممكن ان يجيبها تقعد في الحوش هذا !!
يوم السابع من ابريل
الوضع كان جدا كئيب عند ابناء و بنات المرحوم خليفة
يعني زي نجوى اللي في طرابلس و زي رجاء اللي في مصراتة
رجاء اللي كانت سارحة و بس
فاقت من شرودها برنة من تيلفون راجلها
ايمن شاف ناحيتها : يستر الله هدا هو
هي عيونها كانو مليانات حقد و غضب و تنتظر منه في الرد
: ايوا
عصام حس من صوت ايمن ان يكلم فيه فوق من نفسه : السلام عليكم ايمن كيف الحال
بكل برود كان رده : شنو في ؟
زاد اتضايق و لاحظ الفرق في المعاملة : انا نبيك توصل معلومة للعيلة اني حصلت وين نحطها المراة
ايمن ما عجبه كلامه : كيف يعني شنو معنى حصلت وين تحطها
تدارك الامر : لا ما في شي غير مقصود كلامي ان الحوش يبي خدمة و صيانة يعني نبي عشرة ايام و يكون كل شي واتي و نروح بيها
ايمن بدون نية : تمام توا نوصل المعلومة و ان شاء الله ما تكون كذاب زي ما درت قبل لاني من طبعي اللي يكذب عليا مرة ما عاد نحسبه راجل
و سكر الخط
عصام هنا جن و هبل و رمي تيلفونه
و العجز و الياس و الخوف تمكنوا منه اكثر
بينما عند عيلة سارة وقت وصلهم كلام عصام
كلا من فتحية جري الدم في عروقها و ضحكت و ناضت تحوس في مطبخها فرحانة ان بنتها مش ح تطلق : باهي اهو بيردك الحمدلله خلاص انسي و معش تفكري واجد و النساوين ياما يشوفن و يتحملن ع خاطر ضناهن
اما سارة فكانت بدون اي تعابير ع وجهها سارحة و بس
انما المهدي خلاص وصل لقرار ان يقاطع عصام نهائيا و ما عاد يتعاطى معاه
لهذا من ثاني يوم وقت مشي للمدرسة.
سمع صوته يكلم فيه : مهدي شنو حالك
تجاهله و كمل طريقه و ممكن لو ترك الامر ليه كان تصرف بطريقة اكثر عدوانية لكن كان في راسه شي ثاني وقرر ينفذه بدون اي تاخير
دق ع مكتب الاستاذ سليمان
وانتظر لعند سمع صوته : تفضل
خش لداخل المكتب و قعمز بدون و لا كلمة
و الاستاذ سليمان عشرة سنين معاه من طريقته في الدخول و صمته حس ان الموضوع جدي : مهدي قول اللي عندك يا ولدي و باذن الله نخدمك باللي نقدر عليه
و لان حاطه في منزلة كبيرة كان صريح معاه و حكي ع اللي صار و ع اللي داره عصام : الشخص هذا لعب بعرضي و بشرفي يا استاذ سليمان و الله و الله توا و انا جاي عندك شديت روحي بالسيف
الحاج سليمان وجعه الموقف اللي انحطت فيه عيلة المهدي : من اليوم ما عاد بيقعد دقيقة عندنا كل شي الا اعراض الناس هذا استغلك يا ولدي يا مهدي اكيد وقت اللي يوصل فيك عرف ع عيلتكم معلومات و دار في دماغه ان ما في حد يوقف في وجهه
انتفض المهدي : كيف ما حد يوقف في وجهه ؟ لا مش اختي يا استاذ مش اختي اللي ينضحك عليها و مسكتوا انا مستعد نقتل و نضرب يعني كان ما نشوفش يحسابني ما بنقدر عليه
حاول يهديه : لالا رد بالك يا ولدي توا بالنسبة لعصام دقيقة وحدة مش ح نخليه و انت فكر بس في قرايتك و ما تضيع روحك في دوة فاضية
تنهد المهدي براحة اهو ع الاقل مش مضطر يتلاقى معاه ثاني
طلع من المكتب و مشي قعمز في الساحة
ع ذات المقعد الخشبي من اول لحظة دعي للمرحومة ريحان بالرحمة
و بعدها سرح في الدنيا لعند ما حس عليها غير وهي مقعمزة جنبه
كانت تبي تعرف خيره تبي تطمن عنه : خيرك يا مهدي و الله حتى فرحة بيك و بالعمرة اللي درتها ما فرحت و انا نسمع في صوتك هكي صاير معاك شي احكي
المهدي مش قادر يصرح بالالم و الخذلان اللي هو فيه : شي ما في شي غير قاعد نفكر كيف نلحق المنهج المتراكم عليا و انت عارفة السنة هذه شهادة طبيعي تبي مجهود
و مع انها ما صدقت لكن ما قدرت تضغط عليه اكثر و قررت تغير السيرة : ع فكرة صلاح يشكرك ع هديتك من العمرة اما انا قد ما نقول شوية بالذات هدية بنتي تهبل ما احلاها اللبسة و كيف طلعت عليها
ابتسم : الحمدلله .. ايه شنو اخبارك
و استمروا في تبادل الاخبار و الهموم الا هم سارة ما قدر يقوله حاليا
_________________ بقلم مارية علي الخمسي ❤️❤️
و بما ان و ع اساس ان يوم عشرين ابريل .. ح ترد سارة لحوشها و بسماع الخبر هدا الكل ارتاح نوعا ما
مع ان الغصة في القلب كبيرة لكن حال اهون من حال
عبدالخالق رفض الرجوع لحوشهم و قعد عند رجاء هو نفسه خايف عليها منه و بالذات و هي حامل ما يبي يتلاقى معاها تحت اي ظرف
اما فتحية فقررت تقول في العيلة ان سارة حامل
و عليها نزيف و لهالسبب قاعذة في حوش العيلة
و من جهة ثانية بدت التجهيزات لبيان غادة يوم الخامس عشر من ابريل
كانت مروحة من المحلات و خاملة و محملة بالاكياس
لفت ناحية ايمن : صحيت ايمن و سامحنا ع تعبك
ايمن : بنتي انت راهو و اي حاجة تنقصك مش مسامح لو ما دويتي عليها
ابتسمت بخجل: بارك الله فيك
سمعت رجاء صوت بكي افطيمة : اسم الله خيرها
خشت بسرعة داخل تشوفها و كان اسماعيل جنبها يشوف بدون ملامح : ما درتلها شي
لاحظت خدودها كيف حمر : خزيه عليك قارصها صح
انحرج : انا لالا ما درت شي بنتك بكاية
قربت من افطيمة و باستها : اصلا انا دويت لمعاوية يقعد معاهم انا ما نبيك تمسهم عارفة كيف تحبهم واجد
: نحبهم اماله شنو
رجاء بتهكم : واضح من الغيرة اللي قاعد فيها
تعصب و طلع و هي قعدت مع بنتها تسكت فيها
و من بعد اليوم هذا ، مرت الايام في تسابق سريع و مختلف ع الجميع
و تحديدا حوش فتحية كانت التجهيزات ع اشدها لبيان صغيرة بنات المرحوم خليفة و بدي الفرح يدخل حوشهم من جديد …
لعند وصل يوم بيان غادة
يوم فرح من بدايته
الكل حاول يتناسى اللي صار و يتجاهل اي مشاعر سلبية
سارة نفسها بعد وقوف غادة معاها خلال محنتها هذه شافت ان من حقها عليها تخلي بيانها يمشي في اجواء جميلة و رايقة
طول الوقت عيونها ع خليفة ابن خوها كيف يلعب و يضحك و تتخيل في حياة ولدها القادمة كيف ممكن تكون و كيف ح يكون اثره ع الجميع
و لو مهما تخيلتي و مهما حطيتي من احتمالات مش ح يكون مثل الواقع في شي يا سارة
غادة في عز انشغالها بتحضيراتها و بعد جهزت فستانها اللي لونه بلون حبات الكرز جت ناحيتها : سارة تعالي معايا داخل شوية و رجاء تبدي فيا
ابتسمت و جاهدت نفسها تخفي اي حزن او دموع : شوية و نعقبكن خليني نساعد نجوى شوية
غادة : لا وين بتساعديها وانت مريضة
تنهدت : ما فيا شي خليني نشوفها بالك تبي حاجة
و هربت منها ما تبي تضعف قدامها و تبكي لان اليوم تبيها بس سعيدة
وهالمرة حتى نجوى ضغطت ع اعصابها ع شان ما تنتقد اي شي تديره سارة ع غير العادة
وقفتها قدام المرايا و هي نفسها مبهورة بيها : الله يبارك عليك يا غادة غزالة طالعة
شافت لروحها بثقة: سمحة واجد تاريتني ( و ضحكت )
و شاركتها الضحكة رجاء و هي تنظم في ادوات المكياج في مكانهم : واجد و ربي ان شاء الله من عنده يسعدك و يهنيك و تشوفي ايام سمحة معاه
هي كانت الف بفستانها و تضحك
تذكرت رجاء يوم بيان سارة و دمعوا عيونها
و سبحان الله للوهلة الاولى اي واحد تساله ع جمال الاثنين ح يرجح كفة سارة بس السعادة و الراحة و الهناء تعطي صاحبهم اطنان زيادة من الجمال …
و في صالة حوش المرحوم خليفة تجهز كل شي و حضروا زوجات خوالها و زوجات اعمامها و عماتها و خالاتها
و الدربوكة صوتها من وين
ربيعة همست لرجاء : سارة مش عاجبتني
و اخفت رجاء سر اختها : الحمل و انت عارفة سارة من يومها حساسة و ما تتحمل تاعبة واجد
كانت قلقة هلبة عليها : باهي طمنيني شنو صار مع راجلها طلقها هاديكا حق و الا مازال ع ذمته
ما كانت حابة تكذب : مازالوا في المحاكم ، نستاذن يا خالتي نشوف الصغار
و هربت رجاء من الموقف … و مرات حتى القريب وقت يسال ع حالنا بنية صافية يكون صعب ان احني نتقبلوا الامر لان المصيبة اكبر من كل شي
و هالمرة عبدالخالق واقف برا و هو رافع راسه و مقتنع ان النصيب هدا تستاهله اخته راجل و جي من الباب و اموره واضحة لهذا اصر يستقبلهم بنفسه …
بدت الزغاريط داخل الحوش و ما غلبها الا صوت الكلاكس و التنوير اللي زي العادة كان من ايدين عبدالمالك
و درسوا السيارات .. و بدي الكل ينزل
و اللي وصلوا حوالي ثمانية نساوين
اولهم خواته الاثنين بيناتهم و زوجات اخوته الاثنين و مرة عمه
بالنسبة لصفية كانت بنتها بسمة اللي هي صديقة غادة و في جنبها اختها سماو نورا جايبة معاها بنتها نوران
اما زوجات اخوته فزوجة الاخ الاكبر المنتصر اسمها كريمة …
انسانة طيبة و متواضعة جدا و ما عندها لا في المشاكل و لا كثرة الدوة و رفع الكلام
بينما زوجة خوه المتوسط نوري فكان اسمها اماني عمرها في الثلاثينات و واضح الغرور عليها
لانها من اول ما قعمزت حطت رجل ع رجل و تشوف لغادة من فوق لعند تحت
و هنا غادة اللي ما ينخاف عليها حطت رجل ع رجل و ردت نفس النظرة لسلفتها
لاحظت الامر بسمة و جت جنبها تضحك : يا واعر انت
غادة بقيمة حاجب : و الله انت عارفتني و عارفة طبعي اللي يدق الباب يسمع الجواب و الباين ان مراة خالك هذه ماهي ساهلة و عاجبتها روحها واجد
ضحكت لعند مال راسها ع غادة : واجد و سكتي هذه تمشي تقول لي الهواء مازال ياما جايك
شافتلها ع جنب : يعني ليش ما دويتي الكلام هذا من الاول
بسمة : لكن الحق مرة خالي المنتصر ماشاء الله عليها و حتى ماما و خالتي توا مع الوقت تعاشريهن و تعرفيهن كويس
غادة ردت عيونها ع اماني القتها تفنص فيها لانها شكت بان الكلام عليها ابتسمت : نشوفًوا مع الوقت
و بعد الضيافة و تقديم العشاء تقدمت صفية ناحيتها و لبست غادة دبلة قطعتين و غير هكي لبستها حديدة و طاقم كامل ملفت للانظار: روروروي
و ردوا بالزغاريد عليها و استمروا في الاغاني المعروفة في هكذا مناسبات …
و قامت صفية خاتم ذهب : هذا هدية امي يا غادة انا قلتلكم من قبل هي ما تطلع في الزحمة، و مش تقولي معاك انت بس عمرها ما مشت لحوش اهل كنة من كناينا .. لكن و الله تسلم عليكم كلكم و هديتها مش هدية هكي و خلاص راهو هذه محبة و تقدير منها ليك و لاهلك
و قداش فرحت غادة بالكلام هذا لانها من داخلها تخوفت من عند حضور عزوزتها: سلمها و سلم من جاب سلامها و حتى انت سلميلي عليها
صفية ابتسمت : ان شاء الله
هنا سارة شافت لاختها و تذكرت يوم بيانها و تذكرت اكثر نظرة مبروكة اللي من هذاك اليوم ما عاد شافتها
و حست بانكسار اقوى داخلها و حتى حاليا وقت بتولي لحوشها احساس ان رادها مجبور دمر اخر نقطة في كرامتها و انوثتها
و يزيد الاحساس هدا وقت تسمع فتحية تشكر و تعاود في جيبهم و في اصلهم و فصلهم
بعد مغادرة اهل عمران
كانت فتحية تهدرز مع اختها ربيعة و حاجات البيان قدامهم : الله يبارك مازال حد توا يجيب هكي بالله شوفي ثلاث قفاطين واحد اسمح من الثاني
ربيعة تتفقد في الحاجات : انا بعد شفت الذهب خلاص ماشاء الله تتهني بيه يا غادة تبي الحق يا فتحية غادة تستاهل و حتى صبيتها وقت اللي هدرزت معاها قلتلها خذيتوا نوارة العيلة و المحرارة فيهن و الناشطة بنتي الله يبارك عليها مش غير في الحوسة لكن وقت اللي تصير الحاجة تعرف تتصرف
فتحية : ايه الحق عندي هي و رجاء وقت اللي تصير الحاجة و هنا قاعدات ما نفكر بكل … ( و بلعت باقي كلماتها خوفا من انها تفضي ما في سرائرها مما يخص سارة و حياتها )
و من جهة ثانية اعتبارا من اليوم هدا روح عبدالخالق بس كان حده المربوعة غير راضي يدخل جهة الحوش نهائي و قاعد يعد في الايام في انتظار مرواحة سارة
اما في حوش عيلة بن عطية … كانت صفية هي اللي بايتة بس مع امها و تحكي و تتحاكى في جمال غادة و في طيب اصل اهلها
عمران كان ضروري يمر ع امه قبل النوم و لان سمع كلام صفية و فيه اسم غادة بدي يكح يبيها تغير السيرة
اشرت صفية ع الباب : اهو وصل
خيرية كانت مبتسمة و منتظرة دخوله عليهم
و وقت شافت وجهه كيف احمر و عيونه تفنص زادت ابتسامتها : مبروك يا غالي
جي باس ع راسها : الله يبارك فيك .. (شاف لصفية ما يبيها تتكلم ) في عشاء راهو و الله ما ذقت حاجة
صفية ضحكت : توا انوض نجيب العشاء و كول مع امي نسابتك بعثوا معانا عشاء و الحق يا ربي هي غادة اللي بعثاته راجيني شوية
هو تعصب
امه شدت ايده : قعمز و الا ما تبي تاكل معايا
جي ع يمينها : و من خير منك ناكل معاه .. طمنيني شنو حالك توا ؟
خيرية شدت ايده و تمشي في كفها عليها : انا الحمدلله بعد آنك انت و خوتك و خواتك بخير
و جت السفرة فيها كل خير و مازال عمران يتهرب من عيون اخته
و هي قعمزت في مقابله و تتامل فيه
بدون ما يحط عيونه في عيونها : قولي لبنتك تفكني من سوها
ضحكت صفية لعند دمعوا عيونها : خلاص و الله خلاص
نزل عيونه بعد كان يفنص فيها و كمل ياكل و تفكيره في شخص معين وقتها و يا عالم وقت تجيه غادة بن عمار يقعد اثر للشخص هدا او تعصف بيه و بكل مشاعره و تطلعه ع طوره بشكل نهائي
و في يوم 16 من شهر ابريل رن تيلفون المهدي و الناطق قال بدر
و ماذا يعني بدر
يعني هناء و اخبار هناء
و الازمة الاخيرة اللي عاشها حسساته قداش محتاج لشريكة حياة
اكون معاه طول الوقت لان خلاص حياة الوحدة معش يتحملها
: ايوا
بدر : كيف حالك يا مهدي
خلاص الصبر بادي ينفذ : الحمدلله .. بشر يا بدر
ابتسم بدر : انت حطيتلي امانة في رقبتي و انا ليا قريب في الشهر و انا نجري عليها الامانة هذه، و توا بنقولك البنت لو انت ما عندك اي اعتراض ع مواليدها و فرق العمر بينكم ، نشهد بالله ما تلقى كيفها قوية و متحملة مسوولية عيلة بالكامل هدا غير الرخصة عندها و شريفة نظيفة ما عليها اي شي و ما ينقصها شي و ليك من غادي بالذات بعد سمعت شروطك
و ياه ع فرحته كل ما تمناه فيها عمره ما توقع ان اموره تتيسر بالشكل هذا : تم يا غالي و بارك الله فيك
بدر : بدون جميلي و انا يفرحني اني تفرحك و ان شاء الله نحضر عرسك
ياه كلمة عرسك قداش زرعت الامل في قلبه و بدي من اللحظة هذه يتخيل في اليوم اللي ح تكون موجودة في حوشه و يكمل حياته معاها
و ثاني يوم روح من المدرسة عند رجاء و قرر يفتح الموضوع مع ايمن
مجرد الانتهاء من وجبة الغداء خلاص قرر يقوله
المهدي : ايمن
ايمن سكر اللاب لان نبرة صوت المهدي وضحت ان الامر في غاية الجدية : نسمع فيك ولدي ادوي اللي عندك و رد بالك تتحشم مني لو محتاج اي شي
ابتسم المهدي : بارك الله فيك مش ناقصني شي ، لكن انت من قبل قلتلي لو القيت بنت ناس نجي و ندويلك
استغرب ايمن و فرح : ايه و انا عند كلمتي انت بس جيبها بنت الناس اللي تبيها و ما انتملك فيها غير انا
المهدي : ايه القيتها يا ايمن اسمها هناء الصادق عبدالغفور تسكن في ## و تخدم اخصائية نفسية في مدرسة ال###
ايمن بلهجة فهم من خلالها المهدي ان موافقته مش نهائية : تمام معناها اعطيني الوقت اللي نسال فيه عليها و بعدين نتشاوروا مع بعضنا نشوفًوا اذا مناسبة ليك او لا
هنا المهدي خاف معقولة يلقى شي غير اللي قاله بدر
كان مش راضي ان تكون غيرها نصيبه خلاص حطها في خانة الرفيقة و الزوجة و يبي يكمل عمره معاها بل يبي يكمل الناقص فيه معاها
و جي يوم العشرين من ابريل .. جي اليوم اللي عادة تخاف منه و تتمنى ان ما يجي بس هو وراك و جاي جاي و خلاص اهو اليوم وصل ..
و بعد العصر تحديدا
تجهزت سارة ..و اذا يوم زفتها كان في داخلها خوف و شكوك
فاليوم كانت ع يقين ان اللي مقبلة عليه قد يسمى باي شي غير ان حياة
ممكن يكون اسمه موت و قهرة و ياس و ذل
كانت متوقعة كل شي الا الايجابي حاليا بعيد كل البعد عن حياتها
كانت تبكي هي و فتحية و غادة
و اخيرا شدت في رجاء : طلعيني و الله ما عاد قادرة نمشي خطوة
طلع عبدالمالك شنطتها اللي تحتوي ع ملابسها او احلامها مش عارفة او ممكن تكون خيباتها
المهم طلعت برفقة رجاء و ايمن و عبدالمالك اللي وقف في منتصف لايدة حوش جده و من داخله مش راضي ع تصرف خواله ما كان يبيها توليله
و هي طلعت من الحوش
و اخيرا دخل عبدالخالق و وقف في المنتصف بالضبط
قدامه امه و غادة و الاثنين اثر الدموع ع وجوههم واضح
: ما عاد نبي واحد يجيب سيرتها قدامي ، اليوم بالذات دفنتها هي اللي دارت في روحها و فيا و فيكم هكي
بدلتني بواحد ما يتسمى راجل و لا يسوى عفستها في الوطا اختارت و خلوها تكمل الطريق كيف ما اختارتها .. هدا اللي عندي
طلع من جنبهم
ممكن الكثيرون يشوفوه قاسي
بس اللي يشوفه كيف يبكي في سيارته يعرف ان عاجز و ليس بالقاسي !
اما فتحية تمنت و دعت و الحت في الدعاء ان ربي يكتبلها تكمل حياتها مع عصام كيف ما كان شكل الحياة هذه مش مهم المهم انها ما تفكر في العودة من جديد لحوش اهلها غير زيارة
لحظة اللي طلعوا من الشارع كان معتز كيف مروح من طرابلس تلامحها و وجعه قلبه نزل راسه و مازال نارها ما طفت في صدره
حاليا عارف انها المستحيل بذاته و مع ذلك مش قادر ينساها
و في المطبخ مقعمزة ع الكرسي و ترد ع نجوى و تشرح في اللي صار
: لا حول و لا قوة الا بالله ، ما عندي ما بنقول كان حفرة و طيحت روحها فيها و عبدالخالق ما حد يلوم عليه الحمدلله اللي ما دار رقبة في رقبته من وراءها و وراء اللي واخذته .. توا ردي بالك من امي يا غادة
تنهدت بعدم تقبل لكلام نجوى: ان شاء الله، توا بنسكر عندي ما بندير
و نجوى كانت فاهمة و واعية تماما لعمق العلاقة بين سارة و غادة بس هي برضو علاقتها و مدى قوتها بعبد الخالق تجبرها في اوقات كثيرة تكون متحيزة
و ممكن الانسان ما يقدر يكون الا متحيز في بعض المواقف
و هنا في المكان المريب و المخيف نوعا ما كونه مهجور و هدا الواضح
قلب رجاء تقطع لمية قطعة و هي تنزل في اختها لحوش ام عصام
عصام اللي واقف بكل صحة وجه قدام مبنى متهالك و قد يسمى اي شي غير ان بيت
مش هزوة ع هكذا بيوت بس المشكلة ان عنده مكان افضل و المشكلة الاكبر ان ما دار اي شي ع شان يخلي الوضع الخاص بالبيت هدا افضل
الحوش كان بناءه قديم ابوابه ذات الواح خشبية متهالكة و رواشنه مش احسن حال
بعد نزلت و في جنبها سارة و ايمن
تكلم عصام بنبرة مستفزة لرجاء و ايمن : الحوش هذاكا حوش خويا ( كان بناء حديث و كبير )
و بعدها اشر ع الحوش الثاني : الحوش هذا حوش حياة امي ، ما عندي وين نجيبها كان في الحوش هدا
خشت سارة برفقة رجاء و كان داخل الحوش نظيف بس المطبخ ما فيه غير ما يعرف بغاز السفرة و ثلاجة صغيرة و قديمة حتى بابها ما كان يتسكر بشكل كامل
اما الدار فما هي غير قطعة حصير صغيرة و فراشات من النوع الرقيق القديم و. و دولاب مصنوع من الحديد في احد زوايا الدار
اما باقي الديار عبارة عن بلاط اللي يعرف بالكرسان او الستاك بدون اي قطعة اثاث لا قديمة و لا جديدة
رجاء تتجول بعيونها في المكان بصدمة مش مصدقة انها ح تخليها في المكان هذا و تروح
صح كان حوش اهلها من ذات الطرز بس مش هكي
شدتها من ايدها و تتكلم معاها بنبرة كلها توسل : سارة وخيتي هذه مذلة يا بنت سيدي روحي معايا و الله و الله نوقف معاك و ما نخلي واحد يوصل فيك و لا حتى عبدالخالق ذات نفسه، و لو تطلقتي و انت حامل مش نهاية الدنيا و الله العظيم خير من العيشة هذه ، انت الحمدلله دكتورة بعملك و معاشك مش محتاجة لحد ع شأن تربي ولدك
بس سارة اللي كلام عبدالخالق يرن في اذانها يوم قاللها تتحملي مسؤوليتك و تنسيني : انا مستحيل نلقى خير في حوش اهلي ، زمان ما تريحت توا بنتريح يا رجاء ! و الا عبدالخالق بيخليني ع راحتي هو الحوش ما خشله وانا غادي و قاعدة ع ذمة عصام تقدري تتخيلي اللي يديره وقت اللي نطلق . .. وصلت مكاني يا بنت سيدي و ما تفكري فيا طريق بديته و لازم نكمله و نتحمل
رجاء تحرك في راسها بنفي و حاولت تطلعها معاها : تعالي معايا بالله عليك
سارة فكت ايدها بقوة و اشرت ع الباب : روحي راجلك يراجي برا
فجاة سمعت اصوات عالية من برا ما كان منها غير تطلع
ايمن بهمس : اقسم بالله توصل فيها بس تشوف
و خذي رجاء و ركبوا السيارة .. رجاء اللي كانت تبكي و تتحسب ع عصام
و مجرد ما ركبت السيارة جنبه انهارت بالبكي
مع ان كان مقرر ما يصبرها في السيارة بس ما تحمل بكاها و درس ع جنب : خلاص يا رجاء هذا نصيبها
رجاء كانت داهشة : اي نصيب يا ايمن انت ما شفته الحوش كيف مولي كارثة يا ايمن فرش ما فيه حياة ما فيه اختي جاية تموت و تندفن فيه يا ريتها سمعت مني و روحت طلاق و لا ذلة تحت واحد ما هو راجل اخ و بس يا ريتني ضربتها سكرت عليها الدار و لا خليتها ترمي روحها هالرمية
ضمها ليه : اسكتي شوفي شنو خليتيني ندير في الطريق ما نتحمل دموعك يا بنت الناس الله غالب و مرات فيها خيرة انا تكلمت معاه راجلها و فهمته ان المكان هذا مؤقت لعنديت يكمل حوشه و ان هو اللي جي و عطي عهد يسكنها في حوش مش في عقاب بني زي هذا و وعدني خير و حسيته اصلا خايف من بعد اللي داره عبدالخالق
: ربي ياخذ فيه الحق يا ربي خوذ حق بنت يتيمة ضعيفة نيتها بيضاء و ما عمرها ضرت حد خوذ حقها منه و من كل من ظلمها
و اللي ظلمها كان واقف قدامها يحط في ابشع الالفاظ
و هي تسمع في ابشع الصفات ع خوها عبدالخالق : انا انا يهددني بعرضي و شرفي ! انا يقارن بين اهلي و بينك انت ؟ ليش رميتي روحك عليا و ما صدقتي اني خطبتك و جيتي لعندي في اسبوعين بس رضيتي بكل شي تذكري من اول يوم شنو دوينا و عرفتي و سكتي
كانت تسمع في نتيجة بشاعة القرار اللي خذاته
و الدموع تنزل منها و بس
قدم ناحيتها : ما في بيني و بينك كان الولد اللي في بطنك اللي و ان شاء الله يموت و ما نشوفه و من اليوم انا وياك كيف الخوت و ما تراجي مني خير لآنك مش ح تشوفيه بكل
و سيبها و طلع سكر الباب بقوة مع ان الباب ما عنده قوة يصمد اكثر ..
بعد خروجه ما كانت تسمع غير صوت الريح اقوى من صوت بكاءها
صوت صفيرها يعصف بالمكان كله و بذكرياتها و واوجاعها
شافت للباب متاع الدار اللي ع اساس مفروشة كان مصنوع من الحديد حست باطمئنان نوعا ما لهذا خشتلها و سكرت الباب وراها و اجتمعت بحسرتها و. كسرتها و دموعها و دقات قلبها الضعيف و اللي اضعف من دقات قلبها هو ابنها و تمسكه بالحياة يعلم الله بمدى قوته هل ح يتجاوز كل شي حتى دعوة بوه ليه بالموت او ح ينزل زي ما نزلت انه للحضيض
و زعمه لو صار و تجاوز كل هذا كيف ح يكون شكل حياته و هدا بوه يدعي عليه بالموت من اول يوم
ما قدرت تدير شي و لا تلقى شي يساعدها الا مصحف
خذاته و استمرت تقرا و تبكي لعند حست باطمئنان
و رقدت
سارة الدلوعة الحساسة الخوافة اللي ايام الحرب كادت ان تنجن بسبب الخوف و الرهاب اللي صارلها
قاعذة في حوش عربي قديم لا باب يحميه و لا نوافذ قوية تمنع عنه الريح و العواصف و لا فراش يكسيه و مع ذلك قاعدة فيه و بروحها
و مضت الليلة هذه طويلة و مؤلمة عليها
في حوش فاضي من كل شي لا اكل و لا شرب و لا دفء و لا امان
جي من صباح ثاني يوم و من عند الباب حط خبزة و جبنة و حليب فقط و كان ناوي يطلع بدون ما يشوفها
بس هي لحقاته : اسمعني
رد و شاف ناحيتها باشمئزاز : شنو في
: نبي منك حاجة وحدة بس ، عملي نوليله
اتكى ع الباب و هو يلعب بمفاتيحه: ايه عادي نردك و نوصلك و نروح بيك بس المعاش ينحط في ايدي مقابل (شاف للكيس متاع الخبزة و الثاني اللي فيه الحليب و الجبنة و بعدها وزع نظراته ع الحوش ) في مقابل اني نجيب ماكلتك و شرابك و انك تقعدي في حوشي هدا اذا رضيتي حاضر
و كيف ما ترضى و هي خلاص واصلة لمرحلة اكون او لا اكون و كيف ما ترضى و هي حاسة انها حرقت كل مراكبها للعودة و حاليا في منتصف بحر غريق ما عندها اي جهد للسباحة فيه : به
اتسعت ابتسامته و تغيرت لانتصار : خلاص معناها من غدوا نردك لعملك
و طلع و سكر الباب
و هي انذلت اكثر و انكسرت اكثر
و شنو مازال ينتظرها العالم الله
يوم 23 من ابريل ..
طق الباب و هي خافت من ح يكون في زيارتها
قربت ناحية الباب : من
جاها صوت مراة : انا سلفتك دانية يا سارة جيت نشوفك بالك محتاجة حاجة و قلت نتعرف عليك
فرحت قولوا طارت من فرحتها لان اهلها وقت يتصلوا بيها يعني خواتها كانت ترد بكلمة الحمدلله و تغير الموضوع و ما عاد عندها نية تحكي شي ع حياتها هدا ان سميت حياة
بس هذه من طرف اهله و اخيرا بتشوف حد منهم و مرات وحسب وجهة نظرها وقتها يتغير كل شي
فتحت الباب و سبحان الله من اول ما شافتها ابتسمت و انشرح صدرها : اهلين
اما دانية اشفقت عليها و ع حياتها القادمة مع شخص زي عصام و مع سطوة لطيفة عليه : اهلين حبيبتي
سلمت عليها و خشت : و الله ليا يومين نفكر كيف نجيك و امتى عقلي عندك و عارفة ان ما في عندك حد يمشي و يجي عليك لعنديت اليوم خلاص قررت نزورك
سارة كانت فرحانة بتطير بيها : و الله فرحت واجد بيك
فعمدت معاها في الدار و هي محرجة من المكان و الاحراج الاكبر ان ما عندها ما تضيفها
و هنا قررت دانية تهون عليها و تشاركها مصيبتها : اسمك سارة صح و قالو دكتورة
ابتسمت مع انها نسيت الابتسامة من ايام : ايه الحمدلله دكتورة اطفال
ردت عليها بابتسامة و اسف مش اعجاب : ماشاء الله عليك .. ايه يا سارة حتى انا ياما ريت ، عندي ولدين و بنية.. و راجلي للاسف عنده شيزوفرينيا ماني عارفة انت تعرفيها او لا
تفاجئت سارة : ايه نعرفها انفصام في الشخصية ، باهي ما قالولكم عنه قبل الزواج
ابتسمت بتهكم : ما يقولوا شي هذيما يعني انت مش عارفتهم ضحكوا علينا و الناس الله يسامحهم ع قد ما سالوا اهلي وقتها ما حد جاب سيرة مرضه هدا
تذكرت كيف سالوا اهلها ع عصام و ما سمعوا عنه كلمة وحدة سيئة : صدقني الناس بدت تخاف او معش تدور تقول الحق
كملت دانية : هدا حالي يوم يكون باهي و عشرة لا .. تعودت خلاص .. اللي خلاني ما نجيك لعنديت اليوم اول شي لاني ما سمعتها ان عصام تزوج الا توا .. و ثاني شي مش ح نكذب عليك الحق نخاف من لطيفة سلفتي هذه يا سارة اعوذ بالله منها مراة قادرة و ما تتحشمش و كلهم دائرتهم تحت كراعها بالذات عصام لان تربي معاها انا من كثر خوفي منها ما نخالط فيها بكل نقعد حتى بالسنة ما نشوفلها وجه
و شنو درتي يا دانية رعب سكن قلبها لحظتها من وصفها للطيفة
: و الله لولا اهلي ما ني عارفة شنو صاير فيا ، ربطوني الصغار و ما عاد قدرت نظلق ساكنة هنا و راضية و دام انك جيتي جنبي من اليوم تحسبيني اختك
قداش حست بالامان : يا ريت و الله يا دانية
و كملت دانية : مش هكي و بس ح نعرفك ع كل الجارات ع شان يبدن يجنك كلهن و تلقيهن للزمان خير من قعدتك بروحك
اشفقت ع نفسها و ع الحال اللي وصلاته بس ليش الكذب زيارة سلفتها و كلامها ع الجارات اعطاها راحة
و من اليوم هذا بدي روتينها اليومي كالتالي
يحطها في العمل الساعة ثمانية و يروح بيها الساعة اثنين ظهرا و بعدها يمشي لحوش خوه يقعد لعند الساعة 12 يجي يرقد في المربوعة و من الصبح يرد ياخذها عملها و هكذا ..
اما المهدي فكان ينتظر بفارغ الصبر في رد ايمن بخصوص موضوع هناء و لعند اللحظة هذه ما وصله اي رد منه
و ما قدر يشارك قلبه مع حد لان كان خافي قصة هناء ع الكل باستثناء ايمن و رجاء
يوم الثالث من مايو
اتصل ايمن بالمهدي اللي من اول ما رد ما اخفى لهفته : طمني يا ايمن طولت عليا واجد
ايمن كان مبتسم ع لهفته : شوف يا مهدي مش ح نكذب عليك انا سالت ع البنت و الكمال لله ما القيت عليها شي اخلاقها و نسبها و كل شي … طالما انت قلتلي عندك رقم خوها جرب اتصل بيه و اعرض عليه رغبتك في الزواج لو البنت موافقة ع الزواج من واحد كفيف من ناحية المبدا خلاص بعدها انا نتصرف و نكمل كل شي
و صار الخوف من شي ما فكر فيه من قبل
تخيل لو رفضت طلبه .. بس ع شان هو كفيف
و رجع يقول لنفسه ” ليش ترفضني لحاجة مش في ايدي ”
و بين الربكة هذه و رغبته في انهاء خطوبته و زواجه ما القي نفسه غير متصل ببشير ثاني يوم
و بشير الشخص البشوش و الاجتماعي ما صدق يتلاقى معاه لان حبه و ارتاح هلبة ليه وافق
بشير : شنو رايك تجيني في الحوش منها تتعرف ع خويا رضا و حتى الاولاد عندي متاكد تنسجم معاهم
بس المهدي اعترض : لا خلينا نتلاقو برا في مقهى اريح ليا و ان شاء الله في المستقبل يجي الوقت اللي نزورك فيه و نتعرفوا عليهم كلهم
بشير ما فهم تلميحه و احترم رغبته: و الله ع شانك بس لاني القهاوي ما نحب تقعميزتهن بكل خلاص نتلاقو في قهوة اعطيني و الوقت و المكان بس
المهدي : غدوا نتلاقو في المقهى متاع ###
و جي يوم الخامس من مايو
و جي لقاء ح يحدد مصير و حياة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)