رواية عيون القلب الفصل التسعون 90 بقلم ماريا علي الخمسي
رواية عيون القلب البارت التسعون
رواية عيون القلب الجزء التسعون

رواية عيون القلب الحلقة التسعون
عندما تعشق المراة القوية الجامحة العنيدة
تصل الى مرحلة اللاعودة
حتى في حالة الخيبة تلتزم الصمت
لكن تأكد من شيء واحد
قد تسامح مرة و تعيدها اخرى لكن حتما ستقفل الباب في وجهك في المرة الثالثة
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
و لان شهر الخير، و شهر الخير يمر بلمح البصر
و باعتبار الايام الماضية كانت جدا سيئة ع العيلة
صارت الايام هذه و كأنها بدايته
و بدت القلوب تنشرح لروحانيات هذا الشهر
نجوى تقلم في أظافر مجاهد : حبيبي لو عندي كيف نحطك في عيوني و نسكرهن و ناخذك معايا وين ما نمشي لو تعرف غلاتك في قلبي بس
سارة فاقت متأخر : صباح الخير
نجوى بدون ما تشوفلها : صباح النور
مشت ايدها ع شعرها : هناء بدت في الفطور شكلها
نجوى حطت من ايدها مقص الاظافر : طبيعي مازال خمس دقايق و يأذن الظهر و بعدين ممكن تقوليلي كيف مخلية مجاهد بدون قص ظرافره معقولة ما تشوفي فيهن
سارة ارتبكت و ما عرفت ترد لو قالت ما شافتهم معناها ليها وقت ما شدت ولدها و لو قالت شافتهم معناها مهملة
نجوى باست ايده : حبيبي انا مش ح ننساك و كل ما نجي ندير عليك دورة و نقص و اظافرك باهي
الولد كان يبتسم لنجوى و بس و يحاول يمسك خصلات شعرها
رن تيلفونها باست مجاهد و ضماته بقوة : بالسلامة يا عيوني بالسلامة
وقفت و اشرت عليه : الولد هدا ولدك انت ما ليه اي علاقة ببوه الله يرحمه ردي بالك تنتقمي منه ع اللي داره فيك
سارة ما قدرت تناقش و تقول انها مش كارهاته هي ممكن خايفة عليه منها حست ان اي شي تقرب منه يتأذى
و مشت نجوى المطبخ سلمت ع هناء : بالسلامة و ربي يعاون
هناء : الله يسلمك ، يا ريت قعدتي فطرتي و الا لعند طاب من فطورنا اقل شي روحتي بيه بديتي معايا و روحتي قبل اللي يطيب
ابتسمت نجوى : صحتين ع قلوبكم و سلمي ع المهدي
هناء : نوم قاعد لتوا
نجوى و هي طالعة شافت سارة : شنو وراه خليه متريح ما في وراه فطور
و سارة بعد سمعت كلامها ضمت مجاهد بقوة
و يا سارة نجوى تعلقت بمجاهد و شدي ما جاك منها و الباين ان كل العيلة ح تتواجه مع نجوى الهادية اللي ديما في حالها لكن لان مجاهد ح يكون مركز حياتها ح تدافع عليه و بكل شراسة
ركبت نجوى جنب شاهين : السلام عليكم
طلع ع طول : و عليكم السلام ، شنو الباين باكية يا القلب اكيد ع مجاهد سامحيني لكن حتى انا عندي فيك حق
نجوى كانت بتموت و تاخذه معاها ما سد تعلقها بيه ما سد حست ان في غياب فتحية الولد مهمل تماما من امه
شاهين : بالله عليك فكينا من الجو هذا و لو انت ع مجاهد يا ستي توا يجي الوقت اللي تقعدي معاه لاني عمري ما نحرمك منه
نجوى : عارفة و الله سامحني غير كيف اللي سرحت و سامحني الايام اللي فاتن خليتك بروحك
شاهين تنهد : هاديكا جابتلي فطور
تفاجئت : نعيمة
شاهين اشر بايجاب
نجوى : بارك الله فيها
شاهين ما رد و الموقف مأثر فيه
و هنا نجوى حبت تغير الجو فتحت تيليفونها و كانت الواجهة صورة ليها مع مجاهد
عيونه كانوا ح يفيضوا بالدموع وقتها لان تمنى لو كانت هي ام لطفل منه : احلى حاجة تشوفها عيني ، سبحان الله الولد هذا قداش فيه من كمية حب و براءة و عطاء لون دنيتي و دنيتك و طمني عنك يا نجوى ان في شي يفرح قلبك للدرجة هذه
ابتسمت و دست التيلفون : الحمدلله ، حقا قولي امتى نبدوا في الدورة متاع الخياطة
شاهين كانت الصورة بين عيونه و عايش تحت تاثيرها استاقض بعد نجوى شدت ايده و كررت سؤالها : احم وقفوا في رمضان بس و ان شاء الله بعد العيد تبدوا ع طول و حطي في بالك اول حد تشتغليله لبسه هو انا وقت اللي نفتحلك المشغل ان شاء الله
: بدون شك هذه ، انت و مجاهد و حتى عبدالخالق و امي كلهم كلهم
ابتسم شاهين و القلب يعلم بيه الله … كان فايض بمشاعر وحشة كبيرة و زادت الوحشة هذه من اول ما تلاقى بزوجة بوه رغم انها ما دارت اي شي سيء كانت في قمة الطيبة و الاحترام …
و اليوم روحت فتحية من بعد المشكلة اللي صارت بين غادة و عمران معش قدرت تقعد اكثر
و طالما روحت خلاص بدي عليهم الماشي و الجاي
المهدي كان فرحان ان الحوش عندهم وصل عند الزواق و وقفوا و يفكروا في الاثاث لكن لان الفلوس تموا عليهم خلاص قرروا يوقفوا حاليا
هناء : تعرف يا مهدي انا نشوف ان نركبوا دار نومنا هذه فوق و ناخذوا حاجات بسيطة لعنديت بعد فترة نقدروا نشروا كل شي نبوه
: و الله قبل نبي نأثثه بأحسن الاثاث
هناء : الهم حوشنا يا مهدي انت مستوعب حوشنا انا وياك بس و الباقي ساهل صدقني نديروه مع الوقت
: تعرفي يا هناء انت نعمة كبيرة واجد عطاها ليا ربي نقعد لعند اخر يوم في عمري نشكره عليها
هناء : و الله انت اللي نعمة من ربي ، هيا نطلعوا جنب امي و نهدرزوا لعند يجي وقت السحور
وقف المهدي : هيا
و وقت اللي قعمزوا جنبها
بدي المهدي الكلام : وينه مجاهد
فتحية : حطيته داخل توا رقد وليدي
هناء : لعب واجد اليوم هذا ليش رقد من التعب
المهدي زي اللي شرق
هناء. : اسم الله يا مهدي خيرك نجيب اميا
المهدي قام ايده فوق : لا خليك هنيوه متريحة ساد تعب من الصبح و انت في المطبخ
و كلام زي هذا ضايق فتحية اكيد : كلنا في المطبخ من الصبح ، و من يومي و انا في المطبخ و بينكم انت و خوتك و بين الحوش لكن عاد الله غالب
فهم المهدي زي ما فهمت هناء انها غارت و حاول يغير الموضوع بس زاد الوضع سوء : قلتلك يا هنيوه شنو رايك نطلعوا الايام الجاية للسوق صح العيد مازال لكن اهو نديروا دورة بالك تعجبك حاجة
فتحية : وينه العيد و شنو البنة اللي فيه و اختك هذا حالها يستر الله من راجلها حتى هي
المهدي : يا امي هدا شي و هذا شي
سكتت فتحية و هناء مشت المطبخ
و مشكلة المهدي ان رافض تماما يعيش حياته بدون ما يعلن تفاصيلها لامه و يبيها تقبل الامر عادي حتى وان تعارض مع مبادئها
و الامر هدا بيكلفه و بيكلف فتحية هلبة
هناء طلت من المطبخ : ندير مكرونة تاكلوا عادي
و قبل ترد فتحية رد المهدي : يا سلام و الله كلا انت يا هناء ما في حاجة تقوليها الا و تكون صح الصح كلامك جواهر
مشت هناء للمطبخ
و فتحية العيون بينفجروا بين دموع و غضب
و الباين ان المهدي ماقصد التصرفات هذه ممكن فكر ان هكي يثبت للكل ان علاقته بهناء علاقة زوجين و حبيبين طبيعية بدون اي تنازلات لا منها و لا منه و فقدانه البصر مش عائق بينهم ابدا
بالذات بعد موقف صار الشهور الماضية و تحديدا خلال ايام شهر فبراير
Flashback
كانت هناء تسيق في لايدة الحوش
و في الاثناء هذه روح المهدي و مر من المكان اللي كانت هي تنظف فيه
و بعفوية مطلقة لامت عليه زي اي زوجة في موقف مشابه : توا معقولة هكي تخش بكندرتك وانا نسيق خيرك يا مهدي حرام عليك
هو ما كان يعرف ان هي تسيق
ما حس عليها لانها مش دايرة صوت
و لان الكلمة جت في وذن فتحية تعصبت و اولت الامر انها تلوم فيه لان ما شافها : اسمعيني يا هناء لو انت هازية عليه و مش مقدرتيه دام ان ما في بينكم صغار تقدري تروحي و تخليه
هناء بدت تبكي ع طول : و الله ما هدا قصدي انا انا و الله ما نحسب فيك الا امي راهو المهدي راجلي و محسوب عليا كيف اصلا …
و معش قدرت تكمل كلامها رمت المكنسة من ايدها
و خشت تجري تبكي
وقتها المهدي ما قدر يدير شي الا ان و بكل صراحة طلب من امه : يا ريت يا امي معش تدخلي بيني و بينها هي ما قصدها شي هناء مستحيل ترضى فيا اي غلط
فتحية : خسارة يا مهدي و الله انا راهو نشوف بعيوني و نسمع بوذنيا ريتها و شفتها كيف تعارك و ما في بنت اصول تدير هكي لراجلها
المهدي : يا امي خلاص بالله عليك خلاص
و كمل لداخل الحوش في محاولة لارضائها و فهمها ان امه فهمت غلط
وقتها قال في نفسه لو هناء في حوشها بروحها ما كان حد شهد ع موقف من هالنوع و لا حد تدخل بينهم
فاق من افكاره و هو اكثر تصميم يحول في اقرب فرصة و في نفس الوقت مش ح يتواني للحظة في دلالها و تقديرها قدام الكل
اما عند صاحبة القلب المجروح و الروح المقهورة كانت عايشة ع روايح ملابس طفلها رضيعها اللي ما لحقت تفرح بيه لعند مشي للخالق عز و جل ، و بين جرحها و اثره في نفسها بعد كلام عمران معاها
جي لعند الباب و يترقب ع امل يلمحها بس
شافاته بسمة : نعم تبي شي
كان يشوف وراها و بنت اخته ماهي غبية ع شان ما تفهم : ايوا
شافلها بملل : في حد ؟ يعني تبو شي ؟
بسمة : لا
تنهد : باهي شنو حالهم
بسمة : من هما
فنص فيها : امي من يعني ؟
اشرت وراه : حنتي مقعمزة في اللايدة برق فيها وراك
تذكر اسلوب غادة : طاول لسانك يا فرخة
ضحكت بسمة : قلت في عقلي اكيد مستاحش طولة اللسان اللي حالها زي الزفت قاعذة ضاعفة و ما تاكل بكل و تقريبا سمعتها بدري قالت خلاص نبي نروح
عمران نسي نفسه : كيف تروح هذه ؟
بسمة : من هي ؟
عمران بدون ما يركز : هذه غا…. ( تدارك الامر و سكت ) انت ع من تدوي يا فرخة نهارك اسود قلبتي دماغي كيفها
بسمة : من هي
عمران شدها من وذنها : انا اللي سالت قبل انت ع من تدوي
غمضت عيونها ع اساس تفكر : ع طولة اللسان ندوي ، لكن انت ع من ؟
ضربها بخفة ع راسها : ع قلة الاحسان توا نوريك
طلع عمران و هي خشت تضحك عليه :و الله بتموت و تشوفها يا خال
جت جنب غادة : غادة
حطت غادة راسها ع كتفها : عمرك توقعتي انا يصير معايا هكي
بسمة حست بالذنب
و كملت غادة : كنت نلوم ع اي مراة زمان كيف تقدر تتحمل كلام سم من راجلها و الا عزوزها و ما تروح ( تقصد رجاء و سارة ) ما عمري توقعت انا يتهمني راجلي اني قتلت ولدي و نقعد كرعيا تربطن و تعقدن و حتى لساني ما قدرت نقولها نبي نروح ، و هو اللي لزني و قالي ما عاد تقعدي، اي حد يعرف القصة ح يقول عليا بدون كرامة صح
ضمتها بسمة : لا و الله غيراسمعسني بس اقسم بالله ان ميت و يطلب السماح و يرد كل شي كيف قبل خالي و نعرفه اصبري بس
اتكت للخلف : ما عندي غير الصبر اصلا ، لكن نقولك المرة هذه قعدت ع شان عمتي خيرية اكثر شي و حتى ع شان امك لكن مرة ثانية لو وصل في كرامتي و الله ما عاد يشوف ظفري يا لو كان يجيب نجوم السماء في ايديه
حضنتها بسمة و الكمدة اللي كانت حاستها في قلبها فشة عبرتها في احضان صديقتها : ااااه فيا كمدة في قلبي نبيها تطلع نبيها تحول تعبتني واجد يا بسمة بنموت منها
و ع صوتها جت خيرية و ضمتها هي و استمرت تصبر فيها و تدعيلها و تقرا قران عليها
لعند شوي شوي هدت غادة و ارتاحت لانها بكت
اما قدام حوش العيلة
فكان المنتصر واقف في مقابل خوه عمران
: بنت تقول المازه ما من اللي حاسدك عليها تبي تودرها من بين ايديك يا راجل نروح في القايلة و الشمس في وسط السماء تلقاها تمسح هنا في اللايدة و الله في المكان هذا
عمران يسمع و مش قادر يرد باي شي
كمل خوه : يا راجل كنت نروح الحوش هذا اللي وراك اطيح الابرة تسمعها لولا صوت التيلفيزيون و الا خواتك وقت يجن ما كان فيه صوت الحوش من نهار اللي جت و انا كل ما نروح صدري ينشرح لاني نسمع في امي تضحك يا عمران و من اللي جاب الضحكة لحوش العيلة البارد الفاضي ؟ جاوبني قولي من ؟
نزل راسه و برضو ما قدر يرد
المنتصر : انت مؤمن و الا ؟
عمران : لا اله الا الله محمد رسول الله
المنتصر سكن غضبه : عليه الصلاة و السلام هذا قضاء الله بتعترض عليه
: لا مستحيل نعترض و راضي لكن اللي صار بسبب …
و بعدها سكت و غطى وجهه و بكي بطريقة شقت قلب خوه
و هنا عرف المنتصر ان وضعه النفسي سيء هلبة : تعرف كيف انت اللي تمشي لتركيا و تجيب البضاعة قبل العيد منها تغير جو و منها تخلي بنت الناس في حالها
انتفض عمران : قصدك تروح ؟ لالا مستحيل
شافله بنظرة تفسيرها واضح و احرجه الامر : ع شان ما تروح المراة لاهلها و ما تصير مشاكل بينك و بين خوتها الافضل تمشي توقع ان خوتها يسمعوا بالك تحسابهم يخلوها ؟ اصلا لانها خسرت العيل الاول فيهم يقول ما عندها ليش قاعدة و لو روحت و تفارقت معاها اول ما ترمي العدة…
عمران بنبرة متوسلة : اسكت بالله عليك ، تبيني نسافر حاضر لكن اللي داخل امانة في رقبتك ما تطلع من الحوش يا منتصر
: اخ منك و بس اخ ، حاضر يا سيدي لكن شرطي لا تشوفها و لا تضايقها و لا حتى بالتيلفون تكلمها
و مع ان امر صعب عليه لكن خوفه من فقدانها هو اللي انتصر : خلاص تم
و ركب عمران يجهز نفسه ع شأن السفر و كل مرة يشوف ملابس فقيده الصغير يحس و كأن اليوم عرف بخبر موته
يوم التاسع من شهر رمضان المبارك
بدت غادة تشارك في اعداد الفطور مع العيلة هي و اماني و سبحان الله تقول ربي حط انسانة ثانية في مكانها لانها رغم اللي صار بينهم من مناوشات هالمرة وقفت معاها في محنتها، لكن هل تستمر المعاملة بالطريقة هذه او لا ؟ الله اعلم
كريمة كان في اتفاق بينها و بين صفية ع شان يرطبو قلبها من جهته : غدوا بيتسقد عمران يا صفية
صفية شافت لغادة اللي تبان ابدا مش منتبهة : ايه ان شاء الله ح يقعد رمضان كله تقريبا و لو كمل بدري ح يروح في العشرة الاخيرة ، الله غالب انا و الله ماني راضية يسافر و هو في الحالة هذه
كريمة : انا حسيته صاير
صفية بحسرة : يا ريته صاير ياما في قلبه خويا هذا انا اكثر من يعرفه وقت ينحرق و توجعه حاجة اول حاجة يديرها يهزب و يعارك و لو يلقى يضرب اللي قدامه بس لو القي حد بس يهون عليه و ما يرد عليه الخنق هدا كله يعدي
غادة اعطتهم بالظهر و الدموع تنزل منها و بس
اماني اشرت ليهم تبيهم يسكتوا ما كانت عارفة انهم متفقين
و لا هما كانوا عارفين بحجم الجرح اللي تسبب فيه عمران ليها
و جي يوم عشرة رمضان و سافر عمران لتركيا بدون ما يشوفها و ع قد ما حاول حتى يسمع صوتها شي غادة ما كانت تطلع من مكانين المطبخ و الدار و بحكم طلع عايلتهم المحافظ بعيدا ع اي اختلاط و لانهم صايمين جميع ما قدر عمران يخش تحت اي حجة و يشوفها
و في اول فرصة بعد سافر عمران ركبت غادة لحوشها شافت اثر ملابسه اللي مغيرهم اثر الاكل اللي كان ياخذه من تحت وقت السحور
جت السورية اللي كان لابسها و بدت تضرب فيها بايدها و كأن هو قدامها
: شنو درت انا ؟ تقدر تقولي انا شنو اللي درته ! هدا ولدي كبدي راهو معقولة انا بنقتله ! مش مصدقة انك فكرت في حاجة زي هذه حتى بينك و بين نفسك
رمت السورية ع السرير و قعمزت ع الارض : انا معش ننفع معش غادة انا المفروض مكاني مش هنا المفروض روحت (انهدت تبكي ) درت زي سارة و مازال هي خير مني ، هي قعدت ع شان ولدها و تحملت و انا
(سكتت)
حطت راسها ع السرير و قعدت تبكي زي الاطفال : انا قعدت ع شانك انت ياللي عفست عليا و كسرتني تكسير لاني وحدة حمارة و غبية حبيتك و ياريتني نشقه قلبي و نرتاح لان هو اللي بهدل حالي
قعدت ع الحال هدا ممكن ساعة كاملة
و بعدها سمعت التيلفون يرن و وقت شافت المتصل كانت رجاء حاولت تخفي اثر البكاء ع صوتها و ترد عادي : ايوا رجاء
: حبيبتي غادة كيف حالك اليوم ان شاء الله احسن !
غادة : الحمدلله
حست بيها : صوتك مش عارفة كيف جاني
غادة : كنت راقدة بس ، ايه انت طمنيني ع الصغار و ايمن
رجاء : الحمدلله حالنا كويس بفضل الله المهم انت صحتك و نفسيتك
و ما حبت تنكد عليها : الحمدلله بخير
و كانت مضطرة تسالها : شنو صار ؟ جي زي ما قالت صفية و اعتذر منك
غادة جاهدت نفسها ع شان ما تبكي : لا ، لان سافر اليوم لتركيا و بيني و بينك انا توا ما عندي جو نشوفه بكل خليها للوقت
بعد تردد سالتها : غادة انت تبي تروحي، انا يومها سكتت ع شانك حسيتك مش عارفة كيف
هي كملت و ضحكت بتهكم : زي سارة صح ، ذكرتك بيها
رجاء وجعتها لانها الادرى بطبعها : لا حبيبتي انت وضعك غير ، و بعدين سارة نفسها ممكن ما كنت انا في وضعها ع شان نحكم عليها و نلومها ، حبيبتي انت العيلة كلهم في صفك و شدوا فيك يعني قاعدة بقدرك و احترامك و في حوش اهله مش عنده هو
هي وزعت نظراتها ع الحوش و تذكرت كلامه : صح انا في حوش اهله خلاص ما تدوري شي انا كويسة. و مازال ياما نصير احسن
رجاء : يا رب و انا مش ح نسيبك غير الايام هذه في ضيوف جايين عند سلفي سيلمان و انت عارفة الفطور جميع لاهية معاهم لكن باذن الله ح نتكي عليك قريب
غادة : باذن الله بالسلامة توا
: مع السلامة
و من بعد المكالمة هذه قررت غادة الحوش هذا ما عاد تركبه خذت ما يلزمها من ملابس و حاجات خاصة و نزلت لحوش خيرية
اما رجاء من جهتها وقت سكرت الخط سرحت تفكر في غادة و تفكر في وضع سارة اللي رفضت بشكل قاطع تولي للخدمة بسبب خوفها من المجتمع و في وضعها مع ولدها و كيف شبه مسلمة كل شي يخصه لامها و اكيد للمهدي نصيب من تفكيرها لان لعند توا مرته ما حملت هدا غير عبدالخالق و كيف لعند توا ما فكر يخطب ياسمين و خوفها من علاقته بيها و حمزة حاليا وضعه المالي افضل لكن مشكلته مع هالة بخصوص الخدمة مازال ما انتهت ، و حوشها و كبير اولادها و حالته اللي ابدا مش عاجبتها
و هكذا هم اصحاب القلوب الكبيرة ينسون انفسهم و يفكرون في غيرهم طول الوقت …
و الليلة هذه نفسها
كان المهدي جاهز في انتظار مصطفى ياخذهم هو و هناء للسوق
و فتحية مش راضية ع طريقته في التعامل معاها قدامها بالذات و كأن بادي يعطيها حرية القرار في كل شي : توا ليش المشي للسوق كل يوم غير تكسير فلوس
المهدي : فلوسي يعني شنو فيها و بعدين كان ما كسرت فلوسي ع مراتي ع من بنكسرهن
تعصبت منه : ايه عندك الحق ، لكن تقوليش خيرك مولي هكي؟ ما قلتلك فلوسك كسرهن عليا لكن مش وراك حوش تكمل فيه
المهدي : هناء قالت ناخذوا دار النوم من هنا و نفرشوا حاجات بسيطة توا و بعدين لاد اني دايرلها كل اللي في خاطرها تشري الصالون اللي تبيه و الفرش اللي تحلم بيه و تفرش حوشها كيف تبي و براحتها
و قبل ترد عليه فتحية رد يمسح كبدها طلعت هناء : واتية انا جي هو
المهدي : ع جية
رن التيلفون عنده : اهو جي يالله
نزلت هناء خمارها : هيا بالسلامة توا يا امي
طلعت سارة من داخل : بالسلامة
هناء رافقت المهدي برا.
و فتحية بدت تضرب ع رجلها : بالله عليك ريتيه كيف مولي يكسر الرقبة ( بدت تقلد فيه ) لاد اني دايرلها كل اللي خاطرها فيه .. هنيوه و هنيوه لالا هدا خلاص عدا منه غادي وراها حكمت فيه بنت الصادق
سارة ما كانت راضية ع تصرفات امها لانها رغم الحرمان اللي عاشاته فرحانة بالمهدي و هناء كيف متفاهمين و عايشين بحب مع بعض : و شنو فيها لو كان دللها و لو كان خذي اللي في خاطرها حتى هي مرته
فتحية : ترا بري من احدايا خير ما انحطلك كلمة توا
و سمعوا صوت مجاهد يعيط
و بدال ما تمشي سارة اللي مشت بسرعة هي فتحية
و وقت اللي يكبر مجاهد و يشتد عوده هل ح تكرر فتحية اغنيتها المشهورة ” وين شواشيوك يا دجاجة ” و الا مجاهد هو اللي ح يكون العوض ليها في ساعة اللي تحتاجه !
و مرت ايام شهر رمضان في تشابه و بدون اي جديد بس الشكل النمطي ليها كان جميل و ايجابي ع كل افراد العيلة الا ع غادة اللي كان اول رمضان ليها مع عمران عكس المتوقع كانت وقت اللي تفكر فيه قبل ما يدخل اول يوم تقول في نفسها العالم ربي كيف ح ندبر اموري و انظم وقتي مع الطفل الصغير
و عذا الطفل الصغير و حاليا متخاصمة مع الطفل الكبير
الطفل الكبير اللي كل وقته في السفر في الخدمة كان قليل النوم قليل الاكل كثير التفكير كل ما يتصل بامه يتمنى بس يمسع صدى صوتها يغنيه و يكفيه بس وقت تمكر غادة ما تقدرها
: ايه كيف حالكم يا امي كلكم
خيرية : الحمدلله وليدي انت كيف حالك و ربي يهديك و يصلح حالك
تنهد : امين يا امي ، وين شكلك قاعدة بروحك
و وقتها غادة كانت توازي في الخضرة جنبها : لا مش بروحي سلم بنتي اللي ما تفارق فيا
واول من جي في باله اكيد هي : صفية ؟
ضحكت خيرية : لا مش هي اللي ديما معايا ندوي ع غويدة انا
و ياه ع القلب و شنو صار فيه سكت
و خيرية فهمت ان ولدها مشتاق و نادم : ترا يا غويدة جيبيلي اميا
و غادة رغم الشوق لكن لحظتها انتصر العناد و المكر وقفت و جابت الميا و حطتها في ايدها و بدال ما تقول تفضلي ابتسمت و باست ع راسها و مشت بخطوات سريعة للمطبخ
خيرية ضحكتها حركتها كيف تجري : صحيتي سلم بنتي
و يستنى عمران فيها ترد لكن شي ما في رد : وينها
خيرية : من هي ؟
ارتبك و توتر : يعني نسمع فيك تقول تكلمي في حد
: ايه ايه هذه غويدة جابت الميا و مشت قولي امتى المرواحة
عصب من تصرفها : مش مروح توا مازال اليوم اللي نقعده هنا رحمة ليا هيا بالسلامة يا امي
: بالسلامة يا ولدي و ربي يصلح حالك
غادة في المطبخ تسمع فيها : ايه صحة ليك يا عمتي ادعي بصلاح حاله لان خلاص خرب ان كان ما خليتك انت اللي تجيني و تكلمني يا عمران ما نبدا غادة
و هدا يوم و بعده ايام لعند وصل يوم 23 رمضان
اليوم هذا عرفت غادة ان عمران مروح و الشوق فتك بيها زي ما فتك بيه و يا عالم هالمرة وقت تتلاقى معاه كيف تتصرف هل ح نقدر تستمر في طريق المعاقبة او تستسلم من البداية
صفية تراقب فيها كيف تدير في الاصناف اللي يحبهم عمران ع الفطور و مبتسمة و مصرة من داخلها ان تخلي الخلاف اللي بينهم ينتهي
بسمة : شنو خطر عليك البسبوسة اليوم يا غادة
وجهها تلون للاحمر : عادي جت فيها النية ، بعدين انت خيرك مركزة معايا كل مرة تكلميني ع حاجة مرة ع الحوت (حاشاكم ) و مرة ع المبطن وتوا البسبوسة
ضمتها. : يا ودي بصارة و بعدين الحوت لاني ما عرفته سالته عليك
غادة ما صدقت لانها الادرى بصاحبتها : اسمه حرايمي يديروا فيه عرب طرابلس الحق نجوى هي اللي علمتها ليا معلمتها عزوزها الله يرحمها
: امين
حطت البسبوسة في الكوشة و قعمزت تكمل في المبطن
بسمة جت معاها
صفية : هذه اكثر حركة نكرهها توا المراة هي اللي تدير في المبطن انت ليش مقعمزة معاها في واجد حاجات لو بتديري
بسمة : يا امي غير خليني نبي صاحبتي انا اماله ليش خذيتها لخالي ع شان وقت اللي نجي هنا ما نكسد
غادة عفست ع رجلها : خذيتي عينك
: اه ردت المتوحشة غادة
رقصت غادة حواجبها : وتي روحك معناها
و سمعوا الكلاكس
و ضحكت بسمة : برأيي انا انت اللي توتي روحك الغالي روح
و غادة ما عاد قدرت تاخذ ردة فعل غير ترعش من داخلها و خلاص و تفكر في اللحظة اللي ح تتلاقي فيها معاه شنو ممكن تقول و كيف ح تتصرف
وقت اللي حطوا الفطور كانوا الرجالة برا بروحهم في المربوعة
و اول ما عيونه جو ع البسبوسة قلبه قريب فضحه قدام خوته و نساباته
و وقت شاف. سفرة العشاء نفس ردة الفعل كانت لعند وجهه تغير
و ارتباكه زاد قدامهم
المنتصر : ماشاء الله كلا الحرايمي هدا الله يبارك خير من لما داروه في الكوشة
و عمران كان شوية و ينفضح و يعتبر انفضح لان الصديق لاحظه : حتى انا عجبني واجد و الباين عارفين ان انا نحبه دايرينه ع خاطري
المنتصر ما ركز ع كلامه
و عمران عرف ان الصديق فاهم اللي فيها
الاخوات و معاهم بسمة كانوا يتفقوا في المطبخ ع اساس ح يلقوا طريقة كيف يخلوهم يتلاقو و ينهوا المشكلة اللي بينهم
بس وقت اللي اتصلت صفية بعمران عرفت منه ان ركب لحوشه و بهكي خاب املهم و قرروا يأجلوا اللقاء بينهم لوقت ثاني
و رجاء من جهتها اول ما عرفت ان روح اتصلت بيها : فهمتي عليا
: خلاص و الله فهمت انت من جهة و المهدي من جهة
رجاء : حبيبي مهيدي يفكر فيك واجد
غادة : الحق ينقال تفكيري تغير واجد من بعد كلامي معاكم و نحس في روحي زي اللي رقت شوية
ارتاح بال رجاء : الحمدلله …
: رجاء يا رجاء
وصل الصوت لغادة : هذا ايمن
رجاء : ايه بنطلع السوق ناخذ حاجات و ح نشري لسارة و مجاهد انت عارفة انها ما تطلع
غادة : تديري فيها خير الله غالب ، اصلا حتى انا لا طلعت و لا عندي نية في شي
رجاء : لا كيف انسي اللي صار حبيبتي مازلتوا صغار و باذن الله يعطيكم ربي قريب
غادة : ان شاء الله هيا ما نطول عليك اكيد ايمن يراجي
كانت طالعة من حوشها : بالسلامة و زي ما وصيتك
: ان شاء الله
بعد سكرت الخط ركبت جنب ايمن : طولت
ايمن : شوية بنتك هي اللي تعيط
خذتها منه : حبيبتي اسفة
ايمن. :كل ما تكبر في العمر حتى سنة تولي زيك بالضبط
رجاء باستها : مش عاجبتك ؟
ايمن اشر ع نفسه : انا ؟ معقولة تفكري في حاجة زي هذه
ابتسمت : اكيد لا
ايمن : اماله ليش ديما تسالي
رجاء : نحب نسمعها منك
حاسة السمع عادة مش كل الناس عندهم قوية بس وقت اللي تكون مركز مع الشيء و شاغل بالك حتى دبة النملة تسمعها
و هذه غادة كانت تسمع في كل من يجيب سيرته لكن كونه راقد في الحوش ما عرفت الامر هذا ريحها او مخليها مشغولة اكثر
و يبدو ان .. صار وقت المواجهة
الساعة اثنين بعد منتصف الليل
وقت كانت مركزة في كل شي حواليها و تتخيل ان حتى ينادي عليها
كان هو فعلا يدور فيها لدرجة بحساب روحه يحلم
بدي يدور جنبه مش قاعدة و جابله عقله الاحداث الماضية و تذكر اللي صار
خذي التيلفون و طلع ، و بسبب تغير الجو بين تركيا و ليبيا ارتفعت درجة حرارته بشكل كبير لدرجة ان سنونه كان يصطكوا في بعض
حط ع اسمها و بعث رسالة بدون مقدمات
” بالله عليك الحقيني انا مريض ”
و هذه بنت خليفة يا عمران ما قالت زي ما قلت انت وقت ضعفها و حزنها و مرضها نست كل شي
ع طول وقفت : حيه عليا ، عمران لو مش مريض واجد و الله ما يطلبني اصلا هو ما يحب يكون ضعيف
تذكرت الكلام اللي وصلها ان قاله عليها يوم اللي مرضت
و بعدها جي المشهد بتفاصيله بين عيونها وقت اللي حط الحق عليها في موت حمزة
ردت لمكانها و تغطت و غطت حتى وجهها ما تبي تفكر في شي و تبي تهرب من كل شي
لكن صاحبة القلب الطيب رغم اللسان اللي عندها و القوة الظاهرة اللي عندها الا ان القلب فاز يا بال و هو خلاص متعلق بيه و ما يتخيل الحياة بدونه
وقت اللي تطلع من حوش خيرية كانت مضطرة تمشي مسافة في لايدة الحوش و الكلام هذا الساعة اثنين
فشلت في محاولتها في تجاهله، ما حست بنفسها الا و هي تلبس في عبايتها و وشاحها و ركبت
فتحت الباب و وقت اللي خشت الصالة كان عمران زي الطفل غام روحه بالبطانية و يرجف كله
نظرته ليها كان ليها تاثير قوي عليها
نظرة احتياج و ندم نظرة استغاثة
ما قالت كلمة ساعداته يوقف : تعالى دير دوش توا تنزل الحرارة
شد فيها بكل قوته : بس صقع
: انا نساعدك لعنديت تكمل و تتغطى بعدها ما عاد تحسه الصقع
اول ما كمل و ساعداته يرتاح ع السرير غطاته
و هي قعمزت ع الكرسي تراقب في حرارته
كان بين الوعي و اللاوعي
قطع قلبها و هو يتكلم
عمران : ولدي حمزة حطيته تحت التراب بايديا حمزة دفنته
شدت ع ايده
و احساسها وصله ممكن و خلاه ينطق : انا غادة نبيها تقعد معايا ما نبيها تروح خلوها
مسحت دموعها و تحاول تهدى و قالت بصوت جدا منخفض : ليش وقت اللي تنوض ما تقول الكلام هذا ليش وقت اللي تنوض ما يكون وجهك زي توا هادي و طيب
و مع مرور الساعات لا حست بشي هي و لا مو
لعند جت الساعة عشرة الصبح
وقتها عمران فتح عيونه
تذكر ان بعثلها رسالة و انها جت بس الباقي زي الخيال في راسه لهذا وقت اللي فتح عيونه و هي مش جنبه انخلع بس اللي شافه كان بمثابة صفعة ع رجولته و تصرفاته كيف راقدة ع الكرسي بشكل مايل
و سبحان من يألف بين القلوب حست عليه غادة فتحت عيونها
و تلاقو في لقاء طال انتظاره
غادة كانت كعادتها رغم كل شي بس ضروري تتكلم
و لا ن عارفها ع طول حط صبعه ع فمه بمعنى اسكتي
و قرب منها و حط راسه ع كتفها و بدي يبكي زي الطفل
و بدي يتكلم بطريقة مش منظمة : انا وجعني ولدي و نبيه و الله فرحت بيه واجد يا غادة و الله الا هذا اللي دمرني
حطت ايدها ع راسه تمسح عليه و هي ساكتة
و استمر عمران يبكي ع كتفها قريب النص ساعة شافلها : انا مستحيل نعتذر
و وصلت لغادة ان عارف ان غالط فيها لكن مش ح يتاسف ردت بشكل صدمه. و فاجاه : انا اصلا ما نبيكش تعتذر
استغرب و حط ايده ع راسها : بالك الحرارة معدية ، معقولة انت غادة رضيتي و قبلتي بالسرعة هذه
غادة تنهدت و ضمت ايديها لبعض : مش مني اختي الكبيرة و خويا المهدي شدوا فيا و نصيحة وراء نصيحة لعنديت هديت
عمران تذكر نظرات رجاء و عصبيتها و حتى ان سمع جزء من الكلام اللي قالاته لصفية يومها : كلا اختك الكبيرة كم مرة شفتها في موقف يشهدنلها بالحكمة و القوة لكن خوك المهدي هدا ما عرفته كيف نحس فيه يتكلم زي مذيعين الاخبار
غادة ردت لطبيعتها : انت عاد شفته في العزي الخيوط متلامسات اكيدة ما هذرزت معاه
عمران اتضايق : بدينا في سريب الماضي
و غادة حاولت تستوعبه من جديد شدت ايده و تكلمت معاه بنبرة كلها رجاء : خلاص
عمران وقف و طلع شنطة مليانة ملابس و عطور و مكياج اشكال الوان
: كنت كل ما نمشي لمكان فيه دبش نشوف الحاجة و نتذكرك و ما نتخيلها الا عليك خذيت كل شي بالبركة يعني المقاس و هكي نحس في روحي نعرفك و في المحل في وحدة زيك قلتلها
فنصت فيه : حيه عليا من هي اللي قلتلها
ضحك عمران : اصبري بس هي تخدم في المحل قلتلها نفس المقاس متاعها
انغاضت من كلامه : كنت قلتلها تقيسه و شفته عليها بالمرة
و زادت ضحكة عمران : فرحان واجد بيك و نبي نبدي معاك من جديد بدون ما تجيبي سيرة الماضي
غادة : ان شاء الله و حتى انت يا عمران بالله عليك
: خلاص قلنا انتهينا منه و مش ح نكذب عليك انا فرحت واجد انك ما مشيتي و سيبتيني
غادة : الله غالب كبد
ضحك عمران و طلع
ضحك و هو عارف ان غادة مش مجرد زوجة و صعب يكمل حياته بدونها و الاصعب ان يجرحها
يوم ستة و عشرين رمضان
و جت فطرت رجاء و جابت قصة لصقة لهناء و ع شان احني
: الفطور
المهدي : سارة قاعدة شنو فيها او تريحتي
هناء : توا بس كيف محنية
المهدي : انا الله غالب نحب الحنة
و مشت و طلعت سرت ملابس العيد
و طلع المهدي و شري اللبسة متاعه
يوم كبيرة العيد
و المهدي قرر ان يديروا فتات كعادة جديدة هنا ما يديروا فيها
و عبدالخالق موجود و طول الوقت يلعب مع مجاهد
و اليوم بالذات طلع السوق و ما خلى ما شراله
و خالته نجوى من عندها ما تشري كان الغالي و العالي لجهوده و زيها رجاء و حتى غادة مفكرة فيه اكيد
و سارة ع ذات الحال في الدار و ع وسادتها تشكيلها في حالها و خلاص اما ولدها ما فكرت فيه نهائي
__________________________________
عزيز ايزعلني انراضيه..
ونا اللي انجيه..
دلال بـﻋد هڪي ما فيه..
..عزيز ايزعلني انراضيه..
وين عزيز ايقول تـﻋال..
انجي ف الحال..
بـﻋد هڪي مافيه دلال..
حتى وهو ديما زعال ..
اللي ترضيه..
اندير ومايوم انبڪيه..
عندي لـه وساعة بال..
وما انخليه..
اينزل دمعة من ماقيه..
اللي زعله ماني حمال..
الله يعطيه ..
الـﻏالي ڪل اللي يبيه..
انحبه وانحبه مازال..
وحب أخرى انزيده نعطيه..
وعزيز ايزعلني انراضيه..
دلال بـﻋد هڪي مافيه..
(Úm Àlgood )
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
و لانها من الصبح مش موجودة توقعوا الكل اللي صار
صفية بعد سكرت الخط من امها شافت لبنتها : باذن الله الا معاه فوق
ضحكت بسمة : حيها لو سمعتيها وقت اللي تحلف و تهدد
فنصت فيها امها : سكري فمك و احني شنو اللي نبوه غير انها ترد لراجلها و ينتهي الخلاف هدا و بعدين خالك
بسمة قاطعتها : خالي حصلة هدا المهم و تبي الحق توجع فيا واجد مرات حتى اللي نندم اني قلتلكم عليها ، لو تعرفي كم وحدة من البنات معانا كانت تبيها لخوها او عمها و خالها و انا استخسرت تريح من بين ايدينا لكن الباين ودرتها
صفية قرصتها : خليه يسمعك بس خالك و شوفي شنو يدير فيك
بسمة غمضت عين وحدة : اخ غير حولي بس ، و بعدين صار حتى انت عرفتيه هايم فيها صاحبتي
صفية بشرود : ايه و الله مع اني ما عمري توقعت ان يتعلق بحد بعد … (سكتت ) يا ودي فكيني من السيرة هذه و خليني نتصل بامي نسالها عليها نزلت و الا
و بسمة تذكرت ماضي كان مؤلم و طردت فكرة انها تحكي شي زي هدا لصاحبتها
و الوقت هذا صاحبتها كانت حاسة بخجل شديد و هي داخلة ع خيرية : السلام عليكم
فتحت ايديها : تعالي يا بنتي طيب فيكم و الله فرحت قريب اللي طرت وقت عرفتك قاعذة فوق
تحشمت و سلمت عليها و حاولت تبرر : هو بعث و قال مريض عنده حرارة قوية كانت قعدت لقريب الفجر بيش نزلت ، لكن اليوم الحمدلله
شدت ايدها و رتبت عليها : ماشاء الله عليك بنت اصول يا غويدة اللي درتيه ما تديره الا بنت الاصول ربي يرحم من رباك
غادة بفرحة واضحة : والدينا و والديك يا عمتي ، و توا قوليلي باهي انت شنو تبي فطور ؟ اللي خاطرك فيه نديره
خيرية : لا يا حنه ديري اللي يبيه رويجلك كان غايب و فطوره اكيد كله كان من برا
و طارت غادة للمطبخ و اللي ما لحقت داراته امس بدت فيه اليوم بكري
و عمران نزل من فوق و الضحكة مش مفارقة وجهه
لكن سرعان ما تلاشت الضحكة وقت شاف نظرات خوه الاكبر المنتصر : شنو صار حليت القصة ؟
كان متحشم منه هلبة : ايه انحلت خلاص معش تدور انا البارح وقت اللي مرضت
ما خلاه يكمل : هي لانها بنت متربية ركبت و قعدت تعاني فيك صح ؟’
كان متحشم من تصرفاته : صح
صفق ايديه بياس : كيف ندير معاك بس ؟ بالله عليك وقت اللي تتلاقى مع جماعتك اسالهم كيف دايرين مع نسوانكم و الله لو القيت مثيل لبنت عمار نغير اسمي من غدوا و انت زيد كرهها في معيشتها
و اعطاه بظهره و طلع
في حين ان عمران في قرارة نفسه مقتنع بهالشي لكن طبع و مستحيل يتغير حسب تفكيره وقتها ، لهذا قراره كان نهائي ح يحاول يدير اي شي لاثبات انها غالية عنده …
بينما اختها الكبيرة اللي رافعة حمل العيلة وقت قرت رسالتها حمل جبال و انزاح من ع ظهرها بس اللي زي رجاء صعب جدا ترتاح و هي تفكر في الكل
بالذات بكرها سندها زي ما اتقول وصقرها و فارسها
مالك ليه فترة غير سارح و بس و ما عاد مهتم بامه زي قبل
يعني زي الطلوع اذا ما طلبت هي مكان هو ما يعرض عليها
و طبعا هدا كله بسبب ان خايف لو لاحظت عليه شي
رجاء تتذكر في منظره الليلة الماضية كيف كان سارح في التيلفون و وقت اللي توصله رسالة يبتسم
” مش بلاش ولدك يا رجاء لازم تعرفي ، لكن جربت سالته اكثر من مرة ما يدوي في شي ، من ممكن يقولي اللي صاير معاه شنو و هو حتى لخوته ما يدري ؟ ”
ايمن حط ايده ع كتفها : يومك مبارك
انتبهت ع الصوت : اهلين كيف اصبحت اليوم امس قلت راسك يوجعً
ايمن قعمز في مقابلها : الحمدلله احسن بعد الدواء و المساج، بارك الله فيك
رجاء : فيك بارك الله خايفة درت حاجة كبيرة
ايمن اشر ع وجهها : شايف فرحة في وجهك
ابتسمت : الحمدلله غادة حلت مشكلتها مع راجلها و قالت واضح اللي داره لان واجعه ولده
و برضو ايمن حمل جبال انزله من ع قلبه : ممكن والحق ينقال عمران راجل و اهله ناس و النعم بيهم ع راحتها لكن تابعي معاها القصة هل حق تغير و فهم و ما عاد يفتح سيرة انها قتلت ولدهم و الا يرد من اول و جديد
عرفت ان ما يبي اللي صار لسارة يتكرر : ان شاء الله
ايمن : ماشاء الله المهدي وقف ع الاثاث يعني قريب يسكن بروحه
رجاء تفكرت وضع امها تألمت بس مش في ايدها هي تحب المهدي اكثر حتى من نفسها لهذا المهم عندها ان يكون مرتاح و سعيد : ايه ربي يسخرله الحال صح ح يخلي الكساد لامي لكن هذا هو حتى هو و مرته يبوا يستقروا
شافلها ع جنب : تقول اللي تذكرتي حاجة
فهمت ان ربط الكلام هذا ببداية زواجهم : لا و الله ما قصدي حاجة لكن بحكم مجربة نفهمها هناء حتى لو تبي تستقتل بروحها من حقها
ايمن شد ايدها ر بدي يعد ع اصابعها : نقولك حاجة يا رجاء ، تعرفي الايام اللي تحكي عليهن في بداية زواجنا رغم انهن صعبات واجد عليا قبل ما يكونن عليك لكن و الله سمحات مازال نتذكر يوم اللي عجيتيني و كيف ساكتة كلمت حنان قلتلها البنت شكلها ما تتكلم
و ردت الفترة هاديكا و حست انها عروس صغيرة العمر و هدا اول عهدها بايمن كزوج غطت وجهها : وك عليا منك يا ايمن ذكرتني بايام
: يعني مش سمحات
رجاء نزلت ايديها من ع وجهها يا دوب عيونها بانوا : لا و الله سمحات و واجد لكن نتكدر كيف كنت نتصرف زي الصغيرات
: و مازلتي في عيني نفسها و نبيك ديما تتصرفي هكي
و هذه عين العاشق تتجاهل اي شي غير الحلو اللي فينا
قبل العيد بيومين
روح المهدي من برا و كان المنظر قدامه يشق القلب بالذات لشخص زيه معاذ بنفسه
اليوم و من الصبح و لان فتحية قررت تحش العشب اللي في اللايدة
فتحية : خلينا نديروا الموس
رجاء : الوحدة وين اللي عند عمي
رد هو طول : خذاها حسين
و كملوا هي وياها بالموس و وقت اللي تكمل تحط في البروسيا و اخيرا طلبت منها اطلعه برا السور و في نهاية الامر هناء اشتغلاته بروحها
ووقت سمع المهدي بدي يعارك و قرر ان باقصى سرعة يكمل الحوش و برضوا قرر ان يعزل و معش يطيب معاهم
يوم كبيرة العيد
في حوش خليفة …
الامور كل العلية و فطروا جميع ، و الفطور كان من اعداد السلفات اللي بينهم كلمة و قص فقط اما سارة مرة تساعد و مرات تمشي لدارها تبكي
الباين بعد كل اللي صار المراة خلاص دخلت في حالة اكتئاب بالذات و ان وقت اللي يقرب العيد تذكر حال ولدها و حالها هي و كيف ان هذا يفترض يكون اول عيد ليها متزوجة و اول عيد ليها كام
كانت ديما تشوف لحياة رجاء كمثال ناجح قدامها
مراة صبرت ع كل الظلم و اخيرا نالت نصيبها من الراحة و الاستقرار
كيف راجلها حريص كل الحرص ان ياخذلها من الملابس احلاهم و ياخذها لارقى الاماكن تشري اللي تبيه تمنت تعيش الدلال هدا و الاحتواء هذا
بس اليوم القت نفسها خاوية الوفاض ما طالت شي لهذا قاعدة تنحرق شوي شوي
بعد العصر :..
وصلت رجاء مع ايمن و الصغار
اول ما دخلت الحوش نادت ع المهدي
سال بلهفة : جبتيها
حطتها في ايده : جبتها ايه هذه اللصقة و قصة سمحة واجد باذن الله تعجبها
فرح هلبة : بارك الله فيك ما قصرتي، خليني نمشي نوريها ليها
رجاء : خوذ راحتك مهيدي
مشت هناء لامها و سارة في الصالة و المهدي نادى ع هناء و خش دارهم
هناء : نعم
حط اللصقة بين ايديها : شوفيها عجباتك
تفاجئت كيف خطرت عليه : قصة حنة ليًا انا
المهدي : ايه ليك انت وصيت عليها رجاء وقالت سمحة واجد و الحق حتى انا عجبتني لمستها و حسيتها سمحة
هناء تاثرت : فعلا سمحة بس انا كيف محنية توا
المهدي : الله غالب طحتي في راجل يحب الحنة و حني مرة و اثنين و ثلاثة انا نبيها ديما في ايديك
هناء : زعمه عادي نحني غادة يعني
المهدي : خيرك انت هو طفل عمره ايام معقولة بتحزن عليه ما فيش الكلام هذا
هناء : تمام …
المهدي خطرت في باله فكرة : بنقولك السنة نبي نديروا فتات للعيد
هناء تدس في قصة الحنة : فكل قبل ما تديروا فيه
المهدي : لا نبدوا في عيش يعني بازين فطور و خلاص
هناء : باذن الله ح نديره و ما نخلي في خاطرك شي
: ربي يجبر بخاطرك
هناء : معناها خليني نعدي ندويلهن ع شأن نديروه جميع
طلع معاها المهدي : يكون احسن ، انا بنطلع برا جنب عبدالمالك
و استاذن المهدي من عيلته و طلع جنب عبدالمالك
: توا هذا شنو يقولوله يا عبيد قاعد هنا و تكلم فيها تخيل يطيح فيك حد ، و الله رجاء مية مرة نقولك فيها تقلب الدنيا ع راسنا و يكون في عملك راهي شاكة
عبدالمالك بنفاذ صبر : عارف و مش قادر نوقف يا ناس حس بيا انت اقل شي
المهدي : لاني حاس بيك و لاني خايف عليك قاعد نحذر فيك
و مشي كم خطوة عبدالمالك و مش ناوي التراجع و لان يبي يغير الموضوع طاحوا عيونه ع منظر عبدالخالق اللي كان موجود في لايدة الحوش و طول الوقت يلعب مع مجاهد و هو ع الجراي : انطلق بسرعة يا راجل ايوااااه برافو
و الولد يضحك لحاله و يمدله في ايديه ع شان يقيمه : تبيني
و هو يضحك و اخيرا قامه بين ايديه : انت و بس حبيبي الوفي
عبدالمالك : سبحان الله عبدالخالق مولي غريب من وقت اللي جي مجاهد
المهدي : لو شفته اليوم بالذات وقت طلع السوق و ما خلى ما شراله اللعب و اللبس
عبدالمالك : ربي يدومها فرحته
و الفرحة اقترنت حاليا بوجود مجاهد و ان شاء الله ديما يا رب هذا لسان حال خالته نجوى كانت شغوفة بيه و تفكر فيه طول الوقت نجوى اللي طلعت السوق و من عندها ما تشري كان الغالي و العالي لجهوده و زيها رجاء و حتى غادة مفكرة فيه اكيد
و لان كبيرة العيد عادة ما يكون فيها تجهيزات خاصة
فتحية زي اي ام ديما شاغلة بالها شنو بيطيبوا : هي ما تبيها هذه تتشرط
سارة تبكي : انا ما دخلني في شي و لا ليا علاقة بشي من توا بتديروا فتات و الا احم كبدة اللي تبيه تديره معاه
ضحكت غادة و معش قدرت تكبر الموضوع
ومع هالة و هناء في عجن الفتات و قرروا يعجنوا ثلاثة كيلو
و اول ما اكتملت العجينة
خش حمزة و واضح ان متعصب : هيا
هالة تفاجئت : حمزة متفقين بنديروا فتات جميع و حتى عجناه خليني نقعد
و ما اهتم لوجود احد معاهم : لا فتات و لا فتاتات انا قلت هيا معناها لمي ضناك و روحي
فتحية فنصت فيها ع شان تروح و تقصر الشر
و اضطرت هالة تروح و هي عارفة ان تصرفها غلط لكن ما في اليد حيلة
و يا هي و بنروح تقريبا
و بهكي ما قعد غير هناء تكمل الثلاث كيلو بروحها
قعدت تدير فيه لعند الفجر
و قعد المهدي يساير فيها
و ندم المهدي اللي تكلم من الاساس
و بعد الفجر كانت تمشي زي المتخذرة لعند طاحت بقوى خائرة ع السرير ما عاد حست بشي
و انفطر قلبه عليها و حس انها مسؤولة منه و مش لازم يعرضها لمواقف من هالنوع مرة ثانية
و ع عكس الاجواء هذه كانوا رجاء و حورية و كلام بنتها ايد بايد في تجهيز الفتات و حلويات العيد اللي ح تتقدم يوم العيد معلوم حوش الحاجة افطيمة مقصد للكثيرين يوم العيد ، افطيمة اللي مازالت حسرة ولدها اشرف كيف لعند توا مش متزوج شاقة قلبها
دخل عبدالمالك الحوش مع الساعة ثلاثة فجرا : السلام عليكم افطومة وين
سمعاته رجاء وجهها تغير و حاولت تخفي المشاعر هذه ع قد ما تقدر
طلعتله حورية : خش يا عبدالمالك ما في حد
: وين حنتي ؟
حورية اشرت ع دارها : في دارها شوفها اذا ما رقدت
عبدالمالك حول من رجله : مستحيل ترقد قبل تاخذ عيديتها مني انا بالذات
ابتسمت حورية : في هذه صدقت من بدري ع قد ما جابوا اولادي و سليمان و اشرف و حتى بوك تقول عيدي نبيه من احميدة
و كلامها يزيد في معزتها اكثر و اكثر. : اكيد انا مش زي حد عندها
طلعت رجاء شافتله بنطرة خلاته ع طول يخش عندها و ينقص كلام
و طق بابها
: جيت احميدة
ضحك : جيتك يا حنتي كيف حالك من عام العام يا غالية
باس ع راسها و هي شدت ايده تبوس فيها : انا وياك يا غالي و ان شاء الله ربي يحضرني عرسك
عبدالمالك جت في باله ميسون : ان شاء الله
ضرباته ع رجله : عندك ثلثين الخاطر يا احميدة
صار لون وجهه احمر و حاول يغير الموضوع : شوفي شنو جبتلك يا سمحة
فتحت الكيس و القت فيه ردي و قفطان و محرمة و بخور و برفان و كريمة و كحل
تشوف و تضحك : و الثاني شنو جبت فيه
عبدالمالك : خذيتلك الماكلة اللي تحبيها حتى من اللوز و الفستق رحيته ع شان تقدري تاكليه و تلقي هنا زيت زيتون موصي عليه واحد من مسلاتة و البشكوطات اللي تحبيهن
ضماته ليها : سلم ولدها سلم ولدها
دخل عليهم سليمان : توا ع قد ما نجيبوا احني ما فينا واحد تفرحي بحاجاته الا عبدالمالك
ضماته اكثر : مش كيف جيب احميدة جيب و لا غير زوله نديره وديد ايواه
ضحك عبدالمالك : الله يحفظك يا حنتي
و رجاء كانت تسمع و الغيرة واكلة قلبها
طلع عبدالمالك و لاحظ طيف امه كيف دخل للمطبخ ابتسم و طلع لحوشهم
و ما ان روحت رجاء للحوش و فتحت باب دارها حتى القت قدامها بوكسات من قفطان بتوابعه و واضح من اغلى الماركات هدا غير بوكس العطور المكياج
ضحكت : العبيد
خش من وراها : ان شاء الله ديما منورة حوشنا يا غالية و ع فكرة هذا مني و من خوتي لكن هديتي انا بروحها
حط في ايدها بوكس صغير لونه احمر : ان شاء الله يعجبك
فتحت و شافت خاتم حلو هلبة كان بفصوص باللون الاسود و الابيض ضمت ولدها : ربي ما يحرمني منك يا عبيد
: انت حبيبتي الاولى
قامت حاجبها : الاولى و ….
و اللون الاحمر اللي شافاته ع وجهه سكتها فيه : و الاخيرة
رجاء : لا ان شاء الله مش الاخيرة باذن الله نشوفك عريس
بعفوية : خيركم معايا اليوم بدري حنتي تدوي ع عرسي و توا انت
اتضايقت
و عاد هو اكثر من حافظ امه لهذا تصرف معاها بشقاوة
و بدي يدغدغ فيها و يضم و يبوس : خلاص عاد يا رجاء
و هي تضحك زي الطفلة جنبه و معاه مشاعرها تختلف مرات تكون ام حازمة و مرات اخت و صديقة و مرات تكون طفلته المدللة
و عاد منظر زي هالمنظر هدا بالاضافة للهدايا اللي القاهم قدامه كفيلين انهم يطلعوه عن طوره : ماشاء الله الضحك واصل لعنديت برا
همس عبدالمالك في وذن امه : توا انت حليها مع باتي
و طلع بخطوات سريعة بعيدا عن ايده اللي حاول يلحقه بيها كعقاب ليه لان مفهمهم ع داره هو وياها ما حد يدخلها
ايمن اشر ع الهدايا : شنو هذا
رجاء باحتواء ذكي : اولادك يقلدوا فيك و ان شاء الله يبروني زي ما انت بار عمتي قالي العييد ( حضنت ايده بحب ) الهدايا منه و من خوته ع شان العيد
ايمن وقت شاف بوكس الخاتم مازال في ايدها اشر ع الخاتم : و هذا ؟
انحرجت رجاء : هذا منه
فانها و مشي : مبروك
و اسرعت هي في مراضاته و كانت شديدة الذكاء في التعامل معاه باسلوب انثوي ناعم ملكت بيه قلبه اكثر و اكثر
بينما العبيد اللي غار منه بوه اعطي وقته اخيرا للبنت المجنونة بيه
: وينك لعنديت توا يا عبدو شغلتني عليك واجد
عبدالمالك : كنت في السوق خذيت شوية حاجات لحنتي و امي و خوتي
ميسون : امتى يوصلني الدور ؟
ضحك : قولي قريب ان شاء الله …
و المشكلة وقت الاثنين قاعدين زي اللي يمثلوا ع بعضهم بالذات وقت اعطاء الوعود من داخلهم ع يقين ان نهاية علاقتهم الفشل حتما لكن قاعدين يكابروا و يتأملوا ع الفاضي و يعلم الله يطلعوا منها باقل الاضرار او لا ً
و في اللي ما عنده في العيد السعيد نصيب
: كيف يعني قاعدة لعنديت توا برا و كيف روحتي من السوق
ياسمين خافت من صوته العالي : عبدو اسمعني انا طلعت مع بويا مش حتى مع خوتي كيف تبيني نتحكم في الوقت اللي بيروح فيه اني ناقصاتها حاجات و اضطريت نقعد معاها لعند توا
سكر الخط و سكر التيلفون و كان بينجن من غيرته عليها بالذات وان بعض من معارفه جو عنده في الحوش يحكوا ع الزحمة و ع البنات الحلوات اللي شافوهم
: اكيدة هي وحدة منهن
اما ياسمينته فليلتها كانت سيئة بعد المكالمة هذه و ياما بكت بعد طريقته في الكلام معاها
لكن لو غيرك كانت طارت من فرحتها لان شخص زي عبدالخالق يبيها و شاريها و خايف عليها …
و هدا حال ليلة العيد كل اثنين بشكل
و يا بخت من فرح قلب يتيم
الناس اللي ربي ابتلاهم بالحرمان من الذرية اعطاهم خير كبير لو عرفوا كيف يستثمروه في الاجر و الحسنات
لان فاقد النعمة هذه يحس بقيمتها فتلقاه ديما وقت يشوف اي اثنين يتذمروا من تربية ابناءهم و في اللي مرات يضربوا بعنف و فيه و ياما فيه فتلقاهم ليهم من الناصحين
و الاهم من هذا كله انهم في وقت تجي عينهم ع طفل محروم من اي شي تلقاهم مسارعين يودوه بالغالي و العالي فمابالك اذا كان يتيم و من ذوي القربى
الله عليهم كيف يتسببوا في السعادة و هدا الظاهر للناس بس الواقع ريتوا سعادة اليتامى و امهاتهم بهكذا هدايا ، ربي يعطيهم منها اضعاف وقت يشوفوا فرحة الطفل باللبس و الاكل و الالعاب ضحكة طفل، كلمة شكرا ، قبلة عفوية مسكة ايد منه قد لا يكون اصلا واعي بيها يعيش عليها الازواج المبتلين بالحرمان من الذرية سنين و سنين و ممكن عمر كامل و لو تشوفوا السعادة اثناء تحضير هكذا هدايا كيف تكون فوق كل المستويات و صعب حتى وصف مداها
: توا انت تشوفي اللون هذا حلو عليه ؟ انا مجاهد كيف ما نشوف فيه لو شنو ما يلبس يطلع طرف ع قولة بعض ناس
كانت تحط في البدالي جنب بعض : اصلا انا خذيتله من كل الالوان اللي يلبسهن الولد ، و بالنسبة للكاويشات خذيتله الوان تمشي مع ابن لبسة و ما تنسى اني خذيتله من اغلى المحلات هذا مجاهد حبيب قلبي و عهد عليا لعنديت نموت و انا نلبسه الغالي و العالي
شاهين جاب اللعبة من وراه : حتى هذه نحس فيه ينسجم معاها شوفي بس وقت ندخل الكورة الصغيرة اهني يلفون باقي الكور مع الاضاءة و الموسيقى و الضي
: اه سمحة واجد
شاهين : فرحانة
نجوى بسعادة ضمت كل. شي : واجد
و جي يوم العيد و ناضت هناء دايخة و يادوب قادرة تمشي
هالة وقت وصلت : تعرفوا البارح ما رقدنا بكل حتى من صغارنا قعدوا لعنديت الفجر ساهرين
رد المهدي : اي حتى احني ما رقدناش لان هناء قعدت ساهرة لعند الفجر ع الفتات
فتحية حمقت منه كيف ادخل
اما هالة سكتت ما عندها بشنو ترد صح هي ما كانت تبي تروح بس في النهاية روحت و خلتها حاصلة بروحها
و مر يوم العيد نوعا ما في هدوء
ثاني يوم هو اجمل ايام العيد … عند المهدي و حتى عبدالخالق هو يوم جية البنات
و بالنسبة لحمزة فطبعا يمشي لزليتن لان هالة هدا يوم زيارتها لاهلها
و هناء قررت ما تمشي ثاني يوم و الشيء هذا كبرها في عيون المهدي بس عز عليه ان ما حد اهتم
: تعرفي يا امي هناء قالتلي عادي توا نمشي ثالث يوم العيد ما فيش داعي نعدي اليوم و حتى هالة مش قاعدة
فتحية كانت تغير لمجاهد : باهي
سكت لحظات و سيبها و مشي
و فتحية تصرفها عادي
ليش يا مهدي لانها امراة ليبية زمنية تشوف ان هذا الصح اغلب العائلات المحافظة ع العادات القديمة من عهد امهاتنا كانت الكنة ما تمشي لعند تستقبل خوات زوجها في اللي تمشي ثاني يوم العيد لكن في الليل و في اللي تقعد لثالث يوم و في عائلات ما تقيدش و تخلي الكنة براحتها
و هذا اللي خلى فتحية تشوف تصرفها عادي و ممكن ما قارنت بينها و بين هالة باعتبار هالة من مدينة ثانية هذا غير ان حمزة و ما ادراك ما حمزة عندها المهم هادي و راضي و هي ما تبي منه شي
وع وصلة نجوى اللي كانت جايبة كل خير لمجاهد
و اهم من الهدايا و اللبس هو ضحكتها و حنيتها و فرحتها بيه
: حبيبي يا حبيبي انت يا ولدي
و اللي يشوفه كيف كان يقفز في قفزات متتالية في وسط الجراي يقول ولا و شاف امه يعني ردة فعل طبيعية
انحنت و قاماته من الجراي : في وسط عيوني انحط يا غالي استاحشتك واجد واجد
و الولد يفرفش عليها بيطير
منظرهم مع بعض خلى الكل يدمعوا
بدت تفتح في الشنطة اللي جابتها ليه / تعالي شوف شنو جبتلك هذه كلها لبس ليك انت بس
و الاكياس هذه كلها العاب ليك انت شوف اللعبة هذه جابها عمو شاهين تقدر تحط فيها الكورة هنا و هي تلف في اللعبة كلها و تعطيك كورة ثانية سمحة واجد …. ( فتحت كيس ثاني ) و هذه لعبة ثانية البطمة اللي تضغط عليها تقولك كلمة و تغني اغنية باهي
سارة بينها و بين نفسها تحس انها ام فاشلة و غير قادرة ع تأدية مهمتها بنجاح
بالذات وقت طلعت الحليب و الموز و السيريلاك
و المفاجاة انها قاعدة اسبوع كامل
و وصلت غادة كانت زي العروسة و طول كلامها شنو دار عمران و قال عمران و درنا و شرينا و طلعنا
و مع عودتها للمعانها ردت اماني لعادتها الاولى
معاها
و اخر الواصلات هي رجاء و ياما فرح بيها المهدي
و نهاية اليوم روحوا غادة و رجاء
و ثالث يوم مشي المهدي لنوح اما رابع يوم و لان هناء عند اهلها فلبى المهدي عزومة الابلة صفاء و زوجها و كانت المرة الاولى اللي يزورها من بعد زواجه
ابلة صفاء لانها من مدة قعدت ع تواصل مع هناء : تعرف يا مهدي ربي اكرمك بمراة الله يبارك عليها متاكدة هلبة حاسدينك عليها
نشهد بالله حصلتها مراة عاقبة و رزينة ماشاء الله
وقعد المهدي يلعب ع صغارها و هو يسمع فيها : ربي يحفظها ليا حتى انا لعنديت نخاف يا ابلتي عليها من الناس لانها تعطي بدون مقابل و خايف الناس تستغلها
ردها كان كله استغراب : من اللي ممكن يستغلها ؟
سكت المهدي
ابلة صفاء : قول يا مهدي
و برضو غير الموضوع : نفكر في السنة الجاية من توا شنو ح تكون القراية و كيف
و فهمت الرسالة بوضوح : صلاح رد بالك عليها مسرة تدير العملة بدون ما تحس
صلاح اللي كان موجود معاهم في نفس المكان و اللي هو جنان الحوش كانت فيه جلسة حلوة طاولة و كراسي وقف و مشي جاب مسرة و جي
و دخل في الحديث معاهم ع مواضيع مختلفة …
قرر ان يسكن في الحوش يوم الثالث عشر من اغسطس
شروا فرش عادي و صالون عادي
فاجاهم عمران اهداه ثلاجة و سخانة
و رجاء هداته غاز
و مرت الايام
و فتحية تمنى انها فرحت معاه لكن طول الوقت متنكدة انها بتسيب الحوش كل خواتها اعطوها فلوس الا ام العز عطتها الغسالة
يوم التاسع من شهر اغسطس
بدي المهدي يفك في دار نومه و نقلها فوق
: اسمع يا عبدالمالك حطها فوق و في اسطى توا نتصل بيه يجي يركبها
معاوية : عيب يا خال جنودك حاضرين اهو نحنا نقدروا نركبوها ليش تجيب في اسطى
المهدي : يا ودي ما نستغنى عليكم بارك الله فيكم
واقف عند الباب و الفرحة واضحة ع وجهه
: ما عمري شفتك فرحان كيف اليوم يا مهدي كله لانك بتفارقني و بتركب حويشك فوق و الله و الله خذيت عليكم و مش عارفة كيف ندير
سارة كانت تسمع من دارها و ما قدرت تدخل مع ان احساسها زي امها اولا هناء كانت طول الوقت معاها ثانيا كانت قايمة الحوش ع اكتافها يعني في وجودها ما حد ح يكون مركز معاها لو دارت شي او لا
انتفضت سارة و هي تسمع في المهدي يناقش في امه : نبي نعرف ليش ما تحبيني نفرح ، توا تشوفي فيا فرحان تنكدي عليا ليش
وجعتها منه : طلعت انا اللي انكد عليك
المهدي : اماله هدا شنو اسمه
فتحية : عندك الحق هذا اسمه نكد الام يا مهدي برا
و بدي المهدي يخفي عنها كل شي يديره ع شان ما تدير ردة فعل عكسية و يتنكد بسببها و فوق هكي يتناقش معاها و الفجوة تكبر اكثر و اكثر
وقت بيطلعوا
سارة : بالله عليك يا مهدي اقعدوا معانا زي قبل زي تالي
اكتفي المهدي بابتسامة مجاملة فقط لان في خاطره قال شي واحد ” انا من حقي نعيش يا سارة سامحيني ”
و ممكن الكثير يرى ان هذه انانية من المهدي ، بس خلاص هي تقريبا سنة و حس ان استنفذ طاقته في التحمل
غالبا الاباء و الامهات يكون عندهم ولد او بنت وحدة تأدي دور المسؤولية بفرح و سعادة و تقدم و حتى و ان ما حد يشكرها تكمل في ذات الطريق بس مش كلهم ح يكونوا بنفس الطبع
اليوم هذا المهدي فرحته وصلت مداها
: تعرفي يا هناء لولا اني عطيت كلام و عهد اني ندير عشاء لاهلي و اهلك و الله ما كنت بتت من الليلة هنا خلاص يا ناس هذا حوشي ملكي انا وياك بس حرين التصرف فيه
و من سمعك يا مهدي : لو تعرف بس كيف انا فرحانة واجد ، خلاص نقدر نتصرف في المطبخ براحتي نغير هذه و نحط هذه بدون ما حد يقولي قبل احسن
و فهم المهدي مقصودها من : طبعا تقدري و ما حد يقدر يوقفك هدا حوشك مطبخك مملكتك
المهدي : و مازال عهد عليا غير تأثثيه كيف ما تبي و من اغلى الماركات و يكون حوشك مميز ما في زيه حوش في البلاد هذه
هناء ضحكت : لا عاد مش للدرجة هذه
المهدي بنوع من اليقين المبالغ فيه : توا تشوفي بينا الايام
رن تيلفون و كانت رجاء قعد يحكي في تفاصيل يومه
و جي يوم الثالث عشر من اغسطس
اول ما تركب من ع الدروج تفتح باب حديد كان في لايدة كبيرة تم تزليزها و علو السور متاعها تفتح فيه المربوعة اللي لاصقة في الحوش
اول ما تخش الحوش تلاقيك صالة صغيرة ع اليمين منك يكونوا ثلاث ديار
دار كبيرة هلبة و دارين متوسطات
و لو كملت من الصالة يلاقيك ممر فيه من ع اليسار مطبخ و ع اليمين اكرمكم الله الحمام
تحقق حلم الاستقلال و الحرية من وجهة نظر المهدي و مع زوجته و حبيبته
دارت هناء الفطور
و فتحية وقت فاقت كانت حزينة هلبة
بس المهدي عكسها فرحان هلبة
بعد الفطور الساعة احداش ركبوا حتى عرضوا عليهم يركبوا معاهم فوق بس اعتدوا
فتحية : انا و عبدالخالق ح نعطوكم مكيف
ع اساس يتركب في دار الجلوس
و مكيفهم تركب في دار النوم
و بعد ركبوا مع بعض سكروا الباب عليهم
شعور الراحة و الامان و الاستقلال
و اول شي مو المهدي وقتها حضن ضمها ليه بقوة
: يا ربي يكون الحوش هذا مقر حبنا و يا ربي نعطيك طفل و لا ننكسر و لا نكسرك في حاجة زي هذه
المهدي : حبيبتي اختي راهو مازال السنة ما سكرناها اصبري بس و باذن الله ربي ح يعطينا و يعوضنا المهم توا خلينا فرحانين بالحوش و ايامنا السمحة فيه باذن الدهً
كان حاس ان تقول عريس حتى في العرس ما فرح هكي
رن نقال هناء
: هذه انتصار اكيدة قريب توصل
المهدي : كل شي واتي العشاء
المهدي قرر ان ما يقابلها اليوم لان عارف برفضها لزواج هناء منه و حتى بيع الذهب
بعدها تراجع و قرر يقابلها و يواجهها بالذات ان الرفض ع شان او كفيف قرر يواجه لان مش حاس ان ناقص في شي
__________________
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عيون القلب)