رواية عفريتة المساء الفصل الرابع 4 بقلم سامية السيد
رواية عفريتة المساء البارت الرابع
رواية عفريتة المساء الجزء الرابع

رواية عفريتة المساء الحلقة الرابعة
كان ينظر إلى الورقة باستغراب وهو يقرأ كلماتها المشؤومة:
“أريد روحك… سلمها لي طواعية، وسأمنحك ما لا تحلم به!
إذا لم تفعل، فقدم لي روحًا أخرى لكي أعود إلى أرضي. لديك شهر واحد فقط. وإن لم تفعل، فسأمنحك حياةً تجعلك تكره كل شيء… حتى نفسك وسجعلك تعيش في جحيم!”
أغلقتُ الورقة بيدٍ مرتجفة، شعرتُ بخوفٍ شديد يجتاحني، لكني حاولتُ تهدئة نفسي. كيف لي أن أقدم روحي؟ أو حتى روح شخص آخر؟! هذا كفرٌ لا شك فيه.
جلستُ على الأرض محاولًا استيعاب الكارثة، ثم نهضتُ فجأة، وكأن قدماي حملتاني دون وعي… اتجهتُ إلى المقابر، حيث يرقد أبي. مشيتُ كالمسحور حتى جلستُ أمام قبره، وقلت بصوتٍ مبحوح:
“أنت الوحيد اللي كنت بتفهمني مهما حكيت… بس للأسف، دلوقتي مش هترد عليّ! أنا مقدرش أقدم روحي، ولا روح حد تاني، ده كفر!”
وفجأة، شعرتُ بوجودها… التفتُّ لأجدها واقفة أمامي، بشكلها البشع المعتاد. لكن هذه المرة، لم أشعر بالخوف، بل امتلأتُ بقوة غريبة لم أعهدها من قبل. وقفتُ بثبات، وقلت بصوتٍ حازم:
“أنا مش هقدم روحي! مش هقدم روح أي حد! وريني بقى الجحيم اللي بتتوعديني بيه، وأنا هحرقك بالقرآن!”
لم أكمل كلمتي حتى اختفت فجأة… وكأنها تبخرت في الهواء! في تلك اللحظة، أدركتُ نقطة ضعفها، واليوم… عرفتُ كيف أحاربها بنفس سلاحها.
بقيتُ جالسًا للحظات، ثم عدتُ إلى المنزل… لكن ما إن اقتربتُ حتى رأيتُ ألسنة اللهب تتصاعد منه! كان الناس يهرعون لإخماد الحريق، فصرختُ بجنون وأنا أندفع نحو البيت لأطمئن على أهلي. الحمد لله… خرجوا جميعًا بسلام.
استمر الحريق أكثر من ساعة، وحين انتهى، كان البيت قد تحول إلى أنقاض. وبين الرماد المتناثر، وجدتُ ظرفًا موضوعًا بعناية… التقطته بيدٍ مرتجفة، فتحته وقرأت:
“هذه إشارة لك… إن لم توافق، فسأمنحك حياةً من الجحيم، حياةً ستتمنى فيها الموت، لكنه لن يأتيك!”
أغلقتُ الورقة بغضبٍ، بينما شعرتُ بأن الحرب بدأت فعليًا…
في تلك الليلة، انتقلنا إلى منزل عمي أحمد، فهو الأقرب لنا. كنتُ جالسًا شارد الذهن، أحاول استيعاب ما يحدث، حين سمعتُ طرقًا خفيفًا على الباب.
التفتُّ لأجد ملاك، ابنة عمي زوجتي في المستقبل، تقف هناك بملابسها المحتشمة، نظراتها مليئة بالقلق. تقدمت بخطواتٍ مترددة وقالت بصوتٍ ناعم:
“كريم… ممكن نتكلم شوية؟”
نظرتُ إليها بابتسامة باهتة، محاولًا ألا أُظهر شيئًا، ثم قلتُ بهدوء:
“خير، تفضلي.”
اقتربت قليلًا، ثم قالت بقلق:
“إنت متغير أوي الفترة دي… ممكن أعرف ليه؟”
نظرتُ إليها بحزن، ثم تمتمتُ:
“ربنا يعلم، ادعيلي يا ملاك.”
بدت عليها الحيرة، لكنها قالت بإصرار:
“سبب؟!”
أشحتُ بوجهي، محاولًا إخفاء مشاعري، ثم قلتُ:
“مفيش حاجة… عمومًا، سبيني دلوقتي، بس شغّلي قرآن.”
ما إن نطقتُ بتلك الكلمة حتى تحطم زجاج النافذة فجأة! قفزت ملاك مذعورة وهي تصرخ:
“يا لهوي!! إيه ده؟!”
لم ألتفت إليها، كنتُ أنظر إلى ذلك الوجه البشع… نظرتُ إلى ملاك سريعًا وقلتُ بصوتٍ ثابت:
“ده مجرد هوى، روحي انتِ، أنا هشوف نجار يصلحه.”
خرجتُ متظاهرًا بالهدوء،
ثم قالت هوداء وهي تنظر لها
بصوتها المتجشئ اخترق أذني:
“أريد روحها… إنها تشبهني في الصغر! سأجعل حياتك تتغير تمامًا، سأمنحك سعادةً دائمة… لكنني أريد روحها! لدي شهر واحد لكي ارجع بروحٍ أخرى، أو سأظل هنا للابد … وأذي كل من حولي!”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عفريتة المساء)