روايات

رواية عفريتة المساء الفصل الخامس 5 بقلم سامية السيد

رواية عفريتة المساء الفصل الخامس 5 بقلم سامية السيد

رواية عفريتة المساء البارت الخامس

رواية عفريتة المساء الجزء الخامس

عفريتة المساء
عفريتة المساء

رواية عفريتة المساء الحلقة الخامسة

قالت “هوداء” وهي تنظر إليّ بعينيها الغارقتين في الظلام، وصوتها المتجشئ يخترق أذني:
“أريد روحها… إنها تشبهني في صغري! سأجعل حياتك تتغير تمامًا، سأمنحك سعادة دائمة… لكنني أريد روحها! لدي شهر واحد لأعود بروح أخرى، وإلا سأظل هنا للأبد… وسأؤذي كل من حولي!”
نظرتُ إليها بغضب، ثم تلوّث لساني بآية من القرآن، فقلت بصوت ثابت:
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾
بمجرد أن نطقتُ بها، تلاشت كأنها لم تكن، لكن شعورًا غريبًا اجتاحني، خليط من الخوف والقلق، فخرجتُ مسرعًا من الغرفة.
وجدتُ أمي تجلس وحدها، على غير عادتها. اقتربتُ منها وقلتُ بقلق:
“ماما، أنتِ بخير؟”
نظرتْ إليّ بحزن عميق، ثم قالت بصوت مخنوق:
“بخير؟ إزاي؟ كل ذكرياتنا راحت! بيتنا اتحرق، والنار أكلت كل حاجة… كل حاجة ياكريم!”
تقدمتُ نحوها، وأنا أشعر أنني السبب في كل هذا، ثم قلت محاولًا تهدئتها:
“ماما، الذكريات في القلب، إن شاء الله هصلّح البيت ويرجع أحسن من الأول… بس متزعليش.”
رسمتْ ابتسامة باهتة على وجهها وقالت:
“الحمد لله إن محصلش لحد منكم حاجة، الحمد لله… ده المهم. بس الصور… صورنا مع أبوك… قلبي موجوع عليها، كنت بحس إنه معايا لما بشوفها.”
شعرتُ بوخز في صدري، ثم قلتُ محاولًا التخفيف عنها:
“كل حاجة سهلة، هتتعاوض بإذن الله.”
خرجتُ من المنزل، وكأنني لم أتعلم الدرس، وكأنني لا زلت أبحث عن شيء مفقود في مكان اعتدتُ الذهاب إليه… المقابر.
وقفتُ أمام قبر أبي، وقلتُ بعتاب:
“أكيد حضرتك مرتاح دلوقتي… سيبتنا ليه يا بابا؟ ليه ما أخدتناش معاك؟”
فجأة، ظهرَت “هوداء” من العدم، وهمست:
“لقد قلتُ لك… آتني بروحك!”
استدرتُ نحوها بغضب:
“ممكن تمشي؟ وبعدين، أنتي عاوزة مني إيه؟ ليه حرقتي بيتي؟”
ضحكت ضحكة مشؤومة، ثم قالت:
“حرقتُ بيتك، لكنك ستعود. أما أنا، فلم يسمحوا لي بالعودة إلا بروح أخرى… إذا لم أجدها، سأظل بلا مأوى، وسأستمر في إيذاء من حولي.”
نظرتُ إليها بحزن، ثم قلتُ بثبات:
“ممكن تعيشي وسط البشر من غير ما تأذي حد؟”
تغيرت ملامحها، واحمرت عيناها بغضب شديد:
“أنتم البشر وحوش… لا تحملون بعضكم، فكيف تحملونني؟!”
ابتسمتُ بسخرية، وقلتُ:
“يبقى حِلي عني! وبصراحة، أنا مشوفتش حد اوحش منك.”
اقتربت مني حتى شعرتُ بنسيم بارد يحيط بي، ثم همست:
” اتفضل الصور،
لديك تسعة وعشرون يومًا فقط… أريد روحك او روح ملاك. ”
♡في مكان آخر♡
جلستْ ملاك بجوار فريدة، أم كريم، تحاول تهدئتها، قائلة:
“يا ماما، بالله عليكِ، متبكيش كده… الحمد لله إنكم بخير.”
مسحت فريدة دموعها، ثم قالت بصوت مكسور:
“أتمنى لو كنتُ مكان الصور، دول غاليين عليّ جدًا.”
اقتربتْ منها ملاك، وأمسكت بيدها بمواساة:
“بعد الشر عليكِ يا ماما، متقوليش كده.”
وفجأة، دخل كريم وهو يحمل صندوقًا صغيرًا، وقال بابتسامة:
“اتفضلي يا ست الكل، أهم الصور اللي مزعلينك!”
نظرت ملاك بدهشة، ثم ابتسمت قائلة:
“الحمد لله… ماما كانت زعلانة جدًا عشانهم.”
لكن فريدة نظرت إليه باستغراب، ثم سألت بقلك هي تاخذ الصور من يده:
“جبتهم إزاي؟… الصور دي كانت محروقة!”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عفريتة المساء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى