روايات

رواية عفريتة المساء الفصل الثالث 3 بقلم سامية السيد

رواية عفريتة المساء الفصل الثالث 3 بقلم سامية السيد

رواية عفريتة المساء البارت الثالث

رواية عفريتة المساء الجزء الثالث

عفريتة المساء
عفريتة المساء

رواية عفريتة المساء الحلقة الثالثة

“كما يقولون: وقوع البلاء ولا انتظاره.”
كان قلبي يخفق بشدة، الخوف يتملكني وأنا أراقبها تقترب… تقترب أكثر فأكثر. حاولت التراجع، لكن جسدي لم يستجب. ثم صرختُ بصوت مرتجف:
أنتِ… وديتي يس فين؟ وعايزة مني إيه؟
تراجعت قليلًا، ونظرت إليّ بعينين تشعّان شرًا، قبل أن تقول بصوت متهدج:
لقد نسيتَ حذاءك… فأحضرته لك، لكن في المقابل، أريد منك شيئًا.
ازدادت قشعريرتي، وقلتُ محاولًا إخفاء رعبي:
مش عايزه! خديه وامشي… أنتِ شكلك مخيف! طول عمري بسمع عن العفاريت، بس عمري ما تخيلتهم بالبشاعة دي!
اتسعت عيناها بشكل مرعب، ثم قالت بصوت أجشّ:
أنت لا تحتاج الحذاء… لكنني أحتاج طلبي. ستنفذه الآن، وإلا لن ترى أخاك مجددًا.
تجمّدت في مكاني، شعرت أنني عالق في كابوس. حدّقتُ فيها ثم قلتُ باستسلام:
مش عايز الحذاء… بس قولي، إيه اللي عايزاني أعمله عشان أخويا؟
ابتسمت ابتسامة خبيثة، قبل أن تضع الحذاء عند قدميّ وتقول:
حذاؤك… وأخوك هناك.
التفتُ بسرعة، فرأيت يس نائمًا بجواري! لم أفهم كيف عاد، ولم أجرؤ على السؤال… رفعت رأسي إليها، لكن في لمح البصر، كانت قد اختفت! وكأنها لم تكن هنا قط…
لكن سؤالًا ظل يطرق رأسي: ما هو الطلب الذي أرادته مني؟
فتحت أمي الباب، تحمل في يدها ظرفًا أبيض، ثم قالت وهي تلوّح به:
الجواب ده ليك، بس طبعًا أنا فضولية وفتحته… لقيته فاضي! أكيد حد هلفوت زيك بعت لك ورقة بيضه..
نظرتُ إليها بتعجب، ثم خطفت الظرف من يدها. فتحته على عجل، لكن… كان هناك كلام غير مفهوم، حروف مبعثرة وكأنها مكتوبة بلغة غريبة.
قطّبت أمي جبينها وهي تراقبني، ثم قالت بتهكم:
ربنا يعوض عليّ في خلفتي، ابني اتجنن على كِبر!
لم أرد عليها، جلستُ على السرير، أحدق في الرسالة محاولًا فهم معناها. ماذا كانت تريد العفريتة مني؟ ولماذا تركت هذه الرسالة الغامضة
♡في مكان آخر♡
ملاك! اصحي يا بنتي، اتأخرنا!
كان صوت أختي الصغيرة “ملك”، قبل أن تسحب الغطاء عني بغضب قائلة:
اتأخرتِ على الجامعة!
تمتمتُ بتعب، وأنا أدفن رأسي في الوسادة:
يا بنتي، النهاردة الجمعة! حرام عليكِ… وبعدين، أنا قايلالك مليون مرة متصحينيش بالطريقة دي!
ابتسمت بمكر، وقالت وهي تضحك:
آه، صح! بس برضو قومي.
تأففتُ بضيق، ثم قلتُ وأنا أشدّ الغطاء من يدها:
“ملك، بالله عليكي اخرجي دلوقتي! روحي ذاكري، أنتِ في تالتة إعدادي!”
ضحكت بسخرية:
متفكرنيش بالله، بالله عليكي!
ثم خرجت من الغرفة، بينما كنت أتابعها بنظراتي قبل أن أعود للنوم.
♡في مكان آخر♡
هتفضل قاعد ماسك ورقة بيضه كده؟ أنا قلتلك في عفريتة، بس إنتَ مصدقتش!
كان ذلك صوت صديقي “معاذ”، وهو ينظر لي بشك.
نظرتُ إليه باستغراب، ثم قلتُ:
يا عم مصدقك، بس حد شافها غيري؟ من سوهاج يعني؟ انت تعرف حد شافها؟
ضحك وهو يهز رأسه، ثم قال:
أنا عن نفسي مشوفتش حاجة، بس بقولك اقرأ قرآن وحصّن نفسك. وبعدين يا بني، متروحش المقابر لوحدك، لا بليل ولا بنهار! بس بصراحة، مش عارف ليه مش مصدقك.
حدّقتُ فيه بتعجب:
إنت بتضحك ليه كده؟ وبعدين، عنك ما تصدق!
تنهد معاذ ثم قال بجديّة:
بص، في واحد شافها برضو، كان كاتب عنها في جروب على النت. بس الغريب إنه قال إن العفريتة طلبت منه يقتل ناس بطرق غريبة! بصراحة، حسيت إنه بيعمل تريند، بس إنتَ… بجد شوفتها؟ وطلبت منك حاجة؟
شعرتُ بقلبي ينقبض، ولم أجد ما أقوله. وقبل أن أنطق، تجمّدتُ في مكاني…
لقد كانت أمامي!
العفريتة نفسها… تقف على بعد خطوات من صديقي معاذ، تنظر لي بعينين غامضتين، ثم همست بصوت بارد:
وضعتُ لك طلبي في غرفتك
في لحظة، اختفت كما ظهرت، ولم يبقَ أمامي سوى معاذ الذي كان يحدّق بي بقلق:
يا بني، فين سرحت؟ إنتَ مش معايا؟
نظرتُ إليه، ثم قلتُ بصوت متوتر:
بعدين، لازم أمشي دلوقتي!
ركضتُ عائدًا إلى المنزل، أريد أن أعرف… ما هو الطلب الذي تركته لي؟ ياليتني لم أفتح ذلك الظرف الذي كان على سريري…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عفريتة المساء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى