رواية عطر سارة الفصل السادس عشر 16 بقلم شيماء سعيد
رواية عطر سارة البارت السادس عشر
رواية عطر سارة الجزء السادس عشر

رواية عطر سارة الحلقة السادسة عشر
حدقت به بضياع، جملة واحدة قالها جعلتها ضائعة، أبتلعت لعوبها الجافة بصعوبة وقالت بتقطع واضح :
_ أنت بتقول إيه يا معتز؟!..
بهيام شديد جذب كفها ليضمه بين يديه، يشعر معها بأشياء لذلذة تجعله يود الاقتراب منها أكثر، عاد جملته بابتسامة :
_ بحبك يا سارة، يمكن يكون في فرق سن بنا لكن ده مش هيعمل أي مشكلة، أوعدك مش هتحسي بيه طول ما أنتِ معايا..
حركت رأسها برفض عدة مرات، الفكرة نفسها جنونية، جذبت كفها منه وقالت :
_ لأ لأ يا معتز أنا وأنت مينفعش يكون في بنا كدة، حرام يا معتز حرام..
رفعت حاجبه بتعجب من حالتها وسألها بلهفة :
_ حرام إيه هو من أمتا كان فرق السن حرام؟!..
بنفس اللحظة فاق محمود من صدمته، ظل لأكثر من دقيقة يراقب ما يحدث بذهول، لم يتوقع بأبشع كوابيسه أن يعيش بموقف مثل هذا، دلف للغرفة بخطوات غاضبة وقال :
_ أطلع برة يا معتز..
انتفضت على أثر صوته، قامت من مكانها وهي تحاول إيجاد كلمة واحدة مناسبة لموقف مثل هذا، لم تجد فصمتت، أبتلع معتز ريقه بتوتر وقام هو الاخر مردفا بتبرير :
_ بابا أنا حاولت أعمل زي ما حضرتك قولت لي بس مقدرتش بابا أنا طلعت فعلا بحب سارة مش مجرد مشاعر مراهقة..
إشارة واحدة من محمود علقت باقي الحديث بين شفتيه، توتر من معالم وجه والده الغير مفهومة بالمرة نظر لسارة ليجد حالتها أسوء من حالة والده، صرخ محمود بغضب :
_ روح أوضتك وإياك تخرج منها غير لما أجي لك بنفسي..
مع تلك التعبيرات الكارثة بوجه محمود الأفضل لمعتز الآن هو الانسحاب، وهذا ما حدث بالفعل بخطوات سريعة خرج من الغرفة، أغلق محمود بالباب خلفه بالمفتاح وجلس على الفراش واضعا رأسه بين يديه بتعب..
رغم اتساع العالم الا إنه ضيق عليه يختنق وهو على يقين من قرب خروج أنفاسه الأخيرة، هي ألم دلف لقلبه بلحظة ضعف وصعب عليه نزعه أو حتى تحمله، يخسر من أجلها الكثير وهنا آت السؤال الأصعب هل هو مستعد لخسارة معتز من أجلها؟!..
الإجابة مهما كانت ستكون بشعة مؤلمة، وصل إليه همسها من بعيد وكأنها بدولة أخرى :
_ محمود..
رفع وجهه إليها، رأت بعينيه ضعف لأول مرة تراه، أعتادت على قوته وما هو به الآن بالنسبة لها وهم، جلست بجواره على الفراش مردفة بخوف :
_ أنا من ساعة ما دخلت البيت ده بعتبر معتز أخويا، وبعد ما أتجوزتك بقى فعلاً أخويا والله العظيم ما عملت حاجة توصله للكلام اللي هو قاله ده..
حرك رأسه بتعب وجذبها إليه، توقعت صريخه، غضبه، حتى اتهامه مثلما فعل بمشكلة عايدة من قبل الا إنه وضع رأسه على صدرها مخرجاً من صدره تنهيدة طويلة ثم قال :
_ تعبت يا سارة تعبت، تفتكري حبي ليكي غلطة كبيرة أوي كدة عشان الكل يبقى بيحاسبني بالشكل ده، حتى أنتِ يا سارة بتحاسبيني على حبي ليكي، أنتِ عايزة ايه بالظبط يا سارة عايزانى والا عايزة الفلوس وبس؟!..
ما هذا بالفعل ما هذا؟!.. كيف له أن يتحدث بتلك الهزيمة، تألمت ولا تعلم ما هو السبب الرئيسي لهذا الألم، سألته بنبرة مرتجفة :
_ لو قولتلك عايزة الفلوس هتعمل إيه؟!..
إجابة خطأ بأكثر الأوقات خطأ، ما كان يتمنى أن يسمع منها هذا السؤال بل كان يريد إجابة تريح قلبه، أبتعد عنها وقال وهو ينظر بعيداً عنها :
_ هديكي الفلوس وتبعدي من هنا لكن طلاق في الوقت ده مش هقدر، مش هقدر انطق الكلمة دي دلوقتي ابعدي شوية ولما أقدر هبعت لك ورقة طلاقك..
بللت شفتيها بطرف لسانها وسألته بترقب :
_ ولو عايزاك أنت حياتنا هيبقى شكلها عامل إزاي؟!..
ضياع كل ما يحدث الآن ضياع، قام من مكانه وأخذ يدور حول نفسه مغلقا العينين، ماذل يقول أو حتى كيف لا تعلم، بعد أعترف معتز أصبحت الحياة بينهما غريبة عجيبة، الأمر الأسوء إن علاقته بها حكم عليها بأن تظل بالظلام، إذا ظهر لها بصيص من النور سيخسر الكثير وأولهم معتز، مسح على وجهه بتعب شديد وقال :
_ لعبة المتعة كبرت أوي يا سارة كبرت لدرجة اني مش عايز أخرج منها ولا ينفع أكمل فيها..
_ يعني إيه؟!..
_ يعني وجودك هنا خطر كبير، لأزم تمشي من هنا ولو فعلاً عايزة تكملي معايا زي ما بتقولي يبقى لأزم تختفي من البيت ده…
حركت رأسها مردفة :
_ عايز تقول إيه من غير ما تلف بالكلام كتير..
_ يعني جوازنا هيفضل في السر يا سارة على الاقل لحد ما معتز يعرف ان حبه ليكي وهم، مش هقدر أقف قدام ابني أقوله سارة مراتي مش هقدر..
ضحكت بوجع ثم أومات إليه بسخرية مردفة :
_ مش هتقدر تقف قدامه تقوله سارة مراتي لكن هتقدر تسمعه وهو بيقولك بحب سارة ونفسي فيها يا بابا، أنت متخيل أنا مرسومة إزاي في دماغ ابنك والا مش متخيل؟!..
_ بس بقى بس بس بس..
قالها بغضب يحرقه بألم كاد أن يأخذ روحه، ضرب المقعد المقابل لرأس الفراش ليقع الف قطعة مع كل قطعة سقط جزء من روحه، وجذبها لتبقى بين يديه وقال :
_ عايزة توصلي معايا لايه عايزانى أحرق القصر باللي فيه عشان ترتاحي، الله يلعنك أنتِ نار من أول ما حطيت رجلي فيها وأنا بتحرق الله يلعنك..
هي بالفعل أصبحت مثل النيران، بالبداية كانت تحرق نفسها ومنذ رؤيته أحرقته معها، لأول مرة ترى نفسها بعينيه هو، بالفعل هي أنانية لعبت به وعندما شعرت بحبه أرادت المزيد، ما يحدث الان خطأ كبير، رفعت عينيها اليه كانت تتمنى ان تطلب الطلاق ولكن لسانها رفض..
ألقت بنفسها بداخل احضانه مردفة بنبرة بها إحساس غريب :
_ عايزاك تقرب..
رفع عينيه إليها بتعجب، نظراتها كانت واضحة مثل الشمس، من البداية هو الراغب والان راي بعينيها الرغبة الذي كان يحلم أن يراها، نسي ما قاله وما يشعر به وما هو قادم وتذكر فقط إنها الان معه تطلبه وبين أحضانه..
بقلب مغرم حملها، وبصدر رحب نفذ طلبها، ضم شفتيها ليجدها تبادله الشغف بشغف أكبر تعطي له كل ما كان يرغب ان يعيشه معها دون أن يحثها عليه، زاد الأمر بينهما جنونا حتى سقط بهما الفراش ومع ذلك لم يشعروا به ما يعيشوا الآن جنة ربما تكون اللحظة الأخيرة لهما بها…
____ شيما سعيد _____
بغرفة عايدة دلف إليها معتز وعلامات الحزن ظاهرة على وجهه، ابتسمت وأشارت إليه حتى يقترب منها مردفة :
_ تعالي يا حبيبي قولي حصل إيه.
جلس بجوارها وهو يكتم بكائه بصعوبة، اذا رفضته ستكون على حق فأبيه يسيطر عليه وهو ليس له أي قيمة، ترقرقت الدموع بعينيه مردفا :
_حصل زي ما حضرتك قولتي يا ماما بابا رافض حتى يسمع مشاعري، قولتها كل اللي في قلبي لكن بابا دخل قل مني..
جذبته عايدة لينام على صدرها وقالت :
_ قولتك يا معتز محمود لسة شايفك العيل الصغير اللي لأزم تفضل باقي عمرك تحت كلمته ومش هيقبل يشوفك غير كدة، بس مش مهم يا حبيبي المهم إنها تحبك ووقتها أنا هكون في ضهرك حتي لو وقفت قدام محمود..
ابتسم معتز بحب وابتعد عنها قليلا مردفا :
_ حضرتك بتحبي بابا جداً وعمرك ما وقفتي قدامه لأي سبب..
مسحت على ظهره وقالت :
_ بس انت مش أي سبب انت إبني يا معتز أغلى من روحي وأي حاجة هتخليك مبسوط أنا هعملها لأزم تبقى فاهم ده كويس يا حبيبي..
قبل أعلى راسها وقال بحزن :
_ كنت زعلان من حضرتك لأنك دايما بعيد عني ورافضة أي حد يشوفك أو يتكلم معاكي غير بابا، عشت حياتي كلها زي يتيم الأم وحضرتك عايشة، لما قربتي مني الفترة دي أنا ردت فيا الروح، ربنا يخليكي ليا يا ماما..
شعرت بالقليل من تأنيب الضمير بعد حديث معتز، ربما هي الآن تلعب بمشاعره ولكن هذه هي طريقتها الوحيدة بالحافظ على بيتها وزوجها وأموال إبنها الوحيد، أخذت نفس عميق ثم قالت :
_ بعدت عشان محبتش تشوفني وأنا مريضة وضعيفة، بس دلوقتي خلاص مش عايزة أبعد عنك حتى لو ده أخر يوم في عمري..
ضمها سريعاً وقطع حديثها بلهفة :
_ لأ يا ماما لأ أرجوكي بلاش السيرة دي..
أومات إليه بحب قائلة :
_ عايزك تعرف حاجة واحدة بس أنا بعمل كل ده عشانك عشان تبقى مبسوط في حياتك يا حبيبي..
لم يفهم ما تقصده الا أنه بأشد الحاجة لهذا الشعور، أغلق عينيه بتعب مردفا :
_ ممكن أنام النهاردة في حضنك مكان بابا..
_ طبعا يا حبيبي نام كدة كدة بابا مش بينام هنا من شعور..
_ ليه؟!..
تنهدت وقالت بنبرة ساخرة لم يفهمها :
_ مشغول كتر خيره الشغل فوق رأسه كبير وهو يا عيني بقى بيحب شغله أكتر من نفسه..
_____ شيما سعيد _____
بعد منتصف الليل بفيلا علي..
أستسقظ من نومه على دقات خفيفة على الباب، زفر بضيق وهو يعلم إنها ضحى، قام من محله بغضب وفتح الباب ليجدها أمامه وقبل أن تنطق صرخ بغضب :
_ يا بنتي عيب كدة قولتلك ألف مرة متجيش بالليل بلاش تنزلي من صورتك قدامي..
أبتلعت مرارة الكلمة بحلقها وقالت :
_ أسفة على الإزعاج يا علي بيه بس محمود بيه هنا وشكله مش طبيعي..
تعجب علي وقال :
_ محمود هنا ليه هي الساعة كام؟!..
_ 2..
زاد تعجبه وخرج من الغرفة بخطوات سريعة مردفا :
_ ماشي يا ضحى ادخلي أنتِ نامي..
نزل ليجده يجلس بالحديقة، جلس بجواره وقال بقلق :
_ محمود مالك فيك إيه؟!..
ماذا به؟!.. ضحك بسخرية وسند برآسه على المقعد مردفا :
_ فيا إيه؟!. فيا كل حاجة ممكن تهد بني آدم وتجيب أجله، تعبت يا علي تعبت ومش عايز أكمل..
شعر علي بأن الأمر غير طبيعي فقال :
_ مش عايز تكمل في جوازك من سارة مش كدة؟!.. معقولة خلاص زهقت منها بالسرعة دي؟!.. مكنش ده كلامك من كام يوم..
ضحك محمود بسخرية من حاله ثم قال :
_ أزهق منها؟!.. طيب يا ريت دي أمنية مستحيلة بالنسبة ليا، سارة ريحتها بس قادرة تخليني مدمن عليها، ابتسامتها فيها فرحة أيامي كلها، تعرف رغم كل حاجة وحشة حصلت النهاردة بس أنا أول مرة أبقى مبسوط بالشكل ده..
_ وده ليه؟!..
_ شوفت في عنيها نظرها بعمري كله، شوفت جواها رضا على وجودها في حياتي، إني أحس بيها عايزانى ده كان حلم بعيد أوي عني النهاردة حسيته..
_ طيب ما كل ده كويس مالك بقى..
ثلقت أنفاسه وهو يقول :
_ معتز قالها إن هو بيحبها يا علي، وجود سارة معايا بقى نار هتحرق الكل وأولهم أنا، مش قادر أتخيل شكل ابني لما يعرف انها مراتي، مش قادر أرفع عيني في عين معتز أخاف أشوفها جوا عينه، خايف اسرح شوية أفكر هو بيشوفها إزاي وبيفكر فيها إزاي وهي مراتي، أنا في مصيبة يا علي مصيبة..
بالفعل مصيبة، والمصيبة الأكبر علاقته بأروي، توتر كثيرا مع تذكر تلك العلاقة ولكنه قال :
_ محمود في مصيبة تانية أنا عملتها وهي تخصك مش عارف أقولك عليها إزاي بس أنت لأزم تعرفها أنا مش هقدر أفضل ساكت ومخبي عليك..
حرك محمود رأسه برفض مردفا :
_ لأ خبي عليا لأن معنديش مكان لمصبية تانية إياك تقولي ويا سيدي أنا راضي ومسامح بس كفاية دماغي هتنفجر..
_____ شيما سعيد _____
بصباح اليوم التالي..
دلفت أروي لشركة علي ومنها لغرفة مكتبه، أقتربت بهدوء من السكرتيرة وقالت :
_ لمى حاجتك أنتِ حالياً في قسم الحسابات..
نظرت إليها السكرتيرة بدهشة قبل أن تضحك بسخرية مردفة :
_ ومين بقى اللى نزل القرار ده؟!.. اللي أعرفه إن علي بيه مستحيل يستغنى عني..
ردت عليها أروى كبرياء :
_ قدر يستغنى خلاص واللي نزل القرار ده أنا يا حلوة..
_ أنتِ مين حتة موظفة متعينة من يومين، شكلك مجنونة وهطلب لك الأمن يرميكي على باب الشركة..
بتلك اللحظة حضور علي أنقذ الموقف، حدق بينهما بخوف من نظرات أروى وقال :
_ أنتوا واقفين كدة ليه؟!..
أقتربت منه السكرتيرة وقالت بدلال :
_ تعالي شوف الجنان بنفسك يا علي بيه، الموظفة الجديدة جاية لحد عندي تطلب مني أنزل قسم الحسابات، كنت هطلب لها الأمن بس حضرتك جيت تقدر تطردها بنفسك..
والأخرى فقط تشاهد ما يحدث أمامها بصمت شديد، نظر إليها وجدها تنتظر ردت فعله وهو لم يخذلها فقال :
_ ده قرار مني خدي حاجتك ورحي على الحسابات من هنا ورايح أروى هتبقى مديرة مكتبي..
وفقط لم ينتظر رد الأخرى بل جذب أروى ودلف بها لغرفة المكتب مغلقا الباب خلفه، ثبت ظهرها على الباب وقال بهمس :
_ اممم وبعدين؟!..
حركت كتفها بهدوء قائلة :
_ وبعدين إيه؟!…
رفع حاجبه بسخرية قائلا :
_ يا عيني على البراءة يعني مش عارفة.
_ لأ قولي أنت لو تعرف..
_ ماشي أقولك أنا، فجأة بقيتي عايزة تتجوزيني حتى لو غصب عني وبعدين مشيتي السكرتيرة ها ناوية على إيه تاني؟!..
وضعت كفها على صدره ودفعته بعيداً عنها بعدة خطوات قبل أن تقول ببساطة :
_ ولا حاجة قعدت أفكر مع نفسي شوية لقيت إنك صاحب أخويا واللي اعرفه احسن من اللي معرفوش، ده غير إني فضلت أدور ورا الرجالة شوية لقيتكم ما شاء الله مفيش واحد فيكم عدل يبقى أفرهد نفسي ليه مادام في واحد أقدر اربيه على أيدي ويبقى زي الفل..
نظراته كانت تعبر عن صدمته من حديثها وجرائتها، ما هذا يا فتاة؟!.. تود أن اللعب معها سيكون ممعتة لأقصى درجة، رفع حاجبه وقال :
_ يا سلام أفرضي بقى معرفتيش تربيني ولعبت بديلي..
بكل ثقة قالت :
_ هقطعه..
_ هو إيه؟!..
_ ديلك يا غالي..
أبتسم وقال :
_ طيب أنا عندي شغل في شرم تيجي معايا والا برضو بعد العدة؟!..
أقتربت منه خطوة ثم نظرت حولها لعدة ثواني قبل أن تقول :
_ بصراحة قبل العدة او بعد العدة أنت مش أهل للثقة بس أنا بمية راجل أروح معاك الهند وأرجع سليمة المهم أنت تعرف ترجع أساساً..
تاه بحلاوة حديثها، هو الي الان متحمس لكل لحظة سيعيشها معها، اوما إليها ببراءة طفل صغير وقال :
_ هرجع ما أنا هبقي تحت حمايتك..
_ اذا كان كدة يبقى نبدأ شغل وخد بالك أنا هشتغل مهندسة أما موضوع السكرتيرة ده هيبقى فترة لحد ما أشوف لك سكرتير يعرف يتعامل معاك..
_ يتعامل معايا ليه ناوية تخلي السكرتير يعمل فيا ايه؟!..
قالها بنبرة مضحكة لتقول هي :
_ متخافش أنا لو شوفتك ماشي غلط هعمل بنفسي مش هجيب حد أتفضل على شغلك بقي..
_ حاضر…
_____ شيما سعيد _____
بقصر علام..
أنتهت سارة من ترتيب حقيبتها أغلقتها بتعب، بداخلها مشاعر غريبة تجبرها على البكاء، لم تتوقع أن تشعر بكل هذا الألم وهي تبتعد عنه، أخذت نفس عميق تكتم به وجعها ثم حملت حقيبتها وخرجت من غرفتها وجدت ألفت تنتظرها بالخارج فقالت :
_ خلصت يا تيتا يلا نمشي من هنا أنا مش حابة أفضل في المكان ده أكتر من كدة..
نطرت إليها ألفت بشفقة مردفة :
_ مرتاحة وأنتِ ماشية يا سارة؟!..
خفق قلبها تشعر به يود الخروج من بين ضلوعها، مررت لسانها على شفتيها وقالت :
_ مش فارقة يا تيتا أنا كدة كدة عمري ما كنت مرتاحة، هو ده الصح لازم أمشي من هنا وجودي هيوجعني وهيوجع محمود ومعتز…
هي محقة والأفضل الان وهو الرحيل، خرجت من جدتها من باب القصر لتجد الحارس يقول بأحترام :
_ مينفعش يا هانم..
سألته ألفت بغضب :
_ هو ايه اللي مينفعش يا خيري؟!..
_ حضرتك تقدري تخرجي لكن سارة هانم ممنوعة من الخروج..
_ وده من إيه إن شاء الله؟!..
قطع حديث سارة سيارة محمود الداخلة من البوابة، نظرت لجدتها بخوف لتقول الأخرى بقوة :
_ متخافيش أنا معاكي..
لا والله يا ألفت لو لديها القليل من الذكاء يجب عليها الخوف وخصوصاً الآن، فتح له السائق باب السيارة ليهبط منها بخطوات غاضبة وملامح وجه لا تبشر الا بكل شر، عادت خطوة للخلف وهمست :
_ تيتا يلا نجري على فوق..
_ بطلي جبن بقي هيعمل إيه يعني قولتك أنا معاكي..
جائتها الإجابة منه وهو يجذب سارة من خلف ظهرها ويقول بقوة :
_ اللي أنتِ خارجة بيها دي ليها راجل لما أبقى أركبهم أبقى أخرجي بيها وأنا واقف..
صرخت ألفت بغضب :
_ هو إيه عافية البنت مش عايزاك وقالت لك كدة في وشك بدل المرة ألف..
نظر لتلك التي كانت تتابع ما يحدث بصمت وقال بقوة :
_ أعمل فيكي إيه عشان أرتاح أطلع بروحك في أيدي؟!.. اللي حصل إمبارح كان برضو غصب عنك فقولتي تهربي الصبح…
نظرت بطرف عينيها للحارس ليذهب هو وباقي رجاله بإشارة من كف محمود، حرك حاجبه إليها بمعنى تحدثي فقالت بتعب :
_ مكنش غصب عني، بس الصح أننا نبعد اللي بنا كل يوم بيبقى أسوأ من الأول وبعد كلام معتز لو كانت نسبة وجودنا مع بعض 70٪ فهي دلوقتي صفر..
لعب بأخر كرت لديه آخر طوق للنجاة في تلك العلاقة، مرر يده على وجهها بحنان وهمس :
_ سارة أنا قررت أعمل حفلة في القصر وأعرفك على الناس على انك مراتي وووو..
حركت رأسها برفض عدة مرات وقالت :
_ لأ لأ أنا مش عايزة كدة أنا..
قطعها بصوت هز أركان البيت وهو يشعر بروحه تنسحب منه بشكل يؤلمه :
_ أنتِ عايزة أي حاجة فيها وجع ليا أنتِ بتلعبي يا سارة لعب وبس كل ما أعملك حاجة تقولي لا عايزة كذا ولما أعمل كذا يبقى لا تعرفي أنا عمري ما ندمت على حاجة قد ما ندمت إني اتجوز واحدة زيك..
بلحظة انفعال سقط كل شيء فوق رأسه ظهر معتز من عدم وهو ينظر لوالده بعدم تصديق مردفا :
_ أتجوزتها يعني إيه أتجوزتها؟!…
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عطر سارة)