رواية عشقت سجينتي البريئة الفصل الثاني عشر 12 بقلم صفاء حسني
رواية عشقت سجينتي البريئة الجزء الثاني عشر
رواية عشقت سجينتي البريئة البارت الثاني عشر

رواية عشقت سجينتي البريئة الحلقة الثانية عشر
قام محمد بفرحة، وسأل يزيد: “إنت بتتكلم جد؟ طيب، عرفت إزاي؟”
كان يزيد حاسس بصديقه، وقال: “عملنا متابعة على تليفون الأرضي. لما عرفت من بسنت إن فرح كانت كاتبة رقم تليفون البيت لروان.”
ابتسم محمد بلهفة: “هي فين؟ بخير؟ نفسي أشوفها، نفسي أشوف بنتي! دي بنتي يا يزيد!”
ربت يزيد على كتفه، وقال: “إن شاء الله خير. هي في الفيوم، هربت من الخاطفين، لكن للأسف ممكن يوصلوا لها في أي وقت.”
انفزع محمد، وقال: “الحال إيه؟ نعمل إيه؟ لازم نلحقها!”
طمّنه يزيد، وقال: “أنا بالفعل تواصلت مع صاحبي في قسم الفيوم، وإحنا بنتابع كل المكالمات الهاتفية بعد كده.”
لبس محمد البدلة، وأخد المسدس، وقال: “وأنا هروح على مواقف عبود، وهروح الفيوم دلوقتي. لازم روان ترجع لفرح، ولحضني. هي في خطر، وحساب الحيوان ده حاجة تانية خالص!”
في بيت أمجد ونجوى:
اتحسن خالد، وبقى كويس، لكن أصبح حاد، بيكره البنات كلهن، وبيعتقد إن كل البنات هتكون زي أمه. وفي نفس الوقت، النتيجة طلعت.
سأله سمير صاحبه: “ناوي على إيه يا بطل؟”
ابتسم خالد، وقال: “لا، مفيش غير شرطة، طبعًا، زي بابا.”
ضحك سمير، وقال: “وعمك وجدك! إنتوا العيلة كلها!”
اتعصب خالد، وقال: “ممكن متجيبش سيرته بعد إذنك.”
استغرب سمير، وقال: “نفسي أعرف، هما عملوا لك إيه؟ الزيادة الدودية ولا عملية في المخ؟ من بعد العملية وإنت بقيت تكره عمك، وكمان أمك، ومفرقش معاك إن عمك عرف إن عنده بنت و بيدور عليها، وكمان ولدتك سألتني إن كنت أعرف سبب تجاهلك ده.”
قام خالد بعصبية ونرفزة، وقال: “مش عايز أسمع اسمها ماشي! ولو اتكررت، أنسى إن إحنا أصحاب، ومتتكلمش معايا، والا ليك حق تسأل!”
اندهش سمير، وقال: “اهدى طيب، حقك عليا، بس معاملتك دي خلتني صعبان عليا هي اللي فضلت جنبك في المستشفى، واهتمت بيك، دي جزاتها؟”
ضحك خالد بهستيريا: “كلهم زي رابعة العدوية! النصف الأول في حياتهم بيمثلوا التقوى والشرف، لكن هما من الأساس عاهرات!”
اندهش سمير، وقال: “تقصد مين يا ابني؟ أوعى تكون حبيت بنت وخدعتك.”
اتنرفز خالد، وقال: “أنا عمري ما أحب حد من جنس البنات! لأن في يوم البنت هتكون ست وهتخون، والحمد لله إني داخل كلية الشرطة، عشان مش أتعامل معاهم.”
كانت رشا (اللي فاكرة نفسها نجوى) بتسمع كلام ابنها، وعرفت إنه عرف كل حاجة عنها، وقالت:
“يارب أموت! أنا إزاي بقيت كده؟ وأنا كنت إيه الأول؟ الكل بيقول إني اتغيرت، وكل معرفتي عن حياتي مجرد مذكرات، لكن أنا لازم أعترف بكل حاجة عملتها لأمجد، وهو حر. يارب حد يقتلني وأرتاح.”
اتصلت نجوى بأمجد: “ابنك بقى كويس، لكن إنت مصر متجيش البيت! كانهم ولادي أنا وبس! لازم أقابلك يا أمجد، ونتكلم.”
تحدث أمجد بعصبية (لأنه كان شاكك، لكن بيهرب من الشك ده من يوم فرح أخوه، واتأكد من قرار محمد يعزلها)، ورد ببرود: “أنا حر، وإنتي عارفة إني عايش معاكي بس عشان ولادك، لكن علاقتنا انتهت من زمان.”
تنهدت نجوى، وقالت: “عارفة، بس في حاجة تانية لازم تعرفها، أرجوك.”
رد أمجد، وقال: “حاضر، تعالي في كافيه جنب القسم.” ويغلق الهاتف، وقال: “عقابك كبير يا الله! في أكتر حاجة حبيتها في حياتي.” ويتذكر لما سارة جت واعترفت بكل حاجة.
في يوم، دخلت سارة المكتب، في نفس الوقت اللي كان خالد فيه في المستشفى، ورشا مش عارفة توصل له، وقالت:
“مساء الخير يا حضرة النقيب.”
انصدم أمجد، وقام: “إنتي عايزة إيه؟ وإيه جابك؟”
ضحكت سارة، وقالت: “عايزة أحرق دمك، عايزة أشوف النار مشتعلة في قلبك، زي ما ضيعت مستقبلي وابني وابنك زمان.”
اتعصب أمجد، وقال: “هي أسطوانة مش خلصت من زمان!”
تنهدت سارة، وقالت: “إنت اللي بديته، وأنا هنيه. عارفة إمتى؟ من زمان أوي، من يوم ما تخليت عني يا أمجد.”
وخلعت وشها، وظهر وش دينا، وفي شوية حروق بسيطة.
كان أمجد مصدوم، ومش عارف يتكلم، وبصوت متقطع قال: “دينا؟”
ضحكت سارة، وقالت: “آه، دينا اللي سبتها من غير ما تعرف مالها.”
رفض أمجد حديثها، وقال: “إنتي اللي سبتيني، واتجوزتي غيري، لكن إيه كل الفيلم ده؟”
تنهدت سارة، وقالت: “أنا مش اتخليت عنك. كل الحكاية…”
(
“دنيا، عادل، محمد… فاكرها الا كانت بنت الجيران، أول حب،ليك أول نبض ليك، وكبرنا مع بعض. لكن للأسف، إنت مقدرتش تعرفني، أو تحبني.”
كان أمجد مصدوم، وقال: “رجعتي ليا يا دينا؟ ولا يا سارة؟ وليه كل اللعبة دي؟”
ضحكت سارة بسخرية: “بدل ما تسأل، حصل معايا إيه؟”
صرخ أمجد: “إحنا كنا متفقين نتجوز بعد ما أتخرج، لكن أول ما جيت أتعين في بلدة، أرياف في الصعيد، روحتى انتى اتجوزت! صح؟”
صرخت دينا: “لا، مش صح! أنا كنت مضغوطة، وكل ما يتقدم حد كنت بَرْفُض. ونزلت اشتغلت في مصنع كرتون،بعد ما ابوى عقبنى وحلف لو متجوزتش، اصرف على. نفسي ف نزلت واشتغلت، وكنت كل يوم بتعرض لمضايقات من واحد كان متقدم لي، وكان هيتجنن عشان يتجوزني.”
ضحك أمجد: “واتجوزتيه؟ رجعتي تاني ليه؟”
بكت دينا: “لا، طبعًا، رفضته، وكان عندى استعداد اموت من الجوع وا شتغل واتعب بس اكون ليك
لكن للأسف الدنيا مبدومش لحد زى أسمى المهم . في يوم، وأنا راجعة…”
وضعت يدها على وشها، وقالت: “…حاوطني الشخص ده وشوية شباب وقفنا وهددتنى ، لكن جريت وهربت، بس مسكني في أرض مهجورة، واغتصبني. وقتها رجعت البيت متأخرة، أهلي ما حسوش بيا، فضلت منهارة، مش عارفة أواجههم إزاي، أواجهك، أواجههم! شرفي ضاع. فضلت أسبوع في البيت نايمة، تعبانة، وبفكر.”
صعبت على أمجد، وصرخ: “نعم؟ اغتصبوك، ومبلغتينيش ليه؟”
عيطت بانهيار: “كنت نفسي أجري على حضنك، وأحكيلك، لكن مكنش هينفع، مكنتش هتصدقني، وكنت هتجيب على الغلط. ورغم كده، اتصلت بيك، ونزلت عشان أقابلك. وأنا في الطريق، قابلني الشاب، وقال: ‘اعملي حسابك، أنا ما شبعتش منك لسه!'”
صرخت فيه، وضربته بالقلم، وقالت له: “إنت وقح، وإنسان حثالة!”
ضحك الشاب: “عادي، لكن هكون أوقح لو ما قبلتيش تتجوزيني يا قمر!”
رفضت، وصرخت في وشه، وقالت: “نعم! لا، طبعًا، ولو آخر واحد مش هتجوزك!”
ضحك بسخرية: “اشكري ربنا إني هسترك! إنتي فاكرة حضرة الملازم أمجد هيعملك إيه لما يعرف؟ هياخدك في حضنه ويسترك؟! تبقي غلطانة! ده قدامه مستقبل، مش هيضيعه معاكي. لو ما قبلتيش تتجوزيني، هفضحك قدام الكل، وهقتلك!”
“…سبته وأنا بفكر، كنت خايفة عليك، وقابلتك يا أمجد، آخر مقابلة.”
اتنهد أمجد، وقال: “بدل ما تحكي، كنت بتقطعي كل اللي بينا. طيب، ليه رجعتي بعد كل السنين دي، وغيرتي ملامحك؟”
نظرت له سارة بوجع، وقالت: “بعد الزواج بشهر، إنت اتنقلت إنت وعيلتك على القاهرة، وعرفت إن والدك اترقى، وأخد شقة مساكن الظباط في مكان راقي، مشي من المحافظة خالص. في الوقت ده، بقى ما يهمنيش لو انفضحت، المهم أفضّل في نظرك أول حب، وأرجع ليك. وفي الوقت ده، طلبت الطلاق من مدحت جوزي، رفض. زادت المناقشة ما بيني وبينه، ومد إيده لحد ما وصلنا المطبخ. مسكت الجاز، ورشيت على نفسي، وهددته أانتحر. هو ما تصورش إني وصلت للمرحلة دي، وأنا كنت بَهدِّد وقتها. ومسكت الكبريت وهو بيشده مني، لمست النار شعري في ثانية، كان شعري ونص وشي اتحرق زي ما إنت شايف. وجريت عشان أهدي الحريق، اتكعبلت، وقعت من البلكونة.”
شهق أمجد بوجع، وقال: “مش عارف أعمل إيه، أنا عاجز! عاوز أمسح دموعك، لكن إنتي رجعتي لي باسم تاني، وشكل تاني.”
مسحت دموعها سارة، وكملت: “ستر ربنا، كنت في الدور التاني، والأرض ترابية مش أسفلت. لو كنت اتعرضت لخبطة في المخ، كنت هموت وقتها، سمعت الدكتور بيقول كده. اتنقلت على المستشفى، كان عندي كسور في العظام، غير وشي اللي نصه مشوه. لحقتني دكتورة شاطرة جاية من لبنان، كانت عايزة تعمل تجربة في إنها تخفي آثار الحروق بتغيير ملامح الوش، وإنها تركب جلد على وشي يكون زي الوش الحقيقي، ومحدش يحس بيه. بعد ما عملت العملية التجميلية، وضيعت حاجات بسيطة من الحروق، وكل ده كان بيتعمل في لبنان. وافقت، وطلبت إنهم يكتبوا في التقرير إني متة، واستلم أهلي جثة واحدة تانية كانت محروقة وماتت. ولما حكيت لها قصتي، وافقت، وخرجت بشهادة ميلاد سارة اللي ماتت، واسمها وشكلها، وعملت العملية في مستشفى كبيرة. أنا طلبت أحتفظ بِوشي الحقيقي، عشان يوم ما أقابلك، وكان الوش الجديد متثبت بطريقة محدش يتخيل إنه مجرد قناع.”
تنهد أمجد، وقال: “وملقتيش ترجعي إلا بالطريقة دي، وبالقناع ده؟”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت سجينتي البريئة)