رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل العاشر 10 بقلم إلهام عبدالرحمن
رواية عاشق بدرجة مجنون الجزء العاشر
رواية عاشق بدرجة مجنون البارت العاشر

رواية عاشق بدرجة مجنون الحلقة العاشرة
مرت فترة كبيرة عاشت فيها امنية حياة هادية مبقتش تشوف كوابيس ولا بقت تشوف شبح يزن اللى بيطاردها.
وفى يوم من الايام أمنية كانت قاعدة على الأرض وسط أوضة بنتها، شعرها ملموم كعكة بسيطة، لابسة تريننج مريح، ووشها لأول مرة من زمان كان مرتاح.
وبنتها تقى كانت قاعدة قدامها، لابسة فستان سندريلا الأزرق وبتجري حوالين السجادة وهي شايلة عروستها.
– أمنية: “قلب ماما القمر أميرتى الحلوة الفستان طالع عليكى حلو اوى بقيتى شبه الاميرات؟!”
– تقى بصوت طفولي ضاحك: “طيب يلا بسررررعة ياماما هاتيلى الشوز البسه عشان عندي حفلة! إنتي مش شايفة؟”
– أمنية ضحكت من قلبها، ووقفت تعمل نفسها ضيفة في الحفلة: “أنا آسفة، مكنتش أعرف! طب حضرتك تسمحيلي برقصة؟”
تقى مدت إيدها، وأمنية مسكتها وابتدوا يلفوا حوالين نفسهم في دوامة خفيفة من الضحك والبهجة.
– أمنية بصوت درامي: “ااااه يا أميرتي، أنا دوخت خلاص!”
– تقى قعدت على الأرض من كتر الضحك: ” ياااه ياماما، انتي تعبتى بسرررعة اوى كدا ؟”
في اللحظة دي الباب اتفتح…
أحمد دخل، لابس لبس الشغل وكان بيفك زرار القميص من فوق، وباين عليه التعب بس ابتسم أول ما شاف امنية وتقى قدامه.
– أحمد: “ما شاء الله! حفلة إيه دي؟ هو أنا مش معزم فيها ولا إيه؟”
– أمنية وهي بتضحك: “اتأخرت يا فندم، التذاكر خلصت!”
– تقى: “بس ممكن ترقص معانا لو جبت آيس كريم!”
– أحمد: “آه، ابتزاز رسمي؟! ماشي!”
بعد العشا، وهم قاعدين بيشربوا شاي ف البلكونة
أحمد: “بقولك إيه ياروحي، مصطفى كلمني النهاردة، قال إنه هو ومراته حياه واخدين العيال ونازلين النادي بكرا وهيتغدوا هناك، وعازمينا معاهم.”
أمنية: “ياااه، بقالنا كتير مخرجناش، حلوة الفكرة والله. اهو نغير جو شوية ونشم هوا.”
أحمد: “أهو، فرصة كمان تقى تلعب مع زين وندى ولاد مصطفى .”
في النادي…
وصل أحمد وأمنية ومعاهم تقى، وكانت ماسكة إيد مامتها وبتتنطت من الفرحة أول ما دخلوا من باب النادي. الجو كان مشمس وفيه نسمة خفيفة، والناس حواليهم قاعدة في مجموعات بتضحك وتاكل وتشرب.
شافوا مصطفى وحياة قاعدين على ترابيزة جنب الجنينة، والأولاد – زين وندى – بيلعبوا جنبهم.
قام مصطفى أول ما شافهم:
– مصطفى: “أهو الناس الحلوة وصلت مش قولتلك ياحياة احمد باشا مظبوط فى مواعيده!”
– أحمد وهو بيحضنه: “والله واحشنا يا راجل، بقالي كتير مشوفتكش!”
مصطفى بضحك: فعلا 4ساعات وقت كبير اوى اقعد ياباشا اقعد دا انت زمانك زهقان منى من كتر مابنقعد فى وش بعض.
– حياه وهي بتسلم على أمنية: “منورة والله يا أمنية، وشك منور ايوا كدا خليكى دايما حلوة !”
– أمنية: “ده نورك يا حياه، وحشتوني والله.”
– حياه: “وانتي كمان… تعالي اقعدي جنبي، حنفضفض شوية.”
قعدوا كلهم، والأولاد بدأوا يجروا حوالين الترابيزة.
بعد شوية، دخل أحمد ومصطفى في نقاش عن الشغل كالعادة:
– أحمد: “فاكر موضوع الشبكة اللي كنا متابعينها من شهرين؟ لسه فيه خيط جديد ظهر النهاردة.”
– مصطفى: “يا راجل؟ طب احكيلي… ده أنا لسه كنت بقلب في التقارير امبارح، بس مافيش حاجة واضحة.”
ابتدوا يتكلموا بجدية، وأصواتهم بدأت توطي وتشد في نفس الوقت.
حياه لمحت لأمنية بابتسامة وهزت راسها:
– حياه: “اهو … بدأوا كالعادة ياست امنية الشغل ورانا ورانا منعرفش نتهنى بخروجة ابدا !”
– أمنية ضحكت: “أنا ساعات بحس إن جوزي متجوز الشغل يعنى الشغل بقى ضرتى الحب والرومانسية كله للشغل واحنا نقشر بصل !”
– حياه: “أنا بقى عن نفسي من زمان استسلمت، اللي تتجوز ظابط تنسى حاجة اسمها رومانسية… ولاحتى فى خروجة تكمل على بعضها!”
– أمنية: “ولا حتى تتكلمي معاه ٥ دقايق من غير ما يقولك: استني، فيه تليفون مهم!”
– ضحكوا هما الاتنين بصوت عالي.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
أحمد ومصطفى سمعوهم، فدخلوا في الكلام:
– مصطفى: “ايه دا هو انتم بتضحكوا علينا؟ شكلهم اتفقوا علينا يااحمد باشا. ”
– أحمد: “يتفقوا علينا! لا ده احنا كدا نفكر نعمل نقابة لضحايا زوجات الظباط!”
– أمنية: “اتفضلوا اعملوها، بس افتكروا إننا بنستحمل كتير!”
ضحكوا كلهم مع بعض، والجو كان فيه دفء فعلاً، زي ما يكونوا نسوا أي هم.
مر الوقت بسرعة، والأولاد تعبوا من اللعب، والشمس بدأت تغيب.
أحمد وهو بيقوم:
– “يلا نرجع بقى قبل ما الدنيا تليل وننام في النادي.”
أمنية: “كانت خروجة حلوة بجد، نفسي نكررها تانى .”
– حياه: “يبقى المرة الجاية عندنا فى البيت حتى نقعد مع بعض وناخد راحتنا وانا هعملكم اكل ولا اكل المطاعم!”
– أحمد: “خلصانة، بس بشرط: تعمليلنا محشى ورق عنب !”
– مصطفى: “أهو ده الكلام!”
حياة: بس كدا غالى والطلب رخيص ومعاه كمان بط وحمام.
امنية: لااا دا انتى مدلعاهم اوى ياحياة كدا هيتمرعوا علينا ومش هنعرف نكلمهم.
ضحكوا كلهم وهم خارجين، وإيد أحمد كانت في إيد أمنية، والبنت ماشية قدامهم بتغني.
كانت خروجة بسيطة… لكن بالنسبة لأمنية، كانت مهمة. لأنها حسّت لأول مرة من مدة طويلة إنها “عايشة” بجد.
رجعوا البيت بعد يوم طويل، كانت تقى نايمة في حضن أحمد، خدها على صدره ومشى بهدوء.
دخل أوضتها على أطراف صوابعه، ومددها برفق على السرير، وغطّاها كويس، وباسها على جبينها وهو بيهمس:
– “تصبحي على خير يا روح بابا.”
خرج من أوضتها وهو بيبتسم، ودخل أوضته بهدوء. لقى أمنية واقفة قدام الدولاب، لابسة قميص النوم الخفيف وبتعلق هدومها فى الدولاب.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
وقف لحظة يتأملها… ضهرها ليه، وشعرها واقع على كتفها، والإضاءة الهادية عاملة ظل ناعم على جسمها.
قرب منها بخطوات بطيئة، ولف دراعه حوالين وسطها:
– “عارفة إنك جميلة اوى النهاردة؟”
لفتله ببسمة خفيفة فيها خجل وراحة:
– “النهاردة بس ؟”
احمد: النهاردة وقبل كدا وكل يوم انا بحمد ربنا إنك مراتي… وإنك موجودة فى حياتى.”
امنية “يومك كان طويل، مش كده؟”
احمد “بس انتهى بأحلى نهاية… انتهى معاكم.”
شدها ناحيته، بصوت واطي:
– “وحشتيني.”
– “ماهو إحنا طول الوقت مع بعض!”
– “ماهو ده اللي بيخليني عايزك أكتر.”
حضنها، وفضلوا قريبين… كلامهم قل، ونظراتهم زادت. اللحظة بقت دافية، هادية… مافيهاش إلا هم الاتنين بس وقلبهم اللى بينبض بالحب.
وانسدل الستار على ليلتهم، وعلى قلوب اتجمعت بعد وقت طويل من البُعد والخوف… في هدوء، وفي حب.
في مكان بعيد عن مصر تحديدا فى المانيا فى عتمة المكتب، كان كنان قاعد ورا مكتبه، النور الخافت من الأباجورة بينعكس على ملامحه الجامدة، وعلى الموبايل اللي ماسكه في إيده.
فتح موبايله على الصور، وسحب بإيده صورة قديمة ليه هو ويزن، كانوا واقفين سوا بيضحكوا، والفرحة باينة في عينيهم. الصورة مهزوزة شوية، بس الذكرى فيها أوضح من أي حاجة تانية.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
فضل يبصلها فترة، وسكون تقيل مالي المكان. بعد شوية، همس بصوت واطي كأن فيه حد قدامه:
– “النهاردة عيد ميلاد روان، يا زينو… كان نفسى تبقى معايا.”
ضحكة باهتة عدت على شفايفه، واتحولت بسرعة لأنين مكتوم.
– “وحشتني أوي… حتى روان، كانت رافضة تحتفل بعيد ميلادها، قالت مش هيبقى ليه طعم وانت مش موجود.”
سكت لحظة، وعينه لسه ثابتة على الصورة.
– “الدنيا بقت بايخة من غيرك… كل حاجة بايخة من غيرك.”
مسح على الصورة بإيده، وكأنها وشّ يزن، ثم قفل الموبايل فجأة، ورمى ضهره على الكرسي، وسمح لتنهيدة طويلة تخرج من صدره.
الهدوء رجع يلف المكان، بس عينه كانت لسه فيها حاجة… نظرة فيها وجع، بس كمان فيها سرّ متخبي… سرّ يمكن ما حدش يعرفه غيره.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عاشق بدرجة مجنون)