روايات

رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل الثامن 8 بقلم إلهام عبدالرحمن

رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل الثامن 8 بقلم إلهام عبدالرحمن

رواية عاشق بدرجة مجنون الجزء الثامن

رواية عاشق بدرجة مجنون البارت الثامن

عاشق بدرجة مجنون
عاشق بدرجة مجنون

رواية عاشق بدرجة مجنون الحلقة الثامنة

بعد مرور ثلاث سنين…
كان النهار مشرق والدنيا كلها بتضحك لأمنية، وهي واقفة قدام المراية الصغيرة في أوضة بنتها، بتسرّحلها شعرها بحنية. البنت قاعدة على الكرسي بتتحرك كتير من الفرحة:
البنت:
ماماااااا، متأخرنيش بقا، عايزة أروح بدري وأستقبل صحابي.
أمنية (وهي تضحك):
يعني أنا اللى مأخراكم؟ دا أنا بكلم باباكى من ساعة، مش بيرد عليا !
مسكت الموبايل واتصلت بيه تاني:
أمنية:
“أحمد! خلصت؟ يلا بقى، عايزين نروح الكافيه قبل ما الضيوف ييجوا. أيوه، البنت متحمسة جدًا ومش سايباني وكل شوية تزن وتستعجلنى. طيب، ما تتأخرش.”
قفلت التليفون، وبعد شوية رجع احمد وغير هدومه وخرجوا من البيت في جو كله بهجة وضحك. الكافيه كان متزيّن بالبلالين والأنوار، والمزيكا شغالة، والأطفال بيجروا ويضحكوا. أمنية كانت بتوزع الهدايا بنفسها على الأطفال، وشها منوّر وعيونها فيها لمعة رضا.
وفجأة…
بين الزحمة والناس والضحك…
لمحت وجه مألوف.
يزن.
واقف بعيد… عينيه زي ما هي… النظرة اللي عمرها ما نسيتها.
اتجمّدت مكانها. القلب دق جامد. النفس اتحبس.
بصت تاني…
اختفى!
جريت ناحية المكان اللي شافته فيه، قلبها بيخبط فصدرها، لكن لما وصلت… مفيش حد.
حطت إيدها على دماغها بخفة، وابتسمت ابتسامة مهزوزة كأنها بتحاول تقنع نفسها:
أمنية (بصوت خافت):
“يظهر إني محتاجة أنام شوية… أعصابي تعبانة.”
من وراها، جه صوت أحمد:
أحمد:
“واقفة هنا ليه؟ الناس بتسأل عليكي.”
لفت له بسرعة، ورسمت على وشها ابتسامة مصطنعة:
أمنية:
“ولا حاجة… بس اتهيألي إني شوفت حد أعرفه بس يظهر انه بيتهيألى .”
أحمد ابتسملها وقال بهدوء:
“تعالي، بنتك مستنياكي تطفي الشمع.”
مشت معاه، لكن جواها كان في حاجة بتتحرك… حاجة قديمة… كانت فاكرة إنها ماتت.
في نفس الليلة، بعد الحفلة بساعات…
البيت كان هادي، والبنت نامت بعد يوم طويل من اللعب والهدايا والضحك.
أمنية كانت واقفة قدام المراية في أوضتها، بتشيل الحلق وبتفك شعرها، لكن عنيها مش مركزة، وكأن عقلها مش معاها.
لمست رقبتها بحذر كأنها بتحاول تطمن نفسها إنها بخير… لكن الضربات اللي في قلبها كانت أسرع من العادي.
أحمد (جوزها) دخل الأوضة بهدوء، ووقف وراها وبصلها في المراية وهو بيلف ايده على وسطها وبيصمها لحضنه:
“مالك؟ سرحانة في إيه؟ من ساعة الحفلة وانتي مش مركزة.”
أمنية بسرعة غيرت ملامحها، وحاولت تبتسم:
“لا مفيش… يمكن تعبت شوية من الزحمة.”
أحمد قرب منها أكتر، وبص في عينيها عن قرب:
“أمنية… أنا عارفك، في إيه؟ شكلك متغير ومش طبيعى”
اترددت لحظة، وبعدين قالت وهي بتبص بعيد:
“أنا… وأنا واقفة في الكافيه، حسيت إني شوفت حد… حد شبهه.”
أحمد اتجمد مكانه، صوته بقى حذر:
“شبه مين؟”
أمنية سكتت، وبعدين تمطت بالكلمة كأنها بتطلع من جوفها بالعافية:
“يزن… حسيت إني شوفت يزن.”
أحمد اتنفس بعمق، قرب منها ولفها ناحيته:
“أمنية، يزن مات… إحنا شوفناه بعينينا. الدكتور بنفسه قال إنه مات.”
أمنية (بهمس، وهي بتبص لتحت):
“عارفة… بس مش عارفة ليه حسيت إنه هو… ونظرة عينه كانت… زي ما كانت زمان، نفس التوهة، نفس الجنون.”
أحمد بحزم ولين في نفس الوقت:
“ده خوفك اللي بيرسم أوهام، وإنتي مريتِ بكفاية. يمكن أي حد شبهه… بس يزن خلاص، انتهى.”
أمنية (بصوت مهزوز):
“أنا كنت عايزة أصدق كده… بس قلبي مش مرتاح،يا أحمد… مش مرتاح خالص.”
فى الكافيه – الساعة 12 الظهر، بعد أسبوع من الحفلة
أمنية داخلة من الباب الرئيسي، واضحة عليها علامات القلق، لابسة نظارة شمس، وشايلة شنطة صغيرة.
المدير بيستقبلها بلُطف:
“أهلاً مدام أمنية، نورتينا! في حاجة نسينا نعملها في الحفلة؟”
أمنية (بتحاول تتصنع الهدوء):
“لا خالص، الحفلة كانت هايلة، بس… أنا لاحظت إن العقد اللي كنت لابساه يومها مش لاقياه من ساعتها، فقلت يمكن وقع مني هنا وأنا ماشية، وكنت عاوزة أشوف الكاميرات لو ينفع، يمكن أقدر أحدد إذا كنت خرجت بيه ولا لا.”
المدير بابتسامة متفهّمة:
“طبعًا، مفيش مشكلة خالص. تعالي معايا على المكتب، نراجع الفيديو سوا.”
داخل غرفة المراقبة
أمنية قاعدة قدام الشاشة، وعينيها بتجري بسرعة على التفاصيل، بتعدي كل لحظة وصول الضيوف، الهدايا، ضحكات بنتها… لكن تركيزها كله رايح على زاوية بعينها في الفيديو.
وفجأة… بتوقف الفيديو.
أمنية (بصوت واطي):
“استنى لحظة وتقول فى سرها … مين ده ياترى هو ؟ انا مش قادرة احدد الكاب مغطى وشه ”
المدير بيقرب يبص:
“حضرتك فى حاجه انا شايف لسة العقد موجود؟”
أمنية (بتحاول تتحكم في نبرتها):
“ها…..اه فعلا لسة موجود .”
المدير (بيهزر):
“هو حضرتك مكنتيش شيفاه ولا ايه يامدام امنية؟ ”
أمنية بتكمل تتفرج، وتحاول تجيب لقطة أوضح، لكن الشخص دايمًا ماشي بعيد، ظهره للكاميرا، ووشه مش باين وفجأة اختفى ومظهرش تانى .
أمنية (بصوت داخلي وهي بتسيب الشاشة):
“معقول؟ ولا أنا فعلاً بتوهم؟”
بتقوم وبتشكر المدير، وتخرج من المكتب وهي تايهة بين الشك والحيرة. وهي خارجة من الكافيه، تحط إيدها على قلبها وتحاول تهدي نبضها.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عاشق بدرجة مجنون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى