رواية عاشق بدرجة مجنون الفصل التاسع 9 بقلم إلهام عبدالرحمن
رواية عاشق بدرجة مجنون الجزء التاسع
رواية عاشق بدرجة مجنون البارت التاسع

رواية عاشق بدرجة مجنون الحلقة التاسعة
بعد مرور أسبوعين…
أمنية بقت تشوفه كتير.
مرة في المول، ومرة في إشارة المرور، ومرة تانية في آخر الطابور في السوبر ماركت.
كل مرة نفس الملامح… نفس النظرة.
وكل مرة لما تقرب… يختفي.
بدأت تحس إنها بتنهار.
بقت تصحى مفزوعة من كوابيس، بتصرخ باسمه، وتضم نفسها تفتكر نظرات العتاب اللى كانت فى عنيه واللى كانت بتقتلها وتحسسها بتأنيب الضمير كانت دايما حاسة انها السبب فى موته.
أحمد كان دايمًا جنبها، يحضنها، يهدّيها، يمسح عرقها، يقولها بصوت هادي:
“أنا جنبك، مفيش حاجة، دا كابوس وراح متخافيش ياحبيبتى.”
لكن الكوابيس ما راحتش… بالعكس، زادت.
وفي ليلة…
أمنية كانت قاعدة على الأرض في الصالة، وسط ورق مطبوع من صور الكاميرات، مرسوم عليها دوائر حمراء حوالين لشاب لابس كاب .
أحمد دخل وشاف المشهد وبصلها بحزن.
واتقدم ليها بهدوء، وركع جنبها، وقال برقة:
“أمنية…انتى ليه بتعملى فى نفسك وفينا كدا أنتي تعبانة، وأنا حاسس بيكي. بس إنتي كده بتعذبي نفسك وبتعذبينا معاكى .”
رفعت عنيها ليه، كانت عنيها مليانة دموع:
“أنا مش مجنونة يا أحمد… هو بيراقبني. بشوفه في كل مكان… وبعدين يختفي. دا حتى في الكاميرات… ظهر! بس وشه متدارى فى الكاب اللى لابسه كأنه بيتحدى إننا نمسكه قدر ييجى عيد ميلاد بنتي انا شوفته هناك.”
أحمد أخد نفس طويل، وقرب منها أكتر:
“امنية ياحبيبتى اللى انتى فيه دا مجرد وهم ارجوكى فوقى لنفسك ولبيتك بنتك محتجاكى.”
ولما حس انها مش هتستسلم ومصرة عى رايها قام ووقف، وبقى صوته فيه نبرة حزم لأول مرة:
“يزن مات… مات قدام عنينا، وانتهى. إنتي لازم تفهمي دا، وتعيشي حياتك. مش كل شبح من الماضي هنجرى وراه.”
أمنية وقفت هي كمان، جسمها بيرتعش:
“أحمد… هو خطفني قبل كده، وفضلت شهور مرعوبة منه فضلت اقوله انى متجوزة لكن هو كان عاوز يقنعنى بغير كدا انت متخيل لو كنت صدقته كان هيحصل ايه انا كنت هبقى زانية يااحمد فاهم يعنى ايه؟. لما مات حسيت إني حرة لكن ضميرى كان بيموتنى عشان انا السبب فى موته نظرته وهو بيترجانى افضل معاه بتحرق روحى . بس رجع… أو على الأقل، أنا شايفاه. وقلبي بيقولي إنه ما ماتش.”
أحمد لف وشه ناحية الحيطة، حاول يسيطر على أعصابه، وبعدين رجع بصّ لها:
“أمنية، إحنا عندنا بنت، وحياة، ومستقبل… أنا بحبك، ومش عايز أخسرك، بس الطريقة اللي ماشية بيها دي هتخسرنا إحنا الاتنين.”
“انتى ممكن تكونى حاسة بتأنيب الضمير حاسة بالشفقة عليه لكن انتى مستوعبة ان الحكاية دى مر عليها 3سنين يعنى مفيش اى مبرر يخليكى ترجعى للذكرى السودة دى ارجوكى ارحمى نفسك وارحمينا معاكى”
سكتت أمنية، لكن عينيها فضلت متعلقة بالورق اللي على الأرض، بنظرة فيها إصرار وتعب و هى بتقول فى نفسها.
“أنا مش هسكت، ولازم أعرف الحقيقة… حتى لو محدش صدقني.”
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
فى ليلة من الليالى كانت امنية قاعدة على طرف السرير، ضهرها مسنود على المخدة، عينيها شاردة في نقطة مش باينة، وإيديها بتلعب في أطراف شعرها بهدوء، كأنها بتدوّر على حاجة مش لاقياها جوا نفسها.
دخل أحمد، وبص لها لحظة من على الباب، وبعدين قرب بهدوء وقعد جنبها على السرير. مد إيده على إيدها وقال بصوت ناعم:
أحمد:
“وحشتيني… عارف إنك تعبانة، بس أنا كمان ليا قلب بيحبك وبيتوجع لما يشوفك كده.”
ميل عليها، وابتدى يبوّس إيدها، وبعدين رقبتها، وصوته بقى أهدى:
“نفسى اخدك فى حضنى نفسى اشوف ضحكتك، أحس بلمستك، حضنك اللي كان بيطمنّي… محتاجك دلوقتي، محتاج نحس ببعض تاني انتى وحشتينى اوى ياأمنية .”
أمنية اتنفضت شوية، ومالت بجسمها بعيد، وقالت بصوت واطي ومطفي:
أمنية:
“مش قادرة يا أحمد… مش دلوقتي.”
اتجمد للحظة، وبصّ لها بذهول، وبعدين وقف فجأة، صوته اتغير:
أحمد:
“مش دلوقتي؟! دايماً مش دلوقتي! انتى بقيتى غريبة كده ليه؟! أنا جوزك يا أمنية، مش ضيف تقولي له اتفضل امشي!”
سكتت، وعينيها دمعت، قالت بخفوت:
أمنية:
“أنا آسفة… بس فعلاً مش قادرة.”
أحمد:
“آه… طبعًا. ماهو سيادتك مش رايقالى هتروقى ازاى وانتى بتفكرى طول الوقت فى وهم مش موجود الا فى خيالك، وأنا بقيت ولا كأني موجود. بقالي شهور بحاول أقرب، بس إنتي خلاص… بقيتي في عالم تاني.”
أمنية حطت إيدها على وشها، وبدأت تبكي بصوت مكتوم.
أحمد وهو بيلبس هدومه بسرعة:
“أنا خارج… يمكن لما أختفي شوية تحسي إن لسه في راجل في حياتك مستني نظرة أو كلمة. مش هفضل أتحايل عليكى كل مرة.”
خرج وقفل الباب وراه، وهي فضلت قاعدة مكانها، جسمها بيترعش ودموعها بتنزل من غير صوت، وقالت لنفسها وهي بتبكي:
“أنا مش قصدي…والله غصب عنى ، تايهة… وخايفة ومفيش حد حاسس باللى جوايا.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
الهدوء في الشقة كان مرعب.
صوت قفلة الباب لسه بيرن في ودنها، ودموعها بتنزل من غير تحكّم. قامت ببطء، راحت للمراية، بصّت لنفسها، وشافت واحدة تانية…
عينيها غرقانة من الدموع ، شعرها ممش مترتب، وملامحها شبه ميتة.
أمنية بصوت مكسور:
“أنا ضايعة… وخسرته، زيه زي كل حاجة حلوة فى حياتى .”
مشيت لغاية الكنبة، وقعدت عليها، حضنت رُكبها، وابتدت دموعها تنزل بغزارة.
صوت بكاها عالي، مكتوم، مش بكاء ندم، لكن بكاء واحدة تايهة، بتصرخ ومفيش حد سامع.
جابت موبايلها، فتحت صور قديمة ليها مع أحمد، وهما بيضحكوا، وهما مسافرين، وهما بيستقبلوا بنتهم أول مرة.
ضحكتهم ساعتها كانت حقيقية… مفيهاش جرح ولا خوف.
قربت الصورة من وشها، وهمست:
“أنا بحبك يا أحمد… بس في حاجة جوايا مكسورة ومش عارفة أصلّحها. سامحني انا عارفة انى غلطانة بس انا مش قادرة اصدق انه مجرد وهم.”
بعد شوية، بكائها هدى.
قامت، راحت أوضة بنتها، بصّت عليها وهي نايمة، قربت منها وباسِتها على جبينها.
أمنية:
“مش هينفع أفضل كده… انا بالشكل ده هضيّعكم كلكم.”
بصّت للشباك، والهوا داخل بهدوء، كأنّه بيهمس لها:
“اللي فات خلاص… بس لسه عندك فرصة تعيشي، لو عرفتي تخلصى من شبح الوهم اللي جواكي.”
كان الوقت قرب نص الليل…
أمنية قاعدة على الكنبة، عينها على الباب، قلبها بيدق بسرعة، وكل دقيقة بتحسبها ساعة.
وفجأة… الباب اتفتح.
بقلمى الهام عبدالرحمن صلوا على الحبيب المصطفى
دخل أحمد،وكانت ملامحه جامدة، مكشر، ومش بيبص حتى ناحيتها.
راح على الأوضة، وابتدى يغيّر هدومه بصمت.
أمنية وقفت بهدوء، وراحت وراه، ووقفت جنبه، بصت له بحذر.
أمنية بصوت واطي:
“أساعدك؟”
ما ردش عليها، بس حس بيها، وبإيده شاورلها تسيبه.
مدت إيدها رغم رفضه، وابتدت تساعده بفك زراير قميصه ، وهو واقف ثابت، مش بيبصلها.
إيديها كانت بترتعش، بس فضلت تكمّل، ولما خلصت، وقفت قدامه، وعينيها مليانة دموع.
أمنية بصوت مخنوق:
“أنا آسفة يا أحمد… والله آسفة.
أنا مش عارفة أخرج من اللي جوايا، مش عارفة أنسى، ولا أصدق.
بس أنا عايزاك… ما تسبنيش. إنت الأمان الوحيد اللي فاضلي، وسندي ف الدنيا دي.
أنا بتكسر كل يوم، وإنت الوحيد اللي بيلمّني.”
مدت إيديها وحضنته، ودموعها بلت صدره.
أحمد اتنفس بعمق، وقلبه وجعه وهو شايفها كده.
ضمها بقوة، ومسح على ضهرها بإيده.
أحمد بصوت هادي وحزين:
“أنا جنبك، ومش هتخلي عنك أبدًا.
بس لازم تصدقي إن يزن مات… وانتي لازم تعيشي.
كل ده اللي بتحسيه وهم… وهم بيعذبك وبيبعدك عننا.
أنا هنا… حقيقي… وبحبك بلاش تزودى الفجوة بينا.”
رفع وشها، وباس عينها ومسح دموعها بشفايفه، وبعدين باسها على شفايفها، ببطء وحنية.
ابتدت تدوب بين إيديه، وتمسك فيه أكتر.
إيده كانت بتمشي على ضهرها، وهو بيهمس لها بكلام حب:
“وحشتيني… نفسي ترجعّيلي… كلك بعقلك وقلبك واحساسك.”
“أنا محتاجك… ومش قادر أعيش من غيرك.”
ابتدت ترد عليه، بحب وتنهيدة وجع كانت محبوسة .
اللحظة دي كانت أول مرة تحس فيها بالأمان من زمان.
هو حضنها أكتر، وباس رقبتها، وهي غمضت عنيها واستسلمت.
الأنوار اتطفت، وراح الاحبة يداووا جراح قلوبهم بسرقة لحظات سعادة من الزمن.
فى الوقت دا كان بره البيت…
الشارع ساكن، بس تحت الشباك…
فيه شخص واقف، لابس كاب أسود، وشه مش باين، بس عينه بتبص على شباك الأوضة.
إيده مقفولة بإحكام، وصدره بيعلو وينزل من الغضب.
النظرة اللي في عينه… نار بعد ماشاف نور الاوضة انطفى..
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عاشق بدرجة مجنون)