رواية ظنها دمية بين أصابعه الفصل الأول 1 بقلم سهام صادق
رواية ظنها دمية بين أصابعه الجزء الأول
رواية ظنها دمية بين أصابعه البارت الأول

رواية ظنها دمية بين أصابعه الحلقة الأولى
عاشت حياتها كسندريلا ولكن أميرها الوسيم قد خذلها فجاء هو ليخلصها من جحيم حياتها ولكن يجب ان تعيش وفق شروطه
شاءت الأقدار أن تقابله بعد ان كانت بانتظار الخلاص من جحيم حياتها على يد من ظنت انه سيكون منقذها ولكنه تركها بسبب سوء ظنه فيها وانها ليس لديها احترام وانها فتاة فاسدة.فظهر منقذها الحقيقى الذى منذ ظهر في حياتها وهى تشعر بانها فقدت قلبها
هى…فتاة جميلة طيبة رقيقة جدا تعيش عند اقارب والدها تلقى الذل والهوان تتمنى حدوث معجزة تخلصها من حياتها مع هؤلاء الناس
هو…يجمع كل المتناقضات فى شخصيته فهو وحش حنون…كريم لاقصى الحدود…. لا يترك حقه ابدا…يتعامل مع من يعبث معه بقسوة وقوة….يخاف على احباءه بشدة…جرىء وسيم جذاب…لا يهوى صحبة النساء…متملك ولكن لا يحب ان تملكه اى انثى …ارستقراطى تسرى فى عروقه دماء غجرية
فتاة رماها القدر فى طريقه لا يعرف كيف؟ فسيصبح هو المتحكم فى حياتها كالدمية التى يتحكم بخيوطها .فهل ستتخلص هى من تلك الخيوط ام ستظل دمية فى يد غجرى ؟
فى مدينة الاسكندرية تلك المدينة الجميلة التى تسمى عروس البحر المتوسط
فى منزل فى احد الاحياء المتوسطة حيث تعيش تلك الفتاة فى بيت احد اقارب والدها بعد موت والديها فبموتهم مات كل شئ جميل فى حياتها فتحولت من فتاة سعيدة بابتسامة لا تختفى من على شفتيها الى فتاة تعيش حياة بائسة واشبه بالجحيم بسبب تلك المرأة واولادها فهذا البيت بيت ابن عم والدها وكان رجل شديد الطيبة كان يعاملها بود بعد موت والديها ولكن القدر أراد ان يتوفى ذلك الرجل تارك هذه الفتاة بين يدى زوجته واولاده الذين اصبحوا يعاملونها مثل الخادمة ولا تسلم من مضايقتهم لها
جلست تلك المرأة المدعوة عايدة تنقر بيدها على السفرة متأففة فالفطور ليس جاهزا بعد نظرت وجدت ابنتها تخرج من غرفتها مستيقظة لتوها من النوم
هيام :”صباح الخير يا ماما”
عايدة:”صباح النور يا حبيبة ماما”
هيام:”هو الفطار لسه مش جاهز ولا ايه”
عايدة:”مش لما البرنسيسة تصحى من النوم الأول علشان تعمل الفطار”
هيام:”هى حضرتها لسه نايمة لدلوقتى انا هوريها ماشى”
ذهبت هيام إلى غرفة صغيرة بالكاد تحمل سريرا صغيرا ومنضدة تنام تلك الفتاة ذات ٢١ ربيعاً بكل براءة فهى تسهر فى مذاكرتها حتى تحقق ماتريد فهى تريد ان تصبح مهندسة حتى تستطيع ان تعمل فى وظيفة محترمة حتى تترك هذا المنزل الذى لم تنل فيه سوى القهر والعذاب
اقتربت هيام من السرير وهى تنادى على تلك النائمة بأعلى صوتها
هيام:”وتييييين”
فزعت وتين من نومها بسبب صراخ تلك الفتاة وهى تنادى باسمها فهبت جالسة فى سريرها من شدة اضطرابها بسبب ذلك الصوت العالى
وتين بفزع:”ايوة فى ايه”
هيام :”فى ايه! حضرتك لسه نايمة ومجهزتيش الفطار لحد دلوقتى”
وتين:”هى الساعة كام دلوقتى”
هيام :”انتى لسه هتسالى على الساعة قومى فزى يلا حضريلنا الفطار اخلصى يلا قومى”
وتين باستسلام :”حاضر قايمة اهو”
قامت من على السرير تريد الذهاب إلى الحمام لمحت هيام شعر وتين شعرت بالغيرة فوتين اجمل منها ولذلك هيام تشعر بالكره ناحيتها بالرغم من انه يعتبر انهم اقارب فوتين فى منزلة ابنة عمها
هيام :”مش قولتلك قبل كده شعرك ده تقصيه”
وتين:”اقصه ليه انا بلبس حجاب ومش بيبان”
هيام :”اللى اقولك عليه تسمعيه وانتى ساكتة انتى فاهمة”
وتين:”وانا مش هقصه انا شعرى عاجبنى كده”
هيام:”كده ماشى يا وتين حاضر صبرك عليا”
التقطت هيام مقص صغير من على الطاولة وعلى حين غفلة قامت بقص طرف شعر وتين وهى كانت تلم شعرها على شكل ضفيرة جميلة اتسعت عيون وتين من الدهشة والصدمة وهى ترى جزء من شعرها ملقى على الأرض بعد ان قامت تلك الفتاة بقصه بكل حقد وغل
هيام بتشفى:”كده احسن علشان تبقى تسمعى الكلام”
وتين:”حرام عليكى ليه كده”
هيام:”متوجعيش دماغى يلا روحى حضرى الفطار”
وتين:”انا عايزة اعرف انتى بتكرهينى ليه الكره ده كله”
هيام:”معرفش انا بكرهك كده من غير سبب لله فى الله كده”
وتين:”دا انا اعتبر بنت عمك ليه كده يا هيام”
هيام:”بلاش وجع دماغ على الصبح بلا بنت عمى بلا بنت عمتى خلصى انا جعانة علشان اروح الكلية انجزى بقى فى يومك ده”
خرجت من الغرفة وضعت حجاب على رأسها ودموعها على وجهها فإلى متى يستمر هذا الحال المؤسف وجدت تلك المرأة وستسمعها هى الاخرى كلام يجرحها الا يكفى ما تفعله ابنتها بها
عايدة:”صح النوم يا برنسيسة لسه بدرى”
وتين:”صباح الخير يا مرات عمى”
عايدة:”صباح النور يا برنسيسة هنفطر بقى ولا ايه فى يومنا ده”
وتين:”طب حضرتك محضرتهوش ليه ولا هيام”
عايدة:”لا والله اعمل الفطار وتقومى تاكلى على الجاهز مش كده”
وتين:”عن اذنك احضر الفطار”
عندما قالت ذلك انزلق الحجاب من على رأس وتين ولاحظت عايدة ان شعر وتين مقصوص
عايدة:”ايه اللى حصل لشعرك ده”
وتين:”اسألى هيام بنتك وهى تقولك على اللى حصل”
قالت ذلك وظبطت وضع حجابها لانه سيخرج سمير ابن تلك المرأة ولا يجب ان يراها بدون حجاب وذهبت الى المطبخ لتحضير الفطار والدموع على وجهها
رأت عايدة ابنتها ارادت سؤالها عما حدث لشعر وتين
عايدة:”هو شعر البت دى جراله ايه”
هيام:”قصتهولها”
عايدة:”ليه عملتى كده”
هيام:”غيظانى يا ماما بشعرها ده انا مش عارفة ليه هى احلى منى وليه اشطر منى انا مش طيقاها من ساعة ما جت تعيش معانا اللى يرحمه بابا جبلنا بلوة”
عايدة:” الله يرحمه بقى ما انتى اللى خايبة حتى معرفتيش تدخلى كلية حلوة زيها ”
هيام:”متفوريش دمى زيادة يا ماما انا مش ناقصة”
عايدة:”روحى صحى اخوكى يلا خليه يروح الشغل”
ولكنها سمعت صوت ابنها وقد افاق من نومه للتو وخرج للذهاب الى الحمام
سمير:”اخوها صحى خلاص”
هيام:”صباح الخير يا سمير”
سمير:”صباح النور كنتوا بتتكلموا على ايه على الصبح كده”
عايدة:”ولا حاجة يلا روح اغسل وشك والبس علشان تروح شغلك”
ذهب سمير من امامهم ولكن اثناء ذهابه إلى الحمام لمح وتين فى المطبخ تمسح دموعها المتساقطة على وجهها فعلم ان ربما امه واخته قد فعلوا بها شيئا ولكن هو الاخر لا ينصفها
سمير:”صباح الخير يا وتين”
وتين:”صباح النور يا سمير”
سمير:”مالك بتزنى على الصبح ليه كده”
وتين:”ولا حاجة كله محصل بعضه ايه فرق النهاردة عن امبارح عن بكرة”
سمير:”متفتحيش موشح على الصبح الواحد مش ناقص”
وتين:”خلاص سكت اهو عن اذنك”
وضعت الفطار على السفرة وذهبت الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب الى كليتها بعد ان أدت فرضها خرجت من الغرفة تناولت بعض اللقيمات الصغيرة فهى بعد ما يحدث منهم تفقد شهيتها ولا ترغب فى أى شئ
سمير:”عن اذنكم انا ماشى عايزين حاجة اجبهالكم وانا جاى”
عايدة:”عايزين سلامتك مع السلامة يا حبيبى”
هيام:”يلا باى انا ماشية هروح الكلية سلام يا ماما”
عايدة:”مع السلامة يا حبيبتى”
وتين:”انا كمان هقوم الحق محاضراتى”
عايدة:”مش قبل ما تنضفى الصحون دى قبل ما تمشى”
وتين:”لما ارجع هعملهم كده هتأخر على المحاضرة”
عايدة:”مليش فيه وانجزى يلا”
قامت بلم الصحون وذهبت الى المطبخ وقامت بجلى الصحون بسرعة حتى تستطيع اللحاق بكليتها ولا تفوتها محاضرتها
وتين:”انا خلصت انا ماشية”
عايدة:”تخلصى وتيجى بسرعة علشان تحضرى الاكل”
وتين بقلة حيلة:”ان شاء الله”
خرجت وتين من المنزل وهى تتمنى حدوث معجزة والا تعود الا هذا المنزل مرة ثانية ابدا فهى قد سئمت كل تصرفاتهم معها
***
“فى منزل ثائر العمرى”
شاب فى ال٣٣ من عمره ينتفض من نومه بسبب ذلك الكابوس الذي لا يفارقه فكلما اغمض عينيه يعاد ذلك المشهد بكل تفاصيله صوت الانفجار ألسنة اللهب الدخان المتصاعد صوت صرخات كانت تشق ذلك السكون مسح وجهه بيده ذهب الى الحمام قام باخذ حمامه ثم توضأ وأدى صلاته ثم ارتدى ملابسه هبط الى الاسفل وجد صديقه المقرب ومحاميه ايضا بانتظاره وهو شاب يدعى رمزى فى نفس سن ثائر وهو ايضا قريبه وصديقه الصدوق وكاتم اسراره
هتف به رمزى بغيظ اثناء تناولهم طعام الافطار نظر اليه ثائر ببرود يتناول طعامه ببطئ ينظر اليه بطيف ابتسامة فهو يعلم ان رمزى سيبدأ الان فى اسماعه تلك الكلمات التى لايمل من تكرارها
رمزى:”وبعدين يا استاذ ثائر ايه حكايتك بقى ارحمنى بقى يا اخى”
ثائر:”عايز ايه يا رمزى فى يومك اللى مش معدى ده النهاردة”
رمزى:”يومى انا اللى مش معدى ولا يومك انت اللى مش هيعدى على خير”
ثائر:”ما تحترم نفسك ياض انت ايه قلة الادب دى على الصبح”
رمزى:”قلة الادب ! انا اللى ماشى اضرب فى خلق الله على الفاضى والمليان وكل شوية اجيبك من قسم عامل مصيبة وضارب حد”
ثائر:”ما انا بقالى اسبوع اهو ساكت ومؤدب ومضربتش حد”
رمزى:”لا يا راجل والراجل اللى كسرتله ضلعين ده ايه كنت بتتمرن”
ثائر:”يعنى اسيبه يقل أدبه على مريم واسكت يعنى ولا ايه انتى فاكرنى ايه مش انا اللى حد يقل ادبه على حد من اهل بيتى واقف اتفرج”
رمزى:”مش كده يا ثائر بلاش طبعك الحامى ده يا اخى”
ثائر:”انت عارف غلاوة مريم وهى تبقى عندى ايه واللى يبصلها ولا يضايقها هطلع روحه مش بس اضربه”
رمزى:”انت مش ناوى تبطل طبع الغجر اللى فيك ده ولا ايه”
ثائر:”انت هتتلم ولا اطلعه عليك يا رمزى يا حبيبى”
رمزى:”هو ايه ده يا روحى اللى هتطلعه عليا”
ثائر:”طبعى الغجرى يا خفيف الدم”
رمزى:”انا عارف انا ليه وافقت ابقى المحامى بتاعك كانت صحوبية منيلة وقرابة انيل”
ثائر:”ما تحترم نفسك ياض انت دا مليون محامى يتمنى يبقى المحامى بتاعى فاهم يعنى ايه تبقى محامى ثائر العمرى”
رمزى:”اه عارف يعنى ايه ابقى محامى ثائر العمرى يعنى اصحى من احلاها نومة على مصيبة من مصايب سيادتك ان انا اتمرمط فى الاقسام علشان محاضر الصلح بتاعة سموك ومش ملاحق ادفع تعويضات لمين ولا مين”
ثائر:”على اساس انك بتدفع من جيبك اوى”
رمزى:”هى فلوسك دى مش بتصعب عليك يا ثائر وانت كل شوية تدفعها تعويضات”
ثائر:”انت عارف انا مش بضرب حد من غير سبب هم اللى مستفزين وبينرفزونى وانا موتى وسمى اشوف حد بيفترى واقف ساكت بحس ساعتها ان انا هيجرالى حاجة لو موقفتوش عند حده”
رمزى:”اه يبقى الضرب براحة شوية مش تسيبهم متفشفشين كده يا اخى انت ايدك دى ايه حديد مسلح”
ثائر بابتسامة:”تحب تجرب وتشوف وتحكم بنفسك”
رمزى:”وعلى ايه خلينى اشوف مصايبك هى فين مريم مش شايفها هنا يعنى”
ثائر:”سافرت اسكندرية”
رمزى:”ليه فى حاجة ولا ايه”
ثائر:”كانت عايزة تغير جو فخليتها تروح شقتنا اللى هناك”
رمزى:”أريح برضه انك مرحتش معاها مش ناقص شحططة وراك فى اسكندرية كمان دا انا بفكر اسيب مصر كلها واطفش منك”
ثائر:”يعنى انت فاكر ان انا قاعد مرتاح وهى بعيدة عنى ومش قدام عينى انا لو مش ورايا شغل كنت روحت معاها ومسبتهاش لوحدها”
رمزى:”فكرتنى انا حضرتلك ورق الصفقة اللى هتعملها بالشروط اللى انت عايزها”
ثائر:”تمام كده يلا بينا بقى على الشركة احنا كده هنتأخر”
رمزى:”طب اطفح اى لقمة طيب ايه الافتراء بتاعك ده على الصبح”
ثائر:”قوم بقى يلا بلاش دلع”
رمزى:”منك لله يا ظالم حتى اللقمة مش عارف أكلها”
ثائر:”بلاش شغل تسول على الصبح وقوم نشوف ورانا ايه يا استاذ رمزى”
رمزى:”أنت خليت فيها استاذ رمزى يا مفترى مش مهنينى على اى حاجة ابدا فى حياتى”
ثائر:”اخلص ياض انت بقى ايه دلعك ده على الصبح”
رمزى:”دلع ! هو اللى يشوفك يشوف دلع فى حياته ميشفش غير مصايب وكوارث يا غجرى”
ثائر:”اتلم بقى احسن اضربك انت كمان وساعتها هدور على محامى تانى علشان يخلصنى من مشكلتك”
رمزى:”هى حصلت تضربنى بعد المرمطة اللى انت ممرمطهالى معاك دى كلها”
ثائر:”هتفضل لوك لوك كده كتير ولا هتنجز وتقوم نشوف ورانا ايه”
رمزى بضحك:”قايم كاتك القرف فى معرفتك السودة”
ثائر:”انت لسانك بقى زفر اوى ولو مسكتش هقطعولك يا رمزى”
رمزى:”ابقى مد ايدك عليا كده وانت حر”
ثائر:”انت عارف ان انا مش هقدر اضربك مش علشان حاجة بس علشان انت صاحب عمرى ومتربيين سوا وكمان قرايب فده اللى مسكتنى عليك غير كده كنت طحنتك من زمان”
رمزى:”مش بقولك غجرى”
ابتسم ثائر على كلام رمزى فهو الوحيد الذي يسمح له ثائر بالكلام بحرية معه وان يمزح معه بهذه الطريقة بالرغم من ان ثائر لايحب ان يتجاوز احد حدوده معه
***
فى الجامعة
ذهبت وتين سريعا لحضور المحاضرة فبسبب تلك المرأة المدعوة عايدة كانت ستفوتها تلك المحاضرة المهمة حاولت ان تنسى كل شئ ولا تفكر سوى فى مستقبلها الذى ترسمه فى مخيلتها فالخيال الشئ الوحيد الذى تملكه فى حياتها لاحظت ذلك الشاب يبتسم لها فخفضت نظرها سريعا فهى تعلم انه معجب بها بعد ان انتهت من المحاضرة وخرجت جلست فى مكان هادئ حتى يحين ميعاد المحاضرة التالية لمحت ذلك الشاب المدعو هيثم يقترب من المكان الذى تجلس فيه
هيثم:”ازيك يا باشمهندسة وتين”
وتين بتوتر:”الحمد لله فى حاجة يا باشمهندس”
هيثم:”كنت عايز اكلمك فى موضوع”
وتين:”خير فى ايه”
هيثم:”انا مش هكدب عليكى ولا هلف وادور انا معجب بيكى يا وتين”
وتين:”انت بتقول ايه حضرتك انا مليش فى الكلام ده
هيثم:”هو انا قولت حاجة وحشة لاسمح الله انا بقولك على اللى حاسس بيه”
وتين:”وانا برضه قولتلك انا مليش فى الكلام ده وعن اذنك”
قالت ذلك وتركته وذهبت فهى لا تريد اى علاقة مع اى شاب خارج إطار شرعى وخاصة هذا الشاب فهو معروف عنه علاقاته الغرامية مع الفتيات فى الجامعة وتعلم ايضا سلوكه السيئ
لمحتها هيام مع ذلك الشاب ابتسمت ابتسامة من وجدت شئ مسلى فهى سوف تتسبب لها فى كارثة عندما تذهب للمنزل وتخبرهم انها رأت وتين تجلس مع شاب غريب
عادت وتين الى المنزل بعد انتهاء المحاضرات وجدت هيام تجلس في الصالة تبتسم ابتسامة خبيثة فاستغربت وتين على ماذا تبتسم تلك الفتاة
هيام بابتسامة خبيثة:”حمد الله على السلامة يا وتين”
وتين باستغراب:”الله يسلمك غريبة”
هيام:”هى ايه دى اللى غريبة يا وتين”
وتين:”انك بتقوليلى حمد الله على السلامة يعنى مش عوايدك”
هيام:”بلاش يعنى قوليلى مين الشاب اللى كنتى قاعدة معاه ده”
وتين:”قاعدة معاه فين”
هيام:”هتستعبطى عليا ولا ايه اللى كنتى قاعدة معاه فى الجامعة”
وتين:”وانتى عرفتى منين ان كان فى حد قاعد معايا”
هيام:”كنت معدية بالصدفة وشوفتك قاعدة معاه ”
وتين:”دا زميلى فى الكلية”
هيام:”وانتى بقى بتقعدى مع زمايلك فى الكلية”
وتين:”انتى قصدك ايه بكلامك ده”
هيام:”قصدى ان دور خضرة الشريفة اللى انتى عملاه ده مبقاش له لزوم خالص”
وتين:”هيام احترمى نفسك انتى فكرانى زيك ولا ايه”
هيام:”زيى انتى تطولى انك تبقى زيى”
وتين:”كويس ان انا مطولتش ”
هيام:”دا انتى لازم تتربى بقى”
خرجت عايدة من غرفتها على صوت شجار هيام مع وتين
عايدة:’فى ايه انتى وهى ايه الصوت العالى ده”
هيام:”تعالى يا ماما شوفى وتين بتقول عليا ان انا قليلة الادب”
عايدة:”هى مين دى اللى قليلة الادب يا بت انتى”
وتين:”انا مقولتش كده”
هيام:”وكمان بتكذبى اه يا كدابة”
وتين:”انتى اللى كدابة يا هيام مش انا”
عايدة:”اخرسى بنتى احسن من مليون من عينتك”
قالت ذلك وقامت بصفع وتين على وجهها التى تساقطت دموعها الغزيرة على وجهها وجدت نفسها تجرى خارج المنزل فهى تريد ان ترتاح من كل هذا وجدت نفسها وصلت إلى المقابر امام قبر والديها جثت على ركبتيها تشكى لهم ما يحدث لها منذ فراقهم لها
وتين بدموع:”شفت يا بابا انت وماما انا بيحصلى ايه بعدكم انا تعبت نفسى تيجوا وتاخدونى معاكم ياريتنى كنت مت معاكم بدل العذاب والذل ده اللى انا فيه انا خلاص مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده”
بكت بقوة كأن عاصفة ضربت قلبها وعينيها حتى صار سوى البكاء تأوهات وصرخات من فتاة لم تعد تحتمل اكثر من ذلك ظلت على تلك الحالة بعض الوقت حتى هدأت من نوبة بكاءها فكرت ان تذهب لتجلس على شاطئ البحر لعلها تهدأ ولو قليلاً
***
فى احد الاماكن المعزولة والتى تقام فيها تلك المباريات الغير شرعية القائمة على نظام المراهنات فهى عبارة عن مباريات خاصة بالملاكمة او ما يسمى بقتال الشوارع والتى تقيمها بعض العصابات يحضرها بعض الناس الذين يقومون بالمراهنة على من سيفوز بتلك المباراة فهى كنظام المقامرة دخل الى تلك الحلبة بذلك الجسد المفتول العضلات ويضع على وجهه ذلك القناع الاسود الذى يخبأ النصف الاعلى من وجهه يسمع هتافات الجمهور يرفع يديه تحية لهم مما يزداد حماسهم اكثر دخل الى الحلبة ينتظر ذلك المنافس الذى سيقوم باللعب معه وايضا عيناه تبحث فى كل مكان عن ذلك الرجل الذى كان السبب فى انه وصل الى ذلك الحال فهو بدأ لعب تلك المباريات لسبب واحد فقط ان يجد ذلك الرجل الذى يبحث عنه منذ مدة فهو لايتمنى شئ فى حياته سوى ايجاد ذلك الرجل الذى كان السبب فى خسارته اعز شخص يملكه فى حياته جلس على حافة الحلبة فى انتظاره وجد منافسه يدخل بكل غرور كأنه يخبره انه هو من سيفوز بتلك المباراة ابتسم ابتسامة سخرية فهو يعرف ان عندما يدخل احد منافسيه بهذا الشكل الملفت للنظر غالبا ما يهزمه شر هزيمة فهو حتى الان لم يخسر مباراة من تلك المباريات التي يلعب بها وكل مرة يزداد فضول الحضور واللاعبين لمعرفة هوية هذا اللاعب الذى لا يعرف احد عنه شئ سوى اسم ( المقنع) اقترب منه ذلك المنافس وهو يتوعد له بأنه هو من سيهزمه هذه المرة
“انا اللى المرة دى هغلبك وهقلعك القناع بتاعك ده والكل هيعرف انت مين”
ابتسم ابتسامة سخرية فكل مرة يسمع هذا الكلام من كل شخص ينافسه
“ابقى ورينى شطارتك كان غيرك اشطر”
“ايه السبب انك مش عايز حد يعرف انت مين”
“انا حر وانت مالك انت انت هتحقق معايا”
“دلوقتى هوريك مقامك”
“مقامى عالى وانا عارفة مش مستنيك تعرفى مقامى ايه وان كان على كده انا اللى هعرفك مقامك وحجمك الطبيعى ايه دلوقتى”
بدأ القتال بشراسة بين المنافسين وكل منهم يريد النيل من الاخر وعندما يحاول ان يسلبه ذلك القناع الذى يضعه على وجهه يوجه له لكمه قوية ترجعه خطوات الى الخلف اشتد القتال بينهم وكأنهم اثنان بينهم ثأر ولكن استطاع التغلب عليه كسابقيه تركه ملقى على أرض الحلبة يسمع هتافات الجمهور المتحمس لذلك النوع من القتالات اثناء ذهابه نادى عليه الذي يقوم بلم الرهانات لياخذ نصيبه ويدعى فهيم
فهيم:”استنى خد نصيبك من الفلوس انت لعبت ماتش جامد النهاردة”
“خلص هات الفلوس هو فرج مجاش النهاردة برضه”
فهيم:”خلاص ياعم الفلوس اهى متزعلش نفسك ايه حكايتك كل شوية تسأل على فرج انت ليك ايه عنده كل ماتش تسأل عليه”
“احسنلك متشوفش زعلى علشان خاطر نفسك وانت تجاوب على السؤال وخلاص”
فهيم:”طب انت لحد دلوقتى مش عايز تعرفنا اسمك ولا حتى مخلينا نشوف شكلك”
“ويفرق معاك ايه اسمى ولا شكلى”
فهيم:”اصل اول مرة اتعامل مع حد معرفش هو مين بس اللى مسكتنى انك بتخليتى اكسب الرهان على طول وانا بعمل المباريات دى من زمان مشفتش لاعب زيك ويكون مجهول الهوية بالنسبة ليا وبالنسبة للجمهور اللى بيتفرج محدش عارف عنك اى حاجة بتيجى الماتش وتكسب وتاخد الفلوس وتختفى ومحدش يشوفك الا لو كان فى ماتش جديد وتيجى برضه وتسأل على فرج زى ما تكون بدور على ابرة فى كوم قش”
“انا كده لو مش عاجبك خلاص مفيش ماتشات هلعبها تانى”
فهيم:”صبرك عليا بس بلاش نرفزة ويبقى خلقك ضيق كده”
“هات الفلوس انجز خلينى امشى”
فهيم:”خد اهى بس انت بتعمل ايه بالفلوس دى”
“وانت مالك انت حشرى اوى خليك فى نفسك”
فهيم:”حشرى! ماشى براحتك”
اعطاه فهيم المال ثم خرج من المكان نظر الى المال فى يده وجد شاب صغير يبكى نظر اليه بتعجب من حاله
“انت بتعيط ليه دلوقتى”
الشاب:”انا خسرت فلوسى فى الرهان”
:”وايه اللى خلاك تيجى تراهن انت المفروض تكون بتذاكر مش جاى تضيع فلوسك فى اماكن زى دى نصيحة منى متجيش هنا تانى دى سكة اللى يروح ميرجعش”
الشاب:”انا مش عارف اعمل ايه دلوقتى”
“خد الفلوس اهى ومتجيش المكان ده تانى انت فاهم”
الشاب:”انت هتدينى الفلوس بجد”
“ايوة وتانى مرة متجيش هنا مفهوم خليك فى مذاكرتك ودروسك شكلك لسه طالب سنك صغير”
الشاب بفرحة:”خلاص ماشى مش هعمل كده تانى”
اخذ الشاب المال منه بشعور من الفرح نظر الى باقى المال فى يده وقف ثانية فى وسط الحلبة ينادى باعلى صوته
“اللى خسر فلوسه فى الرهان ييجى ياخدها”
ساد سكون فى المكان فماذا يقول ؟ هل سيتم ارجاع هذا المال لاصحابه استغرب الحضور من تصرفات هذا الرجل
“انا قولت اللى خسر فلوسه ييجى ياخدها الفلوس اهى”
وقام بنثر المال من يده الذى تطاير فى الهواء وتهافت عليه الجمهور يقوموا بلم هذا المال الذى قام برميه هذا الرجل وهذه ليست المرة الأولى الذى يفعل بها ذلك بل كل مرة يلعب فيها ويقبض المال ينتظر حتى يذهب جامع المراهنات ويقوم برمى المال للجمهور ثم يذهب فى طريقه
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظنها دمية بين أصابعه)