رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) الفصل الرابع 4 بقلم آية طه
رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) الجزء الرابع
رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) البارت الرابع

رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) الحلقة الرابعة
دخلوا البيت القديم، وكانت الريحة الغريبة لسه مالية المكان. الخشب المكسور، الحيطان اللي عليها علامات حرق، وكل حاجة كانت بتقول إن فيه حد كان اهنيه قبلهم بوقت مش بعيد.
نجاة (وهي بتبص حوالينها بحذر): “فيصل، المكان ديه مش عادي، كأن حد كان بيحاول يخفي حاجة.”
فيصل (بعزيمة): “وعشان اكديه إحنا اهنيه، عشان نعرف إيه اللي كانوا بيخبوه.”
فضلوا يتقدموا جوه البيت، وكل ما يتحركوا، الأرضية كانت بتصدر أصوات غريبة، كأنها بتحذرهم. فجأة، نجاة وقفت عند رف خشبي قديم عليه كتب متربة، وكان واضح إنه مش مجرد ديكور.
نجاة (وهي بتلمس الكتب بحذر): “فيه حاجة مش راكبة… الرف ديه مش متثبت كويس.”
فيصل (بتركيز): “استني، جربي تزقيه.”
زقت نجاة الرف شوية، وفجأة، بدأ يتحرك ببطء، وكشف عن باب خشبي صغير مخفي في الحيطة. الاتنين بصوا لبعض باندهاش، وبعد لحظة تردد، فيصل فتح الباب بحذر.
ورا الباب كان فيه سلم صغير بينزل تحت الأرض، الظلمة كانت سودة تمامًا، والهواء اللي طالع كان تقيل، كأن المكان ديه مقفول بقاله سنين.
نجاة (بهمس وهي ماسكة إيد فيصل تلقائي): “إحنا لازم ننزل؟”
فيصل (بثقة): “إحنا مشيين ورا الحقيقة، مش هنرجع دلوق.”
نزلوا السلم بخطوات حذرة، وكل ما ينزلوا أكتر، الجو كان بيبقى أبرد، والإحساس بالخطر كان بيزيد. لما وصلوا تحت، لقوا نفسهم في قبو حجري قديم، مليان صناديق مرمية، وترابيزه عليها أوراق وصور مبعثرة.
نجاة (وهي بتقرب من الترابيزة): “إيه الحاجات ديه؟ كأنها ملفات قديمة.”
فيصل (وهو بيمسك ورقة): “دي مستندات… بس مش أي مستندات، دي ملفات عن ناس… واختفاءات!”
نجاة بدأت تقلب في الورق، وكانت عيونها بتلمع من الصدمة. الصور اللي قدامها كانت لناس مختلفة، بعضهم واضح إنهم ماتوا، وبعضهم مكتوب جنبهم كلمة “مفقود”.
نجاة (بخوف): “إحنا دخلنا موضوع أخطر مما تخيلنا، فيصل. دول مش مجرد قصص قديمة، ديه جرائم حقيقية!”
فيصل (وهو بيشد ورقة معينة): “استني… الاسم ديه مش غريب عليا!”
بصت نجاة للورقة اللي في إيد فيصل، وكان مكتوب فيها اسم شخص يعرفوه…
نجاة (بصدمة): “إزاي؟ ديه مستحيل!”
فيصل (بحزم وهو بيشد نفس الورقة أكتر): “واضح إننا خلاص قربنا نوصل للحقيقة… بس السؤال، مستعدين نشوفها؟”
في اللحظة داي، صوت خطوات تقيلة سمعوه من فوق، حد كان بيتحرك جوه البيت، و قريب من فتحة القبو.
نجاة (بهمس وهي بتتراجع خطوة): “في حد فوق!”
فيصل (وهو بيشدها ناحيته): “لازم نستخبى، نشوف مين اللي متابعنا.”
قعدوا ورا صناديق قديمة، يحبسوا أنفاسهم، وهم مستنيين يشوفوا مين اللي دخل البيت. الباب اتفتح، والضوء الخفيف اللي كان جاي من فوق كشف عن ظل شخص واقف على مدخل القبو… شخص كان واضح إنه مش غريب عن المكان.
الشخص (بصوت هادي بس مخيف): “خابر إنكم اهنيه… مش هتقدروا تستخبوا مني.”
نجاة (بهمس لفيصل): “إحنا اتكشفنا!”
فيصل (بصوت منخفض): “اصبري… لازم نعرف مين هو الأول.”
الراجل بدأ ينزل السلم ببطء، وكل خطوة كانت بتقربه منهم أكتر. الموقف بقى مرعب، والصمت اللي في القبو كان بيزود التوتر.
فيصل (في سره): “يا ترى ديه العدو… ولا حد معانا؟”
النور بدأ يكشف عن ملامح الشخص… والصدمة كانت أكبر مما تخيلوا!
نجاة (وهي بتحاول تستوعب اللي شايفاه قدامها): “مستحيل! إنت؟!”
الشخص (بابتسامة خفيفة بس عيونه مليانة غموض): “مفاجأة مش اكديه؟”
فيصل وقف بسرعة، وهو بيحط إيده على جيبه، مستعد لأي حاجة، بس الراجل رفع إيده بإشارة هادية، كأنه بيقولهم يهدوا.
فيصل (بحدة وهو بيبصله بحذر): “إنت بتعمل إيه اهنيه؟ وبتراقبنا ليه؟”
الراجل قرب خطوة زيادة، والنور كشف عن وشه أكتر. كان في الأربعينات من عمره، بملامح حادة وعينين فيهم لمعة ذكاء، وكأنه عارف هما بيفكروا في إيه قبل ما يتكلموا.
الراجل (بهدوء): “أنا المفروض اللي أسأل، إنتو إيه اللي جابكم اهنيه؟”
نجاة (بصوت متوتر): “إحنا بندور على الحقيقة، واعتقد إنك تقدر تساعدنا… أو على الأقل، تفسر لنا إنت إيه علاقتك بكل ديه؟”
الراجل بص لهم لحظة، كأنه بيفكر ياخد قرار، وبعدين تنهد وراح ناحية الترابيزة اللي عليها الأوراق.
الراجل (بصوت هادي لكنه فيه تحذير): “إنتو بتلعبوا بنار مش هتقدروا تطفوها.”
فيصل شد كرسي، وقعد قدامه، وهو خابر إنه لازم ياخد إجابات دلوق قبل فوات الأوان.
فيصل (بصبر، لكن نبرته جدية): “وضح كلامك، مين اللي ورا الحاجات ديه؟ وإنت ليه اهنيه؟”
الراجل بص ناحيته، وبعدين سحب واحدة من الصور القديمة اللي على الترابيزة، وحطها قدامهم. كانت صورة قديمة لرجل وطفل صغير.
الراجل (بصوت مريب): “لأن القصة دي بدأت قبل ما تولدوا… وأنا كنت جزء منها.”
نجاة وفيصل تبادلوا نظرات سريعة، وكل حاجة كانت بتزداد غموضًا.
نجاة (باندهاش): “إنت كنت جزء من إيه بالظبط؟”
الراجل سكت لحظة، وبعدها قال بجملة كانت كفيلة تخلي الدم يتجمد في عروقهم.
الراجل: “كنت واحد من الناس اللي حاولوا يوقفوه… بس فشلنا.”
فيصل (بتركيز وهو بيركز في ملامحه): “هو مين؟”
الراجل رفع عينه ليهم، وملامحه اتغيرت، بقت كأنها شايلة سر تقيل.
الراجل: “الشخص اللي اختفى زمان… واللي واضح إنه رجع.”
نجاة (بصوت مهزوز): “إنت بتتكلم عن مين؟ مين اللي رجع؟”
الراجل سحب نفس عميق، وعيونه كانت فيها مزيج من الخوف والندم.
الراجل: “اسمه كان ممنوع يتقال زمان… واللي حاول يدور عليه يا إما اختفى، يا إما مات.”
فيصل شد الورقة اللي كان الراجل ماسكها، وعينه وقعت على اسم مكتوب بخط قديم. الاسم ديه خلاه يحس بقشعريرة باردة عدت في جسمه.
فيصل (بصوت منخفض): “ديه مستحيل… الاسم ديه مش من زمان، ديه كان لسه مذكور في قضية مقفولة من سنين!”
نجاة (بتركيز وهي بتقرا الاسم): “كمال… كمال إبراهيم؟!”
الراجل هز راسه ببطء، كأنه بيأكد إن كل حاجة بقت واضحة قدامهم.
الراجل: “كمال مختفاش… هو كان مستني اللحظة المناسبة للرجوع.”
في اللحظة دي، صوت حاجة وقعت في الدور اللي فوق خلى الكل يتجمد في مكانه. حد كان في البيت معاهم… وحد مش ناوي يسيبهم يخرجوا باللي عرفوه.
فيصل (بهمس وهو بيبص لفوق): “في حد فوق… وإحنا مش لوحدنا اهنيه.”
الراجل شدهم بسرعة ناحية ركن القبو، ووشه بقى جدي جدًا.
الراجل (بصوت واطي): “إنتو لازم تخرجوا من اهنيه حالًا… قبل ما يكون متأخر.”
نجاة (بتوتر وهي بتحاول تستوعب اللي بيحصول): “إنت بتقصد مين؟ مين اللي فوق؟”
قبل ما يرد عليهم، صوت خطوات تقيلة بدأ يقرب ناحية باب القبو. الخشب صرخ تحت رجلين حد واقف فوق، وكأن البيت كله بيحذرهم إن الخطر قرب.
فيصل (وهو بيحاول يقرر بسرعة): “لو وقفنا اهنيه هنتمسك، لازم نلاقي طريقة نهرب!”
الراجل بص حواليه بسرعة، وبعدها شاور على ممر جانبي ضيق في القبو.
الراجل: “الممر ديه بيخرج للشارع الخلفي… امشوا فيه وما تبصوش وراكم، لو اتقفشتوا مش هتعرفوا الحقيقة أبدًا!”
نجاة كانت مرتبكة، بس فيصل مسك إيدها بحزم وسحبها معاه بسرعة ناحية الممر. آخر حاجة سمعوها قبل ما يختفوا في الظلام، كان صوت باب القبو بيتفتح… وصوت حد بيهمس ببرود:
“فات الأوان… إنتو خلاص بقيتوا جزء من اللعبة.”
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2))