رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) الفصل الثاني 2 بقلم آية طه
رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) الجزء الثاني
رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) البارت الثاني

رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2) الحلقة الثانية
فيصل فتح الباب بسرعة،الرجل وقف عند عتبة الباب، بص لفيصل نظرة طويلة وهادية قبل ما يخلع كمامته. كانت ملامحه حادة وعيناه مليانة أسرار.
الرجل: “ما كنتش فاكر إني هشوف حد من العيلة اهنيه تاني.”
فيصل (بتحذير): “إنت مين؟ وعايز إيه؟”
الرجل: “مين أنا مش مهم. المهم إن البيت ده مش مجرد مكان قديم. فيه حاجات مدفونة كان لازم تفضل مدفونة.”
نجاة، اللي كانت مستخبية ورا ركن في الصالة، خرجت بخطوات مترددة:
نجاة: “إنت تعرفنا؟”
الرجل: “كل حاجة. أكتر مما تتخيلوا. واللي جابكم اهنيه هيوديكم لطريق مظلم.”
فيصل (بحزم): “إحنا ما بنخافش. لو عندك حاجه تقولها، قولها دلوق.”
الرجل (وهو بيتنهد): “زمان، كان في اتفاقيات بتتم في البيت ديه. حاجات ضد القانون وضد الطبيعة. العيلة داي كانت جزء من شبكة مشبوهة، والشبكة داي ما انتهتش. الرسايل اللي بتجيكم دليل على اكديه.”
نجاة (مصدومة): “شبكة؟ وإيه علاقتنا بالكلام ديه؟”
الرجل: “إنتو الورثة، والورثة دايما بيدفعوا التمن. مشكلتكم إنكم حاولتوا تهربوا، بس الحقيقة بتطاردكم.”
فيصل: “إحنا مالنا بالماضي. والتهديدات داي مش هتخوفنا.”
الرجل (بابتسامة غريبة): “داي مش تهديدات يا ولدي، دي رسايل تحذير. اللي وراها مش عايز يضركم… لسه.”
فيصل حاول يسأله أكتر، لكن الرجل خرج من البيت بسرعة واختفى في العتمه. اللحظة داي خلت الجو في البيت أكتر توتر.
نجاة: “فيصل، الراجل ديه واضح إنه عارف حاجات كتير، بس كلامه غامض.”
فيصل: “مهمتنا دلوق نفهم الغموض ديه. لازم نلاقي أصل المشكلة.”
رجعوا البيت متأخر في الليل، وكل واحد فيهم كان غارق في أفكاره. فيصل قعد على المكتب، بدأ يفرز الصور والورق اللي لقاه في الصندوق. نجاة قعدت جنبه، وحاولت تقرأ معاه.
نجاة: “الصورة داي… داي مش صورة عادية، دي مكان في بلدنا. دي مزرعة كبيرة.”
فيصل: “المزرعة دي تخص مين؟”
نجاة: “أنا مش متأكدة، بس أعتقد كانت تبع جدي الله يرحمه.”
فيصل قرّب الصورة أكتر: “لو المزرعة داي كانت جزء من القصة، يبقى لازم ندلى عليها. ممكن نلاقي خيط هناك.”
نجاة: “إحنا مش لوحدنا في اللعبة داي يا فيصل. الشخص اللي بيبعت الرسايل بيراقب كل خطوة. إنت مش خايف؟”
فيصل (بثقة): “الخوف مش هيفيدنا. إحنا لازم نسبقهم بخطوة.”
تاني يوم الصبح، طلعوا على المزرعة. كانت بعيدة عن المدينة ومحاطة بأشجار كتير كأنها بتخفي أسرارها. أول ما وصلوا، لقوا المزرعة مهجورة، بس شكلها كان يوحي إنها كانت مستخدمة قريب.
فيصل (بصوت واطي): “فيه حد كان اهنيه قريب. شوف التراب متحرك عند الباب.”
نجاة (بقلق): “يعني ممكن يكون لساته اهنيه؟”
فيصل: “احتمال كبير. خليكي ورايا.”
دخلوا المزرعة بحذر، المكان كان كبير جدا، بس فيه آثار نشاط حديث. ورق محطوط على الترابيزه، أدوات لسه جديدة، وصندوق صغير عليه قفل.
نجاة: “القفل ده شكله غريب. تحس إنه معمول مخصوص لحاجه مهمة.”
فيصل: “هنفتحه. يمكن نلاقي الإجابة جواه.”
بعد محاولات كتير، قدر فيصل يكسر القفل، وفتحوا الصندوق. لقوا جواه دفتر قديم، متهالك، ومكتوب بخط إيد شخص مجهول. على أول صفحة، كانت فيه عبارة مكتوبة:
“البداية كانت اهنيه، والنهاية هتبقى اهنيه.”
نجاة: “معنى الكلام ده إيه؟”
فيصل: “معناه إن القصة لسه في أولها، واللي مستنينا أخطر بكتير.”
فجأة، صوت خطوات تقيلة جاية من برا، وأبواب المزرعة بدأت تهتز كأن حد بيحاول يدخل. فيصل ونجاة وقفوا مكانهم، مستعدين لأي حاجة، ووجه نجاة اللي كان مليان مزيج من الخوف والتحدي.
في المزرعة كان مشحون بتوتر غريب. صوت الأبواب المهزوزة خلى نجاة تمسك في ذراع فيصل بحركة لا إرادية:
نجاة (بهمس): “إيه ديه يا فيصل؟ مين اللي برا؟”
فيصل (بصوت واطي وهو بيبص حوالين المكان): “مش عارف، بس متخافيش. لو حد داخل، هنواجهه.”
وقفوا ساكتين، والأصوات كانت بتزيد. فجأة، صوت طرقات خفيف على الباب الداخلي للمزرعة قاطع اللحظة. فيصل قرب بخطوات حذرة وفتح الباب بحركة سريعة، بس ما لقاش حد.
نجاة (بتوتر): “ماينفعش نفضل اهنيه أكتر من اكديه. المكان ده شكله مش آمن.”
فيصل: “لو مشينا دلوق، ممكن نفقد الفرصة نعرف الحقيقة. إحنا لسه في البداية، يا نجاة.”
بص فيصل حوالين المزرعة تاني، وكان واضح إنه مركز اوى. قرب من الصندوق اللي فتحوه قبل اكديه، وبدأ يقلب في الدفتر اللي لقوه:
فيصل: “الدفتر ديه فيه حاجة، بس محتاج فك شفرات. مفيش أي كلام مفهوم.”
فتح أول صفحة، وكانت مكتوب عليها رموز وأرقام غريبة، زي معادلات غير مترابطة. في آخر الصفحة، لقوا تاريخ مكتوب: “5 أغسطس 1998.”
نجاة: “التاريخ ديه… ديه يوم حادثة حصلت عندنا. فاكر لما المدرسة القديمة اللي جنب بيتنا انهارت؟”
فيصل: “أيوة فاكر. بس إيه علاقة الحادثة داي بكل ديه؟”
فجأة، لقوا ورقة صغيرة مطوية بين صفحات الدفتر. فتحها فيصل، وكانت مكتوب فيها:
“كل سؤال ليه جواب، بس لازم تدوروا في المكان الصح. البداية في البيت القديم، والنهاية عند جسر الأموات.”
نجاة: “جسر الأموات؟ الاسم ديه غريب! عمرنا ما سمعنا عنه.”
فيصل: “أكيد ليه معنى. بس الأول لازم نخلص اهنيه. المزرعة داي مش عادية، والمكان ديه لازم نفتش فيه أكتر.”
بعد ما خرجوا من المزرعة، كانوا في الطريق للبيت، وسواق فيصل كان ساكت، بس باين عليه إنه متوتر.
نجاة: “مالك ساكت ليه يا عم زين؟ في حاجة مضايقاك؟”
السواق زين: “لا يا هانم، بس المكان اللي كنا فيه ده مش مريح. الحتة داي كلها أهلها بيقولوا عليها مسكونة.”
فيصل (بتحذير): “ما تخافش، ما فيش حاجة اسمها اكديه. إحنا بنواجه بشر، مش أشباح.”
وصلوا البيت، بس قبل ما يدخلوا، لقوا ظرف بني مربوط بخيط أحمر محطوط قدام الباب. فيصل شاله وفتح الظرف، وكان فيه رسالة مكتوبة بخط مختلف عن اللي قبله:
“كل خطوة بتقربكم من الحقيقة، بس في النهاية، كل الطرق بتودي لمكان واحد. اختاروا الطريق زين.”
فيصل: “الرسالة دي موجهة لينا، بس مش عارف مين اللي بيكتب الكلام ديه.”
نجاة: “واضح إن فيه أكتر من طرف في اللعبة داي. الرسايل اللي في الأول كانت بتحذرنا، بس داي كأنها بتوجهنا.”
فيصل (بحدة): “لو حد فاكر إنه يقدر يتحكم فينا، يبقى مش فاهم إحنا مين. الرسايل داي مش هتوقفنا.”
في البيت القديم
في نفس الليلة، قرروا يزوروا البيت القديم مرة تانية. الجو كان ضلمة خالص، والهدوء حوالين البيت كان مرعب. أول ما وصلوا، لقوا الباب مفتوح من غير أي آثار كسر.
فيصل (بحذر): “ده مش طبيعي. إمبارح قفلنا الباب كويس.”
نجاة: “واضح إن حد دخل بعدنا.”
دخلوا، ولقوا إن كل حاجة في مكانها، بس كان فيه ريحة غريبة في المكان. فيصل بدأ يقلب في كل غرفة، ونجاة كانت ماشية وراه بتراقب المكان بعنيها. فجأة، لمحت حاجة في الأرض تحت شباك الصالة.
نجاة (بصوت عالي): “فيصل! تعالى شوف ديه.”
فيصل قرب بسرعة، ولقى حاجة مدفونة جزئياً في التراب. شال التراب، وطلع صندوق صغير قديم عليه نقش غريب.
فيصل: “الصندوق ديه شكله مختلف عن اللي لقيناه في المزرعة. واضح إنه أقدم بكتير.”
فتح الصندوق، ولقى جواه ورقة صغيرة مكتوب عليها كلمة واحدة: “الخيانة.”
نجاة: “إيه المقصود بالكلمة داي؟ خيانة إيه؟”
فيصل: “مش عارف، بس أكيد ليها علاقة باللي حصل هنا زمان.”
رجعوا البيت، وكل واحد فيهم كان غارق في أفكاره. فيصل قعد يدرس كل حاجة لقوها، والصمت كان سيد الموقف. فجأة، تليفون فيصل رن، وكان رقم غريب.
فيصل (وهو بيرد): “ألو؟ مين معاي؟”
الصوت كان مشوش، بس واضح إنه صوت رجل:
الرجل: “كل حاجة ليها تمن. والسؤال هو: مستعدين تدفعوا التمن؟”
فيصل (بحزم): “إنت مين؟ وعايز إيه؟”
الرجل (بضحكة غامضة): “أنا مش عايز حاجة. أنا مجرد وسيط. اللي عايز الحقيقة هو اللي بيبحث، وأنا هنا علشان أتأكد إنكم ما تتوهوش.”
الخط اتقطع، وفيصل بص لنجاة اللي كانت قاعدة جنبه:
نجاة: “إيه اللي حصل؟ مين كان بيتكلم؟”
فيصل: “واضح إن فيه حد بيراقبنا خطوة بخطوة. بس المشكلة دلوق مش في اللي بنعرفه… المشكلة في اللي لسه ما وصلنالش ليه.”
نجاة (بقلق): “وإحنا هنفضل نلعب اللعبة دي لحد ميتا؟”
فيصل (بحزم): “لحد ما نعرف كل حاجة، ونقف قدامهم. مش هنسيبهم يتحكموا في حياتنا.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ظل الغموض (صعود امرأة 2))