رواية صغيره أوقعتني في حبها الفصل الثالث 3 بقلم رنا تامر
رواية صغيره أوقعتني في حبها الجزء الثالث
رواية صغيره أوقعتني في حبها البارت الثالث
رواية صغيره أوقعتني في حبها الحلقة الثالثة
في اليوم التالي
تكررت لقاءات “مي” و”آدم”، ولكن في هذه المرة، شعرت مي برغبة في استكشاف مكان آخر بعيدًا عن الكافيه.
“إيه رأيك نغير المكان شوية؟” قالت مي بتردد، بينما كانت تجلس أمام آدم في الكافيه المعتاد.
ابتسم آدم وهو يضع قلمه جانبًا: “ليه لأ؟ عندك مكان معين في بالك؟”
فكرت للحظة وقالت: “أنا كنت سمعت عن مكتبة قديمة في وسط البلد… بقالها سنين موجودة ومحدش كتير يعرف عنها. دايمًا كنت عايزة أزورها.”
وافق آدم سريعًا. لم يكن المكان يعنيه بقدر ما كان مهتمًا بصحبة مي، ومساعدتها على الخروج من دائرة الوحدة والضغط النفسي الذي تعيشه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
عند المكتبة القديمة
كانت المكتبة مكانًا ساحرًا بمعنى الكلمة. جدرانها تعج بالكتب العتيقة، وأرففها تمتد حتى السقف كأنها تحتضن تاريخًا عظيمًا. كان الضوء خافتًا، يتسلل عبر نوافذ صغيرة مغبرة، وهواء المكان محمل برائحة الورق القديم.
“المكان ده كأنه متجمد في الزمن…” همست مي بدهشة وهي تتجول بين الأرفف.
رد آدم بابتسامة: “عالم تاني فعلًا.”
بينما كانا يتنقلان، ظهر رجل عجوز يحمل مجموعة من الكتب. كان صاحب المكتبة، واسمه “الحاج إبراهيم”. كان يتميز بابتسامة ودودة، لكن عينيه كانتا تخفيان قصة طويلة.
“أهلا بالشباب… أول مرة تزوروا المكتبة؟” قال الرجل وهو ينظر إلى آدم ومي.
ردت مي بحماس: “أيوه، وأنا مبسوطة إني أخيرًا جيت.”
“الكتب هنا بتختار أصحابها… دوروا براحتكم وهتلاقوا اللي بيدور عليكم.” قال إبراهيم، قبل أن يتركهم ليعود إلى عمله.
بينما كانت مي تتنقل بين الأرفف، وقعت عيناها على كتاب قديم مغطى بالغبار. حملته بحذر ومسحت الغبار عن عنوانه: “أسرار من الماضي”. كان الكتاب يبدو مميزًا بطريقة غريبة.
“آدم، شوف الكتاب ده!” قالت مي، بينما آدم اقترب منها بنظرة متفحصة.
“باين عليه مهم، افتحيه.”
عندما فتحت مي الكتاب، سقطت منه ورقة قديمة عليها رسالة بخط اليد. كانت الرسالة غير مكتملة، لكن كلماتها كانت مؤثرة:
“إلى من يجد هذه الرسالة… قد تكون قصتي انتهت، لكنك أنت من سيكمل الحكاية. الحياة دومًا تمنحنا فرصة أخرى… ابحث عن الحقيقة في الماضي.”
نظرت مي إلى آدم باندهاش: “دي رسالة حقيقية؟”
رد آدم وهو يدرس الورقة: “واضح كده… بس الغريب إن صاحبها كان عارف إن حد هيلاقيها.”
شعرت مي برغبة عارمة في معرفة القصة وراء تلك الرسالة، وقالت بإصرار: “أنا لازم أرجع للمكتبة دي تاني وأعرف كل حاجة عن الرسالة دي.”
آدم، رغم أنه كان مترددًا في البداية، شعر بأن تلك الرحلة الغامضة قد تضيف شيئًا جديدًا لحياته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في الأيام التالية، بدأت مي تزور المكتبة بانتظام، لكنها لم تكن وحدها. هناك التقت بشخصية جديدة: “ليلى”، فتاة شابة تعمل متطوعة في المكتبة.
ليلى كانت مرحة جدًا، عكس مي الهادئة. كانت تتحدث كثيرًا وتضحك بصوت عالٍ، لكنها سرعان ما تعلقت بمي، وكأنها تبحث عن صديقة تشبهها.
“أنا بشتغل هنا عشان بحب الكتب، بس كمان بحب أسمع أسرار الناس… الكتب دايمًا بتحكي قصص، صح؟” قالت ليلى ذات يوم وهي تساعد مي في البحث عن معلومات عن الكتاب.
مي ردت بابتسامة: “يمكن أنا كمان عندي قصة، بس مش لاقية حد يسمعها كلها.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في إحدى المرات، أثناء زيارتها المكتبة مع آدم، اكتشفا وجود أوراق قديمة تشير إلى عائلة كانت تسكن في نفس المنطقة منذ سنوات طويلة، وأن هناك قصة معقدة متعلقة بالرسالة التي وجدوها.
بمساعدة الحاج إبراهيم وليلى، بدأوا رحلة البحث عن الحقيقة.
في تلك الفترة، لاحظ آدم أن اهتمامه بمي لم يعد مجرد تعاطف أو صداقة. كان يشعر أنه يريد حمايتها من كل شيء يزعجها، لكن فكرة فرق السن كانت تطارده باستمرار.
“آدم، في حاجة مضايقاك؟” سألت مي في أحد الأيام، بينما كانا يسيران معًا بعد خروجهما من المكتبة.
نظر إليها آدم بتردد وقال: “لا، بس بفكر فيكِ… إنتِ قوية رغم كل اللي مريتي بيه.”
ابتسمت مي وقالت: “يمكن لأني أخيرًا لقيت حد يسمعني… من زمان وأنا حاسة إن محدش فاهمني.”
في تلك اللحظة، أدرك آدم أنه أصبح جزءًا من حياتها، وهي أصبحت جزءًا من حياته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
بعد أيام من البحث والضغط النفسي، قرر آدم أن يأخذ مي وليلى إلى مكان هادئ ليغيروا جو. كانت الحديقة العامة مليئة بالأشجار الخضراء والزهور الملونة، والجو كان هادئًا وجميلًا.
“كنت محتاجة المكان ده أوي…” قالت مي وهي تجلس على العشب تحت شجرة كبيرة.
ليلى، كعادتها، كانت مرحة وقالت: “إحنا لازم نعمل نزهة كل أسبوع. ده علاج طبيعي للنفسية!”
ضحك آدم وقال: “فكرة حلوة… بس بلاش نسيب المكتبة كتير، يمكن نوصل لحل بخصوص الرسالة قريب.”
في تلك اللحظة، شعرت مي أنها لم تعد وحدها. أصبحت لديها صديقتان: ليلى، التي أضافت الكثير من المرح لحياتها، وآدم، الذي كان بالنسبة لها السند الذي افتقدته طويلًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
مع استمرار البحث، يكتشف آدم ومي أن الرسالة قد تكون مرتبطة بعائلة إبراهيم نفسه، وأنها تخفي سرًا قديمًا يتعلق بماضيه. في الوقت نفسه، يتطور الصراع داخل آدم بين مشاعره المتزايدة تجاه مي، ومحاولته الحفاظ على مسافة مناسبة بسبب فرق العمر.
يتبع…..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيره أوقعتني في حبها)