روايات

رواية صغيره أوقعتني في حبها الفصل الثاني 2 بقلم رنا تامر

رواية صغيره أوقعتني في حبها الفصل الثاني 2 بقلم رنا تامر

رواية صغيره أوقعتني في حبها الجزء الثاني

رواية صغيره أوقعتني في حبها البارت الثاني

صغيره أوقعتني في حبها
صغيره أوقعتني في حبها

رواية صغيره أوقعتني في حبها الحلقة الثانية

كانت مي تشعر وكأنها تعيش في عالم جديد تمامًا. علاقتها بآدم أصبحت شيئًا تعتمد عليه في حياتها. كل لقاء بينهما كان يُشبه نقطة ضوء في يومها المظلم. لم تعد تشعر بأنها وحيدة؛ أصبح هناك شخص يُصغي إليها، يهتم بما تشعر به، ويُعاملها بلطف لم تعتد عليه من قبل.

في أحد الأيام، بينما كانت تجلس في نفس الزاوية المعتادة بالكافيه، تأخر آدم قليلًا. شعرت مي بالقلق. اعتادت على حضوره في نفس التوقيت تقريبًا كل مرة، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتأخر فيها. بدأت تُقلب صفحات كتابها، لكن عقلها كان بعيدًا تمامًا.

فجأة، ظهر آدم أمامها، بملامحه المعتادة وابتسامته الهادئة، لكنه بدا مُتعبًا بعض الشيء. جلس أمامها وقال بابتسامة خفيفة:
“آسف، اتأخرت شوية النهارده.”

رفعت مي عينيها بسرعة وقالت بقلق:
“خير؟ إنت كويس؟”

أومأ آدم برأسه وقال بنبرة مُطمئنة:
“ما تقلقيش، بس كان عندي شغل كتير في الشركة. الضغط في الشغل الأيام دي زايد أوي.”

قالت مي بنبرة هادئة:
“واضح إنك محتاج تريح شوية.”

ابتسم آدم وقال مازحًا:
“ومين قال إني مش باخد راحتي؟ أنا معاكِ دلوقتي، وأهو ده أحسن وقت في يومي.”

شعرت مي بخجل شديد من كلماته. كانت تعلم أنه يقصد التخفيف عنها، لكنها لم تستطع إنكار السعادة التي شعرت بها حين قال ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
بينما كانا يتحدثان، شعرت مي بشيء مختلف في نظرات آدم. كان أكثر هدوءًا من المعتاد، وكأنه يُفكر في شيء ما. بعد دقائق من الصمت، قال فجأة:
“مي… تعرفي إني مكنتش متوقع إني أرتاح في وجود حد زيك؟”

نظرت إليه باندهاش، ثم قالت بخجل:
“زيي؟!”

قال آدم بنبرة صادقة:
“أيوة. فرق السن بينا كبير، وأنا دايمًا كنت شايف إن حياتي مشغولة بالشغل وبس، لكن إنتِ… غيرتي حاجات كتير جوايا.”

شعرت مي بارتباك شديد. كانت كلمات آدم تحمل الكثير من المعاني التي لم تكن تعرف كيف ترد عليها. قال لها آدم بجدية:
“بس فيه حاجة لازم تكوني عارفاها… أنا مش عايز أعمل حاجة تزعلك أو تضايقك.”

ابتسمت مي بخفة وقالت بصوت هادئ:
“أنا عمري ما حسيت بالراحة مع حد زيك يا آدم. مش مهم فرق السن، المهم إنك كنت جنبي وقت ما كنت محتاجة حد.”

شعر آدم بتأثر كبير بكلماتها. كان يعلم أن مشاعره تجاهها تتطور بشكل كبير، لكنه كان دائمًا مترددًا بسبب الفجوة العمرية بينهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
وفي اليوم التالي، أثناء جلوس آدم مع صديقه المقرب “سامي”، بدأ سامي يتحدث معه قائلًا:
“يا آدم، إنت الفترة الأخيرة شكلك مُختلف. فيه حاجة شاغلة بالك ولا إيه؟”

حاول آدم أن ينكر، لكنه في النهاية قال بعد لحظة صمت:
“مفيش حاجة… بس فيه بنت قابلتها بالصدفة، وشايف إنها مميزة.”

نظر سامي إليه باندهاش وقال:
“بنت؟! إنت بتتكلم جد؟ عمرنا ما شُفناك بتقول كده قبل كده. مين دي؟”

قال آدم بنبرة هادئة:
“هي بنت صغيرة… أصغر مني بكتير. عندها مشاكل في بيتها، وواضح إن حياتها مش سهلة، وأنا حسيت إني عايز أساعدها.”

ضحك سامي بخفة وقال:
“بس إنت كده بتدخل نفسك في موضوع مش سهل، فرق السن مش حاجة بسيطة.”

أومأ آدم برأسه وقال بجدية:
“عارف، وده اللي مخوفني. أنا مش عايز أظلمها أو أسيب انطباع غلط.”

قال سامي بجدية:
“لو إنت شايف إنك مرتاح معاها، اتأكد بس إن مشاعرك حقيقية، وإنك مش بتتعلق بيها لمجرد التعاطف.”

كلمات سامي جعلت آدم يُفكر بعمق في الأمر. كان يعلم أن مي أصبحت جزءًا مهمًا من يومه، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان هذا صحيحًا من ناحية مشاعره أم مجرد إحساس بالمسؤولية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في اليوم التالي، قرر آدم أن يُقابل مي كالعادة، لكنه شعر بضرورة الحديث معها بصراحة. جلسا في الكافيه وبدأ الحوار بنبرة جدية:
“مي، ممكن أتكلم معاكِ بصراحة النهارده؟”

نظرت إليه مي بتوتر وقالت:
“طبعًا، خير؟”

قال آدم بوضوح:
“أنا عارف إن فيه فرق سن كبير بينا، وده شيء مش بسيط. أنا خايف أكون بأقرب منك بطريقة ممكن تزعجك أو تخليكِ تفهميني غلط.”

نظرت مي إليه وقالت بثقة:
“آدم، أنا عارفة كل ده. بس مشاعري واضحة، وإنت الوحيد اللي فهمني وكنت جنبي.”

تأثر آدم بكلماتها، لكنه قال بنبرة هادئة:
“مشاعرك دي مهمة، وأنا كمان… حسيت معاكِ بحاجات جديدة عليّ، بس خلينا ناخد الأمور خطوة بخطوة.”

قالت مي بابتسامة خفيفة:
“أهم حاجة إنك ما تسيبنيش.”

ابتسم آدم وقال:
“عُمر ما هيحصل.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
لكن الأيام التالية لم تكن هادئة كما توقعا. بدأت والدة مي تُلاحظ تغيّرها، وبدأت تطرح عليها أسئلة كثيرة:
“إنتِ بتخرجي فين كل يوم؟ وليه شكلِك متغير كده؟”

شعرت مي بالارتباك، وحاولت أن تُخفي الحقيقة، لكنها كانت تعلم أن والدتها لن تتوقف عن الشك.

في نفس الوقت، كان آدم يتلقى ضغطًا من أسرته بشأن زواجه. والدته كانت تقول له باستمرار:
“عمرِك 30 سنة يا آدم، ولازم تفكر في مستقبلك. مش هتفضل كده لوحدك طول العمر.”

كان آدم يشعر بأنه محاصر بين ما يشعر به تجاه مي، وبين التوقعات التي يفرضها عليه مجتمعه وأسرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
في أحد الأيام، بينما كانا يجلسان في الكافيه كالعادة، قال آدم لمي:
“لازم أواجه نفسي وأواجهك بالحقيقة… أنا خايف من اللي إحنا فيه.”

نظرت مي إليه وقالت بحزن:
“خايف من إيه؟”

قال آدم بنبرة صريحة:
“خايف أكون بأقرب منك وبوعدك بحاجات مش هقدر أنفذها.. إنتِ تستحقي حياة هادية ومستقرة.”

قالت مي وهي تحاول إخفاء دموعها:
“إنت الوحيد اللي حسسني إن ليّا قيمة… لو هتمشي وتسيبني، قول من دلوقتي.”

نظر آدم إليها بحزن وقال:
“أنا مش هسيبك، بس لازم نكون أقوياء قدام أي تحدي هيواجهنا.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ✦
ترك آدم ومي هذا اللقاء وهما يشعران بثقل ما يواجهانه. كان كل واحد منهما يُفكر في المستقبل وما يحمله لهما. هل سينتصر الحب رغم كل العقبات؟ أم ستكون الفجوة العمرية والمجتمعية أكبر من أن يتخطياها؟

لكن في أعماق كليهما، كان هناك أمل خافت بأن هذه العلاقة لن تكون مجرد محطة عابرة في حياتهما

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيره أوقعتني في حبها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى