روايات

رواية شياطين الانس الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سمير

رواية شياطين الانس الفصل الخامس 5 بقلم سلمى سمير

رواية شياطين الانس الجزء الخامس

رواية شياطين الانس البارت الخامس

شياطين الانس
شياطين الانس

رواية شياطين الانس الحلقة الخامسة

#اسكريبت
#شياطين_ألانس
#براءة_خادعه
#الحكاية_الثالثه
***************
لم تُصدِّق الفتاة ما حدث لها. بدت وكأنها في غيبوبة من الصدمة، غير قادرة على استيعاب هل حقًا فقدت شرفها وعذريتها قبل زفافها بشهرين. شعرت وكأن العالم بأسره قد انهار على رأسها، فانهارت باكية، وصوتها المرتعش يخترق سكون الغرفة. تردَّدت كلماتها كصدى للوجع:
حسبي الله ونِعم الوكيل فيكي… ربنا ينتقم منك! ومن اللي زيك يارب… يارب انتقم لي منها، وافضحها ولا تسترها، لا دنيا ولا آخرة!
كانت كلماتها مليئة بالمرارة والحزن، وكأنها تخاطب السماء بحثًا عن عدالة ضائعة. فجأة، توقف صوتها الحاد، وأخذت تلتقط أنفاسها المضطربة. لوهلة، لاحت عيناها على السكين الموضوع بجانب الفاكهة على الطاولة، فتقدمت نحوه بخطى مُرتبكة ولكن ثابتة. أمسكته بيدٍ مرتعشة، ثم استدارت فجأة إلى نجوان وقد اشتعلت عيناها بنارٍ لم تُرَ من قبل. وضعت السكين على رقبتها وصاحت بثورة كادت أن تُزلزل الغرفة:
انطقي يا كلبة! مين كان معايا وضيع شرفي؟ و الصور دي مصدرها إيه؟ وفين الأصل؟
أسمعي أنا معنديش اللي أبكي عليه… لو منطقتيش دلوقتي هقتلك… وهقتل نفسي… وأرتاح من الذل والعار!
كانت لهجتها تُرهب كل من يسمعها، وكأنها أصبحت امرأة أخرى، لم تعد تلك الفتاة الضعيفة التي تُكسر بسهولة.
أما نجوان، فلم تكن تتوقع أن تنهض تلك الفتاة المصدومة بتلك القوة والصلابة. كانت تعتقد أن انهيارها سيستمر طويلًا، وأنها ستظل غارقة في دموعها، ولكنها فوجئت بامرأة جريئة لا تعرف الخوف. شعرت حينها بالرهبة، وأدركت أن التراجع لم يعد خيارًا، خاصة حين شعرت بحدِّ السكين يضغط على رقبتها. استسلمت مُكرهة، وعيناها تتوسلان النجاة، وقالت بخنوع يملؤه التخاذل:
الموبايل… الموبايل فيه صورك كلها والفيديو… اتفضّلي. أمَّا الراجل اللي كان معاكي ده زبون طياري… خد مزاجه وهِبأ
. لو نيتك يصلح غلطته وبتجوزك… يبقى بتحلمي. اللي خدُه منك هو كل اللي يتمناه… مَبقاش عندك حاجة تتباع غير جسمك… شرفك بَحّ!
تراجعت يد الفتاة للحظة، وكادت أن تسقط السكين من يدها. شعرت وكأنها تلقت طعنة جديدة، ولكن هذه المرة كانت الطعنة من كلمات نجوان المسمومه. مع ذلك، سرعان ما استعادت شجاعتها، وتذكرت سمعة أبيها، الذي لطالما عاش حياته نقيًا كالثلج بالنسبه لها، فأحسَّت أن سقوطها قد يُدمر كل ما بناه والدها من احترام ووقار.
أخذت تشد السكين بقوة أكبر على عنق نجوان لدرجة أن قطرات الدم بدأت تسيل. نظرت إليها بعينين كالجمر، وقالت بصوت يحمل في طياته الغضب والعزيمة:
قولتي الصور والفيديو على الموبايل؟ قولي كلمة السر… قوليها دلوقتي وإلا هتشوفي الموت بعينك!
كانت الغرفة تتسم بالتوتر والخوف. لم يكن هناك صوت يُسمع سوى الأنفاس الثقيلة والارتعاش الذي أصاب كلتيهما
ارتبكت نجوان وهي تنظر إلى الهاتف في يدها. لم تكن واثقة من قدرتها على مواجهة الحقيقة، فقد كان فتح الهاتف يعني الكشف عن أسرارها الخاصة التي حاولت طمسها طويلًا. حاولت التهرب من إعطاء كلمة السر، لكن الغضب المتزايد الذي اشتعل في عيني الفتاة جعلها تدرك أن المراوغة لم تعد خيارًا. استسلمت في النهاية، وقدمت لها كلمة السر.
بيدٍ واحدةٍ مرتعشة، فتحت الفتاة الهاتف ودخلت على ملف الصور. لم تكن تتوقع ما رأته، فقد كانت الصدمة أكبر مما تخيلت. بين الصور التي رأتها، وجدت صورة الزوجة التي فارقت الحياة بين ذراعي أبيها، لتُعيد إليها تلك الصورة ألمًا مزدوجًا. انقبض قلبها، وتملكها شعور بالاشمئزاز والغضب، فبصقت على الشاشة باستحقار قبل أن تحذف جميع الصور بعد أن احتفظت ببعضها على هاتفها الخاص.
تابعت البحث، ودخلت على الرسائل لتتأكد من أنها لم تُرسل الصور إلى أي شخص آخر. لكنها لاحظت وجود محادثات غريبة، بينها صور حقيقية للزوجة وصور مزوَّرة تشوه سمعتها. لم تفهم سبب احتفاظها بها، ولكنها أخذت تلك المحادثات معها قبل أن تمحيها نهائيًت دون أن تعرف دوافعها الحقيقية للاحتفاظ بها ولماذا؟!.
عندما تيقنت أن نجوان لم تعد قادرة على استعادة الصور أو استخدامها لفضحها او فضح غيرها، أطلقت فيروسًا على الهاتف ليُدمره بالكامل، حتى لا تترك لها أي أمل في استعادة الملفات المحذوفة. ألقت الهاتف المدمَّر إلى نجوان وقالت بصوت يحمل قسوة خادعة:
أنا يمكن مقدرش انتقم منك… لكن عندي ثقة في الله إنه هيأخد لي حقي وهيرده فيكي يا مجرمة… يا أحقر خلق الله. فوضت أمري لله فيكي.، منك لله،
دفعتها بعيدًا عنها بقوة، ثم التقطت ملابسها المبعثرة وارتدتها سريعًا. كانت دموعها تختنق في حلقها، وقلبها يتمزق من الألم والمرارة. شعرت وكأنها تودع كل شيء كانت تعرفه عن نفسها، وكل ما تبقى من شرفها الذي سُلِب منها بوحشية.
خرجت من الشقة بخطوات متثاقلة، تترنح وكأنها تحمل على كتفيها أطنانًا من الأحزان. كانت تسند جسدها المُنهك على الجدران، تكاد لا تقوى على السير بسبب الألم الجسدي والنفسي الذي سببه مغتصبها. أوقفت سيارة أجرة، وأعطت السائق عنوان منزلها.
بينما السيارة تنطلق، لم تكن تدرك أن هناك عينًا تراقبها من بعيد، تتبعها في صمت حتى وصلت إلى شقتها. دفعت أجرة السائق وصعدت إلى شقتها ببطء، تتملكها مشاعر متضاربة بين الانهيار والغضب. بمجرد أن أغلقت الباب خلفها، هرعت إلى المرحاض.
كان الاستحمام بالنسبة لها محاولة يائسة لمحو آثار الجريمة التي نُقشت على جسدها. كانت تغسل جسدها بقوة وكأنها تحاول محو بصمات مغتصبها وعلاماته التي تركها وكأنها وشم على روحها. انهمرت دموعها بلا توقف، تبكي شرفها الذي فقدته، وتبكي حبها الذي لن تتمكن من الحفاظ عليه.
استمرت في البكاء حتى خارت قواها، وخرجت من المرحاض بجسد مُنهك وروح مُثقلة بالآلام. جففت نفسها وارتدت ثيابها الداخلية، ثم لفت جسدها المُتعب بإسدال الصلاة. وقفت تُصلي، تُناجي الله أن يمنحها قوة تُعيد لها توازنها، أن يرحمها من شر ما كُتب عليها، ويهديها إلى الطريق الصحيح قبل أن تندفع نحو قرار قد يُنهي حياتها.
في كل سجدة كانت دموعها تتساقط بغزارة، وكل دعاء كان يخرج من قلبها وكأنه نداء أخير للنجاة. ظلت تُصلي وتدعو حتى خذلها جسدها، وجثت على الأرض باكية. نامت وهي تناجي الله، غافلة بين يديه، تحاول أن تجد في النوم مهربًا من واقعها الموجع.
***************
في بيت الشيطانة نجوان،
دلف إليها أحد رجالها، حين رأها بدت على وجهه علامات القلق والريبة. عندما لاحظ ضمادًا على رقبتها، فأثار ذلك فضوله، فسألها بتوجس:
جرالك إيه يا ملكة؟ ومين عمل فيكي كده؟
نظرت إليه بنظرة خالية من الاهتمام، وكأن الجرح لا يعنيها بشيء، ثم ألقت إليه هاتفها الخلوي بعصبية وقالت بنزق:
خُد شوف حل في الموبايل ده. محتاجة اللي عليه بأي طريقة… ده وسيلتي لتدمير الكلبة اللي كانت هنا!
تناول الرجل الهاتف وبدأ يتفحصه باهتمام، ثم مط شفتيه بأسف واضح وقال:
للأسف… البوردة اتحرقت، وبالتالي كل اللي عليها اتنسف. عوضك على الله.
شعرت بغضب يعتصرها، فقبضت على فكها بشدة، وقد بدأت أفكار الانتقام تتوهج في ذهنها. لم تستطع تقبل أنها فقدت الفتاة التي أرادت أن تدمرها. كيف تجرأت تلك الفتاة على أن تُمحي كل الأدلة؟! لقد أفلتت بفعلتها بسهولة، رغم أنها لم تكتفِ بإهدار شرفها، بل سعت للانتقام منها وجرح كبريائها.
جلست على الفراش، واضعة ساقًا فوق الأخرى، تحاول استعادة هدوئها، ثم سألت بصوت يحمل مزيجًا من الحنق واللامبالاة:
خلاص… يبقى كفاية اللي نالته. المهم… رجب جه؟
ابتسم الرجل بخبث وقال:
هو يقدر يتأخر؟ طبعًا جه… وجاهز ليكي يا ملكة!
نهضت من مكانها، وعدّلت من هندامها، ثم نظرت إليه بمكر وقالت:
حلو… تعال ورايا. نخلص عليها… ونسلي نفسنا بيه بالمرة هو كمان!
خرجت من الغرفة بخطوات واثقة، وكان السامر في الخارج ما يزال مشتعلًا. الجو مشحون بالضجيج والفساد، حيث تتمايل الفتيات وتتراقص على أنغام الموسيقى، والجميع منشغل في عالمه الخاص.
وسط هذا الصخب، وقف شاب بعيدًا عنهم، يبدو عليه الإرهاق والضياع. كان جسده يرتجف، وعيونه الزائغة تبحث عنها بلا كلل.
اقتربت نجوان منه بخفة، وابتسمت بخبث حين لاحظ ارتياحه لرؤيتها. ما إن اقترب منها حتى انحنى وقبّل يدها برجاء قائلاً:
يا ملكة حياتي… أنا تعبان ومحتاج ليكي. جسمي مولّع!
نظرت إليه بنظرة ماكرة، ثم غمزت بعينيها وقالت له بأمر حازم:
حصلني على أوضتي… يلا بسرعة!
دلفت إلى غرفتها بخطوات بطيئة، وكأنها تستمتع بتحكمها في الموقف. تبعها “رجب” خاضعًا، وما إن أغلق الباب خلفه حتى ركع أمامها وقبّل قدميها، مستجديًا بصوت يملؤه الخنوع:
الكيف يا ملكة… مش متحمّل! جسمي مولّع!
ابتسمت بخبث، ثم مدت يدها له بورقة صغيرة وقالت:
دي هتعمل معاك واجب… بس قصير. لو عايز الجرعة كاملة، أختك عبير تكون هنا خلال ساعة. تسلمها بإيدك للزبون اللي طلبها. أوعدك بعدها أقضي ليلة في حضنك… زي أول يوم ليك هنا. قلت إيه؟
كانت كلماتها تتسلل إلى عقله كسمٍ زعاف، تغرس فيه اليأس والخضوع. لم يكن أمامه خيار سوى الانصياع لأوامرها، وهو يدرك أنه يبيع ما تبقى من كرامته، وكل ما يملكه، في سبيل جرعة تنهي ألمه المؤقت.
ارتجف جسد رجب بعنف، وكادت كلماته أن تخرج معترضة، علي طلبها المستحيل ، لكنه توقف عند سماع صوتها البارد الذي يحمل في طياته خبثًا شيطانيًا:
قبل ما ترفض، اسمعني… هي ليلة واحدة هتقضيها معاه وقدام عينك. وبعدها هترجع معاك زي ما جت. ومش كده وبس، الكيف هيكون ليك ببلاش على طول. كل ما تطلب كيف أو مزاج هتلاقيني تحت أمرك. وكده كده هي مطلقة، مش هتخسر حاجة لما ترضي الزبون وتحافظ على أخوها من الضياع. قلت إيه؟
كان الألم ينهش جسده، يزيد من قسوته مع كل لحظة تمر. نظر إليها بعينين متوسلتين، ثم اختطف الورقة من يدها بتردد واضح وقال بصوت خافت:
مش عارف أقولك إيه… أنا هاخد الجرعة الأول، وبعدها نفكر في اللي طلبتيه.
ضحكت نجوان ضحكة شيطانية، وانتظرت أن يأخذ الجرعة. وحين غاص في نشوته المؤقتة، اقتربت منه وهمست بخبث:
مفعول الجرعة دي مش هيستمر ساعة. ولما يرجع هيكون أشد وأعنف، لأن الجرعة دي محفزة للألم، مش مسكنة. صدقني… لو مكنتش خدتها، كان أحسن ليك.
ثم دفعته بعيدًا عن قدميها بغلظة وقالت بنبرة صارمة:
اتفضل اطلع بره أوضتي. وبعد ساعة… لو مكنتش أختك هنا، أوعى توريني وشك تاني. فاهم؟
نهض رجب وهو يشعر بالنشوة المؤقتة تغمر جسده. خرج من الغرفة بخطوات مترنحة، يقنع نفسه بأن ما قالته لن يحدث. لكن سرعان ما بدأت الحقيقة تظهر. لم تمر سوى دقائق، وبدأ جسده ينتفض من جديد، والاحتياج يشتعل بداخله كالنار.
اقترب من أحد رجال نجوان، يسأله بفزع:
هي الملكة بجد قصدت اللي قالته؟ واحتياجي هيكون أشد وأعنف؟ أنا مش بتحمل الألم ده… ازاي هتحمله لو كان أعنف؟ قولي أعمل إيه قبل ما يسيطر عليا؟
ابتسم الرجل بسخرية، ثم أمسك يده وأشار إلى أحد الزبائن الجالسين في مجلس السمر، والذي كان يلقي الأموال على الراقصات بلا حساب. قال له بنبرة تحمل التلميح والترغيب:
شايف الزبون ده؟ هيموت ويقضي ليلة مع أختك. اشتري نفسك بالليلة دي، وكل اللي هتطلبه بعد كده هيكون تحت رجلك. وكمان أختك… هينوبها من الحب جانب.
ثم دفعه برفق نحو الباب للخروج وأردف:
مفيش وقت. احتياجك هيزيد وهتتعب أكتر، ويمكن تروح فيها. روح هات أختك وتعالى. وبعدها… عيش واتهنى بحياتك. دا غير إن الملكة هتكون تحت رهن إشاراتك.
تنهد رجب بقوة، وظهر الألم على ملامحه وهو يضع يده على جسده الذي بدأ يشعر فيه بألم ينتشر ببطء لكنه لا يرحم. قال بصوت مكتوم:
الظاهر… مفيش مهرب. جهز كل حاجة… وأنا هجيب أختي وأجي. بس… هو زبون فاهم؟ بس مفيش غيره!
أومأ الرجل له بالإيجاب، كمن يطمئنه كذبًا، فانطلق “رجب” بخطوات مثقلة إلى بيته. كانت نفسه تصرخ بالرفض، لكنه كان مُستعبدًا لاحتياجه، مسيرًا لا مخيرًا.
حين وصل إلى بيته، كان يعلم أنه على وشك اقتراف جريمة لا تُغتفر، أنه سيُسلم أخته الطاهرة إلى وكر الأفعى نجوان لتُدنسها وتُسلّم جسدها لمن لا يستحق، فقط لإرضاء نزواتها وشهوة أحد زبائنها الحقيرين. كان يعلم، لكنه لم يكن قويًا بما يكفي ليقاوم الالم جراء ادمانه
***************

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شياطين الانس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى