روايات

رواية شياطين الانس الفصل الثالث 3 بقلم سلمى سمير

رواية شياطين الانس الفصل الثالث 3 بقلم سلمى سمير

رواية شياطين الانس الجزء الثالث

رواية شياطين الانس البارت الثالث

شياطين الانس
شياطين الانس

رواية شياطين الانس الحلقة الثالثة

#اسكريبت
#شياطين_الانس
#عذرية_مسلوبة
#الحكاية_الثانية
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
عادت نهال إلى أوراقها، تكمل ما بدأته عن الأفعى نجوان وأفعالها المشينة، ودموعها تبلل الصفحات وهي تتذكر ما عانته الزوجة البريئة التي أهدروا كرامتها قبل أن تصعد روحها الطاهرة إلى بارئها. كتبت بحزن:
كان موت الزوجة ينبغي أن يكون درسًا يجعل نجوان تتوب وتعود إلى الله، لكنها، ويا للأسف، زادت في طغيانها، واستمرت في العبث بحياة الآخرين. كانت تبحث عن لذةٍ مريضة في تحويل حياة النساء إلى جحيم، كما لو أنها تسعى لتحويلهن إلى شياطين مثلها
بعد أن لفظت الزوجة أنفاسها الأخيرة بين يدي الرجل، خرج مذهولًا يبحث عن نجوان ويستنجد بها، ظنًا منه أنها قد تنقذها. دخلت نجوان إلى الغرفة، وحاولت التظاهر بإنقاذها، لكنها سرعان ما تأكدت من وفاتها. شعرت للحظة بالخوف من قوة القدر، وكأن الله قد أخذ أمانته ليحمي هذه الروح البريئة من دنس الأرض.
عندما أيقنت نجوان أن الزوجة فارقت الحياة، قررت التخلص من الجثمان بذكائها الماكر. اتصلت بمن كان يشاركها أفعالها الدنيئة، وهو المسؤول عن تركيب الصور الزائفة التي استخدمتها لابتزاز الضحية.
جهز نفسك، في مصيبة لازم نخلص منها بسرعه قبل ما حد يشم خبر.
كان الرد الرجل حاسم وجازم:
مسافة السكة يا ملكة
حينها نظرت إلي الزوجة برعب وارتبكت بحدة عندما فكرت في ستر الجثمان. ألبستها ملابسها وسترتها، كأن شيئًا ما بداخلها يدفعها لهذا التصرف، دون أن تدرك أنه مشيئة الله الذي أراد أن يحفظ ستر الزوجة حتى بعد موتها.
اتي الرجل ومعه شخص آخر حمل الجثمان إلى بيت الزوجة، ووضعاه أمام باب شقتها. طرقا الباب واختفيا بسرعة البرق، خشية أن يراهما أحد.
*********
فتح الزوج العابث الباب ليرى جسد زوجته مسجّى أمامه على الأرض، وقد فارقتها الحياة. للحظة، تراجع إلى الوراء وكأنه يرفض تصديق ما يراه.
تلك التي كان يصفها بالنكدية وغير المتجاوبة، أصبحت الآن مجرد جسد بلا روح، وتركت خلفها فراغًا يعجز عن احتماله.
ركع بجوارها، دموعه تسبق كلماته، ويداه ترتجفان وهو يمسك بيديها الباردتين، يقبلهما بشوق وندم:
ارجعي لي… أرجوكي ما تسيبينيش. أنا آسف… والله ما كنت أعرف قيمتك، كنت بشوفك نكدية وإنتِ اللي شايلة كل حاجة. حرام عليك… ارجعي، يا حبيبتي. أنا من غيرك ما أقدرش أعيش.
انهار إلى الأرض، رأسه بين كفيه، يصرخ بألم لا حدود له:
أنا ظلمتك، عارف… دايمًا كنت باجي عليك، وكل مرة أقول خلاص، المرة الجاية هبقى أحسن، بس ما عملتش حاجة. إنتِ اللي كنت شايلة الهم لوحدك، وأنا كنت ببص لغيرك… سامحيني! بس قوليلي، أعمل إيه من غيرك؟
رفع عينيه إلى السقف وكأنه يناجي الله:
يا ريتني أنا اللي كنت مت… يا ريتني أنا اللي كنت مت وإنتِ كنتي عشتي ليهم، علشان إنتِ أحسن مني بكتير. كنتي هتفديهم بحياتك، وأنا ضيعتهم… زي ما ضيعتك.”
ظل يبكي ويحتضنها، وكأن دموعه قد تعيد إليها الروح، لكن هيهات. الموت أخذها بعيدًا، ولم يتبقَ سوى الذكريات وندم لا يُحتمل.
*******
أما نجوان، تلك الشيطانة، فقد انصرفت إلى التفكير في فريستها التالية. كان انتقامها الآن موجهًا نحو ابنة الرجل الذي كان مع الزوجه حتى تنتقم منهم جميعا كأنها تريد ان تجعل من كل فتاة فاسقة مثلها
في اليوم التالي، التقت نجوان الي الرجل، الذي بدا عليه الإنهاك النفسي والجسدي. جلس أمامها مذهولًا، يتحدث بصوت مكسور:
أنا مش قادر أصدق اللي حصل. واحدة تموت وهي في حضني؟! هو الموت قريب كده؟”
اقتربت نجوان منه بخبث، ربتت على كتفه بدلال وقالت:
ده قضاء وقدر، مالكش ذنب. دلوقتي قوم، روح بيتك، خدلك دش دافي ونام. بكره تصحى تنسى كل حاجة.”
نظر إليها بحيرة واستغراب:
إزاي؟ إزاي تقدري تكوني صلبة كده؟ معقول معندكيش أي إحساس بالذنب على اللي عملناه؟
ابتسمت نجوان ببرود وقالت:
الحياة ما بتقفش علي حد، ولازم نكمل. أنت محتاج ترتاح. بلاش تفكر كتير.وقولتلك ده قضاء الله
ارتجف الرجل من إنكارها الذنب وقال بذعر:
أنا خايف من الموت وعقاب ربنا،
ردت بسخرية واضحه من الموت الحقيقة الوحيدة في الحياة وقالت :
انت خايف من الموت للدرجة دي؟ على فكرة، الموت بيقرب من اللي بيفكر فيه. انسى اللي حصل، حب الدنيا وعيشها زي ما تحب، وخد منها اللي يمتعك. الموت هييجي وقت ما يجي. لكن بلاش تقعد تفكر فيه من دلوقتي. هتفضل قافل على نفسك وخايف من بكرة؟
عيش لحياتك وبلاش الحزن… مش بيدوم لحد.
بقولك إيه، قوم دلوقتي روح بيتك. تعال بكرة، وأنا هاعملك أحلى حفلة. مع بنت خبرة هتخليك تعيش اللي عمرك ما عشته. يلا سلام يا باشا.
تركته وهو يغرق في شعوره بالذنب، بينما خططها الدنيئة بدأت تنسج خيوطها على ضحية جديدة.
*******
خرج الرجل من عندها، ولم يكن يعلم أنها تدبر مكيدة لابنته البريئة لتلقي بها في هاوية الحضيض مثل غيرها.
عاد الرجل إلى البيت منهك القوى، محطم النفس. حين دلف من الباب، هرعت إليه ابنته ملك وسألته بلهفة:
بابا، أنت كنت فين؟ اتأخرت قوي كده ليه؟
ربت على شعرها بحنان وقال بصوت منهك:
معلش يا حبيبة بابا… أنا تعبان دلوقتي. سبيني أدخل أرتاح، ولما أصحى هاحكيلك كل حاجة.
قطبت الفتاة حاجبيها بحزن وقالت:
بس أنا كان نفسي تشوف الحاجات اللي جبتها وتقولي رأيك.
سرق الأب ابتسامة حزينة ورسمها على شفتيه بحنان وقال:
ماشي يا حبيبة قلب بابا. يلا روحي هاتيهم… مش هنام قبل ما أشوفهم وأقولك رأيي بصراحة.
ضحكت الفتاة وهرعت إلى غرفتها لتحضر ما اشترته، لتُريه لأبيها. حملت المشتريات إليه وقدمتها له بحماس، فأخذها منها وهو ينظر إليها بلا تركيز، لكنه أراد أن يُرضيها. ثم قال مباركًا:
مبروك عليك يا حبيبتي… عقبال ما أشوفك بفستان الفرح.
ثم تابع بصوت خافت:
يلا، أنا هدخل أنام شوية… ولما أصحى، نقعد ونتكلم براحتنا.
تركها ودخل غرفته لينام، ولم يكن يعلم أنها ستكون آخر مرة يراها فيها سعيدة وآمنة بين يديه.
عاد الرجل إلى غرفته محطّم النفس، منهك الجسد، وهو يحمل على عاتقه أعباء الذنب والخطيئة. ألقى بجسده على السرير، لكن عقله لم يمنحه الراحة. كانت صورة الزوجة البريئة التي فاضت روحها بين يديه تطارده، وكأنها تذكره في كل لحظة بخيانته وبطغيان الشيطانة التي سمح لها بالتحكم بمصيره.
كيف فعلت ذلك؟ كيف سمحت لنفسي بالمشاركة في هذه الجريمة؟ لقد اختارت الموت حفاظًا على شرفها، وأنا كنت سببًا في إنهاء حياتها…!
ضغط على رأسه بيديه، وكأن الألم الذي يعتصر روحه يكاد يمزقه. لم يستطع الهروب من صدى كلماتها الأخيرة، من نظراتها التي كانت تستجديه بالرحمة.
وفي الخارج، كانت ابنته الصغيرة تجلس في غرفتها، ترتب أغراضها الجديدة بفرحة طفولية، لا تعلم أن والدها يحمل عبئًا قد يسلبها ابتسامتها إلى الأبد.
أما نجوان، فلم تضيّع الوقت. كانت تخطّط بخبثها المعروف للإيقاع بالفتاة البريئة.
لازم أخلّيه يدفع الثمن . لو كان هو سبب في موت مراته، بنته كمان لازم تدفع تمن غبائه.”
كانت الشيطانة تعلم جيدًا كيف تستخدم نقاط ضعف الرجل وتحولها إلى سلاح يُمكّنها من تنفيذ خططها الدنيئة.
لكن، وسط هذا الظلام، كان هناك سؤال يحوم في ذهن الرجل وهو يحاول الهروب من الحقيقة:
هل يمكن أن أهرب من أفعالي؟ وهل يمكن أن أستعيد شيئًا مما ضاع؟
الجواب كان واضحًا أمامه، لكنه لم يجرؤ على مواجهته بعد.
.. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .. ☆

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شياطين الانس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى