رواية شهادة قيد الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم دودو محمد
رواية شهادة قيد الجزء الرابع والثلاثون
رواية شهادة قيد البارت الرابع والثلاثون

رواية شهادة قيد الحلقة الرابعة والثلاثون
انفتح الباب فجأة، ودخل شريف بأنفاس لاهثة، يلهث كمن قطع مسافة طويلة، وقال:
“لاقيت ذات يا مهران…”
انتبه مهران وماهر له بتلهف وقلق، وتحدث مهران بحماس:
“بجد لاقيتها فين يا شريف؟”
جلس شريف على المقعد المقابل، واستجمع أنفاسه المتقطعة، وقال:
“في الامارات، واحد زميلي كان في مؤتمر طبي هناك. أنا كنت نزلت صورتها عندي في المصحة كذا مرة، علشان لو حد شافها وكده. المهم، لاقيته بيتصل بيا النهاردة وبيقولي إنه شافها شغالة بتغسل أطباق في مطعم هناك أثناء ما كان بياكل. أول ما قالي كده، طلبت منه يصورها ويبعتلي الفيديو…”
أعطاه الهاتف وقال بسعادة ممتزجة بالتوتر:
“وده الفيديو اللي بعته ليا.”
أمسك مهران الهاتف بسرعة، ونظر إلى الشاشة، فاندفعت دموعه. حرك أصابعه على شاشة الهاتف، وتكلم بصوت مختنق:
“يا الله، واحشتني أوي، بس شكلها متبهدل أوي.”
تكلم شريف بتوتر واضح وقال:
“بس فيه حاجة لازم أقولها ليك.”
نظر له مهران باهتمام وتحدث بتساؤل:
“حاجة إيه دي؟”
توقفت الكلمات في حلقه، وحاول أن يتحدث بصعوبة:
“دكتور هاني بيقولي إنها بتتعاطى، وده شئ بيبقى واضح لينا أحنا كدكاترة. بنعرف الشخص ده مدمن ولا لأ قبل أي فحص طبي.”
ارتسمت ملامح الصدمة على وجه مهران، وتحدث بعدم تصديق:
“م م معقول ذات رجعت للإدمان تاني، لا مستحيل، ذات وعدتني إنها عمرها ما هتضعف تاني، ليه؟”
تحدث شريف بنبرة هادئة تحاول التخفيف:
“بص، هي ممكن تكون اتعرضت لحاجة كبيرة هي اللي وصلتها ترجع ليه من تاني. لأنه من الطبيعي المتعاطي إرادته ضعيفة قصاد المخدرات حتى بعد العلاج، لأن بتفضل نسبة صغيرة في الدم، بتاخد وقت كبير على ما تطلع منه. علشان كده، بعد الشفاء منه، لازم يتعمل برنامج تأهيلي جسدي وسلوكي، وازاي متضعفش تاني تحت إغراءات الإدمان، وده محصلش مع ذات. الأحداث اللي حصلت كانت وراه بعضها، ملحقناش نعملها البرنامج ده. علشان كده، هي رجعت ليه تاني، وللأسف، المرحلة اللي وصلت ليها ذات دي صعبة ومتأخرة. نهايتها ممكن تكون تلف الكبد، أو تلف في الدماغ، أو سكتة دماغية، أو تسمم في الدم، وف النهاية الم…”
تدخل مهران بسرعة وصرخ:
“متكملش يا شريف، ذات هتبقى كويسة، هعالجها، وهترجع أحسن من الأول.”
ربت شريف على قدمه، وتحدث بحزن لصديقه:
“إن شاء الله يا مهران. ناوي تعمل إيه دلوقتي؟”
نهض مهران بسرعة، وعيناه مشتعلة بالتلهف والاشتياق:
“هروح ليها طبعا، هرجعها تاني لحضني. بس خلي زميلك ده يبعت العنوان بالظبط فين.”
أومأ شريف برأسه بالموافقة، واستقام بجسده، وتحرك نحو ماهر، واقترب من أذنه، وتكلم بصوت هامس:
“ياريت اللي سمعته هنا، أبوك ميعرفش حاجة بي. لأن المرادي لو مهران عرف إنك لسه بتعرف أبوك أخباره، هتخسره مدى الحياة.”
ثم ربت على كتفه وغادر المكتب، تاركًا إياهم في دوامة من المشاعر.نظر مهران إلى ماهر باستغراب، وسأله بتساؤل:
“شريف كان بيقولك إيه؟”
ابتلع ريقه بصعوبة، وقال بتوتر:
“ها ب ب بيقولي أخد بالي منك.”
أومأ مهران برأسه بتفهم، وتحرك نحو الباب قائلا:
“هروح أحضر نفسي للسفر، وهحجز الطيارة وأنا ماشي.”
خرج من مكتبه وهبط إلى الأسفل بسعادة، صعد سيارته واتجه إلى منزله.نظر ماهر إلى أثره، وجلس على مقعده، يفكر في كلام شريف، وفي ردة فعل أبيه عندما يعرف بمكان ذات وأن مهران ذهب لها. شعر أنه بين نارين: بين إخبار والده بما حدث وبين الاحتفاظ بهذا السر حتى لا يغضب أخيه. زفر بضيق، ونهض مغادرًا المكتب متجهًا إلى مكتبه الخاص.
«««««««««««««««»»»»»»»»»»»
جلست مهرة بجوار سارة بضيق، وضعت رأسها على كتفها، ونظرت أمامها بحزن عميق. كان وجهها مليئًا بالتعب، كأن هموم العالم كلها تتجمع في عينيها. تحدثت بنفاذ صبر، قائلة:
“أنا هتشل بجد! خلصت دراستي وهو ولا هنا من ساعة ما قالي في المستشفى أني مش هكون غير ليه. ومنطقش بكلمة تاني معايا، ولو أتقابلنا صدفة، مبيقولش غير: ‘إزيك عاملة إيه’. كان دايمًا يحب يسألني بإهتمام، لكن دلوقتي، وكأن الشغف فى قلبه انطفى. ويوم النتيجة هو اللي جابها بنفسه، وفي الآخر أداها لماما وباركلي زي أي حد غريب. أنا خايفة يكون نساني يا سارة، ولا قلبه انشغل بواحدة غيري”.
أبتسمت لها بهدوء، محاولة منحها بعض الأمل، وقالت:
“تاااني يا مهرة، إحنا مش اتفقنا نشيل موضوع شريف ده من دماغك؟ لو فيه نصيب، هيجي، لو مافيش، ربنا هيبعتلك اللي يستاهلك”.
كان صوت سارة مليئًا بالتشجيع، لكنها وبداخلها كانت تخشى أن تكون كلماتها مجرد مسكنات. نظرت لها بحزن عميق، وأجابت:
“بحبه يا سارة. مش بسهولة كده هقدر أنساه. ربنا يعلم أنا السنة دي عدت عليا ازاي”.
كانت تلك السنة مليئة بالتحديات والعقبات، وعندما تتذكر لحظات الضحك والمشاعر التي عاشتها معه، تشعر وكأنها فقدت جزءًا من روحها.أومأت سارة برأسها بتفهم، وقالت:
“حاسه بيكي والله، بس عندي إحساس إنه قريب أوي هيتقدم”.
كانت تأمل بشغف أن يحدث ذلك، لكن داخل قلبها كانت تتصارع مع أفكار القلق والخوف من عدم حدوثه. تحدثت مهرة بتمني، قائلة:
“يارب يا سارة، يارب”.
ثم نظرت إليها باستغراب وسألت:
“صح عامله إيه مع ماهر؟”
ابتسمت لها بتوتر، قائلة:
“ا ا الحمدلله، كويسين”.
لكن نظرتها كانت محملة بمشاعر مختلطة، وكأن هناك شيئًا أكبر من الكلمات يشغل تفكيرها. اعتدلت مهرة بجلستها، ونظرت لها بتمعن، وقالت:
“سارة، فيه أيه؟ أنا مش عبيطه عنك”.
كانت تراقب توترها، وأحست بأن سارة تخفي شيئًا يُقلقها. ردت عليها بتلعثم:
“م م مافيش حاجه، صدقيني”.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول فيها سارة إخفاء شيء، وكانت مهرة تشعر بذلك جيدًا.تكلمت مهرة بنفاذ صبر:
“وحياة أمك، هتعمليهم عليا. انطقي يا بت، وقولي مالك بدل ما أنفخك”.
وكان صوتها مملوءًا بالحب والقلق في آن واحد، فقد شعرت بمدى الصدق الذي تحتاجه صديقتها خلال هذه اللحظات الصعبة.ابتلعت سارة ريقها بصعوبة، ونظرت لها بتوتر، وقالت:
“أخوكي قليل الأدب يا مهرة”.
كانت كلماتها كالرصاصة، تصيب مهرة بالدهشة، إذ لم تتوقع أبدًا أن تتحدث بهذا الشكل. نظرت لها بصدمة وسألت:
“قليل الأدب إزاي يعني؟”
احمرت وجناتها بخجل، وأجابت:
“ي ي يعني بيطلب مني حاجات مش كويسة”.
وكانت قد ترددت في كلماتها، وكأن الموضوع سخيف في نظرها لكنه كان يشغل بالها. كتمت ضحكاتها بصعوبة وسألت:
“حاجات مش كويسة زي إيه؟”
تلعثمت سارة في كلامها، وأجابت:
“ع ع عايز يبوسني وكمان ساعات يحضني غصب عني، وطول ما هو قاعد بيفضل ماسك إيدي”.
كان الأمر معقدًا، حيث تشتت أفكار سارة بين مشاعر الحب والخوف.لم تتمكن مهرة من كتم ضحكاتها أكثر من ذلك، وسقطت على الأرض من شدة ضحكتها، وتحدثت بصعوبة:
“أقسم بالله، أخويا أخد بلوة! ده جوزك يا بت العبيطة، كاتب كتابك، وعادي اللي بيطلبه منك ده. أمال هتعملي أيه ليلة الدخلة، هينام على السلم يا قلب أخته”.
تذكرت حينما كان يسألها عن تفاصيل حياتهما معًا، وكيف كانت تشعر بهذه اللحظات الصغيرة.نظرت لها بضيق، قائلة:
“على فكرة، حتى لو كاتب كتابي، مش من حقه يعمل كده. ا ا احنا في حكم المخطوبين، أنتي وأخوكي، محدش فيكم متربي”.
اعتدلت مهرة في جلستها على الأرض، وقالت:
“عادي يعني، أيه الجديد؟ وبعدين يا هبلة، عيشي أيامك! ده أنا نفسي شريف يجي يكتب كتابي علشان يحضني براحته ويبوسني. طيب أقولك حاجة، أنا لحد دلوقتي منسيتش اللي حصل بينا يوم ما كان بيصالحني. وكل ما أفتكرها، قلبي يرفرف وعيوني تطلع فراشات. عيشي اللحظة ومتقفلهاش على الولا، أحسن ما يطير منك”.
كانت النظرات المتبادلة بينهن تحمل كثيرًا من الأمل رغم كل الألم. أتسعت عينا سارة بصدمة، وقالت بخجل:
“مش بقولك أنتوا الاتنين مش متربين؟ وتفكيركم قليل الأدب زيكم، أنا مش عارفة بتعملوها ازاي دي؟”
كان ذلك الموقف يعكس التوتر الذي يسيطر على مشاعر الفتيات. غمزت لها مهرة، وقالت بمزاح:
“خلي ماهر يقولك”.
كانت تلاعب بالكلمات وتزيد من حرارة النقاش بإشارات ودية. وضعت سارة يدها على وجهها، وتحدثت بخجل:
“سافلة والله، وقليلة الأدب”.
لكن ملامحها كانت تفضح أنها تستمتع بالحديث. تعالت ضحكات مهرة، وظلت تلقي كلماتها الوقحة على سارة حتى تستفزها، فقد كانت كل لحظة تجمعهما تضفي على صداقتهما بريق خاص، وسط كل الأسى والأحلام المتكسرة.
«««««««««««««««»»»»»»»»»»»»
هبط مهران من على الدرج، ممسكًا بحقيبة ملابسه، وتوجه نحو الباب. فجأة، سمع صوت والده يصرخ عليه، زفر بضيق، وألقى نظرة متجهمة نحوه:
“نعم حضرتك.”
توجهت عيناه نحو الحقيبة، وتساءل بدهشة:
“رايح فين كده بالشنطة دي؟”
ابتسم له بخفة استهزاء، والتهكم يملأ نبراته:
“طالع رحلة، تيجي معايا؟”
قبض على يده بحدة وتحدث بتحذير واضح:
“اتكلم بأسلوب كويس يا ولد، متنساش أن أنا أبوك، أنا صبري بدأ ينفذ عليك.”
تجاهله مهران، وزفر بضيق، قائلاً بنبرة حادة:
“حضرتك عايز مني إيه دلوقتي؟ سألتني وأنا جاوبتك، رايح رحلة أستجم فيها شوية، إيه ممنوع؟”
أومأ والده برأسه بغضب، ثم قال بلا تردد:
“لا، مش ممنوع، أتفضل أمشي.”
تحرك مهران سريعًا نحو الخارج، وضع الحقيبة في صندوق السيارة، وعندها صعد إلى المقود، وأدار المحرك، متجهًا إلى المطار. كانت تلك الرحلة بالنسبة له بمثابة سعادة غامرة، حلم كان ينتظره طويلاً. شعر بشعور من الحرية وهو يقود في الشوارع الواسعة، وكأن كل عائق أمامه قد زال. أما مراد، فقد تبعه بنظراته حتى غادر، ثم اتجه نحو مكتبه. جلس على مقعده، وأمسك الهاتف الخاص به، وأجرى اتصالاً، منتظرًا الرد. جاءه صوت ماهر، يتساءل بتوجس:
“نعم يا بابا، خير؟ حضرتك.”
تحدث مراد بغضب، يسأل بحدة:
“أخوك مسافر فين؟”
ابتلع ماهر ريقه بصعوبة، متلعثمًا:
“ها…م م معرفش حضرتك.”
هدر به مراد بغضب، صوته يعلو:
“مااااااهر، انطق أحسنلك.”
أجاب ماهر بصوت مكسور، متلعثم:
“ر ر رايح الإمارات.”
أغلق مراد عينيه بغضب عارم، وصاح:
“عرف مكانها ازاي ده؟”
اتسعت عينا ماهر بصدمة، وسأل بعدم تصديق:
“ه ه هو حضرتك كنت تعرف مكان ذات يا بابا؟”
ضغط مراد على أسنانه بغضب، حاثًا:
“ماااهر، مش وقتك خالص، أقفل بسرعة.”
ثم أغلق الخط في وجه ابنه، وأجرى اتصالًا سريعًا، قائلاً بأمر صارم:
“تشوفوها موجودة في أي داهية، وتخفوها، مش عايز الجن الأزرق يوصلها لحد ما أقولكم تسيبوها، فااااهم؟”
أنهى حديثه وقطع الخط بغضب، ثم نظر أمامه بتحدٍ، قائلاً:
“هنشوف هتعرف توصلها إزاي يا مهران، وهوريك مين الأذكى، التلميذ ولا المعلم.”
ثم نهض من مقعده متجهًا إلى غرفته.
«««««««««««««««»»»»»»»»»»»»
عند ذات
انتهت ذات من عملها بعد يوم طويل ومتعب، وهو يوم يحمل في طياته الكثير من الضغط والتوتر. بدلت ملابسها التي كانت تعكس مظهرها المهني، وخرجت من المطعم. نظرت إلى الأموال المتواجدة في يدها، وابتسمت بحزن، حيث كانت تدرك جيدًا أن تلك الأموال لن تعطيها السعادة التي تبحث عنها. حملت همومها على كتفيها وتحركت سريعاً نحو أحد الملاهي الليلية، التي أصبحت ملاذها المفضل للهروب من الواقع.عندما دلفت إلى الداخل، استقبلتها الأضواء الخافتة والموسيقى الصاخبة التي تملأ المكان، وتحولت قليلاً إلى فتاة أخرى أكثر حيوية. أمسكت بكأس الخمر، ووضعت السيجار في فمها، وبأسلوب مثير، بدأت تتمايل على أنغام الموسيقى، وكأنها فراشة تحلق بأجنحتها في الهواء، تترك وراءها هموم الحياة. وكالعادة، تجمع حولها مجموعة من الذئاب البشرية، أولئك الذين استغلوا جمالها وجسدها الممشوق، يتلذذون بالنظر إليها، مما جعلها تشعر بالجزء المحبب من انتباههم، رغم أنها كانت تعرف جيدًا أنها ليست إلا وسيلة لتسلية أنفسهم.مر الوقت دون أن تشعر به، وعندما انتبهت إلى نفسها، وجدت أنها قد تحركت نحو الأريكة وارتمت عليها بأنفاس لاهثة، وسط زحام من الأشخاص الذين يتنافسون على جذب انتباهها. اقترب منها أحد الشباب، وأعطاها ورقة شفافة تحتوي على المسحوق الأبيض، وهو ما كان يمثل إغراء أكبر من أي شيء آخر يمكن أن تقدمه لها تلك الليلة. ابتسمت له، وأخذت الورقة منه، وقبل أن تستنشقه، وضع يده أمام المسحوق، وكأنها قد بدأت إجازة من الواقع، قائلاً:
“استني قبل أي حاجه، نطلع على أي اوضة ونقضي ليلة مع بعض، وبدل تذكرة واحدة هديكي تلاتة.”
ابتلعت ريقها بصعوبة، وقالت بتوتر وهي تحاول تصحيح وضعها:
“ها…ا أ اطلع معاك اوضة؟”
أومأ برأسه بالتأكيد، قائلاً بلكنة مغرية:
“أيوه ومش هتندمي.”
حركت رأسها بالرفض، قائلة بحذر:
“ل ل لا، انا مش بطلع مع حد اوض.”
أخذ المسحوق من يدها بغضب، قائلاً بنبرة تعبر عن استيائه:
“خلاص هاتي، أنتي الخسرانة.”
نظرت إلى المسحوق بتوتر، وابتلعت ريقها بصعوبة، وتحاشت أن تنجر خلف رغباتها، وقالت:
“ا ا ارجوك اديني التذكرة، و و وانا أوعدك هدفعلك حقها بكرة.”
حرك رأسه بالرفض، وقال:
“لا، عايزاها يبقى تطلعي معايا الاوضة.”
وضعت يدها على وجهها في محاولة يائسة تواجه الشيطان الذي يحاول السيطرة عليها، حتى تستطيع الصمود وترفض الانجراف وراء هذا الطريق، لكن الحاجة الملحة لتعاطي المخدرات كانت تغلبت على كل ما بداخلها، فأجبرت نفسها على إيماءة بالموافقة برأسها المرتجف. وقفت بجسد متأرجح، وتحركت معه إلى الخارج، محاطة بشعور من الخوف والقلق.وعندما شرعت بالصعود إلى السيارة، وقف أمامهم رجل، ممسكاً بيد ذات بصوت حاد، وكأنه منبع القوة في الظلام:
“تعالي معايا.”
حاولت تحرر يدها منه، وتكلمت بخوف، محاولًة فهم الموقف:
“أ ا، انت مين وعايز مني أيه؟”
تكلم بنبرة غليظة، وكأن له موقف خاص تجاهها:
“أمشي معايا من غير أسأله كتير.”
تكلم الشاب بغضب، مهدداً:
“تخدها فين يا قمور، انت مش شايفها مع راجل؟”
نظر الرجل له بنظرة نارية جعلته يرتعد، قائلاً بتحذير:
“أمشي يا بابا ألعب بعيد، انت متعرفش احنا مين.”
أنهى كلامه بسحب ذات من ذراعها، وإرغامها على التحرك معه، بعيدًا عن الأضواء الساطعة والتي تحولت فجأة إلى كابوس.حاولت تحرر ذراعها منه، وقالت بغضب وعدم استسلام:
“أبعد عني يا حيوان، انت مين وعايز مني أيه؟”
نظر لها بغضب، لكنه توقف للحظة ليدرك مدى ضعفها، قائلاً بقوة:
“أحنا تبع مراد باشا الشرنوبي.”
عندما سمعت اسمه، انتفض جسمها بخوف وعيناها تشع بالألم، وتراجعت إلى الخلف بدموع، قائلة:
“انتوا هتعملوا فيا أيه، انا معملتش حاجه والله العظيم، ولا قربت من مهران زي ما قالي. ابوس ايديكم، سبوني، متعذبنيش تاني.”
أقترب منها بغضب، وصفعها بقوة على وجنتها، وكأنه يعاقبها على شيئ غير موجود، وقال بأمر جاد:
“أنتوا هتعمليهم عليا يا روح، ما أنتي كنتي رايحة تقضي ليلة مع واحد، امشي متقلقيش، محدش هيقربلك.”
نظرت له بدموع، وأومأت برأسها بالطاعة، فهي تعلم أن الحياة تحدث بكل قوتها، وعليها أن تتكيف معها دون أن تضيع الأمل. تحركت بقدم مرتعشة، لكن تفاجئت بيد تمسك بها وتمنعها من التحرك معهم. نظرت للأعلى، واتسعت عيناها بصدمة، قائلة: “مهران!؟”
نظر لها بحزن واشتياق وعشق ولوم، لكنها أجابت عليه بعناق شديد، تمسكت به بقوة كأنها تطلب منه الحماية، تستمد قوتها منه كأنها تتحامى داخله. وأخيراً، تكلمت بصوت ضعيف مترجي:
“أبوس ايدك، متسبنيش ليهم يا مهران، انا خايفة.”
تمسك بها بقوة، ونظر بغضب إلى هؤلاء الرجال، وكأنه يعدهم بالانتقام:
“انتوا عايزين منها أيه؟”
تكلم الرجل بتلعثم، كأنه لم يكن مستعدًا لمواجهتهم:
“ها…د د دي واحدة دافعين فيها فلوس علشان نقضي معاها ليلة انا واصحابي.”
اتسعت عين ذات بصدمة، وحركت رأسها بدموع، قائلة:
“كدابين، والله العظيم كدابين يا مهران، د د دول كانوا عايزين يخطفوني.”
ربت على ظهرها بحنو، وضغط على أسنانه بغضب، وهم يرون ملامح الظلام في عينيه: “غوروا من وشي حالا، بدل ما أخليكم كلكم نسوان دلوقتي.”
نظر له الرجل بخوف، لا يعلم ماذا يفعل. إذا عاد بدون إتمام مهمته، فلن يسلم من بطش مراد، وإذا استمر، لن يسلم من بطش مهران. أخيراً، انتفض من مكانه عند سماع صراخ مهران الغاضب يأمرهم بالمغادرة، وأخذ رجاله وتركهم، تاركين خلفهم جواً من التوتر والخوف.انهالت ذات بالبكاء داخل أحضان مهران، تمسكت به بقوة، وليس بالكلام وحده بل بشعورها الذي كان يتكلّم بصوت أعلى:
“واحشتني اوي يا مهران، الدنيا وحشة اوي من غيرك. انا اتعذبت اوي وانا بعيدة عنك، ابوس ايدك، متسبنيش لوحدي تاني، انا ضعيفة اوي من غيرك.”
أبعدها عن حضنه، وكوب وجهها بين يديه، وتكلم بنبرة حنونة كما لو أنه يواسي طفلة:
“أنا مبعدش عنك يا ذات، انتي اللى اختفيتي عني بقالي سنة، وانا بدور عليكي ليل ونهار، مسبتش محافظة في مصر ولا مستشفى إلا لما دورت عليكي فيهم. دورت في كشوفات المسافرين كلها، مخلتش حاجة إلا وعملتها ومعرفتش أوصلك برضه.”
تذكرت ما حدث لها في الماضي، ارتعش جسمها بخوف، وتمسكت بمهران، وكأنها تحتاج لحبل النجاة، وتكلمت بدموع:
“ا ا انا عايزة امشي من هنا، محتاجة أنام من غير خوف، محتاجة أحس بالأمان في حضنك يا مهران.”
تقطع قلبه عليها عندما شعر بأرتعاش جسدها وخوفها، وعلم أنها مرت بشيء صعب أوصلها لهذا الحال. مال بجسده، وحملها بين ذراعيه، وأخذها إلى السيارة، كأنه يحمل الحياة نفسها. وضعها على المقعد، وأغلق الباب، وتحرك بالاتجاه الآخر. صعد أمام المقود، وبدأ يتحرك بالسيارة بسرعة، وفي قلبه عزم على حمايتها.شعرت ذات بحاجتها إلى الجرعة، أرتمت داخل أحضان مهران، وتمسكت به بقوة، لكنها أدركت أن ليس كل أساليب الهروب هي الحل. ظلت تحك أنفها بهستيرية، وكان مهران يشعر بجزء منها ينكسر. علم مهران بالحالة التي كانت عليها ذات، وعلم أنها لديها أعراض التعاطي، لكنه قرر أن لا يسمح لها بالسقوط مرة أخرى. تكلم بصوت مختنق، قائلاً:
“ليه يا ذات، ليه رجعتي تاني، ليه.”
تكلمت بألم، والدموع تنهمر من عينيها كما لو أن كل الألم قد نزل دفعة واحدة، قائلة:
“غصب عني كنت مضطر أخده، صدقني يا مهران، الحالة دي أنا وصلت ليها غصب عني، هما اللى عملوا فيا كده.”
نظر لها باهتمام، قائلاً بتساؤل عميق:
“هما مين يا ذات؟”
ازداد الألم على ذات، أمسكت بقوة في مهران، وتكلمت بصراخ، وكأن العالم يتداعى حولها:
“مش قادرة يا مهران، بموت، محتاجة أخد الجرعة، ضروري، ارجوك هاتها بسرعه.”
حرك رأسه بالرفض، قائلاً بصوت مختنق، كما لو كان يحاول إقناع قلبه بقراره:
“من النهاردة مافيش تعاطي تاني يا ذات، أنتي خلاص رجعتي تاني لحضني، وهحميكي من الدنيا كلها.”
حركت رأسها بدموع، قائلة بخوف، وكأنها تواجه أكبر كابوس في حياتها:
“مش هيسبونا في حالنا يا مهران، انا خايفة عليك.”
ثم صرخت بألم شديد، وتمسكت به بقوة، وظلت تبكي، وكأن كل شيء يتجمع حولهم في دائرة ضيقة من الألم والقلق.احتضنها بقوة، وقبل رأسها، وتكلم بترجي، وكأنه يتوسل لتخفي خوفها:
“أقوي علشان خاطري يا ذات، وحياة حبنا، أقوي.”
ظل جسمها ينتفض بقوة، حتى خارت قواها وفقدت الوعي من شدة الألم، نظر لها مهران بحزن شديد، وعزيمته تشتعل، وداس بنزين وتحرك بالسيارة بسرعة جنونية حتى وصل إلى إحدى الشقق التي استأجرها، وصعد بها مسرعاً. اتصل بشريف، وطلب منه أن يرسل لهم زميلة الذي رأى ذات، وأبلغه عن مكانها. وبالفعل نفذ شريف ما طلبه، بعد وقت قليل، أعطاها الطبيب حقنة مهدئة، وتركهم وغطى المكان.جلس مهران بجوارها على السرير، وظل ينظر لها بأشتياق، فكل لحظة غياب كانت تعني له الكثير. مال برأسه، وقبلها بحب، وتكلم بصوت هامس، قائلاً بوعد لن ينساه:
“أوعدك، هدفعهم تمن اللى عملوا فيكي، غالي اوي، حقك عليا يا نور عيوني.”
ثم تمدد بجسده بجوارها، وأخذها داخل أحضانه، يستنشق رائحتها التي اشتاق إليها كأنها طوق نجاة.
«««««««««««««««««»»»»»»»»»»»
خرجت سارة من غرفة مهرة، وعندما اتجهت نحو الدرج، تفاجأت بماهر الذي كان يقف أمامها مثل حجر صلب، عابس الملامح وكأن كل الصراعات الداخلية تتجلى على وجهه. تراجعت بسرعة إلى الوراء، حيث كان قلبها ينبض بجنون، وتوترها جعلها تبتلع ريقها بصعوبة، فقالت بصوت مرتعش يشوبه الخوف والدهشة:
“م م ماهر!! ا ا انت مش لسه قافل معايا وقولتلي انك مش راجع البيت دلوقتي.”
أومأ برأسه بتأكيد، ولكن عينيه كانت تعكسان لهفة غامرة. اقترب منها بخطوات واثقة، وحرك يده في الهواء كأنه يمنح نفسه بعض الشجاعة، ثم قال بصوت دافئ، مشبع بالشوق:
“اممم قولتلك كده، بس الصراحة، وحشتيني أوي. جيت جري علشان الحقك قبل ما تمشي، كان لازم أشوفك.”
تراجعت سارة مجددًا، وتشعر كما لو أن الأرض تتدحرج تحت قدميها، وتحدثت بتلعثم واضح التي تكافح لتكون قوية:
“ط ط طيب، أنا لازم أمشي دلوقتي علشان الوقت اتأخر.”
اقترب منها هامسًا بشغف، وكانت كلماته كأسراب طيور تحوم في فضاء مشاعرها:
“طيب تعالي معايا في أوضي، عايزك شويه.”
اتسعت عيناها بصدمة، وخفق قلبها بشدة، وتراجعت خطوة إلى الوراء، ورأسها يتحرك بالرفض كمن يشعر بخطر وشيك:
“ها ا ا أوضك!! م م مش هينفع.”
قدم إليها بخطوات أبطأ، كما لو أنه يحاول أن يضع مسافة بينهما وفي نفس الوقت لا يستطيع مقاومة ذلك الجذب. زفر بضيق، وسأل بتساؤل جاء من أعماق قلبه:
“ومش هينفع ليه إن شاء الله؟ انتي مراتي على فكرة.”
تراجعت بخجل، ونظرت له بعيون خافتة، وكأنها تقاوم سحر كلماته:
“ع ع عارفة إن أنا مراتك، ب ب بس في حكم المخطوبين، يعني مش المفروض نتصرف كده.”
اهتز جسمها عندما اصطدم ظهرها بالحائط، وكأن الحائط قد أصبح ملاذًا لها. فاقترب منها حتى التصق بها، وبدأ يتحدث بصوت هادئ ولكنه يحمل غضبًا مكبوتًا طوال الأشهر السابقة:
“نعم يا أختي حكم المخطوبين!؟ ده أنا عملت بكل جهدي علشان أقنع أهلي وأهلك إننا نكتب الكتاب، علشان أكون براحتي، تقوليلي مخطوبين؟”
احمرت وجنتاها بالخجل، وشعرت بقلبها يتسارع من شدة التوتر، وداخلها تمرد مختبئ على هذه القيود التي وضعتها على نفسها. فقالت بصوت خافت كأنها تحاول أن تتمسك بآخر خيوط عقلها:
“م م ماهر، ا ا ابعد، ميصحش كده.”
نظر إلى شفتيها، وتحدث بهمسة مشوبة بالرغبة:
“حرام عليكي، بقالي سنة بحالها بتحايل عليكي تديني بوسة. هموت ودوقهم، انتي مراتي والله، ارحمي أمي العيانه.”
ومع كل كلمة، كانت تشتعل في داخله مشاعر لم يستطع السيطرة عليها، وكأن كل لحظة انتظرها طيلة السنة الماضية تتجسد أمام عينيه الآن. كانت تلك اللحظة من المفترض أن تكون جميلة، لكن الخجل الذي تشعر به سارة كان يعيق أي تطور. كانت عينيه تتجول بين شفتيها، كأنه يتجول في أرض جديدة، مليئة بالعواطف والآمال.حركت رأسها بالرفض، وصرخت بقلق:
“ل ل لا يا ماهر، اوعى تعمل كده، ارجوك.”
كان صوتها يرتجف بقوة، وكأنها تتحدث عن أمر قد يغير مجرى حياتها بالكامل. كانت مشاعر القلق تعصف بقلبها، كيف يمكنها أن تفتح قلبها له وهي ما زالت تشعر بالخوف والارتباك؟وفي تلك اللحظة، سمعوا صوت مهرة تقول بمزاح:
“فيه أوضة على فكرة، استروا على نفسكم واقفلوا الباب عليكم…”
ثم نظرت إلى سارة الخجولة وتحدثت بصعوبة وضحك:
“وانتي يا اختي خليه يمسكها يا فوزيه ده جوزك ها…”
كانت مهرة تعرف تمامًا كيف تضيف لمسة من المرح إلى الموقف، وتخفف التوتر الذي كان في الغرفة. أنهت كلامها بغمزة ورحلت، وهبطت إلى الأسفل. نظر ماهر إلى أثر أخته مبتسمًا قائلاً:
“البت دي بتفهم والله.”
كانت إشارة صغيرة له بأن الحياة تسير، وأن هناك أمور أكبر من بين يديه تتعلق بالحب والثقة.ثم فتح باب الغرفة، وأجبر سارة على الدخول معه، وأغلق الباب وراءهم. أسند سارة على الحائط، واقترب منها ببطء، مال برأسه نحوها محاولًا تقبيلها. انهمرت دموع سارة بغزارة، مما جعل ماهر يبتعد عنها وينظر إليها باستغراب:
“سارة، انتي بتعيطي!؟”
نظرت إلى الأرض بخجل، وأومأت برأسها، وتحدثت بين شهقاتها:
“أيوه، علشان انت قليل الأدب وأول مرة حد يقرب مني كده، متكلمنيش تاني، وياريت تطلقني.”
اتسعت عينا ماهر بصدمة فقال:
“أطلقك!! انتي اتجننتي يا سارة؟ بتطلبي مني الطلاق علشان حاجة عبيطة زي دي؟ على فكرة، أنا معملتش حاجة حرام ولا غلط، أنا جوزك وأنتي مراتي، وفيه عقد جواز يثبت انك مراتي على سنة الله ورسوله. ياريت تعقلي شويه بقى وتغيري من نفسك شوية، علشان بدأت أزهق.”
نظرت له بدموع، وتحدثت بعدم فهم:
“تزهق؟”
أومأ برأسه بتأكيد، وقال بصوت مختنق:
“أيوه يا سارة، زهقت. الخجل مطلوب وكل حاجة، بس مش بطريقتك الأوفر دي. أنتى بتعقدي الأمور لدرجة أني أحيانًا بحس إنك مش عايزة تقعدي معايا لوحدك، مش عايزة تثبتي لجوزك إنك عارفة تضحكي وتعيشي معاه بشكل طبيعي. ده أنا بتحايل عليكي علشان تقوليلي كلمة حلوة، كلمة واحدة بس، تنسيني قرف الشغل، وتحسسني إني راجل متجوز، لو مسكت أيدك، تفضلي تشدي فيها كأني هخطفها منك، في صعوبة في فهم بعض. لو حضنتك، تزوقيني كأني عملت جريمة، ولما جيت أبوسك دلوقتي، عيطي وطلبتي الطلاق. لما الواحد ميعرفش يعيش مشاعره وإحساسه مع مراته، حلاله، هعيشوا فين مع حد غريب برة، وترجعي تعيطي وتشتكي إن أنا واحد خاين وعيني زايغة. سارة، أنا بحبك وبحب احترامك جدًا، وده أكتر حاجة شدتني ليكي، بس انا جوزك، وليا حقوق عندك، مش قصدي طبعًا على الحاجة التانية، عارف إن مش وقتها. أنا قصدي كلمة حلوة، لمست يد، حضن، بوسة، أي حاجة تصبرني لحد يوم الفرح، لأن لو فضلتي على حالك ده، أنا متأكد مش هتخليني ألمسك يوم الفرح وهتفرجي عليا الدنيا.”
نظرت له بدموع، وتحدثت بخجل:
“أنا كده يا ماهر، طبيعتي كده. عارفة إن الخجل جزء من شخصيتي، وبصراحة بتكسف من أقل حاجة، حتى لما البنات تهزر في حاجة زي كده، بتكسف وبسيبهم وبمشي. ربنا خلقني بني آدم خجولة. من وانا صغيره وأنا بواجه صعوبة في التعبير عن مشاعري، وحاولت كتير أغير من نفسي، لكن مقدرتش. يمكن لأنه الحب بالنسبة لي شعور عميق، عارفة أنك جوزي، و عادي لو مسكت إيدي أو قلتلي كلمة حلوة، بس برضه شايفه أن مينفعش نتخطى الحدود. لأننا لسه في حكم المخطوبين، وفي علاقة كلها أمل وأحلام. لو عملت زي ما انت بتقول، هنجرّب ونتعمق أكتر، وساعتها ممكن نسمع للشيطان، وهنخسر كل حاجة جميلة بنيناها مع بعض، خصوصًا وأنا مش عارفة هل الموضوع هيكمل ويكون فيه نصيب ولا لأ. ووقتها انا البنت اللى هخسر كل حاجه وهحط راس أهلي فى التراب وأنت راجل مش هتخسر حاجه علشان كده ليه يحصل كده من دلوقتي ما كل حاجه فى وقتها احسن.”
حرك رأسه بعدم اقتناع، وقال:
“وانتي ليه تحطي الأسوء لحياتنا، مدام بحبك وبتحبيني، هنسيب بعض ليه.”
أجابته بصوت هادئ:
“لأن الحب مش كل حاجة، في الأول والأخير النصيب هو المتحكم في حياتنا، ومحدش عارف بكره مخبي إيه.”
تنهد بضيق، وقال بصوت مختنق:
“تمام يا سارة، يلا علشان أوصلك وأرجع شغلي.”
نظرت له بحزن، وقالت بصوت مختنق: “ماهر!”
رد عليها بضيق:
“خلاص يا سارة، متقوليش حاجة، يلا بينا.”
أنهى كلامه وخرج من الغرفة، وتركها بمفردها. نظرت إلى أثره بحزن، وخرجت خلفه، وهبطت إلى الأسفل، وصعدت السيارة بجواره. تحرك مهران بسرعة جنونية، ووصّلها إلى البيت وغادر دون أن ينظر إليها.
««««««««««««««««»»»»»»»»»»
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شهادة قيد)