روايات

رواية شهادة قيد الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم دودو محمد

رواية شهادة قيد الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم دودو محمد

رواية شهادة قيد الجزء الثاني والأربعون

رواية شهادة قيد البارت الثاني والأربعون

شهادة قيد
شهادة قيد

رواية شهادة قيد الحلقة الثانية والأربعون

تكلمت ذات بصدمة وعدم تصديق، وهي تتمتم بإسمه: “عاصم”.
تعالت ضحكاته الرجولية كتحدٍّ، إذ قال بنبرة مستفزة وتوعد:
“أيوه عاصم، يا قلب عاصم اللي هيخليكم تشوفوا النجوم في عز الضهر. عيشوا ليكم كام يوم حلوين قبل ما أسلمكم للموت بأيدي. سلام يا بيبي.”
أنهى كلامه واغلق الهاتف بوجهها. نظرت إلى الهاتف بصدمة، وحركت رأسها بخوف شديد، بينما بدأت تتجمع أمام عينيها ذكريات الأوقات التي قضتها تحت يده. كانت تلك الذكريات كالسيف الذي يقطع قلبها، إذ تذكرت كل لحظة من لحظات الضعف التي عانت منها، وكل العذاب الذي زرعه عاصم في حياتها. فجأة، انتفضت مكانها عندما سمعت صوت مهران وهو يتحدث بقلق:
“ذات، مالك يا قلبي؟”
نظرت له بخوف شديد، وأبتلعت ريقها بصعوبة، ثم قالت بصوت مرتعش:
“م م مافيش، أنا بس خوفت لما سيبتني لوحدي في المكان ده.”
نظر لها بعدم تصديق، لكنه أبتسم لها بهدوء، وجلس بجوارها، مماحكاً حولها بأحضان دافئة، مقبلاً رأسها ومتكلمًا بنبرة حنونة:
“أهدي يا حبيبتي، أنا جنبك ومستحيل أبعد عنك وأسيبك لوحدك. مش هسمح لحد يأذيكي مهما حصل.”
تمسكت به بقوة، وبدأت تبكي بخوف شديد، وقالت بصعوبة:
“أنا خايفة أوي يا مهران، خليك حضني، خبيني من العالم كله جوه منك.”
ضمها أكثر داخل أحضانه، وتحدث بنبرة عاشقة:
“من غير ما تقولي، يا ذاتي، أنا دخلتك قلبي وقفلت عليكي بمليون ترباس، واللي يفكر يقربلك بس أمحيه من على وش الدنيا.”
شعرت بالطمأنينة، وأمسكت به كطفل صغير، وبدأت دقات قلبها تهدأ مرة أخرى. وبعد وقت، ابتعدت عنه ونظرت له بعينين يقطران عشقاً، وقالت:
“بحبك يا مهران.”
كوب وجهها بين يديه، نظر لها بحب وقال:
“وانا بعشقك يا ذاتي، معاكي انتي وبس عرفت طعم الحياة. انتي العشق اللي احتل قلبي من غير استئذان. صوتك أجمل نغمة سمعتها في حياتي، شفايفك الدوا لكل لحظة صعبة مرت عليا، انتي الشفا من كل جروحي. انتي أجمل ما في حياتي، يا كل حياتي.”
ابتسمت له بحب، وتكلمت بدلع بعد ما أهداها كلمات رقيقة نزلت على قلبها وغلبت قلقها:
“أنت مش ملاحظ إنك بقيت رومانسي زيادة عن اللزوم يا مهورتي.”
نظر لها بعشق، وتحدث بنبرة همسة:
“ما اللي معاه واحدة شقية زيك وعندها إمكانيات نار كده، لازم يكون رومانسي وشاعر كمان.”
ثم حرك يده بجرأة على جسدها، وتعالت أنفاسه وهو يقول:
“وكل حتة في جسمك محتاج يتكتب فيها دواوين من الشعر.”
ثم حرك أصابعه على شفتيها، وتعالت أنفاسه بينما قال:
“شفايفك فيهم عسل خام يشفي المريض من كل أمراضه.”
أنهى كلامه بالاقتراب من شفتيها، ليقبلها بشغف كمن جاع طويلاً وعثر على طعام، كغريق تمسك بقشّة كانت طوق نجاة. أما هي، فتاهت معه بقبلته الذي بث من خلالها مدى عشقه واشتياقه لها، شاركته القبلة، ولم تمنع ذلك، لكنها فاقت عندما وجدت يد مهران تتحرك بجرأة على جسدها، فدفعته بخفة حتى يبتعد عنها. لبّى رغبتها وابتعد ببطء، وكأنه ينسحب من معركة كاد أن يفوز بها. نظر لها بعشق، وتكلم بأنفاس لاهثة من فرط إثارته:
“فيهم مغناطيس غريب، كل ما أبعد يقربني تاني ليهم. أنا بنهار يا بت الزويدي، ما تيجي نتجوز دلوقتي.”
تعالت ضحكاتها على كلماته المجنونة، واحتضنته بسعادة، لم تجد الكلام الذي يعبر عن ما بداخلها، فاقتطعت من مشاعرها لحظة عناق عبرت له ما تريد إيصاله، واستقبلها بحرارة. ظلوا على هذا الوضع لبعض الوقت، حتى ابتعدت ذات عن حضنه وتحدثت بجوع:
“أنا هموت من الجوع يا مهورتي.”
قبل يديها بحب وقال:
“أجمل فطار لأحلى عيون يكون جاهز، أميرتي، تقوم تجهز على ما أطلبه.”
أنهى كلامه واستقام بجسده، مغادراً الغرفة. وظلت تنظر له بحب حتى اختفى من أمام عينيها، وتنهدت بعشق وقالت:
“يارب ديم علينا سعادتنا، وأبعد شر عاصم عنّنا.”
استقامت بجسدها واتجهت إلى المرحاض، وبدأت تجهز ليوم جديد مليء بالأماني والتمنيات، عازمةً على مواجهة كل تحدي يأتي في طريقها، ومصممة على أن تترك ماضيها وراءها، وتعيش لحظاتها الحالية بكل قوة. كانت تعلم أن الحب الذي يجمعها بمهران هو أقوى من أي تهديد، وأنهم معًا يمكنهم تجاوز أي شيء.
«««««««««««««»»»»»»»»»»
مر عدة أيام أتي موعد تقدم شريف لخطبة مهرة. تجمع الجميع في غرفة استقبال الضيوف، وكانت مديحة تتملكها مشاعر القلق حيال هذه الخطوة، حيث استغلت العائلة غياب مراد أثناء سفره لأداء مهمة سرية لتحديد هذا الموعد. اقتربت مديحة، بقلقٍ واضح، من مهران وهمست بصوت خافت:
“تفتكر أبوك هيعدي اللي حصل ده على خير لما يجي؟ غلطان يا مهران، وأنا كمان غلطانة علشان طاوعتك تعمل كده من غير علم أبوك.”
أغمض مهران عينيه بضيق لبضع ثوانٍ حتى يهدأ، ثم رد بنبرة مختنقة:
“بس دي مصلحة أختنا يا ماما، ومهرة بتحبه وعايزاه. هو كمان راجل بجد وهيصونها. وانتي مش محتاجة أقولك أخلاق شريف عاملة إزاي. مش هلاقي أحسن منه لأختي. متقلقيش، إن شاء الله كل حاجة هتبقى في وضعها الطبيعي.”
انتهى من كلامه ثم نظر إلى شريف، وأطلق نكتة ليخفف الجو:
“أنا لو عليا مش عايز أديك أختي، شايفها تستاهل واحد أحسن منك. بس علشان خاطر مامتك هوافق.”
رفع شريف حاجبيه باستنكار وتحدث بتهكم:
“هايل يا فنان! متمثلش تاني. قال مش موافق عليا، قال. ده انت عيونك هتنط منها الفرحة أكتر من العروسة نفسها.”
تعالت ضحكات الجميع على كلام شريف. كانت الأجواء مليئة بالحب والدعابة، لكن القلق ما زال يتسلل إلى قلب مديحة. ثم تحدث ماهر بنبرة جادة:
“احنا وافقنا عليك وواثقنا فيك. أديتك حتة من قلبنا، أياك يا شريف تخيب ظننا فيك. علشان احنا معندناش أغلى من مهرة. لو في يوم دوست على طرف ليها، هتلاقينا في ضهرها بنفصل راسك عن جسمك.”
تنحنح شريف بتوتر مزيف وقال مازحًا:
“قوات خاصة وكده. الفورمة مقوية قلبك يا ابن الشرنوبي. وبعدين بتوصيني على مين؟ ده انت توصي أختك عليا! دي قوية ومفترية، ده أنا خايف على نفسي منها.”
نظرت مهرة إليه بضيق وتحدثت بتهكم:
“والله استظراف وكده.”
ثم رد شريف بقوله مازحًا:
“قابل يا عم، من أولها بتقولي استظراف.”
شاركت ذات مازحة:
“والله يا مهورتي، أنا بضم صوتي لصوت شريف. بصراحة، الله يكون في عونه منها.”
ردت عليها سارة، محاولة كبح ضحكاتها:
“وأنا أضم صوتي لصوت شريف وذات، وأبصم كمان إنه أخد واحدة قوية ومفترية.”
تحدثت مهرة بنفاذ صبر:
“فيه إيه يا كتكوته منك ليها؟ أوعوا تكونوا مفكريني هبقى البنت الكيوت ومش هعرف أرد عليكم. لاااا، ده أنا أرد عليكم قولًا وفعلًا، علشان كده بقول نتلم ونخلينا أسرة حلوة مع بعضشينا.”
نظر شريف لها بصدمة وتحدث مازحًا:
“لا، أنا بعلن انسحابي حالًا! دي قلبت جعفر، وإحنا لسه في الخطوبة. أومال بعد الجواز هتعمل إيه؟”
تعالت ضحكات الجميع، ثم تكلم مهران بجدية:
“نتكلم جد شوية، انت ناوي على الفرح إمتى بالظبط؟ لأنك عارف الفترة الجاية مش هكون فاضي.”
أجاب شريف بنبرة جادة:
“أنا لو عليا عايزها بكرة. بس علشان الظروف الحالية، أقصد يعني فرحك وكده، فأنا بقول خليها بعد ست شهور. تكون انت خلصت من فرحك، وأكون أنا جدت الشقة وغيرت دهان الحيطة واشترينا الفرش وحجزنا القاعة. وطبعا انت عارف الشقة اللي هنعيش فيها.”
أومأ مهران برأسه موافقًا:
“معندناش مشكلة على المكان اللي هتعيش فيه، مدام هي قابلة بكده. وحلو ست شهور، أنا شايفه مناسب أوي.”
تحدث ماهر مؤكدًا:
“وأنا شايف برضه المدة دي كويسة جدًا.”
أمسكت مهرة بيد سارة بتوتر وهي تشعر بالخجل الشديد. تتلألأ عينيها بالسعادة عندما سمعت مهران يقول بسعادة:
“تمام، نقراه الفاتحة دلوقتي. وإن شاء الله تلبسها الشبكة يوم فرحي. أهو، أكون عملت معاك جميل ووفرت عليك مصاريف الخطوبة.”
ابتسموا على كلمات مهران، وقرأوا الفاتحة. كانت الأجواء تشع بالطاقة الإيجابية والأمل، تحمل في طياتها ذكريات جديدة لمستقبل مشترك. ثم أحضرت ذات وسارة المشروبات وخرجوا، تاركين مهرة وشريف بمفردهم. جلس شريف بجوار مهرة، وأمسك بيدها بحب، قائلاً بسعادة:
“مبروك يا أعظم إنجاز في حياتي.”
نظرت له بخجل، فابتسمت وقالت:
“الله يبارك فيك.”
تعجّب شريف وسألها:
“استني كده، انتي مكسوفة؟ أومال مين جعفر اللي كان ظاهر من شوية ده؟”
ابتسمت له بابتسامة واثقة، ونظرت له بنفاذ صبر:
“هو انت متعرفش تعيش اللحظة الجميلة أبدًا؟ لازم تفصلني يعني؟”
تعالت ضحكات شريف، لينطق بصعوبة:
“بعشقك في كل حالاتك يا ميهو. أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنك خلاص خطيبتي. بعد سنين طويلة كنت بحلم تحسي بمشاعري ليكي. انتي كان حلم بعيد أوي عني، ومتخيلتش إنه هيتحقق في يوم كده.”
تحدثت سريعًا بنبرة عاشقة:
“وأنا بموت فيك يا شريف. طيب أقولك حاجة، أنا طول عمري كنت بحلم أعيش قصة حب زي ما بنشوفها في الأفلام والروايات. وده كان ممكن يخليني أفرح بأي كلمة تتقال ليا. ولما جيت وقولتلي إنك بتحبني في الأول، كنت حاسة إني بحبك، بس كان من جوايا حاسة إن إحساسي ليك ده نفس إحساسي بغيرك، اللي هو فرحانة بالكلمة. بس مع الوقت اتأكّد إن انت غير أي حد. بحبك بجد. كنت شيفاك مختلف عن الناس كلها. إحساس قلبي أول ما بيشوفك كان مختلف. نظرتي ليك مختلفة، وهنا اتأكدت إني عشقتك، وأكتر كمان.”
تراقصت دقات قلبه بسعادة، طفلته التي عشقها منذ أول لحظة رأها تعترف بحبها له أصبحت ملك له. ماذا يفعل الآن؟ هل يحتضنها بعمق ويكسر عظامها؟ أم يهديها قبلة ساحقة يعبر من خلالها عن مدى عشقه لها؟ أغلق عينيه ببطء حتى يكبح رغبته الملحة، وتحدث بصوت هامس:
“أعمل فيكي إيه دلوقتي؟ أفكار كتيرة أوي جت في دماغي دلوقتي. بس لو نفذت واحدة منهم، مش بعيد أخواتك يقتلوني، يا مهووون.”
تعالت ضحكات مهرة، وقالت:
“مجنون! ودي أحلى حاجة فيك.”
ضغط على أسنانه بتوترٍ ملحوظ:
“يا بت أتلمي بقى، مشاعري بتنهار.” استمروا في هذا الوضع والمشاغبات بينهما، حيث تبادلا النظرات الحانية والابتسامات المحملة بالرومانسية. بعد فترة، أخذ شريف والدته وودعها قبل أن يغادر. أما مهران، فأخذ ذات وعادوا إلى الفندق، ووصل ماهر سارة إلى منزلها، ثم عاد وصعد إلى غرفته. صعدت مهرة إلى غرفتها، وكل واحد منهما ذهب في سبات عميق، مستعدين للانطلاق في يوم جديد مليء بالتحديات.
«««««««««««««»»»»»»»»»»»
في صباح اليوم التالي…
استيقظت ذات على لمسات حانية ترسم نعومة على وجنتيها، مما منحها شعوراً بالراحة وارتسمت ابتسامة على ثغرها، لأنها كانت تعرف جيداً مصدر هذه اللمسات الدافئة. وأخيراً، فتحت عينيها لتلتقي بنظرات مهران العاشقة، حيث كانت عينيه تعكسان ضوء الشمس الصباحي، مما أعطى وجهه بريقاً خاصاً. تحدثت بصوت ناعم يحمل ببساطة فرح الصباح:
“صباح النور.”
قبلها مهران برقة، قائلاً:
“صباح الورد على عيونك الجميلة.” استقامت جالسة على سريرها، مستندة برأسها على صدر مهران، وعبّرت بسعادة: “تصدق أن أنا نهاري بيفرق معايا لما أفتح عيوني عليك؟ بحس بطاقة إيجابية غريبة، أنا حياتي كلها اتلخصت في حاجة واحده بس، وهو أنت، يا مهران.”
تنهد بحب وتحدث بنبرة مليئة بالعشق:
“وانا حياتي ودنيتي كلها أنتي، يا ذاتي.”
ثم نظر إليها بتوتر قليلاً، وكأنه يحمل في قلبه أمراً مهماً يدفعه للتردد في طرحه. قال ببطء:
“زوزو، كان فيه حاجة عايز أطلبها منك.”
نظرت إليه باستغراب، وسألت بتساؤل:
“حاجة إيه، يا مهران؟”
أمسك بيدها ونظر في عينيها العميقتين، وتحدث بنبرة جدية:
“عايزك تنزلي معايا بكرة مركز التدريب. عايزك تتعلمي إزاي تمسكي السلاح، إزاي تستخدميه، وأزاي تصيبي الهدف. وكمان عايزك تهتمي بلياقتك البدنية. بصي من الآخر، عايز أعلمك فنون القتال.”
شعرت بالريبة، فبدأت تساؤلاتها تدور في ذهنها مثل العواصف:
“ليه، يا مهران، عايز تدربني على كل ده؟ هو فيه حاجة بتحصل من ورايا وأنت مخبيها عليا؟”
حرك رأسه سريعاً بالنفي، وقال بوضوح:
“لا، يا حبيبتي، مافيش. بس ده روتين طبيعي، بما أنك مرات ظابط في القوات الخاصة، في أي قضية كبيرة، المجرمين أول حاجة بيستهدفها هما العيلة، وبنبقى مش عارفين الضربة جاية منين. علشان كده عايز أعلمك فنون القتال، علشان لا قدر الله، حصل حاجة زي كده تقدري تدافعي عن نفسك وتحميها لحد ما أوصلك. وفيه تقنيات جديدة بنستخدمها علشان لو حصل خطف ولا حاجة أقدر أوصلك واحدد مكانك بالظبط.”
شعرت بقلقها يتلاشى شيئاً فشيئاً مع حديثه، وكأن كلماته كانت على مسافة قريبة من قلبها. اقتنعت بكلامه، وأومأت برأسها بالموافقة، قائلة:
“ماشي، يا حبيبي، اللي أنت شايفه صح، اعمله، وأنا معاك.”
اقترب منها، ووضع قبلة على وجنتها ثم احتضنها، وتحدث بصوت هامس بجوار أذنيها:
“هو أنا هقدر أمته أدوق الشهد ده من غير قلق منك أو كسوف؟”
أخفت وجهها في عنقه وتحدثت بخجل:
“بعد الفرح، ع علشان أنت قليل الأدب ومش بتشبع.”
تعالت أنفاسه، وتحدث بصوت مفعم بالرغبة:
“طيب، ما تخليني أقطف ثمرتي، وبعد الفرح نكمل.”
دفعت به بقوة، وأبعدته عنها بعدما أدركت مغزى كلامه، وقالت بخجل:
“والله العظيم، أنت قليل الأدب، ومستحيل تقرب مني إلا بعد الفرح.”
ضغط على شفتيه بنفاذ صبر، قائلاً:
“بنهاار، يا ناس! حد يبقى معاه مراته في أوضة واحدة، ومش قادر يلمسها، ده كده ظلم.”
ابتسمت على تذمره الطفولي، وتحدثت بصعوبة:
“والله العظيم، أنت ما طبيعي. وبعدين، يعني، مش أنت اللي قولت مش هتقترب مني غير لما تحقق حلمي وألبس فستاني الأبيض؟”
تحدث بتذمر طفولي وضيق مزيف:
“علشان أنا غبي وحمار، كنت مفكر أنها هتبقى سهلة، بس طلع عذاب، وحاجات فيا بتنهار.”
استقامت بجسدها وهي تضحك، قائلة:
“الصبر، يا روح وقلب ذات، كل حاجة في وقتها أحلى.”
أنهت كلامها، وركضت إلى المرحاض، حيث اندفعت إلى الداخل، تحاول تهدئة ضحكاتها الغزيرة. نظر إلى أثرها بتذمر، فقال بتململ:
“أه ما أنتي هتحسي بالنار اللي جوايا أزاي؟ هونها من عندك يا رب، ده أنا محصلتش حتى الشاب المراهق.”
استمعت ذات لكلماته من داخل المرحاض، وضعت يدها على فمها، وظلت تضحك على هذا المجنون، الذي كان يمثل كل شيء جميل في حياتها، حتى وإن كان يفكر في أمور تصادف أحيانًا غريبة ومجنونة.
««««««««««««««»»»»»»»»»»»
مرت عدة أيام، وبدأ مهران يدرب ذات بأحترافية، وقد تجاوبت معه بشكل مدهش، حيث بدأت تتعلم بسرعة فائقة. أنهت ذات ارتداء ملابسها استعدادًا للذهاب مع مهران إلى مركز التدريب، فكانت تشعر بمزيج من الحماس والتوتر. لم تكن تلك مجرد تمارين، بل كانت تصنع مسارًا نحو تحقيق أهدافها، وعالمها الخاص الذي أحبت أن تكتشفه. نظرت إلى مظهرها نظرة أخيرة، فاستحسنت كيف بدت، حيث أضافت لمسات من الأناقة إلى ملابسها البسيطة. ثم خرجت من الغرفة لتجد مهران ينتظرها بالخارج. وعندما رآها بهذا الشكل، اتسعت عينيه بصدمة، حيث كان هناك شيء غير متوقع في طريقة ظهورها. نهض ببطء ليتقدم نحوها ويتحدث بهدوء حذر: “أيه ده؟”
وكأنما يواجه مفاجأة لم يكن مستعدًا لها. نظرت إليه باستغراب وتحدثت بعدم فهم:
“أيه فيه أية؟”
ضغط على أسنانه بنفاذ صبر وقال:
“أيه الهدوم اللي انتي لابساها دي! البنطلون مفصل تفاصيل جسمك.”
بدت كلماته وكأنها عاصفة في بحر هادئ، أشعلت فيها شعورًا بالضيق. زفرت بضيق وتحدثت:
“مهران، ده بنطلون عادي يعني، ومش مفصل حاجة. انت بقيت تخنقني أوي، وكل ما ألبس حاجة تعلق عليها وترفضها.”
كان قلقه نابعًا من غيرته، لكنه لم يكن معروفًا لها، لذا نظر إليها بضيق وقال بغضب:
“بخنقك! علشان عايز أحافظ عليكي من عيون الناس؟ بخنقك، أنتي عايزاني أيه، راجل بقرون أشوفك لابسة الضيق والمحزق والقصير والمفتوح وأقولك الله يا حبيبتي هياكل منك حتة؟ أنا راجل يا ذات غيور على أهل بيتي، ولو بتسمي ده خنقه سميه براحتك، إنما أنا هفضل زي ما أنا، يلا ادخلي غيري القرف ده.”
هبطت قدميها بالأرض وتحدثت بتذمر طفولي:
“والله العظيم ده ظلم، الطقم كان عاجبني.”
كانت مشاعرها تتصارع بين الإصرار والغضب، ما جعلها تتحرك لتواجهه ببساطة. نظر لها نظرة نارية وتحدث بنبرة غاضبة:
“سمعتي قولت أيه؟ ادخلي غيري اللى عليكي ده.”
انتفضت مكانها على صوت مهران الغاضب، وكأن روحها قد أصابها الصدمة، وتحركت على مضض إلى غرفتها وبدأت تبدل ملابسها. ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغر مهران وهو يشاهد غضب ذات وتذمرها، وعاد مرة أخرى للجلوس على الأريكة ينتظر خروجها. بعد ثوانٍ معدودة، خرجت ذات بوجه متجهم ونظرت إلى مهران بضيق وقالت:
“أنا خلصت.”
نهض من مقعده واقترب منها، وضع قبلة على وجينتها فقط، تعبيرًا عن حبه الذي لا يستطيع إخفاءه، ثم خرج من الغرفة وتركها. نظرت إلى أثره بنفاذ صبر وقالت:
“الراجل ده هيجنني قريب والله.”
ثم خرجت هي الأخرى ونزلوا إلى الأسفل، وصعدوا السيارة واتجهوا إلى مركز التدريب. بعد عدة دقائق، ترجلوا من السيارة ودلفوا إلى الداخل، ودخلوا إحدى الغرف. أغلق الباب ونظر لها بجدية، حيث كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، وقال:
“يلا اجهزي علشان نبدأ.”
نظرت له بضيق وقالت:
“أنت هتفضل لوي بوزك كده كتير؟ المفروض أنا اللي أزعل على فكرة.”
نظر لها نظرة مطولة وتحدث بصوت جاد:
“قولتلك اجهزي يلا.”
كانت تتغلغل في أعماقها الرغبة لتحديه، ووضعت خطة في ذهنها تثير فيها اهتمامه. ضغطت على أسنانها وتحدثت بتوعد: “ماشي براحتك.”
وتحركت إلى غرفة تبديل الملابس، حيث ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهها عندما قررت الاعتماد على الأسلحة الخاصة بأي أنثى. بدلت ملابسها بشورت قصير ملتصق بجسدها وبدي ضيق يظهر تفاصيل قوامها، فكانت تشعر بقوتها الكامنة وجرأتها المتزايدة. ثم نظرت إلى المرآة بغرور أنثوي، مبتسمة بفخر على ما تعتبره قوة سحرها، وخرجت له وتحدثت بنبرة هادئة:
“أنا جاهزة.”
رفع رأسه للأعلى وبدأت عينه تتفحصها بصدمة، طغت مشاعر الإعجاب والغضب على ملامحه، ثم نهض من على مقعده وتحدث بتساءل:
“أيه ده؟” أجابته بعدم اهتمام قائلة:
“بعرق من المجهود الجامد اللي بعمله في التمارين قولت ألبس ده هيكون مريح أكتر، وكده كده محدش يقدر يدخل الأوضة دي طول ما إحنا فيها.”
أغلق عينيه بنفاذ صبر، وهو يعلم أنها تعمدت ارتداء هذا حتى تثير غضبه، تلك الفتاة التي تجيد استغلال كل موقف لصالحها. أومأ برأسه لها وتحدث بصوت جاهد أن يخرجه طبيعيًا حتى لا تلاحظ تأثير مظهرها عليه:
“يلا بينا نبدأ.”
تحركت باتجاه تمارين الرماية، وقالت:
“أنا عايزة أبدأ بده، علشان حاسة إن مستوايا مش قد كده في التصويب.”
زاغ ببصره بعيد لأنه يعلم جيدًا أن وضع التصويب مع مظهرها المغري سيكون تحديًا لا يمكن مواجهته بسهولة، حرك رأسه بالرفض قائلاً:
“لأ، مش النهاردة، دلوقتي عندنا تمارين لياقة بدنية.”
ابتسمت بمكر، متمسكة بتحديها له، وقالت:
“حلوة برضه اللياقة البدنية.”
وتحركت باتجاه حلبة المصارعة قائلة:
“نبدأ بالتمرين ده، بحبها.”
أومأ برأسه بالموافقة وتحرك إليها وساعدها على الصعود، وظلت تتحرك أمامه بحماس، كان يجذبها، وكان يظهر لها رفضه العاطفي في اللحظة ذاتها. نظر لها بتوتر وقال:
“يلا وريني هتعملي أيه زي ما علمتك.” اقتربت منه وحاولت لكمه بوجهه لكنه تفادها وتحدث بحماس:
“حاولي تكوني أقوى، يلا يا ذات اضربي أقوى وأسرع.”
أومأت رأسها بحماس، وأعادت اللكمة بقوة، فاندفعت مشاعر الأدرينالين فيها، وعلى إثرها تراجع مهران من قوتها، ابتسم لها وتحدث بحماس:
“أقوى يلااا، حاولي توقعيني على الأرض.”
اقترابها منه كان كالألعاب النارية، تجذب الانتباه، وكلما حاولت لكمه ابتعد عنها، مثل عصفور يحاول النجاة من خدعة. شعرت ذات بالغضب الشديد، استخدمت خفة جسدها واقتربت منه بسرعة ونجحت في لمسته، ولكمته أسفل بطنه على غفلة منه، كان ذلك بمثابة المفاجأة الهائلة له، ثم أعطته بقدميها بقوة بساقه، مما أسقطته على الأرض، والاستسلام لم يكن خيارًا، ارتمت فوقه وظلت تضربه بقوة، وتحدثت بأنفاس لاهثة:
“شكلك كنت مستقل بيا ومفكرني كوتي موتي ومش هقدر عليك.”
لم تنهي كلامها حتى دفعها مهران بقوة وأوقعها من فوقه، وبدأ يكبل يديها ويمنع حركاتها، ثم اعتلى جسدها بتحدي قائلاً:
“للأسف غرورك بنفسك خلاكي فكرتي إنك كسبتي الجولة، وده أكبر غلط. متفرحيش بالفوز إلا لما تنتهي الجولة يا قطة.”
كانت تحدق إليه، طموحها يتدفق عبر عينيها، بينما هي تحاول التحرر من قبضته، كانت تتحرك اسفلة بجسدها لكن ذلك أشعل النار في مهران وجعله يفقد السيطرة، وتعالت أنفاسه. اقترب من ذات حتى يقبلها، لكن الشيطانة الصغيرة استغلت الموقف ودفعته بقوة، مما جعله يسقط على وجهه. كان يبدو أنه عقد صفقة مع نفسه أن يخضع، لكنه في تلك اللحظة استسلم أمام إبداعها. لوت ذراعه بقوة خلف ظهره وتحدثت بانتصار:
“الدرس المرادي عندي يا مهورتي، متخليش العواطف تتحكم فيك، علشان هتكون سبب هزيمتك يا ريس.”
تألم مهران من هذا الوضع وحاول أن يحرر نفسه، لكنه لم يستطع. طرق بيده المتحررة على الأرض وأعلن انسحابه، بينما كانت فرحتها كبيرة أينما كانت النتائج. ابتسمت بانتصار وتركته، واستقامت بجسدها ونفضت يدها وكأنها تزيل شيئًا ما من عليها، وقالت:
“سوري يا بيبي الرياضة مكسب وخسارة، هارد لك.”
اعتدل مهران وجلس على الحلبة، ظل يدلك يده بألم وابتسم لها قائلاً:
“متنسيش ده كله بفضلي، أنا اللي دربتك.” مالت بجسدها وقفزت من على الحلبة إلى الأرض، وبمزيج من السعادة والحنق، قالت:
“هسيبك ترتاح يا كوتش النهاردة، وأنا اللي هدرب نفسي.”
أغلق مهران عينيه من تلك المصيبة، فهو يعلم جيدًا ماذا تريد أن تفعل له، وللأسف ستنجح بأقل مجهود في إقاعه في ألاعبها. وبمحض إرادته، بدأت تستخدم إظهار جسدها عندما تميل إلى الأسفل كنوع من أنواع التمارين الرياضية، تعالت أنفاسه بشدة، ونهض سريعًا وهبط إلى الأرض، في محاولة لتعزيز التركيز. حاول إلهاء نفسه بتمارين الرماية، ولكن كيف سينجح في ذلك، فذهنه مشتت ولم يستطيع التصويب الصحيح على الهدف بسبب الأصوات التي أحدثتها ذات. وفي ذلك الوقت، سمع صوت ضحكات ذات اقتربت منه، بدأت بمرح وجمال، ووقفت أمامه وألصقت به بظهرها، وأخذت السلاح قائلة بدلع:
“التصويب بيكون كده يا كوتش.”
وبدأت التصويب الصحيح على الهدف، بينما كان كل طلقة تنثر العرق على وجه مهران، وتغرسه عميقًا في تشوش مشاعره. لم يكن يستطيع التحكم بحالة و الانجذاب التي سيطرت عليه بدأ يلتهم شفتيها ويقبلها بشغف، لكن عندما حاول إبعاد نفسه عنها، لم يستطع، كانت تلك الرغبة بمثابة إغراء لا يمكن مقاومته. وازدادت المعضلة سوءًا عندما بدأت يد مهران تتحرك على جسدها بجرأة، وكأنما انطلقت ذئاب غرائزهم، لتظهر قمة جنون الحب الذي يسيطر عليه. ضغطت على كتفه بقوة حتى ينتبه إلى حالته ويبتعد عنها، لكنها كانت قد توقفت عند ذلك الحد، يحتدم الصراع بداخلها هي الأخرى. لكنه كان بحالة فقد سيطرة تامة، حاول نزع ملابسها لكنها تكلمت بدموع:
“مهران، ارجوك بلاش.”
شعرت كأن كل شيء يتسارع حولها، فبذل كل جهد في السيطرة على الموقف. أغلق عينيه، وأنفاسه تتسارع من فرط الإثارة، ثم ابتعد عنها وخرج من الغرفة، تاركًا إياها بمفردها، بينما كانت فوضى المشاعر تُخيم على المكان. جلست على المقعد تلتقط أنفاسها، أغلقت عينيها بتوتر، وشعرت بتأنيب الضمير لأنها هي من أوصلته لهذه الحالة. نهضت مرة أخرى وبدلت ملابسها وخرجت تبحث عن مهران، وجدته يجلس في مكان منعزل، وملامح وجهه غاضبة. تحركت ببطء شديد نحوه، تشعر بالخجل، وفركت أصابعها ببعض وتحدثت بأسف:
“أنا آسفة.” ظل نظره ثابت أمامه ولم يجيب عليها، وكأنما كان يحاول تنظيم أفكاره وراء بعض الغضب. جلست بجواره ووضعت يدها على يده قائلةً:
“متزعلش مني يا مهران، أنا كنت عايزة استفزك مش أكتر، مكنتش أقصد اللي حصل ده.”
تنهد بضيق وتحدث وهو مازال نظره معلق أمامه على الفضاء، وكأنما يتحدث إلى نفسه:
“المشكلة يا ذات إنك بتستخدمي أسلوب غلط معايا. ربنا يعلم أنا بجاهد نفسي إزاي علشان أصبر على الخطوة دي وأجلها بعد الفرح. أنا بحبك لدرجة الجنون، ويمكن ده اللي بيخليني أفقد السيطرة مع أول حركة مثيرة منك، بس هيجي عليا وقت وهنفِر من عمايلك دي، ومهما تعملي مش هيأثر فيا. أرجوكي، بلاش طريقتك دي لو بتحبيني بجد.”
نظرت له بندم وأومأت برأسها بالطاعة، مدركة أنها قد تتسبب في المزيد من المشاكل، وقالت:
“حاضر، بس متزعلش مني أرجوك.”
نظر لها بعتاب، وكأنما يريد أن يشدد فكرة أساسية:
“أنتي زعلانة مني وبتعملي كل ده علشان بحبك وبغير عليكي؟ كنتي هتفرحي أوي يعني لو كنت شاب فري وأسيبك تلبسي اللي انتي عايزاه وكل راجل يبص على جسمك شوية؟ أنا عندي الموت أهون من اللحظة دي يا ذات. أنا راجل عاشق مجنون بيكي وبغير عليكي، ولو أطول أنقبك علشان أمنع عيون الناس تبصلك، كنت عملتها والله. استحملي جنوني بيكي و غيرتي عليكي يا ذاتي.”
قبلت يده بحب، بينما كانت تتدفق الكلمات بحماس:
“أنا آسفة بجد، ومش هضايقك تاني أبدًا.”
ابتسم لها بحب وقال بنبرة هادئة:
“يسلملي الواد المطيع ده يا ناس، يلا بينا نكمل التدريبات.”
نظرت له بابتسامة وقالت بغمزة:
“تمارين رماية برضه.”
كانت تعرف ما تأثير هذه الكلمات عليه، فأجبرته على الابتسام في الداخل. حرك رأسه بنفاذ صبر، لكن ذلك كان جزءًا من معركته العقلية. نهض من مقعده وأمسكها من ملابسها قائلاً:
“امشي يا آخرة صبري، هتجنن منك يا مصيبة.”
كانت تلك اللعبة التي أحبها، في حين عادوا مرة أخرى إلى الداخل، وبدلت ذات ملابسها مرة أخرى، وبدأوا التمارين، ولكن هذه المرة بجدية وحماس أكبر، والكثير من الانفعالات المخبأة في قلب كل منهما، مما تسبب في تشكيل لحظات جديدة من التوتر والشغف.
«««««««««««««««»»»»»»»»»»»
وأخيراً جاء اليوم المنتظر، يوم زفاف مهران. كانت ذات قد تجهزت وكأنها أميرة من أميرات ديزني، عابرة في قمة الجمال بفستانها الأبيض اللامع. نظرت إلى انعكاسها في المرآة، ودقات قلبها تتعالى، شعرت بالسعادة تغلف أركان المكان. حركت يدها برفق على جسدها، وانهمرت دموعها، لكن هذه المرة كانت دموع الفرح. تذكرت ما مرت به في الماضي، وكأنه شريط ذكرياتها يعرض كفيلم في السيما. كانت تلك الذكريات مليئة بالصعوبات والتحديات، من لحظات الوحدة التي قضتها في انتظاره إلى الأوقات التي شعرت فيها أن الحب بعيد المنال. ولكن جاءت قطعت تأملها، كعادتها، صوت مهرة تقول:
“أنتي بتتعرفي على نفسك ولا إيه؟! اخلصي يا أختي، العريس على نار، واقف مش على بعضة، مستنيكي.”
زفرت بضيق وتحدثت بنفاذ صبر:
“يا بنتي، أنتي حد مسلطك عليا! كنت سرحانة وعايشة اللحظة، نطيتي زي فرقع لوز بصوتك ده وقطعتي اللحظة.”
ضحكت مهرة، وقالت:
“الحق عليا! جيت أقولك اخلصي علشان مهران باشا هيتجنن، ويطلعلك، ولو طلع الأوضة أقسم بالله أخويا ما هينزل وهيحبسك هنا، وأنتي فاهمة الباقي بقى.”
حركت ذات رأسها بنفاذ صبر، وتحدثت:
“والله العظيم يا مهرة، أنتي معداش عليكي التربية! ما شاء الله عليكي قلة أدب متنقلة في كل مكان. الله يكون في عونك يا شريف.”
تعالت ضحكات مهرة، وقالت بمزاح:
“هيييح، شيفو! كان نفسي يكون النهاردة فرحنا مش خطوبتنا، يا بختك يا بنت المحظوظة.”
دفعتها بخفة وتحدثت بمزاح:
“يخربيت عنيكي، اللي هتجبنا الأرض دي.”
في تلك اللحظة، سمعوا صوت طرقات على الباب. تكلمت مهرة قائلة:
“أهو يا أختي، روميو طالعلك. أروح أنا أمشي المعازيم علشان الفرح هيتلغى.”
ثم فتحت الباب، لتجد شخصاً غير مألوف لها. بملامح تحمل رجولة واضحة في عينيه، وشعره الداكن المصفف بعناية. سألته بتساءل:
“مين حضرتك؟”
فرد عليها بنبرة جادة:
“أنا زين سليم الزويدي، ابن عم ذات.”
««««««««««««««««»»»»»»»»»»»

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شهادة قيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى